أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - التراث اليهوديّ















المزيد.....



التراث اليهوديّ


سامي المنصوري

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 19:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التراث اليهوديّ

هذه المقالات ليس من تأليفي وانما مقتضبات واقتباسات و ملخصات واستنتاجات من بطون الكتب والمقالات والنشرات والابحاث من مصادرها كيفما وردت لكتاب وباحثين أجانب ومستشرقين وعرب منهم المسلم او المسيحي او لا ديني والعلماني وغيرهم بهذه الصوره جمع مقال عام شامل بصوره حياديه ومعتدله لتوضح التاريخ الديني والجغرافي – اذا كنت ديني عقائدي لا تقرأ المقال لانه عكس هواك


هذا مبحث قديم جديد، تناوله عديد الباحثين الأجانب منذ القرن التاسع عشر(1) وحتّى يومنا هذا، وهو اقتباس القرآن من التراث اليهوديّ(2) وهذه "الشبهة" في الحقيقة موجودة منذ وُجد القرآن نفسه الذي وثّقها أكثر من مرّة: (حتّى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلاّ أساطير الأوّلين) (الأنعام، 25) (وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلاّ أساطير الأوّلين) (الأنفال، 31) الخ.. فالآيات عديدة، وهؤلاء المجادلون ربّما يقصدون بقولهم "أساطير الأوّلين" معنى "خرافات الأوّلين" وربّما يقصدون كتابات وحكايات وقصص الأوّلين، (قصص ليست غريبة على أسماعهم إنّما هي مألوفة، وهي متداولة فيما بينهم، والقرآن بالنسبة لهم لا يختلف عمّا تقدّم..)(3) فمعنى كلمة "أساطير"(4) يحمل مدلولين حسب الآيات التي ترد فيها، إمّا مدلول الخرافة، أي خرافات الأوّلين، وإمّا مدلول الكتابة، أي كتابات الأوّلين ويكون الجذر سطر يسطر أي كتب يكتب، وهو ما نراه في قوله : (والقلم وما يسطرون) (القلم، 1) أو قوله: (وكتاب مسطور) (الطور، 2) بيد أنّ لفظة أساطير صارت لا تعني لاحقا إلاّ الخرافة والأسطورة بمعناها المتداول اليوم، فيقول الرازي مثلا: (قد والله تعجّبنا من قولكم إنّ القرآن معجز، وهو مملوء من التناقض، وهو أساطير الأوّلين)(5) بمعنى خرافات الأوّلين.

قد يقول قائل: لا إشكال في أن نجد في القرآن ما قالته الكتب المقدّسة السابقة، فالمصدر واحد والرسالة الإلهيّة واحدة، والقرآن مصدّق لما بين يديه من التوراة والإنجيل فمن الطبيعيّ أن يروي قصصهما نفسها بل ويصحّح بعضها أيضا، فما وافق القرآن منها فهو حقّ وما لم يوافق فهو محرّف. وهذا كلام جانب الصواب وإليكم التفصيل.


الإسرائيليّات التوراتيّة: (6)


نقل القرآن عديد القصص التوراتيّة كخلق السماوات والأرض في ستّة أيّام وخلق آدم وبعض التشريعات وغير ذلك، بيد أنّ هذه القصص سرقتها التوراة من الحضارات المجاورة ويقول سهيل قاشا: (وقد توصّل العديد من العلماء إلى أنّ ما تضمّنته أسفار العهد القديم من قصص وأساطير وشرائع إنّما يرجع أصله إلى المدوّنات السومريّة والبابليّة والأشوريّة، وإنّ اليهود اقتبسوا منهم ما ينفعهم، وحذفوا بلا هوادة كلّ ما لم يلق استحسانهم)(7) فتدوين التوراة كان بين أواخر القرن الثامن والخامس قبل الميلاد(8) فلا نتعجّب أن نجد فيها قصصا أشوريّة مثل قصّة النبيّ موسى الذي ألقته أمّه في اليمّ وحمله الماء إلى من رعاه ثمّ صار قائدا وهي في الأصل قصّة الملك سرجون الأكادي الذي حكم بين سنوات 2279 و2334 قبل الميلاد(9) ولا نتعجّب حين نقرأ قصصا أو شرائع بابليّة إثر عودتهم من السبي البابلي مثل اقتباسهم من شريعة حمورابي المكتوبة حوالي سنة 1750 قبل الميلاد والموجودة اليوم في متحف اللوفربباريس، إذ نقرأ مثلا في المادة 196: (إذا فقأ سيّد عين ابن أحد الأشراف، فعليهم أن يفقؤوا عينه) وفي المادة 200: (إذا قلع سيّد سنّ سيّد من طبقته، فعليهم أن يقلعوا سنّه) (10) وهو ما نجده في سفر التثنية 19، 21: (نفس بنفس، عين بعين، سنّ بسنّ) وحرفيّا بالعبريّة: נ-;-פ-;-ש-;- ב-;-נ-;-פ-;-ש-;- ע-;-י-;-ן-;- ב-;-ע-;-י-;-ן-;- ש-;-ן-;- ב-;-ש-;-ן-;- = نفش بنفش عين بعين شن بشن، وهذا بدوره انتقل إلى القرآن : (وكتبنا عليهم فيها [أي في التوراة] أنّ النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسنّ بالسنّ) (المائدة، 45) ثمّ يقول القرآن في الآية نفسها: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) فهل يا ترى هذا ممّا أنزل الله أم ممّا شرّع حمورابي؟ ولا نتعجّب حين لا نجد دليلا أركيولوجيّا واحدا عن وجود موسى ولا عن عجائبه وآياته ويقول "ليو تاكسيل": (ولكنّ مؤرّخا مصريّا واحدا لم يقل أيّ كلمة عن هذه الكارثة المفجعة [أي غرق فرعون وجنده] التي لا مثيل لها في تاريخ الأعمال الوحشيّة السابقة، كما لم يتحدّث أيّ منهم عن الكوارث العشر الشهيرة التي حلّت بالمملكة المصريّة. ويحاول بعض اللاهوتيّين أن يتذرّع بأنّ الشعور الوطني المصري هو الذي منع المؤرّخين المصريّين [وقتها] عن تأريخ الأحداث المذكورة، ونحن نقول: فليكن الأمر هكذا فعلا! ولكن ماذا عن المؤرّخين الذين ينتسبون إلى جنسيّات أخرى؟ ما الذي منع هؤلاء من تدوين تلك الأحداث المأساويّة لو أنّهم سمعوا بها؟ وكيف أمكنهم ألاّ يسمعوا بها؟ (…) حتّى هيرودوت الذي درس تاريخ مصر دراسة جيّدة وساق كثيرا من أخبار شعبها، لم يقل كلمة واحدة عن الأحداث إيّاها) (11) والأبحاث الأركيولوجيّة الحديثة(12) زادت الطين بلّة ولم تستطع إثبات هذه الأحداث التوراتيّة-الإنجيليّة-القرآنيّة، كما أنّ قصّة استعباد فرعون لبني إسرائيل تنتمي إلى الخيال القصصي لا الوقائع التاريخيّة فالعبوديّة لم تكن موجودة في مصر(13) ناهيك عن قصّة سليمان والتي أطلق فيها كتبة التوراة العنان لخيالهم لتمجيد أصلهم وفصلهم ومن بعدهم القرآن فصار لسليمان جنود من الجنّ والإنس بينما لا يوجد ولو ذكر واحد يتيم(14) لهذه الشخصيّة عند مؤرّخي الحضارات المجاورة وهذا من العجب العجاب.

والراجح عندنا أنّ هذه الشخصيّات مزاعم يهوديّة متأخّرة انبثقتْ إثر السبي البابلي (وربّما قبله) لصناعة أبطال قوميّين وخاصّة موسى الذي تحدّى المملكة المصريّة بفضل "يهوه" واستطاع إخراج بني إسرائيل ليقودهم نحو الأرض المقدّسة، وبالمناسبة فأرض كنعان هذه كانت تحت الحماية المصريّة أصلا، فلا يكفي أنّ موسى تغلّب على فرعون الذي تبعه مع جنده في البحر بكلّ غباء بل زاد أن استولى اليهود من بعده على الأراضي الكنعانيّة في فلسطين التي تحت سلطة الفراعنة، وجعلوا أنفسهم شعب الله المختار والمفضّل وهذا انتقل بدوره إلى القرآن الذي يقول: (يا بني إسرائيل أذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنّي فضّلتكم على العالمين) (البقرة، 122) فالله يفضّل شعبا على شعب وهو خالقهم جميعا، أمّا لماذا، فتلك حكمته. ولا يخفى على كلّ ذي رشد وعقل أنّ هذا يصبّ في مصلحة كتبة التوراة، وكتبة العهد القديم بصفة عامة، لإذكاء الروح القوميّة فيهم ومقاومة المحتلّ تحت رعاية الخالق الذي اختارهم، فنقل عنهم القرآن أساطيرهم وخرافاتهم ومزاعمهم والأمثلة كثيرة لا يتّسع المقام لها هنا مثل خلق الأرض والسماء في ستّة أيّام والتي يعلّق عليها معروف الرصافي قائلا: (أمّا الحقيقة فهي أنّ خلق السماوات والأرض في ستّة أيّام خرافة مذكورة في التوراة، وبما أنّ التوراة عند محمّد كتاب مقدّس من كتب الله، أخذ ذلك منها وذكره في القرآن) (15)


الإسرائيليّات التلموديّة والمدراشيّة:


وإذ إنّ العهدين القديم والجديد مليئان بالأساطير فإنّ القرآن لم يصدّق فقط ما بين يديه منهما بل صدّق أيضا التلمود والمدراش وهما منجمان كبيران للأساطير والخرافات. ولفظة التلمود مشتقّة من جذر ל-;-מ-;-ד-;- = لمد وتعني تعلّم وعرف ودرس، فتلمود تعني دراسة وهي قريبة من لفظة "تلميذ"، ويتكوّن التلمود من محورين رئيسين: المشناه والجمارا، أمّا المشناه فهي الشريعة النقليّة الشفويّة، ويزعم اليهود(16) أنّها منقولة عن موسى، وهي تتكوّن من ستّة مباحث ولفظة مشناه مشتقّة من جذر ש-;-נ-;-ה-;- = شنه، وتعني "ثنّى" بالعربيّة وراجع وأعاد وهذه اللفظة تذكّرنا بلفظة "المثاني" في القرآن فإن كانت ستّة في التلمود فهي سبعة في القرآن، (آتيناك سبعا من المثاني) وأمّا الجمارا فهي نقاشات حول المشناه، ويوجد التلمود البابلي والتلمود الأورشليمي(17) وقد انتهتْ كتابة التلمود في القرن السادس بعد الميلاد(18) أمّا المدراش فهو ما يوازي كتب التفسير في الإسلام، أي كتبه رجال دين يهود لتوضيح أو تأويل التوراة، ولفظة "مدراش" تعني الدراسة أيضا والبحث والتأويل وجذرها "درش" وتقابلها لفظة "درس" بالعربيّة، والمدراش تتوزّع كتابته بين القرن الثاني والقرن الثالث عشر بعد الميلاد، بيد أنّنا نستطيع معرفة تاريخ كتابة بعض النصوص قبل الإسلام أو بعده. وأغلب القصص القرآني عن الأنبياء مأخوذ من التلمود والمدراش، حيث راجعتها كلّها، إلاّ قصّتي عاد وثمود بوصفهما قصصا عربيّة غير مذكورتين في التراث اليهوديّ.

ربّما سيقول قائل إنّها قصص صحيحة ذكرها القرآن ولا شيء ينفي أن يذكرها من كان قبله، فهي ليست سرّا من الأسرار، وعليّ حينها أن أضرب مثالا لأقرّب الأمر إلى القارئ، ولنفتح تفسير الزمخشري ونختار مثلا تفسيره لسورة النمل، الآية 18 التي تتحدّث عن مرور النبيّ سليمان قرب وادي النمل والتي جاء فيها: (حتّى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيّها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) فيقول الزمخشري مفسّرا: (قيل كانت تمشي [أي النملة] وهي عرجاء تتكاوس، فنادت: يا أيّها النمل، الآية، فسمع سليمان كلامها من ثلاثة أميال. وقيل كان اسمها طاخية) (19) ولنفتح أيضا تفسير ابن كثير لهذه الآية، فنقرأ التالي: (عن قتادة، عن الحسن، أنّ اسم هذه النملة حرس، وأنّها من قبيلة يقال لهم بنو الشيصان، وأنّها كانت عرجاء، وكانت بقدر الذئب) (20) وكما ترون فالنملة لها اسم وقبيلة وهي في حجم الذئب، وتتكلّم ثمّ يتبسّم سليمان من كلامها الفصيح، ثمّ لنفترض أنّ القرآن لم يقل إنّ محمّدا هو آخر الأنبياء، ولنفترض أنّ شخصا في عصرنا الحالي ادّعى النبوّة وقال أنّه مصدّق للتوراة والإنجيل والقرآن، ويبدأ في صياغة كلام مسجوع ويقول مثلا: (وإذ قالت طاخية لقومها من بني شيصان يا أيّها النمل ادخلوا…الخ) ألن نكذّبه ونقول له: هذا كلام أساطير ذكره بشر يخطئون ويصيبون؟ ألن نعطيه أيضا المصادر التي نقل عنها هذا الكلام، لنبيّن أنّه ليس بوحي، بل نقل عن بشر آخرين؟ ونذكّره بأنّ القرآن لم يذكر طاخية ولا شيصان.

وهذا تحديدا ما نجده في القصص القرآني المنقول من التلمود والمدراش الذي كتبه بشر أطلقوا العنان لخيالهم، فألّفوا الأساطير، ومنها بالطبع النملة التي تتكلّم، فلا لوم على الزمخشري وابن كثير في التفسير فالأسطورة تلد الأسطورة، والقرآن نفسه يشير إلى اقتباسه من الكتب السابقة، باعتبارها وحيا، فيقول: (وإنّه لتنزيل ربّ العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربيّ مبين، وإنّه لفي زبر الأوّلين) (الشعراء، 192، 196) فالقرآن ترجمة بلسان عربيّ لما هو موجود في زبر الأوّلين، وإحقاقا للحقّ فقد أبدع في الترجمة، في أغلب المواضع، وحاز قصب السبق في استعمال عنفوان وبلاغة اللغة العربيّة في المجال اللاهوتي. وقد كانوا يعلمون أنّ كلّ القرآن منقول من كتب الأوّلين إلاّ من بعض آياته حيث جاء في صحيح مسلم أنّ ملكا من السماء نزل إلى النبيّ وقال له: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة) (21) فكلّ كلام القرآن قد أوتي لنبيّ من قبل، أو بالأحرى لمن يعتقد أنّهم أنبياء، إلاّ سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، حسب ابن عبّاس راوي الحديث.


الإسرائيليّات العربيّة:


قد اقتبس القرآن عديد القصص والأحكام من التراث اليهوديّ بيد أنّه كان يتدخّل أحيانا في صياغة القصّة أو التشريع ليجعله موافقا للأرضيّة العربيّة كوصفه للجنّة مثلا، فأغلب العرب يعيشون في أرض صحراويّة قاحلة، فلا بدّ أن تكون الجنّة فيها أنهار من عسل وخمر ومليئة بالنساء الأبكار والولدان المخلّدين ويعلّق ابن الراوندي على هذا الأمر قائلا: (لمّا وصف الجنّة [أي محمّد] قال فيها أنهار من لبن لم يتغيّر طعمه وهو الحليب ولا يكاد يشتهيه إلاّ الجياع، وذكر العسل ولا يُطلب صرفا، والزنجبيل وليس من لذيذ الأشربة، والسندس يفرش ولا يلبس، وكذلك الاستبرق الغليظ، ومن تخايل أنّه في الجنّة يلبس هذا الغليظ ويشرب الحليب والزنجبيل صار كعروس الأكراد والنبط !) (22) وقد حافظ القرآن على تشريعات موجودة كقطع يد السارق مثلا وهي عادة جاهليّة حيث جاء في المنمّق أنّ قريشا في الجاهليّة كانت تقطع يد السارق (23) ناهيك عن عادة "الحجّ" وهي شرائع وثنيّة جاهليّة فيدفع الحاج اليوم الأموال الطائلة كي يطوف حول حجر ويقبّل حجرا ويرمي حجرا بحجارة ثمّ يعود وقد غفر الله له ذنوبه فمن المستفيد من هذه السياحة الدينيّة ؟ ولنا أن نتمثّل كلام وحيد السعفي: (الدين يشيّد صرحه العظيم على أنقاض الصرح القديم، فشابه الدين الدين وآمن الإنسان بتواصل الحياة في ظلّ الإصلاح والقضاء على التحريف، وظهر للعيان ما كان خافيا من دين حنيف حرّفه الزمان، ذاك شأن الدين، ذاك حيلة من حيل الدين) (24) قلنا إذن، إنّ القرآن كان يتدخّل في صياغة القصص أحيانا مثل قصّة السامري والعجل أو قصّة "الخضر" وموسى وغيرهما، فبعض القرآن تأليف "مدراشيّ" باللغة العربيّة فيه تأويل للقصص السابقة وعرضها بطريقة أخرى وهذا يدلّ على تمكّن النبيّ من التراث اليهوديّ ومن اللغة العبريّة كما نرى مثلا في قوله: (من الذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا وأسمع غير مسمع وراعنا ليّا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنّهم قالوا سمعنا وأطعنا وأسمع وأنظرنا لكان خيرا لهم وأقوم…) (النساء، 46) فقول اليهود "سمعنا وعصينا" يعني "سمعنا وأطعنا" فلفظة "عصينا" العبريّة تعني بالعربيّة "أطعنا" وهي الجملة التي قالها اليهود لموسى حيث نقرأ في سفر التثنية 5، 27: ו-;-ש-;-מ-;-ע-;-נ-;-ו-;- ו-;-ע-;-ש-;-י-;-נ-;-ו-;- = وشمعنو وعصينو وتعني بالعربيّة: سمعنا وأطعنا، فاليهود في هذا الآية في القرآن يتهكّمون حيث يذهب في خلد من كان حاضرا أنّهم يعصون النبيّ، فإن اعترض أحد الصحابة أو النبيّ قالوا: بل نقصد عصينا العبريّة أي الطاعة وإن لم يعترض أحد ظلّ السامع يعتقد بعصيان اليهود جهرا، وقولهم كذلك "راعنا" وهي مشتقّة من لفظة ר-;-ע-;- = رع والتي تعني "الشرّ" فقولهم "راعنا" أي أنت "شرّنا" بالعبريّة بينما بالعربيّة تعني "ساعدنا" و "اصبر علينا" لذلك يقول القرآن معلّقا "ليّا بألسنتهم وطعنا في الدين" فالنبيّ كان يفهم العبريّة والمقاصد من غمز اليهود، وكيف لا وهو المطّلع على قصص التراث اليهوديّ والتي صاغها بلسان عربيّ بليغ ورائع فلم يجانب الصواب حين يتحدّى الناس بأن يأتوا بمثل هذا القرآن بالعربيّة، ومن حقّه أن يفخر ويتحدّى.


الإعجاز العلمي في الإسرائيليّات:


أُلّفتْ كتب عديدة تتحدّث عن الإسرائيليّات في الحديث والتفسير والسيرة (25) بوصفها أساطير لا يقبلها العقل، ولكنّها تتجاهل إسرائيليّات القرآن فهل أنّ نوحا الذي عاش 950 سنة ممّا يقبله العقل؟ أم الهدهد الذي كان يقوم بدور وزير الخارجيّة بين سليمان وبلقيس؟ أو ربّما التقام الحوت ليونس ثمّ خروجه حيّا هو ممّا يقبله العقل؟ وغير ذلك كثير من الخرافات كأهل الكهف وكالذي مات مائة عام ثمّ عاد إلى الحياة .. الخ، فكلّ هذا يدخل في باب الإيمان لا في باب العقل وكلّ شخص حرّ في إيمانه بما يريد بيد أنّه ليس حرّا في عقلنة الأسطورة وأسطرة العقل، فيخرج علينا دعاة الإعجاز العلميّ بفذلكات سرياليّة أحيانا يجرّون فيها اللغة العربيّة من شعرها ذليلة مهينة ويلوون عنقها وعنق المعنى، فمثلا نقرأ أنّ قول القرآن" والشمس تجري لمستقرّ لها" هو إعجاز علميّ ويتناسون (وربّما لا يعلمون) أنّ الأصل موجود في التلمود (26) فهل يا ترى يوجد إعجاز علميّ في التلمود؟ أو قولهم إنّ آية إنزال الحديد من السماء هي إعجاز علميّ فهل قول القرآن" وأنزلنا من الأنعام ثمانية أزواج" يعني أنّ الأكباش والأبقار نزلت من السماء أيضا؟ كما أنّ آية إنزال الحديد هي نقل لأسطورة شعبيّة حيث أنّ الحضارات القديمة وقبل العصر الحديديّ في بداية الألفيّة الأولى قبل الميلاد، كانوا يستعملون الحديد الذي في النيازك الساقطة على الأرض فاعتبروه معدنا قادما من السماء (27) وظلّت هذه الأسطورة في التراث الشعبي ودخلت إلى القرآن، كما أنّ الحديد، علميّا، لم ينزل من السماء، هذا إن كان يصحّ أصلا ذكر كلمة "نزول" و"سماء" أثناء الحديث عن تكوّن الأرض، فانظرْ يا رعاك الله كيف تصبح الأساطير أدلّة علميّة ويُحشد لمروّجيها المؤسّسات والأموال والرجال لنشر الجهل بين الناس وهم -أي الشعوب- أحوج إلى إنشاء مؤسّسات تعنى بالبحث العلميّ الحقيقيّ وتدعّمه لعلّها تضع أقدامها على سلّم الحضارة والتقدّم. وقد نتفهّم سعي هؤلاء إلى الشهرة والمال من ناحية وإلى محاولة التوفيق بين الفيزيقيا والميتافيزيقيا من ناحية أخرى، (ليست هذه المحاولة بقاصرة على القرآن، وإنّما لها جذورها التاريخيّة في علاقة الفكر المسيحيّ بالحقائق العلميّة الجديدة منذ بدأ العلم يتناول قضايا احتكرها اللاهوت حقبا طويلة) (28) فكان لابدّ أن نجد أدلّة علميّة في النصوص المقدّسة نقوّي بها الإيمان حتّى وإن وصل بنا الأمر إلى "التدليس التقيّ" على حدّ تعبير فولتير.


الخاتمة:


لمْ نَشأْ في هذا المبحث المقتضب أن نتوسّع كثيرا في ذكر القصص الإسرائيليّة ومقارنتها بالقصص القرآني حيث قد طُرح هذا الأمر من قبل وغيره كاقتباس القرآن من التراث الفارسي والمسيحي، بيد أنّنا نودّ الإشارة إلى أنّ القرآن ينتمي إلى السياق الشرق-أوسطي اللاهوتي وهو متجذّر فيه من ناحية وفي مجتمعه العربيّ من ناحية أخرى ولا يمكننا فصل القرآن عن الإسرائيليّات لأنّه امتداد عربيّ لها، وإن كان القرآن بوصفه كتاب دين ظلّ وفيّا لكتابات الأوّلين فإنّنا وفي عصرنا الحديث نعتبرها مجرّد أساطير وخرافات نقلها القرآن عن حسن نيّة ودافع عنها وحارب من أجلها.


الهوامش:


1-Abraham Geiger, Was hat Mohammed aus dem Judentume aufgenommen? Bonn, 1833 (الطبعة الإنجليزيّة: Judaism and Islam, tr. Young, 1896)-;- W. St. Clair- Tisdall, The Original Sources of the Qur an, [المصادر الأصليّة للقرآن] Society for Promoting Christian Knowledge, London, 1905-;- etc..وآخرها:

Hai Bar-Zeev, une lecture juive du coran [قراءة يهوديّة للقرآن ], Berg International Editeurs, 2005

2- جمع لويس جنزبيرغ Louis Ginzberg كلّ الروايات من المدراش والتلمود والتراث اليهوديّ ونشرها بين السنوات 1909-1938 في كتابه الموسوعيّ: Legends of the Jews (أساطير اليهود) وهو مترجم إلى الفرنسيّة ( Les légendes des Juifs) في ستّة أجزاء بترجمة Gabrielle Sed-Rajana في دار نشر cerf بباريس، نُشرتْ بين سنوات 1997-2006.

3- إبراهيم محمود، الفتنة المقدّسة، عقليّة التخاصم في الدولة العربيّة الإسلاميّة، دار رياض الريس، بيروت، 1999، ص160

4- لفظة أسطورة تقابلها باليونانيّة Istoria= Ι-;-σ-;-τ-;-ο-;-ρ-;-ί-;-α-;- وباللاتينيّة storia ومنها انبثقتْ history الإنجليزيّة وhistoire الفرنسيّة.

5- عبد الرحمن بدوي، من تاريخ الإلحاد في الإسلام، سينا للنشر، ط2، مصر، 1993، ص250

6- التوراة هي كتب موسى الخمسة فقط ولكنّنا نستعملها هنا اصطلاحا على كامل نصوص العهد القديم.

7- الأب سهيل قاشا، أثر الكتابات البابليّة في المدوّنات التوراتيّة، بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، بيروت، 1998، ص8

8-Israel Finkelstein et Neil Asher Silberman, La Bible dévoilée, Gallimard, Paris, 2004, p368-374

والكتاب الأصلي بالإنجليزيّة بعنوان: The Bible unearthed

9- هو نصّ مكتوب في القرن السابع قبل الميلاد ومنسوب إلى سرجون الأكادي الذي عاش قبل ذلك التاريخ بستّة عشر قرنا لكن اللافت للانتباه أنّه يوازي بداية تدوين التوراة من ناحية وأنّ اليهود كانوا فعلا في السبي البابلي من ناحية أخرى وسمعوا بالقصّة فأسقطوها على شخص موسى، لقراءة النصّ انظرْ:

Georges Roux, La Mésopotamie : essaie d’histoire politique, économique et culturelle, l’univers historique, éd. Seuil, Paris, 1985, p138-139

10- سهيل قاشا، أثر الكتابات البابليّة، مرجع سابق، ص28

11- ليو تاكسيل، التوراة كتاب مقدّس أم جمع من الأساطير، ترجمة حسان ميخائيل إسحاق، ط1، 1994، ص176 والكتاب الأصلي بالفرنسيّة: La Bible Amusante, éd Librairie pour tous, 1897

12- Israel Finkelstein et Neil Asher Silberman, La Bible dévoilée, op.cit, p84-118

13-Droit et Cultures, Revue d’anthropologie et d’histoire, Centre droit et cultures , Université paris X, Bernadette Menu, La question de l’esclavage dans l’Egypte pharaonique, éd. L’Harmattan, n39-2000/1, p59-79

وذهب نديم السيّار إلى أنّ موسى وُجد أثناء احتلال الهكسوس لمصر وأنّه بُعث إلى هؤلاء الرعاة لا إلى الفراعنة المصريّين انظرْ كتابه: قدماء المصريّين أوّل الموحّدين، طبعة الأهرام، سنة 1995 بالقاهرة.

14-Israel Finkelstein et Neil Asher Silberman, Les rois sacrés de la Bible : A la recherche de David et Salomon, Gallimard, 2007

15- معروف الرصافي، الشخصيّة المحمّديّة أو حلّ اللغز المقدّس، دار الجمل، ألمانيا، 2002، ص 654

16- يرفض مذهب "القرّائين" الشريعة الشفويّة أي التلمود ويؤمنون فقط بكتب العهد القديم، وهم مثل مذهب "القرآنيّين" في الإسلام.

17- لمزيد المعلومات عن التلمود وأقسامه راجع: أحمد إيبش، التلمود كتاب اليهود المقدّس، تاريخه وتعاليمه ومقتطفات من نصوصه، دار قتيبة، دمشق، 2006

18- المرجع السابق، ص27

19- الزمخشري، الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل….، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمّد معوّض، مكتبة العبيكان، الرياض، 1988، ج4، ص440

20- ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، تحقيق نخبة من الأساتذة، مؤسّسة قرطبة للطبع والنشر والتوزيع، مصر، 2000، ج10، ص397

21- الحميدي، الجمع بين الصحيحين، تحقيق: علي حسين البواب، دار ابن حزم، لبنان، 2002، ج2، ص97

22- ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، دار صادر، بيروت، 1939، ج6، ص103 نقله ابن الجوزي من كتاب "الدامغ" لابن الراوندي وهو كتاب لم يصلنا.

23- البغدادي، كتاب المنمّق، تحقيق: خورشيد أحمد فاروق، دائرة المعارف، 1964، ص530

24- وحيد السعفي، القربان في الجاهليّة والإسلام، منشورات تبر الزمان، تونس، 2007، ص194

25- انظرْ مثلا محمّد حسين الذهبي، الإسرائيليّات في التفسير والحديث، مكتبة وهبة، ط4، 1990 / وانظرْ: رمزي نعناعة، الإسرائيليّات واثرها في كتب التفسير، دار القلم ودار الضياء، 1970 الخ..

26- التلمود البابلي، سنهدرين 91 ب، ويذكر فيها أنّ الشمس تذهب لتسجد لخالقها وهو نراه في البخاري ومسلم نقلا عن أبي ذرّ متحدّثا عن هذه الآية: "كنت مع رسول الله في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تذهب الشمس فقلت الله ورسوله أعلم فقال تذهب تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله عز وجل ( والشمس تجري لمستقرٍّ لها ذلك تقدير العزيز العليم ) سورة يس في رواية ثم قرأ ( ذلك مستقرٌّ لها ) في قراءة عبد الله وفي رواية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تدرون متى ذاكم ذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً وفي رواية وكيع مختصرة" الحميدي، الجمع بين الصحيحين، مصدر سابق، ج1، ص152

27- The Journal of the Royal Anthropological Institute of Great Britain and Ireland, Vol. 71, No. 1/2 , 1941, T. A. Rickard, The Use of Meteoric Iron, p55-66

28- عاطف أحمد، نقد الفهم العصري للقرآن، دار العالم الجديد، ط3، القاهرة، 1985، ص46 وانظرْ أيضا في نقد الإعجاز العلمي: خالد منتصر، وهم الإعجاز العلمي، دار العين للنشر، مصر، 2005


االأوان


Droit et Cultures, Revue d’anthropologie et d’histoire, Centre droit et cultures , Université paris X, Bernadette Menu, La question de l’esclavage dans l’Egypte pharaonique, éd. L’Harmattan, n39-2000/1, p59-79
وكاتبة هذا المبحث هي عالمة مصريّات ورئيسة مجمع الأبحاث العلميّة في فرنسا، وهو مبحث باللغة الفرنسيّة، بيد أنّه يوجد تلخيص له بالإنجليزيّة وهو التالي:



وقد تعرّضتْ في مبحثها إلى جميع النقوش والبرديّات وحلّلتها.
يقول القمص تادرس:

توارثت البشرية هذه القصة وقدمتها الشعوب بصور مختلفة متباينة، انحرفت عن هدفها الحقيقي، وشابها الكثير من الأساطير. وفيما يلي صورة موجزة عن بعض التقاليد القديمة الخاصة بالقصة:


أ. آثار بابل:

جاء في آثار بابل عن الكاهن المصري بيروسوس من رجال القرن الثالث ق.م أنه في عهد الملك أكسيسوثروس Xisuthras حدث طوفان، حيث بني الملك فلكًا أخذ فيه عائلته وأصدقاءه المقربين إليه، وجمع فيه من الطيور والحيوانات والمؤن حتى إذا انقطع المطر أرسل بعض الطيور فجاءته وأرجلها بها طين، وهكذا في المرة الثانية، وفي الثالثة لم ترجع، وقد رسى الفلك في أريدينا.
أما أقدم رواية عن الطوفان في بابل فهي "ملحمة جلكامش Gilgamesh" التي جاء فيها أن جلكامش سأل أثنافيشتيم عن سبب بلوغه الحياة اللانهائية، فروي له قصة الطوفان، كيف أن أربعة آلهة قرروا إهلاك العالم بالطوفان، لكن إله الحكمة "أيا" أمره أن يضع فلكًا ليدخل فيه مع أسرته. وأنه أرسل بعض الطيور ليتفقد أحوال الأرض فعاد بعضها يحمل غصنا من الزيتون. بعد خروجه قدّم ذبائح شكر فجاء إله الحكمة يباركه هو وزوجته ويهبهما الحياة الخالدة.

ب. آثار الهند:

وُجدت صورة في هيكل للبوذيين لنوح داخل الفلك، والآلهة كوانين تتطلع إليه بشفقة، كما رُسمت حمامة تطير إلي الفلك ومعها زيتون.
ومن القصص الهندية أن الإله براهما ظهر لمانو في هيئة سمكة، وأمره أن يصنع له فلكًا يدخله مع سبعة من الأبرار. ثم ربط الفلك بقرني السمكة، فسبحت به في الطوفان أجيالاً طويلة، ولما خرج أمرته أن يخلق العالم من جديد.

ج. الآثار اليونانية:

جاء أن الإله جوبتر أمر ديوكاليون البار أن يدخل الفلك مع امرأته وبقية عائلته. ولما رسا الفلك علي جبل بارتاسوس أرشدته الحمامة إلي نهاية الطوفان، فخرج يقدم ذبائح شكر.

د. آثار فريجية بآسيا الصغرى:

قيل أن "أباخوس"، وهي كلمة يحتمل أن تكون محرفة عن "نوح"، عرف بأمر الطوفان فبكي من أجل الناس. وقد وجدت في أباميا بفريجية قطع من العملة عليها صورة الفلك بداخله أناس، وخارجه طيور يحمل أحدها غصن زيتون. وبجانبه صورة لنفس الأشخاص يقدمون ذبائح شكر لأجل نجاتهم. وقد نقش عليها اسم نوح، وكان اسم المدينة القديم "كبوتوش" أي (الفلك)، إذ كان أهلها يعتقدون أن الفلك استقر في مدينتهم.


هـ - وجدت قصص مشابهة لدي شعوب الفرس والصين والفينيقيين والسريان والأرمن وقبائل هنود المكسيك الخ...

هذه التقاليد القديمة وإن حملت أساطير لكنها تكشف عن وجود قصة حقيقية واقعية تسلمتها البشرية، انحرفت بها خلال عبادتها الوثنية.

أهل الكهف عند السريانيين


في عهد الأمبراطور الأثيم (هادريان) الامبراطور الروماني (117م -138 م) عندما زار مدينة افسس، أصدر أمره على أمراؤها ونبلائها بنحر ذبائح أصنام، وأمر بقتل المسيحيين الذين لم يخضعوا لأمره، فقتل عدد كبير منهم وألقيت بجثثهم للغربان والنسور والعقبان وسائر الجوارح، وحاول حاكم مدينة افسس الملك دقيانوس بالوعد والوعيد إقناع سبعة شبان من أبناء النبلاء، وشى بهم إليه، أن ينكروا مسيحيتهم، ويقدموا الذبائح للأوثان فرفضوا، فنزع من على أكتافهم شارات الحرير (أي رتبهم في الجيش - وفصلهم من العمل في الجيش) وطردهم من امامه، وأعطاهم فرصة ليفكروا حتى يعدلوا عن

ولما لم يعثر عليهم الملك في المدينة أستقدم ذويهم، فأخبروه بأن الفتية السبعة قد هربوا إلى كهف في جبل (أنكيليوس) فأمر الملك بسد باب الكهف بالحجارة ليموتوا، فيصير الكهف قبراً لهم، غير عالم أن الرب الإله فصل أرواحهم عن جسدهم لقصد ربانى أعلن بعد سنين بأعجوبة باهرة.

وكان أنتودورس وأريوس خادما الملك مسيحيين تقيين، وقد اخفيا عقيدتهما خوفاً منه فتشاوروا معاً وكتبا صورة هؤلاء المعترفين بصحائف من رصاص، ووضعا في صندوق من نحاس، وختمت ودست في البنيان عند مدخل الكهف.

وهلك هادريان ودقيانوس وخلفه على العرش الرومانى اباطرة كثيرون، حتى جلس في دست الحكم الامبراطور المؤمن ثيودسيوس الصغير (408 م - 450 م) وظهرت في عهده ردع عديدة حتى بعضهم أنكر قيامة الموتى، وتبلبلت افكار الملك، وشقه الحزن، فإتشح بالمسوح، وأفترش الرماد، وطلب من الرب أن يضئ أمامه سبيل الإيمان.

وألقى الرب الإله في نفس أدونيس صاحب المرعى الذي يقع فيه الكهف حيث رقد المعترفون وبدأ في أن يشيد حظيرة هناك، فنزع العمال الحجارة عن باب الكهف (لينتفعوا بحجارته في بناء الحظيرة كما نزعوا مداخل قبور أخرى في المنطقة) ولما انفتح، أمر الإله أن يبعث الفتية السبعة الراقدون أحياء، فعادت ارواحهم إلى اجسادهم وأستيقضوا، وسلم بعضهم على بعض كعادتهم صباح كل يوم ولم تظهر عليهم علامات الموت، ولم تتغير هيئتهم ولا ألبستهم التي كانوا متشحين بها منذ رقادهم، فظنوا وكأنما ناموا مساء وأستيقظوا صباحاً.

ونهض تمليخا كعادته صباح كل يوم، وأخذ فضة وخرج من الكهف متجهاً نحو المدينة ليشترى طعاماً، وعندما أقترب من بابها دهش حين رأى علامة الصليب منحوته في أعلاه، فتحول إلى باب آخر من أبوابها فرأى المنظر ذاته، ودخل المدينة فلم يعرفها إذ شاهد فيها أبنية جديدة تنكرت له، وسمع الناس تقسم باسم السيد المسيح وبمريم العذراء، فسأل أحد المارين عن اسم المدينة، فأجابه اسمها افسس فزاد مليخا حيرة وقال في نفسه : لعمرى لا أعلم ما جرى لى، ألعلى فقدت عقلى وغاب عنى صوابى ؟ الأفضل أن اسرع بالخروج من هذه المدينة قبل أن يمسنى الجنون فأهلك.

وإذ بتمليخا مسرعا ليترك المدينة، تقدم بزيه كشحاذ لأحد الخبازين وأخرج دراهم من جيبه وأعطاه إياها فأخذ هذا يتأملها فرآها كبيرة الحجم، وتختلف ضرب طابعها عن طابع الدراهم المتداولة في عصرهم، فتعجب جداً، وناولها لزملائه، فتطلعوا إلى تمليخا وقالوا : " أنه عثر على كنز من زمن طويل، فألقوا القبض عليه وأخذوا يسألونه قائلين : من اين انت يا هذا ؟ لقد اصبت كنزاً من كنوز الملوك الأولين، وتألب الناس حوله، ،اتهمه البعض بالجنون.

وأخيراً جائوا به إلى اسقف المدينة، وكان يزوره وقتئذ والى أفسس فقد شائت العناية الإلهية الربانية أن يجمعهما في ساعة واحدة معا ليظهر على ايديهما للشعوب كلها كنز بعث الموتى، فأصر يمليخا أمامهما بأنه رجل من أهل أفسس، وأنه لم يعثر على كنز، وقد اشترى بمثلها قبل يوم واحد فقط خبزاً، فقال له الوالى : أن صورة الدراهم تشير إلى أنها ضربت قبل عهد هادريان الامبراطور بسنين، فهل وجدت يا هذا قبل أجيال عديدة ووأنت لا تزال شاباً ؟

فعندما سمع تمليخا ذلك ذلك سجد امامهم وقال : اجيبونى أيها السادة عن سؤال وأنا أكشف لكم عن مكنون قلبى، أنبؤونى عن الملك دقيانوس الذي كان عشية امس في هذه المدينة، اين هو الآن ؟ أجابه ألسقف قائلاً : ان الملك دقيانوس مات قبل أجيال، فقال تمليخا : أن خبرى أصعب من أن يصدقه أحد من الناس، هلم معى إلى الكهف في جبل (أنكليوس) لأريكم اصحابى، وسنعرف منهم جميعاً الأمر الأكيد، أما أنا فأعرف أمراً واحداً هو أننا هربنا منذ ايام من الملك دقيانوس، وعشية أمس رايت دقيانوس يدخل مدينة افسس ولا اعلم الآن إذا كانت المدينة افسس أم لا.

فإنشغل بال الأسقف عند سماعه قول تمليخا، وبعد تفكير عميق قال : أنها لرؤيا يظهرا الرب الإله لنا اليوم على يد هذا الشاب، فهلم بنا ننطلق معه لنرى واقع ألمر : قال هذا ونهض الوالى وجمهور الناس معه، وعندما بلغوا الكهف عثروا في الجهة اليمنى من بابه على صندوق من نحاس عليه ختمان من فضة، فتناول السقف، ووقف أمام مدخل الكهف، ودعا رجال المدينة وفى مقدمة الوالى، ورفع أمامهم الختام، وفتح الصندوق، فوجد لوحين من رصاص، وقرأ ما كتب عليهما : " لقد هرب إلى هذا الكهف من أمام وجه دقيانوس الملك المعترفون مكسيمليانوس أبن الوالى وتمليخا ومرتينيانوس ويونيسيوس، ويؤنس، وسرافيوس، وقسطنطنوس، وأنطونيوس، وقد سد الكهف عليهم بالحجارة، وكتب أيضاً في سطور اللوحين الأخيرة صورة إيمان المعترفين وعندما قرئت هذه الكتابة، تعجب السامعون، ودخلوا الكهف فشاهدوا المعترفين جالسين بجلال ووجوههم مشرقه كالورد النضر، فكلموهم، وسمعوا منهم أخبار الحوادث الذي جرت على عهد دقيانوس.

وأرسل فوراً الامبراطور ثيودوسيوس يريد مكتوب، مضمونه تتسرع جلالتك وتأتى لترى ما اظهره العلى على عهدك الميمون من العجائب الباهرات، فقد أشرق من الرتاب نور موعد الحياة وسطعت من ظلمات القبور آشعة قيامة الموتى وإنبعاث أجساد القديسين الطاهرة.

ولما بلغ ثيودوسيوس الملك هذا النبأ، وهو في القسطنطينية، نهض عن الرماد الذي كان قد أفترشه وشكر الرب الإله، وجاء والأساقفة وعظماء الشعب، إلى أفسس وصعدوا جميعاً إلى الكهف الذي ضم المعترفين في جبل أنكيليوس فرآهم، وعانقهم الملك، وجلس معهم على التراب، وحدثهم.

ثم ودع المعترفون الملك، والأساقفة والشعب، وأسلموا الروح إلى يد القدير، فأمر الملك أن يصنع لهم توابيت من ذهب، فإتركنا في كهفنا على التراب.

وأقر مجمع الأساقفة عيداً لهؤلاء المعترفين، وأطلق سراح الأساقفة المأسورين في المنفى وعاد ومعه الأساقفة إلى القسطنطينية مغمورين بفرحة إيمان الملك ممجدين الرب على ما جرى...

وقد ظهرت قصة أصحاب الكهف الأول مرة في الشرق في كتاب سرياني يرجع تاريخه إلى القرن الخامس، ذكرها دنيس. ووردت عند الغربيين في كتاب تيودسيوس عن الأرض المقدسة. وأسماء الفتية في هذه المصادر أسماء يونانية لأنها تنتهى بمقاطع (وس) التي ينتهى بها أسماء اليونانيون حتى هذا اليوم، وليس هناك اتفاق على ما إذا كانت الرواية التي ذكرها دنيس قد نقلت عن اليونانية أم أنها كتبت بالسريانية من أول الأمر.





أهل الكهف عند السريانيين


في عهد الأمبراطور الأثيم (هادريان) الامبراطور الروماني (117م -138 م) عندما زار مدينة افسس، أصدر أمره على أمراؤها ونبلائها بنحر ذبائح أصنام، وأمر بقتل المسيحيين الذين لم يخضعوا لأمره، فقتل عدد كبير منهم وألقيت بجثثهم للغربان والنسور والعقبان وسائر الجوارح، وحاول حاكم مدينة افسس الملك دقيانوس بالوعد والوعيد إقناع سبعة شبان من أبناء النبلاء، وشى بهم إليه، أن ينكروا مسيحيتهم، ويقدموا الذبائح للأوثان فرفضوا، فنزع من على أكتافهم شارات الحرير (أي رتبهم في الجيش - وفصلهم من العمل في الجيش) وطردهم من امامه، وأعطاهم فرصة ليفكروا حتى يعدلوا عن

ولما لم يعثر عليهم الملك في المدينة أستقدم ذويهم، فأخبروه بأن الفتية السبعة قد هربوا إلى كهف في جبل (أنكيليوس) فأمر الملك بسد باب الكهف بالحجارة ليموتوا، فيصير الكهف قبراً لهم، غير عالم أن الرب الإله فصل أرواحهم عن جسدهم لقصد ربانى أعلن بعد سنين بأعجوبة باهرة.

وكان أنتودورس وأريوس خادما الملك مسيحيين تقيين، وقد اخفيا عقيدتهما خوفاً منه فتشاوروا معاً وكتبا صورة هؤلاء المعترفين بصحائف من رصاص، ووضعا في صندوق من نحاس، وختمت ودست في البنيان عند مدخل الكهف.

وهلك هادريان ودقيانوس وخلفه على العرش الرومانى اباطرة كثيرون، حتى جلس في دست الحكم الامبراطور المؤمن ثيودسيوس الصغير (408 م - 450 م) وظهرت في عهده ردع عديدة حتى بعضهم أنكر قيامة الموتى، وتبلبلت افكار الملك، وشقه الحزن، فإتشح بالمسوح، وأفترش الرماد، وطلب من الرب أن يضئ أمامه سبيل الإيمان.

وألقى الرب الإله في نفس أدونيس صاحب المرعى الذي يقع فيه الكهف حيث رقد المعترفون وبدأ في أن يشيد حظيرة هناك، فنزع العمال الحجارة عن باب الكهف (لينتفعوا بحجارته في بناء الحظيرة كما نزعوا مداخل قبور أخرى في المنطقة) ولما انفتح، أمر الإله أن يبعث الفتية السبعة الراقدون أحياء، فعادت ارواحهم إلى اجسادهم وأستيقضوا، وسلم بعضهم على بعض كعادتهم صباح كل يوم ولم تظهر عليهم علامات الموت، ولم تتغير هيئتهم ولا ألبستهم التي كانوا متشحين بها منذ رقادهم، فظنوا وكأنما ناموا مساء وأستيقظوا صباحاً.

ونهض تمليخا كعادته صباح كل يوم، وأخذ فضة وخرج من الكهف متجهاً نحو المدينة ليشترى طعاماً، وعندما أقترب من بابها دهش حين رأى علامة الصليب منحوته في أعلاه، فتحول إلى باب آخر من أبوابها فرأى المنظر ذاته، ودخل المدينة فلم يعرفها إذ شاهد فيها أبنية جديدة تنكرت له، وسمع الناس تقسم باسم السيد المسيح وبمريم العذراء، فسأل أحد المارين عن اسم المدينة، فأجابه اسمها افسس فزاد مليخا حيرة وقال في نفسه : لعمرى لا أعلم ما جرى لى، ألعلى فقدت عقلى وغاب عنى صوابى ؟ الأفضل أن اسرع بالخروج من هذه المدينة قبل أن يمسنى الجنون فأهلك.

وإذ بتمليخا مسرعا ليترك المدينة، تقدم بزيه كشحاذ لأحد الخبازين وأخرج دراهم من جيبه وأعطاه إياها فأخذ هذا يتأملها فرآها كبيرة الحجم، وتختلف ضرب طابعها عن طابع الدراهم المتداولة في عصرهم، فتعجب جداً، وناولها لزملائه، فتطلعوا إلى تمليخا وقالوا : " أنه عثر على كنز من زمن طويل، فألقوا القبض عليه وأخذوا يسألونه قائلين : من اين انت يا هذا ؟ لقد اصبت كنزاً من كنوز الملوك الأولين، وتألب الناس حوله، ،اتهمه البعض بالجنون.

وأخيراً جائوا به إلى اسقف المدينة، وكان يزوره وقتئذ والى أفسس فقد شائت العناية الإلهية الربانية أن يجمعهما في ساعة واحدة معا ليظهر على ايديهما للشعوب كلها كنز بعث الموتى، فأصر يمليخا أمامهما بأنه رجل من أهل أفسس، وأنه لم يعثر على كنز، وقد اشترى بمثلها قبل يوم واحد فقط خبزاً، فقال له الوالى : أن صورة الدراهم تشير إلى أنها ضربت قبل عهد هادريان الامبراطور بسنين، فهل وجدت يا هذا قبل أجيال عديدة ووأنت لا تزال شاباً ؟

فعندما سمع تمليخا ذلك ذلك سجد امامهم وقال : اجيبونى أيها السادة عن سؤال وأنا أكشف لكم عن مكنون قلبى، أنبؤونى عن الملك دقيانوس الذي كان عشية امس في هذه المدينة، اين هو الآن ؟ أجابه ألسقف قائلاً : ان الملك دقيانوس مات قبل أجيال، فقال تمليخا : أن خبرى أصعب من أن يصدقه أحد من الناس، هلم معى إلى الكهف في جبل (أنكليوس) لأريكم اصحابى، وسنعرف منهم جميعاً الأمر الأكيد، أما أنا فأعرف أمراً واحداً هو أننا هربنا منذ ايام من الملك دقيانوس، وعشية أمس رايت دقيانوس يدخل مدينة افسس ولا اعلم الآن إذا كانت المدينة افسس أم لا.

فإنشغل بال الأسقف عند سماعه قول تمليخا، وبعد تفكير عميق قال : أنها لرؤيا يظهرا الرب الإله لنا اليوم على يد هذا الشاب، فهلم بنا ننطلق معه لنرى واقع ألمر : قال هذا ونهض الوالى وجمهور الناس معه، وعندما بلغوا الكهف عثروا في الجهة اليمنى من بابه على صندوق من نحاس عليه ختمان من فضة، فتناول السقف، ووقف أمام مدخل الكهف، ودعا رجال المدينة وفى مقدمة الوالى، ورفع أمامهم الختام، وفتح الصندوق، فوجد لوحين من رصاص، وقرأ ما كتب عليهما : " لقد هرب إلى هذا الكهف من أمام وجه دقيانوس الملك المعترفون مكسيمليانوس أبن الوالى وتمليخا ومرتينيانوس ويونيسيوس، ويؤنس، وسرافيوس، وقسطنطنوس، وأنطونيوس، وقد سد الكهف عليهم بالحجارة، وكتب أيضاً في سطور اللوحين الأخيرة صورة إيمان المعترفين وعندما قرئت هذه الكتابة، تعجب السامعون، ودخلوا الكهف فشاهدوا المعترفين جالسين بجلال ووجوههم مشرقه كالورد النضر، فكلموهم، وسمعوا منهم أخبار الحوادث الذي جرت على عهد دقيانوس.

وأرسل فوراً الامبراطور ثيودوسيوس يريد مكتوب، مضمونه تتسرع جلالتك وتأتى لترى ما اظهره العلى على عهدك الميمون من العجائب الباهرات، فقد أشرق من الرتاب نور موعد الحياة وسطعت من ظلمات القبور آشعة قيامة الموتى وإنبعاث أجساد القديسين الطاهرة.

ولما بلغ ثيودوسيوس الملك هذا النبأ، وهو في القسطنطينية، نهض عن الرماد الذي كان قد أفترشه وشكر الرب الإله، وجاء والأساقفة وعظماء الشعب، إلى أفسس وصعدوا جميعاً إلى الكهف الذي ضم المعترفين في جبل أنكيليوس فرآهم، وعانقهم الملك، وجلس معهم على التراب، وحدثهم.

ثم ودع المعترفون الملك، والأساقفة والشعب، وأسلموا الروح إلى يد القدير، فأمر الملك أن يصنع لهم توابيت من ذهب، فإتركنا في كهفنا على التراب.

وأقر مجمع الأساقفة عيداً لهؤلاء المعترفين، وأطلق سراح الأساقفة المأسورين في المنفى وعاد ومعه الأساقفة إلى القسطنطينية مغمورين بفرحة إيمان الملك ممجدين الرب على ما جرى...

وقد ظهرت قصة أصحاب الكهف الأول مرة في الشرق في كتاب سرياني يرجع تاريخه إلى القرن الخامس، ذكرها دنيس. ووردت عند الغربيين في كتاب تيودسيوس عن الأرض المقدسة. وأسماء الفتية في هذه المصادر أسماء يونانية لأنها تنتهى بمقاطع (وس) التي ينتهى بها أسماء اليونانيون حتى هذا اليوم، وليس هناك اتفاق على ما إذا كانت الرواية التي ذكرها دنيس قد نقلت عن اليونانية أم أنها كتبت بالسريانية من أول الأمر.



#سامي_المنصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعاليك في شبه جزيرة العرب
- قصة الخليقة والبعث والقيامه
- أسطورة خلق أدم و الجنه
- أسطورة شعب الله المختار - أصل التوحيد الإبراهيمي
- الاساطير في الاديان
- تأثيرات زرادشتية ( فارسية) في - الاديان – 4
- تأثيرات زرادشتية ( فارسية) في - الاديان - 3
- تأثيرات زرادشتيه في الا ديان – 2 -
- تأثيرات زرادشتية ( فارسية) في - الاديان - 1 -
- أساطير صينية ايضاً موجودة في القرآن
- اساطير سرجون السومري و موسى 2
- ألتناقض بين بولس و المسيح - 3 -
- ألتناقض بين بولس و المسيح - 2 -
- ألتناقض بين بولس و المسيح - 1 -
- موسى و سرجون ألاكدي
- هل كان الله هو الإله القمر
- هاروت وماروت
- عام الفيل
- المتاهة الكبرى في ( اليهوديه - المسيحيه - المندائيه – الاسلا ...
- المتاهة الكبرى في ( اليهوديه - المسيحيه - المندائيه – الاسلا ...


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - التراث اليهوديّ