أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد صبحى منصور - الى المعارضة المصرية : استغلوا قوة الضعف لتواجهوا ضعف القوة















المزيد.....

الى المعارضة المصرية : استغلوا قوة الضعف لتواجهوا ضعف القوة


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1224 - 2005 / 6 / 10 - 13:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


1- ألله تعالى وحده هو القوى المتعال صاحب القوة المطلقة.
2- نحن البشر لا نعرف الا القوة النسبية، بمعنى اننى قوى بالنسبة لك لأنك أضعف منى، وفى نفس الوقت فأنا ضعيف أمام من هو أقوى منى. القوة النسبية أيضا صفة متنقلة مرحلية تراها فى طبيعة الانسان ، فالله تعالى يقول عن مراحل القوة والضعف فى حياة المخلوق البشرى :(" الله الذى خلقكم من ضعف، ثم جعل من بعد ضعف قوة ، ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ، يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ." الروم 54). يسرى هذا على الدول والأمم والحضارات كما يسرى على حياة الأفراد. ألقوة النسبية متعددة العناصر من القوة الجسمانية- للفرد- أو العسكرية – للدولة - الى القوة العقلية والنفسية – قوة للارادة وهى أعظم انواع القوة فعالية – الى أقل هذه العناصر شأنا وهى قوة المال . قوة المال وحدها منفردة تصبح أقوى عوامل الضعف والهلاك للغنى الذى لا يستطيع الدفاع عن ثروته أمام الطامعين. وفى نفس الوقت يفقد القوة النفسية بفعل الترف والانحلال فلا يملك الا أن يرهن ثروته لدى من يدافع عنه ليتوكأ عليه طلبا للبقاء. وانظر حولك لترى حال عربان البترول مع أمريكا كأبسط مثال لقوة الثروة حين تتحول الى نقطة ضعف.
لا نريد الاستطراد فى فلسفة القوة والضعف وأمثلتها التاريخية والقرآنية – وهو موضوع شائق وشائك – ولكن نريد الدخول سريعا ونحن نخاطب المعارضة المصرية الشريفة – الضعيفة نسبيا..
ان القوة النسبية تعنى الضعف النسبى، فاذا كان النظام الحاكم يتبجح بقوته مهددا المعارضة المصرية التى تبدو ضعيفة فان هذا النظام ذاته ضعيف أمام أمريكا واسرائيل والغرب والشرق وكل دول العالم المحترم. واذا كانت المعارضة المصرية تبدو ضعيفة فان بامكانها أن تستثمر ضعفها لتحوله الى قوة .. كيف ؟
ان الضعيف الذى يعرف كيف يسغل ضعفه ايجابيا يصبح قويا. الرجل يستطيع هزيمة المرأة بقوته لكنها تهزمه بالضربة القاضية بضعفها ودموعها فينهار أمامها سريعا وسعيدا. الرجل القوى يهتز شفقة وحنانا حين يسمع بكاء طفل . الطفل هو أقوى انسان فى هذا العالم لسبب بسيط أنه أضعف مخلوق بشرى. كلما كبر الطفل وازداد قوة واعتمادا على نفسه كلما فقد بنفس القدراهتمام الآخرين وسرعتهم فى العناية به. قد تسارع الى قتل حيوان مفترس أو آفة مؤذية ولكن لن يطاوعك قلبك أن تقتل وليد هذه الحيوانات وتلك الآفات ، بل لا يستطيع أن يقاوم رغبتك فى رؤيتها اعجابا وعطفا وحنانا. الانسان حين يمرض أو يبلغ من الكبر عتيا ويفقد شبابه وصحته يصبح قويا بضعفه يستأثر بعطف الناس واستعدادهم للدفاع عنه اذا تعرض لمكروه. حتى الظالم المتجبر اذا دارت عليه الأيام وفقد الجبروت وأصبح فى مستوى البشر العادى تجد من بين الناس من يرأف بضعفه وحاله قائلا : ارحموا عزيز قوم ذلّ ".- قالها بعض الناس تعليقا على صدام وصوره الشهيرة فى الزنزانة ، وربما سيقولونها عن مبارك قريبا ان شاء الله تعالى . واذا مات الحاكم الظالم ربما يترحمون عليه محاولين نسيان جرائمه قائلين : أذكروا محاسن موتاكم "
3- فى تاريخ العالم المعاصر استغل زعماء ضعاف مسالمون قوة الضعف فيهم فى التغلب على من هو أقوى منهم . حين كانت بريطانيا أقوى قوة فى العالم لا تغيب عن أملاكها الشمس استطاع المهاتما غاندى أن يهزمها بضعفه. كانت عناصر ضعفه أو قوته هى جسده النحيل العارى فى معظمه ونوله الذى يغزل به كساءه البالى وكيس الملح والعصا التى يتوكأ عليها والماعز الهزيلة الى جانبه، والاستعداد الدائم للجوع أو للاضراب على الطعام حتى الموت وهو قادر على أن يفعل ذلك بنفسه . هزم هذا الرجل العظيم أقوى امبراطورية فى العالم لانه خاطب فيها وفى العالم المتحضر أرفع ما خلق الله تعالى فى الانسان ؛الضمير أو القيم العليا من الرحمة والتعاطف والخير والشفقة والعدل . راهن غاندى على هذا الجانب الطيب المضىء داخل كل انسان وكسب وانتصر وحصل على استقلال الهند التى كانت جوهرة التاج البريطانى. حين أراد السلفيون المسلمون الهنود الانفصال عن الهند تأففا من مجاورة من يعبد البقر أعلن غاندى الاضراب على الطعام الى الموت حتى لا تنقسم حبيبته الهند الى أشلاء قابلة لمزيد من الانقسام ، فاضطر السلفيون الى تأجيل خطتهم ، وبعد اغتيال هذا الرجل النبيل سارعوا بالانفصال وتكوين باكستان – احدى الأخطاء الكبرى فى القرن العشرين .
عاش غاندى صدر شبابه فى جنوب أفريقيا ، وفيما بعد تأثر به المناضل مانديلا الذى هزم – وهوضعيف وحيد فى سجنه – الحكم الابيض العنصرى الجائر. عن طريق اولئك المناضلين المسالمين عرف العالم نوعا جديدا من النضال ؛ انه الاضراب عن الطعام الذى يلجأ له المظلوم فى سبيل قضية سامية أو حتى قضية شخصية.

4- تاريخنا المعاصر فى هذه القضية مسرحية فكاهية باكية . فى الصراع العربى الاسرائيلى أوالفلسطينى الاسرائيلى كانت ولا تزال الغلبة لاسرائيل التى تعيش العصر وتتكلم لغته. هى الأقوى بكل معايير القوة الفاعلة وليست القوة المفترضة. بالقوة الفاعلة هى الأقوى تسليحا والأكثر قدرة على استعمال التكنولوجيا العسكرية ، بل وفى حروبها كانت تحشد فى كل جبهة جنودا أكثر عدد ا و عتادا. علاوة على ان نظامها الديمقراطى يشعر الجندى بآدميته ويكفل له حقوقه مما يجعله مستعدا للدفاع عن دولة يشعر انه يملكها ويشارك فى حكمها. بالقوة المفترضة فاسرائيل هى الأقل عددا والعرب والمسلمون هم الأكثر عددا والأعظم ثراءا. فى الحرب الباردة بين العرب واسرائيل تغنى العرب بقوتهم الافتراضية وقدموا انفسهم للعالم بمنطق القوى العنيد بينما قدمت اسرائيل نفسها للعالم بمنطق الضعف فاكتسبت قوة الضعف واحتفظت لنفسها أيضا بقوة القوة. وكانت النتيجة مضحكة مبكية. المتبجح المغرور بقوته ينهار سريعا وسط شماتة العالم الذى صفق لاسرائيل الضعيفة المسالمة المهددة بالابادة الجماعية و التى كسرت العملاق الذى يريد القاءها فى البحر !!
لم تتعلم المقاومة الفلسطينية من الدرس. كانت فرصتها هائلة لو استغلت ضعفها ضد القوة الاسرائيلية. الا انها بكل جهالتها العربية بدأت بقتل الاطفال وخطف الطائرات وتعريض المدنيين المسافرين وغيرهم لخطر الموت تحت حجة مؤلمة هى لفت نظر العالم الى معاناة الفلسطينيين!! يعنى اقتل ابنك ايها الغربى لتهتم بمشكلتى وتدافع عنى. غباء حارت فى فهمه البشرية. فى نوفمبر 1987 كنت فى السجن متهما بالاجتهادلاصلاح المسلمين ، وكان من رفاقى فى الزنزانة شاب فلسطيتى من ( فتح). وحدثت الانتفاضة الفلسطينية الأولى وهللنا لها فى السجن، كان الفلسطينى يرقص فرحا مستعجلا تحول الانتفاضة من سلاح الحجارة الى الاسلحة النارية. وكنت أحلم بأن يرفع صبيان الانتفاضة اعلاما بيضاء وزهورا بيضاء واعلاما بيضاء تطلب الحرية والجلاء ، وهم يقفون فى صمت بليغ يخاطبون الضمير الاسرائيلى والضمير العالمى. لو استعملوا قوة الضعف هذه لانقذوا حياة الالاف من الجانبين ، ولكنه الغباء العربى العظيم !!.

5- أننى أؤكد فى هذا المقال على المعارضة المصرية ان تتوجه بضعفها لتخاطب به الضمير العالمى فى الخارج ، والضمير الوطنى لابناء القوات المسلحة والشرطة فى الداخل .
لا يزال الباب مفتوحا للتوبة امام قادة الأمن وضباطه الذين أجرموا فى حق مصر والمصريين . الا أن شرط التوبة هو الانضمام العلنى للمعارضة والاستقالة العلنية من جهاز الشرطة طالما يقف يعادى الشعب ويخدم اعداءه . نفس الحال مع الجيش الذى يقف ساكتا تاركا النظام الباغى يقهر الشعب . ان مهمة الجيش المقدسة ليست حكم الشعب وانما الدفاع عنه ضد أى اعتداء داخلى أو خارجى وتمكين الشعب من ان يحكم نفسه بنفسه طبقا للنظم الديمقراطية ، فاذا تقاعس الحكم وقادته عن اداء هذا الواجب الوطنى فلا بد من عزلهم ومحاكمتهم. اذا خان القائد الأعلى للقوات المسلحة ما أقسم عليه امام مجلس الشعب من حماية النظام الجمهورى فلا بد للجيش من عزله ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى. اذا تقاعس القائد العام للقوات المسلحة عن حماية مصر وصون كرامتها من اعتداء سافر يقع على خيرة ابنائها وزهرة فتياتها ونسائها فلابد من عزله ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى . اولئك القادة ليسوا سوى مجرد خدم لهذا البلد – مصر – فاذا تحولوا الى آلهة فقد خرجوا عن الاسلام، اذا تحولوا الى جبابرة يذلون مصر والمصريين فقد خانوا مصر.
والان جاء وقت تحديد المواقف: مع مصر أم مع المنتهكين لحرمتها الناهبين لثروتها المعتدين على شرف ابنائها وبناتها . لا بد من مخاطبة عائلات الضباط فى الجيش والشرطة بالتليفونات والانترنت وباللافتات والصورلتغطى كل الشوارع والميادين العامة وسائر وسائل الاتصالات لاشعارهم بالعارمما يفعله رب الأسرة ليدفعوا به الى التوبة والرجوع الى صفوف الشعب قبل فوات الأوان . ان واجب الشرطة هو خدمة الشعب وليس انتهاك اعراض الشعب وتعذيب افراد الشعب .
توجهوا أيضا الى الأغلبية الصامتة الساكتة لتشجعوهم على الانضمام اليكم فهم الكتلة الحرجة فى التغيير السياسى. أمامكم المساجد والكنائس والنوادى والمقاهى ودور السينما والمسارح ومحطات المترو ومواقف النقل العام وشتى وسائل المواصلات وأماكن التجمع . انها ساعة التحول الديمقراطى بالاحتجاج السلمى بديلا عن دعوى الجاهلية السلفية الدموية..
6- هذا عن استعمال قوة الضعف فيكم فماذا عن استغلال ضعف القوة فى الخصم المستأسد عليكم ؟
أن عدوكم ضعيف. انه محتاج للتأييد الدولى يعوض به عزلته فى الداخل، فلابد من حرمانه من التأييد الخارجى وتشديد الحصار عليه داخليا وخارجيا بمخاطبة الضمير العالمى والمجتمع الدولى خطابا مباشرا.
فى مخاطبة الضمير العالمى فى الخارج لا ينبغى الاكتفاء بالتظاهرفى الشوارع المصرية امام وكالات الأنباء العالمية وعقد المؤتمرات الصحفية فى القاهرة. بل لا بد من ارسال وفود لأوربا واليابان وأمريكا تضم ضحايا اعتداء يوم الاربعاء الاسود وفق برنامج حافل يتم اعداده سلفا ، وعلى اساسه يتم عقد الندوات والمؤتمرات فى عواصم العالم الحر لتزويده بالمسكوت عنه من مظالم ذلك النظام النازى . لابد للعالم أن يعرف بالبيانات والأدلة كل جرائم مبارك وعصابته من تهريب الثروة المصرية وانتهاك حقوق الانسان و تجويع المصريين واذلالهم وتعريضهم – عمدا - للأوبئة والامراض السرطانية . لا بد من مخاطبة العالم الغربى بلغة هذا العصر. لغة حقوق الانسان والكرامة الانسانية وفقا لما جاء فى المواثيق الدولية التى رفض مبارك تطبيقها. العنوا رئيس وزراء مبارك الذى اتهم المصريين بانهم لا يستحقون الديمقراطية وهم الذين عرفوا المجالس النيابية منذ ستينيات القرن التاسع عشر. قولوا للعالم ان مبارك احتكر القوة والثروة لنفسه وعصابته فلم يعد لدينا الا الاستجارة بالعالم الحر ليساعدنا سياسيا وسلميا فى نيل حريتنا. قولوا اذا نالت مصر حريتها وأصبحت دولة ديمقراطية عصرية فسيعم السلام الحقيقى فى الشرق الاوسط والعالم وسيزول التطرف والارهاب لانهما نتاج للاستبداد والفساد.
ان عدوكم ضعيف ،لأن كل ظالم هو ضعيف فى داخله ، تطارده فى نومه أشباح المظاليم وصيحات انتقامهم ، وهو يعيش فى رعب من الانتقام القادم عما قريب . والمثل الرائع الذى يؤرق ليلهم هو صدام حسين فى زنزانته ومعه أعمدة نظامه البائد .
ان قوة عدوكم كان ولا يزال يستمدها من سكوتكم وسكونكم وتواكلكم وكلمة " وأنا مالى !!"
الآن قد غيرتم ما بأنفسكم فاكتسبتم أعظم قوة : وهى قوة النفس والرغبة فى التضحية والفداء فى سبيل القيم العليا من العدل والديمقراطية وحرية الرأى والاعتقاد ، لقد استرجعتم القوة التى سلبها منكم العدو الظالم. فتمسكوا بهذه القوة ودعموها لتضيفوا الى قوة الضعف قوة القوة.

أن عدوكم ضعيف . وصل به ضعفه الى ان يعيش على حماية مباشرة من جزء من الجيش اسماه الأمن المركزى الذى يتكون من جنود جوعى بائسين . لقد ثاروا من قبل فى عهد مبارك بسبب انتهاك حقوقهم الانسانية والبشرية وسوء المعاملة. وهم - مهما تواروا خلف ملابسهم الرسمية واسلحتهم العسكرية – مجرد مصريين غلابة مقهورين يعرفون انهم سلاح يستخدمه الظالم لقهر مظلومين آخرين . تقربوا من اولئك المجندين الفلاحين المصريين الفقراء البسطاء واكسبوهم الى جانبكم ما استطعتم. بقليل من العناء تستطيعون استمالتهم فهم يعرفون بفطرتهم انكم أشراف مناضلون مسالمون، ويعرفون أن واجبهم الحقيقى هو حمايتكم وليس البطش بكم لكن يريدون ان تبدءوا انتم الخطوة الأولى فى استمالتهم. حتى ضباطهم هم أيضا مقهورون مستنزفون كارهون للمهمة الخسيسة التى يأمرهم بها المترفون المفسدون. ولعلى لا أبالغ اذا قلت ان كل واحد منهم يلعن مبارك ويفكر حانقا لماذا يعرض حياته للخطر ويلوث سمعته بالعار فى سبيل ان يصل هذا الجمال مبارك للحكم ، وبماذا يمتاز هذا المخلوق عن بقية المصريين حتى تقف مصر على حافة الهلاك فى سبيل أن يرث الحكم ؟ لا بد لكل منهم ان يسأل نفسه: هل كانت مصر عزبة خاصة بالسيد حسنى مبارك واسرته يتداولون حكمها وتوريثها ؟ ألم يقلها الفلاح المصرى أحمد عرابى فى وجه الخديوى توفيق منذ اكثر من قرن : " لقد خلقنا الله احرارا ولم يخلقنا تراثا ولا عقارا. والله الذى لا اله غيره لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم "!! هل يصح أن يأتى بعد قرن من الزمان من يعتبر مصر عزبة خاصة به ، ويعتبر المصريين مملوكات خاصة يورثها لولده من بعده ؟ وهل يصح أن يسفك المصريون دماء بعضهم البعض فى سبيل طاغية من هذه النوعية ؟. ان الضمير الوطنى لأى ضابط مصرى يأبى هذا . واذا تجاهل ضميره سيلاحقه العار والهلع والرعب من انتقام المظلومين والضحايا طيلة حياته . اكتبوا لهم هذا الكلام للتوعية أملا فى التوبة والهداية وابراء الذمة قبل فوات الأوان.
الشارع ملك لكم ولهم ، خاطبوا فيهم الضمير الانسانى والحس الوطنى والمعاناة اليومية التى يشترك فيها 99% من المصريين بما فيهم اولئك الجنود والضباط . اذا حدث عصيان بين جنود الأمن المركزى وضباطه انتهى الأمر بفرار المترفين المفسدين ، وهم قد رتبوا لهذا الفرار بالفعل ولكنها مسألة وقت ، وكلما مر وقت اضافى ازداد نهبهم للبلد. اذن السكوت فى مصلحتهم وليس فى صالحكم.
ثم ماذا عن العصيان المدنى والاضراب العام – السلمى – فى كل أجهزة الدولة ونقاباتها؟
الأسلحة السلمية كثيرة ومتوافرة وكلها يؤكد بعضها بعضا ويقوى بعضها بعضا ، ويؤكد للمجتمع الدولى استحقاقكم للحرية والديمقراطية عكس ما قاله رئيس وزراء مبارك الذى يراهن على خضوعكم وخنوعكم ويعتقد انه لا طريقة للتعامل معكم الا بالسحل والتعذيب والاذلال .أين ردكم على هذا المخلوق الذى شتمنا كلنا وسب مصر وتاريخها على ملأ العالم ثم يمر هذا دون عقاب ؟ من الذى يشوه سمعة مصر الآن ؟ النظام المغتصب للسلطة أم المناضلون الأحرار ؟
ردوا على ذلك " النظيف" باللافتات والشكاوى أمام النائب العام ليقوم بدوره الوطنى الحقيقى بدلا من خدمة النظام المنهار. أغرقوا مكتب النائب العام بشكاوى ضد كل من انتهك شرف مصر بدءا من مبارك الى وزير داخليته. ضعوا النائب العام - الذى أدخل الى السجن كثيرين من دعاة الاصلاح – فى موقف الاختيار بين الشعب والاستبداد . بذلك تكون امامه الفرصة الاخيرة للتوبة أو العناد. ويوم الحساب قادم عما قريب.
ثم ماذا عن المحاكم الدولية؟ لماذا تتقاعسون عن رفع شكاوى متلاحقة ضد مبارك وولده وزوجته وأعمدة نظامه فى محكمة العدل الدولية ؟. اننا مقدمون على عصر تختفى فيه لافتة " سيادة الدولة" التى تتستر خلفها نظم الحكم المستبدة وتقهر الشعوب باسم السيادة الوطنية. السيادة الوطنية الفعلية والشرعية انما تكون فقط للنظم الديمقراطية التى يحكم فيها الناس انفسهم ويكونون أسيادا فى بلادهم. أما ان يقهر شخص ما شعبا بأسره ويذل وطنا بأكمله ويرفض تدخل المجتمع الدولى للاصلاح بحجة ان هذا شأن داخلى وسيادة وطنية فهذا مرض عقلى آن الشفاء منه فقد أصبح من أساطير الأولين. لقد بدأ المجتمع الدولى محاكمة الحكام المستبدين من مجرمى الحرب الذين قهروا شعوبهم بعد ان ثارت عليهم شعوبهم وضحاياهم ، من جزار الصرب وسفاح الارجنتين الى صدام حسين. مصر مطالبة بتقديم الجديد فى هذا المجال؛ على المعارضة المصرية فى الداخل والخارج ان تعمل على محاكمة الرئيس مبارك الآن وهو فى سلطته لترسى مبدءا جديدا فى التطور الحضارى الانسانى فى هذا العصر ، عصر الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. لا بد للنضال المصرى فى الداخل والخارج من الضغط عالميا فى هذا الاتجاه ليدفع المجتمع الدولى – ممثلا فى محكمة العدل الدولية أو غيرها - الى التدخل باستدعاء اولئك الحكام الجناة على شعوبهم لمساءلتهم فيما تنسبه لهم شعوبهم والمنظمات الدولية من انتهاكات . انه الطريق السريع لتحرير الشعوب الضعيفة من اولئك الطغاة الصغار طالما لا توجد فى هذه النظم الاستبدادية ما يسمح بمساءلة الحكام باعتبارهم آلهة تعلو على النقد والحساب والمساءلة. دور مصر يفرض عليها أن تكون خلاقة ومبدعة ورائدة. هذا خير رد مصرى على الطغاة الذين يعتقدون ان المصريين لا يستحقون الديمقراطية..
نريد من حركتكم السلمية ان تعطى نموذجا جديدا فى العالم العربى فى التحول السلمى الديمقراطى بتأييد سياسى معنوى من المجتمع الدولى. نريد بديلا سلميا لانهاء عصر الطغاة، بديلا مختلفا عن حالة العراق وصدام حسين . مصر بمثقفيها وحركتها الوطنية مطالبة باعطاء هذا البديل السلمى الحضارى .
ان أعظم ما تملكون الآن هو قوة الضعف فاستثمروها جيدا فى كفاح سلمى هو لغة هذا العصر. ابتعدوا عن لغة السلفيين الانتحارية الدموية.
اكرمكم الله تعالى ونصركم على فرعون وهامان وجنودهما الظالمين -



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى المعارضة المصرية:لا بد من الاستعانة بالأجنبى لمنع الحرب ...
- اضطهاد الأقباط فى مصر بعد الفتح الإسلامى
- قلت لابنى سامح
- ليس دفاعا عن العفيف الأخضر بل دفاعا عن علمانية الاسلام
- الإسلام دين السلام
- مسجد لله يا مسلمين
- خسر الدنيا والآخرة ذلك الذى يفجر نفسه ليقتل الأبرياء
- كل هذا الهلع من التنصير
- بعدها .. هل يمكن أن يتوب علنا شيخ الأزهر ؟!!
- انفجار الأزهر الأخير: نرجو من الله تعالى أن يكون الأخير
- تمكين فهمى هويدى
- تفكيك فهمى هويدى
- من حق المرأة المؤهلة للامامة أن تؤم الذكورفى الصلاة
- ردا على سجن الدكتور أحمد البغدادى فى الكويت
- حتى ولد الزنا يلحق بأبيه فى تشريع الاسلام أدعوهم لآبائهم
- لا ناسخ ولا منسوخ فى القرآن الكريم
- اصلاح الدستور المصرى لا يكفى . لا بد من حكومة انتقالية لتوطي ...
- لا زلنا نعيش فى عصر الخليفةالعباسى الناصر لدين الله بسبب توا ...
- العملية الانتحارية الأخيرة فى اسرائيل ودلالاتها
- حد الردة .. المزعوم


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد صبحى منصور - الى المعارضة المصرية : استغلوا قوة الضعف لتواجهوا ضعف القوة