أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نسيم عبيد عوض - مباركة أنت فى النساء















المزيد.....

مباركة أنت فى النساء


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 07:41
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



فصل إنجيل الأحد الثالث من شهر كيهك من بشارة معلمنا لوقا البشير الإصحاح الأول (الأعداد من 39-56)هو الجزء الثالث منه والذى يبدأ هكذا:
"فقامت مريم فى تلك الأيام وذهبت بسرعة الى الجبال إلى مدينة يهوذا . ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات . فلما سمعت اليصابات سلاك مريم إرتكض الجنين فى بطنها . وامتلأت اليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك."
وأول تأمل نراه فى رد فعل القديسة مريم لبشارة الملاك ‘الذى يبشرها أنها ستحبل وتلد ابنا وتسميه يسوع ولما سألته كيف يكون هذا وهى بتول قال لها .الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله. فقالت مريم هوذا انا أمة الرب .ليكن لى كقولك . ولكن الملفت انها اهتمت بقول الملاك بان نسيبتها اليصابات حبلى بابن فى شيخوختها ‘ حتى كان رد فعلها فورا ‘ وقامت مريم بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا حيث نسيبها حبلى ‘ فوجب خدمتها فى حبلها ‘ وهاهى القديسة مريم بعد ان أعطتنا المثل فى الإيمان والتسليم بكلام الله ‘ والطاعة والتواضع تعطينا مثال الخادمة ‘ حتى انها ولمدة ثلاثة شهور تخدم اليصابات ‘ اليس ذلك رسالة للبشرية كيف تخدم بعضها البعض ‘ فلم تهتم العذراء بالسفر من الجليل فى الشمال الى اليهودية فى الجنوب ‘ لم تفكر سوى انها ستقوم وتذهب لتخدم اليصابات ‘ الفتاة الصغيرة تخترق الجبال لتخدم نسيبتها فى شيخوختها.
ولنخطوا مع هذا الفصل من الإنجيل لنتأمل ماذا يقول لنا الوحى الإلهى:
أولا- فقامت مريم فى تلك الأيام : أية أيام هذه ..أيام مجيدة ‘أيام عظيمة فى تاريخ البشرية كلها ‘ حيث بهذه البشارة يبدأ الله فى تحقيق نبواته عن الخلاص المرتقب للنفس البشرية‘وهاهو رئيس الملائكة يرسل من الله ببشارتين عظيمتين الأولى بميلاد يوحنا المعمدان ‘ الملاك الذى يهيئ للرب طريقا أمامه ‘تحقيقا لنبوة إشعياء40: 3" صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب .قوموا فى القفر سبيلا لإلهنا." والثانية البشارة بميلاد المخلص ‘ وجائت البشارتين بصورة مختلفة عن الأخرى ‘ البشارة الأولى حدثت فى الهيكل وعن يمين مذبح البخور ووسط جموع شعب بنى إسرائيل ‘ وللكاهن زكريا الواقف يخدم مذبح الله ‘ أما بشارة المخلص جائت الى مدينة الناصرة المجهولة ‘ حتى أنه لم يسمع عنها قبل ميلاد المسيح ‘ لا هيكل ولامذبح بل بيت بسيط يملكه يوسف النجار ولعذراء بسيطة‘ وهذا هو العجب فى التدبير الإلهى ‘ فقبوله بالميلاد على هذه الصورة من الإتضاع والبساطة والتخفى لأسباب أهمها ان يخفى عن الشيطان أمر ولادته حتى يتم الحلاص ويسحق رأس الحية على الصليب تحقيقا لوعده الإلهى. وقد يكون الإختيار الإلهى للعذراء مريم ان فيها بفضائلها وصفاتها ‘ من تواضع وسكوت وطاعة وإيمان بقول الرب ‘كان ذلك مساعدا فى عدم اكتشاف الشيطان أمر الميلاد الإعجازى حتى تم الصلب والخلاص‘ وهذا يوضح عظمة القيسة مريم وإستحقاقها قول اليصابات بعد أمتلائها من الروح القدس "مباركة أنت فى النساء"‘ حتى أنها كتمت الأمر الذى وصفه معلمنا بولس الرسول رو16: 25"السر الذى كان مكتوما فى ألأزمنة الأزلية ولكن ظهر الآن وأعلم به جميع الأمم." وقول القديس بطرس أع 3" الحكمة المكتومة التى سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا ‘ والتى لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد." . هذه القديسة الطاهرة البتول حفظت السر فى قلبها ‘ وتحققت مشيئة الله فى إختيارها ((وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها ."لو2: 19. وأيضا استحقت التطويب للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب ." ياللعجب ..جاء السماوى وحل فى أحشائها بقوة الروح القدس ‘ المولود غير المخلوق ‘ القدوس ‘ لينفذ العدل الإلهى فى خلاص البشر‘ وهى تقوم بسرعة الى الجبال لتخدم نسيبتها اليصابات .
ثانيا- تسبحة مريم : عندما صرخت اليصابات بقوة الروح القدس "مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك .فمن أين لى هذا ان تأتى ام ربى الي. ..فطوبى للتى آمنت أن يتم ماقيل لها من قبل الرب." وكان رد فعل القيسة مريم بكل إيمانها وتواضعها ‘ أن وقفت لتسبح الله ‘ قابلت هذه النعم الجزيلة بالحمد والتسبيح :
1- فقالت مريم تعظم نفسي الرب ..هكذا انطلق لسان العذراء بتسبيح الله وتعظمه ‘ فتحول قبولها لكلمة الله الى مستوى التسبيح الملائكى‘ وهذه هى العبادة لله ‘ التسبيح والحمد بنعمة الله المعطاة لنا وإعلان أسراره بفرح وسرور.
2- وتبتهج روحى بالله مخلصى .. وهذا القول يحمل مفهوما لاهوتيا هاما ‘ فالقديسة مريم مع كل سموها وفضائلها فهى كسائر البشر فى حاجة الى خلاص الله وتبتهج به فى كل حياتها بهذا الخلاص ‘ والخلاص الممنوح لمن يؤمن هو خلاص من الخطية الأصلية الموروثة من سقطة آدم ‘ والخلاص من الموت ‘ والفداءمن عبودية إبليس ‘ وميلادنا الجديد من الماءوالروح لنصبح أولاد الله وورثة مع إبنه الوحيد.
3- لأنه نظر الى اتضاع أمته: لقد أدركت هذه الصبية الصغيرة سر تمتعها بالنعمة الإلهية ‘ فلم تقل أنه نظر الى صلواتها ‘ الى أصوامها وسهرها وحكمتها وتعبدها ‘ بل الى إتضاع أمته ‘ لتعلن لنا ان هذا هو طريق الحياة مع الحب مع ربنا يسوع المسيح ‘ بالإتضاع ننطلق به الى مراحم الله وغني رحمته.
4- فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى . لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس . ورحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونه.: لقد أدركت القيسة مريم عظمة العطية التى نالتها ‘ لأن واهب العطايا نفسه تحمله فى أحشائها ‘ لذا قالت بالنبوة "أن جميع المؤمنين عبر كل الأجيال يطوبونها من أجل نعمة الله لها . وهذا ماقرره الرب " لأن من يصنع مشيئة الله هو أخى وأختى وأمى "مر3: 35.
5- صنع قوة بذراعة . شتت المستكبري بفكر قلوبهم: هنا يتضح تماما أن العذراء عارفة ومتفهمة بالكتب والنبوات لأنها قالت ذراع الرب ‘ لأن ذكر الكتاب فى نبواته عن التجسد رمز له بذراع الرب ‘ فتقول النبوة" استيقظى استيقظى البسى قوة ياذراع الرب " إش51: 9‘ وأيضا " قد شمر الرب عن ذراع قدسه أمام عيون كل الأمم فترى كل أطراف الأرض خلاص الهنا."اش52: 10 وأيضا تعلمت من الكتاب المقدس كيف شتت الرب المستكبرين بفكر قلوبهم ‘ وكيف اسقطهم إبليس وأغواهم بالتكبر فسقطوا فى الحضيض.
6- أنزل الأعزاء عن الكراسى ورفع المتواضعين : لقد غرق جنود ابليس وحكماء الأغريق وكتبة اليهود وفريسيهم فى بحر الكبرياء والغرور والعظمة والخيلاء الكاذبة ‘ فأذلهم الرب ‘ ورفع عليهم قوما إتضعت قلوبهم وخلصت ضمائرهم ‘ وقد منحهم السلطان أن يدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ‘ ولعل فى شخصية هيرودس الملك المتكبر المثل فىكيف أنزله الله عن كرسيه ‘وكذلك شاول الملك وفى نفس الوقت رفع داود المتواضع من رعى الغنم الى ملك إسرائيل‘ الى أعلى الكراسى.
7- أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين : كان البشر فى جوع شديد لله ولكنهم أعوزهم مجد الله وفسدوا ‘ ووقع اليهود فى الغرور حتى قادهم الى هاوية الشموخ ‘ لقد هجروا ينبوع الماء الحي والخبز النازل من السماء‘ أما الذين آمنوا به أشبعهم خيرات واستحقوا التطويب" طوبى للجياع والعطاش الى البر.لأنهم يشبعون."مت5: 6.
8- عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة: لم يعضد اسرائيل حسب الجسد الذين إمتلئوا كبرياء وسلفا على الأيمان بمواعيد الله ‘ وبالمسيا المنتظر الذى جاء لخلاصهم ‘ بل إسرائيل بالروح وهم الذين قبلوه وآمنوا به أعطاهم سلطانا أن يصيروا أبناء الله.
9- كما كلم آباءنا ..لابراهيم ونسله الى الأبد: وهم الذين تنبأ عنهم الرب حسب وعده لابراهيم "ويتبارك فى نسلك جميع قبائل الأرض" وهكذا مجدت السيدة العذراء الله على قدرته ‘ على قداسته ‘ على رحمته ‘ على امانته وعدله فى تنفيذ وعودة .
ليعطينا الرب اليوم بشفاعة القيسة مريم القلب النقى والروح الحارة لإستقبال كلمة الله المتجسد ‘ ويعطينا الأذن السامعة لكلمة الله الحية ‘لتعلمنا الطاعة الكاملة لوصاياه ‘ والحضور الدائم لكلمته فى قوبنا وضمائرنا ‘لنكون رائحة ذكية لربنا يسوع المسيح.أمين.



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملائكة
- يوحنا المعمدان
- ليكن لى كقولك
- الكلمة المكتوبة
- الطريق
- خرج الزارع ليزرع
- شهر بابة
- الحياة
- مقال لك أقول قم
- سؤال كل البشر
- أول توت
- عيد النيروز رأس السنة القبطية
- فانظروا الى أنفسكم
- لتكن مشيئتك
- صوم العذراء مريم
- بشارة الممتلئة نعمة
- نعم سأذهب وأقول -لا -
- لن يسحق الأقباط بوقاحة دستورية
- إنتفاضة مصر
- ياوطنى الذى ينزف دما


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نسيم عبيد عوض - مباركة أنت فى النساء