أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أديب طالب - الأسد والشعيبي الغامض -البنّاء-














المزيد.....

الأسد والشعيبي الغامض -البنّاء-


أديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1226 - 2005 / 6 / 12 - 08:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في صباح السادس من حزيران 2005، وبعد خطاب الرئيس الشاب في المؤتمر العاشر لحزب البعث، وفي تعليق مباشر "للحرة" سألت المحطة الأمريكية الإعلامي السوري الأستاذ الدكتور الباحث الاستراتيجي الكاتب التكتيكي عماد الدين فوزي الشعيبي المحترم – أرجو معذرة القارئ عن الإطالة في الصفات فأنا خائف إذا ما قصرت في أوصاف وألقاب الاحترام، أن يقيم الأستاذ الجامعي علي دعوى قدح وذم وشتم وانتهاك كرامات قد تكلفني عدة ملايين من الليرات كالتي رفعها على أخصائي الإعلام السوري الحكم البابا، في الوقت الذي لو جمعت ما في جيوب أهل حارتنا وحارة الحكم لما تجاوز العدة آلاف من الليرات – سألت الأمريكية الشعيبي عن الخطاب فقال: "إن أهم ميزاته هو الغموض البناء" وأكررها أنا وليس هو الغموض البناء!!. لم أفهم شيئاً رغم ذكائي الخارق، رغم إصغائي الشديد لحدث مهم جداً... الرئيس يخطب، حزب البعث يسمع ويأتمر، الشعيبي يعلق، المحطة الأمريكية تغطي الموضوع وكله طازج وعلى الأثير مباشرة.
رجعت إلى مختصر في علم اللغة، اسمه مختار الصحاح للرازي، قال: غ م ض – (الغامض) من الكلام ضد الواضح وبابه سَهٌلَ يقال أغمضْ لي فيما بعتني أي زدني منه لرداءته أو حُطَّ عني من ثمنه. ب ن ي – (بنى) بيتاً وابتنى داراً والبنيان الحائط، انتهى كلام مختار الصحاح. رجعت إلى الصحاح علّني أزداد علماً وفهماً في ما قاله الشعيبي الشارح في المناسبة الباهرة على الحرة الساحرة، لكني زدت جهلاً وقلة فهم، رددت للمرة العاشرة الغموض البناء.

سألت نفسي كيف يكون خطاب رئيس البلاد والعباد للحزب "القائد للدولة والمجتمع" وفي أخطر مؤتمر للبعث، وفي أحلك ظرف تمر به السلطة السورية بعد فقدانها لدورها الإقليمي والشعبي. كيف يكون خطاب الرئيس الشاب "غامضاً بناءً"؟!.. غامضاً لوحدها قد تقبل التأويل، فقد تغمض لغة الرؤساء بهدف التعمية على الأعداء... وبناءً لوحدها قد تقبل التأويل... فالشعيبي بوق إعلامي للسلطة السورية المستبدة وعليه المديح، أما "غامضاً بناءً" في آن واحد فشيء لم أفهمه ولن أفهمه!... ومعي في الموقف ملايين لا أعرفها يرون ويسمعون المحطة الأمريكية.

قال الخبير الأمريكي ساتلوف*: إن السياسة الأمريكية حول سوريا تعتمد على اللااستقرار البناء، أي بفصيح العبارة أن الأمريكان سيسعون إلى اللا استقرار في سورية ليتمكنوا من بناء مصالحهم وتحقيق أهدافهم. رغم ركاكة التعبير – اللا استقرار البناء– إلا أنه مفهوم وواضح، والأمريكان دائماً واضحون، وأرجو أن يكونوا مفهومين، من شعبنا ونخبنا، أما الجاهل والمغرور والمتسلط والغني عن العالم وشعبه لن يكون من الفاهمين، ولن يحشر مع العالِمين بالسياسة الأمريكية. الإعلامي الغامض البناء ربما يجر نفسه وبلاده وحزبه ومؤتمره إلى الهاوية، بغموضه البناء وغروره وصلفه وجهله النقي من ذرة واحدة في علم السياسة.

كل ما أرجوه، أن لا تعرف وسائل الإعلام الأمريكية، بما جرى على "الحرة" صباح السادس من حزيران 2005، لأن أحلامنا ستزداد ظلاماً، وكوابيسنا ستزداد قسوة. لغة الإعلامي الغامض البناء لغة لا يفهمها غير عدد من المنافقين حوله، لغة لا يفهمها الشعب السوري، ويرى فيها الأمريكان معميات وألغاز، وتلاعباً سحرياً بالألفاظ، لا يحترمه أحد ولا يتحاور معه أحد. أرجو أن لا تنفجر الحواسيب الأمريكية في وجهنا عندما تسمع التعبير الخالد للإعلامي السوري "الغامض البناء".



*روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.



#أديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكماء التغيير باللسان بين الأمير والوزير
- الدكتور بركات والسيد الصحاف
- اعتصام المسنين
- المعارضة السورية إلى أين؟
- المرأة بين مخالب الطغاة وأنياب السلفيين
- لصوصُ الإعمَارِ والأعْمَار:
- علي ناصر غليج
- الفرح في اليوم الثاني والأول
- تسونامي... بين الوهابيين، القوميين، المتوهمين تسونامي... بين ...
- هكذا تستقسم الأمور
- المقتدى الخاسر والكتبة الخاطئون....
- الخلافة المستحيلة
- أوكرانيا والحزب الشيوعي السوري ونابشوا القمامة


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أديب طالب - الأسد والشعيبي الغامض -البنّاء-