أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البديل الجذري - مسؤوليتنا: تعميق الوعي الطبقي في صفوف العمال















المزيد.....

مسؤوليتنا: تعميق الوعي الطبقي في صفوف العمال


البديل الجذري

الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 20 فبراير من سنة 2011، شهدت جل المدن والقرى المغربية، الصغيرة والكبيرة، وعلى طول خريطة البلاد، مظاهرات عارمة، شاركت فيها جميع شرائح وفئات الشعب المغربي: عمال، فلاحون طلبة، معطلون، مثقفون...
كان الحدث إضرابا سياسيا بامتياز، زلزل أركان النظام القائم وأرهب القوى المدافعة عنه وأربك حساباتها السياسية. وكان من الطبيعي أن تستعير نار المطاردات وأن يجثم القمع بكل ألوانه على الشوارع والأزقة الثائرة والمنتفضة. فأعلنت للتو بعض القوى السياسية والنقابية استنكارها لطموحات الشعب المغربي وأدانت نزول الجماهير الشعبية القوي للشوارع، وعلى رأس هذه القوى، حزب العدالة والتنمية المستفيد الأول من الحدث. وانخرطت قوى سياسية أخرى في "مجالس الدعم" للالتفاف على الحراك الشعبي والحد من حدة وذروة عنف المصادمات الآتية لا ريب فيها، ابتداء من رفع شعارات إصلاحية توافقية للتراضي الحزبي ضيق الأفق والتافه لإجهاض الزحف الثوري الجماهيري، إلى الإعلان عن الندوات والموائد المستديرة الفلكلورية حول طبيعة الحكم المنشود والتي لم تخف إجماعها، وإن اختلفت المساحيق، حول الملكية البرلمانية كحل ناجع، وذلك بمشاركة أطراف سياسية متعددة من بينها القوى الظلامية والعديد من فلول الثورة المضادة.
في معمعان هذا الغليان الشعبي انخرط المناضلون الجذريون في تأطير أمهات المعارك الشعبية، ووقفوا في الصفوف الأمامية لتعميق الوعي الطبقي في صفوف العمال والفلاحين والمثقفين والمهمشين... وعملوا على تأجيج الصراع والتصدي لمختلف الخطوط الانتهازية والتحريفية ولكل الأطروحات التي أرادت أن ترسم لنفسها طريقا غير طريق شعار الجماهير الشعبية المدوي "الشعب يريد إسقاط النظام"، ودافعوا باستماتة قوية وصلابة فولاذية ميدانيا وسياسيا على شعار الجماهير الثوري.
لقد كانت شوارع المدن سنة 2011 بمثابة المدرسة الحربية، المعلم السياسي الأول لتكوين وتأهيل المناضلين الثوريين في أفق خوض الحرب الحقيقية، الحرب الطبقية بقيادة البروليتاريا صاحبة المشروع الاشتراكي. وكعادتها، وكما عهدناها سابقا في مجموعة من المحطات النضالية، لعبت القوى الإصلاحية المعروفة تاريخيا بعمالتها الطبقية وتمييعها للحياة السياسية وللنضال العمالي الى جانب القيادات النقابية البيروقراطية دورا أساسيا في قطع الطريق على النقابات العمالية للالتحاق بحركة 20 فبراير.
إن هذا الزخم النضالي والكفاحي من داخل مدرسة الحرب هاته علم المناضلين مدى أهمية وملحاحية العمل السياسي المنظم وضرورة الأداة الثورية الضامن الفعلي للخط الإيديولوجي والسياسي للطبقة العاملة. إن من بين المهمات النضالية الأساسية والملحة اليوم هي التغلغل في أوساط الجماهير العمالية لأنها هي الطبقة المؤهلة تاريخيا وصاحبة المشروع الثوري البروليتاري. وفي غيابها، لن تكون هذه الانتفاضات، رغم أهميتها في خلق التراكم النضالي ورغم التضحيات التي تصاحبها، إلا انتفاضات مناسباتية، و لن تكون الحركة النضالية إلا حلقة مفرغة (الحركة كل شئ والهدف لا شئ).
إن الطبقة العاملة بقيادة الحزب الثوري البروليتاري هي وحدها القادرة على قلب النظام والسير قدما نحو بديل جذري اشتراكي خال من الاستغلال والاضطهاد الطبقيين. لقد ساهمت القوى السياسية في تمييع النضال العمالي بخلق نقابات صفراء وأخرى لا تتجاوز حدود المطالب المادية الضيقة لإضعاف الطبقة العاملة وشق صفوفها وخلط الأوراق لديها. بل أكثر من ذلك، فهي تريد اغتيال أي بديل جذري يتبنى ويعانق قضايا العمال، لأنه يشكل تهديدا حقيقيا لوجودها. وما محطات فاتح ماي السنوية إلا صورا معبرة عن المهازل التي تريد هذه القوى تسييدها. فهذا اليوم العالمي للشغيلة والطبقة العاملة هو يوم كفاحي بامتياز، إلا أن هذه القوى تجعل منه فولكلورا وتضرب بالحديد والنار كل من يحاول رفع الشعارات الثورية التي تنسجم وطموح البروليتاريا وأهدافها.
فمنذ أن عرف إ.م.ش الوجود سنة 1955، سعت القوى السياسية الى تدجين العمال وتوظيفهم حسب مصالحها وأجنداتها، وعملت على تفريخ النقابات تلو النقابات إلى أن أصبح عددها لا يعد ولا يحصى، نقابات فارغة من أي مضمون كفاحي أو نضالي. إن هذا العدد الهائل من النقابات الملونة والتي لا نرى لها خبرا في الواقع اليومي لا يخدم مصلحة العمال بقدر ما يزيد من تعميق أزمتها واحتلالها مواقع الضعف في معادلة الصراع الطبقي. وعملية التشتيت الممنهجة هذه لا تخدم سوى مصلحة النظام والقوى التي تدور في فلكه.
إن كل يوم، بل كل ساعة، تشهد بلادنا إضرابات عمالية مشتتة ومتفرقة. وكل يوم يتم تسريح مجموعات عمالية، ومن تم تشريد عائلات بكاملها. وفي المقابل تستمر الباطرونا في غطرستها تحت حماية الأجهزة القمعية للدولة البرجوازية الساهرة على حماية مصالح البورجوازية الكبيرة (الكمبرادور والملاكين العقاريين).
إن القيادات النقابية، عندما يحتد الصراع الطبقي وتتشبث القواعد العمالية بمطالبها و تبدي استعدادها للصمود والمقاومة ضد الباطرونا، تتخلف بدون خجل عن الموعد غير الآتي. وكم مرة أجرت الصفقات لمصلحتها الخاصة وراء ظهر العمال وخلف الاعتصامات البطولية... مما رسخ لدى القواعد العمالية فقدان الثقة في القيادات السياسية والنقابية وفي المناضلين الحقيقيين وفي العمل السياسي والنقابي برمته. إن مهمة إعادة الثقة للعمل النقابي تتطلب نضالا جذريا يقتلع جذور الانتهازية وجذور الوعي الزائف والمتعفن وغرس جذور وعي طبقي على جميع المستويات، سياسيا واقتصاديا وإيديولوجيا.
وهذا لن يتأتى إلا بقيادة المناضلين لمعارك العمال وربط النضال الاقتصادي بالنضال السياسي.
إن احتلال هذه المواقع لن يتحقق بين عشية وضحاها، إنه كفاح مسيرة ألف قدم وألف ميل. فكلما انتصب الهدف دقيقا وواضحا أمام أعيننا، كلما صغنا برنامجا واضح المعالم وأنتجنا آليات الوصول إليه. إن الخطوات الأولية تستدعي دراسة عميقة حول التطورات الشاملة من كل جوانب التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها بلادنا. فأي بؤرة استغلالية نشأت في البحر أو البر ستفرز معها حتما قاعدة عمالية لاستغلالها واضطهادها من طرف مالك العمل. وأي توسع للإنتاج سيزيد من توسيع القاعدة العمالية، والدراسة المطلوبة يجب أن تستند على إحصائيات دقيقة وفق الإمكانيات المتاحة ومن كل جوانب التطورات السياسية والنقابية التي تعرفها الطبقة العاملة من اعتصامات وإضرابات واحتجاجات في كل مواقع تواجدها، بالإضافة إلى الأطراف السياسية التي تحبك المؤامرات على حساب هذه النضالات، إن على المستوى القيادي للنقابة في إطار توزيع المقاعد بشكل يضمن وللأبد استمرارية نفس الخط البيروقراطي بنفس القيادة المتهالكة أو على المستوى السياسي في إطار العلاقة الانبطاحية للمخططات الرجعية التي يرسمها لها النظام.
لقد آن الأوان لوقف هذا النزيف وانتشال الإطارات العمالية الجماهيرية من براثين القوى الإصلاحية؛
لقد آن الأوان لتنظيم النضالات من داخل هذه النقابات والعمل بجدية على توحيدها في إطار جبهة نضالية موحدة كممثل شرعي ووحيد للشغيلة كخطوة أولية ضد الرأسماليين لتحقيق مطالبها الآنية واليومية؛
لقد آن الأوان لتعميق الوعي الاشتراكي في صفوف العمال. وبحكم موقعهم الطبقي، فهم دائما في صراع سياسي واقتصادي وإيديولوجي ضد مالكي وسائل الإنتاج.
هذا الصراع/النضال الذي سيقترن لا محالة بالنضال السياسي الضاري ضد القوى السياسية في البلاد التي لن تخدم مصلحتها الوحدة العمالية. وهذا النضال يجب أن يقترن كذلك بالدفاع المستميت على المطالب المادية والديمقراطية للطبقة العاملة. ولن نتقدم في هذا المسعى إلا عندما نقف جنبا إلى جنب مع العمال الصناعيين والعمال الزراعيين في إضراباتهم اليومية وفي معاناتهم القاسية ضد أرباب العمل وعندما تنصهر جلدتنا لنصبح بروليتاريا حقيقية بمعانقة يوميات العمال الضاربة في عمق الجراح والمآسي وتتربى مع المخاطر اليومية للعامل المغربي التي تفوق معدل مخاطر البروليتاريا دوليا. وإن المأساة القريبة منا في منجم بووازار بوارززات التابع للهولديغ أونا لخير دليل على ذلك. إن المناضلين من هذه الطينة هم وحدهم القادرون على تعميق الوعي الطبقي لدى العمال، هم وحدهم القادرون على تعليم العمال النظرية العلمية، الماركسية اللينينية، الخط الإيديولوجي والسياسي لسحق خطوط الردة والانتظارية بعيدا عن الشعارات والمفاهيم النصوصية الاستهلاكية، حينها تكون عملية تأسيس الحلقات الثورية العمالية، خلايا الظل، قريبة المنال.
وعندما يصبح المناضل بروليتاريا فعليا بممارسته السياسية والميدانية ستعلمه البروليتاريا معاني الصمود والكفاح، ومن تم سنلقن دروسا في السياسة والنضال لمن يعتبر المناضلين الجذريين بورجوازيين صغارا أو يسراويين ومغامرين...
لقد آن الأوان لنتصدر مواقع دفاع وهجوم الجماهير الشعبية أينما حلت وارتحلت. إنه التحدي النضالي الذي يجب أن يؤرق المناضلين الحقيقيين...

تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M.



#البديل_الجذري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى الشهيد عمر بنجلون الشهيد عمر رسم بدمه المسافة الفاصلة ب ...
- ذكرى انتفاضة 14 دجنبر 1990 ستبقى -انتصارات- النظام وعملائه م ...
- في ذكرى الشهيدة سعيدة لن نطوي الصفحة والصفحة لم تطو
- ميزانية 2014 أو الشجرة التي تخفي الغابة
- الشهيد عبد اللطيف زروال
- قضية الاعتقال السياسي: موقفنا..
- المعركة التاريخية، المعركة الأم، اليوم، هي المعركة ضد النظام ...
- بيان -البديل الجذري المغربي-


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البديل الجذري - مسؤوليتنا: تعميق الوعي الطبقي في صفوف العمال