أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - حبيبتي...!














المزيد.....

حبيبتي...!


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 19:45
المحور: الادب والفن
    



"الهدوء يلف الاشياء بشكل كامل....!" قالها احد الركاب ثم صمت ،
وانا انظر من شباك الحافلة الصغير لما ابدعت ايد الخالق بطبيعة عذراء لم تمسها يد بشر، حين بدات تستعرض امام ناظري بشكل سريع بسرعة حركة الحافلة التي تتجه نحو الجنوب وذهبت بعيدا في ساحات الجمال العذري وباهرات سنابل الحقول وهي تتمايل على ترانيم نسائم شمالية معطرة باريج العنبر، يكمن في حباتها الخير والخبز و العشق الاسطوري العذري لخيوط الشمس الذهبية حين تطرز ساعات النهارالاولى وتغازل اوراق الازهار والزرع واغصان الاشجار وسعف النخيل التي تسرق الظلمة دفيء الشمس لتتباهي بها خيوط الفضة المنبعثة من القمر ليكون شاهدا على تلك اللوحة السرمدية بين العشاق ،حين يتوارى الكل تحت قوائم السنابل الخضراء المرطبة برحيق الندى الذي يلامس الوجوه ويندي اوراق الفرح في الوجوه الوردية المغمسة صفحاتها بالنشوة والغنج والدلال في ارجاء حقلي، ثم تتسابق الالوان في اطيافها المنتشرة بين خطوط الاشجار المتناحرة الاشكال والاطوال والحجوم وتبدا اغصانها تتراقص على ترنيمة التاريخ وتندمج مع خيوط الشمس واصوات موجات النسيم العليل وزقزقة العصافير و انين الناي الحزين الذي يرسل نغماته المغمسة بالاشواق والحنين من بعيد حيث المراعي الخضراء الغافية تحت اثير قلبي اللامتناهي المخضر بوفرة خير الزمن وغنج الحب السرمدي الكامن بين جفني حبيبتي الناعسين ورأسها الجميل الذي يتوسد ذراع الزمن واصابع التأريخ تخصل شعرها .....!
"لقد وصلنا بابل....!" ايقظني صوت السائق من نعاسي الجميل وعدت وانا اتلفت حولي كأني ارى وجوه المسافرين لاول مرة كمن استيقظ من نومه عميق فزعا على صوت مخيف:
رحلت من جديد لاتذكر حوافر خيول الزمن وهي ترسم عظمة التاريخ فوق تراب بابل حين رسمت احلى الذكريات لخطوط التاريخ الشامخ والحضارة الاولى في جبين البشرية اليافعة العذراء . غبت في احلامي من جديد وانا اتخيل شبعاد وهي تستأذن امي لتستخدم تنورها لخبز سومري بعبق دجلة والفرات ليحتل مائدة اورنمو لتكريم ضيوف سومر الاعزاء نبوخذ نصر واشور حين مروا بأور ليحلموا هنا بسفر الصيد في اهوارها الجنوبية يتقدمهما كلكامش وانكيدوا ليقودهم الى مكامن الصيد الوافرة في حوض بلادي المعطاء وينطلق الركب تحت شمس اشورية ،بابلية ،سومرية واحدة تشرق وتغرب من جهتين ثابتتين لا ثالث لهما وتختلط الخيول بالخيول وتمتزج الضحكات وتنعدم الهوية حيث لا حقد ولا غل ولا نفاق ولا ايد غريبة تدنس طوق الوفاق وتبعثر حبات الحب من مسبحة الاخوة العراقية السرمدية ، وتعبق روائح التنور الخالدة من بين النهرين في عصاري مرطبة بشوق الامل والنشوة والكرم وتنتشر رائحة خبز امي الشبعادي ويتوق الجميع لملامسة هذه النعمة التي تشع بالخير والشهية ويقبل الجميع وهم يتسابقون لتسليم صيدهم لتنور امي لتعبق روائح الشواء لتهز مكامن الشهية للاكل في اناء واحد وعلى بساط واحد بعيدا عن السم والمكائد. تمتد الايدي نحو رطب البواسق الذهبية لتذوق عسل الرافدين برائحة سرمدية تثقل الجفون بالنعاس بين ظلال زقورة اور وعلى مروج الرافدين الدافئة . ويمتد بساط امي الطويل ليحتضن ابناء العم معا ....هكذا نحن دائما....!
احسست بتوقف الحافلة المفاجيء وبجلبة وحركة ايقظتني من نعاسي العميق وسفري في عوالم التاريخ والاجداد وصوت السائق وهو يقول:
-: الحمد لله على السلامة، لقد وصلنا الناصرية.......!!؟



#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسمة...!؟
- قتل البراءة بقرار رسمي....!؟
- قناعة....!؟
- السفر نحو المجهول......!؟
- ونبقى رغم انف الظلام...!؟
- الجهل السياسي والواجب الوطني......!؟
- فراق....!؟
- المتاهة....!
- وعاد الجيش العراقي من جديد عظيما.....!؟
- شهرزاد وليوث النهرين ووادي حوران....!؟
- الوباء....!؟
- الظهور والفكر الغربي...!؟
- اماني ضالة...!؟
- الى اين...!؟
- حلم عيتيك.....!؟
- نحن..!
- تراب فوق نافذتي
- عصا الباطل....!!؟؟
- انفراط عقد....!!؟؟
- ابحار في محيط اليأس....!!؟؟


المزيد.....




- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - حبيبتي...!