أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبدالرحمن علي - الدور المبرر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 في السيطرة على مناطق تركز الطاقة ( أحتلال افغانستان أنموذجا)















المزيد.....


الدور المبرر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 في السيطرة على مناطق تركز الطاقة ( أحتلال افغانستان أنموذجا)


زياد عبدالرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم الأربعاء 12 سبتمبر 2001 الذي شهد عالما جديدا أصابه الجنون لا شي مثلت مثل هذه الأحداث تحديا كبيرا للأمن القومي الأمريكي , إذ لم تعُد الولايات المتحدة في مأمن من الهجمات الخارجية بعد أن ظلت لسنوات طويلة محصنة ضد إي اعتداءات خارجية على الأراضي الأمريكية ، فقد أدت الهجمات إلى حدوث صدمة عنيفة لدى الرأي العام الأمريكي ، وزاد الإحساس بعدم الأمن لدى المواطنين الأمريكيين*.

المحور الاول : احداث 11 ايلول : الانطلاق نحو عالم جديد
لقد حاولت الولايات المتحدة استغلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتحقيق غاياتها التي يمكن تلخيصها في جملة أمور فعلى الصعيد السياسي تهدف إلى الحفاظ على دورها القيادي العالمي و على الصعيد الاقتصادي تتمثل بالهيمنة على منابع النفط والغاز والثروات المعدنية الأخرى وتأمين طرائق نقلها (ولاسيما في المناطق الأكثر تركزا للطاقة والمتمثلة بمنطقة الشرق الاوسط وبحر قزوين ومنطقة أسيا الوسطى ومحاولة استغلال تلك الأحداث لتوسيع دائرة سيطرتها في القارة الأفريقية)، أما على الصعيد الثقافي فتهدف إلى نشر النموذج الغربي الأفضل والأجدر والأمثل ، وأخيراً عسكرياً لردع أية قوة أو طرف يهدد مصالح الولايات المتحدة وأمنها وامن (إسرائيل) ، وكذلك فرض الوجود العسكري المباشر والكثيف حول العالم لضمان التفوق الأمريكي العالمي بوصفه ركيزة أساسية للمشروع الإمبراطوري الأمريكي العالمي.
إن من ابرز التداعيات التي نجمت عن هجمات 11/9/2001 هي الحرب على الإرهاب وهي حملة عسكرية واقتصادية و إعلامية مثيرة للجدل تقودها الولايات المتحدة بمشاركة بعض الدول المتحالفة معها وتهدف هذه الحملة إلى القضاء على الإرهاب و الدول التي تدعمها , وأصبحت هذه الحملة محوراً مركزياً في سياسة الرئيس الأمريكي (جورج دبليو بوش) على الصعيدين الداخلي و العالمي وشكلت انعطافة خطيرة و غير المسبوقة في التأريخ لأنها تمثل حربا غير واضحة المعالم و تختلف عن الحروب التقليدية لأنها متعددة الأبعاد و الأهداف ، لذا وجدنا انه من المناسب أن نحاول إلقاء الضوء على الحروب التي وقعت بحجة محاربة الإرهاب محاولين فيها معرفة أبعاد وأهداف هذه الحروب التي طالت بلداناً مثل أفغانستان والعراق.
أول ما تمخض عنها نشوء تكتل عالمي جديد لمواجهة ما سمي بالإرهاب الدولي، لم تكن الدول الداخلة فيه والمنضوية تحت لوائه حرة في هذا الاختيار، أو أنها كانت مخيرة لعدم وجود أية خيارات أمامها لتهديد هذه الدول بالوقوف إلى جانب الإرهاب وبالتالي عليها ملاقاة مصيرها وهنا برزت نزعة الجنوح نحو استخدام القوة والتهديد باستخدامها في العلاقات الدولية استناداً لظاهرة الإرهاب وقد شكل هذا التكتل بداية انطلاق الصراعات الجديدة في العلاقات الدولية ، أياً كان شكل هذه الصراعات صراع حضارات أم ثقافات أم الحرب ضد التعصب في مواجهة الحرية وغيرها ، مما يشكل قاعدة انطلاق الولايات المتحدة الأمريكية لإرساء قواعد وأسس نظام دولي جديد تنفرد في قيادته دون النظر إلى باقي دول العالم.
لذا تبنت الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 أيلول خطاباً هجومياً عنيفا وواسعاً شنته على الدول والمنظمات الإرهابية أو الراعية للإرهاب جميعها وسوقت هذه الخطب إلى حلفائها وأشعرتهم بضرورة الوقوف جنباً إلى جانب مع الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب الدولي والدول المارقة , لان الخطر محدق بالجميع وليس بالولايات المتحدة وحدها, لقد أدت أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى ظهور مشروع أمريكي جديد يهدف إلى إعادة صياغة خريطة جيوسياسية جديدة تعيد ترسيم الحدود والتوازنات العالمية ، ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي, ومن هذا المنطلق جاء "مشروع الشرق الأوسط الجديد" الذي تبناه "المحافظون الجدد" وتم الإعلان عنه في يوليو عام 2004 من قبل مجموعة الدول الثماني الكبرى , إذ باتت الاستراتيجية الأمريكية تركز على عدة نقاط أساسية:
1- التوسع في مفهوم الحرب الاستباقية **.
2- تقسيم العالم إلى أصدقاء وأعداء من دون وسطية، من جراء مقولة: إما أن تكون معنا وإما أن تكون مع الإرهاب.
3- بلورة ما سمي بمحور الشر وإظهاره ، والعمل على عزله حتى يسهل القضاء عليه.
4- التركيز على منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي كمسرح رئيس لمصالح الولايات المتحدة عبر البحار وساحة لصراعاتها الخارجية.
فالسيطرة على مصادر الطاقة بوصفها آلية لضمان الانفراد الأمريكي بوصفها مسرحاً رئيساً مع الهدف الجوهري وهو السيطرة على نفط الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل نفط الخليج العربي والعراق بالذات الذي يعد مصدراً للطاقة العالمية الأكثر أهمية وحيوية للمصالح الأمريكي.
ويمكن القول إلى أن من ابرز التداعيات التي خرجت بها الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001 هي إعلان الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب في العالم وفي العام نفسه , وفيها دعت دول العالم إلى مساندتها وقالت بأن "من ليس معها فهي ضدها", لذا كانت أولى التداعيات الدولية للأحداث التي وقعت في أيلول سبتمبر 2001 هي الاحتلال الأمريكي لأفغانستان ومن ثم تبعتها الولايات المتحدة الأمريكية باحتلال العراق عام 2003 , إذ تعُد هاتان الحربان من أهم الحروب التي قامت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة بين العملاقين المهيمنين على النظام العالمي آنذاك.
ونخلص مما تقدم أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 أعطت للولايات المتحدة الامريكية الحجة للتوسع أكثر في العالم وتنفيذ أهداف سياستها الخارجية ولاسيما في أسيا الوسطى أوراسيا والشرق الاوسط المناطق ذات الوفرة الطاقوية والتي تعول عليها الولايات المتحدة الامريكية بوصفها المستهلك رقم واحد عالميا للطاقة وذلك باحتلال أفغانستان للسيطرة على مصادر الطاقة في أسيا الوسطى وبحر قزوين واحتلال العراق للسيطرة على الشرق الاوسط أكثر فأكثر ومصادر الطاقة فيها على أساس أن المنطقة تعُد من أخر المناطق التي ينضب منها الطاقة , فالأحداث أتاحت للولايات المتحدة الامريكية إعلان الحرب على الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها ولاسيما دول محور الشر فالعراق وأفغانستان اللذان يقبعان في غياهب الاحتلال وكوريا الشمالية وإيران اللتين تعيشان حالة من الحصار الاقتصادي الشديد.

المحور الثاني
احتلال أفغانستان 2001 :نقطة الانطلاق الاولى للسيطرة على الطاقة
مع مجيء الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" إلى السلطة وغلبة اتجاه اليمين المتشدد على السياسة الأمريكية وزيادة ثقة الولايات المتحدة الأمريكية في إمكاناتها الذاتية، وتصاعد اقتناعها بقدراتها العسكرية على التحرك المنفرد لفرض سياساتها وتحقيق مصالحها الخاصة على الساحة الدولية( ), وخضوع سياستها الخارجية لمتطلبات سياستها الداخلية والاستجابة لدواعي الانتخابات الذي استوجبت الانصياع لشروط الشراكة بين اليمين المحافظ الأمريكي وجماعات الضغط الصهيونية على اعتبارهما أهم تكتل بين القوى الانتخابية الداخلية وتراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها الدولية.
وفي هذه الإثناء جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية في عقر دارها في العاصمة الأمريكية التي دائما ما كانت بعيدة عن الأحداث والحروب العالمية, وعلى الرغم من امتلاكها للقوة العسكرية*** الاولى في العالم جاءت الأحداث لتهز العالم والتي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية من الداخل ولأول مرة تتعرض الدولة العظمى لهكذا ضربة في الداخل ومن الخارج الأمريكي, ونتيجة لهذه الأحداث تبنت الإدارة الأمريكية "مفهوماً جديداً للرد" على هذه الأحداث واستخدمت بذلك مصطلح جديد الأ وهو (الحرب على الإرهاب).
إذ حث الرئيس الأمريكي (جورج بوش) منذ بداية الأزمة ، أي منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر2001، أعضاء إدارته على ضرورة العمل على اتخاذ أي إجراء يفضي إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع ، ومن شأنها أن توفر الحماية التامة للولايات المتحدة من أية هجمات من الممكن أن تحصل في المستقبل ، ولذا قررت الولايات المتحدة بشن حرب على الإرهاب التي كان نقطة بدايتها هي شن الحرب على أفغانستان واحتلالها , لقد كان لغزو الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت ترمي من خلالها إلى تحقيق العديد من الأهداف المعلنة وغير المعلنة التي ترمي إلى تحقيها من خلال احتلال أفغانستان فقد أكد وزير الدفاع البريطاني "وليام فوكس" في مقابلة صحفية " لسنا في أفغانستان من أجل السياسة التربوية في بلد محطم من القرن الثالث عشر".
فكانت أولى تلك الأهداف هي محاربة تنظيم القاعدة والقضاء على زعيمها "أسامة بن لادن". فقد أدعى الرئيس الأمريكي جورج بوش " أن الله قد كلمه لغزو العراق وهدم معقل( أسامة بن لادن) في أفغانستان.
ويمكن القول أن الولايات المتحدة الامريكية انتهزت وقوع أحداث أيلول 2001 لتواصل مسيرتها الأحادية وقامت بدعاية تروج لحربها وهيمنتها على العالم ارتكزت على المبادئ الآتية :
أ‌- إظهار أن أمريكا لا تريد الحرب، ولكن الآخرين هم الذين يضطرونها إلى ذلك، ولذلك فهي في حالة دفاع شرعي.
ب‌- شخصنه العدو، فالآخر أو العدو شخص كاذب ومريض وكاره لشعبه، ومن ثم يجب التخلص منه وإنقاذ العالم من شروره.
ت‌- إبراز الدوافع الإنسانية للتدخل الأمريكي، وتجاهل الأسباب الحقيقية للتدخل، والتي غالباً ما تكون اقتصادية بالأساس.
وجاء الغزو الأمريكي لأفغانستان لاعتبارات مهمة لم تعلن عنها القيادة الامريكية, والتي يمكن تقسيمها إلى أسباب معلنة وأخرى غير معلنة و سنقوم بتوضيحها في النقطتين الآتيتين :
أولا – الأسباب المعلنة ومبررات احتلال أفغانستان
بررت الولايات المتحدة الامريكية للعالم , حربها على أفغانستان بمحاربة الإرهاب والقضاء على حكومة طالبان التي اعتبرتها بمثابة الداعمة الاولى لأسامة بن لادن ، المطلوب للحكومة الامريكية بتهمة تفجيرات الحادي عشر من أيلول ، ولذا قررت الحكومة الامريكية القيام بحملة عسكرية ضد أفغانستان، فكانت تنصب أهدافها العلنية على محاربة العدو (الإرهاب) خارج حدودها بدلا من محاربته على الأرضي الامريكية ، من خلال ملاحقة بؤر الإرهاب والقضاء عليه والقضاء على زعيم تنظيم القاعدة(أسامة ابن لادن) المتهم بتفجيرات 11 أيلول ، كما أعلنت الحكومة الامريكية أن من أهدافها في أفغانستان محاربة المخدرات والقضاء على تجارتها.
ثانيا – الأسباب غير المعلنة لاحتلال أفغانستان
على وفق المفهوم الرأسمالي الأمريكي فإنه عندما يعاني اقتصاد ما من مصاعب فإن الحرب (سواء جاءت بفعل تخطيط مسبق أو حدثت بشكل عرضي) تساعد دائماً في الخروج من الأزمة ولا سيما أنه اتضح من مشروع القرن الأمريكي الجديد – وأن المسرح قد أعد بالفعل للهيمنة الأمريكية على العالم.
كانت الحرب على أفغانستان ستقع مع أو بدون أحداث 11 أيلول إلا أن الأحداث أعطت للحرب الأمريكية التغطية السياسية والقانونية والدولية لان الاهتمام الأمريكي بالمنطقة ليست جديدة فقد لحظ مجلس الأمن القومي الأمريكي في تقريره إلى البيت الأبيض الصادر عام 1999 التي تتعلق بسياسة أمن الولايات المتحدة " أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تستمر في امتلاك مصالح حيوية تمكنها من كسب مواقع جديدة لموارد النفط الأجنبي وخصوصاً أسيا الوسطى".
ويعود التقرير ليوكد إلى القول بأنه " يجب أن نستمر في تشكيل قوة تحصن وارداتنا من النفط والغاز الطبيعي , إذ تعد منطقة أسيا الوسطى وفي القلب منها بحر قزوين , من أهم مصادر هذه الثروة عالمياً.
من هنا يوضح الأهمية الإستراتيجية لنفط بحر قزوين في عملية إحداث 11 سبتمبر2001 فالوجهة ليست مسألة محاربة الإرهاب فحكومة طالبان التي كانت تُمنح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ما مقداره أربعين مليون دولار لمكافحتها تجارة وزراعة الحشيش , فالمساعدات لم يكن من أجل المكافحة وإنما لأن حكومة طالبان كانت تتعاون مع شركة يونوكال والعديد من( الشركات)**** لإنشاء خط أنابيب نقل النفط من تركمانستان إلى باكستان عبر أفغانستان بما في ذلك شركة شيفرون التي كانت إحدى موظفاتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابق "كوندليزا رايس" وحين فشل المفاوضات في أثناء الاصطدام بالمصالح النفطية الأمريكية في المنطقة تخلت الأخيرة عن حكومة طالبان بحجة إيواء الإرهابيين والدفاع عن الأمن القومي الأمريكي.
لم يأتي احتلال أفغانستان اعتباطا ولم يكن نتيجة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والتي كانت المسوغ الرئيس والأول لإعطاء نوع من الشرعية الدولية للاحتلال وإنما هناك أسباب حقيقية غير معلنة من قبل الادراة الامريكية منها:
(1) فتح الطريق إلى بحر قزوين بعيداً عن السيطرة الروسية فأفغانستان بمثابة البوابة المؤدية إلى قلب الأرض وتعد الولايات المتحدة أن أفغانستان والمناطق المحيطة بها نقطة ضعف رئيسة لحلف شمال الأطلسي ***** (NATO).
(2) إحكام السيطرة على قواعد اللعبة الدائرة بين شركات متعددة الجنسية في مجال النفط والغاز والخدمات البترولية والتي تنتمي إلى عدة دول غربية وروسية وصينية بالأساس.
(3) الحفاظ على توازن قوى عالمي والتحكم بالتوازنات الإقليمية الموجودة في المنطقة فأفغانستان تتوسط القوى العسكرية النووية الفعلية والمحتملة في أسيا ( روسيا , الصين , باكستان , الهند , إيران).
(4) ثبت فيما بعد أن غزو أفغانستان لم تكن له صلة بأسامة بن لادن ، وإنما كان ذلك مجرد ذريعة لاستبدال حكومة طالبان بأخرى أكثر استقرارا ، تستطيع أن تسمح لشركة “-union- oil of California” بمد خط الأنابيب، الذي يحقق الأرباح لتشيني – بوش ضمن أطراف أخرى.
(5) فرض حصار عسكري استراتيجي حيال وإيران من جهة الغرب ، وبذلك يسَهل السيطرة على إيران استراتيجيا من خلال القواعد العسكرية في الخليج العربي وتركيا وأفغانستان (على أساس أن إيران ضمن دول محور الشر الذي أعلنه الأمريكي بوش (الابن) في 29 كانون الثاني2002).
ومن أهداف حرب أفغانستان السيطرة على الموقع الاستراتيجي الأخطر في العالم وإيجاد حزام آمن من الدول المتعاونة والحليفة للولايات المتحدة لاسيما وأنها أحكمت السيطرة على آسيا الوسطى حول روسيا الاتحادية بوصفها دولة نووية قد تشكل خطراً على المشروع الأمريكي في التوسع ، وعلى مصالحها النفطية في المنطقة , وهو ما يمكنها بالضرورة من عزل الصين.
ويمكن القول إلى أن المنطقة الأسيوية من أخطر مناطق العالم من حيث تشكيلها والتسليح الموجود فيها إذ نلاحظ فيها العديد من دول النادي النووي والتي تمتلك برامج وأسلحة نووية مثل الهند وباكستان وروسيا والصين ودولاً خارج النادي مثل كوريا الشمالية وإيران مما يجعل من المنطقة قنبلة نووية موقوتة في الأوقات كلها والتي من الممكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب نووية بين دول المنطقة لذا يعُد فكرة التوازن في هذه المنطقة من الأمور المهة التي انطلقت منها الولايات المتحدة الأمريكية في التوجه نحو أفغانستان واحتلالها.

المصادر :
* وفي هذا المجال هناك من الرويات التي تؤكد أن أحداث عام 2001 كانت (مفتعلة)-;- وكانت تدار من دولة تمتلك من الإمكانيات الكبيرة والتخطيط الجيد في هذا المجال إذ أن العملية لا يمكن أن يخطط لها بين ليلة وضحاها وتهز بذلك عرش أكبر دولة في العالم وفي عقر دارها على الرغم مما تمتلكه من مقومات القوة العسكرية والتي تغطي بها العديد من دول العالم فهي التي نافست ودخلت مع القوة العظمى الأخرى الاتحاد السوفيتي في حرب باردة استمرت عقود من الزمن والتي انتهت بسقوط وتفكك الأخيرة عام1991 فيما سمي بحرب النجوم والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن لدول تمتلك من الإمكانيات المذكورة أعلاه أن تضرب على أراضيها وفي أهم برجين في العالم من قبل تنظيم مثل تنظيم القاعدة ((فباعتقاد الباحث وبالاستناد على ما مذكور في أعلاه أن العملية كانت مدبرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتماد على تنظيم القاعدة من أجل فرض سيطرة أكبر على النظام العالمي والتوسع بكل الجهات بحجة الحملة التي أطلقتها إلا وهي الحرب على الإرهاب)) إذ يؤكد الدكتور فرانكنشتاين Dr Frankenstein فيقول ( رأت الولايات المتحدة الأمريكية في أحداث سبتمبر 2001 ربيبها القديم – أسامة بن لادن- ينقض عليها بعنف جنوني ولذلك قررت أن تحاربه بالاعتماد على المملكة العربية السعودية وباكستان) , وقد أكد ذلك وثيقة الأمن القومي الأمريكي في 20 سبتمبر 2002 بعنوان (الإستراتيجية الأمريكية للأمن القومي لتعلن على العالم رسمياً بداية حكم الإمبراطورية الأمريكية للعالم , والتي عبرت فيها الأخيرة على أنها الوحيدة المسؤولة على أمن العالم وحريته ومن أجل ذلك ستعمل على تسديد قيمها في أرجاء العالم كلها من خلال عملية تغير واسعة المدى سياسية واقتصادية).
1 _ صبحي فاروق توحلة ، الاستراتيجية الجديدة في السياسة الخارجية الامريكية لمنطقة الشرق الأوسط ، مجلة دراسات أقليمية ، جامعة الموصل مركز الدراسات الأقليمية ، العدد 23 السنة الثامنة ، تموز 2011
2 _ كوثر عباس الربيعي ، العراق في المنظور الأمني الأمريكي ، مجلة دراسات دولية ، مركز الدراسات الدولية ، جامعة بغداد ، العدد السادس والثلاثون ،2008
** يوضح المخططون الإستراتيجيون لإدارة بوش مفهوم ( الاستباق ) ليشمل معنى ( المنع ) الذي كان قائماً في أثناء فترة الحرب الباردة . فالانتظار لغاية أن تصبح التهديدات الإرهابية واضحة وقائمة يعني ترك البلاد عرضه للهجمات المباغتة . لذا فأن الولايات المتحدة ستلاحق الدول التي آوت أو ربما تآوي المجموعات الإرهابية . حيث ستحاول أولاً احتواء أو ردع مثل تلك الأنظمة - الأسلوب الذي تم أتباعه في الحرب الباردة- ولكن إذا فشلت هذه الأساليب فأنها تحتفظ بحق استباق المخاطر الواضحة عن طريق شن حرب استباقية
3 _ أحمد نوفل ، إيران 25 عام على الثورة التحديات الخارجية والداخلية ، مركز القدس للدراسات السياسة ، العدد5 ، الضفة الغربية ، 2004
4 _ ثامر كامل محمد , الستراتيجية الأمريكية مرحلة ما بعد " عاصفة الأبراج" مجلة الحكمة ( العدد 29/أيلول -2002)
*** أكّد وولفويتز ( مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق و رئيس البنك الدولي حالياً ) بالقول:" لقد كانت أحداث 11 أيلول مثالاً صغيراً على أنّ القوّة العسكريّة الهائلة ليست فعّالة ضد التهديدات الموجودة ". إذا فإنّ قوّة الرّدع التي تستحوذ عليها الدول الكبرى كانت ومازالت عاجزة أمام عدوها الجديد.
5 _ سرمد أمين، الاستراتيجية الغربية الاستباقية، "تحليل الدوافع والأولويات"، سلسلة أوراق دولية، مركز الدارسات الدولية، العدد120، بغداد، 2003
سعد حقي توفيق , تاريخ العلاقات الدولية , وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ( كلية العلوم السياسية , جامعة بغداد , بغداد , 2009 )
**** عملت الإدارة الأمريكية على إيصال رئيس حرب إلى البيت الأبيض وقدمت له كل الدعم المطلوب لتجني الشركات النفطية من وراءه المكاسب العظيمة فضلاً عن ذلك فإن العديد من رموز تلك الشركات ظهروا في البيت الأبيض (بدءا ً من نائب الرئيس "ديك تشيني" الذي كان الرئيس التنفيذي لشركة هالبيرتون لخدمات النفط "وكونداليزا رايس" التي شغلت العديد من المناصب في شركة شيفرون تكسيكو النفطية وحتى في الخارج حيث الرئيس الأفغاني "حميد قرضاي" والسفير الأمريكي في كابول بعد الإطاحة بنظام طالبان كانا يعملان مستشارين بشركة أونوكال النفطية (UNICOL).
6 _ شاهر أسماعيل الشاهر , أولويات السياسة الخارجية الأمريكية بعد أحداث 11 أيلول 2000 , ( منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب , وزارة الثقافة , دمشق , 2009 )
***** يمكن القول إلى ان وصول قوات حلف الشمال الأطلسي إلى أفغانستان من الأحداث المهمة لتداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي ستؤدي ليس إلى محاصرة روسيا فحسب وإنما يمُكن الحلف من الوصول إلى الصين والحيلولة من دون قيام إي تحالف مستقبلي بينها فضلاً عن سيطرة الحلف على منابع النفط في جمهوريات أسيا الوسطى ومحاصرة النفوذ الإيراني وإذ ما اقترنت أي هزيمة في أفغانستان فالحلف هو الذي يعد مهزوماً.
7 _ صحيفة الانتدبنت , ( 7أكتوبر/تشرين الأول 2005)
8 _ عبد الحي يحيى زلوم , أمريكا بعيون عربية , ط1 ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر , بيروت ,2007)
9 _ مجلة فورن افيرز، العدد كانون الثاني ، واشنطن، 2005
10 _ محمود السامرائي، احتلال العراق والتحديات الجيوستراتيجية لأمن الخليج العربي، مركز الدراسات الأقليمية، سلسلة شؤون أقليمية رقم41، الموصل، 2012
11 _ مصطفى الدباغ , إمبراطورية تطفو على سطح الإرهاب , الطبعة الاولى , المؤسسة العربية للدراسات والنشر , القاهرة, 2004
12 _ مصطفى العبد الله ألكفري، جورج دبليو بوش داخل البيت الأبيض وخارجه، العدد34-35، مجلة الفكر السياسي، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2009
14 _ ميشيل منير , أفغانستان سقوط آلة الحرب الأطلسية ,( مجلة الفكر السياسي , السنة الثالثة عشر , العدد 40 , المؤسسة العربية السورية لتوزيع المطبوعات ,سورية )
15 _ وليد حسن فهمي ، الولايات المتحدة الأمريكية والحرب على الإرهاب ، الجدل السياسي والقانوني، (مجلة السياسة الدولية ، العدد 216 ، أكتوبر 2006



#زياد_عبدالرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإقليم العالمي قراءة تحليلية لإعادة هندسة الشرق الاوسط جيوس ...
- الفساد وتأثيره على مستقبل بناء الدولة العراقية
- الإقليم العالمي (الشرق الاوسط) : خرائط جديدة ترسم : قراءة تح ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبدالرحمن علي - الدور المبرر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 في السيطرة على مناطق تركز الطاقة ( أحتلال افغانستان أنموذجا)