أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح طه - من اجل ساعات اضافية على سدة القيادة ...معارك الاصلاح الداخلية تذهب ضحية التلويح بالحرب القومية؟














المزيد.....

من اجل ساعات اضافية على سدة القيادة ...معارك الاصلاح الداخلية تذهب ضحية التلويح بالحرب القومية؟


سامان نوح طه

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اجل ساعات اضافية على سدة القيادة
معارك الاصلاح الداخلية تذهب ضحية التلويح بالحرب القومية؟

على الجانبين يتحدثون عن جبهات، وعداوات واستعدادات وتحشيدات لاشتباكات
محتملة بل وحرب مقبلة، وكأن تجارب الماضي لم تكن كافية لتعلم الدرس، وكأن
الحرب نزهة انتخابية او فرصة لساعات اضافية على سدة القيادة، وكأن الموت
الفجائعي على خطوط السياسة والسلطة قدر هذا الانسان، وكأن الخراب قدر هذه
الأرض.
في اقليم كردستان يتم التحشيد لها سياسيا واعلاميا في الشارع والمنتديات
بل وحتى الجامعات ومن على منابر خطباء الجمعة الذي يدعون الناس للاستعداد
"للموت في سبيل الدفاع عن كردستان من هجوم وشيك لدكتاتور جديد ومن ظلم
كبير لفئة قليلة حاكمة"، وتتعالى التحذيرات من تنامي سلطة الفرد الواحد
وفرض سيطرته على كل مفاصل الدولة ومحاولته ابعاد كل المنافسين واعادة ضم
المناطق الكردية التي اخضعها حكم البعث طوال عقود للتعريب والتخريب".
في العراق العربي الوضع لا يختلف كثيرا، فهناك اتفاق بين النخب السياسية
والشعبية على ان "الكرد يواصلون تجاوزاتهم على الحكومة الاتحادية،
ويخالفون الدستور ويفرضون سيطرتهم على المناطق المتنازع عليها غير محسومة
المصير بالقوة، ويتمردون على سيادة الدولة ببناء علاقات خاصة مع الدول
الاقليمية ويمتلكون الأسلحة الثقيلة ويرفضون اخضاع المعابر الحدودية
والمطارات لسلطة الحكومة الاتحادية ويبيعون النفط لحسابهم ويتصرفون كدولة
داخل الدولة".
الحديث يتركز على التصعيد، ورص الصفوف للمواجهة الحتمية المقبلة. ففي
العراق العربي يتناسى العرب المنقسمون مذهبيا خلافاتهم في مواجهة ما
يعتبرونه التجاوزات الكردية لنجد مسيرات تأييد لرئيس الحكومة في صلاح
الدين وكركوك ونينوى، وفي الاقليم الكردي تنزوي الخلافات الداخلية بين
الرؤوس الكبيرة جانبا، لتظهر وحدة الموقف في مواجهة الخطر العربي.
ووراء كل قائد جبهة يقف المؤيدون والقوميون والمتحمسون والمروجون،
وتتصاعد الأسهم الانتخابية والشعبية لكل قائد يصعد بريق التهديد
والمواجهة، في اربيل كما في بغداد، فكل الشعب متحد في مواجهة العدو.
ومع التحشيد والترويج والتأجيج، تنزوي بعيدا ملفات الاصلاح المتراكمة في
كردستان، فالدستور الكردستاني معلق وانتخابات المحافظات معطلة منذ ثمان
سنوات وقد تلحقها انتخابات برلمان الاقليم، وتقاسم السلطة ومناطق النفوذ
قائم بين الحزبين الكبيرين كما تقاسم المناصب والمراتب والامتيازات،
والعلاقات مع المعارضة متفجرة، والمؤسسات غائبة، والجيش الكردستاني جيشان
حزبيان، وملفات الفساد تنتظر الحساب على الرفوف، والجامعات تتغلغل بل
تتحكم فيها الأمية، والحكومة تعاني من تمدد غول ثقافة الاستهلاك مقابل
انعدام الانتاج.
ومع التحشيد والترويج والتأجيج، تترنح الدولة في بغداد ويتعطل بناء
المؤسسات، ويستمر الخلل الأمني، وتتراكم ملفات الفساد الغذائية والدوائية
والمالية والتسليحية، وتتعقد الملفات السياسية المتفجرة، ويستاثر الرقم
الأول في الدولة بوزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني والقرار
السياسي، وتزداد الحساسيات والشكوك والحروب بين مكونات الحكومة، وبين
الحكومة والبرلمان وتتكتل الطوائف، وتتعثر عجلة تطوير الديمقراطية وضمان
حقوق الانسان.
وسط هذا المشهد الساخن، يعزز قادة بغداد والاقليم مواقعهم الشعبية
ويحصنون قلاعهم السلطوية مستفيدين من بساطة البسطاء او حماسة حاملي
الأفكار القومية، فيما يتلاشى اللقاء الوطني، ومعه برامج الحوار وخطط
وأفكار واقتراحات حل العقد المستعصية والاشكالات السياسية والادارية
والفنية التي سبقتها أشهر من التحضير تخللتها عشرات اللقاءات.
الحل في الحوار، الكل يقولها، لكن ما من حوار جدي على الأبواب، يفكك عقد
الدستور الخطيرة، وينهي تعثر بناء المؤسسات، ويضع حدا لفضائح المحاصصات،
ويحل منازعات بغداد واربيل السياسية والادارية والنفطية والجغرافية، ويضع
هيكل الصلاحيات الفيدرالية والادارية ويرسم حدود المحافظات.
وبعيدا عن كل ذلك ينتظر اهالي اربيل والسليمانية ودهوك، وعلى رأسهم اصحاب
المطاعم والمولات والفنادق والمحال التجارية والشقق والباركات
والاستراحات والمشافي والملاعب والنوادي وحتى الشركات، ينتظرون تصاعد
أعداد القادمين من الوسط والجنوب بهدف التسوق والترفيه والاستثمار
والعلاج والعمل، لا ان يأتيهم جنود مدججون بالاسلحة او ان تأتيهم القذائف
التي لن تبقي شيئا لا شركات ولا قنصليات ولا سواح ولا عمال ولا آمال
باقليم مزدهر، لا شيء غير الخوف والدمار.
فيما لن يكون المشهد افضل في بغداد، فحكومة تسير على خطى سابقاتها، ترى
القوة حلا لفرض نجاحها الموهوم، فتظلم وتصادر حقوق الآخرين، حكومة ترفض
المضي في الشراكة المتوازنة، وتتخلى عن الحوار، حكومة تنسى كل تجارب
الماضي الأليم، فتتجه للسلاح بدل العقل، وتجهد نفسها في اعادة بناء
قيادات العمليات وشبكات الأمن والاستخبارات بدل تشكيل المؤسسات واعادة
بناء الاقتصاد وانهاء الفساد وتحسين الخدمات والصحة والتعليم، وقبل كل
ذلك بناء الانسان.
ولنا أن نسأل لمصحة من يحدث كل ذلك التصعيد الجنوني، ويتم تناسي الحوار
الجدي المتوازن الذي يتضمن تفاهمات عميقة مشتركة للمشاكل العميقة،
وتنازلات متبادلة لعقد تداخلية مستعصية، ذلك الحوار العقلاني الهادئ الذي
يخدم الأرض والانسان اينما كان؟
ولمصلحة من يتم تأجيل الاصلاح والتغيير الايجابي في اربيل وبغداد؟ ويتم
استبدال مياه معارك الاصلاح الداخلية بنار الحرب القومية، في وقت يلوح
في ساحات ليست ببعيدة مشهد آخر، حيث تتصاعد التظاهرات الشعبية في الاردن
والكويت والبحرين ومصر وتونس بل وحتى السعودية وتركيا مطالبة بالتغيير
والاصلاح.



#سامان_نوح_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح طه - من اجل ساعات اضافية على سدة القيادة ...معارك الاصلاح الداخلية تذهب ضحية التلويح بالحرب القومية؟