أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماري اسكندر عيسى - طعام صلاة حب..التصالح مع الذات طريق النجاح والسلام














المزيد.....

طعام صلاة حب..التصالح مع الذات طريق النجاح والسلام


ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)


الحوار المتمدن-العدد: 4287 - 2013 / 11 / 26 - 19:34
المحور: الادب والفن
    



في سيرة ذاتية تقدمها الكاتبة الاميركية اليزابيت جلبرت
في كتابها " طعام ..صلاة ..حب" ، وعبرعرضها فيما بعد كفيلم سينمائي من بطولة جوليا روبرتس، تقدم حكاية ناجحة بأسلوب سردي بسيط عن تجربة جديدة في البحث عن الذات. وقد لقيت هذه الرواية إقبالا كبيرا وحققت مبيعا عاليا اكثر من أربعة ملايين نسخة في كل انحاء العالم..
فبعد ليلة حاسمة كانت بالنسبة لـليز ابنة الثانية والثلاثين وهي "اليزابيت جلبرت" كاتبة الرواية قضتها باكية على أرضية حمامها، منهارة، لا تعرف ماذا تفعل وما سبب حزنها، وبعد نقاش طويل مع زوجها ورفيق حياتها في حيرتها وتعاستها، يتفقان على الفراق والانفصال. فرغم أنها تحيا حياة مثالية مع زوج محب وبيت جميل لكنها ليست راضية وشيء ما بداخلها يمنعها أن تكون سعيدة ومتصالحة مع نفسها. حتى انها كانت ترفض إنجاب الاطفال لتكمل الصورة المثالية لزواجها، الامر الذي يزيدها أرقا وحيرة. فيقررا بحزن عدم الاستمرار والطلاق ليكون النهاية التي لا بد منها لتبدأ من جديد. ..
تقرر ان تغير حياتها وتخرج عن المألوف والمعتاد، وتبدأ رحلة البحث عن نفسها، وعما تريد حقيقة وعما هو أفضل لها، لأن الأفضل ليس ما هو مفترض أن نعيشه، الأفضل هو ما نريد حقاً عيشه، وما يحقق الرضى والقناعة والسلام.
تسافر ليز وتتنقل في رحلة إنسانية مذهلة وشاقة لاكثر من عام عبر القارات من أمريكا إلى إيطاليا. وتكون محطتها الاولى في روما حيث تبدأ بالاستسلام لملذات الطعام حتى يزداد وزنها عشرين كيلو غراماً، ثم تسافر إلى الهند لتصلي وتتعبد وترهق نفسها وتعذبها في اعمال شاقة كتنظيف أراضي المعابد بقصد تطهير نفسها ولتعرف روحها الهداية والهدوء. ولتتعافى شيئا فشيئا بعد ذلك في بالي على يد عراف كبير السن فقير من الاندلس، وللتلمس بمباركته الطريق إلى السلام والمحبة الذي يقودها إلى الحب..فتنتهي رحلة تمردها وبحثها بسلام داخلي تستطيع ان تحس به وتشعر به في قلبها، وتستطيع أن تبدا من جديد بقصة حب جديدة مع "فيليه البرازيلي" بعد أن رمت كل أثقال الماضي وتناقضاته وعذاباته وتخلصت من كل العوائق النفسية التي كانت تربكها.

ومن هنا تبدو القيمة الحقيقية للمجتمع الذي ينشئ أفراده على ضرورة الاعتماد على الذات وأهمية التصالح مع النفس التي تمنح الفرد الثقة بالنفس وبالتالي أن يعود بعد ذلك معافى قادر ان يكون عضو نافع لمجتمعه.
فالبيئة إما ان تفتح الآفاق أمام الانسان لتجعله يجد في البحث عما يريد في أبسط امور الحياة وهي ان يكون نفسه ، يجرب ويسافر ويغامر ليعود لمجتمعه وحياته إنسانا كاملا ناضجا معافى نفسيا وقادرا على العطاء والمساهمة في بناء مجتمعه. او تغلق الحلول امامه ولا يكون منه إلى ان ينتظر النهاية المفترضة التي يرسمها مجتمعه، فيمضي الزمن وهو يصارع المسؤوليات بتوتر واضطراب وفشل أحيانا..ومستقبل تحكمه الصدفة بالنجاح او الفشل.
وهنا يجدر بنا التركيز على دور الاسرة في تنشئة أبناءها، إضافة لدور سياسات المجتمع والانظمة وضرورة سعيها الدائم إلى الاصلاح لتكون قادرة على مواجهة كل الظروف .
فكما يقول ماتشادو:" الامم التي لا تصمم على الاصلاح الجذري لأنظمتها التربوية، سيؤول إلى مستعمرات على نحو قاطع. فليس هناك من قطر لا يكون بالكفء لأنه مستعمر، بل إنه مستعمر لأنه ليس بالكفء" .

إن القيمة الحقيقية لتجربة اليزابيت انها تريد ان تؤكد على رسالة بسيطة تصلح في كل زمان ومكان أن يكون الانسان هو نفسه ، ان يكون متصالحاً مع ذاته، فحينها يمكن ان يحقق النجاح والسلام والسعادة.






































#ماري_اسكندر_عيسى (هاشتاغ)       Mary_Iskander_Isaa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية مديح الكراهية للكاتب السوري خالد خليفة
- عيون إنانا - قراءة في كتاب
- داعش غريبة عن الثورة السورية
- حوار مع الروائي هاني الراهب قبل وفاته
- الشيخ والبحر لارنست همنغواي مترجمة باللغة الآشورية
- الانتحار- ظاهرة خطيرة في اقليم كوردستان
- لماذا تخلى العالم عن السوريين في ثورتهم
- قراءة في كتاب عن ديوالي دوسكي ..للباحثة تريفة دوسكي
- قراءة في رواية أحلام مستغانمي -الاسود يليق بك-
- معرض اربيل الدولي للكتاب


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماري اسكندر عيسى - طعام صلاة حب..التصالح مع الذات طريق النجاح والسلام