أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هنادي محمد الغلابي - الشريعة والإرهاب














المزيد.....

الشريعة والإرهاب


هنادي محمد الغلابي

الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإرهاب باعتباره ترهيب وترويع وتخويف للإنسان وإلقاء الرعب في قلبه ليس في نظر الشريعة الإسلامية كله ممنوعا وليس كله مشروعا لكن يختلف حسب الغرض منه فإذا كان الهدف منه تخويف العدو وإلقاء الرعب في قلبه فهذا جائز في نظر الشريعة بل هو مطلوب ومأمور بيه لقوله تعالى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بيه عدو الله وعدوكم "
كما يكون الإرهاب مشروعا إذا كان الهدف منه هو حصول الإنسان على حقه مع عدم وجود وسائل أخرى لهذا الحق غير الإرهاب إذ يعد ذلك نوعا من المقاومة مثلما يحدث في فلسطين هذا من جهة .
ومن جهة أخرى فإن الإرهاب يكون غير مشروع إذا كان الغرض منه ترويع الآمنين والمدنيين مما نهت عنه الشريعة الإسلامية حتى لو كانت هناك حرب دائرة بين المسلمين والأعداء طالما أن هؤلاء المدنيين لم يقاتلوا مع العسكريين أو مع جيش بلادهم وفي هذا الإطار جاءت وصية النبي "صلى" لأصحابه عند خروجهم في الغزوات وهذه الوصية يمكن تقسيمها إلى ثلاث وصايا للعسكريين وستة وصايا للمدنيين يقول النبي "صلى" : "لا تغلوا ولا تغدوا ولا تمثلوا" وهذا خاص بالمقاتلين إما المدنيين فيقول "صلى" فيهم " ولا تقتلوا وليدا ولا شيخا فانيا ولا عبدا ولا امرأة ولا راهبا في صومعة ولا رجلا أعمى ولا رجلا مقعدا ولا مجنونا "
ولا جدال في أن الإسلام يعد من أولى الديانات والشرائع التي كشفت عن الوجه القبيح للإرهاب وفرضت له عقوبة قاسية هي من الحدود التي لا يجوز للحاكم العفو أو التنازل عنها .
يقول تعالى : "مثل الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفعوا من الأرض جميعا "
وقد بلغت درجة تحريم الإرهاب في الإسلام إلى اعتبار أن العدوان على نفس واحدة كأنه عدوان على البشرية جميعا بصرف النظر عن ديانة الإرهابي أو ديانة الضحية .
ففي أعقاب تفجيرات لندن يوم 7/7/2005 والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 56 شخصا وإصابة نحو 700 آخرين بثلاث محطات لمترو الإنفاق فأشار "توني بلير" رئيس وزراء بريطانيا إلى إن منفذي هذه التفجيرات قد عملوا باسم الإسلام ولكنه استدرك فقال :
"نحن نعلم إن هؤلاء الناس يعملون باسم الإسلام ولكننا نعلم أيضا إن الأغلبية الكبرى والساحقة من المسلمين سواء أكانوا هنا أم في الخارج هم أشخاص محترمون ملتزمون بالقانون يمقتون هذا النوع من الإرهاب بقدر ما نمقته نحن "
ودعا بلير إلى تصحيح الصورة الخاطئة عن المسلمين عن طريق نبذ الإرهاب الذي تحرمه جميع الأديان السماوية منوها بالجهود التي بدأت تتجه في هذا المسار من جانب المسلمين المقيمين في بريطانيا .
ونحن نرى من جانبنا أن تصحيح الصورة الخاطئة عن المسلمين لدى الغرب إنما يأتي من خلال التزام المسلمين بشريعتهم الغراء وتمسكهم بدينهم السمح القائم على الإسلام والمحبة بين البشر جميعا ولا شك إن الشريعة الإسلامية قد عمرت بأفكار ومبادئ سامية كفيلة بتصحيح سلوك الآخرين مع المسلمين بما تتضمنه من دعوات إلى الآخاء والوفاق والى التعرف والتعاون والى المحبة والسلام بين الناس جميعا لأن الدين الإسلامي لم يوجد في الحياة إلا لسعادة البشر جميعا وحماية الإنسان من الشرور والموبقات وإرشاده إلى مايحقق له الخير في دنياه وأخواه .



#هنادي_محمد_الغلابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن غريب
- لا ألم مع اﻷ-;-مل
- موقف الإنسان من الثورة


المزيد.....




- فيديو جديد يُظهر لحظة إشعال رجل النار في قصر شابيرو حاكم بنس ...
- غزة تدخل أخطر مراحل ما بعد الحرب.. سلام على حافة الهاوية؟
- قوافل مساعدات تنتظر دخول غزة وإسرائيل تسمح فقط بنصف الكمية
- إيران ـ أحكام سجن طويلة بحق فرنسيين بتهم -التجسس والتعاون مع ...
- «اتحاد الصناعات» يهنئ «عمال مصر» بذكرى أكتوبر ويثمن جهود الت ...
- ترامب: المرحلة الثانية من اتفاق غزة تبدأ الآن
- منظمات دولية تطالب بفتح معابر غزة لإدخال المساعدات وإجلاء ال ...
- إيران تصدر أحكاما بالسجن على فرنسيين بتهمة التخابر لصالح إسر ...
- الاحتلال الإسرائيلي يدمر أقساما حيوية في مستشفى الرنتيسي
- بلدية غزة تشرع في إزالة الركام وفتح الطرقات


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هنادي محمد الغلابي - الشريعة والإرهاب