أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد شبيطة - مسكة تستضيف الذاكرة














المزيد.....

مسكة تستضيف الذاكرة


أمجد شبيطة

الحوار المتمدن-العدد: 1224 - 2005 / 6 / 10 - 09:13
المحور: الادب والفن
    


"خرفنت"، زفرها البعض بعد شهيق عميق، وعلى أوتار تصفيقة متحسرة ليدين عاجزتين عن ثني العمة عن مشوارها وقد بلغت خريف العمر فاحدودب ظهرها وسقطت أسنانها ولم يظل من قواها العقلية الا "كفاف يومها".
"ع البلد" قالت بكل بساطة وهمت بالنهوض، قاصدة بلدتها التي هجرت منها لتتجاورا نصف قرن، وتتبادلا قصة حب عذري مكبوت، كيف لا وبين عينيهما بندقية؟!..
ديست المشاعر ومُنع الحب حتى أطلت الفانية بينهما الى القبر فما وجدت ما تخسره وهمت بالنهوض من نومتها التي استمرت أشهرا الى محبوبتها..
"ع البلد"..
أما لي، فهذا لن يحدث، لا في خريف العمر ولا على حافة القبر. أنا لا أملك من ذاك المخزون من الذكريات والحنين، أو كما يسميه العارفون: النوستالجيا.. لا أملك منه سوى حكايات المسنات، وهن الدؤوبات على تجنيح المخيلة لتهويل الأمور، فيمتد شاطئ البحر الى ما تحت السرير وتأخذ حبة البرتقال طعما آخر تعجز عنه الجنة الفردوس.
تعوزني القدرة على استعادة الملامح، على استيعاب الألم وحتى على تخيلي أفارق المكان الذي ولدت فيه لـ"أعود" وأقطن مكانا، لم أكن فيه، لكنه لي، ففيه ولد الآباء وهجروا منه..حتى هذا صعب، مع الاحترام لحق العودة!
هذا إذا ما تحدثنا عن الجانب الحسي العاطفي مجردا، ولكن الأمور تأخذ منحى أكثر تعقيدا ووضوحا في ذات الحين، فكلما تجاوز اللاجئون نفسية النكبة واللجوء والذكريات، تتعزز قدرتهم ومعهم شعبهم، على ترجمة تلك النوستالجيا الرومانطية الى خطاب سياسي واضح، يحمل في صلبه التمسك بحق العودة، وفق الشرعية الدولية وحسب ما تسمح به الظروف.
قد يطالب البعض بحق العودة، بعد فشل نموذج أوسلو (طيب النوايا الفلسطينية بلا شك) قائلا، بشيء من اليأس وكثير من المهاترة الناتجة عن غياب الأفق السياسي الواضح "إما أن نعود أو نولّعها، فعشرة عصافير على الشجرة ولا واحد على..نفس الشجرة!!".
وأما القراءة الواقعية، بنظري على الأقل، فتثبت عبر تجربة أوسلو وما تلاها من محاولات تفاوضية ان المشكلة لا تكمن "بمتر هنا أو ناصية هناك"، إنما بالفكر الصهيوني الاستعلائي القذر وفي صلبه لوثة "دولة اليهود" وهستيريا الديمغرافيا، وهكذا فإن شعبنا الفلسطيني والذي ظن لوهلة ان تحديه الأساسي، هو دمل جرح النكبة وإعادة اللاجئين الى الوطن، أصبح اليوم يتحمل مسؤولية تاريخية تجاه البشرية جمعاء ليواجه في حرب ضروس فكرا عنصريا من الدرجة الأولى ولا مجال للمصالحة معه مهما بلغت التنازلات.
لا مفر من المناهضة الفكرية والحضارية والاعلامية، للعقلية التي تبرر الاحتلال والتشريد والتعنت على هذا المتر دون ذاك.
ولكن، كيف نترجم هذا الحنين الى خطاب سياسي؟ كيف نرتقي بالرواية برنامج عمل؟!
أولا، بحفظ الحنين والرواية، لأنها غير قابلة للمساومة، لأنها الحقيقة التاريخية المطلقة، التي لن تجملها كل الاتفاقيات..
ومن أجل ذلك، تعالوا نضرب لنا موعدا مع الذاكرة، بعد غد السبت، بين أطلال قرية مسكة المهجرة، وبرفقة الكاتب سلمان ناطور، الذي رافق الشيخ مشقق الوجه ثلاثة عقود.
تعالوا وأطفالكم وإيانا، نعود الى الجذور، الى الصبح..
طبتم وطاب صباحكم..

*الكاتب ابن قرية مسكة المهجرة، ويعمل محررا في صحيفة الاتحاد الحيفاوية.



#أمجد_شبيطة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مسكة المهجرة..يمارسون حق العودة
- هنا كوبا
- نابلس، بين العصا والقصبة


المزيد.....




- سوريا.. -اعتذار- الممثل باسم ياخور عن تصريحات سياسية سابقة ي ...
- مجموعة شعرية جديدة
- البروفيسور كَبَا عمران: التراث الإسلامي العربي الأفريقي في خ ...
- بشير البكر: لماذا سوريا هي -البلاد التي لا تشبه الأحلام-؟ وم ...
- من يملك وجوه الممثلين؟ كيف يواجه نجوم هوليود خطر استنساخهم ب ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع المحافظات الدور الاول ...
- الأول له بعد 4 سنوات دون دعاية.. جاستن بيبر يفاجئ معجبيه بأل ...
- برقم الجلوس الآن.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ف ...
- “رابط شغال” نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس فقط كافة التخ ...
- استعلم برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد شبيطة - مسكة تستضيف الذاكرة