أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو عبد الرحمن - الوطني - إخوان .. وحديقة الديناصورات














المزيد.....

الوطني - إخوان .. وحديقة الديناصورات


عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لحظة كتابة هذه السطور، وبعد أن تم إخلاء سبيله وتنسمه هواءً غير ذلك الذي أطبق علي أنفاسه في السجون، وبعد أن همس لمرافقيه - مطمئنا - أثناء جلسة محاكمته الماضية قائلا: "مش فاضل غير قضية واحدة وبس"....... لابد وأنه - "مبارك" طبعا - يبتسم الآن ملئء شدقيه، ربما لأول مرة منذ ثلاثة أعوام، وبالتحديد منذ تم الإطاحة به في أحداث 25 يناير التي ظاهرها الثورة وباطنها المؤامرة، الشهيرة باسم "الربيع العربي"....... أو سمه إن شئت – عزيزي القارئ – "الخريف العربي"، الذي خطط له المحفل الماسوني الأعظم، كنسخة حديثة تطابق ما جري في بريطانيا وفرنسا وجميع ممالك أوروبا القديمة في القرون الوسطي، حين سقطت جميع العروش تحت وطأة الديكتاتورية والقهر والاستعباد، عبر ثورات شعبية عارمة، قادتها نخبة مخترقة ماسونيا، وممولة من عتاة المحفل أمثال "روتشيلد"، الجد الأكبر لأغني عائلة يهودية حاليا علي مستوي العالم.
هو "الربيع" إذن، الذي دبرت له أصابع الكيان الصهيو أميريكي في المنطقة، لكي تحول مسار الحمم البركانية التي فجرها غضب الشعوب، نحو بحر من الخديعة باسم الدين، حيث كان بانتظارهم المتأسلمون الماسون، كحصان طروادة، فامتطوا الثورات، بينما في طياتهم يحملون أعداء الأمة لكي يتم علي أيديهم إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، علي أساس طائفي بغيض.
لربما ينجو الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بأفعاله المشينة، ولربما (تنفد) زوجته – رمز الخطيئة السياسية في حق الوطن – ولربما يخرج ابنه من قضاياه الصغيرة المتبقية، كشعرة من عجين، وقد ينتهي به المطاف إلي منصب سياسي كبير، كما يتهامس البعض سراً!
لكن هذا الشعب لن يرحم...... إن لم يكن اليوم فغداَ، والتاريخ لن ينسي أنه – أي "مبارك" – كان أول من صنع الحديقة الملعونة وأسكن فيها الوحوش التى تحولت علي مر الزمان إلي ديناصورات، عاشت وتضخمت في الظلام، تآمرت علي الأمة والشعب، تحالفت سرا مع رموز الكيان الصهيو ماسوني، عقدت – مقدما - صفقات ما بعد الوصول، ثم انتظرت اللحظة القاضية التى ينتفض فيها الشعب ضد الطاغية، لكي تسقطه عن عرشه، ليس من أجل الحرية والعيش والكرامة، ولكن لكي تنقض – بمساعدة وتأييد وترحيب أعداء مصر - علي سدة الحكم، ويقوموا جميعا علي مهل بالتهامه، وتمزيق أوصاله، فكادت "حلايب وشلاتين" تذهب إلي فرع الجماعة في الخرطوم، وكاد نصف سيناء يتحول إلي جزء من دولة "أردنسطين"، لتهجير الفلسطينيين إليها، وتثبيت أركان ملك اليهود، وكادت قناة السويس – شريان حياتنا الاستراتيجي – أن تباع إلى قطر الصهيونية، وكادت جماعة الإخوان الماسونية تقبض الثمن أضعافا مضاعفة، مكافأةَ لها علي التزامها بالاتفاق المبرم مع الشيطان منذ عشرات السنين.
وبدوره، فإن ملف العلاقات السرية والعلنية بين مشايخ جماعة المرشد الإرهابية - الآن رسميا - وقيادات نظام مبارك البائد، متخمٌ بالصفقات القذرة، والاتفاقات الدنيئة التى تم فيها اقتسام الوطن، سياسيا واقتصاديا، وتم علي أساسها تبادل الأدوار، فهؤلاء هم "الطيبون" والآخرون هم "الأشرار"....... بينما المصريون في غالبيتهم العظمي، عاشوا أتعس مراحل حياتهم علي هذه الأرض، جوعا ومرضا وجهلا وتنكيلا وقهرا وعدوانا، وتبعية للعدو الخارجي، وكأنه لم يكفِ استعباد العدو له في الداخل.
لعبت جماعة الديناصورات إذن، وببراعة دور الأضحية، لتبدو أمام الشعب في صورة الحمل الوديع، وعلي طريقة "الروتاري" الماسوني، تنثر الخدمات "الإنسانية" علي البسطاء، وتجوب قوافلها الطبية المحافظات، بحثا عن المعدمين والفقراء.
وفيم سُمح لها بهامش سياسي محدد ومتفق عليه مسبقا، استحوذت من خلاله علي النقابات وسيطرت علي عقول السذج، باسم الدين، فإنه وبالمقابل تم غض الطرف عنها، وهي تتفحش في تنمية ثروات أعضائها سرا، عبر روافد التمويل الممتدة من شتي بقاع الأرض، وباستثمارات غير نظيفة من غسيل أموال وتجارة سلاح ومخدرات في أفغانستان وغيرها، وذلك بتنسيق محكم مع قاعدة التنظيم الدولي في قلب العالم الغربي.. "لندن"، وبدعم أميركي - تركي - قطري إسرائيلي، مالي ولوجستي وسياسي مستمر، حتي الآن....... وما بلايين الدولارات التى صبت في خزائن الإخوان مما أغدقها عليهم أوباما ورفاقه، يمكن أبدا حصرها، حتي الآن.
قد يظن مبارك، وأعوانه من رموز النظام الساقط في يناير 2011، أنه الآن، وبعد سقوط نظام شركائهم الألداء في يونيو 2013، أن الشعب من السذاجة لكي يقبل أولئك الفاسدين أو تلك الديناصورات مجددا وسط أبنائه، أو يرضي برؤية وجوههم القبيحة يتقافز أصحابها "كالبلياتشو" ولاعبي "الثلاث ورقات"، علي حلبة الوطن....... ولكنهم جميعا غافلين، وبالعربي البسيط "مغفلين"، إن راودهم هذا الظن الآثم، علي غرار "الخروج الآمن" الذي أتيح بليل "لآخرين"!.
لقد أفاق الشعب المصري مرة واحدة وللأبد، علي حرية وكرامة صنعهما بدماء جنده وضباطه وساكني هذه الأرض الطيبة، وتعلم جيدا كيف يتخذ موقفا ويدافع عن حقه، بحيث لن يسمح أن يستعبده أحد أو يستغفله أحد بعد الآن.
وإنه – أي ذاك الشعب العظيم - وإن رأي تأجيل عقابه لكل من تجبر وطغي علي مصري واحد في ربوع هذا الوطن، فما ذاك إلا لأنه بلغ من الوعي أقصاه علي مدي تاريخه، وبات مدركاَ أنه لا وقت يعلو فوق صوت المعركة الكبري التي يخوضها الآن، ضد أعدائه المتنمرين له، المسلحين في مواجهته حتي الأسنان، في الداخل والخارج.
ولكن وحين يفرغ من ملحمته التالية، سيجد من الوقت متسعا طويلاَ لتصفية حساباته وصب عقابه صباَ، بالحديد والنار، علي كل من باع الوطن رخيصا لأعدائه أو ألقي بلحم أبنائه حياً .......للديناصورات.!



#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الْمَمْلَكَةْ وأَمِيرْكَا: إِلَي مَتَي تَبْقَي الْشَاةُ فِي ...
- من الشعب المصري إلي الجميع: انتهي الدرس يا أغبياء
- الفزاعة والدراويش، والثور والماتادور
- هل تصمد الإسكندرية أمام ضربة التسونامي بسلاح ال-H A A R P- ا ...
- عمرو عبد الرحمن: الإخوان سلاح الفوضي الخلاقة .. مصر تجابه ال ...
- ماذا يحدث في لبنان: محاولة تحليل للأوضاع الحالية
- بين أبجدية الأخلاق وأخلاقية المجتمع


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو عبد الرحمن - الوطني - إخوان .. وحديقة الديناصورات