أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - هل هناك لغة فلسفية؟















المزيد.....



هل هناك لغة فلسفية؟


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 23:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



اللغة وحدودها

إن السؤال: "هل هناك لغة فلسفية؟" مستوحى من مقال/حوار لجاك دريدا تحت عنوان:
(Y a-t-il une langue philosophique ?, Jacques Derrida, Paru dans Autrement Revue, n° 102 : «À-;- quoi pensent les philosophes?», -dir-igé parJ. Message, J. Roman et E. Tassin, Paris, novembre 1988.)
وتحيل كلمة langue (الفرنسية) إلى كلمات تنازعها المعنى الخاص بها مثل:
Langage, parole, dialecte, idiome
أورد جاك دريدا في بداية كتابه الذي يحمل العنوان التالي(*):
le monolinguisme de l’autre, ou la prothèse d’origine, Editions Galilée,1996) )
نصا قصيرا للكاتب المارتنيكي إدوارد غليسان(**) وردت فيه كلمة langue وlangage approprié ، فترجم المترجم الكلمة الأولى باللغة والثانية ب"التعبير الخاص".
ويدل هذا التردد على صعوبة الحسم (في اللغة العربية) في مسألة التمييز بين المصطلحات اللسانية، بالرغم من أن فردناند دو سوسير كان قد ميز "بوضوح" ما بين العديد من المصطلحات اللسانية وعلى رأسها: اللغة واللسان والكلام.(***)
لكن بالإضافة إلى أن لسان العرب لا يميز بين اللغة واللسان (فاللغة هي اللِّسن، أي أصوات يعبرُ بها كلُ قوم عن أغراضهم، واللسان هو الكلام وهو اللغة كما جاء في الآية "يتكلم بلسان قومه" وفي آية أخرى "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه")، فإن اللُّبس يسكن الحدود التي قد تبدو فاصلة بين هذه المصطلحات.
ولقد بين جاك دريدا صعوبة الإبقاء على التمييز بين هذه المصطلحات: لغة، لهجة، إديوم (سنترجم idiome مؤقتا بـ: مجموع الوسائل التعبيرية التي تستعملها جماعة بشرية ذات خصوصية تميزها عن جماعات أخرى)(****).
نقرأ في كتابه المذكور سابقا:
"سأغامر قبل البداية بتقديم افتراضين هما:
الافتراض الأول: لا نتكلم أبدا إلا لغة واحدة.
الافتراض الثاني: لا نتكلم أبدا لغة واحدة. (ص 21 من النص الفرنسي)
وبعد ذلك يدقق جاك دريدا هذين الافتراضين على النحو التالي:
الافتراض الأول: لا نتكلم أبدا إلا لغة واحدة أو بالأحرى إديوما واحدا.
الافتراض الثاني: لا نتكلم أبدا لغة واحدة أو بالأحرى لا وجود لإديوم خالص (ص 23)
ويعترض مُحاوَر دريدا المفترض في هذا الكتاب عليه بالقول:
" هل ما تقوله ممكن؟ تطلبُ مني أن أصدّقك بناء على ما تقوله فقط؟ ثم تضيف (كلمة) إديوم إلى (كلمة) لغة. هذه الإضافة تغير أمورا كثيرة. فاللغة ليست إديوما، والإديوم ليس لهجة؟
فيجيب دريدا:
"إنني لا أجهل ضرورة مختلف مستويات التمييز هذه. فمن الممكن أن تكون للسانيين والعلماء أسبابا وجيهة تجعلهم يتمسكون بها. أما أنا فلا أعتقد أنها مقبولة بكيفية دقيقة... وفي جميع الأحوال، وحتى وإن ظل ما أقوله هنا إشكاليا، فإنني أتبنى دوما ذلك الموقف الذي يجعل هذا التمييز معلقا، وذلك لأن الظواهر التي تهُمني هي بالضبط تلك التي تخلُق التباسا في الفوارق بين الحدود وتتجاوزُها.." (ص 24).

هل هناك لغة للفلسفة بامتياز؟

اقترح فرنسيس باكون إيجاد لغة عالمية تردّ الاعتبار للطبيعة كما تصفها علوم القرن السابع عشر. فاللغة الفلسفية الفعلية في نظره هي تلك اللغة الفلسفية التي تعكس الطبيعة فعليا، وبما أن اللغة الفلسفية الموجودة شُكِلت في غياب الدقة العلمية فيجب اختراع لغة فلسفية أخرى.
ولقد بدأ الحلم بلغة فلسفية مع طوماس مور (1516) واستمر مع ديكارت الذي كتب في رسالة شهيرة إلى الأب ميرسين (1629) ما يلي:
"لو أن أحدا نجح في تفسير الأفكار البسيطة التي توجد في خيال الناس والتي يتكوّن منها كلُ ما يفكرون فيه، ولو أن هذا الأمر توصل إليه الناسُ جميعا، سأجرؤ على أن آمل بعد ذلك بوجود لغة عالمية من السهل جدا تعلمُها ونطقُها وكتابتُها، والتي سوف تساعد (وهذا هو الأساسي) على الحُكم الصائب بحيث تقدم له جميع المعطيات مما يستحيل معه الوقوع في الخطأ (...) وأقول أن هذه اللغة ممكنة، وأن بإمكاننا إيجاد العلم المختص بها، وسيتمكن الفلاحون بواسطتها من الحكم على حقيقة الأشياء أفضل مما يفعله الفلاسفة اليوم".
وتطرق لهذا الإشكال الأسقفان الإنجليزيان Wilkins وGodwin وتطرق له أيضا التشيكي Comenius والفيلسوف الألماني Leibniz.
وعالج ليبنتز مشروع هذه اللغة العالمية الفلسفية في مؤلفه (مقالة في فن التحليل التوافقي Dissertation sur l’art combinatoire) وتخيلَ لغة تسمح بحل كل أنواع المشاكل القانونية والسياسية واللاهوتية نظرا لأنها ستكون خالية من الغموض وستكون متمتعةً بالوضوح.
وعلق جاك دريدا على هذه التجربة قائلا: "تكونُ الفلسفة منسجمة مع نفسها في اللغة المسماة طبيعية، ولم يكن من الممكن أبدا صَورنتُها كليةً بتحويلها إلى لغة اصطناعية، بالرغم من بعض المحاولات المثيرة للعاطفة في تاريخ الفلسفة".
تقول باربارا كاسان (من المركز الوطني للبحث العلمي والمديرة العلمية للمعجم الأوروبي للفلسفات، قاموس الكلمات غير القابلة للترجمة) حول اللغة الفلسفية:
"لقد أردنا التفكير في الفلسفة من خلال اللغات وملاحظة التغيرات التي ستحدثُ في طرقنا في التفلسف. أردتُ أن يحضر تعدد اللغات (...) في الفلسفة".
لكن هذا المشروع لا يمكن أن يتجاهل المواقف التي تم التعبير عنها بصدد اللغة الفلسفية وهيمنة اللغة الإنجليزية وتحديها لجميع اللغات. وفي هذا السياق تضيف باربارا كاسان:
"يواجهني عدوان لتحقيق هذا المشروع: الأول، هيمنة اللغة الإنجليزية الرسمية، لغة المجموعة الأوروبية والندوات العلمية، ورغم أنها فعّالة ولكنها لم تعد لغة تقريبا. والعدو الثاني هو التقليد الهايدغري حول اللغة الفلسفية (الواحدة والشاملة) الذي يحتلُ مكانة مسيطرة في تاريخ الفلسفة. فهايدجر يعتبر أن الفلسفة الغربية وُلدت في اللغة اليونانية أكثر مما ولدت في اليونان، وأن اللغة الألمانية هي اللغة الوحيدة التي تعثر من جديد على عمق اللغة اليونانية وإبداعها الفلسفي".
تنتقد باربارا كاسان موقف هايدغر من اللغة الفلسفية القائل بوجود تراتبية في اللغات. فاللغة اليونانية لغةٌ فلسفية في نظر هايدغر ليس بفضل المصطلحات الفلسفية التي ميزتها عن غيرها من اللغات، ولكن لأنها لغة تتفلسف كلغة، وهذه الخاصية لا تتوفر إلا في اللغة الألمانية في اعتقاده.
وتواجه باربارا كاسان موقف هايدغر بموقف اللساني الألماني Wilhelm von Humboldt (الذي يعرف بالفرنسية باسم: (Guillaume de Humboldt ( 1767- 1835) الذي يرى بأن "كل لغة تعبر عن المفهوم بطريقة مختلفة أي أن تعبير كل لغة عن المفهوم يتضمن اختلافا".
وتستنتج الباحثة استنتاجا له أهمية كبرى على مستوى معنى اللغة الفلسفية وعلى مستوى معنى الترجمة: "لقد لاحظنا مرارا وتكرارا (وهو ما أكده البحث والتجربة) أنه إذا استثنينا الأشياء المادية الخالصة، فإن أية كلمة في أية لغة لا تعادل تماما أية كلمة في أية لغة أخرى".

وإذا كان من الواضح أن مشروع اللغة الفلسفية العالمية المصطنعة هو مجرد يوطوبيا، وأنه لا وجود بالمرة لإسبرانتو (لغة اصطناعية أعدها في نهاية القرن 19 Ludwik Lejzer Zamenhof لتيسير التواصل بين الناس الذين يتكلمون لغات مختلفة، ونشر مشروعه سنة 1887، تحت عنوان "لغة دولية"، ووقعه باسم مستعار هو Doktoro Esperanto أي الطبيب الذي يأمل) فلسفي بالرغم من توفر عناصر مثل العقلانية والكونية وتأثير الرياضيات لأنه لا يمكن انتزاع الفلسفة من التعبير باللغة المحلية أو اللغة الأم، فإن فرضية وجود لغة لها امتياز على لغات أخرى تستحق المناقشة.
يقول هايدغر (في ما هي الميتافيزيقا):
"... اللغة اليونانية هي إلى جانب اللغة الألمانية أقوى اللغات، واللغة التي تعتبر لغة العقل أكثر من أية لغة أخرى...". وإذا كان قول هايدغر صحيحا فكيف نفسر أنه لم تتمكن أية لغة طبيعية من احتكار التعبير عن الفكر الفلسفي؟ فهيراقليطس وأفلاطون وأرسطو وغيرهم كتبوا باليونانية، ومونتيني وديكارت وغيرهم كتبوا بالفرنسية، وكانط ونيتشه وغيرهم كتبوا بالألمانية، وكيركجارد كتب بالدانمركية... ويمكن قول نفس الشيء عن فلاسفة آخرين كتبوا بلغاتهم.
لقد كانت اللغة الألمانية موضوعا للتمجيد والتنقيص من قيمتها.
فالفيلسوف فيخته يميز بين اللغة الحية واللغة المشتقة، ويعتبر اللغة الألمانية لغة حية. واللغة الحية "هي نسق مغلق حي في تطور مستمر بدون قطيعة مع الجذور القديمة". أما اللغة المشتقة "فهي التي تتأثر بلغة أجنبية، والتي أصابها الضعف والتشويه والتغير، وأصبحت نتيجة لذلك لغة ميتة لابتعادها عن تقاليدها وانفصالها عن جذورها التي تضخ فيها الحياة".
أما أدورنو فيحب اللغة الألمانية وينتقد نمطيتها، وعن هذا الموقف المزدوج من اللغة الألمانية يقول جاك دريدا: "أراد أدورنو الاستمرار في حب لغته الألمانية (...) ولكن بدون نزعة وطنية، بدون نرجسية جماعية لميتافيزيقا اللغة، وضد ميتافيزيقا اللغة الوطنية هذه ...".
لكن النقد اللاذع للغة الألمانية هو الذي عبر عنه نيتشه حين اعتبرها أقل شأنا من اللغات اللاتينية، لأن الألمان في نظر نيتشه شعب بربري خشن ومحروم من أي معنى للأسلوب. وما يعزز هذا الأمر هو تصريح نيتشه (ضد فاغنر) "أنه يفضل قراءة شوبنهاور في ترجمته الفرنسية". ويعلق (ماتيو كسلر) على هذه المسألة قائلا: "نعرف أن الترجمات الفرنسية للجمل الطويلة للفلاسفة الألمان يمكنها أن تقوم بتجزئتها إلى تعابير أكثر خفة وأقل تعقيدا وبالتالي فهي في الظاهر أقل إبهاما، وهو الأمر الذي كان يرضي نيتشه".
ويضيف ماتيو كسلر "أن نيتشه تأسف لكونه لا يتقن اللغة الفرنسية بما فيه الكفاية ليتمكن من التحرر من كتابة مؤلفاته بالألمانية التي هي لغة يتهمها بالافتقار للثقافة والأسلوب والصقل الدقيق...".
ومن جهة أخرى نجد أن سارتر يفضل لو تمكن من التعبير باللغة الإنجليزية. يقول سارتر: "حينما أتناول كلمة إنجليزية لها قيمة تحليلية، أي تلخص بداخلها عددا كبيرا جدا من الأشياء، أو حين آخذ بعين الاعتبار كون التركيب في اللغة الإنجليزية مبسّط جدا، أفكر أحيانا أنني كنت سأفضل التعبير باللغة الإنجليزية عن التعبير باللغة الفرنسية بسبب الصعوبة التي تواجهني في التعبير التركيبي باللغة الفرنسية لأنها في العمق لغة تحليلية".
(L’écrivain et sa langue, 1965, Entretien avec Pierre Verstrater, Positions IV, Gallimard, 1992)
لقد قطعت اللغة الإنجليزية أشواطا كبيرة في السيطرة والهيمنة على الصعيد العالمي منذ أن عبر سارتر عن إعجابه بها في منتصف الستينات. تقول ماريانا ياغيللو Mariana Yaguello عن وضعية اللغة الإنجليزية حاليا: "تخضع اللغة الإنجليزية اقل من الفرنسية للقواعد الأكاديمية، كما أن تنوعاتها المختلفة معترف بها ومقبولة، تتمتع بهالة الحداثة والشباب والحيوية، إنها لغة التسلية والمتع، تتمتع بدلالات غير مباشرة للتعاطي للعب كما تتمتع بالحظوة، كما أن بنيتها الداخلية تعتبر عاملا لصالحها، فهي لغة هجينة مرنة جدا... ويطلق حاليا على اللغة الإنجليزية عبارة "اللغة القاتلة" (التي تقتل لغات أخرىKiller language ).

اللغة الفلسفية من خلال الأسلوب الفلسفي

حسب أنطونيا سوليز، لا يمكن فصل الأسلوب الفلسفي عن المنهج الداخلي للكتابة، فالأسلوب ليس اختيارا بلاغيا، وهذا يعني أن الأسلوب يفرض استعمالا خاصا للمفاهيم وكل ذلك موجه من طرف المنهج الداخلي للكتابة. والكتابة الفلسفية تستعمل عدة مواد من بينها الاستعارة. والخطاب الفلسفي هو خطاب غير طاهر لأن الخطابات لا تختلف عن بعضها البعض اختلافا متطرفا، لأن الحدود بينها غير واضحة. وبناء على ذلك لا يمكن تحديد الخطاب الفلسفي، ومن الصعب أن نضع له أسسا فكل ما يتمي به الخطاب الفلسفي هو نشاط إشكالي. تقول أنطونيا سوليز: "الفيلسوف بالنسبة لي هو الذي يفتح دكانا صغيرا يبيع فيه أدوات الفكر... أرى فتجنشتين ودولوز وآخرين يبيعون أدوات الفكر... للسياسيين والفنانين الذين يصنعون منها أشياء عديدة".
ويقدم فريديريك كوسيتا نصوص ديكارت كنموذج لتلازم المنهج والأسلوب، فالتلازم بين النواة المذهبية وصيغة الكتابة عند ديكارت تظهر في استعماله للعرض الهندسي (في الاعتراضات الثانية في كتاب التأملات) وللحوار والحكي. ويؤكد أن الكتابة الفلسفية ليست محايدة، لكن لا يمكن تحويل الكتابة الفلسفية إلى أدب. فالخطاب الفلسفي لا يتكون من المكون الفلسفي فقطـ وبهذا المعنى فهو ليس طاهرا، ولكنه لا يرغب في خطابات أخرى مثل الخطاب التيولوجي والأدبي إلا عبر آلية التمفصل فيما بينها.
ويقدم باتريك لورو توضيحا للأسلوب الفلسفي انطلاقا من عملية "التغذية". فيمكن أن نتساءل: ماذا يأكل الفيلسوف؟ والجواب هو: الفيلسوف يأكل الثقافة والإدراك واللغة ويأكل نفسه والآخرين ثم ينتقل لمرحلة الهضم.
هل يمكن القول أن لكل فيلسوف أسلوبه الخاص؟ ألا يعني ذلك إضفاء نوع من الأدبية على ما هو فلسفي في الخطاب الفلسفي؟ ما العلاقة بين الأسلوب لفلسفي واللغة الفلسفية؟
أسلوب شوبنهاور:
يقول نيتشه أن أسلوب شوبنهاور يميل إلى قول ما هو عميق فقط، وقول ما هو مؤثر بدون بلاغة، أي قول ما هو علمي بدون تحذلق.
يعارض شوبنهاور أسلوب الفكر المثالي، يدين الكتابة المتصنعة والتي تستعمل جملا متداخلة فيما بينها، والتي تدور حول الفكرة وتخفيها. يقول شوبنهاور: "إن أول قاعدة لأسلوب جيد (...) هو امتلاك شيء يقال (...) ومع ذلك فعدم احترام هذه القاعدة هو خاصية أساسية للفلاسفة وبصفة عامة لكل الكتاب الذين يفكرون في ألمانيا وبالخصوص ابتداء من فيخته".
أسلوب روسو:
يتميز أسلوب روسو بالصرامة وقوة البلاغة إلى حد أن الكاتب فيه يتفوق على المفكر، كما يصعب تمييز الفيلسوف فيه عن الخطيب. وهو أسلوب نقدي جدلي يستعمل بنجاح كل موارد البلاغة الكلاسيكية. ولهذا السبب كان كانط يجبر نفسه على قراءة روسو مرتين حتى "لا يزعجه جمال العبارة" وحتى "يتملكَ فكرَ روسو بالعقل وحده".
أسلوب نيتشه:
يقوم أسلوب نيتشه على الكتابة الشَّذْرية، كتابة الشَّذَرات، الكتابة عن طريق الحِكم، الكتابة المختصرة والمكثفة. يقول نيتشه: "يكمن كبريائي في أن أقول في عشرة جمل ما يقوله آخر في مجلد، أو ما لا يستطيع آخر أن يقوله في أكثر من مجلد".
ويقول أليكسيس فيلونينكو Alexis Philonenko "يُعتبر هكذا تكلم زارادشت النص الوحيد من أعمال نيتشه الذي يخلو كليا من أي مصطلح عالِم. وهو ما يؤدي إلى الدفاع على أن الفيلسوف يمكنه أن يعرّف نفسَه بأسلوبه وليس بمصطلحاته" (Nietzsche le rire et le tragique, LGF, 1995). وينتقد نيتشه أسلوب أفلاطون ويعتبره "أحد الأوائل المنحطين أسلوبيا" كما يصفه بأنه "نصاب من الطراز العالي أو مثالي" (أفول الأصنام، 2/147). كما ينتقد الأسلوب الهيجلي ويرى أن الجملة الهيجلية صيغت على صورة النسق الهيجلي، ويرى أن "ما يميز الأسلوب الرديء هو لفّ نواة، وإعادة لفّها دائما وباستمرار حتى تكاد لا تظهر...". ويمكن تلخيص موقف نيتشه من الأسلوب في قولته التالية: "الكتابة الجيدة تعني في نفس الوقت الفكر الجيد" (المسافر وظله، 87).
وحسب جاك لورِيدَر Jacques Le Rider يمكن التمييز بين ثلاث لحظات لاستقبال نيتشه في اللغة الفرنسية وهي على الشكل التالي:
- مرحلة أولى من 1890 إلى بداية 1930 حيث اعتبر فكر نيتشه أدبيا بالأساس.
- مرحلة ثانية في نهاية 1930 حيث اعتبر نيتشه فيلسوفا لا عقلانيا ومخربا.
- مرحلة ثالثة ابتداء من 1960 أ, 1970 حيث تم الاعتراف بنيتشه كفيلسوف له منطلقه الخاص وله منهجه الجينيالوجي.
ويمكن الحديث عن تيارين كبيرين لترجمة نيتشه إلى الفرنسية (انسجاما مع اللحظات الثلاث لاستقباله):
- التيار الأول حاول إبراز البعد الأدبي في كتابات نيتشه (Henri Albert – Maurice Betz – Alexandre Vialatte). هؤلاء المترجمون عبروا بلغة بسيطة وأنيقة عن فكر نيتشه حتى ولو أدى بهم ذلك إلى التضحية بدقة النص الأصلي.
- التيار الثاني فضل التضحية بجمالية النص لصالح دقة المفاهيم.
أسلوب سارتر:
في آخر حواراته عبر سارتر عن التعارض الموجود ما بين البعد الجمالي والبعد التقني للخطاب. ويعرف الأسلوب بأنه "نوع خاص من استعمال اللغة وعنصر مكون للأدبية" وبذبك يكون الأسلوب هو استعمال اللغة بحيث تستطيع كل جملة أن تقول ثلاثة أو أربعة أشياء في جملة واحدة. ومن الواضح أن هذا التعريف يخص الأدب وليس الفلسفة. أي أن الفلسفة لا تتمتع بما يتمتع به الأدب في مسألة الأسلوب والسبب يعود حسب سارتر إلى أن "الأدب يستعمل التعبير التمثيلي عما يعبر عنه أكثر مما يتواصل، أما الفلسفة فتتواصل أكثر مما تستعمل التعبير التمثيلي عما تعبر عنه، وبالتالي فالفلسفة تخضع لمبدأ الأحادية والوضوح". ففي الفلسفة يتعلق الأمر بتفسير كل شيء، بتفكيك القول إلى الحد الأقصى، بحيث تقال الأشياء بالترتيب الواحدة تلوى الأخرى وليس دفعة واحدة كما هو الأمر في الأدب.
يرى سارتر أن كتاباته الفلسفية تقنية بسبب الغاية البرغماتية لتلك النصوص لأنها تستهدف التبليغ الفعّال للمعرفة نظرية وعملية.
يرى جيل دولوز أن مسألة الأسلوب مسألة صعبة. "فالأسلوب هو خاصية الذين لا أسلوب لهم". وما يميز الأسلوبيين الكبار مثل بالزاك Balzacوبيغي Péguy وسيلين Céline هو عدم الاحترام الحرفي لقواعد اللغة التي يستعملونها. فالأسلوب، يقول دولوز "يجعل اللغة تتمتم وتتلعثم".

إشكالات اللغة الفلسفية:

لا يمكن الحديث عن اللغة الفلسفية دون الحديث عن علاقتها بالشعر. ولكن الشعر المقصود هنا هو شعر الفلاسفة المفكر ن الأوائل الذين عاشوا ما قبل سقراط (469 ق.م/399 ق.م) مثل بارمنيدس (نهاية القرن السادس/أواسط القرن الخامس) وأمباذوقليدس (490 ق.م/430 ق.م) وهيراقليطس (535 ق.م/475 ق.م)... فالشعر حسب المعنى الاشتقاقي للكلمة اليونانية Poèsis يعني شكلا من أشكال الخلق. ولقد عمل أولائك المفكرون الأوائل على بلورة مفاهيم جديدة وقدموا أسئلة كبرى لا حدود لها.
حسب ميشيل ديغي Michel Deguy تبدأ الوثيقة الفلسفية في الغرب مع ما قبل السقراطيينـ أي تبدأ مع الشعر والشعري (قصيدة بارمنيدس، أقوال هيراقليطس. لذلك يمكن القول أن مصدر لغة الفلسفة والفلاسفة هو القصيدة بالمعنى الفلسفي اليوناني.
ترتبط اللغة الفلسفية بمسألة اللغة الأم أو اللغة المحلية، وبعلاقة هذه اللغة بلغات أخرى تاريخيا ولغويا وثقافيا (فاللاتينية أتت من اليونانية، والفرنسية أتت من اللاتينية... وهكذا...) كما ترتبط اللغة الفلسفية بمسألة اللغة المتخصصة (كما نجد ذلك في موقف بول ريكور) وترتبط في نفس الوقت باللغة اليومية كما نجد ذلك عند ليفناس الذي تستقي فلسفته مفرداتها من اليومي (مثل الوجه والصوت والنوم والقول والنشوة...).
وإذا كان ميشيل ديغي قد تساءل عن وجود كتابة عامة شاملة تتضمن كل أنواع الكتابات، تتضمن خصائص ومميزات الأطروحات والقضايا الفلسفية، والأفكار التيولوجية، والمبادئ الأساسية للحكايات الأسطورية، والقصائد الشعرية، فإن دومنيك مينغونو Dominique Maingueneau أثار مسألة اللغة الوسيطة أو اللغة البينية كلغة فلسفية والتي هي لغة اصطناعية مكونة من خصائص مشتركة لعدة لغات طبيعية وموجهة للتواصل العالمي.
فالفيلسوف يقيم بين التخوم والحدود. ويمكن تصور اللغة الوسيطة أو البينية في صيغة تعدد لغوي خارجي (العلاقة بلغات أخرى) أو في صيغة تعدد لغوي داخلي (التنوع داخل نفس اللغة). ففلاسفة القرن الثامن عشر كانوا يكتبون أحيانا باللاتينية وأحيانا بلغاتهم المحلية. فديكارت الفرنسي كتب باللاتينية، ومارك أوريل الروماني كتب باليونانية. فاختيار الفيلسوف الكتابة بلغة من اللغات هو اختيار فلسفي تقتضيه ضرورات الفلسفة. يقول دومنيك مينغونو: "في حالة ديكارت، لا يشكل قرار الكتابة بالفرنسية (كتابة خطاب في المنهج) اختيارا للغة المحلية الأم ضد اللغة اللاتينية. فمن منظور ديكارتي يمكن أن نقول أن ديكارت لا يكتب مؤلفاته لا باللاتينية ولا بالفرنسية، وإنما يكتبها داخل وضمن وفي عملية نحوية منهجية محددة للفكر، إضافة إلى ارتباط الفرنسية بالعقلانية...".
ويجب أن نميز بين اللغة الفلسفية موضوع المسائلة هنا، وأنواع التعبير الفلسفي التي تحددت معالمها عبر تاريخ الفلسفة وتراثها، والتي هي: المحاورة (الصيغة المفضلة عند أفلاطون)، والمقالة النقدية اللاذعة (la diatribe) والتي يمثلها مؤلف أبيقور "حوارات"، كما نجدها عند المدرسة الكلبية (مدرسة فلسفية يونانية أسسها أنتيستين، وأشهر روادها ديوجين دو سينوب، تميزت بقلب القيم السائدة وتعليم التواضع لأقوياء اليونان القديمة، فلاسفتها ماديون ومعادون للخضوع، اقترحوا ممارسة جديدة للفلسفة والحياة تتميز بالابتهاج والحكمة والحرية والاقتراب من الطبيعة) (ديوجين -413 ق.م/327 ق.م- وأنتيستين -444 ق.م/365 ق.م-)، والرسالة أو البحث ( le traité) وهي نوع من الكتابة الديداكتيكية تعرض بشكل ممنهج مضمون مذهب مكتمل (مثل الرسالة السياسية اللاهوتية لسبينوزا، الأبحاث المنطقية الفلسفية لفتجنشتين)، والخطاب (le discours) وهو أقل أهمية من الرسالة، ويكون حذرا ومتحفظا مقارنة بالرسالة أو البحث (مثل: خطاب في المنهج لديكارت، خطاب الميتافيزيقا لــليبنتز، خطاب حول أصل واسس التفاوت بين الناس لروسو)، الدراسة (l’essai) وهي أكثر تواضعا من الرسالة ومن الخطاب (مثل: Essai philosophique concernant l’entendement humain (John Locke), Essai sur l’origine des connaissances humaines (Condillac),Essai sur les données de la conscience (Bergson), Essai sur l’empirisme radical, (Wilam James).
الشذرات، وهي مقاطع حماسية مستقلة عن بعضها البعض (مثل ما نجد ذلك عند شوبنهاور (Aphorismes sur la sagesse dans la vie ) وكتابات نيتشه وخصوص في "هكذا تكلم زرادشت".
يرى باتريك لورو أن هناك ثلاثة أبعاد للغة الفلسفية وهي:
- الحفاظ على الغرابة. فالفيلسوف هو غريب، وإذا اختفت غرابته (غرابة السلوك والقول...) فسيُلْغى بعد من أبعاد اللغة الفلسفية
- حياد هذه الغرابة (غرابة محايدة)
- وجود أمل حيث يتحول الحياد إلى خصوبة.
ويصنف فريدريك كوسيتا تعامل الفلاسفة مع اللغة الفلسفية إلى ثلاثة أصناف:
- بعض الفلاسفة يتصرفون وكأن اللغة شيء شفاف ويحاولون تحييد الأبعاد الأسلوبية والبلاغية للحصول على لغة محايدة على أقصى الحدود.
- وفلاسفة آخرون يشتغلون على اللغة في كثافتها.
- وآخرون (مثل فتجنشتين وبرغسون) يشتغلون على هامش اللغة ويبينون أن التعبير عن الفكر الفلسفي لا يتم لا في شفافية اللغة ولا في الاشتغال على اللغة وإنما يتم في نوع من الإفراط في البحث عن معنى في ما وراء اللغة الشفافة أو اللغة التي تم الاشتغال عليها، وأن المعنى ينتج عن طريق نوع من العلاقة السلبية مع اللغة.

جاك دريدا واللغة الفلسفية

كيف "فكك" جاك دريدا مسألة اللغة الفلسفية؟
تطرق جاك دريدا لمسألة اللغة الفلسفية من زاوية علاقة الأدب بالفلسفة وانطلاقا من الاستعارة ومكانتها في الخطاب الفلسفي. يقول عن الاستعارة في الفلسفة: "لكي يستخرج المرء الاستعارة من الفلسفة يجب أن يكون جواهريا" (الميثولوجيا البيضاء/249).
تتحول اللغة الطبيعية إلى لغة فلسفية عبر الاستعارة. ويوظف دريدا مفهوم l’usure (التَّـلف، البِلَى، الضياع بسبب الاستعمال) عوض l’usage (الاستعمال).
ويستدعي دريدا كتابا بعنوان (Le songe de Poliphile)، {وهو كتاب شهير مجهول المؤلف، ويعود تاريخ تأليفه إلى سنة 1467 بإيطاليا، ويعتبر من الكتب المثيرة للحيرة في عهد النهضة (وموضوع الكتاب هو صراع الحب في حلم اليقظة)}، يستدعي دريدا هذا الكتاب ليتطرق لكيفية انتقال الكلمات من اللغة الطبيعية إلى اللغة الفلسفية. يستشهد دريدا بالفقرة التالية من الكتاب: "عندما يُعِدّ الميتافيزيقيون لغة، فإنهم يشبهون شاحذي آلات يضعون ميداليات وقطعا نقدية في آلة الشحذ (المِسن أو الرحى) بدل الخناجر والمقاصّ، وذلك لمحو ما بها من شعارات وتواريخ السّك ورسومات، وعندما يتقنون العمل وتختفي من قطعهم النقدية الزهيدة كل العلامات المميزة لها يقولون: هذه القطع لا تنتمي لمكان محدد، لقد استخرجناها من خارج المكان والمكان، والآن فهي لا تساوي ثمنا زهيدا، وإنما ثمنها لا يقدر، واستعمالها مطلق... وعبر هذه الصناعة انتقلت الكلمات من الفيزيقا إلى الميتافيزيقا، وفي أول وهلة لا نرى إلا ما فقدته تلك الكلمات، ولا نرى في التو ما ربحته".
ويعلق كونستانتان سالافاسترو Constantin Salavastru على موقف دريدا في هذا المجال قائلا: "إن نتائج تأملات دريدا تؤكد الحاجة إلى تأسيس بلاغة جديدة قابلة للتطبيق على الخطاب الفلسفي. وستستهدف هذه البلاغة الجديدة أساسا إقامة تصنيف للاستعارات الفلسفية، وجعلها قابلة للتعرف عليها داخل نسق ما، وانطلاقا من ذلك تقديم العناصر الأولى لتمفصل ووصف بلاغة فلسفية، أي نظرية مستقلة قادرة على الاهتمام وتحديد تغيرات وسلطة الإغراء التي يمارسها هذا النوع من الخطاب مقارنة بالخطابات الأخرى".
يُقر دريدا باختلاف كل النصوص عن بعضها البعض، وهو ما يمنع إخضاعها لنفس المقياس. أو بتعبير دريدا يجب ألا نقرأ جميع النصوص "بنفس العين". وينفي كونه ماثل النص الفلسفي بالنص الأدبي لأنهما مختلفان ولا يمكن اختزال أحدهما للآخر. لكنه يؤكد في نفس الوقت أن الحدود الفاصلة ما بين النوعين أكثر تعقيدا. كما لا يمكن التطرق لكل الأسئلة المتعلقة باللغة الفلسفية دون التساؤل عن "ما هي الفلسفة؟" و"ما هو الأدب؟". يقول دريدا: "إن تحليل الخطاب الفلسفي بتحليل شكله وأنماط تركيبه وبلاغته واستعاراته ولغته وتخيلاته أي تحليل كل ما يقاوم الترجمة... لا يُعَدّ اختزالا إلى الأدب، بل تظل مهمة التحليل هذه مهمة فلسفية إلى حد بعيد...".
وأكد دريدا أنه لا يتفق مع الخطابات التي تميل إلى اعتبار الفلسفة نوعا من الأدب (مثل خطابات نيتشه وفاليري) رغم دراسته لها. يقول دريدا: "إن الذين يتهمونني باختزال الفلسفة إلى الأدب أو اختال المنطق إلى البلاغة (هابرماس مثلا) قد تجنبوا بشكل واضح ومقصود قراءة نصوصي".
ومن جهة أخرى، يؤكد دريدا أن النمط البرهاني والفلسفة ذاتها ليسا غريبين عن الأدب. يقول دريدا: "كما أن هناك أبعاد أدبية وتخيلية في كل خطاب فلسفي (...) هناك أيضا قضايا فلسفية تعمل في كل نص يعرَّف بأنه أدبي (...) وهذا التوضيح المتعلق بالعلاقة ما بين الفلسفة والأدب ليس مشكلا صعبا أحاول معالجته كمشكل صعب فقط، ولكنه أيضا ما يتخذ في نصوصي صيغة كتابة، هذه الكتابة التي تحاول ألا تضحي لا بالانتباه للبرهنة والأطروحات، ولا بخاصية التخيل أو شعرية اللغة حتى لا تكون لا أدبية خالصة ولا فلسفية خالصة".
ويخلص دريدا إلى عدم وجود "كتابة فلسفية على وجه التحديد" أي أنه "لا وجود لكتابة فلسفية واحدة يكون صفاؤها دوما هو نفسه، وتكون في مأمن من كل عدوى".

محمد الهلالي
نونبر/ 2013
______________________________________________________
هوامش:

(*) ترجمه إلى العربية د. عمر مهيبل (الدار العربية للعلوم ناشرون، ومنشورات الاختلاف، الطبعة الأولى 2008) تحت عنوان: أحادية الآخر اللغوية، في الترميم الأصلي) {لنلاحظ أن مشكل الترجمة بدأ من العنوان ف "أو" تحولت في العربية إلى "في"}
(**) إدوارد غليسان، Edouard Glissant ، كاتب وشاعر ( من المارتنيك، 1928-2011)، وهو مؤسس عدة مفاهيم مثل: Antillanité Créolisation ، Tout-monde ،
(***) فردناند دو سوسير Ferdinand De Saussure (اللساني السويسري المؤسس للبنيوية في اللسانيات و صاحب الكتاب الهام "دروس في اللسانيات العامة" الذي أعده طلبته بعد وفاته للنشر: ( 1857-1913) يميز بين اللسان (الذي يختلف عن اللغة، وهو منتوج اجتماعي، يقوم على اتفاقات ضرورية، مكتسب، نشق من العلامات، وسيلة للتواصل، موضوع جد محدد، الجزء الاجتماعي من اللغة، يتميز بالانسجام، يوجد خارج الفرد، مثلا يحتفظ الأصم باللسان وهناك ألسن ميتة، يمكن مقارنته بأبجدية الصم والبكم وبالعلامات العسكرية...) واللغة (التي هي فيزيائية وفييولوجية ونفسية، تنتمي للمجال الفردي والاجتماعي، طبيعية، من الصعب استخراج وحدة منها، متعددة المكونات والأشكال، وهي مؤسسة اجتماعية...)
(****) مختلف القواميس تترجم كلمة إديوم بـ: التعبير واللهجة والأسلوب والمصطلح واللسان واللغة...

المراجع:


LA NOSTALGIE DU STYLE ? RÉ-;-FLEXIONS SUR L É-;-CRITURE PHILOSOPHIQUE DE JEAN-PAUL SARTRE Gilles Philippe Collège international de Philosophie | Rue Descartes 2005/1 - n° 47 pages 45 à 54
- ENTRE CONCEPT ET MÉ-;-TAPHORE : EXISTE-T-IL UNE É-;-CRITURE SPÉ-;-CIFIQUEMENT PHILOSOPHIQUE ? Alain Lhomme Collège international de Philosophie | Rue Descartes 2005/4 - n° 50 pages 58 à 72
- Marc Richir – « Langage et langue philosophique dans le devenir chez Hegel (Science de la logique) », Le transcendantal et la spéculatif dans l idéalisme allemand - J. Ch. Goddard - J. Vrin - Coll. Problèmes et Controverses - Paris - avril 1999 - pp. 173-189. Mis en ligne sur le site : http://www.laphenomenologierichirienne.org
- REVUE D HISTOIRE ET DE PHILOSOPHIE RELIGIEUSES, 1975, n°1 LA PHILOSOPHIE ET LA SPECIFICITE DU LANGAGE REL1G1EUX
- Monsieur É-;-douard des Places La langue philosophique de Platon -;- le vocabulaire de l être In: Comptes-rendus des séances de l Académie des In-script-ions et Belles-Lettres, 105e année, N. 1, 1961. pp. 88- 95.
- La langue philosophique de John Wilkins (1614-1672) : langage universel ou utopie linguistique ? Sandrine Sorlin Université de Montpellier 3 - Paul Valéry
- La langue universelle Marina Yaguello, source http://www.sciencesetavenir.com/hs_125
- LE LANGAGE DES PHILOSOPHES 8 novembre 2002. Extraits de l émission « Les vendredis de la philosophie » sur France Culture Collège international de Philosophie | Rue Descartes 2005/4 - n° 50 pages 120 à 125
- Recherches sur Diderot et sur l Encyclopédie 37 (2004) Cyclopaedia Jean-Claude Bourdin Alain SANDRIER, Le style philosophique du baron d’Holbach. Conditions et contraintes du prosélytisme athée en France dans la seconde moitié du XVIIIe siècle
- NIETZSCHE OU LA RELÈ-;-VE DE LA MÉ-;-TAPHYSIQUE : LANGAGE ET TRADUCTION PHILOSOPHIQUE
Mathieu Kessler P.U.F. | Revue philosophique de la France et de l étranger 2005/4 - Tome 130 pages 503 à 521
- Laboratoire italien 4 (2003) La foule en Italie (XIXe-XXe siècles) Barbara Cassin, Fosca Mariani Zini et Alain Pons
Philosopher en langue
- LA NOSTALGIE DU STYLE ? RÉ-;-FLEXIONS SUR L É-;-CRITURE PHILOSOPHIQUE DE JEAN-PAUL SARTRE Gilles Philippe Collège international de Philosophie | Rue Descartes 2005/1 - n° 47 pages 45 à 54
- Frédéric Cossutta Pour une analyse du discours philosophique In: Langages, 29e année, n°119, 1995. pp. 12-39.
- AVEC Michel Deguy Collège international de Philosophie | Rue Descartes 2005/4 - n° 50 pages 76 à 95
- CODE LANGAGIER ET SCÈ-;-NE D É-;-NONCIATION PHILOSOPHIQUE Dominique Maingueneau Collège international de Philosophie | Rue Descartes 2005/4 - n° 50 pages 22 à 33
- DISCOURS PHILOSOPHIQUE, DISCOURS LITTÉ-;-RAIRE : LE MÊ-;-ME ET L AUTRE ? Frédéric Cossutta Collège international de Philosophie | Rue Descartes 2005/4 - n° 50 pages 6 à 20
- Constantin Salavastru, Ph.D., Séminaire de Logique discursive, Théorie de l’argumentation et Rhétorique Département de Philosophie et Logique Université „Al.I.Cuza” – Iaş-;-i (Roumanie) E-mail: href="mailto:[email protected]" target="_blank" mailto:[email protected]<" class="aEml">class="aLink">mailto:[email protected]</a> E-mail: href="mailto:[email protected]" target="_blank" mailto:[email protected]" class="aEml">class="aLink">mailto:[email protected] Expressivité et dénotation dans le langage philosophique
- FOUCAULT ET COMPAGNIE Bruno Clément Collège international de Philosophie | Rue Descartes 2005/4 - n° 50
pages 47 à 57
- HORIZONS Bruno Clément Collège international de Philosophie | Rue Descartes 2005/4 - n° 50 pages 2 à 3
- La langue philosophique de John Wilkins (1614-1672) : langage universel ou utopie linguistique ? Sandrine Sorlin Université de Montpellier 3 - Paul Valéry
- LE LANGAGE DES PHILOSOPHES 8 novembre 2002. Extraits de l émission « Les vendredis de la philosophie » sur France Culture Collège international de Philosophie | Rue Descartes 2005/4 - n° 50 pages 120 à 125
- Frédéric Cossutta Présentation In: Langages, 29e année, n°119, 1995. pp. 5-11.
- WITTGENSTEIN & le langage, Roland FAVIER Les 22, 23 & 24 novembre 2010.
- Angèle Kremer Marietti Université de Picardie Jules Verne, Amiens, France Groupe d’É-;-tudes et de Recherches É-;-pistémologiques, Paris La Maison d’Auguste Comte, Paris, France Rhétorique et rythmique chez Nietzsche
- « Ce qui se conçoit bien s’énonce clairement » : la philosophie peut-elle avoir du style ? Maud Gouttefangeas, http://www.fabula.org/revue/document3851.php, page consultée le 27 septembre 2013.
- Gilles-Gaston Granger - Essai d’une philosophie du style (éd. Odile Jacob, 1988) (III)
- La nostalgie du style ? Réflexions sur l’écriture philosophique de Jean-Paul Sartre par Gilles Philippe
- [Journées d étude : "Langue allemande et tradition philosophique"] 15 novembre 2008 sous la responsabilité de Marcello Ruta
- Le style philosophique deleuze La barbe ne fait pas le philosophe... le style (par Deleuze), si ! Le Monde.fr | 29.01.2013
- Y a-t-il une langue philosophique[i]? Jacques Derrida Paru dans Autrement Revue, n° 102 : «À-;- quoi pensent les philosophes?», -dir-igé par J. Message, J. Roman et E. Tassin, Paris, novembre 1988.
- Rhétorique de Derrida, Christian Vandendorpe Littératures (McGill), no 19, hiver 1999, p. 169-193.
- Jacques Derrida, Marges de la philosophie, éditions de Minuit, 1972
- Jacques Derrida, Le monolinguisme de l’autre, éditions Galilée, 1996
- جاك دريدا، أحادية الآخر اللغويةن ترجمة عمر مهيبل، الدار العربية للعلوم ناشرين، 2008



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل توجد نساء فيلسوفات؟ (عناصر أولية)
- -الثورة الديمقراطية- أو كتابة تاريخ الوعي المغربي المعاصر
- التمثيل اليساري الديمقراطي الثوري للشعب
- الكائن الإخواني - الجزء الثالث والأخير
- الكائن الإخواني - الجزء الثاني
- الكائن الإخواني الجزء الأول
- الكائن الإخواني
- إصلاح التعليم أو الجحيم (المؤسسة التعليمية خط أحمر)
- نشيد المناضلين
- الشيخ إمام: إمام المثقفين
- سميح القاسم أسرار الشاعر وأشعاره
- المفهوم الفلسفي
- النظرية العلمية
- من الربيع العربي إلى الثورة
- الحُبُّ عِبَادَهْ
- يَا أَنْتِ
- قالت انتظر
- في البدء كانت النساء
- صرخة عشاق
- هَكَذا أَنْتِ الآنَ


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - هل هناك لغة فلسفية؟