أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد الوجاني - اين الحقيقة في تصفية عبدالرزاق لمروري وزجته ؟















المزيد.....


اين الحقيقة في تصفية عبدالرزاق لمروري وزجته ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 18:17
المحور: حقوق الانسان
    


( لا يمكن تحميل رئس المخزن تبعات جرائم بعض مخبولي وحمقا المخزن ، فمهما بلغ رأس المخزن درجات عالية من الفطنة والذكاء والثقافة والتجربة ، فانه لا يمكن ان يكون على اطلاع بكل ما يحصل بدار المخزن . في آخر استجواب للحسن الثاني يومين قبل وفاته مع مجلة " الملاحظ الجديد الفرنسية " سأله الصحافي عن الشيء الذي يكون قد ندم عليه في حياته ، فأجاب رحمه الله " ان الشيء الذي ندمت عليه ، انني كنت اثق كثيرا " . فاخشى ان يكرر خلفه العاهل محمد السادس في يوم من الايام وبعد فوات الاوان نفس الجواب ، ويقول بدوره " ان الشيء الذي ندمت عليه ، انني كنت اثق كثيرا " . لقد اعترف الحسن الثاني بعد فوات الأوان بالتقارير الكاذبة للأجهزة المعلومة وكانت ضحاياها بالآلاف ، و سوف لا يفاجئنا يوما ان يعترف الملك محمد السادس بالمقالب المخدومة الذي ورطه فيها بعض مخبولي مجرمي المخزن . وكما انقلب ادريس البصري على ولي نعمته الحسن الثاني بعد مماته ، وذلك حين حمّله المسؤولية التامة عن جميع الاوساخ التي حصلت ، مدعيا انه كان فقط ينفذ التعليمات السامية ، وكما انقلب على الملك الراحل و على خلفه العاهل محمد السادس وعلى الشعب المغربي حين تخندق مع الاطروحة الجزائرية القاضية بتقرير المصير في الصحراء وناكرا الاطروحة المغربية حول مغربيتها ، وكما انقلب الكلونيل عبدالله القادري رئيس الحزب المنحل " الحزب الوطني الديمقراطي " على الملك الراحل حين اتهمه قائلا " ان الحسن الثاني كان يقتل الابرياء " ، وانه هو المصدر في تأسيس الاحزاب السياسية ، وانقلب على خلفه العاهل محمد السادس حين اتهمه بالوقوف وراء انشاء حزب الدولة " حزب الاصالة والمعاصرة " ، سينقلب فؤاد الهمة على ولي نعمته في اول منعرج يتراء له اذا حصل ما من شأنه ، وسينقلب الشرقي الضريس على ولي نعمته الهمة ، وعلى الملك حتى قبل الوصول الى المنعرج اذا حصل كذلك ما من شأنه ، وهو الذي انقلب على ولي نعمته الاول غير المأسوف ذهابه المجرم العامل المجرم عبد السلام الزيادي ، وانقلب على ولي نعمته الثاني حين تلبّدت غيومه واسودت سماءه المجرم المدعو عبد العزيز علابوش الرئيس السابق لمديرية مراقبة التراب الوطني . )
ان المغزى من هذه المقدمة هو وضع المسئول الاول في البلاد امام الحقائق التاريخية التي اثرت تأثيرا سلبيا على الوضع الحالي الذي وصل الى حد مطالبة المواطنين في الصحراء بالاستفتاء لتقرير المصير ، والخطورة من هذا الانقلاب ، المسئولة عنه زمرة العصبية القبلية المافيوزية الظالمة والناهبة ، هو توسيع قاعدة المطالبين بالانفصال ، ومثلهم مثل المهندس احمد بن الصديق الذي تعرض للظلم الفادح دون انصافه رغم المراسلات المختلفة الموجهة لأكثر من مصدر ، يكونون قد خلعوا بيعة الملك من عنقهم ، وهو امر خطير يستوجب التدخل العاجل للحيلولة دون حصول كارثة تنتظر المغرب بخصوص وحدة ترابه . ان ما فعله غير المأسوف عن ذهابه ادريس البصري وزمرته التي منها من لا يزال يتحكم ظلما في رقاب البلاد والعباد ، وما تفعله الزمرة العصبية القبلية المافيوزية سيرخي بظلاله على الحل النهائي الذي لن يخرج عن الاستفتاء المؤكد بمقتضى قرارات الامم المتحدة التي تزكي دائما توصيات اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، وقرارات مجلس الامن التي ’تديّل دائما بالصيغة " حل سياسي متوافق عليه يؤدي الى تقرير الشعب الصحراوي " . ان احفاد ماء العينين احمد الهيبة لن يرضوا بمواصلة نفس السياسة القمعية الناهبة في الصحراء على يد المجرم ادريس البصري وطاقمه ، والتي تتواصل اليوم وبشكل رديئة على يد خلفه من الزمرة العصبية القبلية الناهبة ( من اين لك هذا ؟ ) ، كما ان احفاد موح احمو الزياني وأحفاد عبد الكريم الخطابي وأحفاد مختار السوسي لن يزكوا الممارسات البهلوانية التي تتم بشكل غاية في الرداءة والبشاعة حيث يمارس الظلم بطرق غاية في ألخساسة والجبن من قبل خسيسين جبناء يتحركون مثل الخفافيش في الظلام .
في 13 / 12 / 1996 نشر المرحوم عبد الرزاق لمروري مقالة بعنوان " الاسلام والاستبداد السياسي " ، وهو مقالة لا تخلو من سب وقذف وبطرق مباشرة في حق اعلى سلطة بالبلاد ، وقبل ان ننشر المقالة ، لا بد من التعريف بعبدالرزاق لمروري من خلال الادوار التي كان يضطلع بها في مجال العمل الاسلامي ؟ .
لقد لعب عبدالرزاق لمروري الذي كان ينتمي الى " رابطة المستقبل الاسلامي " دورا في توحيد الرابطة مع " حركة الاصلاح والتجديد " ، بحيث تم خلق حركة جديدة تحت اسم " حركة التوحيد والإصلاح " الذراع الايديولوجي ل " حزب العدالة والتنمية " ، الذي تمكن من اختطاف ثمار حركة 20 فبراير حين غزا الى البرلمان بما مجموعة 107 مقعدا ، الامر الذي مكن عبدالاله بنكيران من تبوء الوزارة الاولى ، وهو الذي لم يكن يحلم حتى بمنصب مدير في ادارة من ادارات الدولة . كذلك لا ننسى دور عبدالرزاق لمروري في استدعاء الفيلسوف الفرنسي الذي اسلم " روجي غارودي " اسبوعا الى المغرب ، حيث نظم محاضرات ونظم لقاءات مع الفاعلين السياسيين في الحقل الاسلامي ، وهو الامر الذي كان يستفز اجهزة ادريس البصري التي لم تكن راضية في ذلك الوقت على المشروع الاسلامي الذي كان يعمل عليه عبدالرزاق لمروري . لذا وعند اول خطأ ارتكبه المرحوم ، والمتضمن في المقالة السالفة الذكر ، حتى تحركت خفافيش الظلام لتضع حدا لحياته ، والغريب ان تتم مثل هذه الجرائم باسم مصالح الدولة البريئة منها براءة الذئب من دم يوسف . ان ادريس البصري الذي تمكن من استغلال ثقة الملك الراحل فيه ، كان يتوسع في تطبيق التعليمات بما كان يخدم مصالحه ومصالح زمرته ، كما انه كان لا يتردد في التصرف بما يمليه عليه مزاجه الاجرامي و دون الرجوع الى ولي الامر ، وهو ما فطن له الملك الراحل حين قال : " ان الشيء الذي ندمت عليه انني كنت اثق كثيرا " لكن هيهات بعد فواة الاوان .
الآن مقالة " الاسلام والاستبداد السياسي :
كثير من الدواعي جعلتني افكر اليوم في كتابة هذا الموضوع ، ليس فقط ما يعرفه المغرب حاليا من جدل سياسي حول التعديل والإصلاح الدستوري المعروض على الاستفتاء ، وما يصاحب هذا الجدل السياسي من حملات اعلامية يمكن ان تكون ذات طبيعة ديماغوجية او تكتيكية ، هي الغالبة والرائجة على كل المستويات والأصعدة ، ولكن المتتبع للأمور يلاحظ انه في وسط هذه الاجواء الدعائية ، هناك اصوات ومواقف تنبعث من نداء الضمير الحر ، وتنطلق من الصفاء المبدئي والنزاهة الفكرية والمصداقية السياسية .
ولكن بين هذا وذاك يقبع الاستبداد السياسي ، متأبطا آخر الوسائل التقنية والحديثة في ممارسة القمع والإرهاب والمصادرة ، بأبشع صورها الوحشية والبدائية التي كانت معروفة منذ ما قبل التاريخ .
فما هي تجليات هذا الاستبداد السياسي ؟ وما هي مجالاته ومستوياته ؟ وما موقف الاسلام منه ؟
الاستبداد معناه استعمال السلطة والقوة من طرف حاكم او زعيم او قائد ، لفرض رأي معين على الناس ، ومنع الآخرين من التفكير المخالف او المعارض او المضاد .
والمستبد هو شخص في موقع الحكم او المسؤولية يمنع حرية التعبير ، ويصادر كل الحريات والحقوق والممارسات الديمقراطية ، باسم المحافظة على الامن والاستقرار والنظام العام .
الاستبداد في العمق ، هو سلوك سياسي ، يتسلّح بالسلطة وأدوات القمع المادية والمعنوية ، ويتحصّن بالإيديولوجية والديماغوجية ، ويتمسّح بمسوح الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان .
والاستبداد يتجلى في عدة صور ومشاهد ، منها :
--- استبداد الحاكم ، وهو اوضح واقوى مظاهر وأشكال الاستبداد في المجتمع ، لأن الحاكم هو الشخص الذي يسيطر على كل الوسائل والأجهزة التي تجعل منه مستبدا بامتياز ، كأجهزة الامن والجيش والمخابرات ، بالإضافة الى تحكمه في بقية السلط التي بها يتم قهر العباد ، كسلطة القانون وحق التشريع والقضاء ، ناهيك عن وسائل الضغط الاخرى ، كالتعليم والإعلام والثقافة وغيرها ، وإن كانت كل هذه الامور يجب ان تستخدم في حقيقة الامر لمصلحة الشعب وليس الفرد .
وهنا ’يطرح سؤال : هل الاستبداد يرتبط بالضرورة بامتلاك السلطة ووسائل القوة المادية والمعنوية ، ام انه حالة نفسية وسلوك اجتماعي يمارسه الفرد في علاقته بالناس ، سواء عنده السلطة و القوة ام لا ؟
في الحقيقة ، إن الاستبداد نزعة نفسية تنشأ عند الفرد ، فيمارسها في الواقع بشكل نسبي حسب الوسائل التي يملكها ، وحسب موازين القوة والضعف التي يقدرها في علاقته بالأشخاص والأوساط . إذن فالاستبداد في الاصل حالة مرضية ونزعة نفسية يمارسها الفرد بحسب ما تأتّى له من امكانات وظروف . والمستبد قد يكون انسانا ضعيفا وقد يكون انسانا قويا ، وقد يكون انسانا ذكيا وقد يكون انسانا غبيا . لكن الذي ينبغي ألاّ ننساه ، ان الظروف الاجتماعية والبشرية ، تعتبر عاملا من العوامل المساعدة في صناعة المستبدّين والطغاة ، والذي يتحكم في ذلك هو درجة الوعي الفكري والسياسي ، والحالة النفسية للأفراد والشعوب بمحتوياتها الإيمانية والأدبية والمعنوية .
فالمستبد يمارس استبداده بشكل اقوى واعنف كلما تحقق له شرطان متداخلان : فكلما امتلك مزيدا من اسباب القوة ، كلما ازداد استبدادا وفسادا و’علوا في الارض ، وكلّما وجد استعداد الناس وتقبلهم لاستبداده بحكم ضعفهم الفكري والنفسي واستسلامهم الواقعي ، كلما طغى واستعلى ، الى ان يصل الى الحالة التي يقول فيها : ( أنا ربكم الاعلى ) . وهذا هو الموقف الذي سجله القرآن الكريم في حق فرعون مصر .
إذن فالمستبد هو الشخص الذي يخشى من افكار الآخرين ، ليس لأنها خطأ ، ولكن لأنها لا توافق هواه ، فيحاربها ويحارب اصحابها ، ويريد فقط لأفكاره وآراءه ان تسود وتنتشر . وهو بهذا الوصف انسان منهزم فكريا ، ضعيف نفسيا ، ويريد ان يعوض ذلك بإطلاق العنان لجسده وبطش جنوده ، ليعيثوا في الارض قهرا وظلما .
ولقد لخص القرآن الكريم كل هذه الحالات ، في تصويره الرائع للمشهد الفرعوني ، وذلك من خلال قوله تعالى :
" ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا ، يستضعف طائفة منهم ، يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم ، إنه كان من المفسدين " ( القصص : 4 ) .
وكذلك قوله تعلى عن فرعون وقومه : " فاستخف قومه فأطاعوه ، انهم كانوا قوما فاسقين " ( الزخرف 54 ) . فهكذا نلاحظ ان استضعاف الشعوب هو من نتائج الاستبداد الذي يؤدي الى الفساد في الارض ، ولكن يجب ان نعترف أن المستضعفين الذين لا يقدرون على قول الحق في الوقت المناسب ، ويسايرون الحكام في كل صالح وطالح ، يساهمون في صناعة الطواغيت ... لخ " . الى هنا فان المرحوم عبدالرزاق لمروري يتكلم في العموميات دون تحديد جهة معينة بالخطاب . لكن لاحظوا تتمة المقالة ( تتمة المقالة ) " .. و’يلحق باستبداد الحاكم ، كل رموزه وأعوانه ، كالوزير والعامل والقايد ... وغيرهم الذين يشاركونه في الظلم .
والخلاصة ان الاستبداد هو رديف الظلم ونقيض العدل ، وهكذا تسقط " المستبد العادل " ، لأن الاستبداد والعدل ، نقيضان لا يلتقيان ، بينهما برزخ لا يبغيان ، والله تعالى امر بالشورى والعدل : ( ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم لعلكم تذكّرون " ( النحل 90 ) " . اذن هنا في تتمة المقالة سنجد ان المرحوم عبدالرزاق لمروري يحدد الجهة المعينة في الخطاب ، واذا نحن علمنا ان وظائف وتسمية العامل والقايد او القائد غير موجودة في النظام السياسي الفرنسي او الامريكي او الالماني ...لخ ، وأنها موجودة فقط في النظام السياسي المغربي ، حيث ان العامل والقايد والباشا والشيخ ولمقدم هم مشهد من مشاهد المخزن ، امكننا الجزم ، ان المخاطب بمقالة المرحوم عبدالرزاق لمروري ، والتي كلها سب وقذف ، هو الملك الراحل الحسن الثاني .
لم تمض على صدور هذه المقالة عشرة ايام حتى جاء نبأ موته في حادثة سير على مداخل مدينة الراشيدية او ورزازات في الصباح الباكر حيث كان متوجها لإلقاء محاضرة سياسية عن وضع الحركة الاسلامية . لقد كان يسوق سيارة مازوط متهرئة ، وحصل الاصطدام مع شاحنة واشتعلت النيران في السيارة وليس في الشاحنة ).
لقد اغتالوا عبدالرزاق لمروري وزوجته ، لكن ان اكبر اغتيال تعرض له ، هو حين اقنع عبدالاله بنكيران قيادة التنظيم بان الحادثة عادية وليس فيها شبهة ، وهو هنا استند على ما افاده به المرحوم الدكتور عبدالكريم الخطيب رحمه الله و عن حسن نية ، من ان الجنرال حسني بنسليمان اكد له بان الحادثة عادية وليست مصطنعة . وهنا نتساءل ما العلاقة بين الجنرال حسني بنسليمان والدكتور الخطيب بمعرفة اسباب هذه الجريمة التي لا علاقة لهما بها ؟
ان الجريمة من صنع طاقم ادريس البصري الذي كان يجتهد في تكييف الحالات وإصدار الاحكام بدعوى الدفاع عن المؤسسة الملكية التي اساء اليها .ان الملك الراحل رحمه الله لا علاقة له بهذه الجريمة التي حصلت في اوج اصابته بمرض ( لونفيزيم ) ، وهو مرض خطير يحدث بمقتضاه ثقب في غشاء احدى الرئتين ، فينتج عن ذلك ان الهواء الذي يدخل الى الرئة يؤدي الى انكماشها ، فيتسبب ذلك في عدم وصول الاكسجين الى المخ ، والمصاب بهذا المرض الخطير الذي ينتهي بموت الرئة ، يصاب بفقدان الذاكرة والنسيان ، مما يجعل مسؤولية الحسن الثاني عن هذه الجريمة جد مستبعدة . ان الملك الذي كان يعرف حتمية نهايته بسبب المرض اللعين لا يمكن ان يجازف بملاقاة ربه بروح شخص متهور وغير مقدر للمسؤولية في ما خططت اصابعه من كلام غير مسئول .
لقد مات مجرمان مسئولان عن هذه الجريمة وعن العديد من الجرائم التي هزت الرأي العام الوطني والدولي ، وهما غير المأسوف عن ذهابهما ادريس البصري ومحمد العشعاشي ، لكن لا يزال اشخاص آخرون عملوا ضمن طاقم ادريس البصري الاجرامي ، ويمكن مسائلتهم عن هذه الجريمة وعن جميع الجرائم التي حصلت في الاقبية والمعتقلات السرية التي كانوا يشرفون عليها . وقبل هذا لا بد من توضيح شيء غاية في الاهمية . اذا كان بعض ضباط الجيش والدرك يشرفون على المعتقل السري ( تازمامارت ) ، فان جميع المعتقلات السرية وشبه السرية لم تكن تخضع لوزارة الداخلية التي كانت شأنها شأن الوزارات الاخرى ، تتكون من جيش من الموظفين الخنوعين المتمسكنين الجبناء والمنافقين ، بل كانت تخضع للمؤسسة الاجرامية التي اسسها ادريس البصري ، ولا يزال العديد من رموزها يشغلون باسم وزارة الداخلية الى اليوم . ان هذه المؤسسة الاجرامية المسئولة عن جميع الجرائم السياسية من تصفية للمعتقلين ، وممارسة الاختفاء للمواطنين الصحراويين ، ونهب المال العام والإثراء غير المشروع ، هي التي لا تزال تفعل فعلتها السلطوية بمكانزيمات جديدة ، اهمها توريط القضاء في تصفية الحسابات مع المعارضين لنزواتها التسلطية والحيوانية .
ان من بين المجرمين الذين يمكن مسائلتهم في قضية عبدالرزاق لمروري وفي قضايا كثيرة تتعلق بحقوق الانسان نذكر :
--- المجرم عبدالعزيز علابوش : شغل هذا المجرم الأمي الذي كان يجهل القراءة والكتابة ، مديرا لمديرية مراقبة التراب الوطني . ان هذا المجرم مسئول عن الاختفاءات والتصفيات التي عرفتها اقبية التعذيب المختلفة ، بل ان جرائمه طالت اطر المديرية التي كان لا يتردد في سبهم وفي ضربهم بمطفأة السجائر ، وفي ارسالهم الى مستشفيات الامراض العقلية ، وحين كان هؤلاء المظلومين يأتون لتقديم الشكايات بعد خروجهم من المستشفيات ، الى المسئول عن مديرية مراقبة التراب الوطني بديوان ادريس البصري بوزارة الداخلية ، الجلاد والمجرم حفيظ بنهاشم ، كان يرفض استقبالهم ، بل كان يحرض احد كلابه على طردهم من امام باب الوزارة . ان عبدالعزيز علابوش مسئول عن التصفية الجسدية التي تعرض لها ضابط الشرطة الممتاز بمديرية مراقبة التراب الوطني محمد رفيق الذي احرقوه في السيارة . ان رفيق هو من قام بتغطية اشغال المؤتمر الوطني 16 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب .
--- المجرم نور الدين بن ابراهيم : والي امن سابق بمديرية مراقبة التراب الوطني ، شغل نائب المدير زمن عبدالعزيز علابوش ، وزمن المدير حميدو لعنيكري ، كما شغل مديرا بالنيابة طيلة اكثر من سنة عندما تم تعيين الجنرال لعنيكري مديرا للإدارة العامة للأمن الوطني ، ’احيل على التقاعد من المديرية وليعينه الجنرال عاملا مديرا للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية ، وواليا على نفس المديرية ، ثم من بعد واليا مستشارا للشرقي الضريس في الاعمال الوسخة والقذرة والرديئة والخسيسة مثل نقل اوامر الضريس لموظفي الامن لتحريف تحقيق عن مساره الطبيعي وحتى ينتهي به الامر الى الحفظ ، ومثل التحريض على الاعداء من بعيد بواسطة كلاب المهمات القذرة .
ان نور الدين بن براهيم هو المدير الفعلي للإدارة العامة للأمن الوطني ، ومثلما كان محمد العنصر وزيرا شكليا بدون شخصية وخاتما في يد الضريس الذي يعتبر الوزير الحقيقي للداخلية بفضل الدعم الذي يحظى به من قبل ولي نعمته فؤاد الهمة مستشار الملك ، فان بوشعيب الرميل مثله مثل العنصر الفاقد للشخصية ، هو خاتم في يد الشرقي الضريس يطبق تعليماته التي تخدم مصالحه وليس مصالح الدولة بالحرف . ان الادارة العامة للأمن الوطني تدخل في ملكية الشرقي الضريس وليس في ملكية الدولة . عندما كان الضريس مديرا عاما للمديرية ، كان قسم الصحافة بالإدارة هو الذي يتولى اصدار بيانات التوضيح او التعقيب او التكذيب ، لكن حين تم تعيينه وزيرا منتدبا في الداخلية ، اصبح كل ما يتعلق بالمديرية العامة للأمن الوطني ، مثل اصدار بلاغ او تكذيب او توضيح او نفي .. لخ من اختصاص الضريس بوزارة الداخلية ، ولنعطي مثال بسيط عند توقيف عميد الشرطة الاقليمي بمدينة خريبكة . ان مصالح الشرقي الضريس بوزارة الداخلية هي التي اصدرت البلاغ وليس المصالح المختصة بالإدارة العامة للأمن الوطني .
والغريب حين تكتب العديد من الصحف بعض الاخبار المزركشة من قبيل ( المدير العام للأمن الوطني يطير الى العيون ، المدير العام للأمن الوطني يطير الى طنجة ... لخ وكأنه خطّاف او غراب ) ، ومثله مثل المدير السابق الجلاد المجرم حفيظ بنهاشم المعقد والمريض ، قام والي الامن بالرباط وبناء على تعليمات المدير العام بتوقيف شرطي يعمل في فرقة الدراجات النارية ونقله الى الامن العمومي، والسبب ان المسكين كان واقفا ، وأثناء مرور ( معالي السيد المدير العام – خاتم ينفذ رغبات الشرقي الضريس ) في الطريق لن يعطيه التحية بسبب عدم الانتباه ، هذا دون ان ننسى الظلم الذي تتعرض له اسرة الامن الوطني من تنقيلات وتوقيفات بدون وجه قانون . ان الظلم الذي تعاني منه اسرة الامن الوطني في عهد الشرقي الضريس ، وفي عهد بوشعيب الرميل ، وفي عهد المدير الفعلي للمديرية المجرم نور الدين بن براهيم مستشار الشرقي الضريس في المهمات الخسيسة والقذرة والوسخة – وافق شأن طبقه - ، حيث العمل ليل نهار مع ارهاق تام يؤثر على المردودية والفعالية ، وحرمان الشرطة بمختلف درجاتها من الساعات الاضافية عن العمل خارج الاوقات القانونية ، وحرمان اسرة الامن الوطني من ادماج الزيادات الهزيلة التي حصلت مؤخرا في رواتبها في معاش التقاعد ، ومن تعرض الشرطة للإهانة حيث اصبحنا نرى في عهد هؤلاء الرديئين كيف ’تمزق بدلات الشرطة من قبل المجرمين في الشارع العمومي ، وكيف يصفعون و’يبزق عليهم ، وكيف يضغط على الشرطي من اجل التنازل عن حقه ، لأن المجرم او الفوضوي الذي قام بالاعتداء على الشرطي ينتمي الى احدى الاسر ( العريقة ) او هو ابن سؤول ( كبير ) له ضلع قوي في الدولة . ان الامور خطيرة وعلى جلالة الملك التدخل لإصلاح الخلل الذي تسببت فيه الزمرة العصبية القبلية الظالمة والمافيوزية . ان جهاز الامن والدرك ورجالات السلطة والقضاء هم المرآة الحقيقة للدولة . ان المساس بهم هو مساس بالدولة ، وبشكل واضح هو مساس برئيسهم الفعلي والأول جلالة الملك . وقبل ان انهي اشير الى ان نورالدين بن براهيم يشترك فعليا في الجرائم التي حصلت ايام عبدالعزيز علابوش وايام حميدو لعنيكري ، كما انه مسئول عن الجرائم التي حصلت ايام ادريس البصري .
--- الجلاد المجرم حفيظ بنهاشم : المسئول الاول بعصابة ادريس البصري عن الامن العام . كان المسئول الحقيقي عن مديرية مراقبة التراب الوطني ، الادارة العامة للأمن الوطني ، المفتشية العامة للقوات المساعدة وهيئة رجال السلطة .
هذا الشخص مثله مثل المجرم عبدالعزيز علابوش شخص امي لا يتوفر على اية شهادة او دبلوم ، مستواه السابعة ثانوي ، مشارك في جميع الجرائم السياسية المقترفة على يد عصابة ادريس البصري . شغل عاملا رئيس الكتابة الخاصة المكلفة بالأمن ، شغل مديرا عاما للأمن الوطني ، معقد ومريض نفسيا وياويل رجل الشرطة البسيط الذي يتخلف عن اعطاءه التحية حين يكون مارا بالسيارة . مؤخرا شغل سجانا وجلادا ، مندوبا عاما لإدارة السجون . تم التضحية به لطي فضيحة البيدوفيل الاسباني دنيال كافلان ، رغم ان المسؤولية فيما وقع يتحملها الشرقي الضريس الذي ورط الهمة ، وهذا ورط الملك .
--- الوالي حسين بنحربيط الذي شغل رئيسا لديوان ادريس البصري ، وهي المهمة التي استمر يزاولها حتى طرد البصري من الوزارة .
ان الشرقي الضريس ومن موقعه كقايد رئيس الكتابة الخاصة لأعت المجرمين ( عبدالسلام الزيادي ، حفيظ بنهاشم ، عبدالعزيز علابوش ) مسؤول عن الضحايا التي سقطت في 20 يونو 1981 ، وفي يناير 1984 وفي فاس 1990 ، كما انه وهؤلاء جميعا مسئولون عن الاختفاءات في الصحراء ، وعن الضحايا التي سقطت في مختلف المعتقلات السرية .
والسؤال : هل يستطيع عبدالاله بنكيران ان يطلب بفتح تحقيق نزيه في قضية عبدالرزاق لمروري ، وفي قضية بقية الضحايا الذين سقطوا منذ ستينات القرن الماضي وطيلة السبعينات والثمانينات على يد عصابة ادريس البصري ؟
ولماذا بلع لسانه حين كان قبل الإستوزار يطالب جلالة الملك بإعادة فتح تحقيق عن تفجيرات 16 مايو 2003 ، فهو بذلك له معطيات اخرى تختلف عن المعطيات الرسمية ، تذهب الى التماسيح والعفاريت الذين سماهم في احد خرجاته بالمخططين ؟ .
اذا كان الوزير الاول الذي وزير العدل ينتمي لحزبه عاجز عن مواجهة ملفات الفساد ، وهو صاحب ( عفا الله عمّا سلف ) فكيف يستطيع ان يأمر النيابة العامة بفتح تحقيق في قضايا سياسية ستقلب كل شيء بما يؤسس ل 20 فبراير جديدة ؟ .





#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق التظاهر في الشارع العام مصر -- المغرب
- شهور اكتوبر نوفمبر ديسمبر ويناير على الابواب
- هل فهمتم شيئا ؟ خديجة الرياضي -- (الدولة مجازا ) زمرة العصبي ...
- الاعتقال السياسي بين سلطة القانون وسلطة الامر الواقع
- الدولة الحكومة المجتمع -- طبائع الاستبداد --
- قوة المغرب في تنوعه الثقافي
- اللغة العربية والركب الحضاري -- خسئت ياعيوش --
- الوحدة العربية بين الحلم والغبار
- خواطر ومستملحات انتخابية
- ما العمل في حل قضية الصحراء المغربية ؟ بين السيناريوهات المف ...
- فقدان الأمل وانتشار الخوف -- اسباب ظهور التطرف الاسلاموي
- تردي الوضع العربي - نزاع الصحراء مسمار في نعش المغرب العربي
- الاساطير وما ادراك من الاساطير
- المحور الثالث : حوار مع نوبير الاموي بعد احداث 14 دجنبر 1990
- حوار مع نوبير الاموي مباشرة بعد احداث 14 دجنب 1990 ( المحور ...
- حوار مع نوبير الاموي مباشرة بعد احداث 14 دجنبر 1991
- الكنفدرالية الديمقراطية للشغل
- الوعي لا يحدد وضعية الانسان - قوة الاشياء وقوة الافكار -
- تمريغ حقوق الانسان في وحل الصراعات السياسية الداخلية والخارج ...
- التقنية والسياسة


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد الوجاني - اين الحقيقة في تصفية عبدالرزاق لمروري وزجته ؟