أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيرين سباهي - بين السياسة والحدث مع الدكتور صالح بن بكر الطيار محام ومستشار قانوني ورئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي بباريس .















المزيد.....


بين السياسة والحدث مع الدكتور صالح بن بكر الطيار محام ومستشار قانوني ورئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي بباريس .


شيرين سباهي

الحوار المتمدن-العدد: 4345 - 2014 / 1 / 25 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بأختصار ..
شيرين : المياه "منبع حياة أم مصدر نزاعات في الشرق الأوسط" لقد كان لحضرتكم حضور قوي في الشرق الاوسط والعالم الغربي والعربي ... بصمات فعالة نحو الثروة المائية ....اين وصل هذا المشروع ?

دكتور صالح : المياه "منبع حياة أم مصدر نزاعات في الشرق الأوسط" ليست الندوة الوحيدة التي نظمها مركز الدراسات العربي الأوروبي الذي لي شرف رئاسته، بل سبق ذلك بسنوات ان نظمنا مؤتمراً تحت عنوان : " الأمن المائي العربي " كما اصدرنا كتاباً تحت عنوان :" الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية ". يضاف الى ذلك أنني شخصياً اشغل منصب عضو مجلس ادارة في " جائزة الأمير سلطان للمياه " . وهذا يعني أنني اولي اهمية كبرى لموضوع المياه ليس فقط كمادة حيوية لا يمكن للبشر الأستغناء عنها بل لأنني استشعر اسوة بغيري من الباحثين والإستراتيجيين ان موضوع المياه سيكون سبباً لنشوب حروب في المستقبل في اكثر من منطقة في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط .
والمؤتمرات والندوات التي نظمناها كانت بمثابة اطلاق جرس الأنذار لكي يتنبه صنَاع القرار الى خطورة هذا الموضوع ولحثهم على البدء مبكراً بالسعي لأيجاد الحلول الناجعة والمفيدة .
وهنا ينتهي دورنا ، اما التنفيذ فيعود الى الهيئات الرسمية المعنية التي يتوقف عليها ايجاد الأليات التي تمنع نشوب حروب مستقبلية كما يعود اليها مهمة توفير احتياجات شعوبها من هذه المادة الحيوية .
شيرين : مالذي قدمته المملكة العربية السعودية أزاء مشكلة ملوحة المياة وازمتها

دكتور صالح :لقد نجحت المملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة في إيجاد حل لأزمة المياه عبر الأعتماد على تحلية مياه البحار . والسعودية هي أكبر منتج عالمي بمعدل يبلغ 9.2 ملايين متر مكعب يومياً.
وتسعى المملكة اليوم الى اعتماد عملية تحلية المياه على الطاقة الشمسية ولقد قطعت اشواطاً كبيرة في هذا المضمار .


شيرين : السعودية و تحديات القرن 21-(2003) هو كتاب قمتم بتأليفه تطرقتهم به الى الارهاب والارهاب الدولي .... واحداث وسيناريو 11 سبتمبر...التي كان المقصود بها المملكة تحديدا دون سواها
دكتور صالح : حاولت في كتابي عن "السعودية وتحديات القرن الحادي والعشرين" ان اتطرق الى المخاطر التي تهدد المملكة في بداية القرن الحالي حيث هناك تحديات اقتصادية وأجتماعية وأمنية . وبينت من خلال الكتاب اهمية التدابير التي تم اتخاذها والتي يجب مواصلة العمل بموجبها لتطويرها ولجعلها قادرة على مواكبة المتغيرات الدولية .
فالمملكة جزء من القرية الكونية العالمية ، وعضو فاعل في مجموعة الدول العشرين ، ولديها مكانتها الأقليمية كما انها المنتج الأول للنفط في العالم .
وكان من الطبيعي ان تتعرض لحملات ارهابية ولموجات من المعاداة في بعض وسائل الأعلام الغربية بدعم من قوى لا تريد للمملكة ولقيادتها الخير ، ولكن تمكنت المملكة بفضل حكمة قادتها من مواجهة التحديات ومن التغلب عليها ومن جعل نفسها قدوة استعانت بتجربتها الكثير من دول العالم المتقدم .
وليس من باب المبالغة القول ان السعودية موجودة اليوم بفعالية في قلب القرن الحادي والعشرين وأن لها مساهمتها في صناعة التاريخ المعاصر .
شيرين :هل تعتقدون ان صراع واشنطن في تلك الفترة مع المملكة هو صراع....أقتصادي قبل أن يكون سياسي :
دكتور صالح :لم يكن هناك بالأساس صراع بين واشنطن والرياض بل صراع بين السعودية وبين مجموعات اميركية تنتمي الى اللوبي الصهيوني التي استغلت احداث 11 سبتمبر للأساءة الى المملكة على خلفية وجود عناصر سعودية بين الأرهابيين الذين هاجموا مركز التجارة العالمي .
ولكن تبين لاحقاً لكل العالم ان لا دخل للرياض بذلك حتى وأن كان هناك عناصر سعودية . كما ان السعودية كانت بدورها من اوائل المتضررين من الموجات الأرهابية التي طالت امنها وأستقرارها ولكنها تمكنت بحكمتها ودرايتها من القضاء على هذه الموجات . لا بل ان السعودية ذهبت الى ما هو ابعد من ذلك حين نظمت مؤتمراً دولياً لتحديد ماهية الأرهاب وسبل مواجهته ووضعت نتائج المؤتمر بتصرف الأمم المتحدة ، كما دعت الى تعاون دولي لمواجهة الأرهاب والقضاء عليه .
شيرين :هل نعتبر الفترة مابعد الحرب العالمية الثانية هي النطفة الاولى في الأرهاب الدولي ..؟؟؟؟ولماذا
دكتور صالح :من الممكن القول ان افرازات الحرب العالمية الثانية قد شكلت نقطة التحول نحو الأرهاب لجهة ان العالم كان مقسوماً ما بين معسكر غربي مؤمن بالليبرالية والأقتصاد الحر وما بين معسكر مؤمن بالإشتراكية وبالأقتصاد الموجه .
وبما ان المعسكران قد فشلا فقد شكل هذا الأمر دافعاً لدى جهات اصولية اسلامية للحديث على انها تمتلك " النظرية الثالثة " أي الأسلام السياسي .
وبدلاً من ان تقوم الحركات الأسلامية الى الدعوة لنظريتها اعتماداً على العقل والمنطق لجأت الى تبني وسيلة القتل والتدمير والتفجير متسترة بأسم الأسلام وتعاليمه وشرائعه .
ولقد نمت هذه النطفة ووجدت البيئة الحاضنة لها في دول عدة وخاصة في افغانستان وباكستان والصومال وغيرها ووصلت الى ما نشهده اليوم في العالم حيث بات الطرح التكفيري هو السائد الى حد ما وهو الذي يبرر لنفسه استخدام شتى وسائل العنف والترهيب .
شيرين : هل نعتبر الارهاب الدولي...أرهاباً منظماً ...خصوصا الشرق الاوسط .. ولماذا ؟؟؟

دكتور صالح :الوقائع تفيد ان هناك تقاطع في المصالح للفئات الأرهابية حيث هناك جماعات منظمة ومدربة وتتواصل عبر قيادة مركزية وهناك بالمقابل جماعات لديها مشاريعها الخاصة بها .
وفي بعض الحالات تنسق فيما بينها او على الأقل تدافع عن بعضها اعلامياً وأجتماعياً خاصة وأنها تشرب من نفس المعين الذي يبرر لها اعمالها وأفعالها .
ولكن بالمقابل هناك ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل بحق الفلسطينيين اعتماداً على ايديولوجية خاصة بها .
شيرين : اتى ذكر الارهاب في القرأن الكريم بمعنى الردع العسكري فقد ورد (ترهبون به عدوا الله وعدوكم واخرين من دونهم) وجاء أيضا" (واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم)...
هل تغير مفهوم معنى الارهاب خلال الثلاثين السنة الأخيرة ....وكيف ...؟؟؟؟

دكتور صالح الطيار :الأرهاب هو ارهاب منذ نشأته وحتى اليوم ، ولكن ما تغير هو مفهوم الأرهاب وهذه المسألة محل خلاف كبير بين الدول الفاعلة عالمياً .
ونحن لا نستطيع ان نخلط ما بين الأرهاب وما بين المقاومة أي بمعنى إذا كان هناك شعب يقاتل من اجل استعادة ارضه المسلوبة فهو يقوم بفعل المقاومة ، أما اذا كان هناك من يقاتل لفرض سيطرته وهيمنته دون وجه حق فهذا الأمر معناه ارهاب.
والأسلام بريء من الأرهاب ومن قتل النفس بدون ذنب . والجهاد في الأسلام يكون على خلفية الدفاع عن الأرض والعرض والدين لا على خلفية الأفتراء وقتل الأبرياء. والذي حصل ان الجهات التكفيرية عملت على تاويل القرأن وفق مصالحها وأهدافها فأباحت لنفسها قتل الناس بذريعة انها تحمي الدين ولكن في الحقيقة هي تستخدم الدين لأغراض خاصة بها .

شيرين : هل تعتقودن أن الارهاب قابل للتعريف .....كما عرفه (بروس بالمر)

دكتور صالح :نعم انه قابل للتعريف إذا تجردت القوى الفاعلة دولياً من مصالحها الخاصة ومن انحيازها لطرف دون أخر . وبمعنى أخر يمكن ايجاد تعريف عالمي موحد للأرهاب اذا استبعدنا الغايات السياسية ، وهذا الأمر غير قابل للتطبيق اليوم لأن القوى العظمى تكيل بمكيالين وهذا ما يمنع الأمم المتحدة من صياغة تعريف موحد للإرهاب .

شيرين : دكتور صالح كيف لنا ان نميز بين الأرهاب والعنف السياسي ؟؟؟

دكتور صالح : لقد برزت كلمتا العنف والإرهاب في القاموس السياسي, بشكل واضح في السنوات الأخيرة, وترتبط هاتان الكلمتان بشكل كبير بحيث لا يمكن تصور الإرهاب بدون استخدام العنف أو التهديد به. فالإرهاب ليس بفلسفة كما يعتقد البعض ولكنه عمل منهجي يقوم على العنف بالأساس.وبذلك يصعب تحديد العلاقة بين كل من العنف والإرهاب, فمتى يسمى العنف إرهابا ؟ ومتى لا يستحق هذا الوصف, فهل الإرهاب درجة معينة من العنف؟ أو هو ارتكاب للعنف في ظروف معينة ؟ أم لأهداف محددة ؟ وبالرجوع إلى الفقه الدولي يمكن أن نميز بين اتجاهين بصدد المقصود بالإرهاب كصورة من صور العنف :
الاتجاه الأول : يعول على طبيعة الهدف من عمل العنف هل هو سياسي أم غير سياسي, فإذا كان الهدف سياسيا صار العنف إرهابا أما إذا لم يكن الهدف سياسيا صار العنف عنفا خالصا, أو عاديا وهو الذي قد تكون أهدافه اقتصادية أو اجتماعية كالسرقة أو الثأر ...

شيرين :نجد اليوم ان الارهاب أصبح دولياًوظاهريا ولاحدود له .... الا نعتبر ان القانون الدولي قد تم أغتياله بصورة أو بأخرى ؟؟؟
دكتور صالح :من يجب عليها ان تطبق القانون الدولي هي الأمم المتحدة عبر منظماتها وهيكلياتها المختصة ، ولكن للأسف فأن الأمم المتحدة مهيمن عليها من الدول العظمى التي تطبق عبر مجلس الأمن ما يحلو لها من قوانين دولية وتتجاهل بالمقابل قوانين أخرى .
والقانون الدولي لا يمكن اغتياله ولكن من الممكن التعامي عن تطبيقاته وهذا ما يحصل عالمياً اليوم . وخير مثال على ذلك ان مجلس الأمن ليس بوارد ان يطبق القانون الدولي على انتهاكات اسرائيل فيما يسرع الى تطبيقه بحق دولة ضعيفة اذا كانت غير ذات اهمية للدول العظمى .

شيرين : هناك مخاوف أمريكية ... حيث أن وأشنطن تخشى ان تخرجها طهران والصين وروسيا من الشرق الاوسط سياسيا وأقتصاديا .. أما الصين فتخشى ان يحاصرها الآخرون في المنطقة ....كيف يقرأ خبير القانون الدكتور المحامي صالح الطيار ذالك ...؟؟؟

دكتور صالح : .هناك وقائع ملموسة تفيد ان الولايات المتحدة الأميركية قد وصلت الى رأس القمة في ادارة شؤون العالم وأنها اليوم بصدد الهبوط التدريجي .
وقد يأخذ هذا الأمر سنوات طويلة مما يعني انه لم يعد بمقدور واشنطن التفرد بأدارة العالم ، ولهذا كان لا بد ان تفسح مجالاً لقوى أخرى لمشاركتها مثل روسيا والصين اليوم وغداً قد تكون الهند والبرازيل وجنوب افريقيا وغيرها .
أي اننا عدنا الى مرحلة التعددية القطبية التي لا تحكمها القدرة العسكرية فقط بل القوة الأقتصادية ايضاً .
والشرق الأوسط بات عبئاً ثقيلاً على اميركا وهي تريد ان تتخلص من ازماته لتتفرغ للمواجهة الأقتصادية مع الصين في دول شرق اسيا وافريقيا . ولكن هذا لا يعني خروج اميركا من الشرق الأوسط لأهمية الإستثمارات الأميركية فيها ولأمتلاك منطقة الشرق الأوسط النفط ولأن اميركا لا زالت ملتزمة بأمن اسرائيل .
وصحيح ان الولايات المتحدة مرت بأزمة مالية خانقة ولكن لا زالت القوة الأقتصادية الأولى والقوة العسكرية الأولى على المستوى العالمي .
شيرين : سيظهر في هذا العام محوريين عالمين هما ...الصين وأشنطن وروسيا المحور الثاني محور الشرق الاوسط اذكر لي دول محور الشرق ..؟؟
دكتور صالح : دول الشرق الأوسط لا يمكن لها ان تشكل محوراً لوحدها لأنها غير متوافقة سياسياً وضعيفة اقتصادياً وتتخبط بالكثير من الأزمات الأمنية . والشرق الأوسط كان ولا زال تتجاذبه عدة قوى حسب مصالحها ومنافعها وسيبقى هذا الواقع قائماً الى ما شاء الله .
وداخل منطقة الشرق الأوسط هناك موازين قوى لا يمكن لأي منها ان تلغي الأخرى . فهناك السعودية وأيران وتركيا ومصر وأسرائيل .
شيرين : ذكرتم في أحد مقالاتكم التالي :أن لبنان الى حد ما بات هذا البلد برأي الكثيرين من المحللين صندوق بريد تمر عبره الرسائل ...ماهي هذة الرسائل ومن هو المرسل ولمن ترسل ؟؟؟

دكتور صالح: لبنان بلد صغير عاش دائماً تحت ظل رعاية اقليمية او دولية . ومشكلة لبنان تكمن في انه محادد لدولتين هي اسرائيل وسوريا ، كما مشكلته انه متعدد المذاهب والطوائف اسلامياً ومسيحياً .
واللبنانيون يقولون ان الطوائف نعمة ولكن الطائفية نقمة وهذا صحيح الى حد كبير. وبما ان لبنان يعاني من الطائفية وليس من الطوائف فلهذا لا يمكن ان ينعم بالأستقرار لأن اسرائيل تستخدمه لتمرير رسائل الى العرب وأيران تستخدمه لتكرس من خلاله دورها الأقليمي وسوريا تستخدمه لتفرض نفسها كقوة اقليمية فاعلة والفلسطينيون كانوا يستخدمونه لخدمة قضيتهم والغرب يستخدمه لأغراض خاصة ، ومن هنا تحول لبنان الى صندوقة بريد تتم عبره تبادل الرسائل التي تكون احياناً سياسية وأحياناً أمنية .
شيرين : برنامج التجسس الأميركي " بريزم " الذي هو جزء من برنامج أكبرمنه يدعى " ايشلون "..هل فشلت وأشنطن في برنامجها هذا رغم أنها تجسست على أكثر من 30 رئيس دولة ؟؟؟ ومن أهم الشخصيات
دكتور صالح : من قال انها فشلت ، ومن قال انها توقفت عن القيام بالتجسس على العالم حتى وأن اضطرت الى وقف تجسسها على بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا او المانيا .
شيرين : دكتور صالح الاتعتقد أن فرنسا لم ترد الرد الكافي كما هو المانيا في موضوع التجسس الامريكي وهل تعتبر هذا خوف ...لأنها كانت تملك برنامج مقارب للتجسس الامريكي ؟؟؟ او هناك أسباب اخرى ؟

دكتور صالح : لقد كانت ردة فعل المانيا شديدة وعلى مستوى موقع المانيا السياسي والأقتصادي ، اما فرنسا فإن ردها كان خجولاً لسببين هما :
- تخوفت فرنسا من ردة فعل اقتصادية اميركية وهي التي تمر بأزمة مالية وبهبوط حاد في مستويات النمو .
- ان فرنسا متورطة بدورها في برنامج خاص بها للتجسس على العالم ولهذا لم يكن بإستطاعتها الأعتراض بحدة على واشنطن وهي التي تفعل مثلها .
شيرين : لماذا صمت العرب على تجسس البيت الابيض عليهم ولم نجد تصريح استنكاري واحد عكس المانيا ؟؟؟
دكتور صالح : لدى المانيا ما تهدد به اميركا ، ولكن ماذا لدى العرب ليهددوا اميركا ؟المشكلة تكمن في موازين القوى والضعيف هو الذي يخضع شاء أم ابى للقوي .
شيرين : هناك حقيقة يدركها الجميع هي أن أي هدوء في الشرق الاوسط لن يكتمل الابقطبين هما ايران والمملكة العربية السعودية...؟؟؟؟ اقرأ لي ذالك سياسيا ً

دكتور صالح : السعودية هي قطب العالم الأسلامي وأهم دولة عربية اليوم بعد الضعف الذي استشرى في اوصال مصر والعراق وسوريا . ولدى السعودية امكانيات وطاقات ومكانة لا يمكن لأي أحد التساهل بشأنها .
وأيران باتت قوة اقليمية ولها امتداداتها في عدة اتجاهات . ومن هنا نلاحظ ان هناك تجاذب بين دول المنطقة بحيث تميل دول الى الرياض وأخرى الى طهران .
وليس بإستطاعة ايران ان تلغي دور السعودية ولا بإمكان السعودية ان تلغي دور ايران ، ولهذا هما محكومان بالتنسيق بينهما بعد ان يتم تذليل بعض العقبات .ومن شأن أي تنسيق في المستقبل ان ينعكس ايجاباً على دول المنطقة أو على الأقل على بعضها ، ومن هنا شاعت النظرية التي تقول ان لا هدوء في المنطقة دون تعاون سعودي ايراني .

شيرين : في وقت سابق اعلنت السعودية اعتذارها عن قبول عضويتها في مجلس الامن لشغل مقعد غير دائم في الهيئة الدولية ...بسبب أزدواجية المعايير وهذا واضح في سياسة المجلس ؟؟؟ هل نجحت السعودية كسرة جرة واشنطن بها القرار ؟

دكتور صالح :تم انتخاب السعودية كعضو غير دائم في مجلس الأمن ، وصودف ان عملية الأنتخاب تزامنت مع مفاوضات سرية كانت تجري بين واشنطن وبين طهران وقد تم التوصل بموجبها الى اتفاقيات كانت مكتومة بالكامل عن الرياض رغم ان هذه الأخيرة معنية قبل غيرها بما يجري في منطقة الخليج .
وتزامن ذلك ايضاً مع عدم قيام واشنطن بأي تحرك هام بخصوص الدفاع عن الشعب السوري الذي تعرض لهجمات كيماوية من قبل النظام السوري .
يضاف الى ذلك ان اميركا حريصة دائماً على استرضاء اسرائيل رغم انها تحتل اراضي عربية وترفض التخلي عنها .
لهذه الأسباب مجتمعة ارادت السعودية ان تطلق صرخة احتجاج على ما تقوم به اميركا لأن المسألة لم تعد محصورة بقضايا هامشية بل بقضايا مبدئية وأساسية بالنسبة للرياض.
شيرين :هل ستسمح طهران وتركيا بقيام الحكم الذاتي لأكراد سوريا .... خصوصا ان هناك الكثير من الاكراد السوريون قد لقى حتفه عمدا في مناطق متفرقة من سوريا ..بتعمد لمجرد انه كردي ؟؟؟؟
دكتور صالح : مشكلة الأكراد معقدة جداً لأن الكرد موزعون ما بين ايران وتركيا والعراق وسوريا ، ومن هنا فإن أي حل جزئي لمجموعة كردية في بلد ما لا بد ان ينعكس بالتالي على الدول الأخرى . كما هناك تخوف لدى دول المنطقة من ان تتعرض للتقسيم او لأنتزاع جزء من اراضيها ، وقد تنسحب هذه المسألة على دول أخرى تعيش في ربوعها اقليات وقد تتحمس للمطالبة بدورها بحكم ذاتي او بالإنفصال .
والمؤسف ان الكرد يدفعون ثمن صراعات اتنية ومذهبية ودينية وباتوا في بعض المناطق وخاصة في سوريا كبش محرقة في الصراع الدائر هناك.
وبرأيي يجب ايلاء اهمية دولية للقضية الكردية لأنه من غير المقبول ان يبقى هذا الشعب اسير مصالح دولية وأقليمية .
شيرين : أوضاع تركيا بالفترة الاخيرة وضعت اردوغان في موقف هزيل ...هل تعتقدون ان اروغان سوف يغير نهج سياسته مع الشرق وسوريا ليضمن بقاءه بالسلطة ام سيجري بخفي حنين وينتهي عصره ؟؟؟
دكتور صالح : يمر حكم حزب العدالة والتنمية في تركيا بظروف حرجة جداً منها ما له علاقة بالوضع الداخلي والخلاف الدائر مع المعارضة ومنها ما له علاقة بالوضع الأقليمي حيث لتركيا دور مما يجري في سوريا والعراق ومصر وليبيا وأيران .
ولا يمكن لنا ان ننكر ان شعبية رجب طيب اردوغان قد ضعفت ولكن ليس الى حد انه معرض لخسارة السلطة خاصة وأن استطلاعات الرأي لا زالت تعطيه الأرجحية في الأنتخابات البلدية التي ستجري قريباً .
وتركيا مقبلة على انتخابات عامة ايضاً بعد فترة مما يعني ان حزب العدالة والتنمية قد يرشح شخصية أخرى لرئاسة الحكومة وقد تكون هذه الشخصية رئيس تركيا الحالي عبدالله غول مما يعني ان تركيا ستكون مقبلة على انتهاج سياسة اقليمية وداخلية جديدة .
شيرين : كثرت بالأونة الاخيرة اتهامات بغداد من الأطياف السياسية نحو المملكة بتمويل المسلحين في العراق ....؟؟؟ ماهو ردكم أزاء ذالك

دكتور صالح : لا يمكن للسعودية التي عانت من الأرهاب ان تدعم الأرهاب في أي منطقة في العالم خاصة وأن ذلك مخالف لمبادئها وقيمها وللشريعة الأسلامية . المشكلة في العراق هي ان رئيس الوزراء نوري المالكي استأثر بالسلطة وأبعد عنها كل من يناوئه سواء أكان من طائفته او من طائفة أخرى بدليل ان حتى حلفائه بدأوا مؤخراً بإنتقاده وبدعوته الى الإستقالة .
ولكي يغطي المالكي ممارساته السطوية بدأ بتوزيع الأتهامات على دول اقليمية منها السعودية وتركيا متذرعاً انها تدعم الأرهابيين فيما في الحقيقة ان هناك شرائح شعبية مغبونة الحقوق وتطالب بإنصافها .
ومشكلة العراق ايضاً انه بات خاضع بالكامل للنفوذ الإيراني . وهنا تكمن نقاط الخلاف مع السعودية التي تعتبر ان التمدد الإيراني يهدد أمنها وأستقرارها .
شيرين : كيف تقرأ خارطة العراق السياسية ؟؟؟ وسط هذة فساد اقتصادي ملف امني مدفوع الثمن قانون مغيب ؟؟

دكتور صالح : بات العراق بحاجة الى مؤتمر وطني جديد تتمثل فيه كل القوى الأتنية والطائفية وكل الفئات السياسية لأعادة صياغة دستور على اساس وطني يضمن لكل مواطن حقه ويحدد له واجباته .
كما يجب فتح ملف محاسبة الفاسدين لأنه لا يجوز ان تعيش اغلبية الناس في العراق في فقر مدقع بينما ثروات البلاد الهائلة تذهب الى جيوب المحسوبيات وأركان السلطة الحالية .

شيرين : دكتور صالح ربيع الثورات ...هل يحتاج الربيع لدم لنسميه ربيعاً؟ ام نحن ننافق أوجاعنا ؟

دكتور صالح : اظن ان الربيع العربي تحول الى خريف قبل ان تزهر اوراقه لأن من قام بالربيع العربي حاول الأستئثار بالسلطة متجاهلاً الأخر ودوره وتضحياته .
وبغض النظر عن الظروف الداخلية التي ادت الى حصول تحركات شعبية فقد تبين ايضاً بعد بزوغ فجر ما يسمى بالربيع العربي انه كانت هناك ادوات خارجية تحرك الأحداث وفق مخطط مرسوم لأخذ البلاد من ضفة الى ضفة أخرى وخير دليل على ذلك ما حدث في مصر ، وما يحدث اليوم من صراع قبلي في ليبيا ، ومن خلاف سياسي وعقائدي في تونس .
شيرين : مركز الدراسات العربي الأوروبي من خلال رئاستكم لهذا المركز كان لكم دور كبير في الشرق والغرب ...عقدتم الكثير من الندوات والمؤتمرات وخرجتم بالكثير من التوصيات ....من خلال ذالك اهم حدث تمخض منه هذا المركز في الصراع العربي الاوربي ؟؟؟
دكتور صالح : دور مركز الدراسات كان تعيين الأزمات التي تهدد العالم العربي وتشخيص مدى خطورتها وأقتراح الحلول الناجعة بشأنها . كما كان دور المركز هو اعادة تقريب وجهات النظر بين اوروبا والعرب بعد ان فشل الحوار الرسمي بين هذين التكتلين .
وتعمدنا في المركز ان نلقي الأضواء على الملفات الأكثر سخونة مثل قضية المياه ، والأمن العربي ، ودور الأعلام ، والقدس ، والإستثمارات ، وحقوق الأنسان ، والنظام العالمي الجديد .
وكان من الطبيعي ان نخرج بتوصيات هامة كنا نرسلها الى صنَاع القرار في العالم العربي والأوروبي للإستفادة من مضامينها .
شيرين : هل وصلت العلاقات بين اوربا والعرب الى قمتها اقتصاديا ثقافيا علميا ..ام مازلنا في دهليز الثرثرة السياسية ؟؟
دكتور صالح : ليس المطلوب ان تصل العلاقات العربية الأوروبية الى اعلى القمة بل المطلوب ان تكون علاقة طبيعية ذات منحى استراتيجي هدفها خدمة مصالح الطرفين دون ان يتجاهل العرب ان هناك في العالم قوى اخرى مثل اميركا وروسيا والصين التي يجب التعامل معها ايضاً لخلق نوع من التوازن .

شيرين :يعيش العالم العربي ركود اقتصادي ...هل هي الحروب ...الارهاب ....العولمة .....التطرف ؟؟

دكتور صالح : الركود الأقتصادي في العالم العربي اسير عدة اسباب منها الأرهاب ومنها الحروب ومنها التأثر بالأزمة المالية العالمية التي طالت اميركا وأوروبا . والعرب ليسوا جزيرة معزولة بل هم جزء من المنظومة الأقتصادية العالمية يؤثرون فيها ويتأثرون بها .

شيرين :هل تعتبر فرنسا مقر لأثرياء العالم بصورة أو بأخرى ؟؟

دكتور صالح : لا اعتقد ان فرنسا ملجأ لأثرياء العالم لأن الوقائع تفيد ان الأكثر ثراء هم اميركيون او يابانيون او حتى عرب .
وبسبب الضرائب المرتفعة في فرنسا فإن بعض الأثرياء الفرنسيين يهربون للعيش في الخارج مما يعني ان فرنسا ليست مقراً للأثرياء .

شيرين : لنترك غبار السياسة على رف الحدث ونستنشق عبق الكلمات ؟؟؟؟ حسب علمي ان الدكتور المحامي صالح الطيار عرف العالم سياسي أقتصادي قانوني ...لكن لم يعرفه العالم ككاتب مانسيمه بالخواطر خصوصا انكم تملكون هذا الحس ؟؟ لماذا
دكتور صالح : لم اشعر أنني امتلك موهبة كتابة الرواية او نظم القصائد او تحرير نص ادبي . وأنا مثل غيري لدي بعض الخواطر العابرة ولكنها ليست جديرة بأن تنشر حتى لا اعتدي على مكانة غيري في هذا المضمار انسجاماً مع ما قيل : " رحم الله امرء عرف حده فوقف عنده " .

شيرين : هل من الممكن ان يغني المغترب العربي المثقف غربته ..القلم ....؟؟؟بعيدا عن السياسة والوطن والحياة ...ام لابد من وجود المرأة في حياته

دكتور صالح : الأنسان خلق من ذكر وانثى ولا غنى لأحدهما عن الأخر . والمرأة هي النصف الأخر للرجل التي تؤنسه في وحشته وتواسيه في غربته وتشاطره همومه وشجونه وتناقشه في اعماله وشؤونه فيسكن اليها وتسكن اليه .
المرأة ليست حاجة انما ضرورة انسانية لكل زمان ومكان .

شيرين : كثيرة هي الأسئلة وسريع هو الزمن ...مازال في ذاكرة قلمي الكثير من الأسئلة .....تنتظر حوارها الثاني معكم شكرا لك دكتور صالح الطيار اثمرت حوارنا وسط أزدحم الاحداث
دكتور صالح : شكراً لك وأتمنى لك المزيد من التألق والنجاح والتوفيق .



#شيرين_سباهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شرفة السياسة ....يذر الصراع نفسه ...
- المالكي ...زوبعة قضمت ظهر العراق ...
- 2014 ..عام الولايات وغياب السلطات ....
- قراءة خاطفة في رسالة السيد الصدر لجيش العراق
- أهل الرمادي ..بين الراحل والغادي
- لوكربي ...وشكري غانم .... وصهاريج النفط الليبي دخان في سماء ...
- الخطاب الاقصائي ...في العراق وصمت أصحاب العمائم
- صدام حسين ......وخبايا الشرق ..
- طهران ....وصراع المثلث الشيعي
- السعودية ...ومخالب طهران ...
- من أضلع الجبناء يولد الطغاة ...المالكي القائد الأصم الأبكم . ...
- دكتور سامان سوراني رجل هذا الزمن وذاك التاريخ ...ثقافة فلسفي ...
- دكتور سامان سوراني رجل من هذا الزمن وذاك التاريخ ...ثقافة فل ...
- دمشق معشوقة الدب الروسي ....وأرجوحة الشرق ....والدم
- العراق ....بين خمرة الشرق وزنا الساسة ..عنقود فسد في عنق الس ...
- خمرة الدم ....بين فيض الخواطر وحرب اللحى
- ثعلب وأشنطن ..وصعاليك الشرق ..
- الفلم الوردي لهروب السجناء العراقيين ..
- أرض كنانة ..بين لعاب الأخوان ونخوة الرجال ..
- الدكتورة حنان الفتلاوي عضو البرلمان العراقي...في حوار عاجل ع ...


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيرين سباهي - بين السياسة والحدث مع الدكتور صالح بن بكر الطيار محام ومستشار قانوني ورئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي بباريس .