صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 00:36
المحور:
الادب والفن
هذا اليوم أخذت حمّاما باردا
لا لشيئ إلا لإختبار قدرتي على تمييز الحواس من بعضها
والاجابة عن سؤال بمَ يشعر الماء
وفيم يفكر الجسم من دونك
وبم تشعر الرغوة العارية
وكيف أكون حميميا معك دون مؤثرات...
ولكنني تفاجئت بشيئ
أنك سمكة
وأنك جعلتني سمكة لا تعيش ولا تموت الا في مياهك
سمكة حمراء مثلك
ولكنني لم أفهم لماذا لم أفهم أدق وأجمل مواهبك قبل اليوم
انك أجمل مربّية أسماك
كنتُ سمكة حمراء ولكنني لم أستطع تحديد اسم السمكة ولا نوعها
عندما جربت تلك الارتجافة الصوتية التي تقومين بها كلما مسّك برد
بالغت قليلا كما تفعلين
وابتسمت لمّا فهمت لماذا أنت دائما أسرع مني في الانتهاء من الحمّام
ولماذا أحب النوم ولا أمارسه إلا إذا كنت غاضبا
أو في العسل
تذكرت أيضا كيف رميت نفسي في البحر في هذا الطقس بالذات
لما كنت تلميذا في رحلة ما
في نهاية المشهد قلت سأفترض انك تلميذة معي في نفس الرحلة
وأنني سوف أوشوش لك في أذنيك لماذا رميت بنفسي في ذلك البحر
ونعود معا من الرحلة إلى الرحلة
اذا سمحت لي بأن أخبرك
أعدك أنني سأفعلها كل عام
لتدارك الذاكرة وابتكار الذكريات التي لم تُكتب
ما أحلى السمكة أيتها السمكة
سمكة الماء أو الهواء أو سمكة السماء
أنت أدرى أستاذتي العزيزة
وسيدة الشتاء
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟