أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد الخليل - يتامى الدهر أو عندما يتمخزن الماركسي : صلاح الوديع أنموذجا















المزيد.....

يتامى الدهر أو عندما يتمخزن الماركسي : صلاح الوديع أنموذجا


عماد الخليل

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 00:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين كتابات تصور مغربا آخر غير الذي نعيشه لأنها تهندس " الحاضر الحقوقي المشرق "(فاطمة الإفريقي : أقلام بلا سوابق رصاصية ) ، وأخرى تريد التفاتة ، أو استعادتها من سلة المهملات وتسعى إلى ملء فراغ ،فلا ضير إن هي تصرفت " بمنطق البطولات الخارجة عن السياق " أو كانت " بطولة وهمية رافضة لكل شيء " ( صلاح الوديع : رسالة إلى من يهمهم الأمر).
يقف القارئ والدهشة بادية عليه حائرا متنقلا بينها ،يحاول إنصاف أصحابها لكنه يعجز ويمنى بالفشل،لا لأنه فاقد لقدرة التمييز بين الصواب والخطأ،أو لأنه لا يستطيع قراءة ما وراء السطور،بل لأن هذه الكتابات لا تستهدف عقل القارئ بقدر ما تريد تغييبه،وتحييد العقل يكون بإتقان اللغة لتكون أكثرا تأثيرا ونفاذا إلى وجدانه منه إلى ذهنه،فعبر "جودة هذه الكتابات اللغوية " تبلغ القلب ويستسلم لما اختطته لنفسها.
قد تبدو للبعض أن كتاباتـنا " حج بعد فوات موسم الحج...تأخرت ببضع خطوات عن الزمن،لا تستطيع اللحاق به " ولو كتبت في زمنها " زمن البطولة...كان سيكون لها شأن آخر " (ص و : رسالة إلى من يهمهم الأمر)،بديهي أن يطرح السؤال على من تعود " نــا " ؟ وأي زمن هذا الذي لم نستطع فيه الكلام ؟.
لا تنتظر منا أيها القارئ العزيز الإجابة عن السؤالين،لأننا ببساطة ممن " ولدو بعد سنوات الرصاص " و " نحتاج إذنا مسبقا " من حراس المعبد ( ف إ : أقلام بلا سوابق رصاصية )،لكننا " الدم الجديد [ الذي ] لا يحتاج لأي اعتراف من أحد " حتى ممن " ذاقو الجمر والرصاص " (م م : في الحاجة إلى بعضنا )،ولأننا ــ نحن الشباب ــ لعبنا " دورا أساسيا في صنع اللحظة السياسية المركبة..."( ص و : نعم لرحيل الإخوان،لكن ليس بأي ثمن ) إذا فـ " نــا " تعود على الشباب الذي انتفض ضد القهر والاستغلال وطالب بالحرية والعدالة الإجتماعية،ولست سوى صوت من أصوات عدة لم تخف يوما انتماءها السياسي وملأت الدنيا ضجيجا بمطالبها،وانخرطت بوعي في الحراك الإجتماعي الذي يشهده المغرب،نقدر ونثمن هذا الاعتراف بنا ونشكر أساتذتنا على هذا " المن والاعتراف" .
أما السؤال الثاني،فهو عن ماهية هذا الزمن الذي " يستلزم تدوير اللسان مرات ومرات قبل النطق بالكلمة " و " أيام الشمة الصعبة " ( ص و : رسالة إلى من يهمهم الأمر)،لا شك في أن الشاعر صلاح الوديع يلمح ولا يصرح أثناء حديثه عن هذا الزمن،فهو يزعم أنه " مضى وولى " وذهب إلى غير رجعة،وحدده بأنه سنوات " قاسية وسوداء "،راح ضحيتها آلاف المناضلين من خيرة شبابنا وقضى مئات منهم قرونا خلف القضبان وآخرون جرحى ومعطوبون وذاقت أسرهم وعوائلهم العذاب والويلات،ولا نزايد إن قلنا بأن هؤلاء أغلبيتهم الساحقة من اليسار،غير أنهم يستحقون ــ وفق صلاح الوديع ــ ما جرى لهم لأنهم اختارو تلك الطريق بإرادتهم ؟َ يقول "إننا ندافع عن حقنا في الاختيار وفي نفس الوقت نستجدي التدخل لصالحنا إن نحن سقطنا في ورطة " بهذا الكلام ينفي الضحية نفسه مسؤولية الدولة عن ما حدث ،ويقدم صك براءتها فيما ثبث عنها من اغتيالات واختطافات،نتساءل :أيعاقب (اغتيالا وتعذيبا وترهيبا ) كل من أراد مغربا نكون فيه سواسية " كأسنان المشط " ؟ أكل هذا " نقد ذاتي " ؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟ .
هل " سنوات الجمر والرصاص " ولت ؟ وبأي معيار يقول شاعرنا هذا الكلام ؟،أمضت ــ فعلا ــ بغير رجعة،لو أردنا أن نجيب عن هذه الأسئلة فعلينا أن نلجأ إلى الواقع،ننظر فيه ونعاين ما يحدث؛هل يشي واقعنا فعلا بما جاء في الكلام أعلاه ( لنترك الإجابة لكم ) لكن سنسلك سبيلا آخر،لنفند مزاعمه،وهادينا هو الأحلام ،فمن بين ما يحلم به المرئ هو المستقبل الذي يعكس هروبا من الحاضر وإرادة تغييره إلى الأفضل؛وما دام هذا الأخير ــ في ذهن شاعرنا ــ بعيدا عن السنوات السوداء، فلا بد أن المغرب يعيش أزهى عصوره ،ولك أن تتخيل ما شئت ــ أيها القارئ ــ من الأشياء الجميلة التي شهدتها في حاضر هذا المغرب؛إذن فالأستاذ صلاح الوديع سيحلم بمغرب أفضل وأجمل نتجاوز فيه بعض العثرات ــ القليلة والبسيطة ــ التي تعرفها مجمل الدول المتقدمة،لكن الخيبة تطل برأسها ما إن نسمعه يسرد أحلامه،ونحمد الله أنها " دون تبويب ولا ترتيب ولا أولويات"لأنها صادرة في لحظة صدق ومكاشفة( نشر في أخبار اليوم ضمن ملف >)،لكن هل بها ما أومأنا إليه سابقا؟ الجواب لا،إنها أقل من أحلام الأمس،بل لا ترقى إلى أحلام شباب اليوم الذين وضعوها شعارات تؤطر نضالاتهم.
سنكتفي بمثال واحد يكشف تهافت هذا المنطق ويعري زيف ادعاءاته ويبطل مزاعمه،امتلاء السجون عبر ربوع الوطن بالعشرات من المعتقلين السياسيين من طلبة ومناضلين فبرايريين لفقت لهم أغرب التهم،و يخوضون إضرابات طعامية ستودي ــ إن لم تستجب الدولة لمطالبهم ــ بحياتهم،ما يزال صوت شجي يردد أغاني الشيخ إمام ويصغي إليه رفاق الدرب في الزنزانة؛كنا ننتظر ردودكم ومساندتكم لهؤلاء الشباب،كما ساندتم " فدوى الرجواني " لكننا اكتشفنا أن الأمر " يتعلق بدجاجة لا غير" فمن " نصدق ؟ صراخ الأمس أم صمت اليوم ". وسياق التضامن مع " الرجواني " واضح،إذ يأتي في إطار المزايدة على طرف آخر يزاحكم على فتات السلطة،لهذا السبب تخرجون ملفات من الأدراج طواها غبار النسيان،تتعلق بمشاركة قيادات القوى الظلامية في اغتيال طالب يساري (الشهيد آيت الجيد بنعيسى)،ليس لإنصاف أسرة الشهيد والاقتصاص من المجرمين بل لاستعمالها واستغلالها في صراعكم البئيس على فتات السلطة،لكن " أنت تعرف...كيف تنقلب الأشياء إلى أضدادها في النفوس وكيف يشير المرء إلى اليسار حين يريد الذهاب إلى اليمين "(ص و : رسالة الوديع إلى العثماني من تحت الماء ).
كل كلام أو فعل إذا أخذناه بشكل معزول قد يؤثر على فهمنا ووعينا للظواهر" يجب ألا ننسى السياقات،لأن المعنى لا يستقيم من دونها " (ص و : مرحى بعلمانية الإسلاميين،لكن...)،وعلينا أن نبني مواقفنا على قراءة ــ تلتمس الدقة ــ وتحاول المسك بالخيط الناظم للأحداث،إذا ما الذي دفع البعض إلى أن يغير أفكاره ومواقفه،أكان فعلا يريد الذهاب إلى اليمين عندما أشار إلى اليسار ؟ أم أنه في ذلك السياق التاريخي ما كان بإمكان المرء أن يكون غير يساري،لكي يتسلق طبقيا أم أن" ماركسيي المغرب " تحديدا جعلو من الماركسية مطية للوصول إلى أهدافهم الشخصية كما لاحظ ذلك عبد الله العروي ؟لكن السؤال المركزي كيف فعلو ذلك،أقصد الانتقال من ضفة إلى أخرى،وأي مبرر قدموه ؟ لا يمكن تجاوز الأمر لأنه " سنكون أمام احتيال جديد على التاريخ ".
لنعد إلى كتاباتهم لعله بتتبعها نجد ما يضيء الطريق أمامنا،يقول شاعرنا في مقاله " رجل من طينة الأنبياء " مادحا من سلك دربه وواصفا إياه بالنبي " أن تستطيع مد يدك ،إلى سجانك القديم لتعقد صفقة المستقبل والأمل،من يستطيع كل هذا إلا الأنبياء؟" أي صفقة وما ثمنها التي عقدها الضحية،ضحية الأمس، مع جلاد اليوم والأمس ؟ نحن نعرف طينة مانديلا وتضحياته وخصوصية الوضع ــ والصراع سابقا ــ في جنوب افريقيا،وقيمته لدى شعبه التي قبلت منه إقدامه على المصالحة مع سجانيه بعد اعترافه علنا بما اقترفوه في حق السود من جرائم ؛ما لا نفهمه هو من أنتم وماذا تمثلون للشعب ؟ هل صفقتكم هاته جعلت الجلاد يعترف علانية بجرائمه ويكشف القبور المنفية في الفيافي؟هل بموجبها قدم الجلاد اعتذاره للشعب ولضميره الجمعي،اغفر تطاولي لكن " بطولتكم هزلية لأنها خارج سياق التاريخ "؛أم أن الصفقة كانت تقضي أن تكون ــ مستقبلا ــ وزيرا ما في حكومة " أغلبيتها " من حزب حاكم قادر " أن يتجرأ ــ وفق حلمك ــ على المسؤولية ..." لكن " الحراك الاجتماعي " بالمغرب الذي تزامن مع " الربيع الإسلاموي " عصف بآمالكم وصفقتكم وجراركم الذي حرث في زمن قياسي الأخضر واليابس،مما أعادكم إلى المربع الصفر لتبحثو من جديد على مخرج للورطة ما العمل،إذا،إزاء هذا الوضع ؟ جاءت فكرة " حركة ضمير " لتعود بفارسنا إلى مسرح الأضواء من جديد ملوحا بسيفه الخشبي، ليقود معركته ضد طواحين الهواء.
لماذا " ضمير " يجيبنا، أحد أعضاء المكتب التنفيذي للحركة ( سعيد لكحل : لماذا حركة ضمير )،قائلا أن الشباب ــ يقول عشرين فبراير وكأن النخبة هي من شكلتها ــ هم من يحرك نضالات الشارع،فصار الأخير المبادر الرسمي عوض الأحزاب ــ ومتى كانت الأحزاب تحرك الشارع بعد ثمانينيات القرن الماضي ــ ويتابع " لكن مبادرة الشارع كانت بدون استراتيجية ونخبة موجهة ترسم الآفاق " وبسبب هذا الغياب تم " السطو على مكاسب الثورة " ترى أين سمعنا مثل هذا الكلام ؟ ومن قاله ؟ لعل القارئ صار يعرفني ويعلم من أقصد،نعم إنه هو بالذات كتبه بالضبط في يوليوز واصفا به شباب مصر حيث قال،بعد أن بين دور الشباب في صنع اللحظة السياسية،"...لكن ليس لديهم الأداة والرؤية الحاسمة في مثل هذه اللحظات " أكان يقصد شباب مصر أم شباب المغرب ؟ لا يهم ما دام ما" يصدق على مصر يصدق على غيره من البلدان التي تعرف التجربة الإخوانية،بلا استثناء..." بكبسة زر لم يعد " المخزن " عدونا،علينا أن نسلط انتباهنا إلى " الأصولية والنكوصية "/القوى الظلامية بأي منطق ؟ بمنطق كون " حركة ضمير " ليست سوى ورقة تلعب لكسب مصالح جزئية وآنية؛إنها ورقة محروقة منذ البداية بسبب دورها الظرفي الذي يراد لها أن تلعبه.
أفق تلك الكتابات واحد،ورغم أنه ضيق،فإنه يتسع لها،قد تختلف،لكنه اختلاف في الدرجة فحسب لأنها لا ترمي إلى تحقيق تغيير حقيقي بل يسعى،أصحابها، من خلالها لنيل أهداف شخصية؛فهي تتمسح بقضايا لا تملك شرعية لوك الكلمات باسمها كلما اكتشفت نفسها مبعدة عن تقاسم الكعكة أو تسارع كلما أقصيت إلى إعلان الانسحاب في " مقال أخير " من ساحة السياسة.



#عماد_الخليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى المعطي بوملي...إلى المهدي.
- زمنٌ ولَّى،زمنٌ هُجِر.


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد الخليل - يتامى الدهر أو عندما يتمخزن الماركسي : صلاح الوديع أنموذجا