أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المهدي السكتاني - تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 3














المزيد.....

تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 3


المهدي السكتاني

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 10:30
المحور: حقوق الانسان
    


"سقطت البقرة، الكل يجهز خنجره"، مثل سائد دون دلالة عميقة، كان الشاب "م.ل" يعيش في إحدى مدن الغرب المغربي بعد أن غادر تارودانت بحثا عن عمل، واستطاع إيجاد عمل محترم في أحد مقاهي المدينة يضمن له العيش الكريم بعيدا عن الأحياء الشعبية لتارودانت المليئة ب"الجريمة" ... يوميا تستقبل النيابة العامة بالمحكمة الإبتدائية بالمدينة أفواجا من الشباب مقيدي الأيدي بالأصداف البوليسية أو الدركية، هؤلاء الشباب الذين غالبا ما يكونون قد غادروا المدرسة في سن مبكرة نتيجة "الهذر المدرسي" ليسقطوا في "الإنحراف" الذي يمتهنونه : الدعارة، المخدرات، ماء الحياة ... "الجريمة" وبالتالي السجن الفلاحي بتارودانت، جل الأسر بالأحياء الشعبية بالمدينة لديها أو مر لديها نزيل بهذا السجن أو يكون أحد أبنائها مرشح لذلك، لقد أصبح السجن بالنسبة لأبناء الطبقات الشعبية بتارودانت جزء من المغامرات التي تنتظر كل من غادر المدرسة مبكرا ... وهنا تبدأ مغادرات الأسرة ككل بعد الإحتكاك بالشرطة أو الدرك وصولا إلى النيابة العامة والمحاكمات : الرشوة والجنس ؟

الكل بمحكمة تارودانت يشترى : لكل قيمة "رشوة" ما يقابلها من أشهر السجن الفلاحي، ويبدأ عمل السماسرة الذين ينطلقون إلى منازل "الضحايا" و"المتهمين" الذين غالبا ما يكونون معوزين و"التهم" دنيئة ... "عبد الله" أحد سماسرة الحكمة المعروفين يدخل في قضية "م.ل" خطيب الفرنسية "ف.ك" وهو رجل يتقن اللعب باللسان والمال، تحكي السيدة الفرنسية أن كل جيوب ملابسه مليئة بالأوراق المالية من فئة 200 درهم ؟ وهو يجري على دراجته النارية التي تمكنه من ولوج الأحياء الشعبية بسرعة، ويبدأ ابتزاز الأسرة ومعها الفرنسية (20 ألف درهم) التي قدمت حصتها قسرا دون معرفة ما يجري حيث لا تفهم العربية ... ومن جانب آخر يطرح مشكل "الضحية" حيث تخبرهم النيابة العامة أنه لابد من تنازله عن حقوقه المدنية حتى يمكن مراعاة ظروف التخفيف وتفعل "الرشوة" فعلتها، ويبدأ الشوط الثاني من ابتزاز الأسرة والفرنسية التي تقول في رسالتها إلى إحدى المنظمات الفرنسية : " أظن أنه يفعل ذلك من أجل المال ! للأسف ليس لدي أي مبلغ من المال، دون اقتصاد، وأبويه من الطبقة المتوسطة بالمغرب ! ليست هناك وسيلة لإيجاد هذا المبلغ ! القضاة كذلك يطلبون الدراهم !!! (20 ألف درهم حسب تصريحها)."

لقد أصبحت الفرنسية في معمعان "الرشوة والجنس ؟"، دون إرادتها إنما مرغمة نتيجة تعلقها بخطيبها الذي لا تريد أن تفارقه بعد بنائهما علاقة حميمية، ويحول السجن الفلاحي بتارودانت بينها وبينه وهي تحاول زيارته على الأقل "قد حاول أحد النواب بالنيابة العامة التوسط لها لزيارته بالسجن؟"، إلا أن مدير السجن يرفض ذلك خوفا من تورطه ... لقد حضرت الفرنسية وأخت خطيبها في ذلك الصباح إلى باب المحكمة ينتظرون المسمى "هشام" وهو شاب له علاقة ب"قاضي القضاة" كما يسمي "نائب الوكيل"، وحتى انتحال الشخصيات يتم في مثل هذه المواقف حيث تقول الفرنسية أنها تنتظر دخول "قاضي القضاة" الذي سيعطيها ترخيصا لزيارة خطيبها بالسجن ؟ يخرج "هشام" من المحكمة يعد أن اتصلت به أخت خطيب الفرنسية ليلتقي مع "قاضي القضاة" بباب المحكمة بالضبط لكن نظرا لطاريء جديد، يمر الشاب "هشام" دون أن ينبس ببنت شفة، تستغرب الفرنسية هذا الموقف غير المنتظر ولم تستطع منع دموعها المنهمرة خجلا من هذا الموقف، "قاضي القضاة" رغم أنه وقف أمامها يتحدث مع أحد الأشخاص بباب المحكمة لم يلتفت إليها وهو يعرف أنها تنتظره والشاب كذلك قد مر متجاهلا إلياها، غريب أمر هؤلاء الذين يستغلون نفوذهم بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت ويتلاعبون بمصير الناس ؟

إلتحقت الفرنسية بالشاب "هشام" ودموعها تنهمر، خاطبته أخت خطيبها لماذا تركتنا هكذا ومررت أمامنا دون الحديث ؟ ورد قائلا : أتركوني، لقد ذهبت إلى المصبنة بسرعة (أياما قليلة قبل عيد الأضحى) وجئت الآن ولم أتناول حتى الفطور، هيا إلى مقهى"التينيس" أين هي أحتك تلك (...)، يجلسون بالمقهى لحظة وتأتيه مكالمة هاتفية وبعد رجوعه قال لهما : إذهبا الآن إلى السجن وقولا للحارس أنكما من طرف "و"/قاضي القضاة ليسمح لكم بالدخول.

لم تستسغ الفرنسية هذا الموقف، لتطرح الكثير من الساؤلات حول العديد من المواقف التي لم تفهمها إلا بعد دخولها في علاقة مع مجموعة من المناضلين الذين اتصلت بهم المنظمة الفرنسية التي استغاثت بها الفرنسية، لم تعرف أن ما يقوم به "قاضي القضاة" إنما هو خرق للقانون واستغلال للنفوذ من أجل "الرشوة والجنس" ؟ إلا بعد منعها من الدخول إلى السجن إلى حين عقد زواجها بخطيبها، ليطرح أمامها استكمال ترتيبات الزواج التي تتطلب إجراء فحص طبي لخطيبها القابع بالسجن الفلاحي بتارودانت، وهناك تبدأ قصة أخرى مع مؤسسة أخرى معروفة بتزوير "الشواهد الطبية" التي يتم استعمالها في ملفات الضرب والجرح حتى تكون قيمة "الرشوة" مهمة في هذه الملفات ؟



#المهدي_السكتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 2
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟
- رسالة مفتوحة إلى المجلي الأعلى للحسابات بالرباط بالمغرب
- إنجاز معبر على وادي زاكموزن بين حي تكركوت وإمزيزوي بلدية تال ...
- الأوراش الجماعية وسيلة مدبرة لنهب المال العام
- بناء الشطر الثالث لمقر بلدية تالوين وسيلة لنهب المال العام


المزيد.....




- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المهدي السكتاني - تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 3