لوتس رحيل
الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 16:07
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مهما حاولت الانسحاب..ورفع الراية البيضاء..والتخلي عن حلمي الكبير في الدهاب الى روما,,الا واحسست بصوت خافت يناديني:زهرة انا في انتظارك زهرة…واجد نفسي انتفض لالبي النداء..روما ايتها الغالية..لبيك روما..انا اتية روما..لن يهدا لي بال حتى اغزوك يا روما..ويكون النصر..الفتح الاكبر…والمتنبي ببيته الشعري المشهور يقلق راحتي ويوقظني من لدة احلامي..باي حال عدت يا عيد؟؟رباه؟؟اسيعود العيد بما مضى ام بامر فيه تجديد؟؟؟؟؟؟؟وتتسارع دقات قلبي,,,فالعيد على الابواب..والنظرات الساخرة والانتقادات تنتظرني ايام العيد…فالعيد مناسبة للتجديد…لا ايها المتنبي سيكون التجديد حتما..ولن يكون ما مضى…والوقت ضيق..واتاهب للسباق مع الزمن…ولا يفصلنا عن العيد سوى ايام معدودة..وستكون التهاني بمناسبة العيد مضاعفة ,,ساتلقى تهاني من نوع اخر ,,اجل تهاني الدهاب الى روما…ساقطع التدكرة ايام العيد واطير رفقة فارسي الجديد,,روما ايها المجد.,,لبيك روما..وفارسي المغوار بطل…مستعد ان يسابق الزمن هو الاخر ونقطع التدكرة معا ايام العيد..فهو يحترق شوقا لزيارة روما رفقتي..واوراقه جاهزة…فارسي الامازيغي,,,فانا لم افكر يوما في اصل الفارس سواء عربي او اعجمي او امازيغي لايهم ,,ما يهمني الطيران نحو روما رفقة فارس شجاع,,,ولا فرق بين عربي او اعجمي او امازيغي الا بالتقوى والتحدي للوصول الى روما دون عراقيل...فالمجد في انتظاري,,سادخل التاريخ رفقتك ايها الامازيغي,,,وان كنت انا ايضا امازيغية قحة رغم ان لهجتي الفاسية تخفي اصولي الامازيغية لكوني انطق الراء غينا ودلك راجع الى مشكلة لسانية اهملت عائلتي في اجراء جراحة للساني المثني في طفولتي وهكدا اصبحت فاسية اللكنة وبشرتي بيضاء ايضا,,ولكني اتحدث الامازيغية بطلاقة واغلبية معارفي لايصدقون اني فعلا امازيغية,,,واشعر بالراحة ففارسي الامازيغي سيعطي الانطلاقة لتقلع طائرتنا صوب روما ايام العيد…لبيك روما ,,لبيك ايها القيصر العظيم ,,ففارسي الدي يتجاوز عمره الخامسة والخمسين,,,ليس وسيما ولا يمت الى الوسامة باية صلة,,فهو اسمر ورياضي البنية ولم يكن مظهره يوما ما ضمن الاوصاف التي احلم بها في مخيلتي,,لكن لا يهم فالوقت ضيق ولا مجال للاختيار يا زهرة..لا اتحمل بيت المتنبي…ساكسر القاعدة سيكون التجديد ايها المتنبي…انه مهندس فلاحي,,,اكمل دراسته في الخارج واشتغل هناك لفترة طويلة وعاد الى ارض الوطن محملا بالاحلام ,,,بعد ان طلق زوجته الاجنبية لكونها ترفض العيش معه في وطنه ويترك لها ابنهما الوحيد,,,ثمرة زواجهما,,ويعود وحيدا ,,يامل في مشروع ضخم وزوجة امازيغية جميلة,,,ولم لا؟؟لايهم ان يكون مطلقا وله ابن,,المهم انه هنا,,اعجبته كثيرا,,,وشجعته على مشروعه الكبير…وتمنيت له التوفيق…له حلمان,,المشروع ,,وغزو روما رفقتي,,,وضيعته الكبيرة بها فيلا طرازها اروبي جميل جدا..فوق القمم..تفاح ومشمش واجاص وبرقوق و..و….وو..عالم رائع,احب الطبيعة يا موحانو اجل اسمه موحى اسم امازيغي قح وبعد الدخول الى روما سيصبح اسمه مومو ولم لا؟اليس فارسي؟اليس لدي الحق في تدليله؟مومو او ميمي او حوحو؟؟وانا اسابق الزمن حتى الان؟والوقت ضيق,,,وموحى المهندس الفلاحي الدي يحلم بتفاح من نوع جيد لن يعطي اكله الا بعد ثلات سنوات على الاكثر مشروع يستحق مغامرة وتضحية ومساعدة وبعد ان تعطي الغلة اكلها سيعوضني موحانو عن صبري وانتظاري…فموحانو قدم طلبا ليحصل على قرض كبير يغطي تكاليف المشروع الكبير والقرض مقابل رهن الضيعة نفسها والفيلا دات الطراز الاوروبي…كما شرح لي افاقه المستقبلية والجهود التي ستبدل في سبيل تحقيق حلمه الكبير,,مصاريف عمال وشراء الات متعددة وتراكتورات و..و.. كما ان الضيعة بها حراس وسائق يعني مصاريف كثيرة,,لايهم احب الطبيعة والبقر والغنم والدجاج وهناك مسبح ..جميل جدا,,وسالني ان كنت عدراء ام لا رغم ان الامر لا يهمه كما يقول لان افكاره غربية يريد فقط ان اصارحه لان أي شابة في مثل سني من الطبيعي ان تكون لديها تجربة او عاشت حبا فاشلا…مما دفعني الى الكدب عليه كي اعرف ردة فعله فانا لست عدراء موحانو وفعلا عشت حبا فاشلا كما تقول يا موحانو ,,وتحمس موحانو لكوني غير عدراء ليزيد تشبثه بي وهو يحلل الامر قائلا :الان فهمت عدم زواجك حتى الان زهرانو,, لانك لست عدراء وخائفة ان يفتضح امرك ادا تزوجت رجلا متخلفا يصر على حقه في بكارتك ليلة الدخلة ؟وربما سيكشف امرك لدى العائلة لاسيما وانت من عائلة امازيغية محافظة تؤمن بالبكارة والشرف ولو تجاوزت الستين,,,,واشمأزت نفسي لهدا التحليل المنطقي وهو يبدو مختالا كالطاووس وانا اضحك في قرارة نفسي فقد اعتقد المسكين انني لست عدراء فعلا وقد وقعت في قبضته ,وساحتمي فيه,,اطمئني يا زهرة فسرك في بئر عميق,,وكاني ارتكبت جرما؟؟؟؟؟؟زهرة لا يهم ان تكوني عدراء ,,اعرف الان ان همك الوحيد الدخول الى روما باوراق رسمية وانا هنا لارافقك زهرة,,,ولكني اعيش ظروفا مادية صعبة ويجب عليك مساندتي اليس كدلك؟؟ولم لا ؟ساساندك موحانو؟؟؟اجل زهرانو القرض الدي ساحصل عليه سيكفي لتغطية مصاريف المشروع ولا داعي لعرس يا زهرانو او صداق او طلبات او دهب,سنكتفي بخاتم زواج فقط,,ما رايك ؟سنعقد القران فقط واعدك ساعوض لك كل شيء بعد نجاح المشروع,,,لا يهم موحانو لااريد دهبا لدي ما يكفي من حلي,, ولا صداقا ,,فنحن الامازيغ الصداق رمزي فقط حسب اعرافنا,,,ولست مادية ,,وعائلتي لا تقصر في تلبية طلباتي واحتياجاتي كما انها لا تحرمني من شيء,,,ولست في حاجة الى شيء سوى غزو روما,,,وفرح موحانو بتنازلاتي وتضحياتي ليردف ثانية:زهرة ربما لن تتحملي العيش في الضيعة فقد تعودت على العيش في المدينة,,وايضا تعودت على العمل كما انك مدللة وتحبين الحياة المترفة,,,ومصاريفي الكثيرة في الايام الاتية تجعلني افكر في حل مريح ,,وماهو الحل يا موحانو ؟ففي سبيل روما انا مستعدة لتقبل كل الحلول,,,زهرانو لم لا نستقر مع عائلتك يا زهرانو ؟وادهب انا بين الفينة والاخرى لاطل على الضيعة واشرف على المشروع واراقب العمال؟وهكدا سنعيش في امان ورغد ولن نعاني من اية ازمات مادية مادمنا تحت سقف عائلتك الميسورة يا زهرانو؟؟؟احببتك كثيرا زهرانو,,وارغب في ان اطير بك الى روما ايام العيد وترتاحين من سخرية الاخرين وانتقاداتهم,,وتجتازين الامتحان وتدخلي روما في سلام,,ما رايك ان تضحي يا زهرانو؟؟فانت لست عدراء وانا مستعد للاخد بك حتى تتجاوزي كل العقبات,,,,مقابل شيء بسيط الا وهو ان تضحي معي قليلا,,لو لديك مال يا زهرانو ودهب ,,,ما توفرينه من مال سيساعدنا على انجاح المشروع يا زهرة..وما رايك لو تطالبين بحصتك من الارث؟؟؟؟؟سيكون هدا افضل فانا فارسك الهمام وانا اولى بحصة ارثك يا زهرة فالمشروع مهم جدا وانت لا يهمك سوى الفتح الاكبر,,, غزو روما…فضحي في سبيل روما يا زهرة..سارعي يا زهرة,,فروما في انتظارك,,,,وحددت له موعدا.. اجل موحانو.. اجل لا شيء يهم في سبيل الوصول الى روما,,سامنحك المال وما املك من حلي وساطالب بحصتي من الارث يا موحانو فانت ستفتح لي كل الابواب المغلقة وتطير بي الى روما وانا لست عدراء ,,انت بطل يا موحانو… وسادفع لك ثمن بطولتك فانتظرني في المقهى…سأوافيك هناك.. لندهب معا ,,سارافقك الى المنزل..منظل العائلة..لنوقع اوراق رحلتنا الى روما… فقد حدثت الاهل,واخبرتهم ان فارسي المنتظر قد حضر,,,,وانتظر موحى في المقهى وهو يطير من الفرح فقد وقعت في نظره في المصيدة… واصبحت مستعدة لكل شيء وعيني مغمضة,,,وطال انتظاره ليتصل ويعاود الاتصال وانا اطلب منه الانتظار واعتدر عن التاخير …وبعدها لم اكلف نفسي بالرد على مكالماته فتجاهلتها والهاتف لايكف عن الرنين وانا في غرفتي مستلقية…اتمعن في بيت المتنبي بشوق وحنين باي حال عدت يا عيد؟وبدا لي البيت الشعري هدا لذيذا جدا وانا اتساءل:وما الغريب في الامر؟ ما مضى او تجديد ؟كلاهما سيان واحلاهما مر,,,,,,
#لوتس_رحيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟