أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - إيمان عبدالمنعم زهران - الاستقراء الجدلى وبناء النسق الفكري للإنسان














المزيد.....

الاستقراء الجدلى وبناء النسق الفكري للإنسان


إيمان عبدالمنعم زهران

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 14:10
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


للوهلة الأولى من يقرأ العنوان يشعر بالتعقيد وعدم الاستيعاب لتنافر المصطلحات ؛ لكن بحقيقة الأمر التضاد يخلق التكامل بل والكمال المشروط بالرقى الفكرى والفعلى . لذا قبل طرح الفكرة وبيان المضمون حقا للقارئ بيان خريطة مفاهيم محورية للوقوف على معطيات الموضوع .
الإستقراء ؛ اول تلك المفاهيم والذى يعنى ببساطة دون أى تعقيدات فلسفية يعنى مطابقة المقدمات للواقع الفعلى . فالإستقراء بمجملة يمثل عملية فكرية غير خالصة لا يكتفى من خلالها العقل بذاتة بل يلجأ لأمور خارجية بناء على قواعد قياسية ملموسة كالملاحظة والتجربة . فيكون الانتقال من خلالة من الجزئيات النثرية للكليات المعرفية الكاملة فى إطار أشبة بالحركة التصاعدية .
عند إقتران مفهوم الإستقراء بالمنطق الجدلى ؛ نجد أنة ينبع من فكرة متابعة الأراء التى وردت حول موضوع بحثى معين ؛ واستنتاج كافة النتائج التى قد يؤدى إليها كل رأى طرح ؛ ثم مقارنة تلك الأراء بعضها ببعض ؛ ومقارنة هذه النتائج بحقائق يقينية مسلم بها . وبالتالى ؛ فالمجمل العام ان الإستقراء الجدلى يعبر فى محتواة عن طريقة للبحث فى الآراء المتعارضة والتوصل لأرضية مشتركة ما بين ماهو مسلم بية ما بين الأفراد جميعا وتحديد ماهية الإشياء التى يستطيع المتلقى ان يكمل نواقصها إن وجُدت .
بالإنتقال إلى مصطلح " النسق الفكرى " يمثل تاريخا من الفلسفة الإنسانية نابع من عمق بشرى لتاريخ من الأحداث المتصلة والخبرات المتلاحقة ؛ فالنسق قائم على المخزون الفعلى والمتداول ؛ بمعنى أن الأفكار القديمة قد تصلح للوقت الحاضر ومن ثم يتلاشى المكون الزمنى كآلية للتقييم ليتبدل بالنسق المعرفى كمنتج للأفكار ومخرجاتة النهائية على المجتمع .
عند تضمين الإسلوب الإنسانى فى بناء النسق المعرفى ؛ لنا أن نتأمل مقولة " جوزيا رويس: فى حديثة عن الأفكارفى إطار إنسانى " إن تاريخ الفكر بمثابة مدرسة فكرية إنسانية يتعلم الفرد منها صناعة عملياتة الفكرية بنموذج إنسانى وتزداد قدرتة على تقييم العمل الإبداعى" . بالمقابل ؛ يعتقد " نيتشة" أن الفكرة تمثلت قديما فى صوره الإله ؛ وفى زمن لاحق عرفت بصورة الإنسان ؛ وحاليا صيغت فى صورة وحش يقاتل للمصلحة الخاصة .
الأفكار بصفة عامة ليس بالضرورة ان تحمل الطابع الخير ؛ فكثير منها رغم كون مصدرها الرئيسى الإنسان إلا أنها تشكل فى محتواها آليات سيئة ومضمون شر . ولكن لا يمنع ذلك كونها تصنف كنسق فكرى متسلسل الاحداث والمضمون .
قيمة الإنسان أحيانا ما تقاس بالأفكار التى يعبر عنها ويعلن عن مضمونها ؛ وبالتالى " أى إنسان" يحتاج إلى تكوينات معرفية مختلفة يعبر بدلالتها عن توجهاتة الفكرية . الإنسانية العامة ليست مجردة ولا مفرغة من المضمون العام ؛ ولكن بإتساق الذوات مع الطبيعة الكونية ننتهى إلى منعطف فكرى يحمل فى طياتة روحاً أقرب للكمال المثالى .
ليس من قبيل الجنون والإنفصال عن الواقع المطالبة بالمثالية الفكرية والتى تفضى بنهاية الأمر إلى جوهر الإنسانية. فالإنسانية كإتجاة فكرى يتقاطع فى محتواه العديد من المذاهب الفلسفية والأخلاقية والأدبية والعلمية جميعها تهدف فى محتواها على إعلاء القيمة الإنسانية وترجيح التفكير العقلانى .
ولأن الإستقراء الجدلى فى بناءة للمنظومة الفكرية للإنسان يستوجب له البحث دائما عن كل رأى متعارض مع الأخر بمرونة تامة تهدف التجميع وإعادة الصياغة والوقوف على حقائق مشتركة لا تسخف من الواقع ولا تنال من انسانية الكون .
ولأن الإنسان أختلف فى وصفة العديد من الفلاسفة وتأرجح خطاهم ما بين مشفق على طبيعتة كتوماس مور وكتابة " اليوتوبيا" وأخر ناقم على سوء سلوكة وشيطنة أفكارة كتوماس هوبز ورائعتة " اللوثيان" ؛ إلا أن المتلازمة الإنسانية دائما ما كانت تفضى فى جوهرها إلى تساؤل واحد " كيف نبنى نسقا فكريا صائبا ؟؟ " .
هناك حكمة رومانية قديمة تخلص إلى " حياتك من صنع أفكارك" . فالإنسان بكافة تناقضاتة يعبر عن حصيلة متباينة من الأفكار المترجمة لأفعال وأحاسيس ومشاعر. ولكن لايعفى المرء من ادراكة للسوء وإقدامة علية إما طواعية أو قصرا مثل بناءة للخير وتنسيقة للمنظومة الإنسانية .
بتلك النقطة ؛ لنا أن نقتبس حديث الإمام ابن القيم فى كتابة " الفوائد" حين قال " إن الإنسان لم يُعط القدرة على إماتة الخواطر ؛ ولا القوة على قطعها ؛ فإنها تهجمُ عليه هجوم النفس, إلا أن قوة الإيمان والعقل تعين على قبول أحسنها ودفع أقبحها , وقد خلق الله سبحانة وتعالى الإنسانية شبيهةً بالرحى".
الإنسانية شبيهة ً بالرحى ؛ تأملوا معنى تلك الجملة وحاولوا التفكير فى مضمونها ومخرجاتها والرسالة العامة التى تتبناها . حياتنا الإنسانية ليست ميثالية كما رسمها توماس مور ؛ ولا ببشاعة قوى الشر كما وصفها توماس هوبز ؛ ولكنها " كالرحى" كما وصفها ابن القيم ؛ لك أيها الإنسان ان تحصل على المعرفة من كافة المجالات وتسعى بإدراكك العقلى وحدسك وأهوائك العاطفية لبناء نسقك الفكرى الخاص معتمدا على الإستقراء الجدلى ؛ ببيان كافة الرؤى والأراء حولها وما يتعارض معها وبناء منظومتك الخاصة بما يتوافق تشاركيا مع كافة الأراء وحسابات المجتمع وضوابط الإنسانية والروح الأخلاقية .



#إيمان_عبدالمنعم_زهران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن الإنسانى : الأزمة الكبرى فى مواجهه النزاعات البيئية
- أفكار متناثرة : ما بين الامن القومى والامن الانسانى
- فيدرالية المياة وخريطة الصراعات البيئية للمنطقة العربية


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - إيمان عبدالمنعم زهران - الاستقراء الجدلى وبناء النسق الفكري للإنسان