أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح طه - -السقوط المدوي- للاعلام العراقي في أزمة الأنبار















المزيد.....

-السقوط المدوي- للاعلام العراقي في أزمة الأنبار


سامان نوح طه

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"السقوط المدوي" للاعلام العراقي في أزمة الأنبار
الاعلام ظلل الجمهور وورط السياسيين والمحللين وأحرج رجال الدين وتسببب في سفك دماء المدنيين
سامان نوح / دهوك

كانت الاتصالات التلفونية وشبكة الأنترنيت مقطوعة يوم الأحد (29/12) عن كامل محافظة الأنبار، لكن العديد من القنوات التلفزيونية المحسوبة على القوى المنضوية في ائتلاف العراقية والقريبة منها بدت وكانها تبث برامجها من وسط مدينتي الرمادي والفلوجة، ناقلة اخبارا عن معارك كبيرة على ارض ساحة اعتصام الرمادي ومحيطها وفي كامل مدينة الرمادي وفي الفلوجة وعلى اطراف بغداد، مشيرة الى طرد الجيش الذي "هاجم المدنيين والمتظاهرين المسالمين وفض خيم الاعتصام بالقوة".


وتنافست قنوات العباسية والرافدين والفلوجة والغربية وبغداد والتغيير والبابلية بل وحتى البغدادية، ومعها الجزيرة والعربية وسكاي نيوز في نقل عشرات الأخبار العاجلة عن ثورة العشائر ضد جيش المالكي الطائفي، وتحدثت تلك الاخبار عن سقوط عشرات المدنيين نتيجة فض القوات الخاصة لخيم ساحة الاعتصام بالقوة والقصف العشوائي على مساكن المواطنين، كما أكدت نجاح العشائر الثائرة ضد الحكومة في السيطرة على كامل مدينتي والرمادي والفلوجة والبلدات التابعة لمحافظة الأنبار، مؤكدة ايضا نجاح العشائر في تدمير عشرات المدرعات واسقاط عدة مروحيات قتالية وعن استسلام عشرات الجنود لأبناء العشائر وفرار آخرين عن المعارك.


وتحدثت ذات القنوات قبلها بيوم واحد (السبت 28/12) وعبر أخبارها العاجلة ونشراتها عن خطط نوري المالكي الحربية والانتخابية للحصول على ولاية ثالثة عبر استهداف العرب السنة، وعن تحركات "الجيش الطائفية وتطويقها لمدن المحافظة وفرض حصار خانق عليها لاخضاعها"، وعن اعتقال نائب يمتلك الحصانة الدستورية من منزله لمجرد اعتراضه على سياسات الحكومة، مؤكدة اصابة النائب ونقله وهو في حالة خطرة الى جهة مجهولة.

ونقلت ذات القنوات الفضائية في يوم انهاء الاعتصام (وهو ما كان قد اتفق عليه بين العشائر وادارة المحافظة ووزير الدفاع سعدون الدليمي) اخبارا عاجلة عن اضطرار الحكومة لاطلاق سراح النائب العلواني بعد امهال عشائر الأنبار الحكومة مدة 12 ساعة لاطلاق سراحه قبل ان تقف في وجهها.

واكدت بعض القنوات (العربية والفلوجة والرافدين) ان العلواني وصل الى منزله وان جيش المالكي اضطر لاطلاق سراحه بعد تهديدات العشائر الأنبارية وعشيرة البوعلوان، وأطال مراسل العربية في مدح قناة العربية التي حققت السبق الصحفي، كما اطال في مدح عشيرة البوعلوان في الرمادي وقوتها وسعة الأراضي التي تسيطر عليها والممتلكات من ابنية واسواق وهو ما ارعب الحكومة وفرض عليها الاستجابة لمطلبها.

بينما ذكرت قنوات أخرى ان العلواني سيطلق سراحه بعد اتفاق بين العشائر ووزير الدفاع مقابل انهاء الاعتصام وتحدثت قنوات أخرى عن سبل اطلاق العلواني قضائيا بعد اعتقاله بالجرم المشهود، فيما اكتفت قنوات قريبة من الحكومة ومن القوى الشيعية (آفاق، العراقية، الاتجاه، العهد، المسار) بنفي كل تلك الاخبار.

ورافقت تلك الأخبار العاجلة للفضائيات التي تبث في معظمها من خارج العراق، اناشيد وطنية من زمن "بطولات ومعارك" حزب البعث، بينها (لاحت رؤوس الحراب) و(ياكاع ترابج كافوري) و(صناديد ويبقى بيرغنا عالي) (موطني) و (خيال الشكرة المهيوبة يعرف روحة) اضافة الى اغاني جهادية ونضالية.

تلك الأخبار التي تم بثها كوقائع وحقائق، رغم انقطاع الاتصالات، تبين لاحقا انها غير صحيحة في معظمها، وان الأمر اكثر تعقيدا، فالنائب احمد العلواني لم يفرج عنه، وعشيرته لم تستطع اخضاع الحكومة، والجيش لم يدخل المدينة، وخيم الاعتصام فككتها الشرطة المحلية بمساعدة العشائر وبموافقتها وفق محافظ الانبار المنتمي لائتلاف متحدون ووفق العديد من رؤساء العشائر، كما ان العملية لم ترق فيها دماء، وايضا لم تثر العشائر جميعا على "جيش المالكي" بل ظهر ان العديد من رؤساء العشائر ومسؤولي المحافظة طالبوا بوجود الجيش لمساعدتهم على طرد مقاتلي داعش الذين قرروا عدم تمرير عملية انهاء الاعتصام بسلام واستغلالها على كل مختلف الصعد.

كما ظهر ان العديد من قادة داعش المطلوبين والمئات من مقاتلي داعش ظلوا لأشهر ينتشرون في خيم الاعتصام ويتنقلون بينها وبين مواقع تدريبية ومراكز تنظيمية خارج وداخل مدن الانبار والفلوجة وهيت وغيرها، ويعززون قواهم مستفيدين من غطاء الاعتصامات والعشائر. لا احد يستطيع انكار ذلك الآن ربما سوى بضعة "محللين وخبراء استراتيجيين" ابعد ما يكونون عن قول الحقيقة قبل تحليل الوقائع.

ورطة متحدون ومراجع الدين
تلك الأخبار الكاذبة والمحرفة عن عمد وغير الدقيقة عن جهل وضعف خبرة، ورطت العديد من الساسة العراقيين بمواقف ارتجالية سريعة، فقد قدم نواب متحدون واعتمادا على "تلفيقات الفضائيات التي يثقون بها" استقالتهم "الدعائية والشكلية" من البرلمان الى رئيس الائتلاف اسامة النجيفي، اي الاستقالة مع وقف التنفيذ حيث انهم لم يقدموها الى رئاسة البرلمان فعليا، وساق نواب متحدون تهما للمالكي بالسعي لضرب السنة لدوافع انتخابية، وطالب بسحب الجيش من الأنبار وتبديله بجيش من ابناء المحافظة، كما تورط نواب آخرون من ائتلاف العراقية بزعامة اياد علاوي بتصريحات متشنجة ومثيرة للاستغراب داعين الى وقف قصف مدن الأنبار ووقف المجازر هناك.

كل تلك المواقف جاءت اعتمادا على "أكاذيب" وربما "امنيات" بعض "الفضائيات الوطنية" حيث كانت الاتصالات مقطوعة والنواب يتحدثون صراحة بلغة متشنجة عن عدم قدرتهم على التواصل مع الانبار لمعرفة طبيعة وحجم "المذابح هناك". وجاءت تلك المواقف حتى قبل الاطلاع على موقف محافظ الانبار وهو من قادة متحدون وقبل الاطلاع على رأي اعضاء مجلس الانبار ولا رأي الكثير من العشائر رغم علمهم المسبق بوجود اتفاق على رفع الخيم سلميا.

كما ان تلك الفضائيات نجحت ايضا في تظليل رجال دين معروفين كعبد الملك السعدي ورافع الرفاعي، الذين اصدروا وفقا للبيانات الحربية للفضائيات، بيانات دينية جهادية، حثت على الدفاع عن أهالي الرمادي والفلوجة في وجه جيوش المالكي، ومساعدة الثوار وامدادهم بوسائل النصر.

بسبب مخططات تلك الفضائيات وأكاذيبها ونفاق محلليها، وبسبب عدم نضوج تجربة قادة متحدون او انجرارهم وراء دعاياتهم الانتخابية، وبسبب فتاوى علماء الدين وخطاباتهم الدينية الثورية، قتل وجرح العشرات من أبناء الأنبار في مواجهات غير مفهومة الدوافع والأهداف، قتلوا في مواجهات مع الشرطة الاتحادية والمحلية ومع الجيش على اطراف المدن ومع "اخوتهم واصدقائهم المجاهدين" في تنظيم داعش. كما دمرت عشرات البيوت واحرقت العديد من المؤسسات الحكومية الخدمية والتعليمية والأمنية.

وستتواصل جولات الموت ربما مجددا في الأنبار او نينوى وصلاح الدين وديالى وبغداد، ليسقط المزيد من الضحايا بين المغررين بهم من ابناء القاعدة والمساكين من ابناء العشائر والجهلة من عوام الناس، كما المظلومين من ضحايا العنف، في حرب هي ليست حربهم، هي ربما حرب السعودية او ايران او تركيا، وبدرجة اقل حرب شيوخ العشائر والساسة العراقيين من مختلف الكتل على غنائم الدولة، لكنها ليست ابدا حرب ابناء العراق.











#سامان_نوح_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل ساعات اضافية على سدة القيادة ...معارك الاصلاح الداخلي ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح طه - -السقوط المدوي- للاعلام العراقي في أزمة الأنبار