أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيمان أحمد سلاّم - رسالة تحت الزّئبق














المزيد.....

رسالة تحت الزّئبق


إيمان أحمد سلاّم

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 02:33
المحور: الادب والفن
    


لا أريد لمطرقة الشكوك أن تدكّ ثقتي بك...
فأنت كلّ ما أملك،
كي أواصل تنفّس الأمل...
لا تجعلني أنظر لك بعين الخيبة
و أضمّك إلى معسكر من أمارس تجاههم الكراهيّة كلّ يوم.
لا أريدك أن تتدحرج من أعلى قمّة التميّز في قلبي
و تنزل في مستنقع السواد
ألا تعرف أن قلبي يحتوي مستنقعا؟
مستنقعا صغيرا بحجم النّاس الذين وقعوا فيه
عميق بعمق لؤمهم...
لا تنزلق في المستنقع أرجوك
فأنت آخر من علّقت عليه زينة العيد المقبل.
أنت يا حبّي الزئبقيّ
لما أحببتك؟
صحيح قبلك كنت كتمثال رخامي مهيب،
جميل إنّما مهجور من الحياة و مسكون بالجمود...
لكن كنت أنا!
و أتيتني و جعلتني أنت!
أنام لأحلمك
أصحو لأتذكّرك
أتنفّس لأحياك
أحيا لأحبّك
عقارب ساعتي خضعت لتوقيتك...
سنوات عمري وزّعت حسب سلّمك الزّمني
ما قبل حبّك
أثناء حبّك
ما بعد حبّك
زرعتُ أرض أفكاري بك،
فنموت داخل عقلي كسنابل قمح برّاقة
تحت شمسي
معدّل نبضات قلبي ما عادت تحسب بالثّانية
بل قدّر لها أن تحسب بمقدار تفاعلك مع حبّي
و سريت داخل الشرايين و الأعصاب
و صار ضمير الأنا،
أنت...
أنت تريد
أنت تقرّر
أنت تفضّل
أنت تحدّد
أنت تختار
و كنت سعيدة بالضمير الجديد
غير مبالية أنّي أحرّف قواعد اللغة
و أنّي أتجرؤ على النحو و سيبويه الرّاقد بسلام
كنتُ أنتَ
و كنتُ قد نكّستُ أعلام حقوق المرأة
و خنتُ معاهدة حماية شهرزاد من سطوة الشهريار المتجدّد عبر عصورنا العربيّة
كنت سعيدة ب"أنتَ" الساكنة جسدي
و لم يهمّني سريانها المشابه لسرطان دمويّ قاتل
و ها أنت تُعمل الأوبئة في جمال المشاعر
و ترفس برجلي النكران كلّ القرابين المقدّمة لك
نسيت أنّ هناك
في مكان ما داخل قلبي
مستنقع عميق بدون قرار
يسقط داخله كلّ من كانوا يوما مثلك
في القمم الشواهق
لكنّهم استكثروا على أنفسهم نعمي و جحدوا بي
لا تكن بينهم
فأنت آخر مع علّقت عليه زينة العيد
و رسمت على صفحات ذكرياتي معه
خربشاتي الطّفوليّة الحالمة
لا تقتل داخلي هذه الطّفلة
فهي آخر أمل يحبل به زمني الآفل
*****************

أيّها الطّير الزئبقي
كن كما تهيأت لي في أوّل يوم
ذلك اليوم الصّيفيّ الهادئ...
كن كما أردتني أن أراك يومها
وشاحا أبيضا يطير عاليا
فوق الأعلام السوداء الحزينة
أردت أن أتعلّق بك
لا لأنزلك معي إلى أرض السواد
بل لترفعني عاليا نحو السماء
و السحب البيضاء
و الشمس الضاحكة
كشقراء مجنونة
تنثر شعرها الذهبيّ
في رقصتها المثيرة
لتبقى الكواكب تسير حولها في ذهول و إعجاب
بينما نبقى نحن ندور عكس دوران الأرض
كوكب مستقل بذاته
غير خاضع لأيّة قوانين جاذبيّة
فقط أنا و أنت
و كلّ ما نحمل داخلنا
من براكين حبّ و ينابيع سعادة
و كلّ ما نحمل على ظهرينا من خضرة و أزهار الأمل
أردتك أن تكون حكايتي الخرافيّة
أميري الوسيم
قنديلي السحري
كهفي الخرافي
الملآن حياة
لكنّك أكثر من خرافة
فأنت زئبقي
لا أعرف لك شكلا
تتصرّف كالزّئبق
يتمطّط حجم مشاعرك نحوي فتغمرني إلى حدّ الثمالة
و سرعان ما تتقلّص حول نفسك و ترتدّ عن حبّي
و أحاول جلبك لي
فتهرب بعيدا
إلى حيث لا أدركك
في مغارة غموضك المؤلم
تلك المغارة التي تحوي كلّ أسرارك
كلّ آثامك
كلّ أحزانك
كلّ ذكرياتك
كلّ حقيقتك
كلّ ما يجعل منك رجلا ملموسا
لا مجرّد كتلة من الزئبق



#إيمان_أحمد_سلاّم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبّك و بعد...


المزيد.....




- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيمان أحمد سلاّم - رسالة تحت الزّئبق