أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الاربعاء: نفس الحرامي














المزيد.....

تغريدة الاربعاء: نفس الحرامي


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 15:57
المحور: المجتمع المدني
    


ملفا.. ملفا تغلق الفضائح، دون أن يعرف عباد الله: من المتهم؟ من البريء؟ من الذي سرق؟ ومن الذي يسرق؟ فمن هروب وزراء الدفاع والكهرباء والثقافة والتجارة، الى التلاعب بسكر التموينية، الى لغز أجهزة "السونار" في السيطرات، الى أحجية مدارس الحديد الجاهزة، الى رشى صفقة السلاح الروسي، الى مجلس عزاء "بسماية"، الى غرق بغداد بسبب زختين وصخرة، الى خطة إعمار الارصفة، والى ـ أخيرا وليس آخرا ـ قرع ناقوس البسكويت.. وكل هذه الملفات هي ملف واحد، لأن الحرامي واحد وان اختلفت وزارته أو كتلته أو طائفته أو قوميته. وما يحصل الان سبق ان حصل في الخمسينات في احدى درابين بغداد.
الحاج "حمزة" الساكن في منطقة الفضل، خرج صباحا من داره، متوجها إلى محل رزقه. وفي الباب نادته زوجته "الحجية"، وأخبرته أن الدهن نفد في البيت، فأجابها بأنه حالما يصل الى محله سيرسل لها الصانع، وعليها ان تعطيه "الجدرية" النحاسية الكبيرة ليأخذها إلى بائع الدهن في الشورجة فيجهزه بـ "حقة" دهن.
وفعلا، بعد ربع ساعة دُق باب الدار، فأجابت "الحجية" من الحوش: منو؟ سلم عليها شخص وقال لها: دزني الحجي عالجدرية حتى أجيب الكم دهن.. فقامت "الحجية" وأتت بالجدرية من المطبخ وسلمتها له، وكانت الجدرية ـ بحق ـ كبيرة ومن الصفر الخالص النادر.
انصرف الرجل بها إلى دكان بائع الدهن، وأخبره أن الحاج "حمزة" أرسله اليه ليملأ الجدرية بـ "حقتين" من الدهن الحرّ ومن النوع الجيد، فنفذ بائع الدهن طلبه على الفور وملأ الجدرية.
بعد نصف ساعة جاء الصانع الأصلي الى "الحجية" وطلب منها الجدرية لملئها بالدهن حسب توصية عمّه، فتفاجأت الحاجة، وقالت له: يمه.. ليش انته مو أخذت الجدرية قبل شوية؟
رجع الصانع وابلغ الحاج "حمزة" فقصد هذا بدوره بائع الدهن الذي أخبره أن شخصا جاء بجدريتهم نفسها والتي يعرفها، وملأها بـحقتين من الدهن الحرّ ومن النوع الجيد، فدفع الحاج ثمن الدهن وراحت الجدرية!
القصة لم تنته كما قصة النهب الرسمي لدينا لا تنتهي، مادامت المحاصصة جالسة على كرسي المواطنة. فبعد حوالي ثلاثة أسابيع دقّ شخص باب دار الحاج "حمزة"، وحين أجابته الحاجة من خلف الباب كما هي العادة: منو.. شتريد؟ أجابها :
ـ حجية.. الحرامي اللي باك الجدرية والدهن، قبضت عليه الشرطة وهو هسه بالقلغ، وطلبوا من الحجي يحضر حتى يتعرف عليه، والحجي دزني يريد العباية "الجاسبي" حتى يروح بيها للمركز..
فما كان من "الحجية" طيبة القلب الا أن تنهض وتأتي بالعباءة الثمينة الفاخرة وتسلمها للعينتين، ليأخذها كما أخذ هو نفسه الجدرية والدهن!!



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدة الاربعاء: الأم العاقة
- تغريدة الاربعاء: اكسباير
- تغريدة الاربعاء: ملعب داعش الدولي
- تغريدة الاربعاء: لغتنا الجميلة
- تغريدة الاربعاء: انتخابات اليوم السابع
- تغريدة الاربعاء: أبو فرهود
- تغريدة الاربعاء: وزارة الامطار الطائفية
- تغريدة الاربعاء: أمانة بغداد ... حولاء
- تغريدة الاربعاء: الان.. أين الحُر وأين الشمر؟
- تغريدة الاربعاء: رسالة عاجلة الى رئيس الوزراء
- تغريدة الاربعاء: 7000 فقط
- تغريدة الاربعاء: ابن نوري السعيد
- تغريدة الاربعاء: أبو اسراء والشهداء ولكن..
- تغريدة الاربعاء: ثقافة الحرامية
- تغريدة الاربعاء: بهلول ووثيقة الشرف
- زحمة يا دنيا زحمة
- تغريدة الاربعاء.. خارج المنطقة الخضراء
- تغريدة الاربعاء: الفرزدق يمر على التظاهرات
- عمّتنا أمريكا
- حشيشة بالنعناع


المزيد.....




- الأمن السوري يقبض على قيادي عسكري سابق متهم بجرائم حرب
- اعتقال -عميل للموساد- في إيران.. فضحه -واتساب-
- الأمين العام للأمم المتحدة: اتساع رقعة الصراع الإيراني الإسر ...
- رئيس البرلمان العربي: الصمت الدولي المخزي تجاه جرائم الاحتل ...
- الأونروا تجدد التزامها بتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين
- مقتل العشرات في غزة وحماس تؤكّد على -حق العودة- بمناسبة اليو ...
- بين اليأس والخوف.. رحلة لاجئين كونغوليين في البحث عن ذويهم ف ...
- اعتقال 35 عميلا للموساد في همدان وخوزستان
- بعد ستة أشهر من سقوط حكم الأسد، لماذا لا يريد لاجئون سوريون ...
- الاحتلال يقتل 42 فلسطينيا وحماس تؤكد على حق اللاجئين بالعودة ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الاربعاء: نفس الحرامي