أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سها السباعي - ملاحظة تأملية عن قانون التظاهر














المزيد.....

ملاحظة تأملية عن قانون التظاهر


سها السباعي

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 19:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بمجرد أن صدر قانون تنظيم التظاهر حتى جهر المنظرون وتصادم المؤيدون والمعارضون. دوافع المؤيدين واضحة ومعروفة نظرًا للمناخ العام السائد في الدولة في هذه الفترة، أما دوافع المعارضين فتتركز في الخوف من المستقبل، أن يتحقق المثل القائل "أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيضُ"، وأن القانون سيجور على حق مكتسب من ثمرات الثورة دُفعت الدماء ثمنًا له. أما المحايدون أو غير المكترثين بالأمر فيقولون أن هذا القانون سينضم إلى باقي رفاقه من القوانين العديدة التي لا يتم تطبيقها لسبب أو لآخر، وأن الأمر لا يعدو ملء أوراق وحشو نصوص، وأنه على أفضل الأحوال، لن تُطبق العقوبات على المخالفين لمواده إلا على الذين لم يستطيعوا التملص باعتبارهم منظمين ومحرضين أو الهرب والجري في الوقت الملائم باعتبارهم متظاهرين، أي أن الذي سيطبق هو قانون الانتخاب الطبيعي؛ "إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".

حسنٌ، من الممكن أن نقول أن القانون إذا تم تطبيقه بالفعل فلا مشكلة فيه، لأن أمثاله مطبق في دول أخرى عديدة، هذا في حالة ما إذا كان الغرض هو الاحتجاج وإيصال الأصوات المعترضة وفقط، وهنا فلا داعي للخوف من العقوبات أو القلق من رفض تنظيم المظاهرة أو المسيرة، "امشي عدل يحتار عدوك فيك". أما إذا كان الهدف أكثر شمولية وأعظم وقعًا مثل إسقاط النظام مثلاً كما حدث في 25 يناير و 30 يونيو، أو لمنح تفويض، أو لأي سبب يجتمع هوى أو احتياج أو اعتراض أعداد غفيرة من الشعب عليه، فلن يكون للقانون محل من الإعراب، هذا إذا في حالة ما كنا قد أدمنا الاجتماعات الموسعة بهدف القيام بالثورات أو حضور المهرجانات، وهذا لن يتحقق إلا إذا كنا ننوي أن نستمر في التجريب وإنتهاج الطرق المؤدية إلى ارتكاب الأخطاء على تنوعها واختلافها، وهذا بدوره لن يحدث إذا كنا ننسى، ننسى لدرجة محو الذاكرة تمامًا وهذا ما أستبعده، فكل يوم مر علينا ترك أثرًا، وكل حادثة وقعت خلال السنوات الثلاث الماضية تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد.

للروائي الألماني باتريك زوسكيند كتاب يدعى "ثلاث حكايات وملاحظة تأملية" ، في ملاحظته التأملية يشكو الكاتب من أنه لا يستطيع أن يتذكر اسم كتاب غير حياته، أو أثر فيه تأثيرًا كبيرًا، ويصاب بالهلع كونه لا يتذكر الكتب التي تمتلئ بها أرفف مكتبته، لدرجة أنه يقرأ عنوان الكتاب فلا يتذكره، ويقرأ ما كتب بخط يده على الهوامش فينكره، و يخلط بين أسماء المؤلفين والشخصيات وبين الأحداث وتواريخها. ثم يخلص في النهاية إلى أن فقدان الذاكرة الأدبية بهذا الشكل وإن كان يعد مرضًا فهو في حقيقته نعمة، فهو يرفع عن الكاتب تهمة الانتحال، ويجعل القارئ يتغير بدون أن يلاحظ لأن "الجهات المختصة بالنقد في دماغه تتغير أيضًا أثناء القراءة".

وهكذا نحن، باعتبارنا أفرادًا مختلفي المشارب والأهواء والمرجعيات، قد نقر قانون التظاهر ونؤيده اليوم، وقد ننقلب عليه وعلى واضعيه غدًا أو العكس. ولكننا نتعلم، لأن ما يحدث لنا على مر الأيام والسنوات وإن نسيناه من الذاكرة المؤقتة، فقد ترك أثره وحجز مكانه في الذاكرة الدائمة، فنحن اليوم غيرنا من ثلاث سنوات، وحتى ما قبل هذه السنوات الثلاث، من تجارب حاضرة على الألسنة وإن غابت أحيانًا عن العقول، تجعلنا شعبًا ينضج على مهل.



#سها_السباعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في -أسفار الفراعين-
- ركبتان
- خريطة
- قراءة في ذات
- موستانغ
- آخر الشارع
- سألتُ مُعلمي
- عنكبوتٌ صبورٌ هادئ
- نجمةٌ ميتةٌ
- سأم القاهرة
- نقطة ومن أول السطر
- البجعة السوداء - من دار الأيتام إلى خشبة المسرح
- الضباب ومقر البرلمان
- في انتظار الحُكم
- وماذا بعد يا مصر؟
- قسَم الملعب وقسَم الميدان
- نهضة مصر - مسيرة تمثال
- كاتمة الأسرار – مصر والمرأة المصرية في أعمال محمود مختار
- إنها ليست كراهية، إنه حب امتلاك


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سها السباعي - ملاحظة تأملية عن قانون التظاهر