أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إيمان عبدالمنعم زهران - الأمن الإنسانى : الأزمة الكبرى فى مواجهه النزاعات البيئية














المزيد.....

الأمن الإنسانى : الأزمة الكبرى فى مواجهه النزاعات البيئية


إيمان عبدالمنعم زهران

الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 00:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


نظرا لما تشهدة التفاعلات الدولية الحالية من تغيرات متتالية أفضت إلى عدد من التفسيرات المختلفة لمصطلح الأمن ؛ فلم تعد التعريفات التقليدية كافية لفهم مجمل التهديدات الداخلية التى تتعرض لها الدول والمجتمعات حاليا . خاصة وان الفعل وتأثيرة المباشر فى العلاقات الدولية لم يعد حكرا على الدولة القومية ؛ فلقد أصبح هناك فاعلون دوليون من غير الدول كالمنظمات الإقليمية والدولية الحكومية منها وغير الحكومية . كذلك التحول فى مصادر تهديد الدول والتى لم تعد بالضرورة عسكرية فقط وان تعددت لتظهر مصادر أخرى غير تقليدية ومنها الإرهاب الدولى والجريمة المنظمة والتلوث البيئى والفقر المائى والتى لا تستطيع القوة العسكرية للدولة مواجهتها .
بالإضافة إلى انة لم يعد من الممكن حصر آثار تلك المهددات داخل حدود الدولة بل تتعدى الحدود لتؤثر بالسلب على دول أخرى . كحالة الكوارث البيئية فى دولة ما وأثرها السلبية الممتدة لان تصل لهجرة غير شرعية لدولة أخرى مما يعنى التسبب فى التهديد الأمنى لدولة أخرى .لذا تم طرح مفهوم " الأمن الأنسانى " كمحاولة تفسير حالات من التهديد الأمنى لم تكن موجودة فى الأدبيات التقليدية لمفهوم الأمن .خاصة أن مصطلح " الأمن الأنسانى " ظهر كجزء من مصطلحات النوذج الكلى للتنمية والذى تبلور فى إطار الأمم المتحدة من قبل "محبوب الحق " وزير المالية الباكستانى الأسبق وبدعم من الأقتصادى المعروف " أمارتيا صن " وصولا إلى تقرير التنمية البشرية الصادر عان 1994 والذى يمثل وثيقة التدشين الرسمية لمصطلح " الأمن الأنسانى " .
لعل الجذور التاريخية لمصطلح " الأمن الانسانى " ترجع بدورها إلى فترة الحرب الباردة وبعض المحاولات المحدودة لدراسة المشاكل والقضايا الإنسانية .
في سنة 1966 طرح بلاتز رؤيته حول "الأمن الفردي " في كتاب له بعنوان" الأمن الإنساني بعض التأملات " ؛ وترتكز فرضيته على أن مفهوم الأمن الشامل يضم العلاقات الاجتماعية كافة التي تربط الجماعات والمجتمعات ؛ وأكد أن الدولة الآمنة لا تعني بالضرورة الأفراد الآمنين ، فاعتبرت أفكاره تحدي المستوى النظري للفكر التقليدي المرتكز على امن الدولة؛ ولم تثر أفكار بلاتز آنذاك صدى واسع بسبب البيئة الدولية وظروف الحرب الباردة
إسقاطا على المنطقة العربية نجد أنها تواجة تحديات متعاظمة تهدد الأمن الأنسانى نتيجة للضغوط البيئية . وقد تفضى النزاعات المترتبة على المنافسة على المواد الطبيعية المتناقصة إلى رفع نسبة التوتر فى العلاقات بين الجماعات والسكان والدول العربية وغير العربية . وتنجم هذه التحديات عن الضغوط السكانية والديمغرافية ؛ وكذلك الإفراط فى استغلال الأرض ونقص المياة والتصحر والتلوث والتغيرات المناخية .
العامل الإجتماعى المهمين فى تلك القضية يتعلق بشكل رئيسى بما يعرف بالضغوط السكانية المتزايدة فى منطقة تعانى من نقص متزايد فى المياة والاراضى الصالحة للزراعة مما يزيد من تهديد الاستدامة البيئية . خاصة وأن التحدى الديموغرافى الأكبر فى المنطقة العربية يتمثل فى ارتفاع نسبة الشباب واللذين يمثلون الشريحة الأسرع نموا بين سكان البلدان العربية ؛فلا يتعدى نحو 60%من السكان الخامسة والعشرين من العمر مما يجعل المنطقة واحدة من أكثر بقاع العالم شباباً .
وفى مقابل العامل الديموغرافى للمنطقة هناك تحدى أخطر ينذر بالتصادم المستقبلى وهو التحدى البيئى ومدى التعاطى السكانى مع الإشكاليات المطروحة خاصة وأن هناك عدد من الأطروحات المعلنة فى حالة إستمرار الزيادة السكانية والتى يفترض أن تعاملها مع النظم الإيكولوجية سيزيد من الضغط على المناطق الساحلية وغيرها. فى حين أنة مع تزايد معدلات التغيرات المناخية فى مواجهه الزيادة السكانية سوف ينعكس سلبا على تشريد عدد أكبر من الأشخاص نتيجة لإرتفاع منسوب سطح البحر والتصحر وزيادة ترددات العواصف وهو ما يخل بالأمن الانسانى للمنطقة .
القضايا البيئية المطروحة حاليا لا تختلف كثيرا عن ما طرح فى ختام القرن العشرين وإن أختلفت حدتها وترتيب أولوياتها . ولعل أكثر تلك القضايا المهددة للأمن الإنسانى متمثلة فى ندرة المياة وإشكالية التصحر وما يتبعها من أزمة غذائية والتأثير السلبى لحالة التغيرات المناخية؛ إضافة إلى تراخى السياسات الحديثة فى التعامل مع القضايا البيئية .
التهديدات البيئية للأمن الإنسانى تتميز بكونها سلسلة متلاحقة وممنهجة ومتتالية من الأحداث والأضرار كأن تبدأ كل أزمة من أخر ضرر ألحقتى سابقيها وهو ما لوحظ ورصد فى العديد من التقارير الدولية ابتدأ من الترويج العالمى لمخاطر التغيرات المناخية وما صحبها من ازمات الندرة المائية وأنعكاساتها على قضايا التصحر وصولا إلى ما يعرف بالأزمة الغذائية وذلك تعميما على كافة المناطق الجافى وشبة الجافة بالمنطقة العربية بضفة عامة .
التهديدات البيئية كحاله التغيرات المناخية والندرة المائية وما إلى ذلك؛ يمثلا تهديدا للأمن الإنسانى بشكل أعمق فى حالة المناطق التى تعانى من عدم إستقرار سياسى وتوترا داخليا وخارجيا ؛ حيث أن تلك الإشكاليات يمكن أن تمثل تهديدا مضاعفا خاصة عندما تتخطى مشكلة المناخ لتستدعى مشكلة المياة مما يزيد من تفاقم التوتر داخل الدولة من جهه وبينها وبين الدول الأخرى المشاركة معها فى المصدر المائى بما يعصف بالمنظومة الإنسانية سيان كان ذلك على المستوى الوطنى او الاقليمى والدولى .



#إيمان_عبدالمنعم_زهران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار متناثرة : ما بين الامن القومى والامن الانسانى
- فيدرالية المياة وخريطة الصراعات البيئية للمنطقة العربية


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إيمان عبدالمنعم زهران - الأمن الإنسانى : الأزمة الكبرى فى مواجهه النزاعات البيئية