كل عام وانتم بخير سادتي القراء

احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 02:28
المحور: الادب والفن
    

كل عام وانتم بخير أقولها لكل من قرأ لي حرفا وتصفح مخطوطة وقلب مقالة فتجشم بذلك عناء القراءة ومواصلة المطالعة , فشاركني فيما يدور بذهني وشاطرني فيما يمور بصدري فخفف بذلك عني وطأة ما انوء به من هموم وما اضمره من مواجع .
كل عام وانتم بخير أقولها لكل من اختلف معي أو ائتلف, رضي أم رفض , ,أخذ عني أو رد علي , فانتم جذركل كاتب الذي إليه يصير وجناحه الذي به يطير فإنما الأديب بقرائه والباحث بمتابعيه ولو ان كاتبا عرض بضاعته وبسط مادته ولم يجد من يطلب شراءها ويسأل عن صاحبها لما كان له اثر ولما بقي له خبر الا وان القراء هم عماد الكتاب وذخيرتهم بهم يعلو شانهم وترتفع أقدارهم ويعز جانبهم ,ولو ان كاتبا كانت له مياه البحر مدادا وأعواد الشجر أقلاما ، فحبر صفحات الوجود بحروفه وملأها بعباراته ولم يجد بعد ذلك من يتصفح له ويتتبع ما تخطه يده لما نفعه حبره وما أفاده أدبه ,فإنما يواصل الكتاب من خلال ما يرصده القراء ويتناوله العقلاء ,فإن أصاب قسطا من رضاهم وأحرز نصيبا من قبولهم ,فقد حاز مجدا واكتسب شرفا وان لم يصب فقد أفاده ذلك في مراجعة ما كتبه وتمحيص ما سطره فيكون القراء في كلا الموردين مصدر خير ونماء وموطن عز وعطاء .
كل عام وانتم بخير أقولها لكل من اتخذ من القراءة سبيلا واعتمدها منهجا فبالقراءة يكون الشرف ويتحقق المجد وتحاز أعظم الدرجات وبها تتبوأ الأمم والشعوب سامق منازلها ورفيع مراتبها ، فإنما الكاتب قارئ وإنما القارئ كاتب ، وهما وجهان لعملة واحدة و الدليل على ذلك ان الكاتب لم يكن كاتبا لو لم يقرا للآخرين من الأولين والمعاصرين ,فكل كاتب قارئ وكل قارئ كاتب وان لم تسعفه الظروف وتعينه الأقدار .
أخيرا سادتي أحبتي أتمنى لكم جميعا كما أتمنى لنفسي مزيدا من الوقت لغرض المطالعة وبقصد المتابعة لكي نتوافر على أعلى نسبة وأقصى مرتبة من تباين وجهات النظر وتفاوت زوايا المعرفة ,كل عام وانتم بخير سادتي أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والتوفيق .

#احمد_عبدول (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل