أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المهدي السكتاني - تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء8















المزيد.....

تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء8


المهدي السكتاني

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 15:06
المحور: حقوق الانسان
    


8

رغم أن الفتاة الفرنسية تلقت التربية على أصول الليبرالية المتسمة بالتحرر من قيود العبودية والعقلية التقليدية إلا أنها لم تستطع الصمود أمام جسامة الضغط النفسي الذي تعرضت له بعد اعتقال خطيبها، فبالإضافة إلى فقدانها سنده المادي والمعنوي حيث يقف دائما إلى جانبها في وجه التدخل الأسري ذي الأصول التقليدية العتيقة هناك ضغط لوبي السماسرة الذي انتعش بعد سقوط متهم آخر في يد قضاء بعيد عن العدالة، وأصبحت تهرول بين ذئاب الرشوة والجنس ؟ الذين يتربصون بها لابتزازها بعد فقدان خطيبها الذي كان غيابه ضربة قاضية لكل آمالها التي بنتها ورفقته خلال رحلتهما من الشمال إلى الجنوب، كانا لا يفترقان في مغامراتها بجبال الأطلس الكبير في جو من الحميمية المفرطة خلقت لهما متاعب وصلت حد تهديدها بالإغتصاب من طرف بعض الأشخاص الذين لم يستسيغوا تواجدهما بالمنطقة الجبلية بهذا الشكل من الحميمية المفرطة.

لقد استطاعت الفتاة الفرنسية خلال رفقتها لخطيبها بلورة المفهوم الليبرالي للحياة لدى هذا الشاب المغربي المليء بالحيوية والثقة بالنفي والمرونة كما تقول عنه، واكتشفت فيه القدرة على العطاء والتطور السريع لما تحول بشكل سريع من شاب خجول أمام شابة فرنسة إلى شاب مليء بالحركة والحيوية، وهي شابة جريئة إلى حد كبير نظرا لنشأتها في جو من التكوين التربوي المتميز، تربية أم فرنسية تشتغل في مجال تربية الأطفال والشباب على الإعتماد على النفس وتفجير الطاقات الإبداعية وبناء المستقبل وهي تعمل مؤطرة بإحدى المؤسسات التربوية الكبرى بفرنسا، كل ذلك مكن الفتاة الفرنسية "ف.ك" من تحمل المسؤوليات التربوية في سن مبكرة في مرحلة المراهقة المبكرة كمساعدة لأمها في تربية الأطفال خاصة أثناء العطل المدرسية مما مكنها من الإحتكاك بالثقافات الأوربية الآخرى عبر الرحلات والمخيمات الصيفية، ذلك ما خلق لديها نوعا من الغرور بالقدرة على تجاوز كل الصعاب التي يمكن أن تعترضها وهي لا تعلم أنها ستقع في ورطة تارودانت : الرشوة والجنس ؟ في بلد ينخره الفساد من كل جذب وحدب وأينما حلت وارتحلت يصدمها واقع مر ملفوف بكل مخاطر الإنحراف إلى هاوية الفساد المحقق الذي يدمر كل ما بنته تربية ليبرالية خارقة طيلة سنوات عمرها العشرين.

في اتصالها الأولي بالضحية "ع" وهو شاب منهوك القوى نتيجة تداعيات طعنات الخنجر التي مزقت أجزاء من أمعائه الشيء الذي ألزمه الفراش ثلاثة أشهر أفقته متانة بنيته الجسدية، شاب متزوج لا يقوى على الأعمال الشاقة يتم طرده بضعف قوته الجسدية من كل المؤسسات التي اشتغل بها حيث العمليات الجراحية التي تعرض لها أثناء إصابته تمنعه من الأعمال الشاقة، وهو ضحية الهذر المدرس كجل أطفال الأحياء الشعبية بتارودانت التي ينخرها الجهل والأمية والإنحراف والرشوة والجنس ؟ شاب طموح قلم الزمان أظافره، قبل إصابته كان عاملا بإحدى ضيعات أحد الملاكين العقارين الكبار يستيقظ مبكرا للتوجه فجرا إلى "مخيم الإستغلال" استغلال العاملات والعمال الزراعيين من أجل تراكم الرأسمال الكومبرادوري، ومع ذلك فهو يعيل أسرة ببيع قوة عمله اليومية مقابل لقمة عيش وهو اليوم مطرود من العمل بسبب عدم القدرة على العمل الشاق وحتى آخر طرده كان في عمل حراسة إحدى المؤسسات التعليمية هذا العمل الذي لا يتطلب القوة الجسدية، إنها حياة مأساة الفقراء هذه الحياة التي يتحكم فيها بعض المتسلقين إلى مناصب القرار بنيابة التعليم التي لم تسلم من معادلة : الرشوة والجنس ؟

تلتقي الفتاة الفرنسية "ف.ك" بالضحية "ع" بعد اعتقال خطيبها بواسطة سماسرة الرشوة بالمحكمة الإبتدائية في طور ثاني من الإنغماس في جو الفساد التي دمر كل منطلقاتها الليبرالية، مما جعلها تعتقد أن الضحية يريد فقط ابتزازها (40 ألف درهم) وهي لا تعلم أن الرشوة والجنس ؟ هما من يفعلان فعلتهما فيما تتعرض له من ابتزاز، لقد أنفقت كل ما لديها من مال في الشوط الأول من ابتزاز السماسرة لها في "حصة قضاة تارودانت" (20 ألف درهم) على يد السمسار "عبد الله" صاحب الدراجة النارية الذي يجوب أزقة الأحياء الشعبية بحثا عن ضحية، لقد تحولت الضحية "ع" في نظرها إلى متهم بفعل الرشوة والجنس ؟ فإلى جانب السماسرة المغاربة دخلت فرنسية وزوجها المغربي في الخط الأسود لطمأنتها على أن ما تقوم به من أجل خطيبها شيء عادي ومشروع مما ركز لديها التحول الأخلاقي، التحول من المنطلقات التربوية المبنية لديها على الصراحة والوضوح والتشبث بالقانون والشرعية القانونية إلى الغوص في عالم الفساد بعد فقدانها سندها في الحياة خطيبها "م" الذي استطاعت تحويله عن الأفكار الرجعية إلى طريف الديمقراطية البورجوازية وحقوق الإنسان، وأصبحت بين دوامة الفكر الغيبي الإنتظاري الذي تعيشه أسرة خطيبها وبشاعة أخلاق سماسرة الرشوة والجنس ؟ وقد زاد تركيز غزو الفكر الرجعي لها سلوك قضاة تارودانت الذين يقدمون لها خدماتهم على أساس فعل المستحيل من أجل ذلك ولو بتجاوز الضوابط القانونية مما يؤكد لديها مفهوم فساد القضاء وفساد المجتمع.

ظلت تعيش قبل اتصالها بالمنظمة الفرنسية بين حنينها لخطيبها المسلوب منها عن طريق القضاء وبين طلبات سماسرة الرشوة والجنس ؟ الذين استطاعوا تحويل الضحية "ع" إلى متهم بالرشوة في نظرها وبين عجز أسرة خطيبها عن متابعة النضال من أجل حرية ابنها، فهي تخاف عن تحويل خطيبها عن المباديء التي أسستها معه طيلة سنة وأربعة أشهر إلى مجرم حقيقي بعد مغادرته السجن، وهي ترى أن كل ما بنته بدأ يتهدم بشكل ممنهج في مجتمع ينخره الفساد تحول فيه المدرسة العمومية أطفال الطبقات الشعبية إلى مجرمين، فمجمل ما قدمته لخطيبها من تكوين نظري حول الديمقرطية وحقوق الإنسان طيلة الأشهر التي جمعتهما لم تقدمه له سنوات التعليم الإبتدائي الإعدادي التي قضاها بالمدرسة العمومية، وهو اليوم بالسجن الذي قد يعرضه لغسل الدماغ وتحويله عن المنحى الديمقراطي الحقوقي إلى المنحى الإجرامي هذا التخوف الذي سكنها منذ دخول خطيبها إلى السجن، جعلها تسقط في الإستسلام للرشوة والجنس ؟ من أجل إطلاق سراحه بأي ثمن ولو على حساب مبادئها.



#المهدي_السكتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 7
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 6
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 5
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 4
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 3
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 2
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟
- رسالة مفتوحة إلى المجلي الأعلى للحسابات بالرباط بالمغرب
- إنجاز معبر على وادي زاكموزن بين حي تكركوت وإمزيزوي بلدية تال ...
- الأوراش الجماعية وسيلة مدبرة لنهب المال العام
- بناء الشطر الثالث لمقر بلدية تالوين وسيلة لنهب المال العام


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المهدي السكتاني - تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء8