أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نسيم عبيد عوض - الكلمة المكتوبة















المزيد.....

الكلمة المكتوبة


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 07:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



السؤال الدائم والمتكرر كيف نقرأ الكتاب المقدس ؟ بمعنى كيف نقرأه ككلمة الله ؟ وليس ككتاب مكتوب كأى كتاب ‘ على إعتبار قول الرب يسوع " الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة "يو6: 63‘ وإيمان القديس بطرس بقوله" يارب الى من نذهب .وكلام الحياة الأبدية عندك."يو6: 68‘. وأيضا عندما كان الرب يسوع فى البرية ليجرب من إبليس رد على طلب الشيطان بأن يقول لهذه الحجارة أن تصير خبزا. فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله.(تث8: 3) وأيضا تعامل ابليس بكلمة الله وقال له ان كنت إبن الله فاطرح نفسك الى أسفل. لأنه مكتوب انه يوصى ملائكته بك فعلى أيديهم يحملونك لكى لا تصدم بحجر رجلك.(مزمور 91) قال له يسوع مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك .(تث6: 16)‘ وأيضا قول الرب له اذهب ياشيطان .لانه مكتوب للرب إلهك تسجد واياه وحده تعبد.(تث10: 20).
تعالوا اولا نتعرف على سبب إحتياج البشر للكلمة المكتوبة ‘ ففى بداية خلق الله الإنسان كانت صلته به مباشرة ‘ فم يتكلم وأذن تسمع ‘ ولم يكن الإنسان فى حاجة الى كلمة مكتوبه. ولنرجع الى الوراء عندما كان الإنسان فكرة فى عقل الله ‘ وخلق العالم كله من أجله.. فعندما خلق الله الإنسان أقامه فى الفردوس ‘ ليس مكانا عاديا بل غرس له الجنة على الأرض . وأقامه فيها..كقول الكتاب " وغرس الرب الإله جنة عدن شرقا..ووضع هناك آدم الذى جبله."تك2: 8. وكان الله يلتقى مع آدم دائما فى أحاديث مشتركه داخل الجنة ولمدة غير محدودة بدليل قول الكتاب" وسمعا صوت الرب الإله ماشيا فى الجنة عند هبوب ريح النهار ."تك3: 8‘ وأيضا قول آدم " سمعت صوتك فى الجنة فخشيت لأنى عريان فاختبئت."تك3: 10‘ هكذا كان آدم يتحدث مع الله ويناجيه ويسمعه ويتكلم معه ..يتقبل الحب بالحب ..وكان آدم فى حياته السعيدة فى عشرة كاملة مع الله فى طهارة وقداسة ..فى حياة أبدية. وعن هذه العلاقة بين الله والإنسان نصلى له كل صباح فى القداس الغريغورى قائلين" من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتنى .إذ لم أكن ..أقمت السماء لى سقفا ..وثبت الأرض لأمشى عليها .من أجلى ألجمت البحر .من أجلى أظهرت طبيعة الحيوان .أخضعت كل شيئ تحت قدمي.لم تدعنى معوزا شيئا من أعمال كرامتك.أنت الذى جبلتنى ووضعت يدك علي .وكتبت في صورة سلطانك ووضعت في موهبة النطق.وفتحت لى الفردوس لأتنعم. أعطيتنى علم معرفتك.." هكذا كانت نعم الله فى خلقه للإنسان أن يعيش معه فى علاقة حميمة ‘ ولكن لحسد إبليس أسقط آدم والبشرية كلها.
وبالسقوط والخطية مات آدم موتا روحيا وطرد من الجنة ‘ وأصبح الله يتكلم والإنسان الواقع تحت عبودية إبليس لا يسمع لكلمة الله ‘ بل وإن سمع لم يكن قادرا على التجاوب مع إرادة ومشيئة الله لفساد طبيعته على غير الطبيعة التى خلقه الله عليها‘ وتحول قلب الإنسان الى قلب حجر ‘ولتغلغل الخطية فقد الإنسان التواصل مع الله لموته الروحى . وإيذاء هذا التحول من قلب الإنسان قدم الله له كلمته المكتوبة على لوحى حجر ‘رمزا لتحول قلب الانسان من قطعه لحمية تمتليئ بحب الله الى قطعة حجرية صامتة‘ وكقول القديس يوحنا ذهبي الفم " ياله من شر عظيم قد أصابنا فقد كان ينبغى أن نعيش فى نقاوة فلا نحتاج الى كلمة مكتوبة. وإنما نخضع قلوبنا لروح الله ككتب ‘ ولكننا فقدنا هذه الكرامة وصرنا فى حاجة الى الكلمة المكتوبة فى كتب."
ويجيب على سؤالنا القديس أغسطينوس فيقرر" ان الله قدم لنا الكلمة المكتوبة كمصابيح تشهد للنهار الأبدى. قدمها من أجل ضعفنا البشرى لتنير لنا‘ نحن الذين كنا فى ظلمة وأما الآن فنور فى الرب."ولذلك يقول معلمنا بولس الرسول" لأنكم كنتم فى ظلمة وأما الآن فنور فى الرب . اسلكوا كأولاد نور." أف5: 8. وبالكلمة المكتوبة صرنا أبناء للنور لكى ندخل بها الى بهاء النور الكامل ‘ ونلتقى بالكلمة الإلهى ذاته وجها لوجه."
ويتبادر الى الذهن سؤال عن كيفية كتابة رجل الله أو الأنبياء والرسل الكتاب المقدس ووصل الينا بالصورة التى بين أيدينا؟ وماهو دور رجل الله الذى أوحى له بالروح القدس ليكتب ؟ ونورد فيما يلى مفهوم الكنيسة المسيحية والآباء القديسين وإجابتهم عن هذه الأسئلة:
1- "كل الكتاب موحى به من الله . ونافع للتعليم والتوبيخ وللتقويم والتأديب . الذى فى البر ليكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح."2تيمو3: 16و17.
2- "عالمين هذا أولا أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص.لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ."2بط1: 20و21.
إذا الكتاب كله موحى به من الروح القدس ‘ ومن محبة الله للبشر ترك للكاتب ان يكتب مايوحى به اليه حسب شخصيته وإمكانياته الثقافية والتعليمية ‘ ومهارته وموهبته ولغته ‘ ويؤكد على ذلك أقوال الآباء : - قول العلامة أوريجانوس " ليس حرف واحد أو عنوان كتب فى الكتاب المقدس لا يتمم عمله الخاص بالنسبة للقادرين على إستخدامه." ‘ وأيضا القديس ايريناؤس (من القرن الثانى) "ان الكتاب المقدس حتى فى اجزائه الغامضه روحى بكليته"‘ وعن القديس جيروم " فى الكتب الإلهيه كل كلمة ومقطع وعلامة ونقطة تلتحف بعنى " أما القديس يوحنا ذهبى الفم فيقول عن كلمة الله المكتوبة" أنه إعلان كنوز الحكمة المخفية فى كل كلمة نطق بها"
الكتاب المقدس وحدة متكاملة ومطابقة بأسفارها فى العهد القديم والجديد ‘ وهذا من فم الرب الكريم "لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ‘ماجئت لأنقض بل لأكمل. فإنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل."مت5: 17و18‘ وأيضا قوله عن العهد القديم "فتشوا الكتب لأنكم تظنون ان لكم فيها حياة أبدية .وهى التى تشهد لى." يو5: 39‘ وتأكيده على عدم تحريف كلمته المكتوبة " السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول ."مر13: 31.
الكتاب المقدس إنجيل روحى وليس كغيرة من الكتب على وجه الأرض ‘ والفهم الروحى قبل العقل مطلوب فى قرائته‘ وهذا الفهم الروحى يكون نتيجة تكوين علاقة مباشرة مع الله بالصلاة أولا ثم بطلب إرشاد الروح القدس الذى يعلمنا ويرشدنا ‘ والذى هو داخلنا ونحن هيكلا له ‘ وأخيرا بإطاعة وصاياه والعمل بها‘ وهنا نقول للرب " تكلم يارب لأن عبدك سامع "كما قال صموئيل النبى استجابة لنداء الله له.
الله يعطينا نعمة وإرشاد الروح القدس حتى نسمع ونفهم ونعرف ونعمل بأناجيله المقدسة.



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق
- خرج الزارع ليزرع
- شهر بابة
- الحياة
- مقال لك أقول قم
- سؤال كل البشر
- أول توت
- عيد النيروز رأس السنة القبطية
- فانظروا الى أنفسكم
- لتكن مشيئتك
- صوم العذراء مريم
- بشارة الممتلئة نعمة
- نعم سأذهب وأقول -لا -
- لن يسحق الأقباط بوقاحة دستورية
- إنتفاضة مصر
- ياوطنى الذى ينزف دما
- أين ذهبت مصر؟
- مملكة النوبة المسيحية
- بطريرك مصر
- السلفيين يدمرون مصر


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نسيم عبيد عوض - الكلمة المكتوبة