أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله مهتدي - عن-البلح المر- للمبدعة دامي عمر














المزيد.....

عن-البلح المر- للمبدعة دامي عمر


عبد الله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 03:22
المحور: الادب والفن
    






تكتب دامي عمر من خلال "البلح المر"، القصة القصيرة جدا، وكأنها تتنفس شعرا، تعبر بنا مسالك الكتابة بحساسية شعرية خاصة، وكأنما تستنفر حدسها الشعري ليكتب نفسه قصا.
إن مجموعتها القصصية "البلح المر"،عنقود كبير من بلح الواقع الذي لا يقل مرارة عن حبات الحنظل،لكن الشعر يجعل للمرارة مذاقا حلوا،لان الحس الإبداعي المرهف لدامي عمر يستفزنا لنمارس فعل القراءة بحواسنا وأحاسيسنا،منتقلين من القراءة الشاردة،إلى القراءة العاشقة.
نقرأ قصص دامي عمر ،وكأنما نمشي فوق حقول ألغام،نقطع المسافات ذاتها ،ثم نعيد قطعها من جديد،تنفجر فينا النهايات ،لتعيدنا إلى البدايات نفسها ،وكأننا في حركة سيزيفية لقراءة الواقع وإعادة بنائه،نعيد جمع شتات الكلمات التي تركت آثارها في دواخلنا ،وكأننا نعيد بناء ذواتنا اللاهثة خلف المعنى،وكأننا نعيد ترميم فهمنا للبوح القصصي في "البلح المر" وهو يقدم نفسه كأفق مغاير للحكي.
تدافع دامي عمر عن تجربتها القصصية،بشراسة جميلة ونادرة،وهي الواثقة من أنها تمارس فعل الكتابة كي تحرر الواقع من الصمت المتيبس في حناجرنا،الساكن مفاصل أرواحنا،تكتب كي تقول ذاتها في الآخرين،وكي يرى الآخرون في الشقوق التي تحدثها كلماتها على جسد الواقع،بعضا من الضوء المترنح ،تقوم دامي عمر بخلخلة المسكوت عنه ،المألوف،المتواطئ عليه،بوخزات اللغة الشاعرية،تفتت الواقع وكأنما تفتتنا،ثم تعيد بناء صلتنا بالمعيش على أسس مغايرة،ليصبح الواقع المر بتعقيداته أكثر قابلية للانكشاف.
تكتب المجموعة القصصية"البلح المر" دامي عمر بنفس شعري حاد،وكأن قدر هذا البوح القاسي أن يقتفي أثر الورد،كي يملأنا بأريجه الفاتن،تهرب الكاتبة من شراك التقريرية والمباشرة التي تقتل الإبداع إلى نوع آخر من البوح،تبدو فيه القصة القصيرة جدا وكأنها قصيدة لامتناهية،وكأنها رئة كبيرة لايسعها الحيز الضيق للورقة ،فتمتد فينا، تتقمصنا، تلبسنا،تفتح لنفسها فينا أفقا آخر لتراتيل الريح،كي تعيد تشكيل نواميس البوح حكيا مفتوحا على المعيش اليومي بقساواته،ومراراته،وانكساراته.
انه بذخ المعنى دون قطع الصلة بالواقع،هذه المعادلة الصعبة التي اقتحمتها دامي عمر بعدتها اللغوية وعتادها الحسي ليعلو منسوب الإبداعية في منتوجها القصصي.فهل تكتب الكاتبة نفسها شعرا وهي تحكي قصصا؟أم تحكي شعرا حكايات التيه والضوء والعدم والصمت والفرح والموت والماء والريح........؟
تفرض علينا "البلح المر" القراءة المتعددة لنصوصها،حتى نستطيع تمثل "المخيال الحكائي"للكاتبة الشاعرة،تخاطب دامي عمر فينا حواسنا كي لا نقرأ "عقدها الفريد" قراءة ميكانيكية،تستفز "مخزوننا القرائي"لنرى كشافات الضوء وهي تفضح الواقع وتعريه،لنعيد اكتشاف المعنى ،في ثنايا بوح قصصي ينفتح لينغلق في حركية انفتاح و انغلاق الواقع نفسه،هكذا ،لن تسعفنا القراءة الواحدة في تلمس الشظايا المتطايرة من نصوص "البلح المر"،وهي النصوص التي تحتفي بانفلاتها المستمر لتبني فينا عوالمها المتعددة.
قصص دامي عمر مثل مبضع الجراح،تتشابك مع المعيش،لكنها تتجاوز ذلك لإعادة البناء على أسس إبداعية مغايرة،شكرا دامي عمر.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنا خجلا نواري الصمت بالهذيان
- حلم


المزيد.....




- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله مهتدي - عن-البلح المر- للمبدعة دامي عمر