أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أديب طالب - لصوصُ الإعمَارِ والأعْمَار:














المزيد.....

لصوصُ الإعمَارِ والأعْمَار:


أديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1117 - 2005 / 2 / 22 - 10:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لصوص الإعمار:
سرقوه حياً، سرقوه وهو يحيي قلب بيروت وأطراف لبنان، سمحوا له بالإعمار شرط أن يملؤوا جيوبهم وبنوكهم.
كان يعنيهم أن يبقى قلب بيروت ميتاً وأن يبقى لبنان خرائب عفنة مظلمة فهم خفافيش الظلام وطيورالجثث والفطيسة. أما إذا دُفِعَ لهم نقداً خُوّةً فليفعل الحريري بقلب بيروت العمراني ما يشاء، وليشربوا قهوتهم في الـ"تاون سنتر" بثقة "العراب" الممتلىء قدرةً وسطوةً وغراماً بالمال والجريمة.
جراؤهم، أذنابهم، حثالتهم؛ كرهوا نهر الخير الحريري، ساءهم توزيع الزكاة سمناً وزيتاً وما يقيم أوَدَ الفقراء وسييئي الحظ، وضحايا الحروب. فقد تعلموا أن يأخذوا المال ولا يعطوه- كانت إشارة أستاذنا غسان تويني حول الزكاة والزيت شديدة البراعة- فليسامحني من هذه السرقة البيضاء. ساءهم نهرالعلم الحريري، وآلاف الجامعيين الحريريين، ومئات الأساتذة، وعشرات العلماء الذين ما كانوا لو ما كان الحريري؛ ولأن لبنان يبنيه العلم فهم مع الجهل ومع الخراب.
هم وأذنابهم رأوا فيه بنكاً مباحاً للسرقة، أما أهل بيروت وصيدا وكثير من أرض لبنان؛ فرأوا فيه نبع خير وحب وحنان، ومدارس، وجامعات، ومشافي، وعيادات، وكنائس، وجوامع كان درتها جامع محمد الأمين حيث يرقد الشهيد تحت جبل من الورد يسقيه نهر من الدموع.
عندما تحدث المطران جورج خضر عن تبرع الحريري للكنائس لم أستطع أن أحبس نفسي عن البكاء.
عندما اختلطت أجراس الكنائس بقرآن المآذن لم أستطع أن أمسك نفسي عن البكاء.
عندما بكت امرأة في الثمانين، وطفلة في الثامنة، ومراهق في الثامنة عشرة؛ لم أستطع أن أمسك نفسي عن البكاء.....
لصوص الأعمار:
لم يكتف الشهيد بالإعمار والعلم والخير، ولو اكتفى؛ لكفوا أيديهم عنه، وما قتلوه. فالإعمار والعلم والخير شيء؛ والسياسة والسلطة شيء آخر. قال عمر كرامي:" فليقولوا ما يشاؤون أما الأمن فلا".
الأمن في بلاد الإستبداد هو السلطة والسلطة الوحيدة، ولا يحمي السلطة الوحيدة غير قتل الآخرين أفراداً كانوا، جماعاتٍ كانوا، شعوباً كانوا، أطفالاً... نساءً كانوا، القتل هو الحماية؛ القتل أساس البقاء.
كان رحمه الله يعرف كل هذا. وبحكمة وشجاعة عاليَتَين دخل نهر السياسة في لبنان وتعاون حتى مع الشيطان لتحقيق الهدف الأرقى والأكثر حضارة والأكثر حاجةً، والأكثر ضرورة؛ "إعمار السياسة في لبنان". وظنَّ أنه مؤهل بالكامل فيداه لم تلوثا بالدماء، وليس على ملابسه غير عطر الخير. وليس في نيَّتِه العداء أو الإعتداء أو الإستعداء على أي لبناني. أرادها سياسة معتدلة نظيفة إصلاحية وسطية تنفذ الطائف وتوصل إلى السيادة وإلى التفاهم والحب مع الجارة الحبيبة.
سبح في نهر السياسة اللبنانية والإقليمية والعالمية ببراعة نادرة، نهر السياسة هو نهر الحياة لا يقفُ ولا يجفُّ إلا إذا نفخ إسرافيل. تابع السباحة؛ ازداد خبرة وكفاءة وتأهيلاً، وَضُحَ الهدف: "السيادة"، "الحرية"، "الحرب على الفساد"، "حماية الديمقراطية اللبنانية" هذه الجوهرة النادرة في صحراء الإستبداد العربي.
" اتسعت الرؤية وضاقت العبارة" عندما اكتشف أنَّ قلب بيروت السياسي في مرحلة الإحتضار؛ ولا بد من غرفة الإنعاش ضم قلب بيروت إلى صدره، فقتله لصوص الأعمار كما سرقوا أعمار غيره من قبل. كان خطّاً أحمرَ أن يبقى قلب بيروت السياسي سيداً حراً ومستقلاً. كان خطاً أحمرَ أن يبقى لبنان الديمقراطي ديموقراطياً وأن ينمو ويشعَّ ويؤثِّرَ. هل يكفي دمه لينقذ قلب بيروت السياسي من الموت، الشارع اللبناني يقول "نعم" ونقول نحن المسنون "لعل وعسى" فهم وأذنابهم قادرون،
قال لي صديقي المتفائل: "والشعب قادر كذلك......"
كاتب سوري
د.أديب طالب



#أديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي ناصر غليج
- الفرح في اليوم الثاني والأول
- تسونامي... بين الوهابيين، القوميين، المتوهمين تسونامي... بين ...
- هكذا تستقسم الأمور
- المقتدى الخاسر والكتبة الخاطئون....
- الخلافة المستحيلة
- أوكرانيا والحزب الشيوعي السوري ونابشوا القمامة


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أديب طالب - لصوصُ الإعمَارِ والأعْمَار: