أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شهاب وهاب رستم - مراحل انضمام دول الشمال الى الأتحاد الأوربي















المزيد.....



مراحل انضمام دول الشمال الى الأتحاد الأوربي


شهاب وهاب رستم

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 17:57
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



الاهداء
الى رفاق الدرب


الشكر .... لكل من قدم لنا الدعم





مراحل
أنضمام دول الشمال الى الأتحاد الأوربي









شهاب وهاب رستم
2013






اسم الكتاب : مراحل أنضمام دول الشمال الى الاتحاد الاوربي
اسم المؤلف : شهاب وهاب رستم
تصميم : مراد برهان
عدد (500 ) نشخة
طبع بمطبعة الشهيد (آزاد هورامي) كركروك 2013
طبعت على نفقة مكتب الأعلام المرطزي للأتحاد الوطني الكوردستاني







4
المقدمة
نحن ملزمون ان نكتب عن تاريخ الشعوب كي نكون عونا للباحثين والمهتمين بثقافات الاخرين على اختلاف مداركهم ومســــــتوياتهم السياسية والاقتصادية والعلمية . ان الاسترســــــــال في التحليلات الفكرية والاستنتاجات المنطقية لا بد ان يؤدي بالنتيجة لمادة علمية مقبولة لدى القراء المتابعين لدراسة التاريخ الاوربي وقد تجــد مثل هذه المؤلفات مكانا في المكتبات العربية والاوربية والدول الاخرى .. هذا ما كنت اسعى اليه خلال مواصلتي في كتابة البحث والسعي الحثيث للولوج في جوانب مهمة من التاريخ الاوربي المعاصر تلك التي لها ارتباط وثيق بدول الشمال . لقد وجدت وانا اعيش في النرويج ونزولا لالحـــاح المثقفين الذين التقيتهم هنا في وطن الاقامة ورغبة من اصدقائي المقربين او الذين كنت اتواصل معهم في وطن الولادة وكذلك بمعونة مباشرة من قبل زوجتي انه بالامكان الخوض في هذه التجربة والكـتابة عن ( تطور العلاقات ما بين دول الشمال والاتحاد الاوربي ) .. لست مدعيا بان هذا البحث مستوف لكل شروطه العلمية والفنية لكنه مع ذلك قد يفي بالغرض الذي كتب لاجله ، اذ ليست هناك بحوث متكامـلة بشـــكل مطلق ولا دراسات خالية من الفجوات وبعض الخلل .. ما اريد ان اقول انني حاولت وقد تكون المحاولة وحدها لا تكـفـي لكنها بطبيعة الحال افضل بكثير من الجلوس في الاماكن المنزوية بعيدا عن اعين الناس او خلف الكواليس والثرثرة في مجالس العاطلين وانصــــاف
5
المثقفين والمتفلسفين . سوف يجد القاريء الاعتمـــــــاد على كثـرة المصادر الاجنبية في البحث وذلك لارتباطها الموضوعي بما اريـد الوصول اليه والغاية المرجوة من المادة العلمية التي انشدها كما ان خلو مكتباتنا العربية وقلة المراجع المتفرة لديها كل ذلك دفع بي الى الاعتماد على المصادر الاجنبية التي وجدت ضالتي فيها في العديد من بنود البحث ومفرداته.. ان امرا ليس يسيرا كهذا كــــونه يحتاج لكثير من التفاصيل لكي يخرج البحث الذي سعيت اليه بموضوعية ومعنى ذلك انني ساترك للقراء عنصر التقييم والنقد وابـــداء الرأي ولعلي اكون بذلك قد اعطيت للمجتهدين المغـتـــــربين منهم بالذات نموذجا في السعي والتاليف والكتابة والذي اعنيه هـــــــو تحفيزهم للتعرف على على تاريخ الدول التي يقيمون فيها وطبائع مجتمعاتها والتغلغل بين ناسها واهلها لنقل الصور الحقيقية لشعوب بلدانهم كي تتلاقح الثقافات وتتقرب الامم عن طريق المعرفة والبحث والثقافة وهي ســــــمات اصيلة لا يمكن الاستغناء عنها في تطـــــور الامم وشـــعوب الارض . ان ( تطور العلاقات بين دول الشمال والاتحاد الاوربي ) هو جهد متواضع لثمرة اولية في بستان المعرفة حاولت ان استعرض من خلاله عن حقب عن حقب تاريخية عاشتها شعوب هذه الدول وهناك كم هائل يمكن الخوض فيه مســـــتقبلا لمن يريد البحث في هذا الموروث الضخم ، الهدف الاساس الذي كنت قـــــد نشدته هو فتح الباب على مصراعيه ام جمهرة المثقفين مـــن الذين شغفوا بالتاليف والكتابة لتجسيد تجاربهم للاخرين كي تعـــم الفائدة على كل الباحثين عن الحقيقة والمعرفة . في البحث فصــول مهمة
6
وكثيرة تتعلق بتاريخ اوربا ودول الشمال وخصوصية هذه الدول من خلال العلاقات الستراتيجية المرتبطة بينها ضمن اطرها الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية والجغرافية والسياسية سيجد القاريء تــــلك الموضوعية في الطرح والاجتهاد اتمنى ان تكون صـــــائبة ومفيدة. اخيرا فنا لا اجد حرجا في كل ما يؤخذ على البحـــــــث لسبب بسيط يتجسد في حسن النوايا خلال الكتابة ولا ادعي شيئا اخـــــــر غيره .



شهاب وهاب رستم
2010






















7
الفصل الأول
نشأة الاتحاد الاوربي
تكررت المحاولات في توحيد أوربـــا ، فمنذ أنهيار الأمبراطــورية الرومـــــــــــــانية التي كانت تمتد حـــول البحر المتوســــط مرورا ً بأمبراطورية شارلمان ثم الامبــراطورية الرومانية اللتين وحـــدتـا مساحات شاســـــــــعة تحت إداراتها لقرون طــــويلة ، قبل ظهــور الدولالقومية الحديثة . لقد أرتبطت نشأة الأتحاد الأوربي ومن ثم تطورها كقوة اقتصاديــة كبرى تعمل على تحقيق الأندماج الأقتصادي والسياســــي والنقــدي وتشكيل سوق مشتركة للدول الاوربية ، بعد أن فقدت أوربا مكانتـها الاقتصادية بعد الحرب الكونية الأولى والأزمة الأقتصادية العالــمية في عام 1929 ، وكذلك بعد الحرب العالمية الثانية حيث شـــعــرت بضرورة توجيد الجهود.كما شهدت أوربا منذ عام 1946 خطــوات عملية لعملية توحيد أوربا .ففي ايلول من عام 1946 ألقى ونسـتون تشرشل في زيورخ خطابا ً أقترح فيه إيجاد الحلول والعلاج لمشاكل وأمراض أوربا ، ليتحول أوربا من خلال تعاطيه الى بلدان حــــرة وسعيدة كما هي سويسرا ، وتم التاكيد على أهمية تشكيل الولايــات المتحدة الأوربية . أســـتمرت الدول الأوربية المتضررة من الحــــرب الكونية الثانية بالتقـارب فيما بينها لتقوية أقتصادها التي أسرعت في مشـــــروع المارشال في عام 1947 م .كما عقدت الدول الأوربية مؤتمرا ً في
8
لاهاي في السابع من آيار من عام 1947 بموجــــــــب مبادرة سير ونستون تشرشل ، ضم العديد من الشخصيات الأوربية والمنظمات المهتمة بالمصـــــــير الأوربي ، نودي في المؤتمرعلــى ضرورة العمل على تحقيق الوحدة الاوربية .إلا أن المناقشــــــــات في هذا المؤتمر أظهر بشكل واضح العديد من التناقضات ، من ناحية أريد لأوربا الأستقلال عن نفوذ القوتين العظميين ، ولكــــن ذلك لم يكن ممكنا ً فالحـــــــــرب الباردة بين الكتلتين كانت على أشدها وأوربا الغربية كانت بحاجة الى مساعدات من الولايات المتحدة الامريكية الأقتصادية لأعـــــــــادة البناء ، ودفاعيا ً لتحمي نفسها من الأتحاد السوفيتي .من ناحية اخرى تعددت التصورات حول شـكل التقارب الأوربي ، رأى البعض الأكتفاء بتحقيق تعاون وتنسيق سياسي بين الدول الأوربية ،إلا أن آخرين ذهبوا الى تحقيق تقارب أقوى وأكثر فعالية ، فنادوا بضـــــرورة التنازل عن بعض السلطات التي تتمتع بها بما لها من ســــيادة ، و أسنادها لتنظيم معين يمارس نيابة عنهم هذه السلطات.وقد كانت أنكلترامن الاتجاه الداعي للتعاون المحدود، أما بقـــية دول أوربا الغربية كانوا من انصار التوجه الثاني . رغم الاجواء المكهربة بأثار الحـرب الباردة بين الأتحاـد الســــــــوفيتي والولايات المتحدة الامريكيبة أنشيء حلف الناتو ( حــــلف الشـمال الأطلسي) التي ضمت عشر دول من دول أوربا الغربية ، بالإضافة الى الولايات المتحدة الأمريكيةوكندا . أما على الجانب الآخـــر فقـد أنشيء الكوميكون الذي ضم الدول الأشتراكية ، وتم التـــوقـيع على العديد من الاتفاقيات العسكرية التي تحولت في عــــام 1955 الـــى
9
تنظيم بعد انشاء حلف وارشو . كما أ قترحت إنشاء إتحاد أوربي . وقد شـــــكلت المنظمة الأوربية للتعاون الأقتصادي من أجل تطبيق مشروع مارشـــــال . بعـد ذلك تأسست تجمعات أقتصـــادية لحماية الثروات الأوربية للمجمـــــوعة الاوربية لتعزيزالتعاون الأقتصادي والتبادل التجاري . في التاسـع من حـــــــزيران 1950 وجـه بـيـيـر شوماى وزير خارجية فرنسا دعوة الى دول أورربا الغربية طريقة لتخفيف التـوتر بين فرنسا وألمانيا وللتعاون بينهما ، فقد نشر في التاســـــــع من آذار من عام 1950 مذكرة لمشروع يقضي بوضع مجموع الأنناج الفرنسي– الألماني من الفحم والصلب تحت سلطة عليا مشـــتركة في منظمة مفتوحة لمشاركة دول أوربية أخرى . تم افتتاح المؤتمر في 1950/6/21 برئاسة شومان ، إلا أن إنكلترا رفضت المساهمة في الأعمال التحضيرية ، وقد وقعت المعــاهدة بشكل أولي في 19 آذار ، وقعــــت نهائيا ً في 1951/4/18 . وقد أنشأت الجماعة الأوربية للفحم والصلب بمقتضى معاهدة باريـــس والتي وقعت في نيسان 1951، والدول المشاركة في في المعاهدة هي كل من ( فرنسا ، المانيا الغربية ، إيطاليا ، هولندا ، بلجيـــكا ولوكسمبورغ). ونصت المادة الثانية من المعاهدة أن الجماعة تهدف الى المساهمة في التوسع الأقتصادي والعمالة ، وكذلك تحسين مستوى المعيشة في الدول الأعضاء . كما اسند إنتاج وتوزيع السلعتين الفحم والصلب الى هيئة مستقلة (السلطة العليا ) التي تتكون من تسعة أعضاء تعينهم حكومات الدول الست الأعضاء . الى جانب السلطة العليا
10
توجد هيئات لتفيذ الاتفاق وإدارته والأشراف عليه والتنسيق بين السياسات وكذلك الفصل في المنازعات ، وهذه الهيئات هي :-
* مجلس الوزراء - ويتكون من وزير واحد لكل دولة
* اللجنة الأستشارية – وهي ملحقة بالسلطة العليا وعدد أعضائها من 30 – 51 عضوا ً ، يتم تعينهم من قبل مجلس الوزراء .
* البرلمان الأوربي – يتكون من ممثلي الدول الأعضاء الســــــت والسلطة العليا مسؤولة أمامه لا أمام الحكومات ، ويجتمع البرلمان مرة كل عام .
* محكمة العدل – تتكون من سبعة قضاة ، وتتمتع بسلطات واسعة . وكان سبب رفض إنكلترا للاتفاقية كانت بسبب احـكام التي تتنتقص من سيادة الدولة . اذ تنشأ الأتفاقية هيئات لها سلطات فوق ســـلطة الدولة ، وقد تعارضت أحكام هذه المعاهدة مع سياســـــــة المملكة المتحدة التجارية المرتبطة بدول الكومنولث .
لقد كان مقترح وزير خارجية فرنسا ( شومان ) بأنشـاء الجماعة الاوربية خطوة هامة في طريق الاتحاد الاوربي ، وضـــرورية لأبعاد شبح الحرب عن أوربا،لا سيما أن السلعتين(الفحم والصلب) يساهمان في اي مجهود حربي ، ويســــاعدان الدول الأوربية على تحقيق التقدم الأقتصادي . ثم تلت خطوة اخرى باقامة الأتحاد الأوربي من خلال التوقيع على اتفاقية روما في 25 مارس 1957.
11
قامت الدول الأعضاء الست المؤسـســــــة للاتحاد الأوربي للفحـــم والصلب بتأسيس الســــــــوق الاوربية المشتركة والرابطة الأوربية الذرية (EURATOM ) ، وقد بدأت الهيئتان بمباشرة أعمالهما في عام 1958 . وقامت هذه الدول بتوسيع سياســــــاتها الأقتصادية في مجالات عدة ، كالزراعة والتجارة . بتوقيع إتفاقية رومــــــا أنطلقت أوربا نحو بناء المؤسـســــــــات المؤسسات لتنظيم إاحادها ، كما أن معاهدة روما كانت نقطة أنطلاق في مســــــــار العلاقات بين الدول الأوربية ، حيث فتحت باب التعاون التدريجــــي والتصاعدي بأتجاه الخطوات الدستورية وغيرها من المنطلقات الوحـــــــدوية والأسس الدستورية الهامة التي نجحت في صياغة مواقف سياســـــــية دولية مــوحدة . وقد تبوء شــــــومان رئاسة أول برلمان أوربي في مدينة ستراغبورغ من عام 1958 الى عــــــام 1960 ، لكنه أستقال من منصبه طوعا ً.بعد عشر ســـــــــنوات من اندمج المنظات الأوربية الرئيسة فيما بينها عام 1967 م ، حيث أندمج الأتحـــــــاد الأوربي للحديد والصلب والفحم الحجري مع المجمــــــوعة الأوربية للطاقة ومع السوق الأوربية المشتركة ، وباشرت مفوضية المجموعة الأوربي في أعمالها في بروكسل . توصــل الأتحـــاد الأوربي في عام 1968 م الى تحقيق أول وحدة كمركية تضمنت إعـفاء الواردات والصادرات بين دول الســـــوق الاوربية المشتركة من الرسوم ، وقد كان كل هذا نجاجـــا ً حقـقته الدول الأوربية الست فيما بنها حتى بدأت لاحقا ً إنضـــــمام العديد من الدول الأوربية الى هذا الاتحاد ومنها بدأ مراحل توسع الأتحاد
12
الأوربي ، فـفي كانون الأول من عــــام 1973 م أنضمت كل من الدانمارك ، إيرلندا والمملكة المتحدة الى الاتحاد الاوربي ، لحقتهم اليونان في عام 1981 م لتكون العضو العاشر ، وفي عام 1986 م أنضمت كل من أسبانيا و والبرتغال ليصبح الأتحــــــاد الاوربي اثنا عشرة دولة . وازيل الحواجز أمام حرية أنتقال الســــلع داخل الدول الأثنتي عشرة وبذلك ولدت السوق الموحد . ســـــقط جدار برلين في 9 تشرين الثاني 1989 م وفتحت الحدود بين المانيا الشــــــــــــرقية والغربية ومن ثم توحدت المانيا ، وتفككت الأتحاد السوفيتي في عام 1991 م ، وبهذا تغيرت الخارطة السياسية في أوربا وفتحت الآفاق نحو توحيد أوربا .








13
معاهدة ماستريخت 1992 م
إاتفاقية ما ستريخت هي الأتفاقية المؤسسة للأتحاد الأوربي (معاهدة الأتحاد الأوربي) ، تعد اهم حلقة تطـــور في تاريخ الاتحاد الأوربي منذ تأسيس مجموعة الفحم والصلــــب في عام 1950 م ، تم الأتفاق على معــــاهدة ماســــتريخت من قبل المجلس الأوربي في مــــدينة ما ستريخت الهولندية في كانــــــــون الاول من عام 1991 م ، وتم التوقيع على المعاهدة في 7 شباط 1992 م ، دخلـــت المعاهدة حيز التنفيذ في الأول من تشرين الثاني 1993 . تأخــــر تطبيق المعاهدة الى تأخر قبول الدانماركيين للمعاهدة وشروطها بســـــــــبب قضية دستورية اقيمت ضدها في ألمانيا .أدخلت معاهدة الأتحــاد الأوربي تغـيــرات عــدة على قوانـين المجـموعة الأوربية وعلى قــــــوانين المجموعة الأوربية الذرية التي كانتا تشكل نواة للاتحاد الاوربـي ، كما شكلت المعاهدة أســاس الدستور الأوربي ، ورفـضت المعاهدة الدســـــــتورية من فرنسا وهولندا ، إلا انه تم الأتفاق عليها لاحقا ً .
محتوى أتفاقية ماستريخت
* الأتحاد الأقتصادي النقدي - أنشاء إتحاد أقتـصادي ونقـــــدي بين الدول الأعضاء تعتبر أهم نقطة ضمن محتوى المعـــــاهدة والتي تم التحضير لها في ثلاث مراحل حسب نص المعاهدة ، حيث أنه يجب أن يدخل الأتحاد النقدي بين الأعضاء مدة ادناه الاول من كانــــــون
14

الثاني من عام 1997 م و أقصاها الأول من كانون الثاني من عـــام 1999 ، وأن تكون العملة الموحدة هو اليورو .
* السياسة الخارجية والامنية – تم تبديل التعاون السياسي الأوربي من خلال السياسة الخارجية والأمنية المشتركة ضمن معاهدة ماستريخت وتتبع معظم القرارات الناتجةعن هذه السياسة لمبدأ أصوات غلبية الأعضاء .
* جنسية الأتحاد الأوربي – تم تشكيل جنسية أو مواطنة الأتحاد ا الأوربي والتي ليست بديلاً عن الجنسية الوطنية وإنما تكملها ، فيحصل كل مواطن في الدولة العضو على الجنسية الأوربية تلقائيا ً ويحصل بذلك على حق الأقامة في دول الاتحاد الأوربي ولديه حق الأنتخاب لاعضاء البرلمان الأوربي بغض النظر عن مكان إقامته داخل الأتحاد الأوربي .
*الديمقراطية – وضع مستوى البرلمان الأوربي على نفس مستوى المجلس الأوربي من حيث أصدار بعض القرارات ، كما تم تأسيس لجنة المناطق التي تمثل مصالح بعض مناطق الأتحاد الأوربي ، على سبيل المثال ، تمثل ولايات المانيا الأتحادية والتي لها سياسات وقوانين مختلفة عن الحكومة الفيدرالية الألمانية .

15
العدل والداخية – تم ادخال تحسنات على العمل المشترك في مجال العدل والسياسة الداخلية ، ويتم هذا إتباع صوت الأغلبية فيما يخص القرارات للوصول الى تعاون أفضل في هذا المجـــال ، وتم تأسيس الشرطة الأوربية المشتركة أو اليورو پول .
وضعت شـــروط على ضوء أنهيار النظم الأشتراكية وتفكك الأتحاد الســوفيتي ، ارتباطا ً بتوسع الأتحاد الاوربي ، ونظــــــرا ً للفروق الاقتصادية والسياسية بين دول أوربا الوسطى والشــــــرقية ودول الأتحاد الأوربــي ، وعليه وفي عام 1993 م وضعـت شــــــــروط كوبنهاجن :
شروط سياسية – على الدولة المرشــــحة للعضـــــوية في الأتحاد الاوربي أن تتمتع بمؤسـسات مسـتـقلة تضمن الديمقـــراطية ودولة القانون ، وأحترام حقوق الأنسان وحقوق الأقليات .
شروط تشريعية – على الدولة المرشحة للعضوية أن تقوم بتعديل تشريعاتها بما يتناسب مع التـشــريعات والقوانين الأوربية التي تم وضعها وتبنيها منذ تأسيس الأتحاد الاوربي.
توسع الأتحاد الأوربي : أنضمت كل من النمســـا ووالسويد وفنلندا الى الأتحاد الأوربي في الأول من تشرين الثاني من عام 1995 م ، وبعد حوالي ثلاثة شهور وبالتحديد في 26 آذار من عام 1995 م ، بدأ العمل باتفاقية الشينغن ( شينغن قرية صغيرة في لوكسمبورغ –
16
والاتفاقية سمحت للاوربيين بالسفر من دون مراقبة الحدود) . وفي الثاني من تشــــرين الاول من عام 1997 م تم التوقيع على أتفاقية أمستردام والتي تنص على مزيد من الاصلاح لمؤسسات الأتحاد الأوربي من خلال تعاون أكبر في مجالات القضاء والسياسة الداخلية ، وكذلك توثيق السياسة الأمنية والسياسة الخارجية المشتركة ، كما تم توسيع حق البرلمان الأوربي في المشاركة في أتخاذ القرار . وفي/ 2 / مايس 1998 صدر قرار من رؤساء الدول والحكومات بأن يبدأ الأتحاد النقدي الأوربي في كانون الثاني من عام 1999 في أحد عشرة دولة من الدول العضوة في الأتحاد الأوربي ( بلجيكا ، المانيا ، فرنســـا ، فـنـلندا، إيطــــــاليا ، إيرلندا ـ لوكسومبوغ ، هولندا ، النمسا ، البرتغال واسبانيا ) ، وقد كانت هذه خطوة هامة نحو التكامل الأوربي . أستمرت عمليات توسع الأتحاد الأوربي شرقا ً ، فأنضمت عـشر دول جديدة الى الأتحــاد الأوربي ( لولندا ، التشيك ، المجر ، ســـلوفاكيا ، سلوفينيا ، ليتوانيا ، لاتفيا ، استونيا ، قبرص ومالطا ) . لقد كان هذا التوســــــــع حدثا ً تاريخيا ً والاكبر والأهم في تاريخ أوربا في أتجاه بناء الوحـــــــدة الأوربية . طويت صفحة تقسيم اوربا وتم التسارع نحو الأندمــــاج الأقتصادي والسياســي حتى أصبح عدد الـدول العضـوة في الاتحـــاد الاوربي خمسة وعشرون دولة ، وأنضمت لاحقا ً في عام 2007 م كل من رومانيا و بلغاريا ليصبح عـدد الدول ســبعة وعشـــــــرون دولـــة . إن تهاية الحرب الباردة و تفكك الاتحـــاد الســـوفيتي هيأ الأرضية لتوسع الاتحاد الاوربي بشكل واسع ويـزداد عــدد اعضاء الأتحاد .
17
عمق الأتحاد الأوربي شخـصيته الجماعية وحضوره السـياســــي والأقتصادي في الاحداث الدولية ، واجهت الاتحاد الأوربي بعض المشاكل الداخلية منها ( حيث منيت المعاهدة الدستورية لأوربا في 2005 م بنكسة برفض فرنسا وهولندا لها ) ، ولكم هذه المشكلة ما لبث أن أن وجد لها حلا ً ولم يكن عائقا ًأمام توسع الاتحاد الاوربي، فخلال قمة دول الاتحاد في العاصمة البرتغالية ( لشبونة ) في عام 2007 ، حيث نجحت القمة في التوصل الى معاهدة بديلة لمشروع دســـــتور الأتحاد . أما جوهر معاهدة لشبونة هو صياغة الاجابات حول الاشكاليات وخلـــق صــورة إيجابـية عـن مشـــــروع الأتحاد الأوربي ، ومن ثم إعادة تنظيم الحياة السياسية والمجـــــال السياسي الأوربي بشكل تتعامل مع الزيادة المستمرة في عدد أعضاء الأتحاد وكذلك تحويل الأتحاد الأوربي الى قوة أستقرار أوربا وخــــارجها ، وأن يكون نموذج ديمقراطي معاصر في النظـــام العالمـــي الجديد . وتدفع المعاهدة بأفكار تنظيمية جــديدة الى الواجهـــــة أهمها توزيع الأختصاصات السياسية النقدية وقوانين المنافسة والتجارة الخارجية وقانون العقوبات وأخرى مشـــــــــتـركة مع الدول ، كالمـواصلات والهجرة وقوانيــن اللجــوء وكذلك الثـقافة والتعلـيم والرياضة وهي مشتركة . وتنص المعاهـــــدة أيضا ً على تطوير هيكل إتخاذ القرار الجماعي بدءا ً من عام 2009 م ، لجعل قرارات مجلس رؤســـــاء الدول والحكومات والسياسة الخـــــارجية والأمنية المشتركة ، التي تعتبير الدول والحكومات ومجالس الوراء في مجالات أختصاصات الاتحاد الأقتصادية والاجتماعية والسـياســية قــــرارات أغلبية على
18
قاعدة الوزن التصويتي النسبي وفقا ً لــعدد ســـكان الدول الأعضاء باستثناء قضايا النظم الضريبية والسياسية الخارجية المشتركة .

مؤسسات الأتحاد الأوربي
الأتحاد الأوربي ليس دولة فيدرالية ، بل يعتبر أكثر من كونه كونفدرالية بين الدول الأعضاء ، وهو نوع جديد من الهيكليات ، فهو نظام سياسي موحد نشأ تاريخيا ً وتطور على مدى أكثر من نصف قرن ويتكون من :
1- مجلس وزراء الأتحاد ويمثل الدول الأعضاء : هــــــو مجلس الرئيسية لصنع القرار(( عند أجتماع رؤساء الدول أو الحكومات فيصبح اسم المجلس ( المجلس الأوربي) . تتولى الدول الأعضاء رئاسة المجلـــس بشكل دوري ولمـــدة ستة شهور ، يحضركل أجتماع للمجلس وزيــر عن كل دولة ، ويتحدد الوزير لبعا ً للموضوع المدرج على جدول أعمـــــــال الأجـتماع
- الخارجية ، الزراعــة ، الصناعة ، النقل والبيئة ... الخ ، يـتـولى السلطة التشريعية وبالتقاســم مع البرلمان الأوربي و بموجب القرار المشترك يتقاسم المجلس والبرلمان على قدم ومساواة المسؤولية عن صنع موازنة الأتحاد ويبرم المجلس الأتفاقات الدولية التي تتفازض عليها المفوضية.
19
2- البرلمان الأوربي - ويمثل مواطني المجمــــــــــــوعة الأوربية ويمارسون الأشراف السياسي على نشاطات الأتحاد الذين ينتخبون بشكل مباشـــــــر كل خمس سـنوات أعتبارا ً من عام 1979 م وله سلطات تشـــريعية . وعدد أعضاء البرلمان الأوربي من 2007 – 2009 هي كالآتي :
الدولة عدد الاعضاء
--------------- ----------------
النمسا 18
بلجيكا 24
بلغاريا 18
قبرص 6
جمهورية التشيك 24
الدانمارك 14
استونيا 6
فنلندا 14
20
فرنسا 78
المانيا 99
اليونان 24
هنغاريا 24
إيرلندا 13
إيطاليا 87
لاتفيا 9
ليتوانيا 13
لوكسومبورغ 6
مالطا 5
هولندة 27
بولونيا 54
البرتغال 24
21
رومانيا 25
سلوفاكيا 14
سلوفينا 7
اسبانيا 54
السويد 19
المملكة المتحدة 78
----------------- --------------
المجموع 785
يعقد البرلمان الأوربي جلسته العادية في ستراسبورغ ، والجلسات الأستثنائية في بروكسل و يشارك البرلمان في العمل التـشــــريعي للأتحاد على ثلاث مستويات :
• وفق إجراء التعاون المعتمد بموجب القانون الأوربي الموحد لعام 1987 م .
• منذ عام 1987 م أصبح هناك أيضا ً إجراء يدعى إجــــــراء الموافقة ، بموجبه أن يوافق البرلمـــان على الأتـفاقية الدولية
22
• التي تفاوض عليها المفـــوضية الأوربية وعلى توسع مقترح للأتحاد الأوربي .
• في معاهدة ماستريخت 1992 م تم أعتمد أجـــــراء القــــرار المشترك ، الذي يضع البرلمان الأوربي على قدم المســـاواة مع المجلس في العملية التـشــريعية بعدد من القضايا الهامة . بما فيها حركة العمالة والسـوق الداخلية ، التعليم ، البحوث ، البيئة ، شبكات النقل ، الصحة ، الثقافة وحماية المستهلك ، وأصبح بمقدور البرلمان رفض التشريعات المقترحة في هذه المجـالات ، إذا ما صوتت الغلبية المطلـــقة لأعضائه ضـــد الموقف المشترك للمجلس ، كما نصت المعاهدة ( معاهدة ماستريخت ) على أجراء التوفيق والمصالحة .
3- المفوضية الأوربية - وتمثل المصلحة المشتركة للأتحاد ، ولها الحق بأقتراح التشريعات ، وضمان تنفيذ سياسة الأتحاد يلبشكل الصحيح .أما أعضائه فيتم تعينهم لمدة خمس سنوات بالأتفاق بين الدول الأعضاء شريطة الحصول على موافقة البرلمان ، والمفوضية تتكون من 27 عضواً
مندوب واحد عن كل دولة عضوة في الأتحاد الاوربي ، أحد هذه الاعضاء يعين رئيسا ً للمفوضية الاوربية من قبل المجلس الأوربي بعد موافقة البرلمان .

23
مؤسسات وهيئات أخرى في الأتحاد الأوربي
أ – محكمة العدل الأوربية
مقرها لوكسمبورغ ، هي المحكمة العليا للجماعة الأوربية ، مهمتها تفسير قوانين الجماعة الأوربية والفصل في المســائل القانونية وفقا ً للمعاهدات الأوربية التي تثيرها المؤسـســـــــــــات الأوربية والدول الأعضاء أو الأفراد ، وقراراتها ملزمة . محكمة العدل الأوربية هي خاصةبالأتحاد الأوربي ، لــــــــــــذا فإن هناك أختلاف بيـن القضاء الأتحادي والقضاء الدولي { في القضـاء الدولي تستدعي الدول أمام قاضي دولي عند موافقتها على هذا فقـط ، أمــــــــا في إطار الأتحاد الأوربي فإن القاضي ملزم وتستدعي الدول للإجابة على تصرفاتها أمام قاضي أتحادي .في نظام القضائي الأتحـــــــــــادي يضم العدل الأتحادي أختصاصات موحودة في النظام الدولي ، كالخلافات بين الـدول والقضايا الدســـتورية وما يتعلق بالخـــــــلافــات بين الدول ومؤسـسات الجماعة الأوربية والقضايا ذات الطابـع الأداري ، كما هناك أختصاصات ذات طابع تنظيمي أي تتعلق بمهمة التعاون بين القاضي القومي والقاضي الأتحادي .
ب – محكمة المدققين : تأسست هذه المحكمة في لوكسومبورغ عام 1975 م ، لكل دولة عضــوة ممثل في هذه المحكـمة ، يتم تعينه من لفترة ســـــــــتة سـنوات بالأتفاق بين الدول الأعضاء بعد أسـتـشارة البرلمان الأوربي وتتحقق هذه المحكمة من أن جميع إيــــــــــرادات
24
ونفقات الأتحاد تعد بشكل قانوني ونظامي أن موازنته تـدار بالشــكل الصحيح .
ج – اللجنة الأقتصادية والأجتماعية الأوربية : هي لجنة أستشارية ، خلال عمل مجلــــــس الأتحاد والمفوضية لدى إتخاذ القرارات في عدد من المجـــــــــالات ، يلجئان الى إســـتـشارة اللجنة الأقتصادية والأجتمــــــاعية الأوربية التي تتألف من أعضـــاء يمثلون مخـتـلف مجموعات المصــــــــــــالح الأقتصادية والأجتماعية بحيث يكونون مجتمعين ويتم تعينهم لمـــدة أربعة سنوات من قبل المجلس وعددهم 220 وهم من المنظمات الأوربية ، ولن يكون قرارت وآراء الجنة ملزمة .
د- لجنة المناطق : أسست بموجب معاهدة الأتحاد الأوربي ومقرها بروكسل . تتكون هذه اللجنة من 222 عضوا ً يمثلون الســــــلطات المحــــلية والاقليمية وتسـتـشار في شأن القـــــرارات التي تؤثر في المصالح الأقليمية .
هـ – البنك المركزي الأوربي : ( ECB ) مقره فرانكفورت ، وهو البنك المركزي لبدان ومناطق اليورو ، وهذا البنك يضع ســـــــــعر الفائدة والمــسؤول عن السـياسة المالية . المجلــس يحكمه مديــــري البنوك المركزية في بلدان ومناطق اليورو ، وله مكتب من رئيــــس البنك ونائب الرئيس واربعة أعضاء ، يعين مجلس الوزراء أعضاء
25
المكتب التنفيذي وهم مسؤولون على سعر الفائدة وعلى الاجتماعات الشهرية .
و – بنك الأستثمار الأوربي : مقره في بروكســــــــــل ، يقدم البنك القروض والضمانات لمســـــــاعدة المناطق الأقل نموا ً في الأتحاد الأوربي ، وكذلك يعمل على جعل الأعمال أكثر تنافسية .
الهيئات والمؤسسات المشتركة
* المكتب الأوربي لمكافحة الغــش – يعمل بشكل مســتـقل لمكافحة الغش ، كما يعمل عن قرب مع الوكلات الوطنية لمكافحــــــة الغش والفساد .
* مكتب المطبوعات الرسمية للجان الأوربية
هو دار للـنـشــر لمؤسـســات وهيئات الأتحاد الأوربي ، وهو مكتب المسؤول عن أنتاج وتوزيــع مطبوعات الأتحاد الأوربي على جميع وسائل الأعلام .



26
وكالات الأتحاد الأوربي
- وكالة الجماعة : وهي من الهيئات التي يحكـــــمها القانون العام ، وينشأ من أجل أنجاز مهام فنية وعلمية وأدارية .
- وكالة السياسة الخارجية والأمنية : لحد ال تـتمثـــــل في وكالــة الدفاع الأوربية للدراسات الأمنية ، ومركز الأقـمــــار الأصطناعية التابع للأتحاد الأوربي .
إقتصاد الأتحاد الأوربي والأزمة المالية العالمية
التكتل الأقتصادي الذي أسـسـته أوربــا في تشـــــــكيل جمعية الفحم والصلب عام 1951 م كانت تتكون من ست دول ، وقد مر بمراحل من التطور والتوسع حتى وصل عدد الول الأعضاء في الأتحــــــاد الأوربي الى 27 دولة ، تسير الأتحاد الأوربي اليوم نحو أندمــــــاج أقتصادي في الأطار الأوربي الموحد . ظل خيار الأتحاد هدفاً للدول الأوربية ، لا سيما أن طريق تنسيق المواقف السياسية والأقتصاديـة قد مر بمراحل تفاعل فيه الاقتصاد منذ الخطوة الاولى منذ تاسـيــس جمعية الفحم والصلب . في الوحدة الكمركية والســـــــوق الاوربية المشتركة في المرحلة الثانية ، أما المرحلة الثالثة تمثلت في أقرار العملة المـــــوحدة ( اليورو) ، أنضم اثنا عشرة دولة لنظام العملة الأوربية الموحدة . للأتحــــاد الأوربي أمكانات أقتصادية وموارد طبيعية كبيرة ، والأتحاد الأوربي يشـــــكل قوة أقتصادية وتجارية
27
ونقدية كبيرة تؤثر على موازين القوى العالمية ، كما يشكل الأتحاد الاوربي أبرز تكتل أقتصادي على المســــــتوى العالمي ، ويشكل الاتحاد الاوربي قوة زراعية ، وثاني قوة صناعية في العالم ، ولا ننسى أن الاتحاد الاوربي قوة تجارية عالمية ، حيث يحقق 38% من حجم المبادلات التجارية العالمية ـ أما صــادرات الأتحــــــــاد الاوربي من النتاجات الصناعية فتبلغ 58% ، وهذه تســــــاهم في المكانة التجارية .
إن القوة الاقتصادية وكثافة شبكة المواصلات وأتساع الســـــــوق الداخلية جعل الناتج الاجمالي الداخلي الخـــــــــام يبلغ 25,3 % . وتســــــيـر أوربا بخطى واثقة نحو المزيد من التقدم ، حتى ارتفع مستوى الناتج الأجمالي ، وارتفع معه مستوى المعيشة والتعليمــي والصـحي . بلغ نفوس الأتحـاد الاوربي في عام 2008 م حوالـــي 500 مليون نسمة ، ومســــاحتها 4,324,782 كيلو متر مربـــــع . كان دخل الفرد في عام 2007 م 33,482 دولار . إن الاقـتصـــاد الاوربي هي أحد الاقتصاديات المنافســـــــــــــة للولايات المتحدة الامريكية . في اجتماع لشبونة في آذار 2000 أدرك الأوربيون أن الأقتصاد الأوربي بحاجة الى تجديد شامل لمنافسة أقـتصاد الولايات المتحدة ، لذا وضع المجلس الأوربي في أجتماعه هدفا ً ليصــــــبح أقتصاد اوربا لغاية عام 2010 م الأقتصاد المعرفي الأكثر تنافسا ً وديناميكية في العالم . أما الأزمة المالية العالــمية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2008 م كانـــــت لها آثار سلبية
28
على الأقتصاد العالمي ، وتضرر الدول الفقيرة بهذه الازمة بالدرجة الأولى .
كشفت المفوضية الأوربية في بروكسل في تقرير أحصائي في 23 يونيو 2009 م فيما اذا لم تتحرك حكــــومات دول الأتحاد الأوربي بسرعة فإن الأزمة المالية العالمية ستكبدها خسائر تصل الى 8و1 تريليون يورو ، أي حوالي 14% من الناتج المحلي ، ويتوقف هذا على مدى تعامل الحكومات بشكل فعال مع الأزمة. وقد أكد التقرير من تجربة الأزمات المالية السابقة. لذا أتخذت اجراءات استراتيجية حيث قامت بعض الدول الأعضاء بدعـــم القطاعات المصرفية بما يصل الى ما قيمته 13% من أجمالي الناتج المحــــلي وتم الموافقة على ضخ أموال تعادل31%من اجمالي الناتج المحـلي . ولكن هذه التدابير كانت على شكل ضمانات قــــروض من البنوك ، بحيث لا تؤثر على الدين العام والعجز في ميزانية الــــدول الأعضاء ، واذا تعثرت هذه القروض حكوميا ً فتتحملها الخزانة العامة .
لقد أتخــــــذت الأتحاد الاوربي مجموعة قرارات لمواجهة الأزمة المالية العالميـــــــة والحد من آثارها السلبية على أقتصادياته ، وقد صـــادق الأتحاد الاوربي على رزمة قواعد تسمح للدول الأعضاء بتقديم المــــــزيد من المساعدات للشركات على شكل مبالغ مباشرة بنسبة فائدة ضـــئيلة لدعمها في مواجهة الأزمة ، وتؤكد المفوضية على ضرورة توفير مناخ قانوني متجانس في الدول الأعضاء بشكل يسمح بتكافيء الفرص بين الشـــــــــــركات للافادة من المساعدات
29
الحكومية ولتفادي تطبيق سياسات (قد) تفقد العدالة في دعــــــــــــم الشركات على مواجهة الأزمة ووفق القواعد الجديدة سيكون متاحا ً للحكومات الأوربية تقديم مساعدة نقدية مباشــــــرة تصل قيمتها الى حوالي 500 الف يورو وتدخل حيز التنفيذ من 2008/12/24 م الى نهاية كانون الاول 2010 م ، لقد كانت قيمة تلك المســـــــــــاعدات محدودة بـ 200 الف يورو في السنوات التي أعقبت الأزمة . تـقول المفــــــــــــوضية أن القوانين الجديدة ستوفر أمكانيات جديدة للدول الأعضاء من إعادة أقتصادياتها الى الطريق الصحيح . تواصلت قمم الأتحاد الأوربي بوضع خطط وتقيمها من أجل تحفـيز إقتصادياتها لتجاوز الأزمة المالية لتقليل التأثيرات الســلبـية للأزمة على أقتصاديتها . أما قمة الأتحاد الأوربي في بروكسل في حزيران 2009 فقد ناقش زيادة مبلغ 75 مليارد يورو تعهـــــدت به لصندوق مكافحة الأزمات التابع لصندوق النقد الدولي . وفي 20 نيـــــــــسان 2009 م تعهدت دول مجموعة العشرين بأكملها بزيادة مـــــــــوارد صندوق النقد الدولي الى ثلاثة أمثالها ليصـــــل مجموعها الى 750 مليار دولار ، وذلك لمساعدة الصندوق على الأستجابة للأزمات في الأسواق الناشئة الأكثر تضررا ً وفي الدول النامية ، وهذا يؤشــــــر على أنه رغم الأزمة التي تضررت بها كل دول العـــــــالم بضمنها الأتحاد الأوربي ، إلا أن الأقتصاد الأوربي في مرحلة أنتعاش ونمو تصاعد دوره في مواجهة الأزمة والتقليل من تأثيراتها الســــــــلبية ومواسلة تقديم المساعدات للدول النامية ودول الجـــــــوار التي هي

30
الأكثر تضررا ً بها ولتمكينها من بناء أقتصاديتها واستمرار عمليات التنمية فيه .
أعلنت المفوضية الأوربية بتاريخ 21 تموز 2009 م عن تخصيص مبلغ 70 مليون يورو أضافية لدعم المشــــــروعات الأستثمارية في الدول التي ترتبط مع الأتحاد الأوربي بأتفاق عــــــرف باسم سياسة الجوار الأوربي ومنها عدد من الدول العربية في جنوب المتوسـط ، إن لهذه الأموال الأثر في زيادة تمويل المشاريع الخاصة بالطاقـــــة والنقل والبيئة وكذلك دعم الشركات المتوسطة والصغيرة والقطــاع الأجتماعي . وهذا القرار جاء بعد فترة قصيرة من قرار المفــوضية الأوربية تخصيص مبلغ 72 مليون يورو أضافية لدعم المشـــــاريع المهمة المقررة في أطار الأتحاد الأوربي من أجــــــــــل المتوسط ، وبشكل خاص تلك المتعلقة بتنظيف شواطيء المتوســـــــــط وانتاج الطاقة الشمسية والطرق البحرية ، جاءت القـــــــــرار بالتزامن مع الذكرى الأولى لأنطلاق الأتحاد الأوربي من أجل المتوسط في 13 تموز 2008 م في باريس .وهذا يؤكد على قوة أقتصاد دول الأتحاد الأوربي رغم انها تضررت من الأزمة المالية العالميـــة ، أن القوة الاقتصادية يعتبر عنصر رئيسي من عناصر القوة الدولية واحـــــد المقومات الاساسية في التأثير في السياسة الدولية .


31
مباديء واهداف الأتحاد الأوربي
• تحقيق الوحدة الأقتصادية لدول أوربا ، والتي تتمثل في إزالة القيود المفروضة على تحركات السلع والخدمــــات ورؤوس الأموال والتكنلوجيا والعمالة بين دول الأتحـــــــاد الأوربي . وخلق سوق داخلي لحوالي 500 مليون مستهلك . وللاتحاد الاوربي سوق موحدة ذو عملة واحدة (اليورو ) ، وقد تبنت 12 دولة من أصل 27 دولة هذه العملة ، وللاتحاد الاوربي سياسة زراعية مشتركة وسياســــــــــي صيد بحري موحد .
• أقامة إتحاد سياسي يتم بموجبه صياغة سياسات خارجية وعسكرية مشنركة وبأسم الأتحاد الاوربي .
• تبني سياسات تعليمية وصحية وثقافية وبحثية مشـــــتـركة .
• منح المواطنة الأوربيةوالتي يتمتع بموجبها أي مواطن حق التصويت في الدولة الأوربية التي يقيم فيها ، وتقديم الهوية الأوربية لا كنقيض للهوية الوطنية للبلد الام ، ولكن كمكمل لهذه الهوية وزيادة حقوق الفرد الأوربي ، والتنقل من دولة الى دولة أخــــــــــــــرى دون جواز سفر ويمتع بالمساعدة الدبلوماسية من اي سفارة أوربية .
• بناء وتحقيق سلام وطيد وديمقـــــــــراطية واحترام لحقوق الانسان في كافة انحاء أوربا .

32
• ينظم الأتحاد الأوربي العلاقات بين الــدول الأعضاء وبين شعوبهم في اسلوب متماسك وعلى قاعدة التضامن ، وذلك من خلال تحقيق التقدم الأقتصادي والأجتماعي .
• نقل صلاحيـــــــات الدول القومية الى المؤســـسات الدولية الأوربية . ولكن تظل هذه المؤسسات محكـــــــــومة بمقدار للصلاحيات الممنوحة من كل دولة ، لذا يمكن اعتبار الأتحاد الأوربي إتحاد فيدرالي ، حيث أنه يتفرد بنظام فــــــريد من نوعه في العالم .
• تطوير مساحة الحرية والأمن والعــــدالة والمحافظة وبناء القانون الذي تسير عليه المؤسســــــــات الخاضعة للأتحاد الأوربي .
• أبراز الهوية الأوربية على الصعيد الـــــــــدولي من خلال المساعدات الأنسانية الأوربية الى البلــــدان الغـير أوربية .
• وجود أوربي إيجابي في الأزمات الدولية ، إن هذه الأهداف التي وجد من أجلها الأتحاد الأوربي هي بعضها محققة الان وعلى درجة عالية وبالتالي فإن الأتحاد الأوربي في طريقه الى أستكمال خطوات التكامل والأندماج وهو قوة أقتصادية كبرى .


33
الأتحاد الأوربي والسياسة الأمنية
الأتحاد الأوربي مؤسسة أقليمية أوربية يقوم بوظاائف سـياســــــية وعسكرية ، ورغم أنه ما زال يمثل قوة أقتصادية كبــــــرى ، ولكن تأثيره السياسي والعسكري كان ضعيفا ً في الشـــــــــؤون الأوربية والدوليـــــة . ولكن من خلال متابعة مسيرته في السنوات الأخيرة ، وتوسـعه نحــو الشرق بسهولة دون مقاومة من دول أخرى قد تعتبر هذه مؤشـــرات الى تحوله في المســتقبل القريب الى قوة سياسية لا سيما إذا تــــواصل توسعه في أوربا وشــمل أغلب دولها . وشــــكل عسكريا ً قوة متمثـلة في أتحاد غـــرب أوربا ، ســــاعيا ً الى تطوير هذا التشكيل العســــكري. بالــذات بعد تحـول الجماعة الأوربية الى الأتحاد الأوربي بعد أتفاقية ماســــتريخت في عام 1992 . لقد أنشأ ثلاث دعامات أساسية للأتحاد الأوربي ، برزت السياسة الخارجية والأمنية المشتركة بأعتبارها أحدى هذه الدعامــــــــــات الى جانب الجماعة الأقتصادية الأوربية والشــؤون الداخلية والعــــــــدالة ، فقد نصت تلك الأتفاقية على قيام سياسة دفاعية و أمنية مشــتركة تشمل كافة القضايا المتعلقة بأمن الأتحاد الأوربي ، وجــــــــاءت صياغة أهـداف هذه السياسة الخارجية والأمنية في عبارات عــــامة منها : حماية القيم المشتركة والمصالح الأساسية واستقلال الأتحاد وتقرير أمن الأتحاد والدول الأعضاء ، تنمية الديمقراطية ودولة القانـــون ، و احــــترام حقوق الأنسان والحريات الاساسية. وما تؤكده مسيرة الاتحاد الاوربي بعد توقيع إتفاقية ماستريخت أن دول الاعضاء في
34
الأتحاد الأوربي أصبحوا فاعليين أساسيين في كل تحرك مشــترك في مجال السياسة الخارجية والأمنية . بعد أنهيار الأمــن في أوربا الشرقية ، بعد إنتهاء الحرب الباردة ، وما نتج بعد ذلك من مخاطر في حــرب البلقان وحالة عدم الاستقرار في شرق وجنوب أوربا ، فإن واضعــــــي معاهدة ماستريخت في عام 1992 عمــلوا على إيــجاد إتحاد أوربي لـشــعوب أوربا مع سياسة خارجية في مجال الدفاع والامن (( حـــرص واضعوا معاهدة ماستريخت على تبديد المخــاوف الأميريكية من أن لا تعمل أوربا دون تنسيق مع الحلف الاطلسي ) حيث أكدوا أن سـياسات اوربا الدفاعية المتمثلة بإيجاد قيادة أوربية مشتركة للتخطيط العســـــــكري أو تكون قوة أوربية مشتركة لن تـتعارض مع سياســـة الحلف الأطلســـي ، يلاحظ أن السياسة الأمنية والدفاع والخارجية المشأـتركة للأتحاد الأوربي قد أعتمد في أجتمــــــاعات القمة لدول الاتحاد الأوربي والتي تمخض عنها عدة معاهدات ، و بموجب معــاهدة أمستردام عام 1997 م ، تبنت الدول الأوربية الأعضــــاء في الأتحاد الاوربي هدفا كجزء من مهمة أرساء سياسة الأمن والدفاع الأوربية والتي تمثلت في القدرة على على نشـــــر قوات تدخل ســريع بدعم جوي وبحري ، إلا أن هذه القوات لن تكون جيـــــــشا ً أوربيا ً حقيقيا ً، بل ستتكون من فرق عسكرية من القوات المســــــــلحة الوطنية القائمة في دول الأعضاء . يتبين من هذا أن تشكيل الجنـــــــــــاح العسكري للأتحاد الأوربي قد مر بمراحل متعددة من أجل التوصل الى وضع الخطوط الرئيسة لإقامة سياسة أمنية ودفاعية أوربية مشــــتركة . وقد وضـع
35
الإطـار المؤسسي للسياسة الدفاعية والأمنية الأوربيــة في أجـتماع قمة كولين في حزيران 1999 . وفي قمة هلسنكي وافــــق المجلس االأوربي على أنشاء قوة عسكرية أوربية لأدارة الأزمــــات وحفظ السلام ، وتم تعين الأمين العام الســــابق لحلف الناتو خافـير سولانا كاول ممثل أعلى للسياسة الخارجية والأمنية الأوربية.
وبهذا أصبح للأتحاد الأوربي أمكانات عسكرية لتنفيذ المهمات التي يحددها (في 2003 قرر المجلس الأوربي في أجتماعه المنعـقد في تسالونيكي إنشاء هيئة الدفاع الأوربي، ومنذ هذا العام (2003) نفذ الاتحاد الأوربي عددا ً من مهمات الســــــــلام وإدارة الأزمات كان أهمها في البوســـنة والهرسك حيث حلت قوات الأتحاد المكونة من 7000 جندي مكان قوات حفظ السلام التابعة للناتو في كانون الأول 2004). وأُعتبرت الخطوات التي أتخذت في أجتماعات الأتحاد من أجل أنشاء دفاع أوربي مستقل منعطفا ً هامـــــا ً في مسيبرة الأتحاد الأوربي ، منها قرار الأتحاد في هلسنكي لتشــــــكيل فيلق عسكري مشترك يكون جاهز في عام 2003 ،لا وكذلك الأتـفاق الفرنســـي الألماني على أطلاق قمر صناعي أستطلاعي للتخلص من الأحتكار الأمريكي للمهام الأستطلاعية في حلف شمال الأطلســــي . التفاهم الفرنسي البريطاني على تطوير الصناعــة العســـــكرية المشتركة . وأتخاذ خطوات جديدة لتنشيط منظمة الاتحــــاد الأوربي الغـــــربي وأعتبارها المنظمة العسكرية للأتحــاد الاوربــي . إن السياســـــــــة الخارجية الأمنية للأتحاد الأوربي وتشكيلة لقوات عسكرية ، سيكون لها تأثير في المستقبل .
36
أما السياسة الخارجية للأتحاد الأوربي فإنها في غـــــــــــاية الأهمية وتطـــور دائم ، حيث تمكنت خلال السنوات الماضية مـــن أن يكون لها دورا مؤثرا في العلاقات الدولية . الأتحاد الأوربي يتمتع بشبكة متكاملة من العلاقات حول العالم وهذه تساعده على صياغة وتطبيق سياســـته فبالأضافة الى العديد الى العديد من الســـــفارات الأجنبية المرسلة الى الأتحاد في بروكسل للمفوضية فأن أكثر من 120 وفدا ً في بلدان ثالثة ودورهم هو لتطوير صلات الأتحــاد الثـنائـية بالأمم، وبالإضافة لهذه الصلات فإن للأتحاد إجتماعات قمة منتظمة تعـقـــد مرة أو مرتين كل عام مع شركائه الرئيســــــيـين كالولايات المتحدة واليابان وروسيا وكندا ، وبشكل عام لأغـــــــــراض توجية التجارة ودراسة القضايا السياسية ، بما فيها طرق حماية البـيـئة ومعالـــجة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات دوليا ً بالإضـــــافة الى سـبـل الترويج لحقوق الأنسان ، والعمل على إيجـــــــاد أوضاع مسـتـقـرة للأهداف المشتركة للسلام والأمن . على الرغم من دورية رئاسة الأتحاد التي تنتقل بين الأعضاء كل ستة أشهر ، إلا أن هناك أستمرارية في السياسة الخاؤجية الثابتة ، إضافة الى التوسع في عدد الدوائر المرتبطة في الأتحاد التي تهتم بالعلاقات الخارجية وتطويرها (قبل عقد ونصف العقد كان الغطاء العام للعلاقات الخارجية من مسـؤولية دائرتين من دوائر المفوضية ، لكن في الوقت الحاضر فهناك ست دوائر سياسية لهذا الغرض مع تنسيق بينهما { مفوض العلاقات الخارجية (كريـــــــــــس باتن ) ، (مفوضية التطوير والمســــــاعدات الأنســانية – بول نيلــــسون ) ،
37
(التوسع – جانتز فير هيوجيـن ) ، ( التجــــارة – باسكال لامي ) ، كما أن مفوض السياسة الخارجية يعمل بتواصل مباشر مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامن (خامير سولانا ) ، ويتسع أهتمام الأتحاد في القضايا السياسية بما فيها حماية البيئة ومعالجة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات دوليا ً بالإضــــــافة الى سبل الترويج لحقوق الأنسان .
عمليات الأتحاد الأوربي في مجالات السياسة والأمن والدفاع الأوربي
- العملية الأولى كانت في البوسنة والهرســك في الأول من كانون الثاني / يناير 2003 وعـــــــرفت بمهمــة البوليس للأتحاد الأوربي ، كانت هـدف هـــذه العملية تاسيس قدرات محلية لدعم القانون يمــــكن أن تساهم في استقرار المنطقة .
- أما العملية الثانية فقد كانت في مقدونيـــــا في آذار / مارس 2003 وعرفت باسم كونكورديا concordia وهي أول عملية عســـكرية هدفت الى المساهمة في أستقرار وأمن مقدونيا من خلال تطبيق أتفاق أوهيرد ohird وهو الأتفاق السياسي الذي أنهى الصـــــراع بين ألبان مقدونيا وسلاف مكقدونيا .

38
- العملية الثالثة في جمهورية الكونغو الديمقراطيــة في 12 تموز /يونيو 2003 وعرفت بأسم آرتيمــــــــــس ARTEMIS وهدف هذه العملية الى المساهمــة في أستقرار الأوضاع الأمنية وتطوير الوضع الأنســـاني في BUNIA ، وهناك مهام أربعة مهام أخرى تم تنفيذها ، منها :
- مهمة دولة القانون أوجست ليكس من أجل العراق لغرض تدريب 700 من قضاة العراق ، محامين ، رجل شرطة ، العاملين في السجون .
- مهمة لغرض مساندة الأصلاحات في القطاع الأمني في جمهورية كونغو الديمقراطية ( أوسيك كونغو ) .
- مهمة المساندة التي يقيمها الأتحاد الأوربي لعمليات الأتحاد الأفريقي(أمين 2) في دارفورد /الســــودان / منذ تموز / يوليو 2005 .
- مهمة مراقبة السلام ( مراقبة أتشيه ) بين الحكــــومة الأندنوســـية وحركة أتشية الحرة ( GAM ( آب / أغسطس 2005 ، وهناك العــــــــديد من المهمات الأخرى التي تناقش والتي من الممكن أن تقوم بها الأتحاد الأوربي . كما أن هناك حضور للأتحاد الأوربي في مناطق عديدة في العالم ، والتي تأخذ طابعا ً انسانيا ً في الغالب ، كما في أفغانستان وبعض

39
الدول الأفريقية ، وللأتحاد حضور في الشيشان وطاجكستان وفي أواسط آسيا وسريلانكا .
الأتحاد الأوربي والمساعدات الخارجية
المســــــــــــاعدات الخارجية للأتحاد الأوربي لا تقتصر على تقديم المساعدات ، إلا أنه يبقى برنامج المساعدات الأنسانية هو أحد أوجه النشاط للسياســــــة الخارجية للأتحاد الأوربي { هناك وكالة أوربية معروفة)) بـ / إكو – ECHO )) تـديـــــر نشــــــاط المساعدات الأنسانية } ، تبلغ ميزانية عملها ( 600 ) مليون دولار مــــا عــدا الميزانيات التي تصرف والتي صرفت في الحـالات الأستـثـنائـية ، مثلا ً في عام 2004 مع كارثة التسونامي وعام 2005 لمــواجهة أعصار كاترينا في خليج المكسيك . عملت الوكالة منذ تأسيسها عام 1992 في 82 دولة ، إلا أن مقاييس المساعدات المالية هي كبيرة وهي ترتفع وتتسع مساحة وصولها لبلدان عديدة، من البلـــدان التي تتعرض للأزمات والكوارث والتي هي بحـــــاجة الى مســـــــاعدة ( ارتفعت نسبة المساعدات التي يقدمها الأتحـــــاد الأوربي من 7% الى ما نسبته 17 % في الوقت الـــراهن ووصــل حجم المساعدات الخارجية السنوية الى 9,6 بليون يورو، إضافة الى مساعدات إعادة الأعمار وبرامج أقـتصادية متكاملة بالأضــــــافة للبناء المؤسساتي بهدف التروبيج لحقوق الأنسان . بلغت المساعــــــــــدات الخارجية والمشاريع التمويلية لعام 1999 حوالي 44,500 مشروعا ً، علما ً أن حجم المساعدات قد تضاعف ثلاث مرات من الأعوام 1990 –
40
2000 ويقدم الأتحاد أيضا ً مساعداته لمنظات إنسانية إضـــافة الى تعاونه مع وكالات تابعة للأمم المتحدة وتشمل المساعدات أكثر من 170 منظمة غير حكــومية مثل أوكسفام وميديسن سانز فرونتيرز ، من خلال الأرقام يلاحظ أن هناك تطور طــــــرأ على دور الأتحاد الأوربي في المجال الأنساني والأستثمار لأكثر من 80 بلدا ً ، ,ان المساعدات لا تخضع للتميز الديني أو العرقي أو الأثـني وهـــــــي موجهة لأولئك الموجودين في خطر والذين بحاجة الى مساعــــدة ، وتشمل المساعدات الحاجات الضرورية كالاغذية والأدوية وفـــرق تنقية المياه وتدريب اخصائيين في مجال الكوارث وغيرها وكــذلك وضع مشاريع وخطط لنزع الألغام الأرضية برامج حمــــاية البيئة والتنمية المســـــــتدامة تشكل نشــــاطاً مهما ًمن أنشطة الأتحــــــاد الأوربي المتنوعة ويشمل هذا النشاط بالدرجة الأساسية دول الأتحاد ويصاغ في تشريعات ويخضع للمراجعة والتدقيق حسب الحاجـــات البيئية وتنوعها ، على ســــــبـيل المثال ( للأتحاد برامج عمل يحمل عنوان / البيئة عام 2010 مسـتـقبلنا وخيارنا ويغطي هذا البرنامـــج الفترةمن 2001 الى 2010 ويشدد على الحاجة الى :
- تخفيف وابطاء التغير المناخي والأحتباس الحـــراري
- حماية أشكال الحياة الطبيعية والحياة البرية النباتيـــــة والحيوانية .
- التعامل مع المشاكل المرتبطة بالبيئة والصحة .
- الحفاظ على الموارد الطبيعية وأدارة النفايات بكفائة . كانت المشاكل المعالجة على درجة عالية من التنوع
41
{ الضجيج والنفايات وحمـــــــــــاية الحياة الطبيعية والغازات المنبعثة والمواد الكيمياوية والحــــــــوادث الصناعية ونظافة المياه وأنشـــــــــاء الشبكة الأوربية للمعلومات والمســــاعدة في حالات الطواريء والتي تبادر الى العمل في حــالات الكوارث البيئية كتسرب النفط وحرائق الغابات .
- تمت مؤخرا ً دراسة المخـــاوف حول الآثار الصحية للتلوث في خطة عمل بيئية وصحية تغطي الفترة من 2004 – 2010 وتعمل هذه الخطة على تدعيم الربط بين الصحة والبيئة وسياسات البحث .
- تم اعادة النظر بالتشريع الخاص بالمواد الكيمياويــــة حيث تم استبدال القواعدلا السابقة ، ووضعت قاعــدة لبيانات مركزية تديـــرها الهيئة الأوربية الجـــــــديدة للمواد الكيماوية ، ومقرها هلسنكي ويهدف ها النظام الى معالجة تلوث الهواء والميــــــــاه والتربة والأبنية وبنفس الوقت الحفــــــاظ على تنافسية صناعة أوربية ( هذه المشاريع تســـــــهم في الحفـــاظ على ســـلامة المواطنين الاوربيين وعلى التنوع الحيــــوي للطبيعة ولها تأثيرات كبيرة على تطوير الســــــــــياحة وعلى الصناعات وهي بـنـفـــــس الوقت تهـيـيء الأرضية للتنمية المستدامة ولها تأثيــــــــرات على دول الجوار وبقية بلدان العالم .
42
علاقات الأتحاد الأوربي الخارجية – العلاقة مع روسيا
هناك علاقات شـراكة بين روسيا والأتحاد الأوربـــي كون روسيا عضــــــو في نادي الدول المتقدمة وأنها قطب دولي وذو مــكانة دولية ، وأنها تلعب دور كبير وواسع في المهـــــام والأدوار الدولية وتسهم في دعم الأمن والأســتـقــــرار العالمين ، وبنفس الوقت توجد نقاط خلاف ومنافـسة بين روســـيا والأتحاد الأوربي . ولكن في ظل النظام الدولي الجــــــــــديد وفي ظــل الرفض للقطبية الأحادية وبشكل خاص المـــــــوقف الفرنسي . يتوقع أن تتطور العلاقة ما بين روســـــيا والأتحاد الأوربي ، لا ســـــيما أن روسيا شــــــريك أقـصادي مهم للأتحاد الأوربي في تأمين أمـــــــــداد مصادر الطــــاقة الغاز والنفط وهي سوق للســــــلع والتكنولوجيا ، وفي مجـــــال الأمـن الأســـتـراتيجي ومحاربة الأرهاب الدولي.وقد تمكنت روسيا تقريب التباعد بينها وبين الدول الأوربية فيما يخـــص نظام التأشيرة (( توصلت موســــــكو الى أتفاق مع روما وباريس وبرلين على تســـــــــــيـير نظان التأشيرة ، وأصبح من الواضح أن روســيا تحقــق نتائج أفضل من خلال العلاقات الثنائية مع القوى الأوربية . من جهــة أخرى فإن الأتحاد الأوربي بحاجة الى التعاون والتـنسيق مع روسيا في العديد من الشؤون الأوربية
43
والدولية وإعادة دمج روسـيا في الجســـــــد الأوربـي والأستفادة من قدراتها ، كما أن لروســــــــيا مصلحة أيضا ً في مد نفوذها في الأتحـــــــاد الأوربي وتعزيز التعاون والشـــــــــراكة مع أوربا وما يؤكد ذلك ، أن موسكو أكثر ترحيبا ً بتوسع الأتحاــــــد الأوربي نحو الشرق من توسع الناتو لأنها في الأول يمـــــــــكن أن تستعيد مكانتها السياسية والعســـــــــكرية السابقة في أوربا وبخاصة إذا ما أكتسبت عضــــــوية الأتحاد أو جناحه العسكري ، وفي هذا صرح الرئيــس الروسي الاســبـق بوريس يلتسـن أثناء القمة الثلاثية مع فرنسا والمانيا في عام 1998 بأن من أهم الأولويات تحويل روســــــــيا الى مجتمع مفتوح و جعلها جزءا ً من أوربا العظمى على المسرح الدولي ، وهذا يوضح أن روسيا لديها مصلحة أيضا ً في إيجاد حضور لها في مؤسسات الأتحاد الأوربي . ورغم العقبات فقد تطورت العــلاقات بيـن روســــيا والأتحاد الأوربي منذ عام 1999 عندمـــا سعي الى إقرار أستراتيجية للعمل المشترك مع روسيا للسنوات الاربعة التالية ، وقد أشـــارت المبــــادرة الى مرحلة جديدة من العلاقات بين الشــــريكين ، وكانت الوثيقة المشتركة للسياسة الخارجيــة والأمنية الأولوية ، وقد جرى التصديق عليها مع الأتحاد تحت بندي السياسة
44
الخارجية المشتركة وبند السياسة الأمنية واللذين قدما بمعاهدة أمستردام في عام 1997 ، ثم تلاها بعد ستة أشهر ستراتيجية مشتركة مشابهه نحو أوكرانيا ، أن الأتفاق ومن ثم التطور الحاصل لاحقا ً على العلاقة بين روسيا والأتحـــاد الأوربي ، حيث أن الطرفان يسعيان الى التعاون والشــراكة والتنسيق في القضايا الأقتصادية والسياســـــية والأمنية وصـولا ً الى بناء شراكة أستراتيجية بينهما لصيانة الأمـــــن الــــدولي وضمان المصلحة المشتركة للطـرفين وتحقيق الأمن والسلام في أوربا والعالم ، وهذا يســاعد على تعزيز بناء الوحدة الأوربية ، وفي قمـة روســــيا و الأتحاد الأوربي الخامسة عشرة التي عقدت في موســــــكو في 10 حزيران 2005 تم التوقيع على بنود الوثائق الخاصة بالفضاءات الأربعة (الأقتصادي ، الحرية والأمن والعدالة ، الأمن الخارجي، التعليـم والثقافة ) ، وقد ازدادت حجم التبادل التجاري والأستثمار بين روســـــــيا والأتحاد الأوربي على سبيل المثال أثناء الفترة من كانون الثاني – آب 2007 وصل الى حجم التبادل الى نحو 173,3 ملياردولار أو 51,6 % من مجمـــــل تجارتها الخارجية ، وأن نصف البضائع الروســــــــــــــية تباع في أوربا . وهناك دولتان أوربيتان بين أكبر ثلاثة شركاء تجـــــــــاريين لها ،
45
ألمانيا بحجم تبادل تجداري يبلغ 31,9 مليار دولار، وهولندا بنحـــــو 28,3 مليار دولار ، وتشكل البلدان الأوربية نحو 75 % من أجمالي الأسـتـثمار المباشر في روسيا ، وتأتي بريطانيا في المــرتبة الأولى على الرغــم من قضية ( / ليفنينـگو / الروسي المعـرض الذي أغتيل في لندن في 2006 وطـرد الدبلوماسـيـين المتبادل أثناء تلك الفترة ) ، وفي مجال الطـــاقة فإن روسـيا والأتحاد الأوربي تربطهمـــــا علاقات وثيقة فالدول الأعضاء في الأتحـــــــاد الأوربي تعتمد على النفط والغاز الروسيين . أستنادا ً للاحصــــائيات التي أجراها الأتحاد الأوربي بلـــــــغت وارداته من النفط الروسي 33% عام 2006 والذي يشــكل 28% من أستهلاكه أما بالنسبة للغاز فقد بلغت واردات الأتحاد من الغاز الروسي 42% والذي يشكل 27 % مـــن نسبة أستهلاكه . ويتوقع أن يزداد أستيراد أوربا من الغاز الى 68% بحـــلول عــام 2030 ، فالمصلحة مشتركة بين الجانبين إذ أن صـادرات روســـــيا من الطاقة الى أوربا تعود عليهــا بـ 60% من مجمــــل عائداتها من صادرات الطاقــة. من خلال المصــالح المشــتركة ســوف لا تكـــــون خيـارات أخرى بين الطرفين سوى تعزيز وتطويرالعلاقة بينهما . ولكن الصراع الذي نشأ في القوقاز بين جورجيا وروسيا
46
قد يشكل أحد الأسـباب في أضعاف العلاقة والشراكة بين روسـيا والأتحاد الأوربي ولا يسما بعد أعتراف روســيا بأســـتقلال أبخازيا وأوسيتا ، وهناك مشكلة أخرى لروسيا مع الأتحاد الأوربي هو نصب الدرع الصاروخي في بولونيا ، فهي لا تــريـد أن تشــــكل بولونيا وجمهورية التشيك ودول البلطيق مصــــــدر قلــــــق أو تهديد لأمنها القومي في حالة نصب الدرع الصاروخي . وفي حـــالة نصب الـــدرع الصاروخي يرى متابعون أن روســـــيا بلا شك ستقلص من تدفق نفطها وغازها الى أوربا عبـــــــر بولونيا ، فســياسة روسيا تجاه أوربا في مجال الطـــــاقة مرتبطة بعامل مهم هو مدى تجــــــاوب الأوربيين بالحـــرص علـى الأمن القومي الروسي تحديدا ً . أن بين الطــــــرفيـن إتفاق شراكـة قد وقع في عام 2005 ويخضع للتجديد ( لقد جمد الأتفاق في أيلول 2008 بعد نـــــــــزاع جورجيا وروســـــيا في آب من نفــس العام ، وقــال خافير سولانا في الوقــت الذي أجتمـــــع فيه وزراء خارجية الأتحاد الأوربي في بروكسل لمناقشة الأمـر ولوجود علاقة ذات إطار أفضل للأتحاد الأوربي مع روسيا ، وقد أعلن وزير خارجية بريطانيا والســويد مساندتهما لأستئناف المفاوضات لأنها في مصلـــحة الدول الاعضاء في الأتحاد ، لكنهما طالبا بأخضـاع
47
العلاقة الى فحص دائم ، وبذلك أقترب الأتحـــاد في أجتماع بروكسـل بالموافقة على أستئناف المفاوضات حول إتفاق الشراكة ( جاءت زيارة الرئيــس الروسي ميدفيديف الى فرنسا لتعزيز علاقات الثقة مع الأتحاد الأوربي) وعقـدت قمة روســـية أوربـيـة ، وحيـــــا ميدفيديد جهود الرئيس الفرنسي ساركوزي الفعـــال في التوصــل الى أتفاق لتهدئة الأوضاع على أثــــر الحرب بين جورجيا وروسيا وأكد (نحن) بحاجة الى نوع من العـــلاقات التي تحتـــاجها روسـيا والأتحاد الأوربي على حد سواء ، وأكــدت بينيتا فيريوفالدنـر المفوضة الأوربية المكلفة بالشؤون الخارجية سياسة الجوار أن روسيا هي لاعب سياسي عالمي مهم لذلك نريد حــــوار مـع روسيا ، وهـذا يؤكد على أن هناك حـرص أوربي روسي لتعزيز التعاون والشـراكة بينهما وبما يحقق المصلحة المشتركة للطرفين ولدول العالم ، وارتبطا بالمصالح المشتركة للطرفين سيكون المستقبل القريب لصالح تعزيز وتوطيد العــــــلاقات والتعاون والشراكة بين روسيا والأتحاد الأوربي .


48
العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو
إن الأتحاد الأوربي قد برز كقوة أقـتصادية كبرى وله تأثير سياســي ، وقد يبرز كقوة عسكرية لا سيما وأنه يســــعى لتطويرجناحه العســــكري المتمثل في أتحاد غرب أوربا ، كما يلاحظ أن مشـــروعه في التوســـع نحو الشرق يجري بسـهولة من مشروع توسع الناتو. وهذا قد يؤدي في المســــــــــتـقبل الى تعزيز النزعة الأستقلالية لدى فرنســـا ، وقد تظهر أحتمالات تعزز هذه النزعة الأستقلالية لدة المانيا إرتباطا ً بالتكاليف التي تدفعها الدولة الألمانية وبالتأكيد سترتفع إذا ما جرى توسع الناتو ، وقد تظهر لدى دول أخرى . العلاقات الأوربية الأمريكية لها تأثير على الخارطة الدولية ولا سيما وقد تظهر بوادر خــــلاف بينهما في عدد من القضايا الدولية ومنهـــــــا على سبـيل المثال الموقف الأوربي المنقسم حول العراق في عام 2003 ، وبالذات المــــــــوقف الفرنسي والألماني الرافـض للحرب وهذه تؤثر على وحدة الناتــــــو في المستقبل. يذكر أن لفرنسا وألمانيا رأي في توســــــع الناتو نحو الحدود الروسية (( في القمة الثلاثية التي عقــدت في موسكو في 6 حزيران 1998 بين روسيا وفرنــــسا والمانيا تعهدت هذه الدول بعرقلة توســـع حلف الناتو
49
لضم دول البلطيق ضمن المرحلة الثالثة من التوســع المقـرر لها أن تبدأ في عام 2003 مقابل فتح الأسواق الروسية أمام الأسـتـثمارات الفرنســية والالمانية ) ، إضافة الى التنافس التجـــــاري بينهما ، التنافس على الأسـواق وحول السياسات الحمائمية وسياســــــــات أخرى .فـفي فترة الحرب الباردة كان التحالف بسـبب الخطرالذي يغلب على التنافس ، غير أن إنهيار خطر الأتحــاد الســوفيــتي دفع التنافس الى الأمام . وحلت المصالح محل الأيدلوجيا . وبروت المنافســـــة على النفوذ بين جانبي الأطلســــــــــي (أصبح النافس بين الولايات المتحـــدة الأمريكية وأوربا في الشـــــــرق أوسط جزء من تنافس جيوبوليتيكي أشـــمل وقد نشأ منذ نهاية الحرب الباردة ، ونشوء إتحاد أوربي يتمتع بالمزيد من الحرية والأســـــتقلالية ، مع بروز الدور الأحادي الجانب لسياسـة الولايات المتحدة الخارجية ، أجتمعت هذه العوامل لتثير توترات عبر أطلســــية شاملة وليس عبر الشرق الأوســــط فحســـب بروت الخلافات والتنافس بين الولايــــــات المتحدة والأتحاد الأوربي كان في نهاية الحـــــــرب الباردة والتي أدت الى أضعاف التضامن بينهما ومن ثم هيمنة الولايات المتحدة كقطب أوحد في النظام الـــــــــدولي الجديد ، وتوسع تواجد قوات الناتو في مناطق عديدة من العالم
50
، وبهذا ظهرت الخلافات في الرؤى الأســـــتراتيجية بين الطرفين . وقد ظهرت الخلافات حول أســــتخدام القوة في حرب الفيتنام في عام 1965 ، ولكن حـرب 2003 على العراق أظهرت أن الخــــلافات هي ليس بسبب أن أوربا تعاني من خطر كمــــــا كان في فترة الحــــــرب الباردة إنمــــا بســــبب أختــــلاف الرؤى الأستراتيجية المختلفة بين الولايات المتحـدة وبعض دول أوربا ( فرنسا والمانيا ) حــــــــول الحرب على العراق ، لقد شهدت الفترة منذ عـــام 2003 منعطفا ً في العلاقة بين الأتحاد الأوربــي والولايات المتحدة الأمريكية بشكل يختلف عما كان عليه من قبل . أما الحرب على أفغانستان في 2001 لم تحدث مثل هذا الخلاف بينهم ، مما ســــــاعد على تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية جبهة واسعة على الأرهاب الدولي ، بعد أحداث 11/أيلول / 2001 . لكن الخلافـــــات وتباين مواقف بعض دول الأتحاد والولايات المتحدة الأمريكية برزت حول الحرب على العراق والوضع في الشــرق الأوسط .هناك العديد من الخلافات بدءأ ً بالموقف الامريكي من القضية الفلسطينية وأنحيازهم الى الجانب الأســــــــرائيلي ، ونذلك الخلافات حول البرنامج النووي الأيراني ومسٍألة دارفــــورد . كما رفض الولايات المتحــــــدة الأمريكية التــوقيع على
51
معاهدة كيوتو ومعالجة الأنحبــــــاس الحـــــــراري . لقد مرت العلاقات بين الطرفين ببرود في العلاقات ، ولكن هذه العلاقت لم تصــل الى حد القطيعة ، بسبب المنافع التجارية والأقتصادية والمصالح المشتركة ، و التبادل التكنلوجي . كما أن أمريكا نفســـها وحلف النانو لا يمكن أن يحقـقا أهدافهما دون المســــــاعدة الأوربية . لذلك فإن الخلافات حول العراق لم تــؤدي الى القطيعة بل كانت لفترة قصيرة .خلال ولايــــة بوش الثانية زارت وزيــرة الخارجية الأميــــــريكة كوندا ليزا أوربا لاصلاح العـــــــــــلاقات الأوربية الأميركية و لزيارة بوش الى بروكسل ، والتي تمت في عام 2005 . وخلال هذه الزيـارة صـــــــرح أن أمريكا بحاجة الى شريك قوي لتحقيق الحريـــــة في جميع أنحاء العالم وأنها تدعم أوربا القوية لتحقيــــق ذلك . تراجع الرئيس بوش عن تهديده العـســـــكري لإيران في أجتماع بروكســـل ليعطــي للمفاوضاـت الأوربية المجال. للأمريكان مخاوف تكمن في أنها تخشى تنامي النزعة الأسـتقلالية لأوربا بالشكل الذي يؤدي الى أضعاف حلف الناتو وظهور أوربا قوية لا تلتقي مع الأهداف الأمــــريكية ، كما أن تشكيل جناح عسكري في اوربا غيــــر متعاون مـــع أمريكا تجعل امريكا تخشــى مــن أن تصبح أوربا قطب مســـــتقل
52
وفاعل في الشؤون الدولية وخارج المظلة الأمريكية ، هذا ما يخيف الأدارة الأمريكية ويدفعهــــــــــــا لبدأ حوارات مع الأتحاد الأوربي على مســـــــتوى القمة للوصول لحلــــــــول وســـط في الكثير من القضايا ، والأوربيون يرون أن الكثير من المشــــاكل لا يمكن أن تحل بطريقة أحادية ، بل بصورة مشتركة وعلى اساس التعددية . فـــــــــي الوقت الذي كانت الأدارة الأمريكية في فترة حكم بوش تفضل أسلوب أستخدام القوة العسكرية والأقتصادية وسياســــة الأملاء على المعاهدات والأعراف الدولية ومنابــــر التفـــــاوض وتطبيق فكرة القوي المتسلط والضعيف المضطـــــر والمحتاج اليهم .






53
تركيا ومشكلة الأنضمام الى الأتحاد الأوربي
مسألة إنضمام تركيا الى الأتحاد الأوربي ما تزال مثار للجــدل والخلاف بين الدول الأعضاـــــء في الأتحاد الأوربي ، وهناك عقبات تحــــــــول دون إنضمـامها (تركيا) للأتحاد الأوربي.رغم المـساعي الحثيثة لتركيا في الحصـول على العضــــــوية في المجموعة الأقتصـادية الأوربية في 31 تموز 1959 من قبل رئيس الــوزراء عدنان مندريس (قتل عدنان مندريس خلال انقلاب عســــكري عــــــام 1960) ، ورفضت المجموعة الأوربي طلب أنضمام تركيا الى المجموعة الأقتصادية الأوربية ، إلا أنهم توصلو الى أتفاقية معهم في أنقرة عام 1963 ، ورد في مقــــدمة الأتفاقية وفي المادة 28 منها أمكانية أنضمامهم في المسـتقبل للمجموعة الأوربية .اســــتمرت تركيـــــا بالضغط وتقديم طلبات الأنضمــــام الى الأتحـــــــاد الأوربي، ففي عام 1995 أصبحت تركيا طرفا ً في الأتحاد الكمـركي، وفي عام 1999 قبل الأتحــــــاد الأوربي طلب تركيا للتـــرشيح لعضويته . هنــــاك أسباب جوهرية تحول دون قبول تركيا عضــوا ً في الأتحاد الأوربي ، منها المشكلة القبرصية وحقـــوق الأنسان لم تحســــــمها بمعايير ديمقراطية ، مستندة بذلك على النظام الحقوقي الأوربي ، مثل حقـــــوق
54
الشعب الكردي في تركيا و تعذيب المعتقلين وقضية الحجاب . وأكدت مسودة وثيقة أصدرتها الدانمارك الرئيسة الدوري للأتحاد الأوربي والتي ســـــــــيـتم مناقشتها في قمة بروكســـل عام 2002 ، أعتمـــاد تركيا إصلاحات سياسية وأقـتصادية تتفق والمعايير للـمنظمة الأوربـية ، وأعتبرت القمة أن تركيا غيــر مؤهلة بعد لبدء مناقشات أنضمامها الى الأتحـــــــاد الأوربي، ســــــميت هـــذه الوثيـقة بـوثـيقة كوبهاكن ( تعني الوثيقة بإقامة مؤسـسـات تضمن الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الأنسان و أحتـــــرام الأقليات وحمايتهــــا وردم النقائض فيما يتعلـــــــــق بالمعايير السياسـية ومواصلة الأصلاحات ، جاء في الوثيقة أن المجلس الأوربي في أجتماعه في كانـــــــون الاول / ديسمبر 2004 إذا تـيـقن أن تركيا تستجـيب لمعايـيـر كوبنهاكن السياسية سيفتح الأتحـــاد باب مفاوضات الأنضمام معها . واصــــلت تركيا مسعاها وممارسة ضغوطها للأنضمام للاتحــــاد الأوربي ، وقد أجرت مفاوضـــات مع القـــادة الأوربيـيـن لبـــدأ مفاوضات أنضمامها للأتحاد ، فــــــــــفي كانون الاول/ ديسمبر 2004 شــــــــــــارك وفد تركــي في القـمة الأوربية بباريــس برئاســــــــة رجـب طيب اورغان وأجرى مباحثات مع القـــــادة الأوربـيـين وأكــــدت صحيفة
55
جمهورية التركية أن المداولات أكدت على تحــــديد موعـــــــــد الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر 2005 موعدى بدء مفاوضات إنضمام تركيا مع فرض ثلاثة شروط مســبقة تشمل الأعتراف التركي بقبرص قبل بدء القـمــــــة في 17 كانون الاول من عام 2004 ، ووضع تدابير دائمة أمام حرية تنقل الأتراك وأختيار طــــريق ثالث لتركيا في حالة فشلها في المفاوضات وقد تصاعدت الخــــلاف بين تركيا والأتحاد الأوربي حين رفضت تركيا دعــــوات الأعتراف بقبرص قبل القمة التي عقـدت في 17 كانون الاول عام 2004 ، والتي كانت ســـــــــتحدد ما إذا كان الأتحاد سـيـبدأ محادثات مع أنقرة في شـــأن الأنضمام الى الأتحاد ، ولكن تركيا لا تعـــترف إلا بشــــــــمال قبرص الذي يقطنه الأتراك . ولكن الأتحاد الأوربـــي قـبلَ قبرص اليونانية كعضـو في الأتحاد بصفـتها الممثل الشرعي الوحيد للجزيرة . ( سألــت صحيفة لوموند الفرنسية رئيــس وزراء تركيا أُورغــــــــان ، إن كانت تركيا ستعترف بقبرص .. فكان الجـــــــواب كلا ، وأنــــه من الظلم أن يطرح علينا مثل هذا الســؤال ، في حيــن بذلنا كل ما في وسعنا كمن أجل التوصل الى حل سلمي لمشكلة قبرص ، وأضاف أنهم لا يريدون مناقشة هــذا الأمر قبل 17 كانون الاول . لن يتم التطـــــــرق الــى
56
المســـــألة القبرصية إلا بعد القمــة في 17 كانـــون الاول ( غزت تركيا قبرص في عــــــام 1974 ردا ً على أنقلاب جرى في نيقوســــيا بدعـم من اليونان ، لذا فإن تركيا تحتفظ منذ ذلك الحين بقوات عسكرية قوامها 35 الف جندي على الجزيرة المقسمة ). إن جزيرة قبرص لها ميزات جيوسياسية ، فموقعهـــا الأستراتيجي مهم في حوض بحـر المتوسط ، وتتمتع بمنطقة التجارة الحرة مـــــــع أوربا وهي مركــــــز للأستثمارات والسياح الأجانب . نالت قبرص أستقلالها من الأســــــتعمار البريطاني بموجب معاهدتي زيورخ ولندن المعقودتين بين بريطانيا وتركيا واليونان في عام 1960 ، وتحولت الى جمهورية رئاسية ( تولى قيادتها آنذاك الرئيـــس مكاريوس ) ، نص دســـتورها على أن تكون قبرص جمهورية مستقلة ذلت سيادة . تتكون قبرص من طائفتين متساويتين في الحقــــوق والواجبات ، لذا أنشأ محاكم لكل طائفة وأخــــــــرى مشـــــــتركة ، يكون لكل طائفة حـــق الفيتو علـــــى النواحي الشرعية ، قســـــــم المقاعد البرلمانية على أساس 35 مقعدا ً لليونانيـين و15 مقعد للأتراك ، أما المنــاصب الـوزارية فكانت بنسـبة 3:7 لصـــــــالح اليونانيين ، والقوات المسلحة فتنقسم بنســــبة 60%
57
لليونانيين و 40 % للأتراك ، إلا أنه زادت مقاعـــد البرلمــــان لتصـبح 80 مقعدا ً ينتخب اليونانيين منها 56 مقعدا ً والاتـــراك 24 مقعد ا ً . لكن النزاع بين اليونان وتركيا حول جزيرة قبرص متواصل ويأخذ أبعلدا ً دولية ، رغم أنهما عضوان في الناتو . حاولت الولايات المتحدة التوسط حول موضـــــوع تركيا في الأتحاد الأوربي عن طريق أقناع حلفائهــا الأوربيين في الناتو والأعضاء في الأتحاد الأوربي بضـــرورة إقامة علاقة خاصة مع تركيا من الناحية الأقتصــادية عبر منحها وضعا ً تفضيليا ً في مجالات المبــــادلات التجارية وكذلك من الناحية الأمنية عبر مشاركتها في الأمن الأوربي عن طريق منحها العضوية الكاملة في إتحاد غرب أوربا . تواصل تركيا مباحثاتهــــــــا مع الأتحاد الأوربي لحسم عضويتها في الأتحــاد ، فـفي أجتماع بــراغ في 20/4/2009 دعــــــــا المسؤولين الأوربيون والأتراك الى مواصلة المفاوضـــات حول أنضمام تركيا الى الأتحاد ، حيث قال وزير الخارجية التشيكي كاربل شارنبرغ الذي تتولى بلاده الرئاســـة الدورية للأتحاد أن المفاوضات الجارية تـدل على أن أنضمــــام تركيا الى الأتحاد باتت وشيــكة . وأكد أن المشكلة القبرصية تقطة أساســية ، أما وزير خارجية السويد كارل بيلد الذي تولى بلاده الرئاســـة الدورية
58
من الأول من تموز 2009 ، أن عمليـــــــات التوسع أثارت معـــــــارضة ، لكنها تكللت بالنجـــــــاح وأن أنضمام تركيا مدعـــوم مــن قبل غالبـية الــــــــدول والأكثرية في البـرلمان الأوربي الحالي ، أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فـقد أكد على معارضته لأنضمام تركيا الى الأتحاج الأوربي مشددا ً على أن معظم الدول تؤيد وجهة نظره . إن تركيا ما زال أمامها الكثير للوصل الى عضوية الأتحاد الأوربي / فهناك أسباب تحــــول دون قبولها أهمها الأعتراف بالجمهورية القبرصية ومســألة حل القضية الكردية في تركيا سليما ً .






59
دور الأتحاد الأوربي في الشرق الأوسط
الأتحاد الأوربي خطا خطـــــــوات متميزة في منطقة الشرق الأوســط خلال فترة رئاســة الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ، بمادرة منه تم تأسيـــس الأتحاد المتوسط ( حددت علاقات التعــاون والشـــــراكة مع دول المنطقة المطلة على بحـــــر المتوسط ، وقد عقد رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الأتحــــــــاد الأوربي )) 27 دولة )) و 16 زعيمـا ً من شمـــــــال أفريقيا ، الشرق الأوسط ، وغرب البلقان في باريس فـي 13 تموز / يوليو 2008 وتم تأسيـس الأتحاد المتوسط رسميا ً. يعد هذا كيانا ً جــــــــــديدا ً للتعاون الأقليمي تحت خلفية العولمة . لقد أتخـــذت القمة عدة قرارات منها (هيكلة الأتحاد قررت أنشـــــــاء رئاسة مشتركة دورية للأتحاد عهـــدت للرئيس الفرنســـــي نيكولاي ساركوزي الضفة الشمـــــــــــالية للمتوسط ولنظيره المصري الرئيــس حسني مبارك عن الضفة الجنوبية ، وإن مدة الدورة سنــتـنان تـنـتـقل بعـــــدها الرئاســــة الى قادة دول أْخرى ، ولم تحســم الموقـف بالنسبة للشخصية التي ستتولى الأمانة العامة للأتحاد ، وأوضح البيان الختامي أن مبدأ الرئاسة المشــتركة بين ممثل عن الأتحاد الأوربي ومسؤول من الـــدول المتوسطة غير الأوربية سيطبق على القمم وعلى كل
60
الأجتماعات الزوارية ، وكذلك لقاءات كبار الموظفين في الأمانة العامة واللجنة المشتركة الدائمة وأجتماعات الخبراء . تقرر أن تعقد قمة الأتحاد كل سنتين على أن يحتضنها بالتناوب بلد من الأتحاد الأوربي ودولة متوسطية . أما أجتماعات وزراء خارجية الدول المتوسطية سيكون سنويا ً .
أهداف الأتحاد المتوسط
1- مكافحة تلوث البحر المتوسط ، تنظيف مياه البحر وشواطئه مع التركيز على المياه والصرف الصحي .
2- إنشاء بحرية وبرية سريعة لتحسين تدفق التجارة بين جانبي البحر المتوسط .
3- تعزيز الدفاع المدني لمواجهة الكوارث الطبيعية المرتبطة بالأحتباس الحراري .
4- وضع خطة للطاقة الشمسية في المتوسط .
5- التعليم ، إقامة جامعة اورو متوسطية يكون مقرها في سلوڤانیا
6- مبادرة للمساعدة على تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة .

61
الموقع الجغرافي للبحر المتوسط
يمتازالبحر المتوســــــــط بأهمية موقعها الأســتراتيجي الذي يحتاجه أوربا أقتصاديا ً وسياسيا ً وعسكريا ً ، فالدول المطلة على االبحر المتوســــط تتمتـــــع بموقع جغرافي هام . وفـقا ً للأحصاءات يبلـــغ حـــــــوض بحـــر المتوســط 4000 كم وعرضـــها 1800 كم ، أما مساحة مجالها البحـــــري فأكثر من 2,5 مليون كم مربع ، في الشمال قارة أوربا وفي جنوبها قارة أفريقيا أما من جهة الشرق الأوســــط فمـرتبطة بآسيا . تبحر حوالي 2000 سفينة يزميا ً في البحر المتوسط ، ويتم نقل 85%من أجمــالي حجم النفط . كما تبحر السفن الحربية للدول الكبرى في البحــــــر المتوسط منها الأسطول السادس الأمريكي منذ الحرب الباردة . موقع البحر المتوسط يتمتع بأهمية كبيرة للمصالح الغربية ، فالأتحاد الأوربي سيلعب دوراً بين هذه الدول المطلــة على حوض الحر المتوسط في عملية المفاوضـــــات الفلسطينية الأسرائيلية ، وفي عملية التنمية الأقتصادية والتجــــــارية ، وســـيكون للأتحاد دور في مكافحة الأرهاب والحـــــــد من الهجرة من دول الجنوب الى دول الشمال ، ولكن مع تأسيس الأتحاد الأوربي حدثت الأزمة المالية العالمية ، وهذا بدوره عطلت الكثير من المشاريع ، حيث أن هذه المشـاريع تعتمـد على صناديق التمويل الحكومية وتمــــــــــويل المستثمرين . أجتمع وزراء المالية ولأقتصاد في دول الأتحاد الأوربي في
62
الســابع من تموز 2009 وحضر يوسف بطرس غالي وزير الأقتصاد المصـري الذي تولى الرئاسة المشـــــتركة الحالية للأتحاد الأوربي مـن أجل المتوسط في بروكسل على هامش إجتمــــــــــاعات وزراء المـــــال والأقـتصــــاد في الأتحاد الأوربي،هناك أشارات واضحة وتطور في الأصلاحات في دول الجنوب المتوســط وكــــــذلك تحسن التعاون مع الدول الجنوبية المطـــــلة على البحر المتوسـط . لقـــد حقـقت دول الأتحاد الأوربي نجاحــــا سياســيا ً ودبلوماســيا ً وأقتصاديا ً وذلك بتأسيس الأتحاد من أجل المتوسـط بمبادرة من الرئيس الفرنسي ودعم الدول الأعضاــء في الأتحـــــــــاد الأوربي . وأمكانية فتح الأســـــواق في بلدان الجنوب أمام الصناعات الأوربية ، كما أن بعــــض بلدان الجنوب مثل شمال أفريقيا والشرق الأوسط والتي تشـــــكل موقعها أهمية بالغة لأنتاج النفط والغاز والمواد الخام وبنفس الوقن تعد ممرا ً لنقله الى أوربا . كما أن منطقـــة البحر المتوســط أصبحــــت منطقة تجارية حرة .هناك صراع مصالح ومنافســـة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا ، وبشكل خاص فرنسا حـــول مد النفوذ في أفريقيا ، للمنافسة على مواردها وأسواقهــا الغنية في مصادر الطاقة . إن الأتحاد من أجل المتوســــط يجعل موقع دول الأتحاد قوية وبشكل خاص فرنسا ، وأن الأتحاد قد جمع بين العرب وأسرائيل، وتحسنت العلاقات مع دول الأتحاد حيث أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين ســــــــوريا
63
ولبنان، وأنهى حالة العداء بين الدولتين التي أستمرت فترة طويلة ، كما لعبت تركيا دور الوسيطبين سوريا واسرائيل من خلال مباحثات مباشرة
العلاقات العربية الأوربية
أوربا منذ عـصر النهضة مهــــد للأفكار والنظريات العلمية والأجتماعية التنويرية ، ففي أوربا أعلنـــت الثورة على حكم الكـنيـسة، والثـــــورات الفــــــلاحية والحركات الأصلاحية ( الحركة الأصلاحية لـ / مارتن لــــوثر كـنـك ) ، أوربا مهد الأفكار الديمقــــراطية وحقـــوق الأنسان التي أرستها الثورة الفرنسـية عـــام 1789 . أما الآن فأوربا قـــــــــوة أقتصادية وتجارية وعلمية وتكـنلوجية ومعرفـية صـــــــــاعدة ، بعد أندمـــــاج 27 دولة في الأتحاد الأوربي بدأت بأنشطة عديدة في مجال السياســـــــــة الخارجية ، كالعلاقات مـــــع الدول العربية ودوره في القضـــــــايا العربية ، وإن كانت لأوربا علاقات تاريخية سـياسـية و أقتصادية وتجارية وثقافـية مع العالم العربي ، ولكن هذه العلاقات شــــهدت دعما ً قويا ً بعد توسع وتطور الأتحاد الأوربي وأصبح له دور في السياســة الخارجية في ظل النظام العالمــــي الجديد ، فبرز دوره فيما يخص تحقيق الســــــــــلام في الشرق الأوسط وحل القضية الفلســـــطينية . فرنسا أدانت عدوان حزيران 1967 وصدر عن الجماعة الأوربية في 6 تشــرين الثاني / نوفمبر 1973
64
قـــــرار وزراء خارجية دولهــــــا بمحتوى جيد تكونت من عنصرين أولها ضرورة إنهاء أســرائيل لأحتلال الأراضي العربية التي أحتلتها عام 1977 ، والآخـــر كان الأعتراف لدى الســـــلام الدائـــم في المنطقة بالحقـــوق المشــــــروعة للفلسطينين ، كما صدر لاحقـــــــا ً بيان لندن في عام 1977 ، والمبادرة الأوربية بخصوص أزمــــــة الشرق الأوسط في 1980 والتي عرفت ببيان البندقية والتي تضمن الأشارة الى الروابط المشتركة بين أوربا والشــــــرق الأوســط مما يحتم على أوربا القيام بـــــدور خاص بحــــق البقاء والأمن لجميع دول المنطقة بمـا فيها إســـرائيل والعــــدالة لجميع شــــعوب المنطقة والتي تتضمن الحــــــقــوق المشـــــروعة لـلشـعــب الفلسطسيني . حق دول المنطقة العيش في ســــــــــلام وأمن و حدود معترف بها . وكذلك استعداد أوربا في المشاركة في الضمانات الدولية فير أطار تســوية شاملة . وتطور الموقف الأوربي في القمة الأوربية في بيان دبلن عام 1984 ، حيث طالب بضرورة أجراء مفاوضات مبــــاشرة ، ولاحقا ً أسهم الموقف الأوربي في الدفع نحو مؤتمر للسلام في مدريد عام 1991 .حيث أعلن عــن مشروع أحــــلال السلام في الشرق الأوسط ، على طريق حل القضية الفلسطينية والتوصل الى تسوية لمشاكلها العالقة من خلال المفـــــاوضات . فطرحت فكرة عقد مؤتمر للسلام وأخايرت مدريد لذلك عام 1991 ، يشارك فيها الولايات المتحدة الأمريكية .
65
مواقف الأتحــــــــاد الأوربي لم تقـتـــصر علــــى المبادرات الســــــياسية ولكنها ارتبطت أيضا بالجزانب المالية للسلطة الفلســــــطينية والتعاون معها من أجل بناء الدولة الفلسطينية ومساعدة أقتصادها وبنـــــاء البنى التحتـيــة . بلغـت مساهمة الأتحـــاد الأوربي لأكثرمن 1,6 بلـيـون يـــــــورو في المنح والقروض ما بـيـن 1994 – 1999 ، وهــذا يمثل 60% من أجمالي المســـــاعدات الدولية ، بلأضافة الـــــــــى الـ 100 مليون يورو يحول من الاتحاد الأوربي الى للمنظمة الــدولية التابعة للأمم المتحــــدة لأغاثة وتشغيل اللاجـئيـن الفلسطينين ( الأونروا ) ، وقـــــــدم الأتحاد الأوربي مساهمته الثمنة في 2009 لصالح الدفعات السـلطة الفلسطينية لرواتب الموظفين والمتقاعدين في قطاع غزة والضفة الغربية . يعمل الأتحاد الأوربــــي بالتعـــاون والتنســيـق مع الولايات المتحدة الأمـــــريكية وروسيا والأمم المتحدة في إطار اللجنة الرباعية على أحلال السلام في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية ، وقد بلــور الأتحــــاد الأوربي العضو في اللجنة الرباعية تصورا أوربيا ً لأحلال السلام في الشرق الأوسط وذلك من خلال المفاوضات ولا سبيل غير هذا ، فإن أعمال العنفى مــــرفوضة من جهة الظر الاوربية لغرض التوصل الى صيغة للــدولة المنشودة هو قرار الامم المتحدة ولا سيما القرارات – 242 – 338 – 1379 وأن الآليات المعـــتمدة والتي من شأنهــــــــا أن تسهم تنفيذ تلك الرؤية هي خارطــة
66
الطريق واللجنة االرباعية .ولابد من الإشارة الى أن هنـــاك وجــود اختــلاف بين مـواقـف الاتحــاد الاوربي ومــواقـف الولايات المتحدة الأمريكية واسـتراتيجيتها في منطقة الشرق الأوسط في ظل حكومات اليمين المحافظ . يهتم الأتجاد الأوربي بالعــــــديد نت القضايا الهامة المتعلقة بحقوق الانســــان في الشرق الأوسط منها القضية الكردية التي أخذت حيزا ً هاما وكبيرا في الأروقة السياسـية للأتحاد الأوربي . فبعد أن حــــرم الكرد من حقوقهم في تشكيل دولة لهم بعد الحرب العالمية الأولى ، تبرز القضية الكــــردية من جديد وبقوة في المحـــافل الدولية . عندما رفض الأيطاليون تسليم عبدالله أوجلان الى تركيا ، أثار هذا القـــرار خــــلافا ً الموقف بين تركيا وإيطاليا ، وتوسع دائرة الخلاف الـــــــى الأتحاد الأوربــــــــي بأتخاذهم موقفا ً مؤيدا ً لروما . وتعقد الأمر بشكل أكثر خلال قمة دول الأتحاد الأوربي التي عقدت في ڤـیـنا في 11 و12 كانون الأول / ديسمبر 1998 ، حيث لم تـتخذ اية خطـــــوات إيجابية بشأن قبول أنضمــــام تركيا الى الأتحاد الأوربية بشــكل كامل ، مما دفــــــع بأنقــــــرة الأستمرار في تجميد علاقتها مع الأتحاد الأوربي . كمـا أن الأتحاد الأوربي ســتعقد مؤتمرا ً عن القضية الكــــردية في بروكسل العاصمة البلجيكية بأشرافلا القس ديزموند وشيرين عبادي الحائزين على جائزة نوبل للسلام في أفريقيا وإيران وبحضور بيانكا جاغر رئيس سفارات النوايا الحسنة ورئيس
67
حقوق الأنسان وبحضور شخصيات من أمثال الــــــــروائي الكردي يشار كمال والساسية الكردية ليلى زانا الحاصـــــلة على جائزة واخاروف للحريبة والرأي والفكر وكذلك الكاتب التركي فدات توركانا . بخصوص القضية الكردية سيكون لنا بحث خاص حول الموضوع بعون الله .

















68

الفصل الثاني

العوامل التاريخية

دول الشمال منطقة جغـــرافية في شمال أوربا. تتكون من الدول الاسكندنافية الثلاث السويد ، الدانمارك والنرويج وكل من فنلندا و آيسلندا ، بالأضافة الى ثلاث جزر مســــــتـقلة هي كل من گـرونلاند وفاروي وأولاند . كما أن لهـــــــــذة الدول سلسلة من العلاقات السياسية ، الاجتماعية ، الاقتصادية والعسكرية فيما بينها وبين الدول الاوربية على جميع المسـتويات خلال فترات تاريخية طويلة وقد تطورت هذه العلاقات من خلال التـقـــــــارب الثـقافـي ، الاجتماعي ، الاداري ، العســــــكري ، الحضــــاري ، الادبـي ، الاقتصادي والسياسي .. الخ

المملكة النرويجية - نظام الحكم في النرويج

وفقا ً للدستور النرويجي الذي أعتمد في السابع عشر من مـايو/ آيار 1814 م فإن نظام الحكم في النرويج ملكي دســــــــتوري برلماني ، الملك قائد الدولة بينما رئيس الوزراء هو رئيـــــس السلطة التنفيذي وتتبنى النرويج مبدأ الفصل بين السـلطات التـشـــــريعية ، التنفيذية والقضائية .
عمليا ً رئيس الوزراء هو المســـؤول عن ممارسة السلطة التنفيذية
69
هارالد الخامس هو ملك النرويج حــــــاليا ً ، ونصب ملـــــكا ُ على النرويج في عام 1991 م بعد وفاة والده أولاف ، أما ولي العهد في النرويج هو هوكون ماجنوس.
البرلمان النرويجي - يتكون من 169 عضوا ً { يدعـــــى البرلمان باللغة النرويجية أستور تنج STORTINGET وهي تصـــــــادق على المعاهدات ومساءلة أعضاء الحكــــــومة عند أتخاذ والقرارات غير الدســــــــــــــتـورية وهذا يعني أن للبرلمان حق عزل الوزراء ومساءلتهم . رئيس الوزراء في النرويج يكــون النائب الذي يحصل على ثقة الأغلبية في البرلمان ويكــون زعيم لحــــزب من الأحزاب السياسية ، وهو يسمي المرشحين لمجلس الوزراء وعـــادة ما يكون أعضاء من نفس حزبه السياسي في البرلمان .
أما مجلس الدولة مجلس ملكي يرأسه الملك ويجتمع مــــــع رئيس الوزراء وحكومته في القصر الملكي للتشاور رسميا ُ مع المـــــلك . بالأضافة الى الموافقة على القــــوانيين البرلمـانية يقــوم الملك بمنح الموافقة الرسمية على القوانيين الحكومية ، أما المجلــــــــس فيمنح الموافقة على جميع أجـــــــــراءات الملك لأنه قائد الدولة ، أعضاء البرلمان ينخبون مًباشرة من قوائم التمثيل النسبي في تسعة عشـرة دائرة أنتخابية متعددة الأعضاء في نظام متعدد الأحزاب .
الحكومة الحالية برئاسة يان إسايلنبرج رئيس حزب العمل النرويجي ويشاركهم السلطة كل من حزب اليسار الأشتراكي وحزب الوسط .


70

التقسيم السكاني

يشكل النرويج الجزء الغربي من أسكندنافيا في شمال أوربا .
مساحة النرويج يبلغ 385,252 كيلو متر مربع ، تهيمن المناطق الجبلية الجبلية والمرتفعات على البلاد مع وجود العديد من المظاهر الطبيعية الناشئة من الكتل الجليدية في عصور ما قبل التاريخ والطوبوغرافيا .
تنقسم النرويج الى خمسة مناطق جغرافية وتنقسم هذه المناطق الى تسعة عشرة مقاطعة تدار من قبل مجالس منتخبة ينوب عن الملك والحكومة في كل مقاطعة ويسمى (Fylkes man )
كما تنقسم هذه المقاطعات بدورها الى 430 بلدية (كومونة ) وفي كل بلدية مجلس بلدي ورئيس بلدية منتخبة ومجلس تنفيذي مصغر .

النظام القضائي النرويجي

يستند النظام القانوني النرويجي الى نظام القانون المدني حيث يتم أنشاء وتعديل القوانيين في البرلمان وتنظيم النظام عبر محاكم العدل في البلاد . تتألف المحكمة العليا من تسعة عشرة قاضيا ً دائما ً ورئيس المحكمة العليا ومحاكم الاستئناف ومحاكم المـــــــــــدن والمقاطعات زمجالس المصالحة . السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التنفيذية والتشريعية ، لكن رئيس الوزراء يعين
71

قضاة المحكمة العليا بعد موافقة البرلمان على ترشيحهم ومن ثم تاكيد الملك على تنسيبهم في مجلس الدولة .

أهم المدن في النرويج
أوسلو العاصمة وعدد نفوس المدينة حوالي 600,000 نســــــــمة
بيرجن ثاني اكبر مدينة وعدد نفوسها حوالي 260,000 نســـــمة
تروندهايم ثالث اكثبر مدينة وعدد نفوسها حوالي 170,000 نسمة ترومسو مدينة تقع في شــــــــــــمال النر ويج وعدد نفوسها حوالي 65,000 نســـــــمة ستافـنجر نفوسها حوالي 65,000 نســـــــــــمة

اللغة في النرويج

اللغة الرسمية في النرويج هي اللغة النرويجية البوك مــــول (اللغة الفصحى ) ، لكن الى جانب هذه اللغة توجد النينوشــــك (النرويجية الحديثة) ويدرس الى جانب البوك موك بل ويستعمل في المراسلات الرسمية في بعض الدوائر ، كما يخير النرويجيين بارســــال الكتب الرســمية اليهم بالبوك مــول او بالنرويجية الحديثة ، كما يوجد في النرويج السامسك (اللاب) وهم ســـــتعملون لغتهم بشكل رسمي في النرويج



72
السكان في النرويج

يبلغ نفوس النرويج حسب توقعات عام 2010 م 4,9 مليون نسمة وهم من العرق الجرمانية الشمالية ، يعيش في شـــــــــمال النرويج السامسك وهم شعب يتواجدون في السويد وفنلندا وأدزاء من روسيا ويعيش نسبة ليست باقل من 2 % من الباكستانين الذين وصلو الى النرويج بعد اتلحرب العالمية الثانية .

العملة النرويجية - هي الكرونة النرويجية وتعتبر بحسب المصرفيون أكثر العملات ثباتا ً في العالم.

الدين في النرويج
الديانه الرســــــمية في النرويج هي المسيحية (الكنيسة الحكومية – استاد شركة ) ، إلا أن النرويجين بشكل عام غير ملتزمين بالكنيسة وتعاليمهـــا ، حيث أن هناك نسبة عالية ممن لا ينتمون الى الكنيسة الحكومية وهم حوالي 10% من السكان . كما يوجد حوالي 1,5 من المعتنقين بالاســـــــــلام في النرويج وهم يمارسون الاسلام بحرية .
كان النرويجيون يعتـنقـون كسكان اسكنـدنافيــــــا شكلا ً من أشكال الديانات الوثنية الجرمانية المعروفة بأسم الوثنية النوردية ، بحلول القرن الحادي عشر اعتنق النرويجيين المســــــيحية ومنع الديانات الوثنية النوردية .


73

الاحزاب السياسية في النرويج

- حزب العمل
- حزب المحافطين
حزب اليسار
- حزب الوسط
- حزب اليسار الاشتراكي
- الحزب الديمقراطي المسيحي
- الحزب اللليبريالي
- التحالف الأحمر

- حزب التقدم
- حزب البيئة (الخضر)
- الحزب الشيوعي النرويجي
- أحزاب أخرى (كحزب المتقاعدين)







74

المملكه الدانماركية

المملكة الدانماركية من الدول الأسكندنافية شمال أوربا ، تقع جنوب غرب الســـويد وجنوب النرويج وتحدها من الجنوب ألمانيا ، كما تطل الدانمارك على كل من بحر البلطيق وبحر الشمال .
المملكة الدانماركية تتكون من شبه جزيرة كبيرة (يولاند) والعديد من الجزر . كانت الدانمـــــارك تسيطر على مضيق بحر البلطيق قبل حفر قناة كيل.
النظام السياسي في الدانمارك ملكي دستوري وفق الدستور ، الملك لا يحاســــــــب على أفعاله بموجب الحصانة الممنوحه اليه ، وهو يعين رئيس الوزراء والوزراء من خلال التفـــــــاوض بين الاحزاب السياسية في البرلمان رغم الصلاحيات الممنوحى للملك إلا أن سلطاته تشريفية .
تناط السلطة التـشـــــــريعية في القسم التنفيذي بـ (رئيس الوزراء ) والبرلمان الدانماركي ســـــوية ، بينما السلطة الفقضائية على عاتق المحاكم العدلية رئيس الوزراء يمــــارس السلطة التنفيذية نيابة عن الملك.
رئيس الوزراء وحكومته والوزراء مسؤوالون أمـــام البرلمان . البرلمان هو الســـــــلطة التشريعية وتعتبر الســـــــــلطة العليا حيث يشرع القوانيين بشأن أي مسألة ، يمتلك البرلمان الدانماركي السلطة التشريعية وفقا ً لمبدأ السيادة البرلمانية ويتألف البرلمــــان من 175 عضوا ً يتاهبون بالأغلبية النسبية. الأنتخابات البـــــرلمانية تـقام كل
75

أربعة سنوات ولكن ضمن صلاحيات رئيس الوزراء له أن يطلب من الملك الدعوه الى أنتخابات مبكرة .
الملكة في الدانمارك هي مارجريت الثانية

الجغرافية و التقسيمات الادارية

تشترك الدانمارك بحدود برية مع المانيا يبلغ طـــولها 60 كيلو متر في الجنوب ، تتألف الدانمارك من شبه جزيرة جوتلاند (يولاند) و443 جزيرة أخرى ، أكبر هذه الجــــــزر هي زيلاند وفين ترتبط الكثير من هذه الجزر الكبيرة بالدول المجاورة بجســـــــور ، كجسر أوريسند الذي يربط زيلاند مع السويد .


تقسم الدانمارك الى خمسة أقاليم

1- كوبنهاكن وهي العاصمة وعدد نـفـــوسها 1,655,825 مليون نسمة
2- يولاند الوسطى – عدد سكان الأقليم 1,237,041 مليوم نسمة
3- شمال يولاند – عدد ســــــــــكان الاقليم 578,839 الف نسمة
4 - زيلاند – عدد السكان فيها 819,427 الف نسمة
5 – جنوب الدانمارك – عدد السكان في الاقليم 1,194,659 مليون نسمة
76

أما أهم المدن في الدانمارك فهي

كوبنهاكن العاصمة
مقاطعة فريدر يكسبورج
مقاكعة فين
مقاطعة نيولاند

مســــــاحة الدانمارك الاجمالي هو 43,098,31 كيلو متر مربع
نفـوس الدانمارك الاجمالــــــــــي هو بحسب احصاء 2010 هو 5,543,819 مليون نسمة
العملة المستعملة في الدانمارك هي الكرونه الدانماركية

الدين في الدانمارك
بحسب أحصاء 2010 م أن 80,9% من الدانماركيين أعضاء في الكنيسة الوطنية وهي كنيسة لوثرية والكنيسة الرسمية في عموم الدانمارك وفق الدســـــتور الدانمـــــــــاركي ، أما الذين يعتنقون الأديان الأخرى فإنهم يشكلون 15% ، المسلمون يشكلون 4% وهم يمارسون الاسلام بحرية .
كانت اللوثرية دين الدولة الوحيد لحــــوالي مائة عام في الدانمارك ، لكن في عام 1682 م أعترفت الدولة بثلاث عقائد أخرى هي الرومانية الكاثوليكية و الكنيسة البروتستانية واليهودية ، ثم جاء الملسمين في الآونة الأخيرة .
77

الاحزاب السياسية في الدانمارك
- حزب الشعب الدانماركي
- حزب الخضر الحمر
- حزب المحافظين
- الحزب الديمقراطي المسيحي
- حزب اليسار الراديكالي الدانماركي
- الحزب الديمقراطي الأجتماعي الدانماركي
- حزب الشعب الأشتراكي الدانماركي
-حزب الدانمارك الليبريالي


المملكة السويدية

السويد أحدى الدول الأسكندنافية ، لها حدود برية مــع النرويج من الغرب وفنلندا من الشمال الشرقي وتمتلك حدودا ً بحرية مع كل من الدانمارك وألمانيــــا وبولندا الى الجنوب وكذلك مع أســـــتـونيا ولاتفيا وروسيا الى الشرق .
تحتل السويد المركز الخامس والخمسين عالميا ً من حيث المســاحة والثالت في الأتحاد الأوربي . تـنـقسم الســـويد الى خمسة وعشرون محافظة وهذه المحافظات تجتمع في ثلاث كيانات اسعة . وهــــــــذه الكيانات هي :-
1- نورلاند الشمالية وتشكل 60% من مساحة البلاد .
78
2 - سفيلاند المركزية
3 - جوتلاند ,اولاند
السويد دولة ذات نظام ملكي دستوري ، الملك هو قائد الدولة ( الملك الحالي غوستاف السادس عشر ) ، سلطان الملك شرفية ، و تعتبر السويد بحسب المعلومات في الأيكونوست الأولى في مؤشر الديمقراطية من بين 167 بلدا ً .
البرلمان السويدي (الريكداج ) يتكون من 349 عضوا ً وهو الهيئة التـشــــريعية في البلاد وفي البرلمان يتم أختيار رئيس الوزراء .

مساحة السويد 449,964 كيلومتر مربع
عدد فوس السويد بموجب أحصاء 2010 م 9,354,462 مليون نسمة
أنضم السويد الى الأتحاد الأوربي عام 1993 م .
العملة السويدية هي الكرونة السويدية .

اللغة - اللغة الرسمية في السويد هي اللغة السويدية ، وهي أحدى اللغات الجرمانية الشمالية وهذه اللغة تشبه الى حد كبير اللغة الدانماركية والنرويجية (هناك اوجه تشابه بين هذه اللغات ) ، كما أنه توجد أربع لغات اخرى في السويد وهي لغات لأقليات تعيش في الســــــويد وهذه اللغات هي
مينيكي ، سامي ، الرومثية ولغة البديشية .

79

التقسيمات الأدارية

تنقسم السويد الى أحدى وعشرين مقاطعة ولكل مقاطعــة مجلس اداري يتم تعينه من قبل الحكومة لمدة ستة سنوات ، من مهخام هذا المجالس التنسيق وتطوير المقاطعة بما يتناسب مع السياسة الوطنية ، كما يوجد ي كل مقاطعة أيضا ً مجلس (برلمان) للمقاطعــــــة يتم انتخابه مباشرة من قبل المواطنين . في كل مقاطعـــــــــة العديد من البلديات ، أجمالا ً هذه البلديات 2512 أبرشية . والأبرشــــــية هي وحدة من وحدات الكنيسة في السويد .

الدين
أعتنق السويديون قبل القرن الحادي عشر الوثنية النوردية . لكن قوانين البلاد تغيرت بعد التحول الى المسيحية في القرن الحــــادي عشر ومنعت الأديان الأخرى حتى أواخر القرن التاســــــــع عشر .
بعد الأصلاحات البروتستانية في ثلاثينات القرن السادس عــــــشر تغيرت تأثير مســـاعد مارتن لوثر الســويدي أولاي بيتري حيث الغيــت ســلطة الكـنـيـــسة عــــن الدولة مما سمح للوثرية بالأنتشار
اصبح اللوثرية دين الدولة ، أما الأديان والمذاهب الأخرى فلم تكن مسموحا ً حتى أعلان حرب قبل أعلان حـــــــرية التدين في أواخر القرن التاسع عشر .


80

أهم المدن في السويد

استوكهولم – العاصمة السويدية
كيرونا
اوسترسوند (اوسترشون)
غوتنبرغ (يوتوبوري)
فيسبي
مالمو
اوبسالا
الأحزاب السياسية في الدانمارك
- الحزب الشيوعي السويدي
- الحزب الديمقراطيون المسيحيون
- حزب الشعب الليبريالي
- حزب العمال والفلاحين القومي الأشتراكي في السويد
- حزب القراصنة
- حزب البيئة - الخضر
- حزب التجمع المعتدل
- حزب الوسط السويدي
- حزب اليسار



81

جمهورية فنلندا

فنلندا بلد من بلدان الشمال في منطقة الفينوســــكاندنافية في شمال أوربا ، يحدها من الغرب السويد ومن الشمال النرويج ، ويحدها روسيا من الشرق وتحدها من الجنوب أستونيا عبر خلــــيج فنلندا .

النظام السياسي
النظام السياسي في فنلندا برلماني جمهوري ذات مـــركزية في العاصمة هلســـنكي وحكومات محلية في 336 بلدية ، بالإضافة الى البلديات يوجد مستويان متوسـطان من التقسيم الاداري ، تختزل هذه البلدبات في اربعة وسبعين من المناطق الفرعية وعشــرين منطقة فرعية وتدارمن قبل البلدبات المكونة لها،وتمتلك صلاحيات محدودة
بحسب الدستور النظـــــام السياسي في فنلندا ديمقراطي تمثيلي بنزام برلماني رئاسي ، لكنهــــــــــــا أقرب الى النظام الرئاسي في الوقت الحاضر.
رئيس الدولة ( الرئيس الفنلندي) وفق الدسـتـور هو رأس الدولة والمسؤول عن السياسة الخارجية ( باستثناء شؤون الاتحاد الأوربي وذلك بالتعاون مع مجلـــس الوزراء) .
يتكون البرلمان الفنلندي من 200 عضو وهو السـلطة التشريعية العليا في البلد ، وللبرلمان حق تغيير القوانيين والدســـــتـور وطلب استقالة مجلس الدولة وتجـــاوز حق النـقـض الرئاسي . لا يخضــع أعمال البرلمان الى المراجعـة القضائية .
82

كانت فنلندا تاريخيا ً جزءا ً من السويد ولكنها منذ عام 1809 م تحولت الى دوقية ذاتية الحكم ضمن الأمبراطورية الروسية . أستقلن فنلندا من روسيا عام 1917 م وأنضمت الى الأمم المتحدة في عام 1955 م وال منظمة التعاون والتنمة الأقتصاديــــة في عام 1969 م والامم المتحدة في عام 1945 م .


العاصمة الفنلندية – مدينة هلسنكي هي العاصمة وعدد نفوسها حوالي 588,000 الف نسمة

العملة المستعملة في فنلندا – بعد الانضمام الى الاتحاد الاوربي أصبح اليورو العملة الرسمية في البلاد .
نفوس فنلندا – يبلغ عدد نفوس فنلندا 5,800 خمسة ملايين وثمنمائة الف نسمة .

مساحة فنلندا – المساحة هي 338,424 كيلو متر مربع .

اللغة – اللغة الرسمية في فنلندا هي اللغة الفنلندية والسويدية .




83
أهم المدن في فنلندا

– هلسنكي – العاصمة ونفوشها 588.000 مليون نسمة
– إسيو - وعدد نفوسها 247.333 الف نسمة
– تاميري وفوسها 213,143 الف نسمة
– ناننا وعدد نفوسها 199,897 الف نسمة
– توركر وعدد نفوسها 177,504 الف نسمة
– أولو وعدد نفوسها 141,184 الف نسمة

– الأحزاب السياسية في فنلندا
– حزب الوسط
– الحزب الاشتراكي الديمقراطي
– حزب الأتلاف الوطني
– تحالف اليسار
– الرابطة الخضراء
– حزب الشعب السويدي
– الديمقراطيون المسيحيون
– الفنلنديون الحقيقيون





84

جمهورية آيسلندا

جمهورية آيسلـنـدا دولة جـــــزرية في شمال المحيط الأطلسي ، كانت الجـزيرة منذ عام 1262 م ولغاية 1918 م جزءا ً من المملكة الدانماركية والنرويجية ، إلا أنه وبعد الحــــــرب النابليونية في عام 1814 م تفككت مملكة الدانمارك والنرويج الى مملكتين منفصلتيين عن طريق معاهدة كيل ، وظلت آيسلندا تابعـــــــــــــــة للدانمارك .
بموجب اتفاق بين بين الدانمارك وآيسلندافي عام 1918 م تــــم الأعتراف بآسلندا كدولة ذات سيادة ضمن الأتحاد الشــــــــخصي الشخصي لمملكة الدانمارك ومارست آيسلندا زمام شؤون سياستها الداخلية ، لكنها طلبت من الدانمارك تنفيذ السياســــــــــة الخارجية الأيســــــلندية مع الدول الأخرى لذلك حملت السفارات الدانماركية شعاري نبالة وعلم كل من الدانمارك وآيسـلندا .
انتهت مدة قانون الاتحاد الشــخصـــــــي مع الدانمارك في 31 كانون الاول من عام 1943م لكن الآيسلـــنـــديون صوتوا في 20 حـــــــزيران من عام 1944 م لصالح الأســـــــتمرار في الأتحاد الشخصي مع الدانمارك أو أو أقامة الجمهـورية ، وكانت النتيجة لصالح أنهاء الأتحــــاد مع الدانمارك بنسبة 97% و95% لصالح أعلان الدســـتور الجمهوري ، وبذلك أصبحت آيـــــــلندا رسميا ً جمهورية في السابع عشــــــر من تموزعام 1944 ونصب سفين بيورنسن SVIN BJØRNSEN رئيسا ً للبلاد .

85

نظام الحكم

آيسـلندا جمهورية برلمانية ذات ديمقـــــــراطية تمثيلية ، لقد أنشأ البرلمان الآيسلندي AL TING . عام 1845 م كهيئة استشارية للملك وكانت تعتبر بمثابة أعادة لتأسيــس المجلس الذي تأسس عام 930 م في فترة الكومونــــــولث والذي علق عــــام 1799 م ، وبذلك يمكن أن يقال أنها أقدم ديمقراطية. البرلمـــان الآيسلندي يضم 63 عضوا ً ينتخبون لمدة أربعة سنوات ، كما أن رئيس الدولة ينتخـــب مباشرة من قبل الشعب ولمدة اريع سنوات أيضا ً ، ورئاسة الدولــة منصب فخري إلا إن رئيس الجمهورية له صلاحية عرقلــــــة القوانين التي يصدق عليه البرلمان وطرحها للأستفتاء الشعبي .
رئيس الحكومة الفعلي رئيس الوزراء ويشكل السلطة التنفيذيــة . يتم تعيم رئيــــس الوزراء بعد الانتخابات البرلمانية من خـــــــلال تفاوض قادة الاحزاب السياسية في آيسلندا حيث يناقشــــون تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية شرط أن يكون للحكومة أغلبية برلمانية . وعندما لا يتمكن زعماء الاحزاب السياســــية في تشكيل الحكومة خلال فترة معينة يقوم رئيس الدولة بتعين مجلس الوزراء . كانت الحكومات الآبسلندية تتشكل دوما حكومة ائتلافية من حزبين أو أكثر ، ولم يسبق أن تمكن حزب واحد الحصــول على الاغلبية البرلمانية في البرلمان .


86

العاصمة – ريكافيك وعدد نفوسها 119,110 الف نسمة

عدد نفوس آيسلندا 360,000 الف نسمة

أهم المدن
كوباغو فور عدد نفوسها 30,401 الف نسمة
هافتار فيور دور عدد نفوسها 26,031 الف نسمة
آكور بري عدد فوسها 17,099 الف نسمة

اللغة – اللغة الرسمية في آسلندا هي اللغة الآيسلندية وهي من اللغات الجرمانية الشمالية المنحدرة من الاسكندنافية القديمة .

الديانة – يتمتع الآيسلنديون بحرية الدين بموجب الدستور ، رغم وجود الكنيسة الوطنية والتي هي كنيسة لوثرية والرسمية في البلاد

الاحزاب السياسية في آيسلندا
• التحالف الديمقراطي الاجتماعي – وهي أكبر الاحزاب في البلاد
• حزب الاستقلال
• حركة الخضر اليسارية
• الحزب التقدمي والحركة
• وهناك احزاب محلية في كل مدينة
87

الدول الاسكندنافية والعلاقات مع الدول الاوربية - حقبة الفايكنغ

تعتبر الدول الاســكندنافية موطن النورمان – رجال الشمال – وهم الذين هاجمــوا السواحل البريطانية والفرنسية ومناطق اخرى من اوربا في نهاية القـــــــــــــــــرن الثامن الى القرن الحادي عشر
( 793 – 1066 م وقد سميت هذة الحقبة بحقبة الفايكنغ ) .
على الرغم من وحشــــــــية الفايكنغ ( القراصنة ) وسمعتهم السيئة وطبيعتهم الوثنية ، الا أنهم اعتنقوا المسيحية واستقروا في الاراضي التي هاجموها بعد أن بنــوا العـــديد من المســـــتـوطنات في كل من آيسلندا وجرينلاند وامريكا الشمالية ، والشــــــمال الاطلسي اضافة للممالك التي اسسوها في اسكندنافيا .
كان الفايكنغ ( قراصنة البحر الشماليون) بارعــيـن في الملاحـة ، تفننوا في صناعة الســــــفن الكبيرة كما تمكنوا خلال مئات السنين من السيطرة واســـــــتـعمار سواحل اوربا ، حيث أحـــرقوا وقـتـلوا ونهبوا المدن التي وضعوا اقدامهم فيها .
نشأ الفايكنغ في اسكندنافيا ( السويد ، النرويج والدانمارك ) إلا أنهم أخضعوا انكلترا وفرنسا والمانيا وايرلنداوايطاليا وروســـــيا واسبانيا لسيطرتهم وقد حملت سفنهم المستوطنين الى مناطـــــــق مجهولة من قبل الاوربيين وكذلك الى آيسلندا. ومما تجدر الأشارة لذكـــــره أن الرحالة النرويجي لايف اركسون Laeif Erkson تمكن من الوصول الى امـــــريكا الشمالية قبل خمسمائة عام من وصول كريستوف كولومبوس اليها عام 1492 .
88

من الامور المهمة التي قللت مــــن حجم الاراضي الزراعية هي سرعة النمو الســــــكاني السريع فــــي أسكندنافيا مما أدى الى ترك الكثـــــير منهم موطنهم بحثا عن مكان جديد للعيش .
لم يترك الفايكنغ أثرا مباشرا ًفي تاريخ أمـــريكا ، لكن غزواتهم في أوربا أثرت بشكل مباشر في العلاقات بين انكلترا وفرنســـــا لمئات السنين بعد حقبتهم .
قدس الفايكنغ قبل دخولهم للمسيحية عدد من الآلهة ، كاودين آله الحرب أما الثور فكـــان رمز الالهة النرويجية وهو آله الرعد بينما كان بالدير آله الضوء. كان الفايكنغ يعتقدون انهم أذا ماتوا بشـــكل بطولي فانهم سيدعون للسكن مع الآله أودين في فاهالا ويبنى لهـــم قصــــر في عالم الآلهة . بدأت غزوات الفايكنغ منذ عام 800 م ، فاتخذت اشـكالا عديدة وأمتدت لإتجاهات مختلفة ، حيث تغيرت من الكـر والفـرالى الغــزوات الكبيرة والبقــــــــــــاء في تلك الأراضي وتمكـنوا مـــــــن تأسـيـس القواعد لقضاء فترات طويلة فيها ، اما في اواسـط القرن التاسع فقد نمـت الجيــوش وأستعمرت الاراضي . وأســتـقـــروا في هذه الاراضــي كفلاحيـن ، و تحولوا بعدها الى المسيحية وجلـبـوا عوائلهـــــم من اوطانهم الأصلية أو تزاوجوا مع السكان المحليين . وما يذكر أن هجماـــــت الفايكنغ كانت قد حفزت التغيرات الســـــياسية في أسكندنافيا ، و ظهرت الحكومات الملكية المركزية والمؤسسات السياسية .
في عام 800 ميلادية وصل الرجل الشمالي المعروف أوتار ( وهو قرصان شمالي ) الى أنكلترا ، وحضر بلاط الملك الفريد ، فتحدث
89

عن النرويج وعن دول الشمال ، وذكـــــر انه من شمال الشمال وكان يقصد بمدينة ترومسو الحــالية الواقعة شمال النرويج . كما تحدث عن قوم السامسك (( شـــــعب اللاب )) الذين يعيشون في الشمال .

علاقات دول الشمال فيما بينها

لدول الشمال ســــلسـلة من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعســكرية والسياسية فيما بينها عبر التاريخ ، من خلال هذه العلاقات ظهر شكل الانظمة السياسية في هذه البلدان ، ودرجة تقاربها وتباعدها . وقد أثرت الاصول المشتركة لشعوب هذه الدول على توحيد دولتين او اكثر ، وفي كثير من الاحيـــــــان كانت هذه الاصول المشتركة في درجة القرابة سببا في الخـــلافات في الدولة الواحدة حيث كان الصراع يدورعلى الفوز بالعــرش .أما الانظمة السياسية في الدول الاسكندنافية فكانت ملكية وكان الزواج السياسي لتقارب العروش والدول وتوحدها ، ومن خلاله كانت تتم التحالفات والاتحاد بين دول الشمال ، حيث بعض الامراء يتوارثون عــرش دولة او أكثر من هذه الدول .
كان الاقتران يتم بين العوائل الارستقراطية والمـــــــالكة في دول الشــــمال ، التي كانت في كثير من الاحيان توحد عرش دولتين او اكثر . وقد تجمع الارث الملكي الدانماركـــــــــــي والنرويجي في شــخص الاميـر هارالد الذي ورث العــــــــــرش من والده گورم
90

GORM ومن والدتة تيورن TYREN .
وبعد وفاة هارالد عام 986 ، ترك ورائه أثارا في يالاند ، وتعتبر موروثاته من أهم وأقدم المصادر لتجمع التاج الملكي في دول الشمال .
ما بين عام 1100 – 1200 برزت الامبراطورية الدانماركية في البلطيق (( شـــــملت المانيا )) هذه الامبراطورية جمعت تحت ســــــــلطتها دول الشمال في اتحاد كالمر .فورث ماگنوس اولاڤ عرش الدانمارك .
أما الحدود بين دول الشمال فلم تكن قد حددت حتى عام 1100 ، لذا طمع الملك الدانماركي بالسيطرة على سواحل مدينة اوسلو OSLO .وطالب السويديين بـ ( يامتلاند ( وطالب النرويجين بـ (( باهوسين BAHUSEN )) .
--------------------------------------------------------------
* توضيح
شعب اللاب / السامسك / يتواجدون في كل من السويد والنرويج والدانمارك وفي الاجزاء الجنوبية من روسيا ، في النرويج يعيشون في المناطق الشمالية ، لهم عادات وتقاليد وثقافة مختلفة عن النرويجيين ، يدرسون لغتهم في المدارس ، كما انهم يتمتعون بحرية ثقافية وحكم أداري محلي في الوقت الحاضر ولهم برلمان محلي ، إلا أنهم كانوا يعانون الامرين على ايدي الحكومات المركزية في الدول التي يعيشون فيها ( المعلومة من الموسوعه التاريخية النرويجية ).
91

في عام 1319 ميلادية ورث ولي العهد السويدي عرش الســويد والنرويج حتى عام 1363 كمـــا ورث في عام 1380 ولي العهد الدانماركي عرش الدانمارك والنرويج على حد ســـواء . وفي عام 1397 اجتمع مندوبون عن الدانمارك والسويد والنرويج لتتويج اريك بومرين على عرش الدول الثلاث الدانمارك و السو يد و النرويج .
كما تزوجت ابنة هوكون الخامس ملك النرويج من اريك ماگنوس شقيق الملك السويدي ومن
خلال اواصرهذه العلاقات تحالفت الدولتان و اصبحت وسيلة لأريك ماكنوس لمحاربة أخيه
ملك السويد بيرجر من أجل الفوز بالعرش السويدي وقد أدى هذا الصراع الى خلع الملك بيرجر عن عرشه وتنصيب ماگنوس رغم صغر سنه ملكا على السويد من قبل الأرستقراطية
الســــــويدية . و بعد فترة قصيرة ورث عرش النرويج ، بعد وفاة جده من امه هوكون الخامـــــــــــــس ، وبهذا تم اتحاد الدانمارك والنرويج في 1363 وقد تزوج ابـن الملك اريك ماگنوسن من مارجريتا بنت الملك فالدمايرالرابع ملك الدانمارك. وكان الهد ف مـــــــن هذا الزواج الحصول على المساعدات والدعم لمواجهة الارســـــــــتقراطية السويدية . فطالبت مارجرييتا بعرش الدول الثلاث الدانمارك ، الســـويد و النـــــــــرويج بعد وفاة اولاف .

92

لقد أستمر الاتحاد بين الدانمارك والنرويج ما يقــــارب أربــعـــة قرون 1380 – 1814 . بسبب الوحدة الشخصية التي نشــأت من خلال وراثة العرش لملك واحد وكانت آيسـلندا جزءا ً من اللعبـــة الشمالية حين اتحدت النرويج والدانمارك في عام 1380 ووقعت آيسلندا تحت الحكم الدانماركي لغاية 1874 فأصـــــــدرت دستوراً خاصا بها وتمتعت بحــــــــــكم ذاتي . تعرضت السويد الى هجوم دانماركي – نرويجـــــي – روســــي عام 1808 ، فأجبرت على االتخلي عن فنلندا لروسيا . دخلت السويد الحرب النابليونية بعد تعهد حصلت عليه لضــــــــم النرويج عند انتهاء الحرب ، وبالفعل أستقطع النرويج من الدانمارك والحقت بالسويد عوضا خسارت ها لفنلندا.
أستمر الحال على هذة الشاكلة حتى عام 1905 حيث انفصلت النرويج بشكل كامل عن الســــــــويد واعلنت استقلالها بتشجيع ومساندة بريطانية وكان الدعم البـــــريطاني لاجل اضعاف القوة السويدية ، لا من أجل قضية أســـــتـقلال النرويج . وفي استـفتاء شعبي عام اختار النرويجيون النظام الملكي ، وأختير الامير كارل – الدانماركي ملكا على النرويج ومنح اسم هوكون السابع (أشترط الامير كارل موافقة الشعب به ملكاً لقبول الملوكية ) . وقد خلــــق أنحصار التاج الملكي في ملك واحد جوا مناسبا للتقارب والترابط بين المؤسسات الأدارية المشـــــتركة في هذه البلدان ، كما قربت العــــلاقات الأجتمـاعية والثـقافيــة .
ظهرت في الدانمارك عام 1830 الحركة الاكاديمية الشمالية ، ثم
93

فكرة وحدة العملة الشمالية ما بين أعوام 1872 – 1914 ، بعد ذلك ظهرت وحدة التعاون البريدي والتعاون في المجال القضائي والقانوني . أمافكرة التعاون في مجال السياســة الخارجية فكانت بعيدة المنال.
ما بين أعوام 1800 و 1956 – 1968 م أقترح الدانماركيون تشـكيل الاتحـــــــاد الاقتصادي الشمالي NORDØK إلا أن الاقتراح لم يؤخـــذ بعـين الاعتـبــار ، ولم ير النور ، وكان هذا . كافيــــــا ً ليـتـرك الدانمـاركيون الاجتماع ويضعوا قبعاتهم على الـرؤوس متوجهين الى الاتحاد الاوربي.
كان التعاون بين دول الشمال في بداية عهده اثناء الحرب العالمية الأولى، وتحت التجربة التي كانت ناجحة لحد ما . أما حكومات دول الشمال فقد أعلنت سياسة الحياد في الحرب العالمية الاولى . فاجتمع ملوك الدول الثلاث( السويد ، الدانمـــــارك والنرويج) في 1914 و 1917 ، وكانت اجتماعاتهم شـــــكلية ورمزية تلخصت في تبادل وجهات النظر والاراء فقط .
بعد الحرب الكونية الاولى عام 1917 ، انفصلـــــت فنلندا عن روسـيا بشكل كامل اثناء أندلاع الثورة البلشفية في روسيا فحصلت آيسلندا على حق أدارة الجزيرة الآيســلندية عام 1918 ، بعد أن كانت ترضــخ تحت الحــكم الدانماركي لســنوات طــــــوال , لكن الأيسلنديين احتفظوا بعلاقاتهم مع الدانمارك في السياســـــــــــة االخارجية وفي الحرب العالمية الثانية احتلت المانيا الدانمــــارك ، عجز الدانماركيون عن حماية آيسلندا فدخـــلت القوات البريطانية
94

الى الجـــــزيرة ولكن في عام 1944 اعلن النظام الجمهوري في آيسلندا . أمــــــــا في عام 1939 فقد تركت الابواب مفتوحة على مصراعيها للأتحاد السوفيتي للأنقضاض على فنلندا في العام ذاته. و في عام 1940 هاجمت القــــــــوات الالمانية المملكة النرويجية والدانمارك واحتلتهمـا ، الا أن جزيرة فاروي وآيسلندا وضــــعتا تحت السيطرة البريطانية والامريكية في وقت ســابق . وقد أقترح االسويديون تشكيل وحدة دفاع مشــــــــــتركة في1948 الا أن ذلك الأقتراح لم يكتب له النجاح رغم التاييد الدانمــــاركي له في البداية بســـــــبب الارتباط النرويجي بالولايات المتحـــــــــدة الامريكية ، وعلاقات الصداقة الفنلندية الســـوفيتية ، وعضوية الدانمــــــــارك والنرويج وآيسلندا في حلف الناتو ( الحلف الاطلسي) وقـد أجتمعوا من جديد للتعاون وتثبيت وحدة المواقف ثم ظهرت فكرة الدفـــــاع الشمالي المشترك من جديد بعد ظهور النازية الالمانية هذا الخطر القـــــــــــادم من الجنوب ، لكن الفكرة لم تــثمر عن شـيء جديد .
مما تجدر الأشارة اليه أن التعاون الشـــــــمالي كان قد بدأ بشكل غير رسمي منذ 1920، وحصل على الشـــــرعية من المفوضية الشــــمالية عام 1953 وقد وضعت أسسه عام 1962 م على خلفية معاهدة هلسنكي التي رسخت أطر التعاون بين دول الشــــــــمال . وبنيت على أساســــــــــــها العلاقات التعاونية القانونية ، والثقافية والاجتماعية والأقتصادية ضمن قطاع المعلــومات وتبادل الأفكار.
تاسست مفوضية وزراء دول الشمال (( استـشــارية وزراء دول الشـمال)) عام 1972
95

وتألفت من 87 مندوبا من ممثلي برلمانات هذه الدول . بعد معاهدة هلسـنكي اصبح بمقدور الاستشارية البرلمانية تقديم النصح لوزراء دول الشمال بشـــكل جماعي أوفردي. ولكنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان.
تتكون المفوضية الشمالية من عشــرين مندوبا لكل من النرويج والسويد و ستة عشر مندوبا ً من الدانمارك و ثمانية عشــــرمندوبا ً من فنلندا و سبعة مندوبين من آيسلندا . المفوضية الشمالية لم تتحول الى مؤســسـة بيروقراطية ، كالاتحــاد الاوربي . وقد تعاونت دول الشمال بشكل أكثر عمقا من التعاون في الاتحـــاد الاوربي . وكانت اجتماعات المفوضية سـنوية و في هذه الاجتمـــــاعات كانت تعدل القوانين الداخلية وتقدم النصح لمفوضيـــــــة الوزراء . كانت تعتمد دول الشمال في اقتصادها على الثروة الســـــــمكية ، وما زالت هذه الثروة تغطي جزءا غير قليل من اقتصاد هــــــــذه الدول . ترسخ المجال الأقتصادي في دول الشمال عام 1990 حيث شكل وزراء المالية والبيئة في هذه الدول مجموعة عاملة من ممثلي الوزارات . أما التعاون التجاري فكان هدفه ألغاء المعوقات وبنــــــــاء التعاون الأقتصادي ، ووضــع التعليمات للسيطرة على المراكز الحــــدودية التي تتبع سياسة السوق وأيجاد الحلول المناسبة للمسائل المتعلقة ، أما المعضلة الأساسية في (EØS )الاوربية المشتركة
المناقشات بين دول الشمال فكانت تتمثل في التساؤلات حول كيفية استمرار التعاون الشمالي مع وجود الســــــوق الاوربية المشتركة .
بعد الحرب العالمية الثانية كان هناك الكثيــر من المآخذ على
96

دول الشمال ، الا أن هذه الدول كانت افضل من الدول الاوربية ، حيث كانت لهم فلسفتهم في بناء مؤسـســات الدولة . لذا توجه العديد من الباحثين الاوربيـيـن لهذه الدول لدراســــــــــة هذه الفلسفة . وقد أحتفظــــت دول الشــــمال باستقلاليتها القومية رغـم التعاون بينهم .
أما سياسة السوق الأوربية المشتركة فلا تشمل وحــدة الكمارك، التجارة المشــــــــتركة ، الزراعة المشتركة ، تنظيم الضـــــرائب والغرامات ، تجارة الثروة السمكية . وكانت الحـاجة الى التعـــاون بين دول الشمال ضرورية . أن مبادرات رؤساء الحكــــــــــومات واقتراحاتهم ووجهات نظر الوزارات المتعاونه وآراءهم كانــــت تصب في تقوية علاقات دول الشـمال في اوربا لتلافي المعوقات التي تواجة عــــــلاقات دول الشـــــمال الـــــــــداخلية والخارجية .
تحيط بدول الشـــمال ثلاث دول عظمى ومن مــن ثلاث جهات - الاتحاد الســوفيتي(روسيا الآن) ، المانيا ، وبريطانيا العظمى وقد ظهرت فيما بعد الولايات المتحدة الامـريكية على الساحة السياسية
وبسبب الموقع الجغرافي كانت دول الشمال أقل توترا بعد الحرب العالمية الثانية من الدول الاوربية ، حيث كان اهتمـــــــــام الدول العظمى – الراسمالية والاشتراكية متفاوتا لأن الموقع الجغرافي للسويد يحصنها من الاحتلال ومن النفوذ الخارجي .
أن سياسة دول الشمال واتخــــــاذها للقرارات لم تكن مرتبطة بالدول المحيطة ، وهذه الدول تؤكــــــــد انها تدير دفة الحكم في بلدانهما دون التدخل الخارجـــي .كما أن سيااتها الخارجية اخذت شكلا مؤسساتيا ً وفي الفترة مــــــا بين الحربين العالميتين الأولى
97

والثانية كانت المنظمــات القومية حــافزا للتعـــــاون الشــــمالي. لقد شاركت فنلندا في التعاون الشمالي عام 1934 . حيث كان الفنلنديـــون في ثلاثينات القرن الماضي يميلون للتعاون مع دول البلطيق وبولونيا اكثرمن ميلهم للتعاون مع دول الشمال. الا أنهم انظموا الى سياسة الحياد الشمالي عام 1935 ميلادية .
وقد تغير تعاون دول الشمال بمرور الزمن ، و التغيرات جاءت نتيجة للتقدم والتطــــــور الاوربي ، وأدت الى دخول هذه الدول الى السوق الاوربية المشتركة كمرحلة اولــى،و ثم الانضمام الى الاتحاد الاوربي وهذا يعني أن المشاركة في السوق الأقتصادي أو الأنضمام الى الأتحاد الاوربي التوجه نحو التعاون الأوربي .

القوى الاوربية المحيطة بدول الشمال

تحتل ألمــــانيـا ثقلا سياسيا وعســــكريا مـركـزيا بين القـــــــــوى العظمى في الجنوب ( و كان لفرنسا هذا الدور السياسي والعسكري سابقا ) . وقد تأثرت الاجزاء الشمالية الشرقية بالعلاقات السويدية – الروســية وبالعلاقات الفنلندية – السويدية الروسية وكذلك بالعلاقات الدانماركية – الالمانية .
كان للألمان والروس أطماع في بحر البلطـيــق . حيث برزت المانيا كقوة في 1871 بعد سلسلة من الحروب ، ومن بينها الحرب مـــــع الدانمارك . والتي ادت الى هزيمة الدانمارك عســـكريا ، لذا كان عليهم الانسجام والتوافق مع المصالح الالمانية مما جعــــــــل
98

كوبنهاكن تبتعد عن هواجس دول الشمال وترتبطت بمصالح وحاجات الدانمارك في برلين. على ما يبدوأن قوة الألمان قبل الحـــرب العــــــــالمية الثانية جعلت الدانماركيين حذرين في علاقاتهم مع دول الشـــــمال .و بعد الحرب العالمية الثانية ضعفت شــــــــــــوكة الالمــــان ، فتوجهت البوصلة الدانماركية نحو الشمال لتأييد الاقتراح السويدي لتشــكيل قوة دفاع مشـــــتركة عام 1947 . تعد ألمانيا اليوم قوة اوربية لا يستهان بها ، فالدانماركيون أعادوا علاقاتهـــــم مع الألمان من خــــلال الأتحاد الأوربي، الذي سهل أدارة العلاقات السياسة الخارجية الدانماركية -الالمانية .وعندما أنظمت الدانمـــــــارك الــى الاتحــاد الاوربي في 1972م ، كان ذلك يعني الابتعاد عــن توجهـــــــات دول الشمال ، بالرغم من الجذورالعميقة للدانماركيين في الشمال، ودعمهم لقضايا تلك الدول . وعندما ارتبطت الســـــويد و النرويــج وفنلندا بالأتحاد الاوربي من خلال معاهدة الوحـــدة الاقـتـصادية هـمـــــــش الدور الدانماركي في العلاقـــات التعاونية بين دول الشمال ، وارتبــــطت دول الســــــــــوق الاوربية بدول الألـــب سويســــرا و النمسا .
وقد حاول الدانماركيون جذب دول الشمال للأنضمام الى الأتحاد الأوربي ، مما يمنحهـــــــم فرصة ليلعبوا دورا كبيرا في الاتحاد الاوربي. تعتبر النرويج دولة اطلنطية رغم ان خلفية نشــــاطاتها وعلاقاتها الرسمية كانت في أطار [الكنيسة ، القوة العسكرية ] مع المانيا من خلال الدانمارك .أن التوجهـــات النرويجية كانت غربية فيما
99

يتعلق بالتجارة والسياسة الخارجية .
وتعني كلمة النرويج الطريق نحو الشمال ، حيث انهــــا كانت بمثابة الطريق البحــــــري الهام للنقل والمواصلات عبر القــارات ، وأن السواحل النرويجية تربط القارات .
إن القوى المسيطرة على البحار خارج النرويج لها نفوذ واســع على اقتصاد وسياســـــة البلد. فالقوة البحرية البريطانية كانت هي المســــيطرة على البحارخاصة بعد الحـــــــروب النابليونية كونها لم تشارك في الحروب مع بريطانيا.
كان البريطانيون يعتبرون النرويج جزءاً من مناطق نفوذهم . لهذا لعبوا دورا دبلوماســــيا لانفصال النرويج عن الاتحاد السويدي عام 1905 ولكن دبلوماسيتهم لم تكن من اجـــــــل القضية النــرويجية اساسا ً بل من أجل أضعاف القوة السويدية وتعاون دول الشــــمال .
أن التواجد البريطاني في الشمال كان يختلف عما كان عليه تواجد الالمان والروس ، حيث انهم انشغلوا باعاقة الـــــــــــدور الروســي والألماني في المنطقة بدلا من ان يبادروا بوضع أسـس لقــــواعدهم العسكرية في الشمال.
لقد ارتبطت السياسة الاقتصادية النرويجية ببريطانيا ، واصبحت الناقلات النـــرويجية وسيل نقل للبريطانيين بعد الغــــــــاء قوانين المــــــلاحة البحرية أما فترة الحياد النرويجي في الحرب العالمية الاولى فكانــــــــــــت ذات أبعــــــــاد اقتصادية وسياســية عميقـة .
أســــــتمرت التـــوجهـــات البريطانية في الشمال للفترة ما بين الحربين العالميتين الاولى والثانية وأن مشاركــــــــــــــات بريطانيا
100

المتواضعـــــــــة في الحـــرب العـــالمية الثانية عام 1940 أشعر النرويجيين بالخـــــــــذلان ، الا أن الدعم البريطاني للعائلة المالكة النرويجية وللحكومــــــــة النرويجية اثناء الحرب غير مــن آراء النرويجيين تجاه بريطانيــــا وقد أسهم بروز نتــائج الحرب العالمية الثانية في تقوية التوجـهات الانجلو – سكســــوني في النرويج وكان الوضع النرويجي في هذا الوقت على عكس مــا كان عليه الوضع في الدانمارك وفنلندا ، حيث كانو يفـتـقدون الحماسة للوقوف بوجه القوى الاجنبية أما علاقات النرويج مع البريطـــــانيين والريبة من السـويدين فقد أدى بالنرويجيين الى كشف اسـرار الاقتراح السويدي في تشكيل الدفاع المشترك. البـــــريطانيين الا أن البريطانيين كانوا متضايقين من الاقتراح الســــويدي في تشكيل قوة دفاع شــــــمالية مشتركة ، لذا عملوا من اجل عدم بيع الاسلحة الى قوات الدفــــــاع الشــــمالي المشترك ، وهذا أدى بدوره الى قطـــــــــع المفاوضات الجارية لتشكيل وحدة الدفاع المشترك بين دول الشـــمال ، فتحولت التوجهات الدانماركية والنرويجية الى المشاركة في تأسيس حلف النانو ( الحــلف الاطلسي) . من هنا دخل الامريكان الساحة من خلال حلف الناتو ، فأخذوا يلعبون الـدور البريطانـــي في الشمال ، وأستمروا في انتهاج السياسة البريطانية .
الوضع السياسي والاقتصادي في اوربا كان مؤثرا علـــــى العلاقات مع دول الشــــــمال وفي علاقاتها فيما بينها ، هذه العلاقات تكونت عن طريق السيطرة والنفوذ مرة او طــــوعيا عن طريــق العلاقات الثقافية والايدلوجية اوالتعلـــــــــيم أو عبر المؤسسات ، التكنلوجيا ،
101

الرأمال لذلك كله فأن العلاقات مع الدول العظمى كانت ذات أهمية قصوى بعد الحـرب العالمية الثانية ، وأصبحت التكتلات الاوربية وألاتحاد الاوربي أكثر اهمية . لقد أنشغل الامـــــريكان بكبح النفوذ الروسي في الشمال وليس من اجل التطوير والتوـيع حتى أن لم يكن بعيدا ً عن الأطماع الأمــــريكية ، بل كان ضمـــــن التوجهات والأهتمـامات المركزية للولايات المتحـــــدة الأمريكية . في البدء رفضت النرويج بناء قواعد اجنبية وقواعد الســـلاح النووي على أراضيها خلال فترة السلم و في الســــــنوات العشر ما بين 1960 – 1970 تغيرت الاوضاع ، وحـصــــل الجانب النرويجي على تعهدات و ضمانات امريكية لحماية اراضيها ، لهذا نشــط الجانب الامريكي في أجراء المـزيد من المناوارات العســــــــــكرية على الاراضي النرويجية .
أن الاستراتيجية الامريكية في كبح القــوات السوفيتية تغيرت في 1980م ، حيث أن الغواصات السوفيتية كانت هدفا لللاح الامريكي وفي عام 1980 أنشأ الأمريكان قوة (أســــطول بحري) ووضعوا هذه القوة أيضا لمواجهة القوة البحرية السـوفيتية في بحر الشمال . وكانت هناك ضغوطات على النـــــــــرويج للرضـــوخ للتوجهات الامريكية ، فيما بعد بدأت الضغوطات على الامريكان للقيام بالمزيد من الفعاليات . بعد أن دخل الامريكان معترك الفعاليات بجدية لا من اجل حماية المنطقة او بحر الشــــــــمال ، بل من اجــل الحفاظ على مصالحهم في بحر الشـمال في ذلك الوقت لم تكن آيســــــــلندا محل اهتمام كبير من قبل الدول الاوربية العظمى قبل الحـــــرب العالمية
102

الاولى ، ثم ضمت بريطانيا جـــــزيرة آيســـلندا تحت نفوذها . وفي سنة 1940 احتلــت بـريطانيا الجـــزيرة بالكامــــل لاهميتهــــــــا الاسـتراتيجية . في السنوات التالية ، اســـــتـبدلت القوات البريطانية بقوات امريكية ، رغم أن الامريكان لم يكونوا مشتركين في الحرب وبعد الحرب العالمية الثانية ارتبطـــــــت جزيرة آيسلندا بالأنجلو – سكسوني ، وأعترف بهذا من خلال حلــــف الناتو، ومعاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة الامريكية في عام 1951 حيث ســـــمح لهم نصب القواعـــــد العسكرية في كيلفـلافيك ومنذ ذلك الوقت تمسكت آيسلندا بعلاقـــلات جدية مع الولايات المتحدة الامريكية في قضايا الدفـــــاع والامن رغم أن معاهدة الحلف الأطلسي وقاعدة كيلفلافيك لم يستحسنها الآيســــلنديون، بـــــل كانت سببا في الخلافات والص راعات السياسية الآيسلندية الداخلية. ومن خلال الحوار الطويل أتفقت الكتل السياسية الآيســـلنــدية على عدم وجود أية ضمــــانات وحلول أخرى لأمــن آيســـــــلنــدا . أن الموقع الجغرافي للسويد، البعيد عن حدود الدول العظمـــــى ، وهي الدولة الاكبر بين دول الشمال التي كان لها وضعهــــا الخاص بين هذه الدول ، ولم تكن السويد كبقية دول الشمال الأخــــــرى موضع اهتمام من قبل الدول العظمى ، ما ســـمح لها بالمناورات السياسية ولعب دور كبير في تعاون دول الشـــــمال ، لهذا لم يكن غريبا بأن تاتي اكثر الاقتراحات من ا ستوكهولم وكان للســـويديـين علاقات طيبة مع الدول الكبرى ، ولهم ثقلهم السياسي العالمي ، كما أن لهم دوراً . EFTAمع بريطانيا في تاسيـس منظمـــة التعاون الاوربي
103

الحر . بالأضافة الى دورهم الملمـــوس في الامم المتحدة و منظمة الحياد الايجابي أن جذور الحياد السويدي تعود الى زمن الصراعات الروســــــية – البريطانية عام 1834م حيث أن السياسة الخارجية السويدية تأثرت ببلدان بحرالبلطـــيق بعد عام 1864م حيث تأثرت المنطقة بكل من الالمان والـــروس . فكان حياد السويديين يحسـس الألمان والروس في علاقاتهم ، اذ كانت دول الشـــــــــمال لا تريـد دخول الحرب مع القوى البحــــرية العظمــى في بحــر الشــــــــمال الاطلنطي .
وفي القرون الاخيرة شعر السويديون بتعرضهـــم للخطـــر من التقارب الروسي الألماني أو عند وجود الخلافات والصراعات فيما بينهم من أجـــــــل النفوذ في المنطقة وأصبحــــــــــوا أثناء الحرب العالمية الاولى في طليعة القوى المتواجدة في بحر البلطيق ، خاصة بعد عام 1917 ،كما أن انعتاق فنلندا فسح المجـــــــال امام المانيا للتوغل العســــكري فيها رغم هزيمتهم في الحرب عام 1918 .
أستمرت مناطق بحر البلطيق تحت التأثير الألمانـــــي ، بسبب ضعف الاتحـــاد السوفيتي خلال الثورة البلشفية . حيث تم توقيع اتفاقية / مولوتوف – ريبينـتروب / عام 1939م بين الاتحاد السوفيتي والألمان . لذا كان على السـويد المحايدة أن تكون حذرة من هذه الاتفاقية خلال فترة الحرب العالمية الثانية .
أن القوى الكبرى الثلاث المحيطــــة بدول الشمال ( روسيا ، المانيا ، بريطانيا ) قد تأثرت هي الاخرى بالعوامل والقوى الخارجية وبالتجاذبات الداخلية الشـــــمالية، وبعد الحرب العالمية
104

الثانية تحفظت دول الشمال في علاقاتها مع القوى الكبرى بطريقتين اولـها - التوجة الفنلندي الى موسكو ، وأرتباطها بالأتحاد السوفيتي من خـــلال أهتمامــــــات الســوفيت بفنلندا . ألا أن القواعد الخاصة والاســــــــلحة النووية في كل من الدانمـــــــارك والنرويج أدت الى
ابتعاد الدانمارك والنرويج عن دول الناتوالاخرى . أمــــــا الطريقة الثانية في التحـفـظ فكانت من خـــــلال التعددية في العلاقات التي بدأتها الدانمارك وآيسلـنـدا والنرويج في تعاملاتها مع بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية مـن خــــــلال الناتو ، وأيضا علاقات الدانمارك مع المـــــــانيا من خلال المنظـمة الدولية ((الامم المتــحدة )) . أستقر الارتباط الفنلندي مع اوربا من خلال منظمة التجارة الاوربية الحـــــرة اضافة الى العلاقات متعددة الجوانب مع الدول الاوربية فقد تعاونت من خــلال مؤتمـر الأمــــن والتعاون . أن التغيرات في العلاقات بين القوى الأوربية أضعفت الجيوبوليتكيا الشمالية الى مدى بعيد كما أن ازدياد العلاقات متعددة الجوانب أفقد الدول العظمى دورها السابق على معترك الحياة السياسية وتماشت سياسة السويد والنرويج وفنلندا وآيسلندا مع الأتحــــــــــاد الاوربي

علاقات دول الشمال مع الاتحاد السوفيتي
كان الروس والسويد أندادا ً في القرون الاخيرة ، باستثناء فترة حكم كارل يوهانس /1813/ . فقد كان السويديون يهاجمون الروس دوما في الشمال عندمـــــا كانوا في حالة وهن . وفي اثناء الحرب لاحظ اوســـــــكار ملك الســــويد (1799- 1859 ) حوافز البريطانيين
105

لمحاربة روسيا في الشمال كما كانوا يفعلون عندما كان الروس يعانون من المشاكل في الجنـــوب اما روسيا فقد وجدت في فنلندا ضحية مناسبة لمواجهة السويد فاستقطعت فنلندا من السويد عام 1809 وحولت المنطقة الى محمية روسية .
كان الفنلنديون يتمتعون بشيء نسبي من الاستقلالية تحت الحكم القيصري ، حيث أن لهم جيشا ً وعملة خاصة بهم ، وكان هذا سببا ً اساسيا ً لاستقلالهم عام 1917م ، حيــن كان الروس ضعفاء بسبب الثورة ، وأستغل الفنلنديون الفرصة وأعلنوا أســـــتـقلالهم القومي .
بعد أن تعافى السوفيت من جديد أقتصاديا وسـياســــــيا عام 1939، ومن خــــلال اتفاقية (ريبينـتروب – مــولوتيف ) Robbentrop - Molotiv) ازداد الضغــــط علــى فـنـلـنـدا .
لقد تقاسم السوفيت والمانيا مناطق بحر البلطيق فقام السوفيت بضـــم البلطيق بعدها هاجموا فنلندا . أما الفنلنديون فقد قارعــــــوا الروس في حربي 1939 - 1940 و 1941 – 1944 . الا انهم فقدوا السيطرة على البلد ووجدوا انفسهم تحت المظلة السوفيتية في عام 1945 . أن السياسة الفنلندية بعد الحرب العـــــالمية الثانية كانت غير متوازنة ما بين التكيف مع الوضع أو فـقدان سيادتها ، و بمرور الزمن بنت فنلندا علاقات حســـــــــنة مع الاتحاد السوفيتي ، علاقات منحتها مجالأً للمناورة في السياسة الخارجية.كان ضغط الروس على فنلندا منذ 1809م مختلفا عبــــر الاوقات .عندما كان الروس ( أو الاتحاد السوفيتي فيما بعد ) أقوياء اقتصاديا وعسكريا وسياسيا كان الضغط على كان فنلندا على أشده ، وعندما كانوا في
106

حالة وهن كان الضغط ك اقل وطـــأة ، بذلك كانوا يتمتعون بالمزيد من الاستقلالية. وكان الـروس ينـظرون للـتعــــاون الشمالي بريبة ، بينما كان الفـنـلنديون يتوجهون للتعاون الشـمالي فـــي الاوقات التي كان الروس ضعفاء ، و أحـدث ذلك شيئا ً من الثقة المتبادلة بينهم وبين الروس . كان الفنلنديون أكثر نشاطا في التعاون الشمالي في الفترة التي ســبقت الحرب العالمية الثانية من فترات ما بعد الحرب كان الوضع الفنلندي معروفا لدى دول الشمال ، فقد حاولوا التنسيق في الاراء بشكل غير رسمي مع فنلندا لحين تمكنهم من الاستقرار و التعاون مع الغرب و من جانب آخر أستغلت دول الشمال فنلندا في تعاملاتها السياســــــــية من خلال التعاون غير الرسمي في منظمة التجارة الاوربية الحـــــــرة وفي الاتحاد الاوربي وقد تاثر الوضع السياسي فيما بعد بالضعف الاقتصادي والسياســي للسوفيت ، كما ان التغيرات الحاصلة في اوربا منحت فنلندا المزيد من المجال في تعاملاتها وحوارتهـــــــــا مع المفـوضيــة الاوربية ، حتى تمكنوا بالافصاح عن رغبتهم بالانضمام الى الاتحاد الاوربي .
أن قضية انشاء قواعـــــد نــووية في الاقــــاليم الشمالية كانت مرفوضة من قبل الألمان تحــت أعذار مختلفة كتاثير هذه الاسلحة على البيئة او أن هذه الاســلحة لا تقيم وتحترم... واعـــذار أخرى . اما حقيقية الرفض الألماني فأنها تنم عن خوفهم على توجيه هذه الأســلحة ضدهم . وإن التضامـــن الشمالي بحسب رأي الألمان لا يعتبر تضامنا للاخرين .
ولدى اجراء التعديلات على معاهدة هلسنكي عام 1971 ، أصبحت
107

مفوضــية الـوزارات (استشارية الوزارات ) مؤسسة تعاونية لدول الشمال أوأتخاذ القــــــرارات في قضايا الاتفاقيات بين دول الشمال وقضايا اخرى جديدة .
أن هذه القرارات يجب ان تكون بالاجماع ، وليـــــس بالاغلبية ، ولا يتخــــذ اي قرار دون موافقة اية دولة ( قرارات فوقية للدول ) . كما أن المفوضية تتعاون مع الحكومات ومـع المفوضية الشمالية . بينما كانت مفوضية الوزارات تتغير بين حين وآخر ،لأن العاملــين في المفوضية يتم اختيارهم من قبل الحكومـــات ، لذا فانهم يعبرون عن آراء حكوماتهم عند اتخـــــــاذ القرارات و في قـضايا السياسة الخارجية ، الدفاع و التجــارة كـما أن وزارة التعاون لا تشــــارك مفوضية الوزارات في قراراتها ، و منذ 1984 شاركت الاقالـــيم المستقلة كرونلاند و فالو واولاند في هذه المفوضية .
أن انشاء اتحاد الصلب والفحم عام1952م كان بداية لأندماج دول أوربا الغربية ، حيث اصبح التعاون الاقتصادي والسياسي واســــعا وشاملا . وبعد سنة 1960 لم تنضم اية دولة الى هذا الاتحـــاد وفي عام 1973 انظم كل من الدانمـــــــارك ، بريطانيا وايرلندا الى هذا التعاون الاقتصادي والسياسي وفي عام 1981 كانت اليونـــان البلد العاشر المنضم الى هذا الاتحاد أما البرتغـــــال وأسبانيا فقد انظموا للأتحاد بعد خمس ســـــنوات اي في عام 1986 ، وبذلك أصبح عدد الدول الأعضاء في التعاون الاقتصادي والسياسي الاوربي خمسة عشــــــــر عضوا . أنضم كل من السويد وفنلندا والنمسا الى الاتحاد عام 1995 .
108

أن انضمام دول الشمال الى الاتحــــــــــاد الاوربي كان مختلفا عن الدول الاخرى ، حيث أن انضمــــامهم كان وفق استفتاءات شعبية عامة.

العلاقات الروسية النرويجية

كان بحر بارنـتس احــد اسباب النــزاع بين الاتحاد الســــــوفيتي والنرويج على مدى ســـنوات الاربعين الماضية . الا أن بوادر حل هذا النزاع بدأت بالظهور بعد زيارة الرئيس الروسي ميـدفـيـديف الى النرويج اواخر شهر نيسان 2010 الى اوسلو عاصمة المملكة النروجية ، ولقائه بملك النرويج ورئيس الحكــــومة النرويجية يان استولينبرك .
نزاع روسيا والنرويج كان على القضايا الحدودية منذ انتهـــاء الحـرب العالمية الثانيةو كان ضمن هذه النزاعات ، النزاع حــول بحر بارنتس .BARNETSHAVET فظهرت بــــوادر التقارب وحل النزاع ، وكذلك انهائه وانهاء الخـــــلافات الحدودية ورسم الحدود وصل الى مراحله النهائية ، حيث اتـفـق الطـــرفان مبدئيا على ترسيم الحدود في بحـر بارنتس ، و يتوقع ان تكـــــون منطقة بحر البارنـتـــــس غنية بالنفط والغاز االطبيعي بعد اربعين عاما وقد نتج عن هذا النزاع عدم الاستـــــــفادة من اكبر موردين للطاقة (( النفط والغاز) في اوربا. أن النزاع الروسي النرويجي في بحر بارنتس يعتبر جزءا من الجدل العالمي حول مطالبة بعض
109

الدول باحقيتها في اراض القطب الشمالي التي اصبحت بالامكان الوصول اليها بشكل متزايد بعد ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الارض والتقدم التكنلوجي .
لكـــــن هذه اللقاءات لا توصل الى الحلول النهائية لمشاكل الحدود وبحر بارنتس ، لان الخلافات أعمق من ان يتم حلها في لقاء شكلي بين ملك النرويج والرئيس الروســي ميدفيديد ، كمـــا أن الــــــدول الاوربية تعتبر نفســــها شريكة في ثروات هذا البحر الغني بالثروة السمكية وكذلك النفط والغاز مما يـــــــزيد في من تعقيدات القضية وتتفرع منها مشاكل جانبية جـــــــديدة اضافة للمشاكل السابقة وبعد الأتفاقية ما بين روسيا والمملكة النرويجية بدأ النرويج من جانبه بعد شهور بالبحث عن النفط في بحر بارنيتس .


معوقات التعاون الشمالي

كان التعاون الشمالي مسألة عمـــــــرها مائة وخمسون عاما ((150)) ، وقد أخذ هذا التعاون شكلا ًمؤسساتيا ً منذ فترة ليست بالقصيرة، وهو أقدم من التعاون في الاتحاد الاوربي .
أما المقارنة بين التعاون الشمالي والاتحاد الاوربي فهي غير ممكنة ، لان الفروقات كبيرة بينهما فالتعاون الشمالــي لا يســـــــتـند على المعاهدات ، كمعاهدة روما ، ولا يستـند الى رؤية واضحــــة حول كيف يكون التعاون الشمالي في المســـــتـقبل . التعاون في الاتحاد
110

الاوربي يهدف الى تغير العلاقات بين الحكومات ، الا انه ليس لدول الشـمال هذا الطموح و لايوجد مجال في التعاون الشـمالي وظهوره كعـــامل واقعي . كما لم تكن هناك خطة عمل في تلك الفترة و يبدوا أن الاختلافــــات بين تعاون دول الشمال والتعاون في الاتحاد الاوربي يعود الى الفرق بين الكتلتين على أعتبار أن الاتحاد الاوربي هو مجموعة غير متجانسة او قليلة التجانــــس ، والتعاون بين هذه الـدول يحتاج الى مؤسسات قوية للحفاظ على حجم الخـلافات وأيقافها في مكانها .اما دول الشمال فهي مناطق متجانسة ولا تحتاج لهذه المؤسسات . بل لا توجد هذه المؤسسات.
ومعلوم أن العلاقات التعاونية بين الدول لكي تكون قوة ديناميكية فانها بحاجة الى مؤسسات سلطوية قوية للقيادة و الاتحاد الاوربي يمتلك هذه المؤسسات. كانت قيادة الأتحاد الأوربي بيد الفرنسيين ثم تحولت القيادة الى فرنسية المانية ، وربما يتحول الى قيادة المانية بحتة . بني التعاون الشمالي من خلال المؤسسات الضعيفة ، ولم تكن لاية دولة شمالية اي شكل من أشــــــكال القيادة في هذا التعاون . وهذا يوضح لماذا كانت النتائج محددة ، مما خلـقـت معضلات، وقد أدى ضعف المؤسـسات الشمالية الى صعــــــــوبات للدخول في سوق المنافسة في السوق الاوربية المشتركة ، وفـــــي الاتحاد الاوربي .
لقد أنقسمت القوى الى داخلية وخارجية ، فالقوى الداخلية مع الشعور السلبي للشماليين تعيق التعاون الملزم . امــــــــا الخارجية ، فهي تؤثر على دول الشمال بطرق مختلفة كونها ترتبط بقضايــــا
111

أقتصادية . وقدعوقت العوامل الخارجية التعاون بين دول الشمال، لأرتباطها أيضا ً ، بالقضايا التــاريخية . وقد ترك النزاع القديم بين الدانمــــــارك والسويد والنرويج لقيادة دول الشمال بصماته ، حيث كانت الدانمارك القوة القائدة لدول الشمال لغاية القرن السابع عشر .
فالحق بهم الهزيمة مما اضطرهم الى فقدان الدور القيادي كقوة اوربية عظمى ، وكذلك موقعهم القيادي بين دول الشمال ، الا أن الضربة الأخيرة التي وجهت الى الدانمارك عام 1814 . جعلتها تتنازل عن النرويج للسويدين و في عام 1864 خسرت المعركة امام بسـمارك.
بعد أن تعرضت السويد هي الاخرى لسلسلة من الانهزامات ، حيث خسرت مقاطعات كبيرة خـارج حدودها و قادت السويد دول الشمال بعد انتصارها عـلى الدانمــــــارك والنرويج ، لاسباب أهمها تمتعها باقتصاد قوي ودخولها الى عالـــــــم الصناعات الحديثة والمتقدمة .
وقد تركت التطورات التاريخية تأثيراتها النفسية على دول الشمال والتي كان يمــــكن ان تحول دون التعاون بين دول الشمال وعندما لا يكون هناك قوى مؤثرة فوقية في التعــاون الشمالي ، تحصل كل دولة ( كبيرة أوصغيرة ) من هذه االـــدول على حق النقض (فيتو) في جميع المسائل . فكانت الاعتراضات النفسية بين دول الاتحـــــــاد الاوربي واضحة وجلية ، كما في هو بين فرنسا والمانيا ، لذا فان المفوضية الاوربية تعتبرقوى متناقضة تاريخيا ً حيث جــاءت باقل من التعاون بين دول الشمال.
112

وأن العوامل الخارجية التي تحد من التعاون بين دول الشمال ترتبط بالقــــوى المحيطة بدول الشــــمال ، روسيا ، المانيــا ، بـــريطانيا . واستكملت امريكا الحلقة في الســـــنوات الاخيرة بعد دخولها الحلبة السياسية في المنطقة . وقد مارســـت الدول العظمى الثـــــلاث كل طاقتها على دول الشمال ، مما ادى الى وجــود علاقات مختلفة بين دول الشـــمال وهذه الدول وبســـبب ضعف هذه الـــــدول ضعفت تاثيراتها على التعاون الشمالي ، وقللت من المعـــوقات على هــــذا التعاون . كما أن العامل الخارجي قيد تعــــــاون دول الشــــــمال ، وأضعف العلاقات الاقتصادية ، وتحولت الصنـــاعات الى العالمية وتم تفضيل التعاون مع الاتحاد الاوربي . أن علاقات دول الشمال ما زالـت قائمة رغم انضمام أغلب هذه الدول الى الاتحاد الاوربي (عدا النـرويج , آيسلندا) . فهناك خصوصية في علاقات هذه الدول شعبيا أكثر من العلاقات الرسمية.
كما أن الانظمة في دول الشــــمال تتقارب في الكثير من الاحيان في القضايا الشمالية والاسكندنــافية وتتبادل الاراء ووجهات النظر في الكثير منى القضايا السياسية والاقتصادية.






113

العلاقات الاقتصادية – الاقتصاد الشمالي


لعبت العلاقات الأقتصادية في دول الشمال دوراً بارزا في توازن العلاقات بينها وبين الدول الأوربية ، وأثـــرت أيضا على علاقاتها السياسية والتاريخية خلال الحقب المختلفة .
وكان للنموالأقتصادي في دول الشمال جوانب عديدة ، فقد وجد الالمنيوم في السويد وتركزت الزراعة في المناطـــــــق السهلية الخصبة الصالحة للزراعة .
تمتلك النرويج وفنلندا غابات كثيفة بالاشجاروهي المصــــــدر الطبيعي الهام للتصدير، أما الشمال الشرقي من البحـر الأطلنطي وبحر بارنـتـــــس * فهما غنيان بانواع الاسماك
** ( sei , sild . Torsk )
كان أقتصاد دول الشمال متواضعا ً و ضعيفا ً ومنـفتحأ ً في التاريخ المعاصر حيث أن الصادرات أرتبطت بالموارد الطبيعية الضرورية والمطلوبة اواسط القرن التاسع عشر. وكان الطلب على المواد الاولية والغذائية من قبل مركز الاقتـصاد العالــمي – لندن .
تعتبر الغابــــات في فنلندا و الســويد و النرويج مـن أهـم المـــوارد للتصدير الى الخارج ، أما القطران و منتوجـــات الأخشـــاب فـقد كانت هي الأخرى من الصناعات الاولية في هذه البلدان .
كما أن للمناجم في السويد أهمية قصوى ولعبت دورا مماثلا لكن في فترات سابقة حيث أن الغابات أثـناء الثورة الصنــــاعية كانت تغذي المصانع بالاخشاب .
114

كانت الدانمارك تصـــــدرالمواد الزراعية الا أن صناعتها كانت ضعيفة ويدوية .على العكس من ذلك فقد كانت الثروة السمكية من المصـــــادر الطبيعية الهامة في النرويج ، من أجل ذلك تم بناء السفن العملاقة لتصدير الاسماك لأنه أرتبط بصيد الاسماك وأصبح أساسا للنقل البحري خـــــــــــلال وبعد سنوات 1700 بل وأصبح جزءا ًمن قطاع التصدير و شكل نسبة كبيرة من أجمالي الصادرات في فترة ما بين الحربيين العالميتين ، وكانت الثروة السمكية من من الموارد الطبيعية العامة في آيسلندا أيضا .
في بداية عام1900م أستغلت الميــــاه لانتاج الطـــاقة و وضع اساس انتاج السماد الصناعي ( الكيماوي ) ، كمــــا دخل الالمنيوم المجال العملي في آيسلندا في ســـــــنة 1960 وكان لخام الحديد أهمية كبيرة في السويد ، فكان الأســـاس لأنتاج الحديد الصلب و صناعة المحركات ،و أنتجت مواد دائمة الاستعمال مما ادى الى تحول السويد الى الصناعات الشاملة والمتطورة و بشكل أفضل من باقي دول الشمال وتحولت الى دولة عظمى .
--------------------------------------------------------------
* توضيح - يجري النزاع حول بحر بارنتس – بين روسيا – والنرويج منذ 40 عاماً (( من بعد الحرب العالمية الثانية )) ولم يتوصل الطرفان الى حل لهذا النزاع الا بشكل مبدئي في حزيران 2010 بعد زيارة الرئيس الروسي الى العاصمة النرويجية – اوسلو – ولقائه بملك ورئيس وزراء النرويج (( المعلومة من صحيفة آدرس آ فيسة النرويجية العدد 96 الصادر يوم 27/5/2010
** انواع من الاسماك
115

حاولت دول الشمال بعد الحرب العالمية الاولى مـــــن اعادة مكانتها العالمية في تقاسم العمل. كان الرهان على قطـــــاع الصــــــادرات وكانت المساعي تدور حول تجنب أقتصاد ما بعد الحرب . كـــــان وضع دول الشمال مناسبا ، لأنهم كانوا يصدرون المواد الضرورية والمطلوبة بشكل واسع بعد الحرب .
وعرفـــت المــواد الاولية في مقــــدمة الصادرات الخــارجية وكان للصادرات السويدية قيمة أعلى . تركزت صادرات الســويد بعد الحرب على القطاعات الديناميكية كالاستـثمار والمواد الاستهـلاكية وكان اقتصاد دول الشمال مخطط له نسبيا ً ، لأسباب سياســـية في سنوات 1950 وما بعد وقد وجهـــــــــت الدول الصغيرة مـنـفـتحة الاقتصاد ، أقتصادها للصناعات التقليـــــدية لكي تتمكن من تمويل الواردات ، و كانت وسائل الانتاج مستهلكة ومهــــــــللة بعد الحرب العالمية الثانية . وهذا ما دعا الى تفضيل الاســـــــتـثمار وتخصيص الحـصـص للمـــواد الاســتـهلاكية (التمـوين) ( النموذج الشمالي ) ، أرتبطت أهداف حكومات الرفاهية بالتشـــــغيـل والعدالة في توزيع السلع ، والعدالة الاجتماعية بين الجميع ، وهــــذا كان يتطلب أدارة حكومية تتمتع بالشروط اللازمة المطلوبة الجيــــــدة حتى اواسط سنة 1960 .
بدأت التجارة الحرة (الليبرالية) بعدها و كانــــت دول الشمال بين اوائل الدول في المنظمة الاوربية للتجارة الحرة EFTA و في معاهدة التجارة والكمـــــــــارك GATT .
وقد أدت التطورات الى ضعف الادارة القومية و تغيرت التجارة
116

الخارجيـة ( الصـــــــادرات والواردات) في دول الشـــمال بشكل تدريجي .حفـزت التجارة الحرة العمل لتأسيس صناعات حديثة مما أسهم في تقوية العــــــلاقات التجارية بين دول الشمال . كان التعامل التجاري بين دول الشـــمال وبدرجة كبيرة مع دول منظمة التعاون الاقتصادي ومع الــــــدول الغــربية الصناعية الاعـضاء في منظمة التعاون الاقتصـــادي للتنمية OECD(19 دولة في منـــــظمة التعاون الاقتصادي المشترك EØS ومع اليابان والولايات المتـحدة الامريكية و كندا واستراليا ونيولندا ).
لقد شكل هذا نموذجا للصناعـــــات الشمالية و التي بدأت تصدر الى الاسواق الشمالية اولا ثم الى أســــــــواق الأتحاد الاوربي التي اصبحت أسواق دول الشمال منطلقا الى الأسواق الأوربية . وهذا ما أمكن الاقتصاديين النرويجيين من ادارة الازمات الأقتصادية عام 1972 و كان هناك تطور وتوسع شامل لصــــــادرات دول الشمال خاصة صادرات المـــواد الاولية ، باســــتثــناء الدانمارك فقد كان لديها نقص في مواد الخام والمواد الأولية .
كان النمو في دول الشمال و نسبة العاطلين عن العمل أقل من دول منظمة التعاون الاقتصادي الغربي وان مستوى دخل الفرد في دول الشمال كان أعلى في عام1980.
كان تغيرالنمو الاقتصادي والنســــــبة المنخفضة من العاطلين عن العمل و الاقتصاد الصحي في الســــنوات الاخيــــــــرة وقد ظهرت مؤشرات تبين أن أقتصاد هذه الدول سوف يمر بأزمــــة كبيرة بعد الحرب العالمية الثانية .
117

النمو الاقتصادي كان ضعيفا ( منخفضا) و كذلك توقعاته فهي أيضا ضعيفة حيث أنخفضت نسبة الصادررات من الناتج الاجمالي ومستوى الاستثمارات و ارتفع عدد العاطلــــــــين عن العمل ، اما الأسعار وبشكل عام فقد كانت غير متوازنة مع الدول الأوربية كان الوضع النرويجي مختلفا بسبب انتاج النفط ، أن انتاج النفط والغاز أسهم في انعطاف الاقتصاد النرويجي الضعيف من خلال اسعار النفط ، و المنافسة في اسواق النفط وقد مرت
النرويج في تجربة استثنائية من البطالة بعد أن بدأ بالعمل بشكل كامل في قطاع النفط
والغاز . وظلت الدانمارك تعاني من المشاكل الاقتصادية أما اليوم فهي تعتبر من الدول الصناعية ولديها أقتصاد متين حتى انها أصبحت من الممولين للأسواق العالمية .
تغيرت تجارة دول الشــــــمال في الفترة ما بين 1959 - 1972 وكانت في أوربا كتلتان اقتصاديتان هما الأتحاد الاوربي EU و المنظمة الأوربية للتــــــــــجارة الحرة EFTA .
أما التعاملات التجارية ما بين دول الشمال و دول المنظمة الاوربية للتجارة الحرة ، وبشكل خاص مـــــــــع دول الشمال فقد عرفت في الفترة ما بين الحربين العالميتين .
انضمت الدانمــــــارك الى الاتحــاد الاوربي عام 1972 ، اما دول الشمال الاخرى فقد اتـفـقت في تعامــــــلاتها التجارية مع الاتحاد الاوربي ، عمليا أصبح لأوربا سوق للمنتوجات الصناعية ، و أدى ذلك الى توجه صادرات دول الشمال نحـــــــو الاتحاد الاوربي ،
118

خاصة الســـــويد والدانمارك ، وقد أزداد التعامل النرويجي مع الاتحاد الاوربـــــــــي بسبب صادرات النفط والغاز، وهذا ما غير الصورة الرئيسية وكثافة رأسمال دول الشمال للانتاج المعتمد على مواردها مقابل تقـــدم مصرفي مؤمــــن ومؤكــــد كما تغير شكل التعاملات التجـــــارية مـــع الاتحــاد الاوربي منذ 1972 . كانت الــــواردات مـن الاتحاد الاوربي تمثل الحاجــــــــــــات التقليدية ، كالمنسوجات ، والمحركات . أما وسائل النقل فـتســـتـورد من دول خارج الاتحاد الاوربي . بدأ كل من الدانمارك و فنلندا بالتصـــدير الى دول الاتحاد الاوربي عام 1972، فقد غذت التطــــورات في الاستثمارات دول الشمال والاتحاد الاوربي في الســـنوات الاخيرة وأستثمرالســـــــويديون في النرويج كعادتهم ، وكــــذلك في دول الاتحاد الاوربي .كان نقل الموارد خارج دول الشمال الى الأتحاد الاوربي وراء الانضمام السويدي الســـــريع الى الاتحاد الاوربي عام 1990 .








119
التعاون الشمالي

اولا -1950 - 1960 عشر سنوات من التعاون

تأسست الأستشارية الشمالية (المفـــــــــوضية الشمالية )عام 1952 ميلادية لتحول التعــــاون بين دول الشمال الى شكل مؤسـســاتي ، كانت حكومات الدانمارك والنرويج والسويد وراء تأسيس المفوضية الشمالية اما فنلندا وآيسلندا فقد أنضمتا الى هذه المفوضية فيما بعد.
وجاء تأسيس الاستشارية الشمالية (المفوضية الشمالية ) اســــتهلالا لنشاط تعاوني بين دول الشمال لعشر سنوات ، شرع بالعمل للتأكيد على حرية الحركة والتنقل في الدول .
وقد تم الاتفاق بين دول الشمال لالغاء جوازات الســـفر (الفيزة) و أنشاء سوق عمل مشترك يكون بمقدور مواطني البلــدان العـمل في أية دولة شمالية . لقد استطاع المواطن في دول الشمال الحصــــول على الضمان الاجتماعي من خلال أتفاق أجتماعي بين الـــدول دون الاكتراث بمكان عيشه . أما الجدل الذي كان يدور داخـــــل أروقة أتحاد الكمارك منذ عام 1947 م فكان حول أمكانية نقل السلع بحرية في المناطق الشمالية ، لكن لا أتحاد الكمارك ولا قضية الأستثمارات المشتركة بزغ عليه النور .




120
سنوات 1960 – 1970 - عشر سنوات من التعاون مع الإفتا (EFTA)
أصبح التعاون الشمالي تحت مظلة التعاون الاوربي منذ بداية عام 1960 و تأسست المنظمة الاوربية للتجــــارة الحرة بمبادرة بريطانية عـــــام 1959 أمــا عـــلاقات التعـاون الحــر للمنتوجات الصناعية فلم تكن فوقية . عرف البريطانيون المنظمة الاوربية للتجارة الحرة كبديل للاتحاد الاوربي وكانت المنظمة الاوربية للتجارة الحرة حلا ً مقبولا ً تميز بالنجاح الأقتصادي لـــدول الشمال و التعاملات بعد أن ازداد من خلال المنظمة التجارية الـتي اصبحت علاقاتهــا الأقتصادية واقعا ً حقيقيا ً. كانت المنظمة الاوربية للتجارة الحـــــــــرة أداة بيد البريطانيين و موجهة ضد الاتحاد الاوربي .مماادى الى النظر الى هذة المنظمة بريبة في بروكسل. لم يكن البريطانيون متحمسين في سياستهم في المنظمة الاوربية للتجارة الحرة . لأنهم كانوا يحصلون على أقل مما كانت تحصل عليه دول الشمال في المنظمة الاوربية للتجارة الحرة و أن اسواق المنظمة كانت صغيرة بالنســـــبة للمنتوجات الصناعية البريطانية ، ولم يتمكن البريطانيون من منافســــة الاتحاد الاوربي ، فغيرت بريطانيا سياستها وقدمت طلب الانضماـــــــــم الى الاتحاد الاوربي تبعهم كل من الدانمارك و النرويج بتقديم طلب الانضمام الى الاتحاد الاوربي أما الســـويد فقد قدمت طلبا ً للمــــــزاملة مع الاتحاد الاوربي . أستعمل ديغول (( الرئيس الفرنسي الســـــابق )) الفيتو ضد بريطانيا في 1963 ثم عاد واستعمل الفيتو في عـــــام
121

1967 . بعد هذا توجهت دول الشمال الى العلاقـــــات الشمالية فاقترح الدانماركيون مشروع التعاون الاقتصادي لدول الشمال في عام 1968 ( NORDØK ) .
ثم تطورت علاقات التعاون بين دول الشمال ما بعد سنوات 1960 ، ومن خــــــلال بنود معاهدة هلسنكي أصبحت العلاقات شاملة واسعة .
















122

ثالثا - ما بعد سنوات 1970 - انشقاق المنظمة الاوربية للتجارة الحرة

كان الرضوخ للاتحاد الاوربي اكثر بعد سنوات 1970 وبدأ التعاون الاقتصادي الشمالي ينهار بعد عام 1968م لعدم وجود توافق بين أعضائه . NORDØK لم يكن الفنـلنديون يريــــــدون أن يكون التعاون الأقتصادي الشمالي سلـمـا للوصـول الى الأتحاد الاوربي ، لذا أنهارت المنظمة الأوربية للتجارة الحــــرة عـــــــام 1973م ولم
يعد هناك البديل للاتحاد الأوربي لأن المنظمة كانت مؤقتة منذ بداية تأسيسها. إلا أن التغيرات في المنظمة الأوربية للتجارة الحرة – ايفـتا – حدثـت بعد تــرك البريطانيـين للمنـظمة عــــام 1972م لأنضمامهم الى الاتحاد الاوربي ، بخروج بــــريطانيا من- ا يفتا - تحولت المنظمة المؤسسة الى مجموعة من الــــدول الصغيرة من دون قيادة كبيرة. فأصبحت مهمتها التوازن بين الدول التي بقيت مع المنظمة الاوربية للتجارة الحـــــــرة مع الاتحــــاد الاوربي .
كما أصبحت الأتفاقيات ومعاهدات المنظمة الاوربية للتجارة الحرة تدريجيا جزءا ًمن نظام الأتحاد الاوربي وأتخذ التعاون الاوربي خطوة هامة الى الأمام من خلال اعــــلان لوكسمبورغ عام 1980 . حيث ان وزراء الخارجية والتجارة مـــــن دول الاتحاد الاوربي ومثيلاتهم من المنظمة الاوربية للتجارة الحرة أتـفقوا على أستمرار التعاون مـع البعض وكان هــــــــذا الاجتماع بداية .EEA/EØS لتاسيس منظمة التعاون الاقتصادي الاوربي .
123

كانت تعاملات السوق الأقتصادية الاوربية نهاية سنة 1980 أستمرارا للأتفاقيات التي بدأت عام 1972 .
لقد بدأ تعامل السوق الاوربية المشتركة مع دول المنظمة الاوربية للتجارة الحرة ومــع الاتحاد الاوربي وفـــق أتـفـاقيـات ، وكان هذا التعامل مرحليا ً لحين غلق ابواب المنظمة الاوربية للتجـارة الحرة. أنقسمت دول الشمال مــــــا بين الاتحاد الاوربي والمنظمة الاوربية للتجارة الحرة عام 1972م
كما أنضمت الدانمارك الى الأتحــاد الأوربي ، تــاركـــــة المنظمة الأوربية للتجارة الحرة . لم يكن هناك اي مانع من الاستثمار الدانماركي والتعاون مع دول الشـــمال ، لكن الدانماركيون فضلوا التعاون مع الأتحاد الاوربي ، فأثر هذا الانـقـســــــام علــى التعاون الشمالي.
هذا التحول الدانماركي تجاه أوربا ، يكشف اللثام على سياسة الدانمارك كون التعاون الشمالي كان مجرد وسيلة لضمان هذه السياسة مع الاتحاد الاوربي.
تأسست أستشارية وزراء دول الشـــمال ( مفــوضية وزراء دول الشمال) عام 1972 للتعويض .عمــليـــا لم يكـــــن وراء تأسيس ، NORDØK أحباطات ســــوق التعاون الاقـتـصاد الشــــــــمالي مفوضـــــــية وزراء دول الشمال أي تعاون من نوع جديد ، بل أدى الى المزيد من البيروقراطية في التعــــــــاون الشمالي وقــــد اثبتت الدراسات حول عدم كـفـــاءة التعاون بين دول الشمال عام 1980 ، مما أدى الى ركود السوق عوضا من أن تكون وسيلة لتفعيل العملية
124

من جديد. أما بعد 1990 لم يحدث اي ثبات سياسي أومفاضلة في التعاون الشمالي ، ولكن التركيز على الاتحاد الاوربي وسوق الاقتصاد الاوربي أديا بدول الشمال السير وراء الخطى الاوربية


سنة 1990 وما بعدها – التعاون الشمالي لم يعد بديلا للاتحاد الاوربي

يعود التطور في تعاون الاتحاد الاوربي الى سنة 1980م منذ أرتفاع قيمة اليورو وأيجاد الحلول له من خلال التفاؤل الاوربي .
كان التعبير الجديد في المعاهدات الاوربية حول الاسواق الداخلية والمباديء الاقتصادية وسياســــــة الوحدة هو دعوة دول المنظمة الاوربية للتجارة الحرة للأرتبــــــــاط بالأتحاد الأوربي من خلال تعاملات السوق الاقتصادية الاوربية المشتركة عام 1985 وقد قاد الأنطلاق الأوربي الى
انعاش التعاون و تحول الاتحاد الاوربي الى محـــــرك ديناميكي للتغيرات العملية .كما قدمت دول المنظمة الاقتصاديـــة الاوربية المشتركة طلب الأنضمام الى الاتحاد الاوربي و ان دول اوربا الشرقية هي الاخرى قدمت مثل هذا الطلب . ء
ء لم يحدث مثل هذه النشاطات في دول الشمال خلال هذه الفترة وكان التعاون الشمالي واقفا ً على جنب في الجزء الاخيـــــر من سنوات 1890 م ، دشن تعامل دول الشمال مع الاتحاد الاوربي

125

من خلال المنظمة الاوربية للتجارة الحرة لا من خلال التعاون الشمالي حيث أن الجدل . كان يدور حول علاقات دول الشــمال مع الاتحاد الاوربي بعد الحرب العالمية الثانية أما خيار التعاون الشمالي فقد أهتماما ً للعلاقات التعاونية مع الاتحاد الاوربي .
كان التعاون الشمالي ظاهرة تكميليــة لا البديل للاتحاد الاوربي الجديد في حوارات ما بعد سنة 1990 م فقدمت الســــويد طلب الانضمام والعضوية الكاملة الى الاتحاد الاوربي ، و اعلنت فنلندا رغبتها في الانضمام للاتحاد فانعكست الديناميكية الجــــــــــــديدة للمفوضية الاوربية في تعاملاتها مع المنظمة الاقتصادية الاوربية.
أما آيسلندا فقد كان صيد الأسماك لديها من الأعمدة الرئيسة التي نهض عليها أقتصادها
لانها اعتمدت على قطاع الخدمات المعتمد على المصارف المالية للحفاظ على هذه الثروة كون الجزيرة قد خاضت العــــــــــديد من الحروب مع بريطانيا في سنة 1950 و سنة 1970 لتؤكد سيطرتها على اراضيها ومياهها كي لا تفرط بثرواتها الســــــــــــمكية رغم المحاولات البريطانية للسيطرة العسكرية على الجـــــزيرة وحماية سفن صيدها من الآيسلنديين .




126
النمو الأقتصادي جداول
النمو الاقتصادي السنوي في الانتاج المحلي (القومي) الاجمالي تعبير كمي للاختلافات
و التقاطعات القومية .
جدول (1) يبين تاثر اقتصاد الدول الاسكندنافية الثلاث – السويد – النرويج وفنلندا – سلبا في السنوات 1991 – 1993 .
التاثر السلبي في الاقتصاد الفنلندي يلاحظ بشكل جلي

1994 1993 1992 1991 1990
3،3 1،4 3،3 1،6 1،7 النرويج
1،5 -4،0 -1،7 -1،7 1،4 السويد
3،5 -20 -3،6 -7،1 0 فنلندا


لعام 1994OECD الجدول إحصائية لمنظمة التعاون والتنمية
الجدولأدناه يبين نسبة العاطلين عن العمل في البلدان حيث الاختلاف في نسبة عدد العاطلين بين الدول








1994 1993 1992 1991 1990
5،9 6،2 5،9 5،5 5،2 النرويج
8،8 7،7 5،2 2،9 1،6 السويد
7،6 3،5 فنلندا

الجدول أستقيناه من الجداول الأحصائية لمنظمة التعاون والتنمية – OCED – لعام 1994 م

وهو يبين أن نسبة أعلى للعاطلين عن العمل في فنلندا كان أقل من نسبة العاطلين عن العمل في كل من السويد والنرويج . ء
الانخفاض المستمر في الاقتصاد يؤدي الى الانهيارو ضعف التوازن في القطاع الاقتصادي العام وبذلك تزداد النفـقات والضرائب في هذا القطاع وينخفض الدخل
أدناه جدول يبين النمو السنوي في القطاع العام و الدخل الفردي والانفاق العام في كل من النرويج و السويد وفنلندا للفترة من 1990 – 1994


1994 1993 1992 1991 1990
2،7

2،8

-3،0 3،9

5،8

-2،7 1،4

6،4

-2،8 2،0

7،4

-0،2 8،9

6،2

2،6 الدخل
-------------------
الانفاق
-------------------
نسبة التوازن النرويج



-5،0

6،1

-14،7 -0،2

9،1

-7،1 9،6

-1،2

-4،1 9،6

11،7

4،2 الدخل
-------------------
الانفاق
-------------------
نسبة التوازن
السويد
14،8

5،2
-4،7 -0،8

15،5
-7،1 -3،8

15،4
-5،9 -4،1

30،9
-1،5 الدخل
-------------------
الانفاق
-------------------
نسبة التوازن فنلندا

الجداول الاحصائية لمنظمة التعاون والتنمية لعام 1994

يظهر من الجدول اعلاه كيفية تاثر اقتصاد القطاع العام السويدي والفنلندي ، والدخل العام المنخفض ، في الوقت ذاته ارتفاع النفقات العامة . النمو السلبي في القطاعات العامة يؤدي بالوضع المالي الى الاسوء .






129

العوامل الثقافية

العلاقات الثقافية بين دول الشمال

لا توجد منطقة في اورباوربما القلة في العالم ، حيث الثقافة والتقاليد واللغة والاصل العرقي والسياســــة المتطورة والدين وكل الخلفيات للعناصر المتشابة بقدر ما هو مــوجود في دول الشمال ،
أما نظريات التكامل فهي محاولة لتفسير الزامي لتعاون أقليمي من خلال التركيز على سمات الأطراف السياسية ، أمــا الشــــــــروط والبيانات ورؤوس الأموال داخل منطقة معينة فيمكن بالأجماـع أن تضع المنطقة على هذه الفكرة ويكون البديل كظاهـــــــــرة سياسية والتغير الثقافي لهذا النهج ودعما للمنظرين والمفكــــرين ، ويمكن للصفات الثقافية المختلفة اثارة المشــــاكل بسهولة لتـقــويض القيم ،
وأذا اضيفت اللغة للتعبير عن الثقافة كأساس لبلدان الشمال الاوربي في الوقت الحاضر ، فستكون فنلندا خــــارج السرب الشمالي ، أما آيسلندا وجزر فارو ،التي يتحدث أبناؤها اللغة الأسكندنافية القديمة ، فسيكون التفاهم والترابط معهم صعبــــا أن لم يكــــــــن مستحيلاً
لذا فان المنطقة تعرف بالمميزات الداخلية الأساسية الأكثر تفـاعلا والأوثق مما كانت عليه ضمن محيطها الأقليمي، و كــان أجـــــرأ أستخدام موجه في هذه البلدان هو أدخال مفهوم المجتمعات الآمنة ، حيث عرفوا المجتمع الآمن من خلال حقيقة أن الأطــراف لا تـقوم
130


بحل الصــــــراعات والنزاعات القائمة عن طريق الحرب ، وأكدوا على عدم الأستفادة من العنف في المواقف الصعبة ، لانها تاتي على المصالح بالأضرار . ويمكـــــن القول أن التفسيرات الثقافية تبدأ من المعايير والقيم المختلفة ، وقد تكون تفسيرات جانبية على حد سواء , التاريخ النرويجي له تأثير على الناخب في رؤيته للأتحاد الاوربي ، حيث كانت النرويج تابعة للدانمارك لحوالي اربعة قرون ومن ثم اصبحت تابعة للسويد من خلال اتحاد اجباري .
أما المعارضون النرويجيون لعضوية النرويج للأتحــــاد الاوربي فهي أمتداد طبيعي للدفاع عن الديمقراطية والأســتـقلال النرويجي . الا أن التفسيرات الثقافية الفنلندية والســـــــويدية لا تجــد مثل هذه المعارضة . وهناك ايضا تفسيرات ثقافية تؤكـــــــد على أن الثقافة السياسية تتغير وفقاً للثقافة الشعبية والوضع الهرمي للناس ، لذا فأن خيار القبول للعضوية والأنضمام الى الاتحاد الأوربــــي هو الدفاع عن شيء جديد ، أما الرافضون للأنضمام فهم قوة تريــــد أن تبقي على القديم .
عند التمحص نجد أن النخبة هم من المــــدافعين عن الفـــكر الجديد { فكرة الأنضمام الى الأتحاد الأوربي}أماأبناء المحيط الريفي فهم المدافعون عما هو معروف ولا يقـبـلـــــــــون بالجديد .
يفترض ان تنتشر هذه الأفكار من المركز الى الأطراف (الريف) ، وبمرورالوقت فأ ن خيارات التغير تحصل تدريجيا ًعلى الدعم من الأطراف (الريف) . ويمكن ان تكون الأغلبية النـرويجية
131

المعارضة للعضوية في الأتحاد الاوربي مصدرا للتفكير بالنسبة للجانب المؤيد للانضمام .
الاتحاد الشخصي(واعني بالأتحاد الشخصي تنصيب ملك واحد على عدة دول ) فدول الشمال خلال المراحل التاريخية خلقت تقارب بين مؤسساتها وجعلت منها متشابهــــــــة من جوانب متعددة في العمل الاداري ، حيث كانت هذه الادارات تعمل تحت مظلة نظام واحد مع وجود استقلالية إدارية لكل بلد من هذه االبلدان .
لقد أثــر التقــــارب الاداري بين دول الشمال على العلاقــــــات الاجتماعية بين شــــعـوب هذه الــدول وعلى الادب واسلوب التفكير والعمل ، فظهرت حركة الاكاديمية الشمالية عام 1830
كانت الانظمة السياسية في دول الشمال خلال خمســمائة عام ، انظمة ملكية متحدة ومستقلة ، و كانت متحدة خـــلال فـتـرة حــرب كالمر (( 1389 - 1537 )) . كما اتحـــدت دولتان تحت تاج ملكي واحد في فترات اخـ،ــرى او كانت في كل دولة من هذه الدول ملكية مستقلة حتى بداية القرن العشرين ، حيث ظهــرت اربع دول مستقلة { السويد ، الدانمارك ، النرويج وفنلندا } .
أما في القرن الحادي والعشرين فقد ظهرت هيكلية جـــــديدة من خلال التطورات الحاصلة ، فقد انظمت ثــــــلاث دول شـــمالية الى الأتحاد الاوربي ، أما النرويج الدولة الشمالية التي لم تنظم لحد الان فهي تتعاون مع الاتحاد الاوربي في العديد من المجـالات من خلال السوق الاقتصادية المشتركة.
ظهرت الافكار حول كون المنطقة الشمالية كياناً سياسياً موحدا
132

ً خلال مراحل مختلفة منذ عام 1700م وما بعــــده ، الا أن هذه الدول لم تتحد كوحدة سياسية و ادارية واحدة بعد اتحـــاد (كالمر).
النرويج الدولة الفتية التي حصلت على استقلالها عام 1905م بعد تســـــــعين عاما ً من الأتحاد الاجباري مع السويد سبقته اربعة قــــــرون مع الدانمارك مما أدى الى أن تكون كلـــــمة الأتحاد غير محبذة و لا يستسيغها النرويجيون.و كان النضال من أجل الأنفصال من السـويد على علاقة بالحقوق الديمقراطية والبرلمــــانية ، فأفقد ذلك المناطق الريفية،البيئة الصالحة والقوية والداعمة للمعارضيين لفكرة الانضمـــام الى الأتحاد الاوربـي في عام 1972 وفي عــــام 1994 م . وقد أستغل المعارضون للأتحاد الاوربي يوم السابع من تموز ( يوم انهاء الاتحاد مع السويد ) لحشد الجماهير ، أما السابع من نيسان(يوم إحتلال ألمانيا للنرويج فلم يستغله المعارضون لا في عـــام 1972 ولا في عام 1994 ، لان ربط الاتحاد الاوربي بالنــــــازية لم يكن مناسبا للمعارضين رغم أنهم في أوقات سابقة اعترضوا وتظاهروا ضد الالمان عام 1962 . لأســــباب عديدة تكمن وراء معارضـــــة الاتحــــاد الاوربي ، وهنا يمكن القول أن المعارضين للانضمــام لم يكــــونوا اكثـــر وطنية من المـــؤيدين لانضــــمام النرويــج الى الاتحــــاد الاوربي )) ، أمـــــا الســويد والدانمارك فلم تكونا تابعتين او محتلتين من قبل دولة أخرى ، إلا أن الوضع الفنلندي كان مــــوازيا للنرويج ، حيث كانــــت فنلندا خاضعة للســـــويد ، وكذلك للدانمارك وروســـيا في فترات مختلفة . ومع ذلك كان الصـــراع بين الأســــتقلال الوطني و العضوية في
133

الاتحاد الاوربي أقل حدة مـــما كان عليه في النرويج لأن الجـــار العملاق من الشرق ( روسيا ) كان سبـبـا ًفي عـضـوية فنلندا في الاتحاد الاوربي ، فكانت عضوية فـنلـنـدا للمنظمة الاوربية بمثابة الدفاع عن الديمقراطية والاستقلال الفنلندي .
على ما يبدوا أن التهديد الشرقي كان دفعة قوية لأنضمام فنلندا الى الاتحاد الاوربي ، وهذه التأثيــرات ســـميت بـ (تأثيرات شيرنوفســـكي – SJIRNOVISKI – EFFEKTTEN .
أما الموقع الجغرافي النرويجي المطــل على الحافـــات الشمالية من أوربا وســواحلها الطويلة المواجهــــة لبريطانيا والوالايات المتـحدة الامريكية وتوجهاتهم الاطلنطية تجاريا وأمنيا ً وعضويتهم في الناتو فله دور كبير في عدم الانضمام الى الاتحاد الاوربي .
كان الر فض النرويجي للأنضمام الى الاتحاد الاوربي EU عام 1972 م من أقوى
التوجهات الأسكندنافية في الوقت الذي لم تكن الدول الاســكندنافية قد انضمت الى الاتحاد الاوربي في هــــــذا الوقـــت كان للـــــريف النرويجي عادات وتقاليد متشددة ، فقد كانــــت العلاقات بين الريف والمدينة ضئيلة جدا ً، ولم يكن للسياسيين من أبناء المدينة موطيء قدم في الارياف ، حيث كان الــريف متأثــــراً بهيكلية متــــــوازية ((متســاوية )) ، ولم تكن هناك طبقة اقتصادية واجتماعية تربطهم مع الطبقة العليا (النخــبة) في المدينة، مما أدى الى غياب العلاقــات بين هاتين المنطقتين و خلق نموذجين مختلفين للحياة .

134

تشكلت في نهاية القرن التاسع عشرثلاث كتل معارضة في النرويج ، وكونت هذه الكـتـل فيمــا بعد جبـهة معارضة ضد الأنضمام الى الاتحاد الأوربي في عام 1972 وعـام 1994 م .
وأول هذه الكتل كانت الحــركة العلمانية التي تكونت من بســــطاء العاملين في الكنيسة الحكومية ، كونها ارتبطت بصعوبة بســــلطات الكنيسة . والكتلة الثانية هي حـــركة المعتدلين التي بلغت أوج قوتها بداية القرن العشرين ، اما الحـــركة الثالثة فقد كانت جمعية نصرة اللغة النرويجية وكان أصحابها يبحثـون عن طـــــريقة جديدة لكتابة اللغة النرويجيــــة معتمدين بذلك على اللهجات المحلية . هذه الجبهة جندت الناخبين النرويجيين للتصويت ضد الأنضمام الى الأتحاد الأوربي . منذ أن دخلت ثقافة المعارضة في الأســـــتطلاعات بدأ التحليل المتعدد لمتغيرات المعارضة الأوربية يتضمـــــن الخطوط التقليدية والمتغيرات المســــتـقلة ، بشكل أدق فأن أاقتراحات تكوين الجمعيات المعتدلة والدينية أثرت بشـــــكل كبير في عــام 1994 م ولم يكن هذا التأثير موجوداً في عام 1972 م . هذه النتائج يمكن أن تكون ضبابية بسبب الضعف الذي دب على المعــــــارضة ، حيث بلغت نسبة الممتنعين عن التصــويت نصف ما كان عليه التصويت في 1972 و1994 م .
أن سبب تقلص التجمعات هو التجانس مع الاتحادى الاوربي منذ عقود فجعل من ثـقافــة المعارضة في أنخفاض ، وهذا يمكن ملاحظته عند حركة المعتدليين حيث صوت ستة من أصل عشرة في استفتاء 1919 م لحظر تخمير النبيذ . أما في عام 1990 م فقد
135

كانت حركة الاعتدال تشكل عشراً بالمائة ، وهذا ما توضحه أستطلاعات الأنتخابات ، حيث ظهــــر هناك تراجع في نسبة المعارضين بشكل ملحوظ وفي منــــــاطق متعددة من البلاد .


المعارضين لعضوية الأتحاد الأوربي
كانت نتيجة الأستـفـتاءات الشــعبـية في دول الشمال أن أنظم كل من الدانمارك ، السويد وفنلندا الى الاتحاد الاوربي،أما النرويج فلم تنظم الى هذا الأتحاد. وهذا ما أثار العديد من التساؤلات
لماذا رفضت النرويج الانظمام الى الاتحاد الاوربي ؟
ما هي الاستجابات الطبيعية للرفض النرويجي بعد أنضمام السويد وفنلند عام 1994 الى الاتحاد الأوربي ، وسبقتهم في ذلك الدانمارك عام 1970 م .
لقد أدى ذلك الى العـــــديد من التســــاؤلات ، لماذا رفض النرويج الانضمام الى الاتحـــاد الاوربي ، وهذه النتيجة تبين أنه كانت هناك خطط مسبقة منذ 1972 م .






136

المعارضة الشعبية (الريف ) ضد الصفوة (المدينة )

النزاع حول الأنضمام الى الأتحاد الأوربي صور كمعركة بين الطبقات العليا والدنـيــــا في المجتمع وكذلك بين النخبة والقاعدة الشعبية (الريف) . هذا التناقض او الخلاف بين الريف والمدينة لم يكن بسبب البعد الجغــرافي لمـن هم في الســــلطة ، بل شمل البعد السياسي والاجتماعي ايضا . لقد كان واضحا ً أن المعارضين كانوا من الطبقة الشعبية العاملة وكان لهم دور متواضــع في المســـــائل الثقافية أما الطبقة العليا وأصحاب العمل فقد كانوا مع العضوية في الأتحـــــــاد الأوربي ، لأن الارباح ستكون أكبر عند الأنضمام الى المنظمة الاوربية بسـبب حرية تدفق رأس المال والعمالة .
كانت الطبقة العليا في المجتمع من ذوي المهارات و اللغويين وكانوا يتمتعون بمـــزيا ، بينما كان البسطاء من النساء والرجال من الخاسرين . كما أن قيود الاتحاد الاوربي السياسي والمالي على البلدان تخدم الطبقة العليــــا من الاغنياء واصحاب الشهادات العليا (النخبة) .فكان أبعاد القاعـدة الشعبية والنخبة مرتبطا ً بالتفسيرات الثقافية ، لذا فأن المواقـف كانت تختلـــف في المركـــز والاطراف (الريف) , وبشكل ادق في عملية نشر الافكار ، فالمواقـف الجديدة تأتي في الاول من النخبة الاجتماعية (من المركز ) ثم تـنـتشــر في المحيط الاجتماعي في الاطراف وهذه الموقف ينظر اليها من سياق انفتاح الافكار الجديدة في المدن عند النخبة والأنغـلاق في الاطراف ، لذا فأن المواقف والافــــكار التي تنبع من المركز (المدينة ) كانت
137

ترفــض منذ الوهلة الاولى من الأطراف لانها غير معروفة عندهم .
وهذا ما ذكره البروفـيـســـــور يوهــــــــــــــان جالتونغ JOHAN GALTUNG * إذ يؤكد علــــى ان نشر الافكار قريبة من البدع عند الصراعات بين الافراد والطبقات .
كان تفسير المعارضيين للعضوية في الأتحاد الأوربي أن الوقت لم يحن بعد وأن الناس غير ناضجين لقبول فـكرة الأنضمــــام ،و هذا النهج يتســـق مع عملية النشر ، وهو موقف من أعلــــــى مـــراحل التنمية ، وبمســـــــاعدة الطبيعة المميزة التي لا غنى عنها .لذا فأن تغير الموقف في الريف وفي المدينة يمكـــــــن مقارنـته مع عملية النضـــــــوج ، ويمكن ان تأخذ الاطراف مكان المركز. كان موقف المعارضيين بحسب الحالة الأجتماعية كالـــــــدخل والتعليم العالي والوضع المهني يعطي الملامح الرئيسية في عــام 1972 وفي عام 1994 م ، والعلاقات واضــحة . فالحاصلــــون على التعليم العالي وذوي الدخل المرتفـع والوضع المهني كانــــــــــوا مياليين باتجاه
العضوية . واذا ما ازيل عنصر الجغرافية من فهرسـت المؤشرات ، ستظهر للعيان الأنقسامات بشكل جلي , ويتبين معقل المعارضــين ، واعداد النخبة التي كانت اقل من النصف او بالقرب منه .






138
------------------------------------------------------------
* توضيح - يوهان جالتنغ Johan Galtung
بروفيسور نرويجي – متعدد الاختصاصات – في الاجتماع والرياضيات .عمل غالتونغ في مجالات النظرية و أقترح أن هناك أربع طرق في أي صراع لا يمكن أن تظهر : الصراعــــات داخل الشخص أو بين الأشخاص ، والصراعات بين الأجنـــــــاس ، من الجنسين ، الأجيال أو جهاز ضبط الوقت ، والصراعات بين الدول ، والصراع بين الحضارات أوصراعلت متعددة للدولة الإقليمية ، مثل الحرب الباردة. وقد تبوأ غالتونغ عدة مناصب هامة في مجالس البحوث الدولية ، وكان مستشارا ً لاثنين من عدة منظمات دولية. منذ عام 2004 و عضوا في المجلس الاستـشــاري للجنة الأمم المتحدة .










139
تناقض الثقافة الاجتماعية
الموقف من عضوية الاتحاد الاوربي والصراعات بين المــــــــركز والاطراف كان أساسا لتشكيل الأحزاب السياسية حتى ســـنة 1970 ، وهذا ما يركز عليه كل من أســـــتين روكان Stein Rokkan و هنري فالين Henry Valen * العالمــــان النرويجيان في بحوثهما وتسليطهما الضوء على المــــــــواقـف من الأتحاد الاوربي . فكانت دراستهما تستند على بعدين رئيسيين – همـا – نطاق الثقافة الأقليمية التي كانت ترتبط بالثورة الوطنية والفعاليـــات الأقتصادية المرتبطة بالثورة الصناعية .
فالبعد الثقـافي تعبـير للصــراعات الدائــــرة بـين المــــــــركز والاطراف (الريف) ، والتي تلونت بأشكال مختلفة ، اولها والاكثــر اصرارا ً هو التصويت المشروط جغرافيا ً . أما الامـــر الثاني فهو تدخل العوامل الثقافية في تفسير الأختـــــــلافات الجغرافية تلك التي تُسلط ْ الضوء على الخلافات ، وفي هـــذا السياق يتم التركيز على الأنواع المختلفة من المعارضة .
بدءا ً ومن الخطوة الاولى فالتصويت مشروط جغرافيا ، ومن ثم في الخطوة التالية توجة العوامل الثقافية في تفســــير الأختلافات الجغرافية وتسليط الضوء على الأختلافات .
في هذا السياق تم التركيز على ثلاثة انواع من الثقافة المضــادة ، وهو ما يسمى بالتباين الأجتماعي والثقافي لمختلف انماط الحياة في الريف والمدينة و و ضعها موضـع التنفيذ من قبل اللغة ، لذا كـــان القرويون يناضلون من أجل لغة خاصة بهم ، مستندين على اللهجات المحلية ، اي الوقوف ضد النرويجية الحديثة Nynorsk .
140

كما وأن هناك تناقضاً أخلاقياً (معنوياً) ، تم تعريفــــه من قبل هنري فالن Henry Valen . على سبيل المثال – السـيطرة علــى أنتاج وبيع الكحول ، وهذه ترتبط بالحركة الأعتدالية أما النــــوع الثالث فهو التناقض ما بين العلمـــــانيين والعاملـين في الكنيســــة .
ترتبط الأبعاد الفنية أقتصاديا الى تناقضات الســـــــــوق ما بين المنتجين والمستهلكين من السلع الاولية . والصراع في سوق العمل بين العمال وأرباب العمل ، اي بين من يبيع العمل ومن يشتري قوة العمل ، وهذا الصراع الاقتصادي كان بين اليمين واليسار .
كانت الأفكار التي تحتوي على الخطوط الأساسية لتشكيل الأحزاب ، مع كل علاقة محتملة في الصراعات السياسية ولكن القضايا التي تدرج على جدول الاعمال تنشط الخطوط الفاصلة بدرجات متفاوتة ، ويكون بذلك الصراع بعد فترة طويلة قد فك الارتباط من الجــدل السياسي واذا كانت الخطوط الفاصلة راقدة في سبات ، يمكن أن توقظ وتنشط من جديد .
أشار هنري فالن Henry Vallen الى أن ما اتسمت به النزاع في المفــــــــوضية الأوربية عام 1972 م ، هو انه تم تنشيط جميع الخطـــوط التقليدية , هذا التنشيط بالتحديد فجر الصراعات ، وكان كالبارود ، ســــواء في العلاقات بين الاحزاب السياسسية أو داخل الحزب الواحد . كانت تحليلات الاستفتاء 1994 م تأكيدا ً على أن الخلافات في الأتحاد الأوربي فايقظت جميع الخطوط الفاصلة التي كانت في سبات ، ولم يعد اي خط فاصل لم ينشط ، فتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق ، فاصبح الشيوعي والاقطاعي في جبهة
141

واحدة ، كذلك القومي والاممي والمسيحي المتشدد مع الرادكاليين في جبهة موحدة ضد الأتحاد الأوربي .

محاولات في المنظور الشامل

التفســــيرات لا يُستبعدْ بعضهـــا البعض ، وتقديم الدعم لواحدة ليست إستبعادا ً للآخــــــرين ، وقد يكون من منظور الجيل الرفض الفوري ولكن علاوة على ذلك لا يوجد أي دعم للتصورات المختلفة على مستوى القاعدة الشعبية والنخبة يمكـــن أن ينظر اليها في سياق النشر . كما لا تختلف النسب في الكومـــــونات (البلديات) من خلال كبر الكتل في التخوم العامة ، عندما تؤخـــــذ بعين الأعتبار المسائل ذات الصلة بنقل المخططات .
هذا ما أبرز الفروق الاقليمية الكبيرة من خلال نموذج يمتد تاريخه لأكثر من قرن من الزمن ، وهذا النموذج يمكــــــــن أن يوفر الدعم للاعتقاد السائد ، بــأن الناخبين من تربة ثقافية مختلفة و من اجزاء مختلفة في البلاد ، فعملت هذه بلا هوادة لأكثر من قرن من الزمان إلا أن معقل مــؤيدي العضوية للاتحاد الاوربي وأنصاـــــرهم من حزب المحـــافظين يتركزون في العاصمة والمدن الكبيرة منذ بداية الاقـتــــــــراعات وهذا يوحــي على الصــعيد الأقليمي عمل المؤشرات والفعاليات الحزبية ، لذا فإن أنتخابات الأحزاب والموقف من الأتحاد الأوربي لم تكن سهلة القياس، لتاثير بعضها على بعض
من هذا يتبين أن تأثير موقف الأتحاد الاوربي على انتخابات.
142

الاحزاب وتاثير هذه الانتخــــابات على الاتحاد الأوربي في نفس الفترة الزمنية منذ عام 1993 م . كان واضحا ً أمام نمط الأقليمية في مختلف الأطراف . ومما لا شـــك فيه فأن الموقف من الأتحاد الأوربي كان عاملاً هاماً للتغيرات التي حدثـــــــت داخل الاحزاب السياسية . حيث أن 40% من الناخبين غيروا توجهـــــــاتهم وهذه بدورها أثرت على التصويت فكثيــــر من المنـتميـن والمـــــؤيدين للاحزاب السياسية لم يلتزموا بطروحات احزابهم وصوتواكما تملي عليهم مفاهيمهم ومواقفهم الفردية من فكرة الانضمــــام الى الاتحاد الاوربي . أما الاستفتاء الشعبي العام فقد أعـطى صــــــورة مختلفة بسبب التغيرات التي حصــــــــلت في رأي المؤيدين والمعارضين جرت في السويد و النرويج وفنلندا اســـــتـفتاءات وطنية على غير العـــادة ، حيث استشير الشعب وبشكل مباشر في عملية التصويت على عضوية الأتحاد الأوربي ، وهذه الاستشارة الشعبية نادرا ما كان يـلتجأ إليها , وقد مارست ذلك كل من السويد عـــام 1922 والنرويج في عام 1919 وعام 1926 م وكذلك في عام 1939 . أما فنلندا فلم تمارس مثل هذه الاستفتاءات من قبل ، بأســــــتـثناء الأستفتاء الذي جرى عام 1972 م في فنلندا والنرويج . كمـــا أن السويد خاضت استفتاءين شعبيين في 1950 م وفي عام 1980 .
توجهت شعوب دول الشمال في خريف 1994 نحو صناديق الأقتراع بشكل لم يسبق له مثيل، أضافة الى الأنتخابات القوميـــة في الفترة ما بين 16 نوفمبر / تشرين الثاني و 28 ديسمبر/ كانون الاول حيث جرت في السويد انتخابات برلمانية Riksdagen
143

وكذلك انتخابات محلية في 18 سبتمبر /تشـــــرين الاول , اي قبل شهرين من الانتخابات الوطنية العامة . كما جــــرت في الدانمارك انتخابات برلمانية غير منتظرة في الحادي والعشــرين من سبتمبر /تشرين الاول وكانت الميول والتوجهات تتأرجح مــا بين الاحزاب السياسية الرافضة للعضوية والمؤيدة لها،لذا اختلفت النسب بحسب الرغبات الفردية بعيدا عن الأنتماءات الحزبية.
كان المجتمع الفلاحي الفنلندي يشكل العمود الفــقري لحزب الوـط (حزب الفلاحين)لا المؤيد للأنضمام الـــى الأتحاد الأوربي وبشكل رسمي وواضح ، وهذا ما كان ايضا في الاحزاب السياسية الأخرى وارباب العمل والمنظمات الجماهيرية.
كان حـــزب البـيـئة و حــزب اليســـــــار السويديان معارضين لعضوية السويد في الأتحاد الأوربي ، لكنهما كانا أقلية ، أما الأغلبية فكانـــت تؤيد العضوية في الأتحـاد الأوربـي .
كانت گـــــــرو هارليم برونلاند Gro Harlem Brunland رئيســـة وزراء النرويج من المتطلعين المبكرين في الانضمام الى الاتحاد الاوربي ، الا انهــا لم تتمكن حتى من اقناع مؤيدي وأنصار حزبها( حزب العمل النرويجي ) بفكــرة العضـــوية في الأتحـــــاد الاوربي، فقد كانت الشركات الكبيرة والصغيرة واحــــزاب الوسط ترفض الأنضمام الى الأتحاد الأوربي، كما كانوا منذ عام 1972 م .
كانت نتائج الأستفتاءات الشعبية في البلدان الثــــــلاث { السـويد ، النرويج فنلندا } ما بين راض العضوية وقبول الأنضمام الى الأتحاد الاوربي ، وتـفـسـير هــذه النتائج من خلال العــــــوامل والمستوى
144

الفردي تعطي نتائج عديدة في البلدان المختلفة . كما أنه من الضــــروري التمييز بين نطاق هذه العوامل وتأثيراتها هذه العوامل على التصويت .
صيد الاسماك في النرويج له أهمية كبيرة في النرويج عن فنلندا والسويد ، إلا أنه قد يكون له تأثير غريب وثانوي ألاهمية لتفسيرالأختلاف في التصــــــــويت في النرويج . كما يمكن تفسيرنتائج الأستفتاءات الوطنية في الدول الأسكندنافية الثلاث وفق عوامل وطنية خاصة في كل بلد من هذه البلدان .




-------------------------------------------------------------------

• أحزاب الوسط – هي – حزب المركز (( حزب الفلاحين )) ، حزب اليسار (( هو حزب يسار الوسط وليس حزبا راديكاليا ً أو ماركسيا ً ، و حزب الشعب المسيحي .





145

المتغيرات الدولية

المتغيرات على الساحة الاوربية

شهد النظام العالمي في العقود الأخيرة تطورات أحدثــت تغيرا ً في الأبنية السياـية والأقتصادية ، فقد تحولت بنية القيادة من الثـنائية الى الأحـادية بعد أن تغلب النموذج الرأسمالي للنمو الأقتصادي على غريمــه الأشتراكي ، وظهرت ظاهرة العولمة بأبعادها المختلفة بعد حــرب باردة دامــت لاربعة عقود بين القطبيـن فوضعــت أســاسا ً للسلام العالمي من خلال منظمة الامم المتحدة بعد الحرب العالميــة الثانية وقد أستمرت الحرب الباردة للفتر من 1947 لغايــــة 1989 ميلادية ، رغم الصراع بين القطبين ، الا أنه كانت هناك اتصــالات عديدة بين الطرفين،وعقد العديد من الاتفاقيات للحد من التسلح ، كما ظهرت المنظمات الدولية والاقليمية لترسيخ الامن والسلم وتطــويق النزاعات والصراعات القائمة بين الدول .
لقد جرت محـاولات عديدة عبر التاريخ لدمج أمم أوربا ، فالحروب النابلوينية والحــــرب العالمية الأولى على يــد هتلر كانت محاولات لتوحيد أوربا من خلال التوجهات العســــكرية وفكرة توحيد أوربا لم تذب رغم الكـــــوارث التــي وقعت على البشرية بسبب الحروب العالمية ، بل ازدادت بشــــــدة. وقد أدت ضرورات تأسـيس الأتحاد الأوربي لبناء أوربا موحدة الى الشعورلتشكيل جمعية الحــــــــــديد

146

والصلب الأوربية عام 1951 م من كل من المانيا ، فرنســـا ، ايطاليا ودول بينلوكس Benelux( بلدجيكا ، هولندا ولوكسمبورغ ) ثم جاء بعد ذلك تشكيل أول وحدة كمركية المــؤسـسـة الأقتصادية الأوربية . Europa Economic Commity
و كانت النواة الحقيقية لتشكيل الأتحاد الأوربي فتحـــولت من علاقات أقتصادية الى شراكة أقتصادية وسياسية . ثم جاءت معاهدة ماســتريخت في عام 1992 والتي صارت انطلاق وتأسيس الأتحاد الأوربي ، رغم أن العديد من المباديء والأفكاركانت موجودة منذ خمسـينات القرن العشرين ، وكان من أهم المباديء نقل صلاحيات الدول القومية الى المؤسـسات الدوليــــة الأوربية ، ولكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات المـمنــــــوحة من قبل دولة تبنت أسواق الأتحاد الأوربي عملة اليورو ، ولكنهــا لم تفرض على الدول ، بل ان ثلاثــة عشرة دولة فقط مـــن دول الأتحاد الأوربي استعملت هذه العملة،كما أن للأتحاد الأوربي أيضا ً سياسة زراعية مشتركة وسياســة صيد بحري موحدة .
في الخامس و العشرين من آذار وقعت الدول الاوربية اتفاقية روما التي وسعت مجــــالات التعاون ، وأصبحت المجموعة تحمل اسم المجموعة الأقتصادية . وفي الخامــــــــــس والعشرين من آذار 1957 م وقعت الدول أتفاقية روما التي وسعت مجالات التعاون، وأصبحت المجموعة تحمل أسم المجموعة الأقتصاديـــة الأوربية . وفي السابع من شباط / فبراير 1992 م تم توقيع معاهدة
147

ماستريخت بهولندا والتي تم بمقتضاها وضع الهيئات الاوربية المختلفة ضمن اطار الأتحاد الأوربي .
بدأت تجربة الأتحـــــــاد الأوربي بســـت دول منذ العمــل باتفاقية الحديد والصلب والى الوحدة الاوربية وهـي الان خمس وعشرون دولة . وقد أخذت اســـتـراتيجية بناء الوحــدة الاوربية مــن القضايا الصغرى والجزئية الى القضايا الكبـــرى، والى استراتيجيــة الدمج التي ميزت الاتحــاد الاوربي ونجاحه في أمتلاكه القدرة على جذب الدول الاخرى الى الانضمام الى الاتحاد الاوربي دون أعتبار قضية الوحدة أمر يجب التسلـــــيم به أو فرضه على جميع الدول التي تريد الأنضمـــــــام لعضــوية الأتحاد . بنيت هيكلية الوحدة الاوربية من الأســــــــفل من توقيع اتفاقية الفحم والحديد الصلب (القصدير) ، لم تطرح قـايا السياسة الخارجية والدفاعية المشتركة كاهداف فورية للـــــــدول المنظمة ، حيث ظل خيار الأتحاد منذ البداية هدفا وليس قانونيا . لقد مر طريق الوحدة الاوربية بالوحدة الجمركية اولا ، ثم السوق الأقتصادية المشتركة واخيرا من خــــــــلال مـحـور العملة الموحــــــــدة ( اليورو) الذي قبلت به ثلاث عشــرة دولة من الدول الأعضـاء في الاتحاد الأوربي . بعد أن أختـلـفــــت معايـير الأتحاد الأوربي لقبول الدول الجدد لأنها كانت أمــــــام بعض دول الشمال ( االسويد فنلندا ) لا تتجاوز المسائل التقنية ، لأن هــذه الدول كانت تنطبق عليها المعاييرالأقتصادية والسياسية والأجتماعية المطلوب استيفاؤها .

148

تحديات دول الشمال

تحديات دول الشمال في اوربا الجـــديدة هي ايجــــاد مكان لبلدان الشمال في النظام الأوربي الجديد لحماية مصالحها بافضل طريقة ممكنة . واي دور سيكون للمجتمع الشمالي والنمــوذج الشمالي في اوربا الجديدة ، لكن النظرة التحليلية التاريخية تبين أن التعاون بين دول الشمال لم يكن طبيعيا ، فقد كان التنافــــس على أشـــــــده في تشكيل الحكومات في الشمال وكذلك التعاون ، إلا في ثلاث فترات تاريخية كانت هناك علاقات تعاون وثيق في المنطقة الشمالية ، في أتحاد كالمر سنة 1400 م ، وفي فترة التعاون الاســـــكندنافي سنة 1830 م واخيرا ً فترة ما بعد الحرب العالمية .
عندما كان هناك تعاون عملي شــمالي ، كانت عواصــــــم دول الشمال تفضل التعاون في القــضايا السياسية المركزية مع القـــوى الخارجية بدلا ً من التعاون بـين دول الشمال ، وهذا ما يحدث مـع اوربا الجديدة . فقد كانت استـــوكهولم تفضل التعاون والتعامل مع برلين ، بدلا ً من التعاون مع العواصم الشــــمالية على الرغـم من التشـــــابه الكبير بـين دول الشـمال ،هناك ايضا ً خــلافات تاريخية ، فالتجـــارب الأوربـية تبين أن الـفصول التاريخية القديـمة والتي طفت الى السطح بسهولة ، عند الحــــرب الباردة بمواجهة الدول العظمى ضعـفت ، والتطورات في أوربا الشـــــــــرقية على مدى السنوات فيها الكثير من الأمثلة لهذه الخلافات في بلــــــدان الشمال حيث كان الخط الفاصل الهام بين الشرق والغرب لا بين الشمال
149

والجنوب . فقد وجــــدت أختــلافات كبيرة بين الدول ذات التوجه الأطلسي في الشمال الغـــــربي { آيسـلندا ، النرويج والدانمارك } ، وبين الدول ذات التوجه البلطـيـقي في الشــــــمال الشرقي { السويد وفنلندا } . حتى أن الفتور بين السويد والنرويج لم يكن على المسائل الحـــدودية فقط ، فقد كانت دول الشمال معـظم الوقت في القـــرون الوسطى تنقسم الى ادارتين للحكم ، الأولى – ادارة الغرب – الشمال وعاصمتها كوبنهاكن ، اما الأدارة الثانية فكانت في الجزء الشمال الشرقي وعاصمتها استوكهولم ، وقد ساعد هذا على تعزيز الخلافات بين الشرق والغرب في الشمال . في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية كان الشمال الغربي مع الحلف الأطلسي (الناتو) ، في حين ظلت بلدان الشمال الشرقي محايدة ، وهذه عززت مكانة الشمال الغربي مع المحيط الأطلسي. وهنا يأتي التبرير من أن دول الشمال الغربي لديها مــــزايا الحــرب الباردة ، لأنها تنـــسجم مع التوجهات التقليدية المرتبطة بالغرب ، وعـــــــززهذا ربط الشمال الغربي بالقرارات الغربية ، إلا أن دول الشمال الشرقي لم تكن لها هذه المميزات . وربما تكون هنـــاك تحولات وتغير في الأدوار في أوربا الجديدة .
كانت توجهات بلدان الشـــــمال في الشمال الشـــرقي تسير نحو البلطيق والقارة الأوربية , وهذه الدول تستفيد من موقعها الجغرافي . ولكن التوجه في كل من النرويج وآيسلندا كان اطلنطيا ً ، ويكونان بذلك في معزل عن الدول الاخرى . أما الفجوة بين الشمال الغربي والشمال الشرقي في الشمال فتنعكس
150

أيضا على المـــواقف الأوربية ، وبذلك فأن شعوب الشمال يميلون أكثر الى التوجه الأوربي كلما توجهـنا نحــو الغــرب . أما الجــزر الأطلسية جرونلاند وفارو فلم تـتبعا الدانمارك في الأنضــــمام الى المجموعة الأوربية ، وهذه الخطوة لم تكن صدفة ، كما انها لم تكن غريبة لأن المعـــــــارضة العضوية في الأتحاد الأوربي أقوى في النرويج وآيسلندا ، أما الرأي العــــام في السويد وفنلندا فقد كان أقل تشنجا ً من فكرة الأنضمام و العضوية في الأتحاد الأوربي .
ظهرت الأختلافات في ردود فعل دول الشمال على التفـــــكك الأوربي منذ عام 1989 م ، وكان هناك رد فعل نرويجي وآيسلندي بالعودة الى العلاقات التقليدية (( الخط الأطلسي))، منذ الحــــرب الباردة . وكان هذا دليلا ً للكثيرين لأن السياسة الأطلسية والعلاقـات في الدائرة الاطلسـية كانت صحيحة ، وكـان رأي الكثيرين أن لهذه العلاقات والسياسة مستقبلا ً واضحـــا ً وجديدا ً. وكانت ردود فعل كل من السويد وفـنلندا تميل نحو بحـــر البلطيق والقارة ألأوربية . ثم جاء الفنلنديون بأفكار جديدة حول علاقات في التعاون في بحر البلطيق ، و دعـــم السويد هذه الأفكار بشكل واسع . كانت هناك تحركات مشتركة في دول الشـــمال حول الأتحاد الاوربي ، لكنها تميزت بالسلبية وقد شاركت القلة من الساســة في دول الشمال في المناقشات الدائرة حول كيفية بناء أوربا الحديثة ، كما أثيرت بعض التساؤلات حول ما يجب فعله مع بلدان الشمال والتعاون الشمالي في الوضع الجديد.

151

كانت سياسة حكيمة من البلــدان الصغيرة للبلـــدان الأخــرى وأنتظار الرد منها ، ولكنهـــا كانت تحمــل في طياتهــا خطرا ً على القرارات الاوربية حول مكان دول الشمال في النظام الجديد، كما أن من الواضح أن التطـــورات في أوربا تضيف قيودا ً للتنمية في دول الشمال ، لذلك من المهم تكـــــــوين صورة عن كيفية وضوح معالم أوربا الجديدة ، بعد أن أستمر التوســـــــــــع والتطورات في الأتحاد الأتحاد الاوربي (( المفوضية الأوربية )) ، وقـد يتم تنظيم أوربا وفق دوائر ، كما كان الفرنســــيـون يدعون لذلك . وهذا يعني أن القرارات الهامــــة تبدأ من خلال الحوار بين دولتين (( على سبيل المثال فرنسا والمانيا)) ، ثم تـتحــول هـذه الحـــوارات الى اساس لقرارات المفوضية الأوربية.
أما الهيكلية الأوربية فكانت جديرة بالأهتمام والتفكير بعد انتهاء الحرب الباردة وقد أدى الحـــــــوار بين موســكو وبرليـن الى أوثق العلاقات مع الأتحاد الاوربي ، اذا كان بناء الحــــــوار على المنطق الأقتصادي . حيث يتم تبديل الرأســمال الغربي و التكنلوجيا الغربية مع المواد الأولية الروسية والايدي العاملة الرخيصة .
لم تعد بلدان الشمال وحدها تريد التحدي لتأخذ دورها في أوربا الجديدة ، بل هناك دول أوربية عـــــديدة وجب عليها تحديد موقعها الجديد . كما وجب أيضا ً تحديد التسلســل الهرمي للسلطة الأوربية الجديدة . وهذا لن يحدث من دون صراع سياسي، وهذه الصراعات الدبلوماسية تكون حَول أوربا المُستـقبلية . والتي بــدأت في باريس ، لندن وبرلين وفي نهاية المطاف في موسكو كجهات فاعلة ورئيسية
152

بطبيعة الحال كانت لها أيضـا آثار كبيرة على دول الشمال . تعيد بنا الذاكرة الى الحـــــــروب النابليونية ، عندما اخذت دول الشمال بتكويــــن شكلها هذه اللعبة السياسية كامنة الاعتبار في تحليل بلدان الشمال ، ومن هنا يمكن ان يفهم أن المعــركة حول اتفاق المنطقة الأقتصادية الأوربية لم تكن بالدرجة الاولى على الأســــــماك ، بل أن الخلافات كانت حول من سيكون صاحب القرار النهائي .

تحديات التغيير في دول الشمال
كان التعاون بـيـن دول الشمال لغــــــاية عام1980 م ذا طابع شمالي ، وكان هـدف التعاون إيجاد أفضل الحلول والظروف العامة من خلال تنســيق القوانين والأنظمة التجارية الواسعة ، وكذلك من خلال الانشطة الأقتصادية والسياسية بين بلدان الشمال .

الشرق والغرب ودول الشمال
كانت دول الشمال بعد الحرب العالمية الثانية في منطقة تقاطع مصالح القـــوى العظمى ، وقد اختارت هذه الدول سياسة أمنية مختلفة ، حيث أختارت كل من الدانمارك ، النرويج وآيسلندا التوجه الأطلسي (( الناتو )) ، أما السويد فكانت حـرة من دون تحالــف أما فنلندا فقد كانت محايدة وكانت الى جانب ما يعــــــــــرف بالصداقة السوفيتية من خلال معاهدة الصـــــــداقة والمســــاعدة (VSB ){ المعروفة بأسم توازن الشمال} . هذا الوضع حــــــــــول بلـدان الشـــمال الى منطقة تميزت بالأستقرار ضمن أســــتراتيجية بالغة
153

الأهمية والحساسية بين الشرق والغرب، كما ساهم الوضع بالحفاظ على الاستقرار الداخلي وكذلك الحفاظ علــى الســــيادة الوطنية لهذه البلدان والحفاظ على قواعد العلاقات بين بلدان الشمال وعلى وجــه الخصوص السياسة الأمنية في حين كان الهــــدف منه الحفاظ على قواعد العلاقات بين بلــدان الشـمال وبشكل خاص السياسة الأمنية . كانت مجالات السياسة الخارجية والسلوك الدولي في بلدان الشمال قد أنشئت من خلال المواجهات بين الشرق والغرب ، وهذه بدورها أثرت على نطاق ومضمون التعاون بين هذه الدول (دول الشمال ) وعلى علاقـــــــــات كل من الســـويد وفنلندا مع الأتحاد الأوربي . فقد أندلعت تهديــــدات وصراعــــــات عسكرية أنتهت بين الشرق والغرب على الرغم من أستمرار التطورات المبهمة .
كانت روسيا تعاني المشاكل الأقتصادية ، السياسية والأجتماعية ، وهــــــذه المخاطر الجديدة كانت تظهر في معظم البلدان الاوربية ، لكنها كانت مرتبطة بالاتجاهات العـامة لا بالصراع العسكري الذي يهدد بنشوب الصـــــــــراعات الكلاسـيـكية . أما الحلف الأطلسي
( الناتو) فـقد إحـدث تغـيـرات في العـديد من الأمـور ، مـن بيـنها التركيز على الوسائل السياســـــية وخـفـض حجم القــوات التقيدية والنووية ، والتوسع الملحوظ في الجـانب المؤســــساتي وترتيبات التعاون ، كما أن المفوضية الشمالية تتوسع في علاقاتها السياسية الأمنية في مجال السياسة الخارجية من خلال التحالـــف الغربي . وقد تمت هذه التطورات بعد اضمحلال الضغوط الســـــوفيتية على المنطقة ،وكانت لهذه آثار تاريخية واضحة على السياسة الخارجية
154

والأمنية في بلدان الشمال ، كمـــا ان الحياد السويدي والفنلندي بعد الحرب العالمية الثانية تمت صيــاغته بشكل لم يعد عائقا ً للمشاركة في التكامل الأوربي من خلال المفـوضية الاوربية .
كما يمكن ملاحظة ذلك بوضوح في المفاوضات الفنلندية مع الاتحاد السوفيتي ضمن معاهدة الصداقة الفنـلندية – السوفيتية (( VSB )) ومعاهدة السـلام بعد الحرب العالمية الثانية (معاهــــــدة باريس) . فالسعي الى عضوية الأتحاد الأوربي يعني أيضـــــا أمن المنطقة ، لذا فالعلاقات بدأت تتواصل بشكل تدريجي مع التكامـــل الأوربي .
كذلك فان سياسة الحياد السويدية تكيفت مع المتغيـــــــرات ، فانضمت السويد الى الأتحاد الأوربي ، وكان لعضويتها آثار على السياسة الأمنية والدفاع في المنطقة . رغــــم التاكيد السويدي على أهمية وجود قوة دفاع قوية ومستقلة ، وما زالت تؤكد على الحيادية في حالة اندلاع الحرب . فالتغييرات في السياسة الســويدية فتحت أبوابــا ً جديدة للسياســة الأوربية , وتأثـرت المـــــواقف السويدية بالعلاقات عبر العلاقات الأطلسية .وقد شاركت النرويج بنشاط في مجال النقل السياسي والعسكري داخل منظمة حلـف الشمال
الأطلسي، ولكن كان هناك اعتبار رئيســي في التأكيد على السياسة الامنية كوثيقة أرتباط مع الحلفاء في أمريكا الشمالية و أوربا الغربية ، على أن لا يـُضعفْ هذا من أمن وأستـقرارالمنطقة الشمالية . كما أن الاعلان عن الحـــاجة لتوثيق العلاقات التعاونية التي تبلـور بين منظمة الحلف الأطلسي الأوربي في أتحـــــاد غرب أوربا (( VEU )) ، لذلك فـأن نقطة الأنطلاق الأيجـــــــــــابية لمعاهدة
155

ماستريخت فتحت أبواب العضوية المنتسبة في ( VEU ).
تغيير علاقات دول الشمال الاقتصادية مع المناطق المجاورة في الشرق ووســــط أوربا بشكل جوهري وهذا يتضح بشكل جلي منذ أنقضاء علاقات فنلندا التجارية مع الأتحــاد السوفيتي والتي كانت قد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية .
وقد خلق هذا مشاكل كبيرة لإعادة هيكليــــة قطاعات كبيرة من الصناعة الفنلدية علاوة على ذلك فإن الوضــع الأقتصادي في دول الكتلة الشرقية (السابقة) كان يهدد أستقرارالمناطق الشمالية . كما أن دول الشمال صارت تواجه التحديات فيما يتعلق بتقديم المســاعدات وفي التعاون التجاري الأقتصادي بين بلدان الشمال و تهدف لتكثيف الجهود نحو روســـــيا وبحر البلطيق ، وهي تعمل على المســـتوى الفردي والقومي و تشارك في التعـاون والتنمية حول بحر االبلطيق فترتبط مبـــــادراتهم البيئية الهائلة في الشــمال ، لذا فأن الســـويد ، النرويج وفنلندا أبرمــت اتفاقيـــــــات ثائية مع دول البلطيق .كما أن التعاون الأقليمي بين دول الشــمال وروسيا وبلدان أخرى ، بدأ من فكرة التعاون بين النرويج وروسيا لمواجهة التحديـات البيئية وتقسيم المـــوارد ، اللذين يؤديان الى المــزيد من الأســتـقرار في المنطقة .





156

تطورات التعاون بين دول الشمال

دخل البعد الأوربي الى التعـــــاون بين دول الشمال بقوة على الحكومات والبرلمان . ونتج عن ذلك خطط وبرامج عمل تم تطبيقها مع مراعاة قـــــــواعد الأتحاد الأوربي ، كما أن جلسات المفوضية الشمالية تحـــــــولت الى منتديات للنقاش الحاد أكثر مـن ذي قبل في السياسة الخارجيـة والشـــــؤون الدولية و في الســـــنوات الأخيـرة تضخمت جداول أعمال مجلس المفوضــــــية لمعــالجة التـسـاؤلات حول الأصلاح التعاوني بين بلدان الشمال من خلال البـــــرلمانات الشــمالية جنبا ً الى جنب الحكومات ، وكانت القضية الرئيســية في المناقـشات تدور حول مستقبل التعاون بين هذه البلدان، في المنظمة الأقتصادية الأوربية EØS/EE . التي لا تشمل وحدة الكمــارك ، التجارة المشتركة ، السياسة الزراعية ، و مصــــائد الاســـــماك والمواءمة بين الضرائب والرسوم .إلا ان الامور تغيرت فيما بعد وشملت كل هذه المجالات للحـــــــاجة الى مبادرات بلدان الشمال ، لكن المجــــال الحضاري لم يدخل بشكل مباشــــر الى الأمــور المشتركة . وعلى ما يبدو فأن الآراء تنقسم عندما يتعلق الأمــر بكيفية التعاون بين بلدان الشمال ، و على الأســـتـشارية الوزارية ( المفوضية الوزارية ) أن تتكيف مع متطلبات المشـاركة في عملية التكامل الأوربي هذا وتم التأكيد في بيان رئاسة مجلس الوزراء على منح مجلس الشمالـي دورة أضافية للميناء البحــري . فـي نوفمبر / تشرين الثانـي عام 1991، والتي أعتبــــرت مــحور النقاش الدائر
157

حول أصلاح التعاون بين بلدان الشمال . إن مبادرة رئيس الوزراء والأقـتراح المقدم من الوزراء المتعاونين هي نقطة أنطلاق مشـتركة لتعزيز التعاون بين دول الشمال ومع الوقع الجديد في أوربا ، علاوة على ذلك فإن هنـاك نقطة بداية لتجنب الموانع التي تـنشأ من توسيع التعاون الأوربي ، لذا أصبح مجلـس وزراء دول الشمال محصوراً في عرض كيفية أضفــاء الطابع الرسمي . { الدفاع العســكري وفق اتفاقية هلسنكي }. فالتعاون الشـمالي يمكن أن يســـتمر تحـت جناح المنطقة الأقتصادية الأوربــية EØS { الوحدة الاقتصادية الاوربية } . كان تكليـف رئيس الوزراء ( رئيس وزراء المفوضية الشمالية ) وتقريرا آب / أغسطس عام 1992 م قد ذهــب كل ذلك الى أبعد مما كان منتظرا ً،حيث شملت جميع العمليات التعاونية لدول الشمال في ظل التعاون الاوربي .
كان أقتراح المفوضية الوزارية ( الأستشارية الوزارية لدول الشـمال) رداً رسـمياً علـى تـوصية مجلـس دول الشـمال الـرقـم 23/1991 حول التعاون الشـــمالي بعد عام 1992 م وقـد تـمت الموافقة على الأقتراح المقدم من قبل الـــوزارات التعاونية في 17 من شـــهر كانون الثاني عام 1992 وقدمت الى المجلس الأستشاري لدول الشمال ، وقـد تم الأقتراح أهدافا ً مهمة أبرزها أظهار الطريقة التي تعاونت فيها المؤسسات الشمالية استنادا ً الى أتفاقية هلسنكي التي وسعت التعــزيزات والمستندة على التقييم الشامل والتشاورات الداخلية لمنظومة التعاون بين دول الشمال .

158
كما أن هناك حلا ًوســــــــطا ُ بين أولئك الذين يريدون المـــزيد من التعاون غير الرســـــمي وأولئـك الذين يرغبون بمواصلة التعــاون الرسمي ، فبرنامج تعــاون الــوزراء يركز حصـريا ً علـــى النتائج المترتبة على اتفاقية السوق الأوربية المشــــــتركة EØS في ظل المباديء الموجـهه والمحددة للتعاون في المستقبل بين دول الشمال ويتخذ المواقف من التعاون الداخلي للتعاون الشـمالي ، ومـن شــكل ومحتوى ملف التعريف لدول الشمال ، كما كان مستقبل التعــاون مع دول االبلطيق ودول أوربا الشرقية مرغوبا ً على ان يتـناسب مع التعديلات التنــظيمية . الاقـتـراح المتعلـق بالفترة الممتـدة حتـى منـتصف ســــنة 1990 م (( فـترة الســــــوق الاوربية المشتركة )) فكان ينبغي أن ينظر له في سياق أستعراض التعاون بين دول الشمال من منظور العضوية في الأتحاد الاوربي ، الذي أضطلع به مـمثلو رئـاسات الحكـومات وفقا لبيان ماريهام MARIHAM* في تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1991 م .


-------------------------------------------------------------
* أعلان مارينهام حول مستقبل التعاون الشمالي - MARIHAM ERKLÆRING


159

قرر رؤســـاء وزراء دول الشـــمال في اجتماعــــــــهم المنعقد في 12/11/1991 المتعلق بالاستشارية الدورة الأضافية ، كان حول التعديلات والمتغيرات في أوربا – العسكرية والايدلــــوجية – التي كانت بدورها تؤثر على مستقبل دول الشمال









160
الفصل الثالث

أنضمام دول الشمال الى الأتحاد الأوربي

أتخذت دول الشمال للأنضمام الى الأتحاد الأوربي طرقا ً مختلفة للأنضمام اليه ، فالقت بالكرة في ساحة الشعب للأستفتاء عن مصير البلد في الأنضمام او عدم الأنضمام الى المنظمة الأوربية . فـقــــــد قدمت ثلاث دول شمالية طلب الأنضمام الى الأتحاد الأوربي عـــام 1992 م ، فكانت السويد واحدة من تلك الدول التي قــــــدمت طلب العضوية الكاملة الى الأتحاد الأوربي في تموز/ يوليو عام 1991 .تبعتها فنلندا في ذلك فقدمت هي الأخرى الطلب في آذار / مارس من عام 1992 م ، أما النرويج فـقدم طلب الأنضمام في تشـــــرين الثاني من عام 1992 م.كان رد فعل الأتحاد الأوربي سريعا ، وبدأت مفاوضات الأنضمام في شــــــباط/ فبراير، من عام 1993 وقد تمخض عن هذه المفاوضات أنضمام كل من السويد وفنلندا الى الوحدة الأوربية ( الأتحاد الأوربي) . بينما أنضمت الدانمارك الى الاتحاد الاوربي في عام 972 1م ، وكان يلـعـب دورا كبـيرا فــي سياسة الأتحاد الأوربي .
كانت هناك فروقات قومية في بلدان الشمال ، وهذه الفروقات كانت دافعــــا عند الناخب في الأستفتاء على العضوية في الأتحاـد الاوربي . فالاستفتاء بحد ذاته يتميز بحقيقة أن الشعب يشــارك في أتخاذ القرار في قضية هامة بالنسبة للبلد و أصبح الأســــتـفتاء في
161

بعض البلدان مؤسساتي ، ووسيلة للأدارة .
كان معظم الأستفتاءات تاريخيا يستخدم في حالات الطواريء بقصد حل مشــــكلة معينة أو لتبرير حل معين .فالأستفتاءات التي جرت في بلدان الشمال خريف عام 1994 م تركزت وبشـــــــكل واضح على مسألة معينة ألا وهي العضوية في الأتحــــاد الأوربي ،وللأقـتراب من الصورة أكثر ســــنحاول توضيح أسباب انضمام أو عدم أنضمام هذه البلدان من خلال التفاصيل الخاصة بكل بلد من هذه البلدان .


أنضمام الدانمارك الى الأتحد الأوربي

الأستفتاء في الدانمارك
الأستفتاء في الدانمارك وفق الدستور الدانماركي أجباري في حالات ثلاث
1- عند تغيير الدستور.
2- عند السن القانونية للمشاركة في الأنتخابات أو المشـاركة في الأستفتاء.
3- عند مناقشة القانون والاقرار بالتخلي عن السيادة (سيادة البلد) .

162

جميع هذه الأشكال من الأستفتاءات ملزمة وتخضع لشروط معينة . ويمــكن أجــراء التغيـيرات الدســــــتـورية في حال الحصـــول على الأغلبـية التي تـــريد التغــــــير(40% من الاصوات) . وقد أجريت ثلاثة استفتاءات بشأن أدراج هولشتاين الشمال NORD – SLESVIGS في الدانمارك عـــام 1920 م . وكذلك الأستفتاء في 1939 و 1953 م .في عام 1939 م صوت 91.9 % لصالح التغييرات الدستورية ، وهذه شكلت 44،5 % من الأصوات ، لكن المطلوب كان 45 % من الأصوات .
لقد أثيرت التساؤلات حول مقتضيات القانون الأساسي الصارم الذي استدعى التوافق مع دستور عام 1919 م مما تطلــب وضع دستور جديد للأستفتاء عام 1953 ، وقد كان أحد المقتــــرحات هو الحد من اشتراط الأغلبية الامنة في الأستفتاءات الأجبارية المطلوبة ، ألا وهي 45 % ، تغيرت النســـبة مــن 45 الـــــى 40 % من الأصوات كان هذا عبئا ً ثقيلا ً . أصبحت النسبة 45،8 % من أجمالي الأصوات . وقد كانت هناك مؤشرات تدل على أن المشاركة الانتخابية في انخفاض إن لم يكن جزء من التصويت أختياراً محض . وقد تـم حل البـــــــــــرلمان ، وكتعويض عن ذلك جاء نظام الأستفتاء الأختياري . وفد كان هناك أحتمال وجود أقلية في البرلمان تستخدم نداءات الناس لتضــــــمين جانب المحافظين . لقد استخدم نظام الأستفتاء الاختياري مرة واحدة فقط . في 1963 م عندما تم التصويت على قانون الأراضي. وإن
163

أصدارهذه القوانين خلق معضلة سياسية بين أحزاب اليسار واليمين
كانت تأثيرات القواعد في أن يكون للأقليــة البرلمانية الحق في أستئناف القرارات امام الشعب . وربما كانت أكبــر مما تـشــير اليه الاستطلاعات ، فالفكرة في أن الأستطلاعـــــــات كانت لها تأثيرات وقائية ، وكانت أيضا بمثابة حماية للأقلية .

تأثيرات مؤجلة
بعد ست سنوات من الأستفتاء الذي أقره البرلمان الدانمـــــاركي حول قانون الأراضي لم يتغير شي من الأقـتراحـــــات التي صوت عليها الشعب ، وهي نـفـس الوظيفة من الأســــتـفتاءات التي نظمت بالتزامن مع توسيع الأصـوات ، فكانت هناك خمسة أســتطلاعات للرأي ، ومرة واحدة فقط أعترض الشـــعب ، إلا انهم دعموا خفض سن الأقتراع والتي لم تكن بأعمار كبيرة في البرلمان . في عـــــام 1969م رفض الناخبون الاقتراح الذي يقضي بخفض سن الأقتراع من 21 سنة الى 18 سنة . إلا ان الأمـر نوقـش في وقت لاحــــــــق وعولـج الأمرضمن مرحلتين ، فقد خفض الى 20 عاما في 1971 م والى 18 سنة في عام 1978 م . وقد تم عقد ســـتة أستفتاءات حول موضوع المفوضية الأوربية EF والأتحـاد الاوربي EU . أربـعة منها كانت حـول العضويـة في المفوضــــية الأوربية عام 1972 م وأتفاقية أمستردام في عــام 1998 م وكذلك التصويت على اليورو في عام 2000 م .

164

كان التصويت الأول في عام 1972 م حول عضوية الدانمارك للأتحاد الاوربي ، حيث كا الأستـفـتاء طــــوعيا ًبعد أن ناقشه وأقره السياسيون ، وكان ينبغي أن يكون أستـــفـتاءاً ملزما ً طبقا ً لـقواعد السيادة كانت الأشارة الواضحة من الحزب الأشتراكي الديمقراطي في الأول من آيار / مايو 1971 م ، حيث كان الحزب منشقا ً فيما بينه على خلفية الأتحاد الأوربي ، وفي هذا الوقت كانت الأنتخابات على الأبواب ، فكانت المشـاركة التكتيكية في الأنتخابات تهدف الى أبعاد الأمر عن الانتخابات من الأســــتــفتاء ، وكانت في هذا الوقت اغلبية كبيرة داخل البرلمان الدانماركي ترغب التصويت لصــــالح العضــوية في الأتحـاد الأوربي .
أقر البرلمان الدانماركي اجراء استفتاء ملزم ، بغض النظر عما إذا كانت الأغلبية 5/6 لصالح العضوية للأتحاد الأوربي . إلا أنه لم يتم أجراء أستفتاء وفــــق الدستور والشــــــروط الملزمة بالدستور. مما أثار سؤالا ً حول التــدخل الذي يمكن موائمته مع الدستور وفقا ً للعمل الدستوري للحكومة . كانت نتيجة الأنتخابـات التي جرت في عام 1971 م أقل من 5/6 لممثلي الشعب الذين كانوا يرغبون عضوية الدانمارك في الاتحاد الاوربي . اما فــــرز الأصوات فقد جرى في وقت لاحق كونه أستفتاءا ً أجبـاريا ً مرتبطا ً بالدسـتور .
أما أستفتاء عام 1986 م فكان بشأن عمل أجهزة المفوضــــــية الأوربية كشكل من أشـــكال الأستفتاء الطوعي والأستـــشاري .
جرى أول أستفتاء في الدانمارك عام 1916 م حول بيع جزيرة غــــرب الهند . وكانت خلفية استفتاء عام 1986 م تختلف عما كان
165

عليه إستفتاء عام 1972 م ، فقد حدثت مشكلة مـــع رئيس الوزراء الدانماركي بول شلوتر (Poul Schltur ) , حيـــث أنه لم يحـصل علـــى الدعم من البرلمان للتوقيع على وحـــــــــــدة العمل (( أتفاقية المفوضية الأوربية )) ، وقد كان هذا اشارة البدء بالعمـل في السوق الداخلية منذ عام 1993 م .
و لتجاوز الأغلبية البرلمانية قدمت الحكومة إقتراحا ً لإجـــراء إستفتاء إستشاري ، على أن تكون النتيجة ملزمة ، عمليــا ً كــــانت النتيجة الموافقة الشعبية على الأقتراح الخاص بألأنضمــــــــام الى الأتحاد الأوربي ، وقد كان هذا الأستفتاء غير أعتيادي لأنه لم يكــن بموجب اقتراح تمت مناقشــــــته في البرلمان ، بل كان على أقـتراح مرفوض سابقا ً .

لا لمعاهدة ماستريخت لعام 1992 م

نقطة الأنطلاق للتصويت على الأتحادالسياسي ومعاهدة ماستريخت بدأت بالغالبـية الكبيرة للأصوات في مجلس النواب – نعم – للأتحاد الأوربي وقد أشارت نتائج الأسـتـفتاء الشعبي الى أن الدانماركيين كانوا مستعدين لقبول الجــــــــوانب الأقتصادية في الأتحاد الأوربي ومعاهدة ماستريخت ولكنهم رفضــــــوا فكرة الأندماج السياسي في السياسة الدفاعية كما جاءت في معاهدة ماستريخت.
كان بناء دولة فيدرالية أوربية مع المواطنة المشتركة و سياسة

166

دفاع مشـتركة مرفــــــوضة من قبل الشعب الدانماركي . وتبين أن العلاقة بين موقف الأتحـــــــــــاد الأوربي والتصويت حول معاهدة ماستريخت كان واضحا، وهــــــذا يثبت وبدرجة عالية من العقلانية والأتساق بين موقف الناخبين للمزيد من المناطق التي تريد تضمينها في التعاون الأوربي ، ولكن النسبة المئوية للأستفتاء كانت صغيرة.


نعم لأتفاقية أدنبرة في 1993 م
كان السبب في أجراء أستفتاء جديد في الدانمارك أساسا ً ذا شقين .من جانب نتائج الأستفتاء الأول في حزيران / يونيو من عـــــــــام 1992 م ، والأحـــــداث التي عقبت الأستفتاءالجديد في هذه الأتفاقية كمفـوضية أوربية ( أستشارية أوربية ) جــاءت الى أدنـبـرة في
1992 /11/12 م والتي أمتثلت الى حد كبير مع المتطلبات المعتمدة في البرلمان الدانماركي في خريـف 1992 م . أن أشتراط التبعية ، والشفافية في عمليات صنع القــــــرار وتوسيع نطاق المجتمع كانت محفوظة ، كما أن الأعلام الدانماركي قدم نتائج الأسـتـفتاء كأنتصار واضح لوجهة النظر الدانماركية ، وساهم هذا على خلق أغلبية نعم للوحــدة الأوربية (( 57 % )) . من ناحية ثانية أظهـــــرت نتائج الأستفتاء أن هناك عناصر قوية للأستقرار في التصويت . أكثر من ذي قبل .
الملاحظ أن الناخبين الدانماركيين صوتوا الى حــــــــد كبير في هذا الأستفتاء بشكل مستقل عن أحزابهم ، حيث كان لهم موقف
167

ثابت نحـو تحقـيق التكامل في الأتحــاد الاوربي فكـــــان التصويت منطقيا ً وعلى خلفية المواقف من المتغيــرات التي جاءت في أتفاقية أدنبرة .
كان هناك أوجه تشابه في الحجج المستخدمة في الدانمـــــارك والدول الشمالية الثلاث ( السويد ، النرويج وفنلندا) التي قدمت طلب الأنضمام الى الأتحاد الأوربـــي( على سبيل المثال التـشابه الثـقافي و اللغة ) ، الغالبية من الناخبين ولمدة ثلاثة وعشـــرين عاما ً كانوا ينظرون الى العضوية كميزة أقتصادية ، كما أن الأغلبية كانت ضد الأتحاد السياسي أوأتحاد فيدرالي معظم الوقت .كـــــان هناك أعتقاد سائد هوأن الفائدة الأقتصادية من العضوية والخــــــــوف من فـقدان السيادة يحفز الناخب على التصويت ، والحكــــــومات التي قدمت طلبــات العضوية للإتحاد الأوربي قبلت بمعاهدة ماستريخت بهدف بناء اتحاد فيدرالي للحكومــــــات الأوربية ، وقد كان التعاطف بين الناس للعضوية في الأتحاد الأوربي متأثـــراً بالمــــــدى الذي قدمه الأتحاد من حماية لكل بلد من هذه البلدان .







168

نتائج الأستفتناء والأنضمام الى المفوضية الأوربية
جاءت نتائج الاستفتاءات الاربعة حول العضوية في الأتحاد الأوربي EF مختلفة في درجة الأندماج والتصويت . و آراء الأحزاب السياسية كانت الى حد ما متقلبة . وهذا ما يمكن ملاحظته في الجدول* التالي : -

احزاب البرلمان
لا احزاب
البرلمان
نعم التصويت نعم في البرلمان نسبة التصويت نعم نسبية التصويت الأستفتاء
حول
الحزب الأشتراكي
و المستقلين المحافظين/
الييسار / الراديكاليين
الاشتراكيين الديمقراطيين 81 63و3 90،1% 1972
العضوية
في
السوق
الاشتراكيين الديمقراطيين
الراديكاليين
تحالف اليسار المحافظين
حزب المركز الحزب المسيحي
الحزب اليبيرالي 47 56،2% 75،4% 1986 الاسواق
الداخلية
/حزمة الاتحاد الاوربي
الحزب الاشتراكي الشعبي
الحزب الليبرالي
الحزب المسيحي المحافظيين
حزب اليسار
حزب الوسط
الراديكاليين
الاشتراكيين الديمقراطيين
الحزب المسيحي
84 49،3% 83،1% 1992 الوحدة الاوربية
/ معاهدة ماستريخت
المحافظيين
حزب اليسار
حزب الوسط
الراديكاليين
الاشتراكيين الديمقراطيين
الحزب المسيحي
الاحزب الاشتراكي الشعبي 91 56،8% 86،2% 1993 الوحدة الاوربية
– معاهدة ماستريخت
/ اتفاقية ادنبرة
* الجدول من السجلات ألأحصائية السنوية لعام 1983 م /ر نيلسن NIELSEN
كانت التقاطعات بين الناخبين في الأستفتاءات واضحة أي في الأعوام 1972 ، 1986 ، 1992 و 1994 م ولكن القرائن حول
172

خطوط التقاطع دحضت . ورغم كل ذلك فقد كان هناك بعض التغيرات ، ومن ثم استقرار واضح .
أما التوقعات فـتمثلت بنشوة أوربا في عام 1990 م ، جنبا ً الى جنب الأتجاه الدولي العام ، والتي أنقلبت رأسا على عقب بين الناخبين الشباب المؤيدين وكبار السـن المعارضين . وقد كان معدل نسبة المؤيدين في هذه الاستفتاءات بين الناخبين تحت عمر 30 ســـــنة دون المعدل و نسبة المؤيدين بدون استثناء كانت أعلى بين الناخبين في عمر 50 عاماً . فالفــــــروقات العمرية لم تكن كبيرة و الملفت للنظر كان عام 1986 م ، حيث تغيرت النســـبة المؤيدة للعضوية من 42% الى 67% بين الناخبين في عمر تحت الـ 30 عاما ً وفي عـــــام 1993 م تراجعت الفوارق لكن عام 1993 م كانت النسبة أكبر بين كبار السن .

ادناه جدول يبن التصويت حول الاتحاد الأوربي عام 1972 م والسوق االداخلية في عام
1986 م ، والوحدة الأوربية عام 1992/1993 م .
1993 1992 1986 1972
62
52 53
46 60
54 68
67 الرجال
النساء
54
51
60
66 48
45
51
56 42
52
67
68 66
66
72
70 العمر ما بين
سنة18 -30
سنة 30-49
سنة 50 -59
60 سنة وفما
فوق
57
57
56 44
51
53 64
76
79 التصويت
بحسب التعليم
التعليم الأبتدائي
التعليم الثانوي
التعليم العالي

52
55
74
36
53
64
45
51
86
54
74
88 التصويت
حسب المهنة
العمال
الموظفين
الأعمال الحرة
51

60
51

51



61 الطلاب ،
التلاميذ ،
أشباه المتعلمين
المتقاعدين

--------------

54
52
58
57
93
-------

46
41
58
79
79
------

-------
--------------------------
حسب الراتب
من صفر – 119 000 كرون
120 000 -199 000كرون
200 000 – 299 00 كرون
300 000 -399 000 كرون
400 000 وما فوق

4
16
49
58
50
81
85
88
45
0
11
33
64
55
68
79
89
33

15
24
75
100
81
95
99
63
-
17
59
73
-
-
89
79
- الاتجهات الحزبية
التوجهات اليسارية
الأشتراكي الشعبي
الاشتراكية الديمقراطية
اليسار الراديكالييحي
الحزب المس
الديمقراطية المركزية
المحافطين
حزب اليسار
الليبراليين
45 38 - 48 التصويت في العاصمة
57 50 - 61 المناطق المحيطة بالعاصمة
56 49 - 67 الجزر
60 52 - 69 يللاند -JYLLAND

منذ عام 1972 م فروقات بين الجنسين في مواقفهم تجاه
الأتحاد الأوربي ، ولم يكن الأمر واضحا ً وجليا ً بين السكان ، إلا أن الفرق كان واضحا بين الشباب، كما أن النســــاء دون عمر 40





174


عاما ً صوتن بنسبة 45% فقط بنعم للعضويةعـام 1993 م . مقابل 61 % من الرجال . أما النساء اللاواتي تجـــاوزن الأربعين عاما ً فقد صوتن بنسبة أكبر ممن صوتن من دون 40 عامــــــــا ً ، حيث بلغتنسبة الأ صوات 57 % بنعم ، وكانت نســـــــبة مشــــاركتهم 63 % .
















175



أنضمام السويد الى الاتحاد الأوربي


1 - الأستفتاء في السويد
جرى أول استفتاء وطني في السويد عام 1922 م . وقد كان هذا الأستفتاء حول منع التخمير
(( النبيذ والكحول )) وقد لعبت حركة المعتدلين دورا ً بارزا ً في ذلك ، إلا أن القرارات السياسية كانت تتخذها الأحزاب السياسية .
كانت التوقعات تشير الى انتعاش أوربا في عام 1995 م جنب الأتجاه الدولي العام ، إلا أن الأمور أنقلبت رأسا ً على عقب بين الناخبين الشباب وكبار السن ، فقد كان كبار السن من المعارضين بينماكان الشباب من المؤيدين ، وهذا ما ظهر جليا ً في نتائج الأستفتاء وقد تراجعت هذه الفوارق عام 1992 م .
كان التصويت في الحظر السويدي فريدا ً من نوعه ، في الأنقسام بين الجنسين ، حيث كان هناك خوف من مؤيدي الحظر لأستخدام النساء في التصويت ، كما فعلوا في الأنتخابات البرلمانية من قبل . خاصة بعد أن صوتت الأغلبية منهن لفرض حظر الكحول وضد رغبات الرجال ، وقد تم تحديد البطاقات في هذا الاستفتاء ، واستخدمت الالوان للتميز بينها . وأصبح التصويت ممكنا ًبين الرجال والنساء البعض ضد الآخر.
176

قدم السياسيون رسالة واضحة مضمونها أنهم لا يرضخون للأغلبية من أجل فرض الحظر ، فيما اذا كانت الأغلبية بين النساء أكبر من الأغلبية بين الرجال ،وعلى أثر ذلك تم اجراء أستفتاء أستشاري للتقيم والتقدير ، وقد كان لأصوات الرجال وزن أكبر من أصوات النساء حيث كانت الأغلبية بين النساء تمثل 59،1 % للحظر بينما لدى الرجال كانت النسبة 58،5 % .
كانت مشاركة الرجال أكثر من مشاركة النساء في الأستفتاء لكنها بأغلبية بسيطة بعدأن لعبت حركة المعتدلين دورا ً بارزا ً في السويد والنرويج .
جرى في السويد أستفتناءان بعد عام 1950 م . الأول كان في عام 1955 م ، وكان حول حركة المرور ( اتجاه سير السيارات ) من { اليمين أو اليسار } . ثم أستفتاء عام 1957 م
بشأن قضية المعاشات التقاعدية ، التي كان يعتبرها السويديون مسألة سياسية الى حد كبير مقارنة مع المباحثات الجارية في النرويج حول قضية الضمان الأجتماعي .
كانت المفاجأة حول اتجاه حركة المرور { اليمين أو اليسار } ، وقد كان هذا التصويت دليلا ً على كيفية المشاركة المباشرة للشعب في دعم العادات و التقاليد للسلطة فأنصار القيادة من اليسار{ معارضي التغير } شددوا على الحوادث التي يمكن أن تحدث بسبب االتغير .



177

الجدل حول الطاقة النووية أنقسمت الكتل المدنية والأشتراكيين الديمقراطيين ، بعضها على بعض ، و أدى هذا الأنقسام الى سقوط الحكومة الأئتلافية برئاسة توربيورن فالن *
{ كانت الحكومة تتكون من الأحزاب السياسية – حزب المركز CP وحزب المعتدلين MODERATE SAMLINGPARTI وحزب الشعب FOLKEPARTI }. وقد حلت محل هذه الحكومة حكومة الأقلية من حزب الشعب . تشكلت حكومة توربيون فالن TORBJRN FÅLLDIN قبل عامين من هذا التاريخ و اصبح أنهيارها نقطة تحول ، بوضع حد لحكومة الأشتراكيين الديمقراطيين التي حكمت 44 عاما ً متتالية .
تغيرت الحكومة بسرعة فائقة ، وتمت تغطية الخلافات بين الأحزاب السياسية . وقد كان لحزب المركز وحزب المعتدلين وجهات نظر مختلفة عن الطاقة النووية فقدحارب توربيون فالدن Fålldin Torbjørn
من الجبهة الخلفية وطالب برفع قضية للخروج من الأجراءات الاعتيادية ، وأن يجري أستفتاء .
قدم هذا الطلب من قبل الأشتراكيين الديمقراطيين ، بعد سقوط حكومة الأشتراكيين الديمقراطيين بسبب قضية الطاقة النووية ، وجاءت نتيجة الدعم المفاجيء للأستفتاء عام 1979 م ، بعد وقوع تلك الكارثة في المحطة النووية في هايسبرغ وثري مايل آيلاند Three Mile Island – في الولايات المتحدة الأوربية .(1)
كان حزب الوسطCP والحزب الشيوعي اليساري VPK ضد
178
أنشاء الطاقة النووية لفترة طويلة ، وأعربا عن رغبتهما في أجراء الأستفتاء ، وكانت هناك أغلبية تحض الناس على ذلك .
وكان هناك أيضا ً وعد بأجراء أستفتاء في عام 1980 م ، مما جعل من الممكن تشكيل حكومة جديدة من قبل * توربيون فالدن عام 1979 م . ولم تعد قضية النوويات خطراً على الحكومة .













* توربيورن فالن - Fålldin Torbjørn – سياسي ومزارع سويدي كان رئيسا ً للوزراء في السويد للفترة من 1976 – 1978 م و كذلك في الفترة ما بين 1979 – 1982 م


179
الحياد السويدي والأمن القومي

حدثت تساؤلات ومناقشات حول عضوية السويد لمنظمة الأمم المتحدة عام 1940 م ،فقد أدعى البعض أن تكون السويد مثل سويسرا و ينبغي عليها الأمتناع عن العضوية في أية منظمة بميزات فوق الوطنية .
ولكن بعد حين أعلنت الحكومة السويدية انها سوف تتعامل ايجابيا ً مع التعاون الأوربي لكنها لا تدعم التطورات فوق القومية .
كان الحياد السويدي على أساس التحالف العسكري الحر، وعندما تم التطرق الى فكرة العضوية الى الأتحاد الأوربي في عام 1961 م ، وجد كل من السويد ، سويسرا والنمسا { الدول المحايدة في سياستها الدولية } أن تقديم طلب ألعضوية والأنضمام الى الأتحاد الأوربي غير مناسب .
كانت السويد في السياق الجغرافي أقل تعرضا ً لهجمات الدول العظمى ، من دول الشمال الأخرى – النرويج وفنلندا ، كونها مرتبطة بالموقع الجغرافي الأستراتيجي والملائم للسويد ، والتي منحها الحماية من القوى الكبرى من الشرق ومن الغرب . لذا كان الوضع السويدي من هذه الناحية أفضل من النرويج وفنلندا اللتين تعرضتا للعديد من الهجمات الخارجية .
تميزت السويد بسياسة الحياد منذ عام 1960 م ، أضافة لأرتباطاتها النشطة في السياسة الدولية . كوسيط للسلام وتقديم المساعدات ، وفي العديد من النواحي ، كمبدأ أيدلوجي وأخلاقي .

180

كان التمييز بين الأعتبارات الأقتصادية والسياسية أمــــــر غيـر طبيعي ، في مسالة العضوية للأتحاد الأوربي . ولم يكن تقديــــــم الطلب بحد ذاته إلا إشارة وأستجابة من الحكومة السويدية للدخــول الى المنافسة الدولية في مجال الصناعات بحجة الأقتصاد مما دفــع سياسة الحياد جانبا ً ، وقد كان هذا يتعلق أيضا بالتأثيرات السياسية والسياسة الأمنية .
وتعتبر االعضوية في الأتحـــاد الأوربــي مهمة جدا ًلأنها تقدم المزيد من المشاركة في ما يتعلق بالمنظمة الأقـتـصــادية الأوربية EØS ، ويعتقد الباحث براوانتلاند آرنة أولاف * أن عملية اعادة النظر والتقييم سيكون لها وبشكل ديناميكي سياسة أمنية خاصة بها .

----------------------------------------------------------

Brundland , ARNE OLAV*
باحث نرويجي في العلوم السياسية / ولد عام 1936 / تزوج من السيدة كرو هارم برونتلاند – رئيسة وزراء النرويج الأسبق – حصل على الماجستير في العلوم السياسيسة عام 1962 – كتب الكثير عن قضايا الامن العالمي - انشغل في قضية السيطرة على السلام


181

وقد تم تنفيذ رغبة الحكومة السويدية في الحصول على العضوية في الأتحاد الأوربي من دون شروط مسبقة ، بل حصلت على العضوية الكاملة الى الأتحاد وليس عن طريق الأنضمام التدريجي كما حصل مع فنلندا.
أستندت القوة الدافعة في السويد على متطلبات الصناعة . ولكن التحرر من سياسة الحياد برزت أيضا ً كميزة ما يمكن للسويد من أعادة دورها السابق كبلد مهم في السياسة الأوربية وقوة هامة في منطقة بحر البلطيق .
كانت مؤشرات التحالف الحر غير العسكري ثابتة وراسخة في السياسة السويدية ، ولم يكن في الحسبان أن تدخل في اي تحالف عسكري لكن الأتحاد الأوربي لم يعتبر تحالفا ً عسكريا ، وبذلك لم تتخل السويد عن مبدأ الحياد إلا أن متطلبات الصناعة السويدية ساهمت في أن تدفع السويد الحياد جانبا ً وجعلت من النفوذ الغربي وسياسة الأمن الاوربي مصدر قلق كبير.
والسؤال المهم هو مدى أهمية السياسة الأمنية في مناقشات التصويت على الأتحاد الأوربي ؟








182

ألاستفتاء الوطني العام في عام 1994 م
جرى في السويد ، النرويج وفنلندا استفتاء وطني عام في عام 1994 م ، وقد كانت هذه الأستفتاءات استشارية من اجل المشاركة الشعبية المباشرة في القرارت القومية والوطنية .
هذا وقد أتخذت السويد استشارة الشعب مباشرة بشأن مسألة العضوية في الأتحاد ألأوربي .
أجرت السويد انتخابات برلمانية ، وأنتخابات المجالس البلدية (( المحلية )) في 18 تشرين الأول / سبتمبر 1994 م ، وكانت هذه الأنتخابات قبل ثمانية أسابيع من الأستفتاء الوطني العام حول العضوية للأتحاد الأوربي .
لقد دعت الأحزاب السويدية المؤتلفة لتشكيل الحكومة { المعتدلين ، الديمقراطي المسيحي ، المركز (الوســـط) و الليبراليين} في الفترة 1991 -1994 م رسميا ً لتأييد الأستفتاء العام بكلمة نعم ، رغم أن الفروقات الهامة التي كانت بينهم وقد كانت هذه الأحزاب من المتحمسين
الأساسيين للعضوية في الأتحاد الأوربي .
كان حزب البيئة وحزب اليسار بشكل خاص ضد عضوية السويد في الأتحاد الأوربي ، لكن موقف الأغلبية السياسية من الأحزاب والشخصيات السياسية و أصحاب المصانع والحكومة كانوا مع الأنضمام الى الأتحاد الأوربي ، كما أن حزب المركز ( حزب الفلاحين)

183

{ سنتر بارتي – CP } أتخذ موقفا ً ايجابيا ً من فكرة العضوية ، إلا أن الفلاحين أنقسموا ما بين المعارضين والمؤيدين للعضوية في الأتحاد الأوربي .
عندما صوتت السويد للأنضمام الى الأتحاد الاوربي يوم الأحد 13/نوفمبر / تشرين الثاني من عام 1994 م أحدثت تحولات في التاريخ السياسي والوطني السويدي فقد كانت مسألة الاندماج الأوربي على جدول الأعمال السياسية لعدة عقود من الزمن وحتى الآن و كانت فكرة الأنضمام الى الأتحاد الاوربي مستبعدة من قبل الغالبية السياسية والشعبية .
كان تأثير معاهدة روما في مارس / آذار 1957 م محدودا ً على السويد ، وإن عضوية السويد الى الأتحاد الأوربي لم تكن مدرجة على جدول الأعمال والحوار . من جانب ثان كانت المفاوضات تشير الى أن السويد أصبحت من مؤسسي منظمة التجارة الحرة EFTA، و بعد عامين تمتعت السويد بنطاق سياسي واسع ، ولكن عندما أعلنت بريطانيا عن نيتها في الأنضمام الى الاتحاد الاوربي ، تغيرت وجهة النظر لمنظمة التجارة الحرة ، لذلك قررت كل من الدانمارك والنرويج أن يحذوا حذو بريطانيا ، فقدمتا طلب الأنضمام الى الأتحاد الاوربي .
وكان على السويد أن تكون أكثر وضوحا في سياستها تجاه الاتحاد الأوربي EU.



184

دور الأحزاب السياسية
أكد رئيس وزراء السويد تاج أيرليند TAGE ERLAND وهو من الحزب الديمقراطي الأشتراكي ، في كلمة له في المؤتمر الوطني لعمال صناعة المعادن في 22/آب 1961 م ، أن السياسة السويدية لا تتوافق مع التكامل الأوربي على المدى البعيد .
أما الحزب الليبرالي وحزب المحافظين فقد أنزعجا من تاج أيرليندTAGE RERLAND
خاصة لأنها لم يشاركا في تقيمهما لنتائج الحياد . كما كانا يحتجان عليه لأنه خرق السياسة الخارجية للسويد وكسر التوافق التقليدي للسياسة الخارجية ، ولم يستشرأحزاب المعارضة ، ولم يبذل اية محاولة لصياغة توافق في الاراء . ومع ذلك لم تكن الأحزاب السياسية غير الأشتراكية موحدة تماما ً ، وقد أعلن حزب المركز CENTER PARTI عن عزمه لتشكيل حكومة مع حزب المحافظين و الليبراليين تتفق بوجهات النظر مع تاج أيرليند .
الأمر غير المستغرب كان من قبل الحزب الشيوعي اليساري ، الذي عارض الانضمام الى المجموعة الأوربية (الاتحاد الأوربي ) ، لانه صور هذا الأتحاد على أنه مشروع رأسمالي ومتناقض مع القيم المتاصلة للحزب .
بهذا وضحت خطوط المعركة بين الأحزاب السياسية ، والتي أستمرت حتى أوائل عام 1990 م . كما كانت المواقف سلبية من قبل الحزب الديمقراطي الأشتراكي ، حزب الوسط (المركز)

185


والحزب الشيوعي ، اضافة الى حزب المحافظين (( الذي تغير الى حزب المعتدلين فيما بعد )) .
والى حد أقل من الليبراليين .
أولاف بالما OLAF PALMA الذي خلف تاج أيرليند في رئاسة الوزراء وزعيم
لـ (( الحزب الأشــتراكي الديمقراطي )) ، واجه مســــألة التكامل الأوربي بالمزيد من الأهتمام باعتبارها من مهامه الأساسية الأولى ، وقد كانت حكومة الأشتراكيين الديمقراطيين تحبذ التكامل الأقتصادي ، إلا أنها كانت أقل حماسة للاندماج السياسي ، واقتنعت الحكومة بأن العضوية الكاملة لم تتكامل فيها ، وقد حدد مجلس وزراء الأتحاد الأوربي رؤيته لمستقبل الأتحاد السياسي والنقدي في شباط/فبراير 1971 كما أدركت القيادة في الحزب الأشتراكي الديمقراطي أن هناك معارضة شديدة داخل المنظمات الحزبية للعضوية في الأتحاد الأوربي .
تفاوضت حكومة أولاف بالما (( الاشتراكي الديمقراطي )) مع الأتحاد الأوربي وتوصلوا الى أتفاقية ثنائية للتجارية الحرة ، وكانت هذه خطوة ضرورية ، لأن العديد من الأعضاء المهمين تركوا رابطة التجارة الحرة EFTA ء هذا وقد تم الأنتهاء من الأتفاق في تموز / يوليو من عام 1972 م ، وصادق عليه البرلمان السويدي في كانون الأول / ديسمبر 1972 م ، إلا أن حزب اليسار صوت

187

ضد هذه الأتفاقية ، أما المعتدلين والى حد ما الليبراليين فعبروا عن قلقهم أزاء هذه الأتفاقية والعضوية الكاملة في الأتحاد الأوربي .
فعلت اتفاقية التجارة الحرة بشكل تدريجي ومؤثر أيضا ً ، كما أن تغير حكومة الأشتراكيين الديمقراطين الى حكومة غير اشتراكية لم يحدث تغييرا كبيرا في الساحة السياسية وأن خطط الأتحاد الاوربي للمزيد من الأندماج والتكامل أصبح واضحا ً . وعندما عاد الأشتراكيون الديمقراطيون الى السلطة عام 1982 م ، بات واضحا ً وبشكل متزايد أن أتفاقية التجارة الحرة
EFTA لم تكن كافية . وبعد أن حل أنغفار كارلسون INGVAR KARLSON محل اولاف بالما أثر أغتياله عام 1986م , بدأ بالأصلاحات التدريجية لسياسة الحزب تجاه أوربا ، وقد كانت هذه التغييرات مجرد تدابير مخصصة للتعامل مع التطورات الأقتصادية الدولية .
وفي عام 1988 م و عام 1989 م تم أتخاذ قرارين مهمين الأول حول العملة السويدية
الكرونة – حيث ربطت بـ { (( ECU )) في عام 1988 م ، أما الثاني فقد كان حول تدفقات العملة في عام 1989 م . كان الحزبان السياسيان ( المعتدلون) والليبرايالون ) ايجابيين نحو تحقيق الأصلاحات ، لا سيما بعد أن شرعت المفوضية الأوربية بناء المزيد من التكامل والأندماج الأوربي في جميع أنحاء السوق الأوربية المشتركة . وكانت ضغطوطاتها واضحة من أجل إتخاذ

188

موقف أكثر انفتاحــا ً للأنضمام الى الأتحاد الأوربي ، وهذا ما تبين بعد انتخابـات عام 1988 م . بذلك واجهت السويد خيارا ً واضحا ً حول ما أذا كانت ستشارك في التكامل الأوربي والأنظمام في عضوية الأتحاد الأوربي أم لا كانت هناك عقبة في شكل سياسة السويد بسبب الحياد ، لذا ظلت السويد خارج جميع الأتفاقيات العسكرية منذ أوائل القرن التاسع عشر(1900) . ومنذ عام 1960 م تركز الجدل في عضوية السويد للاتحاد الأوربي ، حول ما إذا كان الأنضمام يتوافق مع سياسة الحياد السويدية أم لا .
وقد جاء في بيان حزب الوسط (المركز) في عام 1981م حرفيا أن هذا لم يكن قضية ، أما في بيان المعتدلين في عام 1973 م وعام 1983 م على حد سواء فقد ادعى أن هذا كان ممكنا ً .
مع ذلك لم تستمر سياسة الحياد كما كان يبدو ، ولكن لايمكن الأنكار من أن السويد كانت محايدة لحوالي مائة وثمانين عاما ً (( 180 عاما ً )) ، إلا أن الشكوك كانت موجودة رغم أستمرار هذه السياسة . كما يمكن القول بأن هذا الحلم يظل كما هو عليه حتى أواخر عام 1940 م ، عندما فشلت الجهود لتشكيل الكتلة الدفاعية الشمالية المشــتركة ، حين قررت السويد عدم أتباع النرويج و الدانمارك في منظمة حلف الشمال الأطلسي .
هكذا يمكن القول بأن الحياد السويدي ظهر بسبب الحرب الباردة ، بدلا ً من أن ينظر اليه على أنه أستجابة لسلسلة من القرارات المستقلة . ومن هذا المنظورأصبح الحياد حجة فائضة عن الحاجة

189

في عام1990 م عندما تفكك حلف وارشو والاتحاد السوفيتي في وقت لاحق بعد أنزال واحد من ركائز ثنائية الأقطاب .
كانت استجابة ورد فعل الليبراليين والمعتدلين السويدين سريعة تجاه الأحداث ، بينما كانت أستجابة الأشتراكيين الديمقراطيين أكثر حذرا ً ، مدعين أنه من الحكمة أن تلتزم السويد بمشروع متكامل لنتيجة لا تزال شاقة للتنبؤ . ولكن المفاجئات جاء ت من الحكومة في 26 اكتوبر / تشرين الأول من عام 1990 حين أعلنت عزمها على تقديم طلب العضوية الكاملة في الاتحاد الأوربي
ومن ثم الدعم الفوري من قبل المعتدلين والليبراليين للمشروع . ومنذ ذلك التاريخ تم أدراج المفوضية الأوربية بشكل راسخ على جدول الأعمال السياسية للسويد .
على الرغم من أن المفاوضات بين السوق الاقتصادية الأوربية والمفوضية الأوربية EF
ورابطة التجارة الحرة الاوربية EFTA بدأت عام 1990 م ، فأن هذه العملية وبدرجة أساسية تتمثل بقضية العضوية في الأتحاد الأوربي بعد الأول من تموز / يوليو 1991 من جانب السويد، وقد كانت المنظمة الأقتصادية المشتركة وعمليات الأنضمام الى الأتحاد الأوربي تؤثر كل منهما على الآخرى. و كان هناك أستياء من منظمة السوق الأوربية المشتركة بقدر الأستياء من الأتحاد الأوربي منذ تضمينه تعهدات مماثلة من دون التأثير على مواصلة التطور ، لذلك أستخدم المتشككين (المعارضين ) معاهدة السوق الاوربية المشتركة كحجة ضد العضوية في الأتحاد الاوربي .وفي هذه
190

الحالة ستجتمع الصناعات السويدية الحاسمة للتصدير .
نواح عديدة تعكس أستمرار الأشتراكيين الديمقراطيين لدعم الجوانب الأقتصادية لصالح المعارضة ، ومعارضتهم لجانب التكامل السياسي ، وظلت هذه الحجة المركزية في الجدل الدائر حول أستفتاء عام 994 1م .
وافق البرلمان السويدي على طلب العضوية الكاملة في الأتحاد الاوربي في كانون الأول/ ديسمبر من عام 1990 ، وقد عارض هذا الطلب كل من حزب اليسار وحزب الخضر ، إلا أن
الطلب قدم رسميا من قبل أنغفار كارلسون INGVAR KARLSSOM
(( رئيس وزراء السويد آنذاك )) في الأول من تموز /يوليو عمن عام 1991 م .
ووضعت اللمسات الأخيرة على أتفاقية أنضمام السويد والأتحاد الأوربي في الأول من مارس / آذار من عام 1994 م .








191

أنضمام فنلندا الى الأتحاد الاوربي

1 - الأستفتاء في فنلندا

جرى في فنلندا أستفتاءان وطنيان ، الأول كان حول حظر الكحول ، إلا أن الحظر وعلى نطاق واسع كان من الصعب الغاؤه عندما كافحت الأحزاب السياسية الخلافات الداخلية ، وأزاء هذه الخلفية عرض الأستفتاء كخيار الى الأمام ، وقد كان على شاكلة الاستفتاءات النرويجية والسويدية .
مما لا شك فيه كان معارضو الحظر وراء تنظيم هذا الأستفاء ، وقد قسمت قضية الأقتراع والتصويت الى ثلاثة خيارات ووزعت البطاقات بحسب الجنس { رجل / أمرأة} .
وكان الخيار الأول فرض حظرشامل للكحول ، أما الخيار الثاني فكان عن منع التخمير ، وكان الخيار الثالث يتناول الغاء أو رفع الحظر .
كان لمعارضي الحظر حضور وحضوة كبيرة في الأستفتاء ، حيث كان حضورهم أفضل من حضورالمعارضين في السويد عام 1922 م ، ومن المعارضين النرويجيين في عام 1926 م .
كان الأقبال في أستطلاعات الرأي حول الأتحاد الأوربي أقل مما كان عليه في بلدان الشمال الأخرى بسبب بقـــــــــاء المعارضين في بيوتهم وعدم مشاركتهم في أستطلاعات الرأي ، لانهم كانوا يعلمون

192

سلفا أن النتيجة ستكون بالأغلبية بنعم للأنضمام الى الأتحاد الأوربي . وقد كانت نسبة التصويت أقل بكثير مما كانت عليها الأستطلاعات السابقة .
كانت الحكومة السويدية الى جانب أنضمام فنلندا الى الأتحاد الأوربي ، لذلك أوصت هذه الحكومة بقبول فنلندا في الاتحاد
وكان حزب المركز الفنلندي منقسما فيما بينه في الرأي ، فهناك من مؤيدي الحزب لرئيس الوزراء ووزير الخارجية لهم اغلبية بين المعارضين . وكان رئيس الحزب بعيدا ً عن الناخبين ,
وكانت هناك شكوك من أن الناخبين في حزب المركز بقبول زعمائهم دخول فنلندا الى الأتحاد الأوربي ، إلا أن الوضع أصبح أقل دراماتيكية عندما ترك القرار النهائي للناخب الفنلندي ، و بذلك أصبح الأستفتاء كصك للوساطة بين الأجنحة المتحاربة ، وتم تحييد المعارضين من حزب المركز .












193

2- التقاطعات السياسية

تقاطع السلوك السياسي الفنلندي تاريخيا شمل مســـــار النمو الحزبي الفنلندي ، وقد لعب النظام الحزبي الفنلندي السابق دورا ً في أخفاء التبعية السويدية والروسية .
أتبعت كل من النرويج وفنلندا مسارات مختلفة أعقاب الحروب النابليونية ، وكانت فنلندا قد أحتلت في عام1809 م من قبل روسيا وأصبحت تحت سيطرة الحكم القيصري الروسي أما النرويج فقد أعلنت استقلالها في مايس من عام 1814 م ، لكن السويد أجبرت البلاد على الأنضمام الى الأتحاد بعد بضعة أشهر ،بعد أن ذهب البلدان الى مرحلة يمكن أن تميز السيادة المحلية مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية الخاصة بها .
هذا الترتيب المؤسساتي الخاص بكلا البلدين أدى الى أرساء الأساس لمكانة ثقافية ملحوظة . كانت فنلندا تحكمها حكومة تحالفات كبيرة من أحزاب الوسط واليسار منذ عام 1966 م . وكانت هذه التحالفات تتكون من حزب الوسط (حزب الفلاحين) والحزب الأشتراكي الديمقراطي و كانت سياسة الحكومة مستقرة منذ منتصف عام 1960 م لغاية 1980 م ، وتحت قيادة رئيس واحد وحكومات مماثلة ، ضمنت لفنلندا السلام والأستمرار في التنمية الأقتصادية وتحسين مستويات المعيشعة ، لكن الأستقرار بحد ذاته


194



كان معضلة مع أدراك واسع النطاق بوجود القليل من البدائل خلال ثلاثين عاما ً للحكومة الأئتلافية ، وقد أدى ذلك الى العزلة السياسية بين عامة الناس ، والى انتقادات من عدد من الهيئات العامة . إن عدم الرضا شل حال السياسة الخارجية ، وأدى بالتالي الى ضعف الوعي السياسي والأقتصادي في فنلندا .
لقد أمتدت التعبئة الفنلندية عبر مجموعة من القضايا الأمر الذي ساهم في تفسير التغيرات المفاجئة في عام 1906 م ، وأنفجار الصراعات في السنوات العشر التالية ، رغم أن دول الشمال كانت متأثرة بالتحالفات في السياسة الحزبية وفي تعبئة الجماهير من ذوي الثقافة والدخل المحدود في القرى والأرياف ضد النخبة في المدن وقد كانت هذه الصراعات مختلفة في حدتها في بلدان الشمال ، كما كانت هناك موجة من التعبئة الدينية إلا انها توقفت ، وأصبحت جزءا ً من صراع أوسع وأكثر اصرار ضد الثقافة السويدية والتأثيرات الروسية .






195

ترابط السياسة الأمنية الفنلندية
كانت السياسة الخارجية الفنلندية تدور حول العضوية في الأتحاد الأوربي منذ فترة طويلة و تتمييز قبل كل شيء في السياسة الأقتصادية الخارجية من دون الأمور السياسية
وفي السياقات الجغرافية السياسية كان يحتم أن تكون هناك مشاكل مع الجار العملاق ( الأتحاد السوفيتي ) ، والتي شكلت أهم المعايير للسياسة الأمنية الفنلندية بعد الحرب العالمية الثانية .
موقف فنلندا من أوربا الغربية والشرقية لم يكن جغرافيا ً ، بل كان عاملا ً هاما ً في تشكيل السياسة الخارجية لفنلندا . كما أثر على تاريخ البلد وعلى سياسته الخارجية .
أختارت دول الشمال حلولا ً مختلفة حول سياسة التحالفات و خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية كان النشاط الفنلندي على أساس مشترك كجزء من مجلس وزراء دول الشمال ، وفي الوقت ذاته كانت على علاقة حسنة مع الاتحاد السوفيتي،وقد عملت فنلندا كوسيط في السياسة الدولية.
أستعادت الثورة الروسية في 1917 م النظر في الحكم الذاتي الفنلندي ، بعد موافقة مجلس الشيوخ على طلب حكومة لينين باستقلال فنلندا في 31 كانون الأول من عام 1917 م إلا إن الأعتراف الروسي لم يؤد الى أنسحاب القوات الروسية .
ووقعت الحرب الأهلية في عام 1918 م في فنلندا وكانت ذا منحى سياسي هام لتقرير مسألة ما إذا كان ينبغي أن تتبع روسيا

196


فنلندا بطريقة ثوريةإلا أن تأمين أستقلال فنلندا كان قد تنم من خلال معاهدة {دوربت Dorpat }
في عام 1920 م حيث أستمر السلام حتى شتاء عام 1939 م فأشتعلت حينها حرب الشتاء{ حيث قتل فيها أكثر من خمسة وعشرين الف شخص وجرح حوالي خمسين الفا ً } ، أنتهت الحرب
بعد ثلاثة أشهر صعبة { 13 آذار 1940 } ، في سلام { دوربت} كان الأتحاد السوفيتي ضعيفاً
ولم يحصل الا على الحدود غير المرضية أستراتيجيا ً . وتمت اعادة تسليح ألمـــــــــانيا و تفعيل التساؤلات حول موثوقية الحياد الفنلندي ، ولكن الأتحاد السوفيتي كان يخشى أن تســــــــــتخدم الأراضي الفنلندية كمنطقة عســــكرية ، فأقترح في خريف عام 1939 م تحول القوة من الأرض ، إلا أن الحكومة الفنلندية لم تذعن للمطالب السوفيتية . وفي معاهدة موسكو كان على فنلندا التنازل عن المناطق المتنازع عليها مقابل الحفاظ على الأستقلال .
في وقت لاحق ، من عام 1941 م تم دعم فنلندا من قبل قوات الألمانيا النازية التي هاجمت الأتحاد السوفيتي عن طريق فنلندا لأستعادة الأراضي الفنلندية السابقة ، هذا بدوره يوضح الضعف السوفيتي أمام الهجمات الألمانية من خلال فنلندا. حيث ظهرت من التجارب الفنلندية أثناء الحرب ، أنه كانت لفنلندا مصالح وطنية تؤخذ في الاعتبار من الأتحاد السوفيتي ، والتي لا يمكن أن

197
تسييسها . كما أن هذ الأتفاق السياسي والأمني شكل أهم الأطر السياسية الأمنية للحياد الفنلندي . وهذا ما يميز فنلندا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية عن فنلندا قبل الحرب هو الأذلال من هزيمة الحرب ، وقد تجلى ذلك في التنازل عن أراض شاسعة والأستسلام للاتحاد السوفيتي .
كما أرتبطت فنلندا بالأتحاد السوفيتي من خلال أدارة محددة في منطقة بوركلا Poekkala ، وهذا يعني أن هلسنكي كانت على أتصال وثيق مع قاعدة عسكرية مهيمنة . كانت المواقف الفنلندية تجاه الأتحاد السوفيتي تتسم بأنعدام الثقة ، لكن الجديد في السياسة الخارجية السوفيتية
الودية بدأ يعطي نتائجه الأولية في عهد الرئيس – باسكيفيس PASSKIVIS *
وفي عهد الرئيس كيكونين KEKKONEN **
وكانت فنلندا لا ترغب في سياسة الصداقة والتعاون مع السوفيت في الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وذلك من خلال التعاملات التجارية مع الغرب . من جانب آخر أكدت فنلندا للسوفيت أن التعاملات التجارية مع الدول الغربية ليست من أجل ربط فنلندا بالتكتلات السياسية والعسكرية الغربية .
كانت هناك عقيدة أساسية في السياسة الخارجية الفنلندية ، ألا وهي مراعاة المصالح العليا للأتحاد السوفيتي ، في حين كان الفنلنديون منشغلين في الجمهورية الأولى بمفهوم تمتع الدولتين ( السوفيتية والفنلندية ) بالسيادة الوطنية على قدم المساواة .

198

كان الموقع الجيوسياسي ، والتجارب التاريخية في فنلندا تحدد سياسة الحياد في البلد (فنلندا)
وكان هناك القليل من البدائل الواقعية على خط الأمن بعد الحرب العالمية الثانية الى حد كبير ،
على النقيض من السويد حيث لم تنظر للحياد كمبدأ مهيمن ، بل باعتباره ضرورة واقعية ، وهذا ما خلق أساسا ً غير راسخ للحياد مقارنة مع السويد .





-----------------------------------------------------------

* JUHO KUSTI PASSKIVIS((1870 – 19)) X سياسي ورجل قانون فنلندي ، من حزب الأئتلاف ، الرئيس السابع في فنلندا ، استمر حكمه من 1946 لغاية 1956 م ، توفي في 14 سبتمبر / تشرين الأول من عام 1956 م
**كيكونين (1900 – 1986 ) - سياسي فنلندي من حزب الوسط – أختير رئيسا لفنلندا للفترة من 1956 و أستمر في رئاسة لحوالي خمسة وعشرين عاما ( لغاية 1981) ، حيث أنسحب من العمل السياسي لاسباب صحي

199


بعد توحيد المانيا وتفكك الأتحاد السوفيتي ألغيت اتفاقية الصداقة والتعاون VSB بين السوفيت وفنلندا ، وعقد اتفاق جديد في عام 1992 م بين روسيا وفنلندا . وقد أدت هذه الأتفاقية الى تطبيع علاقات فنلندا مع جارتها الشرقية ، كما أن الأتفاقية لم تلزم فنلندا بالتزامات عسكرية وحربية قال بيرتي يونيمي PERTTI JONNIMI * أن التغييرات واسعة النطاق في البيئة ال,خارجية الفنلندية كانت سببا لتقديم فنلندا طلب الأنضمام الى الأتحاد الأوربي جنبا ً الى جنب السويد في عام 1992 م ، وهذه كانت وراء تغيير السياسة الأمنية الفنلندية . ويقول ماتي كلنجر
MATTI KLINGE **** أن أساس المواقف الفنلندية الجيوسياسية الخاصة انقضت مع نهاية الحرب الباردة كان التهديد الروسي وأحتمال الخضوع للإمبراطورية الروسية ، سببا ً من أن فنلندا كانت تريد سياسة خارجية جديدة في عام 1990 م ، وكذلك الأرتباط العسكري ، وأيضا السياسي والأقتصادي . وقد كان هناك رغبة في أن تلعب فنلندا دورا ً هاما ً في أوربا ، كما كان على فنلندا أختيار موقعها الجديد بين الشرق والغرب ، بين الاندماج الى التكامل الأوربي أو الشرق المفكك الذي لم تكن معالمه واضحة كما تم التأكيد من أعلى المستويات أن لا مساومة على الحياد الفنلندي ،



200


في حين كان يبدو أن مرسى الحياد على المستوى الشعبي أضعف
بكثير مما كان عليه في السويد .







* PERTTI JONNIEMI
باحث فنلندي متخصص من المعهد الدانماركي للعلاقات الدولية / باحث في السياسة الخارجية الدانماركية والاوربية .

*** PERTTI JONNIMI باحث سياسي فنلندي متخصص في المعهد الدانماركي للعلاقات الدولية ، خبير في العلوم السياسية .
**** MATTI KLINGE - ولد في هلسنكي – في 31 آب 1936 م / أستاذ تاريخ / في جامعة هلسنكي / حصل على درجة الدكتوراه في عام 1969 م / استاذ زائر لجامعة سوربون/ باريس عام 1970 -21972 / اهتم بالتاريخ السياسي / خاصة ما يتعلق بالهوية الوطنية الفنلندية

201

1- تطور الراي العام لعضوية فنلندا في الأتحاد الاوربي

كانت مسألة العضوية الكاملة في الأتحاد الاوربي موضوعا جديداً نسبيا ً وغير مألوف في السياسة الفنلندية ، إلا أن الأمــر ظهر بسرعة غير متوقعة في السياسة المحلية رغم المقاومـــــة التقليدية ، واسترشاد النخبة السياسة ، وقد تغير موقف الفنلنديين بشكل سريع ، وانعكس الأرتباك النسبي للشعب بنســـبة 20 % من الفنلنديين الذين لم يكــونوا يــرغبــون في أتخــاذ مـــــوقف بشأن هذه المسالة حتى الأستفتاء الوطني في عام 1994 م .
و حتى أواخر عام 1980 م عكس الرأي العام في فـنـلـنـدا المناخ السياسي العام فيما يتعلق بمسالة التكامل الأوربـــــي ، مع القليل من الضغط لأصلاح السياسة الفنلندية نحو التكامل الأوربـي . وقد كانت المواقف الخاصة غير معــــروفة ، كمــا كان هناك عـــــدد قليل من الأستطلاعات التي شككت في التفاصيل الفعـلية للسياســـة الرسمية وبالتالي فإن هناك القليل من البيانات الدقيقة المتاحة حـــــــول رأي الفنلنديين بشأن العضوية في الأتحاد الاوربي قبل عـــــام 1987 م . ومع ذلك صورتْ الدراسات السنوية لقياس شعبية السياســــــــــــة الخارجية إرتفاعا ً في دعم السياســـات الرســــمية ، لكــــــــن هذه الأستطلاعات لم تختبرالأحتمالات الشعبية لخطوط السياســـــــات البديلة . كما كان هناك استطلاع للرأي محدود حــــــــــول السياسة الخارجية فقط .

202


بدأت الحكومة الفنلندية في عـــــــام 1970 م تحسين سياســـتها المتعلقة تجاه المفوضية الأوربية ،إلا أن الرأي العام لم يكن علــــى علم أو غير متأكد من ذلك خصوصا ً من كابوس التجـــارة الاوربية الحرة . لكن نصف سكان فنلندا أيد التوقيع على معــــــــاهدة التجارة الأوربية الحرة ،إلا أن نسبة واحد من ثلاثة لم يكن قادراً على أتخاذ االقرار بشأن هذه المسألة . هذه النتائج تشير الى أن هناك دعمــــــاً محدودا ً للتكامل الأوربي ، على الرغم من أن هذا قد يكون مدعوما ً جزئيا بسبب فشل مشروع الأقتصاد الشمالي NORDØK . فـــي هذا الوقت الذي أدى الى زيادة الأهتمام في توثيق العلاقات بين دول NORDØKوالأتحاد الأوربي لكن مستويات الرأي العام الفنلندي ظلت مستقرة حتى أواخر عام 1980 م .
مبدئيا ً كان الرأي العام الفنلندي على التكامل الأوربي إيجابيا ً ، إلا أن عضوية فنلندا كانت غير قابلة للحياة ، كما كــان ينظر اليها باعتبارها تتعارض مع سياسة الحياد .
عندما جاء الوقت على محمل الجد للنظر في العضوية للأتحاد الأوربي EU ، كان هناك مستوى عال من الجهل بين الجمهور الفنلندي . بدأت أستطلاعات الرأي عام 1987 م ، على الرغم من أن السياسة الخارجية المحايدة ظلت مستمرة .
كان نصف الفنلنديين الذين تمت استشارتهم حول قضية العضوية في الأتحاد الأوربي من دون جواب قطعي وموثوق ، أما

203

النصف الثاني فبلغ نسبة 40% منهم يدعمون فكرة الأنضمام و11% منهم كانوا معارضين للفكرة أساسا ً . لم تكن هناك فروق ذات دلالة أحصائية بين مختلف المجالات السياسية أوالأجتماعية أوالأقتصادية .
إذا أتخذ أستطلاع الرأي الأول في عام 1987 م كنقطة أنطلاق ، فإن الوضع العام للرأي سيتماشى مع التغييرات السياسية الخارجية بكل سهولة ، وبذلك يكون الأستفتاء متصلا ً لاحقا ً .
ما يمكن ملاحظته خلال هذه الفترة أن السياسة الخارجية لم تؤثر على مستوى الأستفتاء ، إلا أن التغيير الواضح لأستطلاع الرأي أرتبط بالزيادة الحاصلة لتسييس القضية بعد عام 1991 م .
حيث بدأ الفنلديون بصياغة وجهات نظرهم بشأن هذه المسألة ، وهذه بدورها أدت الى نمو هائل في الرأي السلبي والأنخفاض في المعرفة ، فقد كان الرأي العام وفقا ً لأستطلاعات الرأي منقسما ً بالتساوي بين أؤلئك الذين يدعمون الفكرة وبين معارضيهم ، وقد لعبت الخلفية السياسية والأجتماعية دورا ً كبيرا ً وواضحا ً في تحديد الرأي ووجهات النظر .






204

2- العضوية الكاملة حيز التنفيذ
أصبحت فنلندا عضوا ً كاملا ً في الأتحاد الاوربي في الأول من كانون الأول من عام 1994 م
بعد أن شهدت الساحة السياسية الفنلندية جدلا ً سياسيا ً من نوع جديد فقد أعتاد الفنلنديون على حقيقة هي أن خط باسيف كيكونين PASSIV KEKKONI لم يعد مقدسا ً أو أزليا ً ، وهذا ما سمح بالنقاشات المفتوحة حول المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية ، كما أصبحت فنلندا بسبب إنفتاحها على المفاهيم الجديدة ودخول السياسة الداخلية الى مرحلة جديدة من خلال المفاهيم والأفكار الجديدة التى أدت لمناقشات مكثفة حول الأتحاد الأوربي .
لم يتسبب الأستفتاء الفنلندي على خلق مفاجئات كبيرة ، فقد وافق الشعب على القبول بالعضوية في الأتحاد الأتحاد الأوربي باغلبية ضئيلة نسبيا ً . رغم أنه كانت هناك مؤشرات لمصالح أجتماعية واضحة وقوية تعارض العضوية الكاملة ، أهم هؤلاء كان المزارعون أو مالكو الأرض في الأرياف الذين كانوا يهيمنون على مسألة التكامل في نهاية المفاوضات للحصول على العضوية .

وقد أنعكس رد فعل موحد ومضاد للمزارعين (( مالكي الارض )) خلال التقسيم الجغرافي الحاد للبلاد أثناء الأستفتاء ، مؤكدين على أن العضوية في الأتحاد الاوربي سوف تتطلب المزيد من التغييرات


205

السياسية والأجتماعية داخل فنلندا. كما أن عضوية فنلندا في الأتحاد الأوربي كانت تحديا ً نهائيا ً لمالكي الأرض المعارضين للأنضمام الى الأتحاد الأوربي .



















206

النرويج والأتحاد الأوربي

الاستفتاء في النرويج

1 - جرت في النرويج ستة استفتاءات وطنية ،الأستفتاءان الأولان كانا حول المســــــــــــــائل الدستورية ، و استفتاءان آخران كانا حول حظر الكحول ، أما آخرأستفتائين فكانا حول الأنضمام الى الأتحاد الأوربي . وقد حل البرلمان النرويجي من جانب واحد اتفاقية الأتحاد مع الســـويد في مناقشته في السابع من حزيران 1905 م بعد أن وضع السويديون علامة أســــــــتفهام على قرار البرلمان النرويجي ، فأشترطوا أجراء استفتاء أو انتخابات جديدة في النرويج ، وكان الطـــــــلب السويدي أعتراف ضمنيا ً بالقرار النرويجي .
كان الرأي الأكثر أنتشاراً في السويد أن الأستفتاء جزء من حل الأتحاد وليس محاولة للزعزعة بسبب ما حدث في السابع من حزيران من عام 1905 م ، وقد أصبح ذلك ملموسا ً حتى من دون أستطلاع للرأي ، إن النرويجيين لا يؤيدون الأتحاد ، كما أن القلة من الناس لم يتم أبلاغها حول الأستفتاء ، وكان هناك توقعات غير واقعية ، من أن أنصار الأتحاد سيحصلون على أغلبية الأصوات ، وبذلك يكون الأتحاد مستمراً بأي شكل من الأشكال .


207

لقد كان الأمل الأكثر شيوعا ً من جانب اليمين المتطرف السويدي للحصول على أصوات في الأستفتاء . وأن موافقة النرويج على المطلب السويدي لأجراء أستفتاء عام إنما أراد منها تـــــــأخير المفاوضات على حل الأتحاد ، مما يجعل الانتخابــــات السويدية في سبتمبر/تشرين الاول تأخذ طابعاً أتحاــــــــديا ً، لذا فإن النرويجيين تصرفوا بسرعة قبل أن يصدر القرار السويدي بجعل يوم 18 يوليو / تموز 1905 م يوما ً للأستفتاء وبالتالي فإن جميع الأنتقادات حول هذه الحالة والتي تعرضت الى ضغوط سويدية أصبحت في خبر كان .
أعتبر البعض أن القبول بالشرط الســـــــويدي أذلال وأهانة للسيادة النرويجية فيما لو قبلوا بالأملاءات الســــــــــويدية في علنية الأستفتاء ويمكن بعد ذلك ، وبشكل تدريجــــــــي أن يتم الأتفاق على أجراء الاستفتاء وهذا ما حصل بالفعل عندما كانت النتائج محسومة . فقد عرفت الحكومة النرويجية أن الشعب النرويجي ظهيرللحكومة في هذا الاستفتاء . لذا فإن قرار السابع من حزيران ثابت ، والموقف المضاد من التفاوض مع السويد صار معزولا ً لأهميته وشعبيته .
وقد اعترف بالنرويج في الخارج بسهولة كدولة مستقلة . أما دول الجوار النرويجي فقد تجاهلت البرلمان المتمرد ، لكن تجاهل الشعب كان أمرا ً صعبا ً للغاية ، لأنهم كانوا القوة الشرعية
في الأستفتاء . بعد حل الأتحاد الأجباري مع السويد وبروز سؤال مهم في الساحة خلاصته كيف يكون شكل الحكومة التي

208

ستحكم النرويج المستقلة ؟
هل ينبغي أن يكون نظام الحكم ملكيا ً كما هو الحال في البلدان المجاورة (( السويد والدانمارك )) ، أم أن نظام الحكم يكون جمهوريا ً .
كان الموقف النرويجي الجديد بحاجة الى توضيح . فقد كان يعتقد ومن دون أجراء اية عملية أحصائية أن الأغلبيىة البرلمانية كانت ضد النظام الجمهوري ، لكن الفاعلين الرئيسين هم رئيس الوزراء كرستيان مايكلسن Cristian Maichelsen ووزير الخارجية يورجن لوفلاند JØRGEN LØVLAND كانا جمهورين الهوى .
كان هناك رأي سويدي لأنهاء الأتحاد السويدي – النرويجي من خلال تنصيب الأمير كارل وريثا ً على العرش الســــويدي بعد أوسكار الثاني ، إلا أن الفكرة لم تكن مقبولة نرويجيا ً ، بـــــل كانت مستحيلة .
توجهت الأنظار الى الأمير كارك الأمير الدانماركـي ونسـيـب الملك أدوارد ملك أنكلترا والذي يمكن أن يكون ضامنا ً لأعتــراف أنكلترا بالحكومة النرويجية وقد نصح الملك أدوار ملك أنكلــــــترا بدوره نسيبه بقبول عرش النرويج اذا ما عرض عليه .
كان خط كرستيان مايكلسن ( رئيس الوزراء ) تـفـــــــادي الأستفتاء ، لكن الغالبية في البرلمان صوتوا لأختيار الملك ، وقــد عرضت في البرلمان فكرة أن تكون نسبة التصويت لا تقل عـــــن

209

ثلاثة أرباع البرلمان ، مما جعلت كرستيان مايكلسن قلقا ً من أن يخلق الاستفتاء الحمأة والأستياء ضد المملكة ، وقد يضرذلك بالقضية . طالب الجمهوريين باجراء أستفتاء عام ، وفي عريضة موقعة من ثلاثة واربعين نائبا ً يساريا ً نشرت أسماءهم في صحيفة داج بلادت Dagbladet ، كان بين الموقعين العديد من الضباط .
أخذ الأمير كارل الأمر على محمل الجد ، وخشى أن تكون هناك لعبة سياسية داخلية تجعل منه (ملكا ً لحزب ما ) وليس عاهلا ً على كل الشعب النرويجي . لذا أشترط أجراء أستفتاء شعبي عام كشرط لقبول العرش الملكي النرويجي . مما أعاد الكرة الى ملعب رئيس الوزراء الذي تصرف مرة أخرى بسرعة ، نوقش الأمر يوم 29 أكتوبر / تشرين الأول من عام 1905 ، لأجراء أستفتاء
شعبي عام حول النظام الملكي أو الجمهوري ، وحدد يوم الثالث عشر من نوفمبر / تشرين الثاني من نفس العام ليوم الأستفتاءوبالتالي تساءل رئيس الوزراء مع من سيكون ، إذا لم يصوت لصالح الحكم الملكي في الأستفتاء . ثم رمى رئيس الوزراء الكرة الى ملعب البرلمانيين من ضمن خطته، على أن تكون نسبة التصويت لاختيار الملك لا تقل عن ثلاثة أرباع البرلمان .
أما الجمهوريون خصوم الأستفتاء فقد وقفوا الى جانب رئيس الوزراء كرستيان مايكلسن وشكلوا قوة تحريضية في حملة الأستفتاء .


210

كانت نتيجة الأستفتاء لصالح النظام الملكي بغالبية ثلاثة ارباع التصويت في البرلمان وقد كان تردد ومعارضة الجمهوريين نابعا ً من خلفية عدم حصولهم على مكانة لائقة في الحملة الانتخابية ، أما الأستفتاء بحد ذاته فقد كان حول القبول الشعبي لتنصيب الأمير كارل الدانماركي ملكا ً على النرويج . كان ذلك قرارا ً برلمانيا ً لأجل معرفة رأي الشعب حول الموضوع ، من جانب آخر كان هناك أيضا ً معاداة لشخص الأمير كارل ، ولم يكن كل الذين صوتوا ضد الأمير كارل جمهوريين حتى أن بعضهم كان يريد الملكية ، لكنه يفضل أن ينصب أمير آخر للعرش الملكي .
كانت فكرة طرح مرشح جمهوري صعبة للغاية ، في الوقت الذي تم فيه تأييد تنصيب الأمير كارل ملكا ً على العرش النرويجي ، كما أن سحب اليد من الأمير كارل كان أصعب بكثير من تأييد المرشح الجمهوري .*
لقد كان الصراع بين الجمهوريين والملكية في الكثير من البلدان ، صراعا ً بين اليمين واليسار ، أما الجمهورية فقد كانت مطلبا ً راديكاليا ً بينما النظام الملكي لا يتوافق مع المساواة والديمقراطية ، وكانت هذه الأفكار معروفة في النرويج ، فقد دافع الليبراليون والأشتراكيون النرويجيون على الجمهورية ، ولا يمكن أعتبار الأستفتاء لأختيار الملك حالة مستقلة عن الوضع السياسي


211

لعام 1905 م . لأن البلد كان على حافة حرب ، وهذا ما عجل الأمور في النرويج لتكون دولة مستقلة تقبل في المحافل الدولية ، كما كان المعارضون لنظام الحكم الملكي في عام 1905 م على أرتباط مع المعارضين لتسوية الحدود بين السويد والنرويج .








---------------------------------------------------------
* إن صعوبة الأمر كانت بسبب تأييد ملك أنكلترا للأمير كارك ، فأبعاد الأمير كارل كان يعني أقل فرصة للحصول على ألأعتراف من حكومة انكلترا ، والنرويج الدولة الفتية التي
تحررت تواً من الأتحاد الأجباري مع السويد ، بعد أن كانت تحت الحكم الدانماركي لحوالي ثلاثة قرون ونيف والأتحاد الاجباري مع السويد لقرن كامل . ثم أن ملك انكلترا كان يفضل تنصيب نسيبه لهذا العرش بدلا ً من غيره .


212

2- الأستفتاءات الأربعة التالية كان أثنان منها لحظر الكحــــــول والآخران حول المفوضية الأوربية والأتحــاد الأوربـــــــــي . كلا الحالتين ، قضية حظر الكحول ، والأسـتـفتاء حـــــول الأتحــــــــاد الأوربي تسببا في شق الأحزاب والكتل السياسية وبشـــكل خــــاص الكتل والأحـزاب البرجوازية فقد ذهب حزب المحافظين وحــــــزب الوسط كلا ً لحال سبيله ، وأصبح متعذرا ً التعاون فيما بينهما ، كما فشلت ثلاث حكومات بسبب قضية حظر الكحول التي قلما خلقت حالة سياسية فيها من الأثارة والمشاكل مثلما خلقتها قضية حظر الكحول ، وقد تزامن العمل من أجل حظر الكحول مع العديد
من الصراعات على الجبهات الفكرية والآيدلوجية في جناح اليسار وبين اليسار واليمين و ألأزمة الأقتصادية .
كانت قضية الحظر متوازية مع الجدل الدائر حول المفوضية الأوربية والأتحاد الأوربي
التي ظهرت لأول مرة بعد خمسة وثلاثين عاما ً من بعد تسوية مسألة حظر الكحول حتى أنها أصبحت قضية خلافية في السياسية النرويجية لأكثر من أربعين عاما ً . لقد كانت قضية المفوضية الأوربية والأتحاد الأوربي وبشكل واضح قضية صعبة لحزب العمل في التعامل معها وهي أكثر صعوبة من قضية منع الكحول ، ويرجع ذلك الى عوامل كثيرة ، فقد كان الحزب صغيرا ً نسبيا ً ولم تكن له مشاركات في الحكومة ، بل وأكثر من ذلك حدث أنشقاق في الحزب ذاته بسبب حظر الكحول .

213

كان حزب العمل يعمل وبشكل رسمي في الدفاع عن الحظروكان أول حزب عمل من أجل ضمان الحظر الكامل في عام 1912 م ، ولم يحدث هذا من دون معارضة داخلية في الحزب ومن المواقع المركزية العليا كما دافع كل من حزب اليسار VENSTRE *والحزب الشيوعي النرويجي الذي تأسس عام 1923 م عن الحظرأيضا ً .
كانت قضية الحظر تختلف عن الجدل الدائر حول العضوية في المفوضية الأوربية و الأتحاد الأوربي ، وعندما أنشق اليسار من حزب العمل وقف مناهضا ً لعضوية النرويج في الاتحاد الأوربي والمفوضية الأوربية . كما أن حزب الشعب الأشتراكي وحزب اليسار الأشتراكي مع الحزب الشيوعي النرويجي عارضوا أنضمام النرويج الى المفوضية الأوربية والاتحاد الأوربي . كان حزب اليسار VENSTRE في بداية الحظر أكبر الأحزاب النرويجية ، وقد واجه العديد من المشاكل السياسية . ويمكن مقارنة دور حزب اليسار في قضية الحظر مع دور حزب العمل النرويجي أثناء جدل الأنضمام الى المفوضية الأوربية والأتحاد الأوربي .
----------------------------------------------------------------------------
*توضيح - حزب اليسار لم يكن حزب اليسار الراديكالي بل حزب يسار الوسط ، تأسس في العقد الأخير من القرن التاسع عشر ، لعب دورا ً هاما ً في السياسة النرويجية ، إلا ان هذا الحزب غالبا ًما يجد صعوبة في الحصول على المقاعد البرلمانية حاليا ً . ولا ترتفع نسبته في الأنتخابات الى أكثر من 4% من الاصوات الأنتخابية .( التوضيح – من الموسوعة النرويجية )
214

خذل حزب اليسار ، وهو أقدم حزب نرويجي – في الاستفتاء العام حول حظر الكحول عام 1919م ، وكذلك في الأستفتاء حول العضوية في الأتحاد الأوربي عام 1972 م . إلا أن حزب اليمين حصل على الدعم في هذا الأستفتاء بسبب أثارة حظر الكحول وتهريبه نتيجة للحظر من
خلال تصورات حزب اليسارمما دفع بحزب اليمين للمقدمة ولعبه دورا ً على الساحة السياسية فيتمكن من تأجيل قضية الحظر أثنــــاء أنتخابات عام 1915م الى عام 1921 م ، حيث كان هناك معـــركة أنتخابية ، فتوجه معظم الأنظار اليه . ومـــــــا كان ملاحظأ ً في هذه الفترة أنخفاض التأيـيـد لليســــــــار ، فـقد أنخفض من 33،1 % الى 26،1 % .
حشد حزب اليسار الناخبين من جديد في هذه الأنتخابات ، وتحالف مع حركة المعتدلين في الغرب ويمكن القول أن الأنتخابــات الثلاثة الأخيرة انتخابات الأعـــــــــــــوام 1918م ،1921م و1924 م }
كانت قد تأثرت بقضية حظر الكحــــــول حيث أصبح حزب اليمين الحزب الأكبر والحاصد للأصوات ، أمــــــا الخاسر فقد كان حزب اليسار . وعندما بدأت التظاهرات من جديد عام 1926 م حول حظر الكحول ، تدخل حزب اليمين فورا ً، ثم جرى استفتاء جديد فازت فيه الأحزاب التي خسرت من قبل ، وخسر اليمين الجولة الأنتخابية بسبب حظر الكحول .


215

كان حزب اليسار من أقوى وأكبر الأحزاب السياسية في النرويج أثناء الصراعات على خلفية حظر الكحول وكان أضعف الأحزاب أثناء الجدل حول المفوضية الاوربية والأتحاد الاوربي على عكس حزب العمل النرويجي الذي يعتبر حزيا ً ضعيفا ً في الصراعات على حظر الكحول ومن الأحزاب القوية والكبيرة في الصراع الدائر بين الأحزاب السياسية حول المفوضية الأوربية والأتحاد الأوربي

الأتحاد الأوربي من المنظور النرويجي

كانت العضوية في الأتحاد الأوربي ولدرجة محدودة من المواضيع المتكررة في السياسة النرويجية خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين ، فقد قدمت النرويج أربع مرات طلب الأنضمام الى الأتحاد الأوربي خلال ثلاثين عاما ً . كان الأول في عام 1962 م ، تلاه طلبان آخران في عامي 1967 م و عام 1972 م .أما الطلب الرابع فقد قدم بعد عشرين عاما ًمن أستفتاء عام 1972 ، أي في عام 1992 م .
لم تكن مسألة العضوية في الأتحاد الأوربي في عام 1972 م ولاحقا ً أمرا ً طوعيا ً أقدم عليه الساسة النرويجيون نتيجة للتعاملات مع الدول الأخرى . وقد لعبت بريطانيا دورا ً أساسيا ً في هذا السياق .


216

كان البريطانيون هم الذين بدأوا وأنهوا الحملة النرويجية عند تقديم النرويج طلبات الأنضمام الى الى الأتحاد الاوربي في عام 1961 م و1967 م وفي 1972 م . وكانوامتشابهين في الحصول على الرفض في الأنضمام في عام 1963 م وعام 1967 م .
قد يبدو أن السويد تولت الدور البريطاني ، فقد خلق الطلب السويدي ظروفا ً وشروطا ً جديدة جعلت النرويج مضطرة للدخول في المفاوضات وكان للصراع السياسي والتقاطعات السياسية في النرويج ولأسباب عديدة دور كبير في تحويل الأصدقاء الى أعداء والأعداء الى أصدقاء وخير دليل على ذلك ما حدث قبل وأثناء الأستفتاء العام حول العضوية في الأتحاد الأوربي( حيث تحالف الأقطاع مع الشيوعيين ، القوميون واليساريون،المثقفون الراديكاليون مع رجال الدين ) .
أصبحت التساؤلات حول ما يعتقده النرويجيون في قضية العضوية في الأتحاد الأوربي أكثر أرتباطا ً بالأستفتاء . وقد كان هناك سمة متكررة في الرأي حول عضوية النرويج في الأتحاد الأوربي في المنظور التاريخي ، هي أن الأغلبية كانت ضد عضوية النرويج في الأتحاد الأوربي . وهذا ما تبين من نتائج الأستفتاءات المتعددة التي جرت في النرويج . وقد أستغلت هذه الميزة في استفتاء عام 1972 م وفي عام 1994 م أيضا ً .
كشفت نتائج التصويت حول المفوضية الأوربية في عام


217

1972 م هوة كبيرة بين الغالبية الشعبية والنخبة . وقد كانت القيادة السياسية وفي صدارتهم قيادات حزب العمل وحزب المحافظين تدعم فكرة عضوية النرويج الى المجموعة الأوربية ، على عكس المنظمات الفلاحية ومنظمات
صيادي الأسماك الذين عارضوا هذه العضوية .
كانت المناقشات حول عضوية النرويج للأتحاد الأوربي في عام 1990 م ، عموما ً تكرارا ً لما كان يحدث في الحملات الأنتخابية عام 1972 م . وكانت العواقب بحسب التوجهات والتحليلات وكذلك تأثر الناخب في الأتحاد الأوربي . من جانب آخركان هناك دور للحجج المقدمة في حملة الأستفتاء .


الحكومة النرويجية وفكرة العضوية في الاتحاد الاوربي

كانت الأحزاب السياسية النرويجية منقسمة فيما بينها ما بين الرافضين للأنضمام الى الأتحاد الأوربي والمؤيدين لفكرة الأنضمام مما ساعد حكومة رئيسة الوزراء جرو هارم بروند لاند على بدء المفاوضات لغرض الأنضمام الى الأتحاد الأوربي في الرابع والعشرين (( 24 )) من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1992 م . وقد أعلنت السيدة جرو هارم بروندلاند رئيسة وزراء النرويج ورئيسة حزب العمل ، في الأجتماع السنوي للحزب في الأول من أبريل/ نيسان من عام 1992 م ، ان الحكومة راغبة في تقديم طلب

218

العضوية في الأتحاد الأوربي .
كانت ردود الفعل سريعة لرغبة الحكومة في الأتحاد الأوربي ، حيث بدأت التظاهرات ضد قرار الحكومة من قبل المعارضين للأنضمام الى الأتحاد الأوربي .
ساهم الرفض الدانماركي في استفتاء حزيران / يونيو من عام 1992 م لأتفاقية ماستريخت،
في المزيد من التعبئة من قبل معارضي فكرة الأنضمام الى الاتحاد الاوربي في النرويج .
وقد أكدت السيدة جرو هارم بروندلاند رئيسة وزراء النرويج أمام البرلمان النرويجي في 16 نوفمبر / تشرين الثاني من عام 1992 م ، أن تقديم طلب الأنضمام الى الأتحاد الأوربي يكمن في تغيرات الظروف الدولية التي أدت الى التعامل مع السوق الاوربية المشتركة التي لم تعد شكلا ً من أشكال الأرتباط بالأتحاد الأوربي كما أكدت السيدة جرو هارم بروند لاند على ثلاثة عوامل
أولها انتهاء الحرب الباردة ، وثانيها انشاء السوق الداخلية للاتحاد الاوربي في الأول من يناير / كانون الثاني من عام 1993 م ، أما العامل الثالث فهوأسوة بالسويد وفنلندا الدولتين الشماليتين اللتين قدمتا طلب الحصول على العضوية في الأتحاد الأوربي .
تقديم طلب الحصول على العضوية في الأتحاد الأوربي لم يكن غريبا ً أو مفاجئا ً على الساحة السياسية ، فمنذ عام 1972 م تركت الأحزاب السياسية المؤيدة لفكرة الأنضمام الى الأتحاد

219

الأوربي الأبواب مفتوحة أمام تقديم طلب الأنضمام والحصــــــــول على العضوية في الأتحاد
الأوربي .


2- أنتخابات عام 1993 م ودور الأحزاب السياسية
أتسمت المعركة الأنتخابية في عام 1993 م بالكفاح من أجل الأجندات السياسية . فقد كانت الأحزاب السياسية وخاصة حزب المركز (حزب الفلاحين سابقا ً ) Senterpartiet ، تحاول جعل الاتحاد الأوربي القضية المركزية في الحملة الأنتخابية . في حين أن الأحزاب المؤيدة للأنضمام الى الأتحاد الأوربي كانت تحاول تجنب مسألة الأنضمام الى الأتحاد الأوربي في حملة الأنتخابات و قد أنعكس ذلك بطرق عديدة فالأحزاب الرافضة ( أحزاب لا للأتحاد الأوربي ) كانت تدعي أن حكومة حزب العمل الحاكم في البلد وبدعم من حزب المحافظين HØYREPATIET ، تركض لاهثة نحو الأتحاد الأوربي . بعبارة أخرى أن البرامج واللوائح الحكومية بدأت تتكيف مع معايير الأتحاد الأوربي ، رغم عدم وجود تفويض شعبي لمثل هذه السياسة ، كما أن السيدة جرو هارم بروندلاند رئيسة الوزراء ورئيسة حزب العمل النرويجي رفضت مواجهة آنه لاهاستين ANNE LAHASTEIN رئيسة حزب المركز في


220

الحوار حول قضايا الأتحاد الأوربي من خلال مناظرة تلفزيونية .
أكدت رئيسة الوزراء جرو هارم بروندلاند وكذلك رئيس حزب المحافطين على أن هذا الأمر يجري مناقشته بعد نتائج الأنتخابات . كما أن حزب العمل Arbeidepariet لم يعلن رسميا ً موقفه من الأتحاد الأوربي ، رغم أنه لم يكن هناك شك في أتخاذ هذا القرار في الحزب .
وقد كان من سلبيات العضوية في الأتحاد الأوربي موقف الرأي العام ، لذلك لم يكن من مصلحة حزب العمل وحزب المحافظين جعل هذه القضية من الأمور المركزية في الأنتخابات البرلمانية .
على الرغم من أن حزب العمل وحزب المحافظين تمكنا من إبقاء مسألة الأتحاد الأوربي بعيدة عن المناقشات العامة في الحملة الأنتخابية البرلمانية ، إلا أن هذه القضية كانت حاسمة في نتائج الأنتخابات البرلمانية في عام 1993 م حيث أن الأنتخابات كانت قد أعطت تقدما ً ملحوظا ً للأحزاب الرافضة في الأنضمام الى الأتحاد الأوربي – بالأخص حزب المركز النرويجي*
--------------------------------------------------------------
* توضيح – في الأنتخابات البرلمانية والاستفتاء حول عضوية النرويج في الاتحاد الاوربي – كانت السيدة آنه لاهاسين – رئيسة حزب المركز من المتشددين في موقفها الرافض لعضوية النرويج في الاتحاد الاوربي ، لذا عملت بكل ما لديها من طاقة لتعبئة الجمهور لأتخاذ موقف سلبي من الأتحاد الأوربي . من خلال زيارة المستشار الألماني هلموث كول الى النرويج عام 1993 م لاقناع الساسة النرويجيين في التوصل الى أتفاق والأنضمام للاتحاد الأوربي ، إلا أن السيدة آنة بقيت صلدة في موقفها رغم محاولات هلموث كول . لقد سميت السيدة آنة لاهاسين آنذاك ( بملكة لا - Nei droning ) من قبل النرويجيين .
221

كانت أنتخابات عام 1993 م تحمل في جوانبها نصرا كبيرا لحزب العمل رغم خسارته للعديد من الأصوات لصــــــــالح حزب اليسار الأشتراكي وحزب المركز المعارضين لعضوية النرويج في الأتحاد الأوربي . حيث فاز الحزب بأصوات عديدة جديدة على مســـــــــألة مهارة الحكومة و زعيم الحزب . كما أن حزب العمل كان الحـــزب البديل والواقعي لتشكيل الحكومة بعد أنهيار الحكــــــومة الأئـتـلافية المتشكلة من أحزاب الوسط في عام 1990 م .
كان للأنتخابات ونتائجها البرلمانية المزيد من الجــدل حــــول الأتحاد الأوربي وبطرق متعددة ومختلفة . فالأحـــــــزاب الرافضة للعضوية والمنظمات الداعمة لها – لا للاتحـــاد الأوربي – كان لهم دور كبير في قضية الأتحاد الأوربي ، وكانت هـــــذه الأحــــــزاب والمنظمات المعارضة لا تواجهها معارضة من المؤيدين للعضوية في الأتحاد الأوربي ، فقد لازموا الصمت ، وقد ساهم كل هذا ليكون لرافضي العضوية دور كبير وبالغ الأهمية ومميز بين الرأي العام النرويجي. كما كانت هناك نتائج هامة أخرى للأنتخابـــــات ، فـقد ازداد عدد ممثلي ألأحزاب الرافضة للعضوية في البرلمان .
كان لترسيخ المؤسسات القوية دور في تسهيل مهمة رافضي العضوية في الحوارات التي تلت فيما بعد ، كما أنه عزز في قدرتهم للتأثير على الرأي العام . كما كان هناك جانب آخر لتقدم الأحزاب الرافضة في الأنتخابات ، حيث كان الجدل حول الأتحاد الأوربي ما بين عامي 1993م – 1994 م أقل وضوحا ً من النزاع بين

222

الأغلبية الرافضة من الســـــكان مقابل الأغلبية المؤيدة من النخبة السياسية ، كما كان الحال خلال عامي 1971 م – 1972 م ، وهذه الأجواء خلقت اساسا ً من اللاثقة للأحزاب السياسية والسياسين بين الناخبين .

3 - نتائج المفاوضات
أختتمت المفاوضات بين النرويج والأتحاد الأوربي في آذار/ مارس عام 1994 م . وقد قدمت وزيرة التجارة النرويجية جريتة كنودسن Greite Knudsen نتائج المفاوضات الى البرلمان في 25 نيسان/ أبريل من نفس العام حيث قد أكدت في رسالتها أن النرويج حققت نتائج إيجابية في جميع المجالات التي تم التفاوض بشأنها * .
كانت الأجتماعات البرلمانية بعد تقديم رسالة وزيرة التجارة أكثر واقعية ومفيدة ، مما اقلق بعض الساسة . وقد أكد المتحدثون باسم الأحزاب الرافضة والمؤيدة للعضوية على جوانب مختلفة من قضايا الأتحاد الأوربي . فقد ركز المؤيدون للأضمام الى الأتحاد الأوربي على الفوائد الدولية ، أما المعارضون فقد ركزوا على أهمية السيادة الوطنية . مما عزز مجرى الحوار على نمط الحوارات التي جرت عام 1992 م .
كانت حجة الرافضين للعضوية ، أن الأنضمام الى الاتحاد الاوربي والحصول على العضوية من شأنه ان يجعل تحقيق الديمقراطية الأجتماعية الشاملة أمرا ً صعبا ً، إلا أن رئيس وزراء
223

النرويج أكد للمعارضين ولأنصار السوق الأوربية المشتركةEØS أنه لم يعد ينظر الى السوق الأوربية المشتركة كبديل للعضوية في الأتحاد الأوربي ، لان هذه المنظمة ( السوق الأوربية المشتركة ) في خطر كما أن الدول الأعضاء في السوق قد أنضمت الى الأتحاد الأوربي .
تنافس المعارضون والمؤيدون للعضوية كما أشتدت حدة الصراع بينهما ، لكن الشكوك حول الأتحاد الأوربي انتشرت بين ناخبي حزب العمل المؤيد للعضوية في الأتحاد الاوربي * ، وهذا الأمر جعل من الحكومة النرويجة تدعوا العــــــــديد من المنظمات والمؤسسات النرويجية لدعم اتفاقية الأنضمام الى الأتحاد الأوربي ، من هذه المنظمات – منظمة التجارة ومؤسسات الخدمات العامة ، جمعية المصارف النرويجية ، و جمعية الصيادين ، إلا أن الجمعيات الفلاحية وقفت بالضد من الأتفاقية .
من المنظات والجمعيات التي ساندت الفكرة منظمة مربي الأسماك النرويجية ، ولكن المنظمة اشترطت شروطا ً مسبقة بشأن المنتجات السمكية ، وقد دعمت الأتفاقية كلاً من جمعية البديات المركزية ، أتحاد الأكاديميين ، المصارف النرويجية وجمعية الباحثين النرويجيين ، وأمتنع كل من مجلس السامسك ** والجمعية الوطنية عن أتخاذ موقف بشأن المسألة .
جرى الأستفتاء العام حول أنضمام النرويج الى الأتحـــــــــاد


224

الأوربي في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1994 م ، وكانت نتيجة التصويت لصالح الرافضين للانضمام الى الأتحاد والأوربي بـ 52،2 % مقابل 48،8 % للمؤيدين ، وقد شارك 89% من
الناخبين النرويجين في هذا الأستفتاء ، وكان على الحكـــــــــومة والأحزاب السياسية أحترام رأي الشعب والوقوف خارج السرب الأوربي .








--------------------------------------------------------------
* توضيح - كان العديد مناعضاء حزب العمل مخالفين لراي الحزب في الأنضمام الى الأتحاد الأوربي ، وصوتوا في الأستنفتاء لصالح المعارضين للأنضمام الى ألأتحاد الأوربي .
** لشعب السامسك الذين يعيشون في شمال النرويج مجلس لهم نيابي خاص بهم .


225


آيسلندا والأتحاد الأوربي

الأستفتاء في آيسلندا
نظمت في آيسلندا ستة استفتاءات على الصعيد الوطني ، كانت ثلاثة منها تتناول القضايا الدستورية ، حول العلاقة مع الدانمـــارك وأنشاء دولة مستقلة . وقد تم التوصل الى أتفاق من خلال التفاوض بين السياســـيين الدانمــــاركيين والآيســــلنديين في عام 1918 م ، وعرضت هذه الأتفاقية على الشعب للمـــــــــوافـقة عليها . ذكر في الأتفاقية أن آيسلندا دولة مستقلة وذات سيادة فــي ألأتحاد الشخصي مع الدانمارك . وأيد الناخبون الآيسلنديون الأتفاقية بشكل لا لبس فيه { صوت 92،6 % لصالح الأتفاقية ) . وقد شـــارك نصف الناخبين في هذا الأستفتاء .
جرى أستفتاء عام 1944 م بموجب أتفاقية عام 1918 م . وقد كان هذا أنذارا ً لفترة ثلاث سنوات من بعد 31 كانون الاول/ديسمبر 1940 م . فقد أعلن البرلمان الآيسلندي ALLTINGET
في بداية عام 1944 م وبالأجماع حل الأتحاد مع الدانمارك بشرط الموافقة على الأستفتاء .
بالأضافة الى الأستفتاءات حول الدستور ، نظم استفتاءان آخران حول حظر الكحول في آيسلندا في عام 1908 م وعام 1933 م. كما جرى أستفتاء بشأن الخدمة المدنية في عام 1916، حيث لم

226




تكن هناك خدمة الزامية في البلد. فقد أقترحت الخدمة المدنية في المجتمع كشكل من أشكال التعويض عن عدم وجود الخدمة العسكرية . وقد كان هناك أقتراح يوصي بأن يؤدي الرجال الخدمة المدنية في المجتمع لمدة ثلاثة أشهر.
كانت جميع أستطلاعات الراي في آيسلندا أستشارية ، وأن الاستفتاء مذكور في الدستور في ثلاثة سياقات . وعما اذا كانت الأستفتاءات الناجمة عن هذه الأحكام ستكون ملزمة ، فذاك مرتبط بحق المطالبة باجراء الاستفتاء من خلال سلطات رئيس الدولة و أستعماله لحق النقض . وإذا ما رفض الرئيس التوقيع على قانون ما ، فيحال الأمر الى الاستفتاء الشعبي لتشريع هذا القانون ، إلا أن مثل هذه الحالة لم تحدث لحد الآن في البلد ولم تمارس من قبل رئيس الدولة كونه رئيسا ً غير سياسي . وقد دارت مناقشات طويلة حول موافقة الرئيس على أجراء الأستفتناء لعضوية آيسلندا في السوق الأقتصادية المشتركة .
حاول معارضو السوق الأقتصادية المشتركة التأثير على الرئيس لكي لا يوقع على الأتفاقية ، وبالتالي فأن القضية تتحول تلقائيا ً الى الأستفتاء الشعبي . كما أن علاقة آيسلندا مع أوربا أثارت التساؤلات حول أجراء أستفتاء للأنضمام الى الأتحاد

227

الأوربي , وقد كان هذا معقولا ً من حيث أن الآيسلنديين يريديون الأنضمام الى الأتحاد الاوربي كما هو الحال مع دول الشمال الاخرى


1- الحكومة في آيسلندا

أيسلندا دولة جمهورية ، ينتخب رئيس الدولة مباشرة من قبل الشعب لمدة أربع سنوات ، سلطات الرئيس محدودة ، لان رئيس الوزراء يديردفة الحكم مع الوزراء .
يتكون البرلمان الآيسلندي من 64 عضوا من أعضاء منتخبين وممثلي الأحزاب السياسية في البرلمان . هناك ستة أحزاب سياسية في آيسلندا – حزب الأستقلال ، الأشتراكي الديمقراطي ، حزب تحالف قوى الشعب ، الحزب التقدمي ، حزب المدنيين وحزب تحالف النساء .
تتبع آيسلندا سياسة موالية للغرب منذ أنتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945 م ، كما أن لآيسلندا علاقات جيدة مع الاتحاد الأوربي ولها العديد من الأتفاقيات مع الأتحاد رغم أنها ليست عضوا ً فيه .
لأيسلندا سياسة خارجية مستقلة ، إلا أن هذه السياسة تؤثر على السياسة الداخلية وتحدث أنقسامات في مراكز صناعة القرارات ، كما أن آيسلندا حذرة في ممارسة السياسة الخارجية .

228

وهذا ينعكس على نهج آيسلندا في التكامل الأوربي .
لم تفكر الحكومة الآيسلندية في الأنضمام الى الأتحاد الأوربي ، وشددت على العلاقات التجارية بدلا ً من علاقات سياسية وثيقة ، لكن في عام 1989 م بدأت آيسلندا جنباً الى جنب الدول المنظمة الى السوق الاقتصادية الحرة بالتفاوض مع المفوضية الأوربية ، مما أدى بالتالي الى تشكيل السوق الأقتصادية الأوربية عام 1994 م . ومع ذلك لا الحكومة ولا الأحزاب السياسية الأيسلندية كانوا واضحين بشأن أهداف وأستراتيجيات آيسلندا في المفاوضات مع الأتحاد الأوربي ، حتى أن رئيس وزراء آيسلندا كان متحفظا ً في تصريحاته اثناء حضوره مؤتمر اوسلو لقادة الدول الأوربية .


2- الأحزاب السياسية والرأي العام

جرت في آيسلندا أستطلاعات للرأي العام حول طلب العضوية الى الأتحاد الأوربي بأنتظام منذ عام 1989 م ، وتقسم تطورات وضع الرأي العام الى ثلاث فترات .
الفترة الأولى ، من عام 1989 م حتى الحملة الأنتخابية في ربيع 1991 م ، وكان الدعم للعضوية أكبر من المعارضة ، رغم أن الكثيرين لم يكونوا قد حسموا أمرهم في التصويت .
أما الفترة الثانية ، فتبدأ من عام 1991 م الى مارس / آذار من عام 1994 م حيث تغيرت الموازين بشكل حاسم للمعارضين لطلب

229

العضوية ، فالموقف الأيجابي نحو العضوية في عام 1989 م – 1991 م لم يكن يستند الى مناقشات واسعة النطاق مع المسائل ذات الصلة بالقضية وبما أن القليل جدا ً من المناقاشات التي أتخذت فعلا ً بدلا ً من ذلك . وهذا قد يعكس شعورا ً غامضا ً و أيجابيا ً نحو أوربا قد لا يستند على قدر كبير من المعلومات .
خلال الحملة الأنتخابية لعام 1991 م ، جرت مناقشة سلبية حول عضوية آيسلندا للأتحاد الأوربي ، وقد لمح زعيم الحزب التقدمي هيرمانسن HERMANNSEN بقوة أنه لا يمكن للأشتراكيين الديمقراطيين وحزب الأستقلال الوثوق بها أن تبقى آيسلندا خارج المفوضية الأوربية .وذهب الى أبعد من ذلك فأشار الى أنه يمكن أعتبار الأنتخابات استفتاءاً لهذه القضية ،
إلا أن حزب الأستقلال والديمقراطي الأشتراكي نفيا الأمر بغضب وتبرئا من ذلك ، واستمرا في الحملة الأنتخابية ضد العضوية . ولم يحاول حزب الأستقلال ولا الأشتراكيون الديمقراطيون مناقشة الأمر لصالحهما . و كان الدعم الشعبي لتقديم طلب العضوية في آيسلندا ، بعد الأنتخابات قد انخفض بشكل كبير .
وجاءت نقطة التحول المقبل في آذار/ مارس من عام 1994 م ، بعد أن أختتمت النرويج مفاوضات العضوية مع الأتحاد الأوربي ، وكان معروفا ً ان المسار الذي أتخذته النرويج سيؤثر على النقاش في آيسلندا. وقد كان هذا يرجع جزئيا ً الى أن النرويج تعتبر منافسا ً


230

رئيسيا ً في أسواق الأسماك الأوربية ، وأخر دول الشمال المفاوضة مع الأتحاد الأوربي بشأن العضوية .
وشبح العزلة التي كانت تواجهها آيسلندا حسم من خلال تغيرالرأي العام . حيث كان يقرب من أن نصف أسباب تقديم طلب العضوية يدعوالى ضرورة المشاركة وتجنب العزلة .
كان للامور الأقتصادية دور كبير في معارضة عضوية أيسلندا ، كما كان لمصائد الأسماك صدارة في النقاشات حول القضية ذاتها ، اضافة الى القلق من فقدان سيادة آيسلندا .


آيسلندا خطوات نحو الأتحاد الأوربي

قال وزير خارجية آيسلندا يوناس غار ستور في بيان له امام البرلمان الأيسلندي يوم 2009/5/5 ، أن آيسلندا تقترب الأن خطوة من الأتحاد الأوربي ، أكثر مما كانت عليه قبل الأنتخابات .
حصلت أحزاب اليسار في أيسلندا على الأغلبية النيابية في البرلمان – التنك Alting- ، وكان هذا يزيد من احتمالات التقرب من تقديم طلب العضوية الى الأتحاد الأوربي . وقد أشار وزير الخارجية يوناس غار ستور امام البرلمان انه يتفاوض مع الأتحاد الأوربي لتحديد التعاملات ، كما تساءل وزير الخارجية حول الأثر


231

الذي سيتركه الطلب الآيسلندي المقدم للتعاون مع السوق الاقتصادية الاوربية .
الانضمام الى الاتحاد الاوربي لم يكن هدفا ً رئيسيا ً للحكومة الآيسلندية في عام 2007 م ، ولا في السنوات الأربع التي تلته ،. فقد قالت السيدة جريتة بيرجت رئيسة وزراء آيسلندا اننا لا نخلط بين الأنتخابات وقضية الأتحاد الاوربي .
كانت مسألة العضوية لآيسلندا ولفترة طويلة في المجموعة الأقتصادية الأوربية والآن في الأتحاد الاوربي تعتبر جزءا ً لا يتجزأ من قيمة كبيرة ومن الأهتمامات المشتركة ، فالآيسلنديون
كانوا يرون وبسبب مصائد الأسماك في الشمال ، أن تكون لدول الشمال الرغبة في أنضمام آيسلندا معهم في الأتحاد ، لذا يجب مراعاة العلاقات مع آيسلندا ، وقد يكون لبروكسل تلبية المصالح الآيسلندية دون أنتهاء معاهدة روما .
حصلت آيسلندا على مكانه جديدة في مداولات الأتحاد الاوربي كقوة عظمى ، وقد قال كارل بيلت CARL BELT المتحدث باسم الأتحاد الاوربي ، أن طلب الأنضمام والحصول على العضوية من قبل آيسلندا جاء في منتصف تموز / يوليو 2009 م ، وأن دول الأتحاد الاوربي الـ 27 ستوصي بعضوية آيسلندا . وقال كارل بيلت أيضا ً انه ضد اتفاقية مصائد الأسماك لآيسلندا لتوفر نفوذا ً للأتحاد الاوربي في المنطقة القطبية الشمالية في الكفاح ضد روسيا وأمريكا الشمالية.

232

كانت النظرة الأستراتيجية لآيسلندا أن الأتحاد الاوربي يستخدم كل ما بوسعه لتجنب تكرار ما حدث في النرويج في عام 1972 م وعام 1994 م ، حيث صوت النرويجيون في الاستفتاء لصالح المعارضين لأنضمام النرويج الى الأتحاد الاوربي .
كان هناك أكثر من مفاجئات ، فقد أعلن عن تشكيل حكومة أئتلافية جديدة في آيسلندا ، من قبل الحزب الأشتراكي الديمقراطي المؤيد للعضوية واحزاب اليسار المعارضين للعضوية ليتم اقتراح طلب العضوية ، وارسل الأقتراح الى البرلمان الذي صادق بدوره عليه بغالبية الأصوات ، ولم يبق إلا حزب الخضر معارضا .
لم يكن غرض آيسلندا من العضوية في الأتحاد الاوربي لأجل نفوذ الأتحاد الأوربي في القطب الشمالي في معركة من أجل كسب موارد ضد روسيا وأمريكا الشمالية . ولم يكن من أجل أتفاقية حول مصائد الأسماك ، أو أن آيسلندا لا تحصل على شيء . كان الغرض من العضوية ما أوضحه رئيس الحزب بصفته أستاذا ً جامعيا ً في حلقة دراسية عام 1972 م ، عندما كان وزيرا ً أول ، فقد أجتمعت التوقعات على أختلاف ستراتيجياتها على استحالة اللقاء والتخلي عن ذلك بعد أن وجد أن أن السوق الاوربية المشتركة تتمثل بمجلس السلطة السياسية لا بأعضاء الحزب والنقابات والناخبين .
ينطبق الأمر على وسطاء السلطة السياسيين الذين يريدون الان الحصول على عضوية آيسلندا في الأتحاد الاوربي ، فقد أعلن رئيس الحزب الأشتراكي الديمقراطي في أجتماع موسع أنه ليس لآيسلندا نية القتال من أجل الحد من صيد الأسماك الواسعة فــــي
233

المجموعة الاقتصادية الأوربية في المستقبل ، وسوف تخصص حقوق صيد الأسماك كلا ً في منطقته .
قدمت الحكومة الآيسلندية بشكل رسمي الى الحكومة السويدية التي ترأس الأتحاد الاوربي طلبا ً للأنضمام الى الأتحاد الأوربي في شهر تموز / يوليو 2009 ، علق وزير خارجية النرويج يوناس غار ستورا على هذا الطلب ، حيث قال أن النرويج سوف تدرس بدقة نتائج إقدام آيسلندا على تقديم طلب الأنضمام الى الاتحاد الاوربي ، وآثاره على النرويج التي هي ليست عضوا ً في الأتحاد الأوربي و ترتبط بآيسلندا بتعاون وثيق




























234
الفصل الرابع

نتائج اندماج دول الشمال في المؤسسات الاوربية

النتائج الداخلية - التعاون ما بين دول الشمال والاتحاد الاوربي

أثرت قضايا الأتحاد الاوربي على الأجنـــــــــدات السياسية لدول الشمال منذ عام 1990 م بغض النظر عن العـــــلاقة المشتركة مع الأتحاد لأي بلد من بلدان الشمال وهذا لا يتعلق بالحياة السياسية فقط بل هناك العديد من المنظمات المشاركة في هــــذه البلدان ، تعاونت ورغبت بتوسيع مجالات التعاون مع دول المجموعة الأوربية ، لذا، فالمهم أن يكون مستقبل التعاون الشمالي المشـــترك مع المجموعة الأوربية ضروريا ضمن متطلبات المرحلة ، في حين أن حكومات دول الشمال كانت حرة في صياغة سياساــتها الاوربية . كما تريد هي و كما لها في دمج التعاون الشمالي مع قضايا الاتحاد الاوربي .
كان هناك حاجة لدول الشمال على حد سواء كتبادل المعلومات وتنســيق وجهات النظر والتأثير في ما يتعلـق بالمفوضية الأوربية ، وإن هذه الحاجة نشـــــــأت من خلال مفاوضات العضوية ، كما أن الظهور المشترك لدول الشمال في مسألة العضــــوية لا بد أن يقرر قدرة المنطقة لتحقيق أفضل النتائج في المفاوضــــــــــات حيث أنها ستكون قــــــادرة على جعل المزايا السياســــية الداخلية الرئيسة أن

235


تظهر بشكل مشترك وفي هذه الحالة يتــوجب على دول الشمال ضمان تنفيذ السياسة الشمالية والتوفيق بينها وبين سياسة الاتحاد الاوربي .
كان التعاون الشمالي أداة هامة في عمليات التحول الى الاتحــاد الاوربي في أطار أتفاق المنطقة الاقتصادية الاوربية والعضوية فـي الأتحاد الأوربي ، كما أن هــذه كانت تـتعلــق بأعــــادة هيكلية كبيرة لتنفيــــــذها في بنية الــدول الداخلــية كجــزء من عملــية التكيف مع المفوضية الأوربية ، والتي هي من صميم النظام ، وبالنسبة للحالة الأقتصادية والتجـــارية ذات االصلة في التعاون الشمالي فسوف يتم حلها من خلال الأتحاد الأوربي مستقبلا ً . أمـــــا البلدان التي ليست عضوا ً في الأتحاد الأوربي فقد أعتمدت على الأتحاد الأوربي من خـــــــــلال قـنوات المنطقة الأقتصادية الأوربية، كما أن التكامل بين دول الشمال مع أوربا أصبح أســـهل بكثير عما كانت عليه قبل سنوات ، لأن الأراء في دول الشمال لا تختلف مع الآراء الأوربـية.
كان لعضــــــــوية دول الشمال في الأتحاد الأوربي واتفاق المنطقة الأقتصاديـة الأوربية آثار بالغة وعميقة على المجتمع الشمالي وعلى التعاون الشمالي ، فالتقارير التي أعـــــــدها المجلس الشمالي بشأن التعاون بين دول الشمال أثرت بدورها على العلاقات مع الأتحــــاد الأوربي .


236

لقد خلق أنضمام السويد وفنلندا الى الأتحاد الأوربي ، و بقاء النرويج وآيسلندا خارج الأطار الأوربي صعوبات كبيرة في التعاون بين دول الشمال ، فكان صعبا ًعلى الـــدول الشـــمالية التي أنضمت
الى الأتحاد الأوربي الأبتعاد عــن التعــاون مع دول الشـــــمال غير المنظمة الى الأتحاد الأوربي . وقد كان التفاوض والتكيف يتطلبان قدرات كبيرة من التعاون الشمالي ، لأن البلدان العضوة في الأتحاد الأوربي كانت لا تحصل سوى على القليل في علاقاتها في التعاون مع بلدان الشمال .
كانت الأمور تسير نحو الأنقسام بين دول الشـــمال في علاقاتها مع المفوضية الاوربية ، فدول الشمال الأعضاء في الأتحاد الأوربي كانت تريد أن تكون مؤثرة على بلدان الشــــمال غيـر الأعـضاء في الأتحاد من خلال المفوضية الأوربية ، كما إنهـــــا كانت تريد النفوذ وتحصل على الخبرة من خــلال اتـفاق المنطقة الأقتصادية الأوربية دون أن يكون لجيرانها الحق نـفســــه ، لذلك تضاربت المصالح بين دول الشمال الأعضاء في الاتحاد الأوربي والبلدان غير الأعضاء ، وقد حاول كل طرف من هذه الأطراف حشد الدعم لمواقفه من خلال المفوضية الأوربية .
حل الأصول التنظيمية للتعاون بين بلدان الشمال بد أ بطرق مختلفة ، حيث شــــــــــرع مع المؤسسات المـــوجودة ، وهذا يعني الأستشارية الشمالية وأستشارية وزراء دول الشمال ، كذلك بالنسبة لمحاولة التكيف مع الهـــياكل التنظيمية ومتطلباتهــــــــا ، فلا بد من الأهتمام بمتطلبات مؤثرة ومحاولات ترمي الى تطوير هياكل جديدة
237

لدول الشمال والتي يتم تفصيلها لتلبية الأحتياجات المستقبلية.
على الدوام كانت هناك ميزة في الهيكلية القائمة ، وهـــــذا يبدو أكثر وضوحا ً لأولئك الذين يعملون مع التعاون بين بلدان الشمال اذ
أن الحوار كان يجري حول التعديـــــلات التنظيمية بدلا ً من إعادة التنظيم الكامل للتعاون . كما أنه يمكن ضمان الأستمرارية في البناء والأجراءات التأسيسة المألوفة والاقتراحات حول أنشاء تنظيمي جديد وفق المتطلبات الجديدة . وهنا ستجتمع أعتراضات قوية من الذين يؤمنون بالتعاون مع بلدان الشمال الأوربي ، ومن ثم سيؤدي ذلك حتما ً الى صراعات لا لزوم لها .
وقد شرع المجلس الأستشاري ومجلس وزراء دول الشمال في تنفيذ مشروع يهدف الى تكييف المنظــــات مع التحديات الاوربية الجديدة ، كما أدى ذلك الى بعض التغييرات بعد التعديلات التقنية ، وبالرغم من صعوبة أحتواء المشاكل وتفاقمها فإن عملية التكيف كانت جارية . وكانت هناك أقتراحات أخرى لتعاون بلدان الشمال لأيجاد الحلول التي تعتمد على الهياكل القائمة .
أظهرت الرسوم والبيانات وجود هيكل تنظيمي جديد يلي الملامح الرئيســــــــــــية للنظام الموجود الى جانب مندوبين يتم تعيينهم من البرلمانات الوطنية ،لكن التخطيط كان مختلفا ً من نواح عديدة من حيث الشكل المـــــــوجود . وقد أقترح في الأستعاضة عن المجلس الأستشاري الشمالي بمنظمة شمالية جديدة (البرلمان الشمالي) التي كانت تعمل في مجموعات متعاونة وأشكال مختلفة ، وقد ضمن هذا ضمن توفيرالمـــرونة في التعامــــل بـيـن بلـــدان الشمال مع العالم
238

الخارجي .
كان أعضاء الهيئة البرلمانية الجديدة ( البرلمان الشمالي ) معينين من قبل البرلمانات بشـــكل مختلف عما كان عليه مجلس الجمعية ا
لأوربية والجمعية الأقليمية الــــذي اسـتـمد أعـضاءه من أوربا ومن برلمانات الأقاليم الشمالية ، وقد تطلــب عند بـــــــدء برلمانات دول الشمال القيام بالأجراءات حيـــال الأرتباط مع الســــــــوق الاوربية المشتركة ، كما تم الأتفاق على أعداد برنامج جديد يحصل الجميع بموجبه على أختبار أوربي يتماشى مع الأسواق الدانماركية ، وقد أدت اعادة التنظيم الى أنشاء لجان أقليمية في البرلمانات الى جانب المسؤولية في التعاون بين بلدان الشمال .
وكان الخيار الثاني هو تعيين لجنـــــة أقليمية لجلســـــــات البرلمان الشمالي ، وهذا ما حدث فيما بعد حصل أندماج في التعاون الشمالي مع التعاون الأوربي تجاه الاتحــاد الأوربي من خــــــــلال النموذج الأوربي ، وقد كانت الآثار الجانبية الرئيسة تتلخص بامكانية العودة الى التعاون بين بلدان الشمال لأن اللجان الأوربية هـي الأكثر جذبا ً في البرلمانات ، أما المجالس الأوربية فتتولى دورا ً مـــــركزيا ً في القضايا الأقتصادية . وأن التجمع الاوربي مقرر السياســة الأوربية كان يحاول تطوير الرغبات الشمالية ضمن القضـــــــــايا الأوربية الأقتصادية .



239

كان ينبغي أن تتألف اللجان الأقليمية في البرلمــــــــــانات من البرلمانيين الذين هم المسؤولون عن التعاون بين بلدان الشمال وأن يكونوا ضمن اللجنة البرلمانية المسؤولة عن القضايا ذات الأبعـــاد الواضحة في مجالات الثقافة والتعليم والأتصالات .. الخ .
إن انشاء الأتصالات التعاونية المثمرة بين بلدان الشــــــــمال على مستوى البرلمانات والمنظمات الشعبية والقطاعات الأخـــــــــرى
ومختلف المصالح يخلق مرونة للبرلمانيين الذين يريدون أن يلعبوا دورا ً لأجل المصالح العليا لــدول الشـــمال وكـــــــذلك لضمان هذه المصالح في أوربا كحصيلة لذلك كله يمكن اســتخلاص هذا التعاون من خلال الأرتباط وليس الأندماج بالتعاون الشمالي .
كانت خطط الحكومات الشمالية تتضمن التعــاون مع وزارات أوربية وتنبع المفاوضات الجارية مع المنطقة الأقتصادية الأوربية ، ويتعين على هذه الوزارات أن تكون وزارات تعــاونية مع تحملها كامل المسؤولية على التعاون الأوربي وبلدان الشمال.








240

علاقات دول الشمال و النتائج المتوقعة للعضوية

كما ذكرنا سابقا ً في البحث أن دول الشمال { الدانمارك ، السويد ، النرويج ، فنلندا وآيسلندا } تعتبر منطقة ذات علــــاقات تاريخية ، ثقافية وسياسية وثيقة مع بعضها البعض . فقد أختيـرت الدانمارك ، السويد وفنلندا لكي يكونوا أعضاء في الأتحاد الاوربي، في حين أن النرويج وآيسلندا{ اللتين قدمتا مؤخرا ً طلب الأنضمام الى الاتحاد الأوربي} لم ينظما اليه ، بل أختارتا شكلا ً آخر من أشكال التعاون من خلال المنطقة الأقتصادية الأوربية . خلاصته الأبقـــــــاء على أستمرارعلاقات التعاون بين دول الشمال الأعضاء وغير الأعضاء في الأتحاد الاوربي .
ولكن هل حصلت تغيرات في التعـــــاون بين دول الشــــمال
الأوربي في تنفيذ العمليات السياسية المشتركة ؟ . إن التغيــــرات العالمية على وتيرة متزايدة مما خلقت تحديات جمة لدول الشمـــال على مواصلة التعاون الوثيق مع بعضها البعض .
نعم تغيرت علاقات دول الشــــمال المرتبطة بالاتحاد الأوربي وكذلك الدول المرتبطة بالمنطقة الاقتصادية الأوربية . كانت هناك تطورات على مستوى العديد من البلـــــديات والمقاطعات كما كان للشركات والمؤسسات أرتباطات مع الاتحاد الاوربي الذي ينـشيء السياسات في معظم المناطق ولمعظم المصالح ، لذلك وجد العديد ضرورة التواجد للتأثير على مثل هذه الأموروالمسائل تماشيا مع

241

مصالحهم . كان الصراع حول الأتحاد الأوربي في المقــام الأول نموذجا لمسائل السياسة الخارجـية التي تــؤثر في بلـــــدان الشمال بالمقارنة مع أوربا ، ثم تحولت مسألة الاتحاد الاوربـــي وبسرعة الى مجال السياسة الداخلية مما حدا بجميع المواضيع ذات الصلة والحوارات تترتب على ما هية الآثار على العضوية ومستقبل الأتحاد الاوربي .
تضاعفت صعوبة التنبؤ منذ أن كان دورالأتحــاد الأوربي تحت التحول ، وأمكانية تشــــــكيل دولة فـــدرالية ( أتحادية ) أو التعاون الحكومي الــدولي مع سلطة فوقية . وقد كانت الأمور ضبابية لا أحد يعــرف بالضبط ماذا سيحدث و لم يكـن هناك معيار للصح والخطــأ . كانت عواقب العضوية في الأتحــــــاد الأوربي تعتمد على الرؤى المؤيدة أوالمعارضة للعضوية ، وقد كان تـقـــدم أي طـــــــرف في الحمـــــــلات الأنتخابية على غيره يصطدم بعـقبات دون أن تحقـق الأطـراف الأخرى أهدافها ، فالعضوية في الأتحاد الأوربي على حد سـواء قد تعزز أوتضعف حماية البيئة ، وفي زيــــــــــادة البطالة أو أنخفاضها كما أن العضوية قد تـقـوض من جـــــــــانب حكــــومة الرفاهية وقد توطدها وتقويها من جانب آخر ، وأخيـــرا ً فإنها تؤثر علـــى الدولة القومية ، وقد أكد المؤيدون للعضوية على أن وضع الســـــــلطة الوطنية كان مقوضا ً بالفعل ، واذا كان لا بــــــــد من
أستعادة الديمقــــــراطية فيجب التحـرك والأنـتـقال من القومـية الى هيئة فوق وطنية .

242

مساهمات الجمعية الأوربية

تقدم الجمعية الأوربية في المقام الأول مســـــــاهمات الى دول الشمال لتصميم أوربــــا الجديدة ثـقافيا ً و سياسيا ً ، وتـناقـش تأثير الأتحاد الأوربي والتأثيرات الثقافية المتبادلة بين دول الشمال وباقي الدول الأوربية ، والأجتمـــــاع نفسه يتكون من أجتماع البرلمانات الأوربية المنتخبة . وكان مفـتـرضا ً لبرلمانات دول الشمال وضع خطط مماثلة لنطاق السوق الدانمـــاركية إذا أريد لها أن تعيد تنظيم عملها و الأتفاق مع المنطقة الأقتصادية الأوربية .
كان لأعادة تنظــيم العمـــل في البرلمـــان الفنلندي ، الآيسلندي ، النرويجي والسـويدي الذي شق طريقه من خلال الأتفاقيات العديدة التي تتضمن القضايا القانونية أن تجعل السـوق الأقتصادية الأوربية الحرة ( الأفتا) هي من يتولى مكان المفوضـية الأوربية،كما أنه وفي
وقت لاحـــق فإن البــرلمانات نظــرت في المقتـــرحأـات لأستكمال وتوسيع نطاق اتفاق المنطقة الأقتصادية الأوربية . وهـنا يكـــــــون لقواعد المنطقة الأقتصادية الأوربية أســـبقية علـى القوانيين الوطنية عندما تكون هناك نزاعات بين الأطـــــراف . حيث أنه من الصعب التخيل أن في هذه العملية شيئا ً جديدا ً لا مـن حيث النوع ولا الكم .
أما الأقتراحات حـول هيكل الحكومات فقد كان من الصعب مناقشة مستقبل التعـــــاون الحكـــومي لبلـــدان الشمال من دون ربــط هذه الحوارات بالمفوضية الأوربية ، لأن تعاون الحكومة سيتخذ يالتأكيد

243

شكلا ً مختلفا ً إذا ما أنضمت كل هذه البلدان الى الأتحاد الأوربــي ، كان ينبغي على التعاون الاوربي أن يتميز بما تتيميز به الأستشارية الوزارية في الأتحـاد الأوربي .
عندما أنشأ مجلس وزراء بلدان الشمال عام 1971م - 1972 م أســـتخدمت ألأستشارية الوزارية للأتحاد الأوربي باعتبارها النظام النموذجي مما جعل الأمر ســـهلا ً لأضافة بنود أضافية من مخطط الأتحاد الأوربي. أضف الى ذلك تغير نظــام الرئاسة بالتناوب بين البلدان الأعضاء كل ستة أشهر ، فقد كان هيكل اللجان والترتيب مع الأمين العام الذي لديه موقف يســــمح له بمواصلة الحوار مع رئيس اللجنة الأوربية .
الأنشقاقات في دول الشمال والأنضمــــام الى الأتحاد الأوربي والعلاقات مع المنطقة الاقتصادية الاوربية كـنوع مــن الأرتباط مع الأتحاد الأوربي ، خلقت أسسا ً غيــــــر جيدة للتعـــاون الشمالي من الجانب الحكومي وكانت الخيارات صـــــــــعبة ، لان لدول الشمال
توجهــــــات مختلفة في سياساتها تجاه الأتحاد الأوربي ، وقد كان طبيعيا ً أن تنضــم هذه الدول (دول الشمال ) الى الأتحاد الاوربي أو تنظم علاقاتها مـــــــــــن خلال المنطقة الأقتصادية الأوربية ،إلا أن ترتيبات دول الشمال الجديدة عقدت المفاوضات مع الأتحاد ألأوربي وحددت حرية التفاوض .



244

تاثيرات أندماج دول الشمال والاتحاد الاوربي

ساهم دمج الدول الأعضاء في الأتحاد الأوربي بتـــحد متزايد للحكـومات والادارات الوطنية ، من خلال النظرة القومية والوطنية لعمليات صـنع القــرار وبالتالي التعرض لكيفية فهم القوى الاوربية المؤثرة على الأدارات الوطنية إلا أن التميــيز بين السياسة والأدارة أصبح أقل منذ عام 1994 عـما كان عــلـيه فـي الســـــابق ، وكذلك التأثيرعلى التعاملات في الأتحاد الاوربـي ، كما صــار من الممكن للعلاقة بين السياسة والموضوعـــات تعـطيـل أسـتـراتيجيات وطنية وأنماط العمل .
توسع الأتحاد الأوربي له تأثير على دول الشـــــمال جـميعا ً ، فالنرويج مثلا ً تعاني بالفعل من هذا التوسع الذي له عــواقب في المنطقة ، كالضغط على ســــــوق العمل في دولة نفطية وأستغلال الفرص كسوق عمل حر للخدمة في الأتحاد الأوربي وكـــــــــذلك في المنطقة الأقتصادية الأوربية .
أحدث توســـــع الأتحاد الأوربي والمنطقة الأقتصادية الأوربية تغــــــيرات كبيرة في سوق العمل الأوربي ، حيث تم تسريح أعداد هائلة من العمال في دول الأتحــــاد الأوربي الجـــديدة ذات الأجور المنخفضة ، وهذه الدول ليست بعيدة على دول الشـــمال الاوربي ، فوصول العمال من هذه الدول الى سوق العمل النــــــرويجي كان سهلا ً أو أصبح سهلا ً لا سيما حرية حركة الأشخــاص والخدمات

245

التي لها عوائق كبيرة في النرويج ، منها أغــراق الأسواق الشمالية بالعمال ،الذي أدى الى مخاطر أجتماعية ، وفي هذا المجال أعتمدت النرويــج على قواعد الأنــتــقالة التي تعــني أن العمـال القادمين من الدول الأعضاء في الأتحاد الأوربـي يجب أن يحصلواعلى تصريح عمل للعمل في النرويج . وهنا يمكن التأكد من أن أجــــــور العمال القادمين من البلدان ذات العضوية الجــديدة في الاتحاد الأوربي أقل بكثير من أجور العمال في بلدان الشمال وكذلك الأســــعار فهي أقل أيضا .
من الجدير بالذكر أن توفير الخدمات للمواطنين في السوق المشتركة في الأتحاد الأوربي والمنطقة الأقتصادية الأوربية يسير على قدم المساواة بين القادمين والسكان المحليين . وغالبا ً ما تكون هناك منافسة عادلة للحصول على عقود عمل في هذه البلدان الغنية { دول الشمال} ، والشركات في هذه الدول ولا يخفى انها تبحث عن عمال بأجورأقل مما كانوا عليه سابقا ً ***
{ قــــدم أعـداد كبيرة من العمال البولونيين والرومان و الكثير من دول اوربا الشرقية المنظمة تحت مظلة الأتحاد الاوربي ومن روسيا أيضا ً هؤلاء دخـلوا سـاحـة المنافـسة في العمل وتـنافســـــــــوا مع النرويجيين في عقر دارهم للعمل بأجور زهيدة جدا ً لليوم الواحد وهي قد لا تعادل أجرة عمل ساعة واحدة للعمال النرويجيين , فأن أجرة عامل البناء النرويجي لا تقل عن خمسمائة كرون نرويجـــــي للساعة الواحدة ، بينما لا تزيد أجرة العامل البولوني المــــاهر مائة

246

كرون للساعة الواحدة ، بل في أحيان كان يعمل بأقل من هذا الأجر . وهذا بدوره خلق العديد من المشاكل الأقتصادية والأجتمـــاعية بل وحتى السياسية }
كانت الشــــركات في دول الشمال ولفترة طويلة تمنح أجورا ً عاليه لعمالها ومنتسبيـها بسبب الحالة التنافسية الصعبة التي شهدت نوعا ً من الضغط و التوسـع في الأتحاد الأوربي ، لـذا دأبت على الأنتقال الى بلدان ذات أجور وتكاليف متدنية . وقد كان سوق العمل النرويجي ضيقا ً نسبيا ً وبحاجة دائمة الى اليد العاملة في العديد من القطاعات الصناعية والأستثمار في قطاع البناء والصناعة .
تأثرت دول الشــــــمال بالأتفاقيات التي وقعت بين دول الأتحاد الأوربي كاتفاقية الشـنـغـن لألغــاء جوازات السفر وتأشيرة الدخول لهذه الدول ، ومعـــروف أن دول الشمال كانت ترتـبـط فيمــا بينها بشكل وثيق بعضها ببعض تاريخيا ً وثقافيا ً ولغويا ً لحوالي أربعين عاما ً و كانت الجــــوازات ووثائق الســفـر مشتركة ، وعندما أراد السويد والدانمارك وفنلندا المشاركة في تعاون شنغن ، خلقت هذه
الفكرة ريبة حول مستقل أتحاد جــوازات السفر لدول الشمال . وقد نوقشت المسألة من قبل رؤساء الوزراء في دول الشمال في أجتماع لهم في ريكافيك عاصمة آيسلندا عام 1995 م ، اتفقوا خلاله على أن خدمة جوازات السفر الشمالية جيدة مع النرويج وآيسلندا في التعاون مع الشنغن ، فوقعت النرويج الاتفـاقية في 19 ديسمبر/كانون الأول من عـــــام 1996 م وتمت الموافـقة عليها من قبل البــــرلمان في 9

247

يونيو/ تموز من عام 1997 م .
في حين كانت دول الشـنغـن تـتـفاوض مع النرويج وآيسلندا حـــول تطورات الأوضاع داخل الأتحاد الأوربي حيث تم دمج الشنغن مع الاتحاد الاوربي من خلال اتفاق كان قد جـــــرى بين قادة الأتحاد . وقد كان جوهر أتفاق شنغن هو الغاء الضوابط المفــــــروضة على الأشخاص على الحدود الداخلية ، كما يمكن الأكتفاء بأظهــار هوية صالحة في مناسبات معينة . أما القادمون من دول من خــارج دول التعاون الشنغن فيكفي أن يظهروا تصاريح الدخول والمستمسكات في أول دولة ثم التنقل بحرية داخل حدود هذه الدول ، وبخصوص اللاجئين فهناك تعاون بين دول الشنغن لتبادل المعلومـــــات وبين السلطات المختصة حول مقدمي اللجوء فيمكن التعرف عليهم من خلال البصمات وتعميمها على دول الشنغن .
كما تأثرت دول الشمال بالسياسة الزراعية للأتحاد الأوربي من خلال تنفيذ السياسة المشتركة بين الدول الشمالية التي أصـــــــبحت عضوا ً في الأتحاد الأوربي ، وحصلـــــت كل من هذه البلدان على حصة (الكوتا ) ومساعدات من الاتحاد الاوربي للمناطق الزراعية
الفقيرة أو قليلة الأنتاج وهناك مساعدات للتربية الحيوانية أضف الى ذلك ما قدمته دول الشمال داخليا من مساعدات ودعم للزراعة وتربية الحيوانات ، فالســــويد مثلا ً قدمت مساعدات الى المناطق الشمالية ، بعد أن حصلت على الدعم من الأتحاد الأوربي بعد عام 1996 م ، أما فنلندا فقد حصلت على الدعم والمساعدات بعد أن تم

248

رفض الطلب الفنلندي بالاندمــاج التدريجي ، وقد قدمت الحكومة الفنلندية مساعدات الى الفلاحيـن في المناطق الفقيرة بعد الاندماج الى الاتحاد الاوربي . في حين ظلت النرويج خــــارج الســــرب الشمالي ولم تنضم الى الأتحاد الاوربي ، لكنها أستطاعت أن ترتب علاقاتهــــــــــــا مع الاتحاد الاوربي من خلال المنطقة الاقتصادية الاوربية ، الا أن الـــزراعة كانت خــــــارج نطاق التعامل في هذه العلاقات .








-----------------------------------------------------------------------
*تحتاج النرويج الى الكوادر الوسطية في القطاع الصحي ، بسبب زيادة أعداد كبار العمر في دور الصحة ودور العجزة ، وبحســــب الدراسات لإن نسبة عالية من كبار الســــن ســـــوف تســــــجل في الاحصاءات القادمة مما تؤثر على قطاع الخدمات الصحية بحسب معهد الدراسات الصحية .

249

الأطر الجديدة لدول الشمال

كانت دول الشمال مشـــــــروعا ً سياسيا ً واضحا ً ، حيث كسبت العوامل شيئا ً من التعاون حول ما إذا كان النظام الجديد في أوربا قد خذل أو عزز التقارب بين المصالح في بلدان الشمال كمتجمع ثقافي من دون تغيـير وكمـــا كـانت عليه أثناء الحــرب الباردة . هذا وقد برزت عوامل جديدة من خلال التعاون في دول بحر البلطيق التي كانت تهيمن عليها المفوضية الأوربية ، فقد كان ينظر لدول الشمال اثناء الحرب الباردة دون الدول الاقليمية في أوربا ولكن في النظام الجديد أصبحت جزء ا ً من الدول الاقليمية .
أختفت التكتلات والأنقســـــــامات بحلول عام 1980 م ، كما أختفى الكثير من متطلبات الحرب بعـــد مشاريع دول الشمال ، في البداية غادر العديد من المراقبين بسبب كثافة المــــواجهة بين القوى الكبرى وبذلك أصبحت دول الشمال منطقة عازلة بين الكتل والقوى العظمى ، وقد كانت مسألة بلدان الشمال على وشـــك أن تصبح أقل من منطقة عازلة بين الكتل وأكثر من منطقة رمادية من التنافس بين الدول العظمى ، هذه المسألة لا تزال ذات صلة لكــــــن مع ذلك لم تدرج بشكل جدي على جدول الأعمال السياسية رغـــم أنهيار الكتلة السوفيتية في خريف 1989 م وانهيار الأتحاد الســــــوفيتـي في عام 1991 م . يؤطــر النظـام الأوربي الجـــــديد ما سيحدث للمشروع الشمالي ، حيث أن مضمون المشروع يتلخص بضرورة المشـاركة المستمرة للدول المختلفة وقدرة المنطقة علـى عملية المسح والتكامل
250

الأوربي ، الى حد وجود مناطق فرعية في شمال أوربا وفي جميع المشاريع الشمالية أوالأبعاد المنظورة الأخرى . ومع ذلك فإن بناء المنطقة لا بد أن يركز على مجمـــــوعة من المشاريع التي يجري التنافس عليها ، ومكانها في النقاشات السياسية ، لأن الأطر الجديدة للنظام الأوربي الجديد تحدد الى حـــد كبير كيفية تحول بناء الأقاليم الشمالية لألمانيا وغــرب روسيا. يمكـــــن للمرء أن يصور النظام الأوربي الجــــديد كـنظام ثلاثي الابعاد ، الى الغرب يـقـــع الاتحاد الأوربي القطب السياسي والأقتصادي ، كما أن الحكـومات التي تقع على الحدود الشـــــــــرقـية من الأتحاد الأوربي { أوريا الشرقية } والجمهوريات السوفيـتـية الســــابقة الغربـية توجهـــت نحو الأتحاد الأوربي ،وقد أصبحت مجموعة من الدول في الجنوب أعتبارا ً من تركيا الى الشمال (النرويج) ، منطقة عــــازلة بين الأتحاد الأوربي وروسيا في الشرق بسبب نـفــوذ الأتحاد الأوربي بشكل عام والمانيا بشكل خاص . هذا الموقف الأوربي ليس جــــديدا ً تاريخيا ً ، حيث كان التقسيم الأوربي دوما ً الى جانب أوربـــا الغــــــربية والمنطقة الوسطى وأوربا الشرقية ، وأن مــركز الثقل السياسي والأقتصادي كان يقع في القسم الغربي من أوربا .
كانت هناك أختلافات كبيرة يمكـــــــن أن يطلق عليها بالتمايز السياسي والأقتصادي ، حيث يقع المركز السياسي والأقتصادي في القارة تاريخيــــا ً في الغرب ، وقــد كان العمـــود الفــقري لمدينتي أمستردام والبندقية أبـتـداء من الشمال وحتى الجنوب منـذ العـصور

251

اوسـطى ، وكانت أهمـيـته في التركيز على تشكيل الدول والحياة
الأقتصادية في جميع االمجــالات في اوربا الغربية ، كما كان نقطة الأنطلاق لأكثر الظـــواهرالسياســـية و الاقتصادية المهيمنة ، ومن الامثلة على ذلك الثورة الفرنسية والثـــــــورة الصناعية . أمــــا من المنظور التاريخي فهويسلط الضــــوء على الوضـع في جمهوريات الأتحاد السـوفيتي السابق القريبة من دول الشمال ، أوكرانيا مثلا ًلم تكن تنتمي الى المناطق الروســـــية إلا بعد الحرب العالمية الثانية ، فقد كانت لغاية 1939 م تابعة لبولونيا والمنطقة الوســــطى . كذلك دول البلطيق كانت هي الأخرى تابعة للمنطقة الوســــطى ، وخلال حكم الأمبراطورية الروسية ومن ثم الحكم السوفيتي كان الأقتصاد أكثر تقدما ً من باقي المناطق الروسية. فبرزت الخصائص الروسية كـقـوة أوربية عظمى من الناحيـتيـن الكمـية والعسكرية على أسـاس أنعدام الأمن الأقتصادي والسياسي ، وهذا ما تميـــــــزت به الحقبة السوفيتية أيضا ً.
نشأ العديد من الدول في أوربا في المنطقة الوسطى بعد الحرب العالمية الأولى وترسخت التحالفات العسكرية وتدخلـــت في تشكيل دول أخرى اكثر مرونة . فدول حلف وارشــو( وارسـو ) في أوربا الوسطى في البلقان ويوغسلافيا ، فنلندا ، البانيا والنمسا كذلك دول الحلف الأطلسي النرويج وتركيا بالأضــــافة الى العديد من الدول ما بين المجموعة الأوربية والأتحاد السوفيتي السابق في حين كانت كل من السويد وسويسرا مستقرتين في السياســـــة الخارجية ولم تتأثرا

252

في الأحداث وهذا ما أتضح من خلال تقديم طلب الأنضمام من قبل السويد الى ألأتحاد الأوربي والرغبة السويسرية في الألتماس .
ظلت ديناميكية التعاون بين بلدان الشمال تبحث عن واقع الحياة إلا أن أضفاء الطابع المؤسساتي الذي حدث قد جاء نتيجة لتصـــورات النخب حول البيئة الخارجية ، كما يكمن توسع تطور التفكير في أن بلدان الشمال هي الأفضل تجهيزا ًنتيجة للظروف الخــارجية . وأن التعاون المتماسك والمؤســــساتي يجعل من بلدان الشمال قادرة في البقاء على قيد الحياة في ظل الظروف الخارجية الجديدة . وفي تقرير لمديري بحوث السلام لبلدان الشمال تم التأكيد على البناء المؤسسـاتي لــذا كان ولا بــد من أنشــاء الأطــار المؤسـســـاتي قبل الأنضمام الى الأتحاد الأوربي . كانت معارضة الــــــــــرأي للحقبة الجديدة في السياسة الدولية بين مرحلة ما بعـد العـصري والحـــداثة ، يقـــول بـيرتــي جونيمي PERTTI JONNIMI إن أضفــــاء الطابع المؤســـــساتي يعود لسياسيتنا الحديثة ، كما أن التركيز على مستوى الدولة والسياســـة الأمنية في سياسة الدفاع ايضا ً يعود لهذه السياسة . كان من المفارقات أن دول الشـــــــــمال على الرغم من أن السياسة الأمنية تتطور بشكل سيء في التعاون بين بلدان الشــمال ، لأرتباط ذلك بقوة الى النقاش حول اليقين من أنه ستكون هناك صعوبة على الحفاظ على المنطقة في النظام الأوربي الجديد.



243

السلطات الشمالية والحركة الشمالية الجديدة

كان هناك تغيرات جوهرية في تركيبة وشكل الحكومات منذ عام 1990 م ، وذلك مع انـتهـاء الحــرب الباردة ، وكانت على ما يبدو راديكالية بين القوى الكبرى . أضافــة الى كونهـــا حاصلة في الغرب والجنوب الشرقي وهو ما آلت اليه التغيرات ، وقـــد حصل ذلك في عهد دول الشمال الفرعي ، كما أن المسلسل الهـرمي كان في حالة تغيير متوازن ، وكانت تتمييز مع البيئة الخارجية من قبل مراكز جديدة ومع أمكانات المؤسسات الوطنية وأمور الحكـــومة .
كان لأتحاد المانيا الغربية والشرقية تأثير كبير في تشــــكيل مركز للقوة والسيطرة على التغييرات ، وأن مبدأ الفائدة كان يعني تعزيز القوى الكبرى الثلاث { المانيا ، السوفيت، والولايــــــــات المتحدة الأمريكية } في الجنوب بغـض النــظـر عـــن المؤسسات الأوربية في المستقبل ومصالح دول الشمال ،ونتيجة لقوة الاقتصاد الألماني والأوربي فقد تمكنت من جذب مصالح دول الشمال من خلال الطاقة و المشاركة السياسية في منطقة بحر البلطيق رغــم الموقف الروسي في بحر البلطيق .
أما بالنسبة لتأمين أمدادات الطاقة والأقتصاد فقد أعتبر من النقاط العصبية ، لذا فإن المانيا ارتبطت بشكل وثيق بمناطق الطاقة التي طـــــــــرحتها دول الشمال ، أما القوى الأوربية الأخرى فبامكانها الحصول على الطاقة من مناطق بحر المتوسط ، ولكـــن الأرتباط

254

بممول واحد أو مركز تمويل واحد خارج الحدود الدولية قد ينطوي
على قيود كبيرة في التجارة الحــــرة المهيمنة ، لذا فقد رأت بون Bonn أن هناك حاجة الى تنويع أمدادات الطاقة من عدة مصادر مستقلة بعضها عن الآخر.وقد كانت الحاجة الى درجة انهم تحدوا نداءات الولايات المتحدة الأمريكية بعدم دعم تطــوير أنتاج النفط الروسي في عام 1980 . وقد كانت التوقـــــعات في أنتاج الطاقة بامكانات كبيرة في بلدان الشمال (النرويج) وروسيا ، حيث كانت مصدرا ً هاما ً لحياة المســـتهلك الألمــاني ، وكــان بالأمـــــــكان استتخدامهما سوية أو القيام بتعويض بعضها بعضــــــا ً . أما إذا خسرت ألمانيا احد هاذين المصـدرين الخاصين بالطاقة أو كلاهما فسيكون بالتأكيد الاعتماد على الدول الأوربية المجاورة ، فتـظهـر أمريكا في الآفاق عاليا ً من جديد . أصبحت الجغرافية السياســية الجديدة في بحر البلطيق ذات أهمية خــــــاصة لألمانيا ، حيث أن العاصمة السابقة لبروسيا الشرقية اليوم جيب روسي تقع بين ليتوانيا وبولندا دون وجـــــود أي أتصال مباشـــر مع روســيا ، وقــد كان لكوننسبيرج Køningsberg تأثير رمزي كبير على المانيا من حيث العلاقات بين روسيا والبلطيق .
أصبحت مناطـــق بحــر البلطيــق بالغـة الأهمية في كل من روسيا وألمانيا وسـط أوربا ، وبالتالي للنظام الأوربي بشكل عام ، وقد كان من الصعب العـثـورعلى أوجه الشبه تاريخيــــــا ً بصلات مشابهه للحالة الراهنة ، فالدول الأوربية ألعظمى هي الأقـوى منذ

255

عام 1871 م وحتى عام 1914 م، وفي محفل القوى الأوربية كانت امام المانيا معضـــلة الدانمارك ، لأن الأمبراطورية الروسية كانت
تود السيطرة على بحر البلطيـــــق وبولندا ومناطق اخرى من بحر البلطيق لذلك فقد أنخفض دور المانــــيا في منطقة بحر البلطيق كما حدث مع الــروس ، كما أن الاراضي الـــروسية لم تكن آنذاك سوى بضعة كيلومترات محــــــــدودة على رأس خليج فنلندا وكونيجسبير وجيب من بولنـــــدا وليتوانيــا ، وهنا يمكن للمـــرء أن لا يبتعد عن الافتراضات التي من جملـتها ان يكون هناك أهتمامـــات كبيرة في المستقبل لبحر البلطيق .كان التسلسل الهرمي الجديد ينطـــوي على آفاق جديدة للقوى التقليدية في الشـــمال وبحر البلطيق ، حيث مكن الأنسحاب الروسي من زيادة النشاط الســويدي في منطقة البلطيق ، وقد أعلن رئيس وزراء السويد أن لديهــم مصالح في منطقة البلطيق وفي منطقة بسكوف Pskov في روســــــــــيا . وبالمقابل تم تجديد الطموحات في كوبنهاغن نحـــو البلطيق في وقـت مبكــــر من عام 1990 م أثناء الأضطرابات التي وقعت في دول البلطــيق التي هي تحت السيطرة السوفيتية . وقد كانت العضوية في حلــف الشمال الأطلسي وفي الأتحاد الأوربي سـندا لعدم التعرض للخطر السوفيتي مما حدا بالسياسـة الخارجية الدانماركية بتناول دبلوماسية أستفزازية لغرض الأعتراف باستقلال دول البلطيق .
كانت طـــــريقة أستغلال التنافس من الفرص الجديدة ، حيث يمكن تحديد المنافسة الدانماركية – السويدية ، ففي اســـــتوكهولم تم

256

التركيز على وجود مباشرمن خلال التعاون المكثف بين الســــويد و ودول البلطيق الجديدة وجاء في المقام الاول من التعاون مع كل من أستونيا ولاتفيا، وقد كان في كوبنهاغن الغلبة للتوجه التجـــــــــاري
وتوقعات القدرة على الأستفادة ، ومع ذلك فقد كانت هناك أمكانية تأمين المصالح المشتركة في منع اية دولة ثالثة كـــروسيا مثلا ً أو المانيا كل على حدة أو معا ًلتحقيق الهيمنة ، وهذا بحد ذاته يمكن أن يثبت أيضا ً أن يكون في المستقبل لصالح االموقف البولندي .
بانخفاض المواجهة مع روسيا فقدت دول الشمال الكثير من أهميتها الأســــــــتراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية . وصار هناك أهتمام بالـــغ في نظــم الرصــــد و كثـير مـن الأهـتمـــــــــــام بجرينلاند GRÆØNLAND وشــــــمال النرويج ، إلا أنه كان مـن الممكن أيضا ً من عــــدم العمل في الحماية الأستراتيجية الأمريكية . كما أن المصالح الأمريكية في شمال أوربـــا سيتم تنيظمها مستقبلاً أستنادا ً الى عوامل أخرى كأحتمال وقوع مواجهة عسكرية مع روســيا. قد تكون هذه العوامل مهمة جدا ً ولكن من الصعب التنازل أو التضحية بالأبعاد ذات الصلة .
وكأكبر أسطول في العالم من الطاقة أصبح من المهم للولايات المتحدة الأمريكية تسليط الضوء على أن لا تكون هناك ســــــواحل مغلقة في محيطات العالم وهذا ما تريده البحرية الأمريكية لأستمرار أجــراء المناورات البحــرية بإنتظام في بحـــر البلطيق مستقبلا ً مع رسالة موجهه الى كل الحكومات على سواحل بحر البلطيق .

257

وقد أعتبر بحر البلطيق في خط الســــواحل المتميزة نسبيا ً حيث يمكن وبسهولة أن تحقق العوامل المحلية الهيمنة الأقليمية ، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تحــــــــاول الحـفاظ على بحر بارنـتس لتجنب التعرضات أو الهيمنة الروســية . كما أن الطاقة الأنتاجــــية
لكبيرة في المناطق شديدة الأهـمية تــزيد من النفوذ والســــــيطرة والدور الأمريكي باعتباره القوة العظمى الوحيدة في المنطقة سواء للحفاظ على موقف الســلطات أو الدبلوماســية لاســـباب أقتصادية ومصالح ذاتية بما فيها أســعارالطاقــة وقد كان دورالأسـتـراتيجية الأمريكية خلال فترة الحرب الباردة السيطرة على الأنتاج الأجمالي لدول المواجهة بعد أكتسبه الشـــرعية كقوة . أما بعد انتهــاء الحرب الباردة فإن التحكم نفسه كان في الواجهة كوسيلة للدبلوماسية الجديدة بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في الحـــرب ذاتها وبالتالي يمكن التوقع أن تكون مصالــــح القوة البحــــرية للولايــات المتحدة الأمريكية ورغبتها بالأستمرار في نشاطاتها أينما توجد حقول النفط الكبيرة التي تــــؤدي الى اســتـفادة في الولايات المتحدة في السياسة الدانماركية والنرويجية .
إن أستمرار النفـوذ في منطـقة بحر البلطيق جــــاء لرغبة واشنطن بأجراء حوار مـــع الســـويد كونها أكبــر الدول الشــمالية بل الدولة المركزية واللاعب الأساسي في المنطقة .
أما نفوذ روســـيا في دول الشمال فقد كان سلبيا ًوكانت هناك مخــاوف من قبل الجمـيع لما قــد يحصل من أنهـيــــار تام للأقتصاد وللحياة الأجتماعية في المحيط الروسي . حيث لم يعــد لــروســـــيا
258

القدرة على التأثـيــر على دول الشمال عـن طــريق الحــد من بعض المشاركــات الرســمية ، ألا أنه ومن خــــلال منطقة بارنتس عادت العادات الشمالية من جديد ولكــــن بثوب مغــايـــر ، في هذا الوضع السياسي الوطني في البلاد كانت الأزمـــــــــة الأقتصادية والمشاكل
الهائلة في أعقاب تفكك الأتحاد الســـوفيتي الذي أدى الى أن تكون روسيا غير قادرة في أسـتمرارهــــــا في النشاط السياسي وصناعة القرار في اوربا الشمالية ، ولكن ذلك يجب أن لا يقلل من الفرص المتاحة لهم للتأثير غير المباشر اذا ما تحالفت من جديد .

النظام الأوربي الجديد وسياسة ما بعد الحرب الباردة

كانت فكرة الصراع والأمن والتهديد خلال فترة الحرب الباردة بسيطة جــدا ً تتميز بالقطبية الثنائية منهجيا ً وأيدلوجيا ً ، وكمصدر أساسي للآخرين وبشكل غير مباشر بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفـيتي والمشـاكل ذات الصلة ، لقد كانت المواجهه بين الشرق والغــــــرب الحد الفاصل ، وكان النظام الدولي يحمل طابع الصراع فيما يتعلق بالجهات المركزية السياسية والأقتصادية . في صياغة البيان الختامي لمؤتمـــــر قمة الأمن والتعاون الذي عقد في باريس خريف عام 1990 م بــــدت وجهات النظر واضحة خاصة في منطقة دول المؤتمــر المعنية فقد كان يفهم من السياسة الدولية كسوق أقتصادية أو نـشر حقوق الأنسان .

259


















----------------------------------------------------------
* بحر بارنتس في شمال النرويج حاولت روسيا استغلال البحر بل السيطرة على مواردها وقد سبق لنا ان اوضحنا الموضوع بالتفصيل في الفصل الثاني من البحث.

260

العامة وهذا ما أدى الى أن يصبح المؤتمر جزءا ً من منظمة الأمم المتحدة كمنظمة أقليمية مع أتخاـــذ التدابير لتنفيذ بنود ميثاق الأمم المتحدة إلا أن هذا المنظورعـــــدل بسبب الأحداث في أوربا في السنوات الأخيرة .
غيرإنتهاء الصراع بين الشرق والغرب بطبيعة الحال السياســـة الأمنية ونمط المؤســـسات وبالتحديد نطاق التحالف العســـكري بعد أضمحـــلال الهيمنة السوفيتية التي كان يسيطر عليهـــا الجيش وحل محلها بنــاء جديد يرتبط بالتعاون مع حلف الشمال الأطلسي ، أمـــا التعاون الشمالي والشراكة من أجل السلام فكانا ضمانا ً لأستـــمرار نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية والنفوذ الروسي في أوربا.
كان تمييز الحالة المؤسساتية فــي أوربا كمحاولة شاملة لتحويـل نظام التحالفات في الحرب البــاردة الى نظام أقوى للأمن الجماعـي المختلف أختلافا كبيرا ً لجميع العوامل الفاعلة بما في ذلك في بلدان الشمال ، وقد كان اللجــــــوء الى التحالفات العسكرية أو التحوطات ضد النتائج السلبية لأي نزاع مسلح نمطا ً من أنماط السياسة الأمنية والدفاع والدبلوماسية السياسية وتكـــــون مهمته ذات صلة من حيث المشاركة والأهتمام في الحفاظ على نظــام الأمن الجماعي الجديد ، وهذا ما أكده القائد العسكري ياكوب (يعقوب) بوريسين JACOB BORRESEN * حين قال أن السلام من تحديات السياسة الأمنية، لذلك شدد على ضبابية نظام الدول من دون خط واضـــح للصـراع وأن تحالفها ذات طابع عسكري هو ظاهرة ســياســية تنطــوي على

261

عدم المساواة في توزيع السلطة بين المشـاركين مع نوايا ومصالـح مختلفة وهذا التفاوت يعطي هيمنة دبلوماسية داخلية ومنافـسة قيادية.
كانت التوجهات السياسية الدبلوماسية في دول الشمال تعكس مصالح جيوسياسية وأمنية متفاوتة اثناء الحرب الباردة . وبالنسبة للسويد وفنلندا فإن في مقامهما الأول كان الأمر يدور حول الأبتعاد عن سياسة الحياد والأنضمام الى تحالف أمني وسياسي ، ففي السويد مثلا ً كان التحالف نتيجة لطلب الأتحاد الأوربي وفق ما جاء في معاهدة ماسترخت ، كما أن الأمر في كوبنهاكن وأوسلو كان له منحى آخر لأن البلدين عضوان في حلف الشمال الأطلسي ، حيث كانت التساؤلات حول مستقبل حلف الناتو وماهية البديل ، أما الأهتمامات المشتركة لدول الشمال فقد كانت تدور حول مصالحها و أستراجيتها بالنسبة لروسيا الدولة العظمى خارج أتحاد غرب اوربا و حلف الشمال الأطلسي .
--------------------------------------------------------------
*ياكوب بوريسين – عسكري بحري نرويجي – قائد في البحرية ، شغل مناصب عديدة كقائد سفينة ، وسكرتير عام لوزير الدفاع ، رئيس العمليات العسكرية والتدريبات كما كان مديراً عاما ً للطواريء وادارة الاعمال في يوغسلافيا ، أنهى خدمته العسكرية في 1998 – 2000 م . تخرج ياكوب من كلية الحرب البحرية ، درس الاركان والدفاع ، ودرس في كلية حلف الناتو عام 1989 م ، كما كان زميل المعهد النرويجي للشؤون الدولية في 1983 م – 1985 م
262

الترابط مع نظام ذات هيمنة كالأتحـــاد الأوربي وبمشـــاركة دول أوربا الغربية وبعض دول الشمال يقدم على الارجح دبلوماسية أقليمية فيما يتعلق بالدول غير المشاركة ، كما أن مشــــــاركة جميع بلدان الشمال في نفس النظام سيكون لها تأثيرات مختلفة داخل بلدان الشمال .

التاثيرات على واقع الاتحاد الاوربي

السلطة والديمقراطية و الرفاهية الاجتماعية في بلدان الشمال

كان لأنضمام دول الشمال الى الأتحاد الأوربي تأثير واضح في تطــــور السياسة الأجتمـــاعية في كل من الدول المنضمة الى الأتحاد وفي داخــل الأتحاد ، فـقد بــدأ كل مـن الســـويد وفنلندا منذ سنوات بنظام الرعاية الاجتماعية على خلـفيــــة توافــق الاراء بين الشركاء من النواحي الأقتصادية والأجتماعية وانخفاض مستويات البطالة . فالعمال من خلال عضوية النقابات العماليـــــة وممارسة النفوذ في المجالات الهامة للشراكة والسياسات الأقتصادية الوطنية ونتائجها ظلوا على أعلى مستويات أستفتاء الضرائب داخل منطقة منظمة التعاون والتنمية ، ونظرا ً لسرعة التغيير الأجتمـــــــاعي والأقتصادي والسياسي لا سيما البطالة في عام 1990 م .


263

لقد واجه النموذج الشمالي تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة ، حيث وضعت هذه التطورات بلدان الشمال تحت ضغط شــــــديد
للتكيف التـقـليدي و بشكل ناجح منذ فـتـرة طـــــــويلة في السياسات الأجتماعية وقد كانت سياسة الأتحاد الأوربي بحكــــم الضرورة أقل تطورا ً من الدول الأعضاء فرادى وسوية بالنسبة للأعضـــاء الجدد في الأتحاد من دول الشمال . كما أن سياسة العمل الأجتماعي كانت تتركز على انتقال العمالة وتقديم الخدمات الصحية لهم .
دخلــت الســويد وفنلندا فـي الأتحـاد الأوربـي فـي وقــت التغيير السريع الذي طرأ على الظروف المحلية الخاصة واعـــــــادة تركيز الأتحاد الأوربي للسياسة الاجتماعية ، وقد كان لدول الشـمال تـقاليد اجتماعية متطورة على الرغم من الضغوط و الألتزام القوي للحفاظ على المعايير الأجتماعية العالية سواء في مسالة الرعاية الاجتماعية أو حقوق العمال .
كانت بلدان الشمال ومنذ عقود تعمل على دولة الرفاهية الأجتماعية في معظم دولها قياسا ً للمعاييرالعالمية للمعيشة حتى وقت مبكر من عام 1990 م . يوم كانت مستويات البطالة في أدنى لمعـــــدلات في المنطقة الأقتصادية الأوربية ، كما كان نظام الرعاية الأجتمــــاعية عاما ً وشاملاً ويستند على الأســــتـفادة من التأهيل وعلى الأقامة أو المواطنة وليس على المشـــــاركة في قوة العمل أووسائل الأختبار . وقد كان قبول نظام الرعــاية الأجتماعية لجميع الفئات الأجتماعية ، كما كانت الفوائد تؤثر نسبيا ًعلى أعادة التوزيع وبالتالي فإن القطاع

263

العام كان قد لعب من حيث فرص العمل والأنفاق دورا ًكبيرا ً في بلدان الشمال من مكان لآخـررغم تعرضها للكثير من الضغوطات .
كانت دول الشمال أكثر نجاحا ً في الحفاظ على السلام والصناعات وتحقيق مستويات عـــــالية من العمل في الأتحاد الأوربي عموما ً ، وقد حققت ذلك من خــــــــلال السماح للدول على أن تكون محدودة التأثيرإلا أنها ظلت مشــاركة فيما بينها خاصة بما يتعلق بالصناعة . ونتيجة للأتفاقيات الأساــسية بين أرباب العمل والنقابات العمالية في وقت سـابق فقد برز نظام الشركات من قبل الحكومة التي أعتمدت منهج التوافــق والتعاون بين المنظات المـــــركزية والدولة من مال ورأســـــمال والعمل مما أسفرت نتائجها عن علاقات صناعية حرة نسبيا ً وتخلو من الصـــراع وكان مفتــاحا ً للأتـفــاق الأجتمـــــاعي والأقتصادي على الرغم من أن الأتفاق الأساســــــــي كان قد تطور على مر السنين وأجريت عليه التعديـــــــــلات كبيرة كانت قد بذلت لتشغيله ، إلا أن التقليد الشمالي للعلاقات الصناعية المركزية ما زال قويا ً .







264

السلطات في بلدان الشمال والقوى المحيطة

كانت بلدان الشمال على درجة محدودة من المفاهيم المشتركة للأستمرار في المزيد من العمل في مؤسسة نظام الاتحاد الأوربي الجديد ، وما يمكن الأشارة اليه في هذا المجـــال سقوط جدار برلين وتوحيد المانيا ، لقد حاولت دول الشمال بشكل منفصل على تحقيق أفضل وضع ممكن فيما يتعلق بامكاناتها فيما سيكون عليه النظام الأوربي الجديد .
أظهر التاريخ والى حد كبير أن المصالح الحيوية الأساســـية على المحك وأن بلدان الشمال أرتبطت مع الخارج بأشكال مختلفة ، كما أن التحدث عن التجــــــزئة النسبـية للأفـكار المثالية وعلى التعاون الطبيعي كان من ضمن تلك المسارات أيضاً إلا أن المســار الأكثر ترجيحا ً للعمل يتخلص بمتابعة بلدان الشمال مصالحها المركزية بشكل خاص كما أن هناك فروقا ً ودلالات أحصائية في أولــويات دبلوماسية دول الشمال في المؤسسات الأوربــية على أساس سواء من حيث الحجم والقوة التجارية والمصلح السياسية وعلى الاهـداف الأستراتيجية . أماالأختلافات في التحالفات فقد استهدفت الأحتياجات التي تســـتـند على السياسة الأوربية وعلى احتياجات النظام الفرعي في الشمال لتكون لها نفس النتيجة .
لعبت السويد من جــــــــــديد دورا ً كبيرا ً في المنطقة خاصة في التجارة الحرة في منطقة بحـــر البلطيق ، ونظرا ً للأهمية المتزايدة

265

للتجارة الحرة في بحر البلطيق كان للســويد ثقل اقتصادي وسياسي وعسكري . وقد بدأت الدبلوماســـية في منطقة بحر البلطيق بشكل مبكر مع وجود اتفاقات للتمثيل والمساعدة بين السويد و بولندا ودول البلطيق لاحقا ً .
كانت الجهود الرامية الى أنشاء وكالة تعاون جديدة في منطقة بحر البلطيق شــمال أوربا ، كما أنه ومن خــــلال الوعي المتزايد حول الأمكانات السويدية المحتملة ، ومن خــــلال عضوية الأتحاد الأوربي أصبحت السويد عاملا ً رئيسيا ً في شـــــــمال أوربا وفي الوضع الأوربي العام ، وقد كان نمط التوازن الجيـــوسياسي نوعا ً
من الشفافية الدبلوماسية الهامة حيث منح أكبــــــر قــدر ممكن من الحرية التجارية الأوربية للسويد . وكان الطلـب الفنلندي للأنضمام الى الأتحاد الأوربي أكـثـر وضــوحــا ً من الأنضمــــــــام ، فكانت التعاقدات الفـنـلـنـديـة من خـــــــلال معاهدة VSB* كما أن الحدود الفنلندية الروسية الطويلة جعلت الوضع السويدي مختــلفا ً. سياسيا ً فإن العضوية في الأتحاد الأوربي لم تتحرك إلا بعد ذلك بكـثيــر في الحدود الفنلندية ، مما أدخلت مسألة البلطيق والقضايا الروسية على جدول أعمال الأتحاد الأوربي بوصفهــــــا الحدود للأتحاد الأوربي والتي يمكن أن تكون مشكلة أذا كان الوضع في المنطقة السوفياتية الســـــــابقة أكثر سوءا ً، وبالتالي فإن فنلندا عند أستقرار الوضــــع في بحر البلطيق وروسيا تكون قادرة على أستئناف التجارة التقليدية وتكون بمثابة وسيط في سوق أوربا الوسطى والغربية . أما بالنسبة

266

للغرب فإن فنلندا في مثل هذه الحالة يمــــــــكن أن تجمع رأس المال كعامـل توازن مقارنة مع الثقل السويدي والألماني في معاملاتها في المنطقة .
ظهرت في ألمانيا في عام 1990 م المشكلة الألمانية القديمة التي لم تخل من أوجه التشابة مع فترة عام 1864 م . والدانمارك تعتبر النهاية الشمالية للحدود الألمانية ، منضمة الى كيان سياسي كما أنه من دون تحالفاــــــت دانماركية مستقرة التي توفر النفوذ ، ويؤدي الى إعادة تنظيم للسياسـة الدانماركية في الأتحاد الأوربي، وقد كانت كوبنهاغن منعطفا ً لزيادة التكامل معــــــــاهدة التعاون والصداقة بين فنلندا والاتحاد الســـوفيتي عقدت في عام 1948 م
السياسي والاقتصادي . لكن التغيرات خلقت مشاكل ســريعة فيما يتعلق بالرأي العام الدانماركي مما أدت الى أضعاف راس المــال السياسي الدانماركي في بروكسل . وقد عرض الأقتصاد للوضــع الجديد فرصا ً كبيرة . كانت أهمية الجغرافية السياسـية للحـــرب الباردة في أوريسوند و بيلتنه Øresund og Beltene
في بحر البلطيق ضمن أطار النظام الجـــــــديد تحـــولت الى فوائد أقتصادية جغرافية منحت الدانمارك وزنا ً كبيرا في المنطقة ، وهذا ادى بالتالي الى صراع الاهتمات السويدية الدانماركية . أما النرويج فقد كافحت بعد الحرب العالمية لإيجاــد مكان لها في النظام الأوربي المتغير ، لقد كان الوضع في حالة تحول ســــريع ، حاولت النرويح التحول الى قوة أطلية قوية لتصبح أصغـر دولة أوربية قوية وغنية .

267

تطوير الأســـتـراتيجية الجغـرافية ونظـــــام أدارة الموارد في شمال المحيط الأطلسي ، البحر النــــــرويجي والبحر المنجمد الشمالي لها تأثـيـر على موقـف النرويج في النظام الأوربي ، هـــــــذه المناطق تحتوي على أكبر الأمكانات للطاقة والثروة السمكية في أوربا ، كما أن الحدود مع روسيا والمحيط الاطلسي جعلت من النرويج جســدا ً تعبيريا ً بين الأنظمة الثلاث – روسيا ، الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الأوربي .
كان لأنسحاب روسيا من بحــــر البلـــــطيق والتنمية الضعيفة والاتصالات المكثفة بين الشرق والغــرب اثــر على زيادة التبادل التجاري بين سيبيريا ، وسط روسيا فـي الســـــوق الأوربية وفي أسواق أمريكا الشمالية من خلال المياه الصالحة للملاحة { البحر
المتوسط ، بحر النرويج .
وقد حصلت النرويج على دور مماثل في الحدود الشمالية كما كانت الآمال الدانماركية في أوريسند وبيلتنه ، وبذلك تحـــــــولت الأهمية الأستراتيجية الجغرافية الأقتصادية . مما حدا ببروز أفـتراضـــــات حول دور بلدان الشمال بعد الحــــــــرب الباردة وكيفية التعامل مع دبلوماسية النظام الأوربي الجديد قريبة الى كتلة واحدة بشكل واقعي . ولكن ما مدى ما حقـقته بلدان الشــــــمال كل على حده ، لم يتحقق لفنلندا ما كان في جعبة الرغبات ولم يتــم للسويديين التوسع السريع في الأتحاد الأوربي بنشاط .
كما أن التجزؤ النسبي لم يتحول الى مشاكل مباشرة لأنه كان ضمن

268

سلطة القوى الثلاث الكبرى المحيطة بــدول الشمال ولم يتم الكشف عن المشاريع والمصالح فيما يتعلق بالتسلسل الهرمي للنظام الذاتية أو نظام التعاون . عندما يحدث مثل هذا ، يمكن فهم مختلـــف بلدان الشمال من المصالح الذانية في أدق الأمور والملفات الخاصة ، وقد تثبت المصالح البيئية المختلفة مع مراعاة لدور ومكانة دول الشمال في النظام الأوربي الجــــديد ، وهذا يعــتمد علـى كـيفيـة التجلــــي والأسـتبعاد والمشاركة المتواضعة . كما أنه وفي السنوات الأخيرة كان هناك أتجاه عام في المناقـشــــات الشــمالية في التركيــــز على التطورات في القارة الأوربية والمصالح المتغيرة .
كان للولايات المتحدة الامريكية وروسيا مصالح كبيرة في بلدان الشــــمال من خـــــلال ارتباطاتها بأوربا ، كما أن أنتهاء الصراع العسكري بين القطبين المتضادين { الأمريكي – الروســي } همش
دول الشمال في أوربا أقتصاديا ً وفي النظـــــــام الدولي . وواكبت المنطقة الأهمية الأستراتيجية للأقـتـصــاد الأوربي ، ولعبت الجهات السياسة الفاعلة دورا ًمركزيا ً في النظـــــــــــــام العام لنمط التوازن الأقتصادي والسياسي والعسكري . ففي نهاية الحـــــــرب الباردة لم تنج دول الشمال من القوى الكبرى المحيطة بها كمــــا نجت دول أوربا



269
مراجع البحث

الكتب العربية
1- جوزيف ز س ز ناي ز الإبن / ترجمة الدكتور أحمد أمين و مجدي كامل / المنازعات الدولية – مقدمة للنظرية والتاريخ / من منهاج الجامعة الحرة ( كتاب مترجم الى اللغة العربية – من منهاج الجامعة الحرة )
2- الدكتور محمد سعيد الدقاق / أستاذ القانون الدولي المساعد بكلية الحقوق بجامعتي الأسكندرية وبيروت العربية / التنظــــــيم الدولي/ 1981 / الدار الجامعية للطباعة والنشر / بيروت /
الصحف والمواقع الالكترونية العربية
1- شبكة صوت النرويج باللغة العربية / الاخبار / 27/4/2010
2- د- فايز عزالدين / مجلة الفكر السياسي الصادرة في دمشق / العدد 34 والعدد 35 السنة الحادية عشرة صيف وخريف 2009 م / الأدارات الأمريكية ودورها في عملية السلام

270
3- مستجدات ومتغيرات الصراع العربي الصهيوني – المركز العربي للدراسات الأستراتيجية / العدد 36 لسنة 2004
4-محمد غانم / جريدة الشرق الأوسط / الجمعة 20 جمادي الاول من عام 1422 هجرية / الخامس من أغسطس / آب من عام 2001 م – العدد 8291 – القضية الفلسطينية بين تياري الحزب الأشتراكي الحاكم في السويد.
5- عيسى الشعيبي / جريدة الغد / 15/12/2009 / الخميس 28 تشرين الاول 2010 م ، 20 ذو القعدة 1431 هجرية / صفحة فلسطينية من سجلات الدبلوماسية السويدية .
6- 3- أخبار العرب 2009/12/5 / مشروع الاتحاد الاوربي حول تقسيم القدس كما قدمته الرئاسة السويدية .
7- محمد شادي كسكين / شاعر الغرباء الموقع الشخصي للأديب السوري محمد كسكين/ 2010/10/31
8 - ناصر السهلي / فيلي سوندال زعيم حزب الشعب الاشتراكي الدانماركي . مواقف الحكومة الدانماركية غير متوازنة / 2008/3/6 / مجلة الحرية للتقدميين العرب على الانترنت .
9- شبكة العهد للأعلام / الفلسطينيون في الدانمارك / التاريخ والواقع / 2008/11/4
271
10- نضال ابو عريف / موقع الاخبار/ الأحد 1430/10/7 هجرية الموافق 2009/9/27 م / أنطلاق مهرجان فلسطين بكوبنهاكن
11- القدس / الثلاثاء 31 تشرين الثاني 2010 م الدانمارك تدعو أسرائيل الى مزيد من التنازلات على هامش زيارة ليبرمان
12- محمد البديري / الاخبار 31/تشرين الاول / اكتوبر / 2010 / لماذا تناصر المعارضة الدانماركية الجلاد وتلوم الضحايا
13 - ويكبيديا الموسوعة الحرة
14- فالح عبد علي / المتغيرات في العلاقات الدولية في ظل العولمة / بحث دراسي / الجامعة الحرة في هولندا / 2009






272
الكتب والدراسات الأجنبية
1- NILS MORTEN UDGAARD / HÅKAN NILSEN /Norge og Norden i fremtidens eUROPA / Politik og samdunn/Midia Nova Stockholm 1992/Norskutgave for Norge ,Chrschibsteds forlag 1993
2-Peter Sawyer / Historie 101 , eldre historie / historiegrunnlag NTNU / 1997 / universitet pensdum/ pensuntjeneste/ trykk hos Alkop
3- Peter sawyer / The Viking Age and its causes /1997/ universty pensum/ pensumtjeneste / Historiegrunnlag
4-Sverge Bagge og Knut Mykland / Norge i Danske tiden / norskutgaveb / Caplen Akademisk forlag AS /1996 / Trykk Gjøvik trykeri AS


273
5- Norden og nordiske samarbeid i et forandrin / Rarport fra en arbeidsgruppe nedsatt av statssekrtærutvalg for europsutredningen
1992 /utenriksdepertement / Oslo
6- Ingebørg Dolve og Janne Grønningen / Intro / sammfunkunskap voksen opplæring / Trykk PDC /Tangen 2006 opplag 2 /J.W CAPPELENS A/S , OSLO 2005
7-Steiner Imsen / Europa – 1300-1550- / universtetforlag A/S / 1993 / andre opplag / Trykk – HIS / trykk A/S OSLO 1994
8- Terje Emblem og Tore Syversten og Øivind Steirsen / Norge 2 / historie /1850 / j . w . Cappelens A / S OSLO / 1989 /
9- Dag V. Poleszynski og Jon Galtung og Olav M . Benestat / Til Norgr / Til Norden / Til Europa / Til Verden / 1992 / L . W . Cappelens forlag / Trykt A S . Joh,Nordahls Trykeri 1992
274
10-Steiner Imsen / Europa – 1300-1550- / universtetforlag A/S / 1993 / andre opplag / trykk – HIS / trykk A/S OSLO 1994
11 -JOHN LYNG /Fra borgfred ti politisk blåmanding/Erindringer 1968 1971/J.W Coplenforlag a.s 1978 / btrykk hos Norbok , Oslo/ Gjøvok
12- Inger Johanne / Turen går til Island / norsk utgave guider / Reis gide / Askehaud / 1997 / saterdal
13- Olav Fagerlund Knudsen og Bo Huld / norden historie diskuters/ norden i europa : en raport fra de fire nordiske utenrikspolitikske instituttene og univestetet i Ryykjavi : Hilisinki , Københaven,Oslo, Regejavik, Stokholm/jini 1991 /
14- Sverre Jerevel / norden i europa / Notrden i den nye europa / en raport fra Finske , Norske , og Svenske utenriks instutt og universitetet i Rayjavik

275
1991 / prosjekt støtte økonomisk av Norsk Råd og Nordisk Mininster Råd
15- Profisor . Colen Lucas , ballet colleg, Oxford university /Great Britain and the union of Norway and Sweden
16 - Treholt/ Atomvåpen og Usikerhetspolitik /Bidrag fra 27 forfatere /Tiden Norsk forlag 1980 /print in Norweay , Centraltrykkerier 198
17 - Jon Bingen og Rutger Lindahl (red) / Nordiske skjebnevalg ? 1994/ europa programmet /trykk Flach Hurtigtrykk,Oslo
18- LEE MILES / The eropean ursion and the Nordic Conuntries /first puplished 1996 by Routledge/simultanusly puplished in the USA and CANADA / Routledge
19 - Dr. Allex Izymov, Issus of conversion in the Baltik Sea Region / Apossible field of Cooperation with the Nordic Region/ Instute of US and Canada studies,Mosco
276
20 - statminister/Trykk: Tangen Grafisk senter, Drammen 1990 /
24 - Pesonen, Perti, Anderes Todel Jenseen og Mikael Gilljam (1996) upuplisert og foreløpig utakst til innledningskapital for kamparativ bok om folkeavstemningene om EU i Norge ,Sverige og Finland, Januer 1996.; Boken puplisert o løpet av 1996
21 - NTNU / Historie 101 . eldre historie / Historen grunnlag / pensumtjeneste / 1997 /trykk hos Alkop
22- TRULS FROGNER/ Europa pa vei 3/ sosialdemokratiret i Norge , Norden og Europa på 1990 tallet/tiden noskdolag/ A/S trykk Buøvik Trykkeri AS,
23 - TRULS FROGNER/ Europa pa vei 3/ sosialdemokratiret i Norge , Norden og Europa på 1990 tallet/tiden noskdolag/ A/S trykk Buøvik
• Trykkeri AS,1990/
277
24– TOR BJØRKLUND / Hundreår med folkeavstemininger / Norge og Norden 1905 – 2005 / universtitsforlag 2005 / 1- 2007 – 2- 2005 /
25- Sturla Enge Hodal Folkeavstemningenprosjekt / Arbeidenotat nr . |7 . 1996 / Den nordiske folkeavstemningene en komparativ analyse forstemmegivningen og økononmis forventninger til EU – medlemsakap i Sverge, Finland , og Norge/ Hoved oppgave Norges teknisk-naturvitenskaplig Universitet, NTNU Institut for sosiologi og statvitneskap/1996/
26 - Einarsen,Kurt Jonny , /1996 / sosial bakgrunn /politisk skillelinje og
nasjonal karakteristika : tre perspektiver på EU – holdningnende politisk, universtit i Bergen
27 -Lars Mjøset /Europa I Norden /euiropaeisetring av nordisk dsamarbeid /Vesteuropisk og nordisk integerasjon I retterkrigtiden /Trykk og innbinding AiT Enger AS, Otta
278
28 -IVER B. NEUMANN (RED ) Hva skjedde med norden / fra eslvbeviss-thet til rådvillhet /produksjon : T. O Grafisk A.S.spydeberg /trykk : Gjøvik trykkeri A.S 1992
29 -Bjørklund , Tor (1993) : norsk EU -opinion : Velgere og ledere i utakt . I- Bingen , Jon og Rugter Lindahl (red) Nordiske skjebnevalg? Europaprogrammet, Oslo
30 -Bjørklund , Tor (1993), Jon og Rugter Lindahl : norsk EU -opinion : Velgere og ledere i utakt .Bingen1, (red) Nordiske skjebnevalg? Europaprogrammet, Oslo
31- Langholm, svert (1991) / on the Concept of center and periphery/ Jorurnal of peace Research 8 s, 273 278 مرجع اعتمد في
32- Gilljam , Mikael /1996 / Det kluvna Sveirge ? I Mikael Gilljam og søren Holmberg red / ett knappt ja til EU , stokholm i utakt: Norsteds juridis

279
33 - Jenssen , Anders Todal ,Ola Listhaug og per Arnt Petrson (1995) /betydningen av gamle og nye skillelinjeer / i Anders Todal jenssen og Henry V
34 - Pesone , Perti Andres Todal Jenssen og Mikael Gilljam /1996/ Upubliset-1 og forreløpig utkast til innledningskapittel for kompartaiv bok om folkeavstemningene om EU i Norge , Sverige og Finland / Januar 1996
35- Folkeavtemningsproshektet / Arbeidsnotat nr. 19 / 1996 / De nordiske
folkeavstemningene / En komparativ analyse av argumetasjon for stemningen og økonomisk forventninger til EU medlemskap i Sverige , Norge og Finland / Hoved oppgave / NTNU 1996
36- Mill , John Stuart / 1961 / A system of logic Ratiocinative and Inductive 8 . utgave . London : Longmans

280
37 -SJUR SPILDO PRESTEGRAD / JON LØYLAND / notat 1996 22 / landbruk og landsbrukspolitikk i Sverige og Finland eyttrer EU medlemskapen / NILF / norsk institutt for landbruksøkonomisk forskning
38 - BUTLER ,DAVID OG AUSTEIN RANNEY/RED 1994 /Referrendums aroun the word, LONDON :Macmillan
39 - SINUE,KAREN et al. (1992) / Det ble et nei politica
40 - TRUL FROGNER/EUROPAVEIE3 3 /Sosoaldemokratiet i Norge , Norden og i Europa på 1990 Tallet / tidens Norsk Forlag /Trkk : Gjøvik Trykeri A/S 1990 /kapital 4 – side 111- 125
41- SVENSSON PALLE / 1994/ The Danish Yes to mastricht and Edinburgh , The EC Referendum of May 1993 , Sacandinavian political Studies,Vol 17 ,nr.1

281
42 - ETERSEN (1975) ; Borre /1986/,Nilsenn 1992 / og 1993/ samt egne beregninger for 1992 0g 1993 : De regionale opplysninger er baseret på valgstatistikken . 1971 – og 1986 tallene er avvejde
43 - GRØNLUND, OTTO / 1923/ Folkeavstemningen den 23 august 1922 angånde rusdryckførbud / Nordisk statisktisk Tidskrift
44 -1- ANDREN,NILS /1994/ Sverige : Historiske erfaringer og nåærend fronter , 1 sikkerhetspolitiske konsekvenser av norsk, svensk og finsk medlemskap i Den europiske union (EU). OSLO. Nupi – prosjekt 1994
45 - BRUNDTLAND, ARNE OLAV / 1992 / Svenske og finske utenrikspolitisk omvurdering og mulige følger for Norge .Forsker – notat til Europaytredninen – OSLO .
46 - SJUR SPILDO PRESTEGARD / JAN LØYLAND / Landbruk og landbrukspolitikk i Sverige og Finland etter EU melemskapen /
282
NOTAT 1996 : 22 / NILF – norsk institutt for landbruksøkonomisk forsknin
47 - RUN O. /1996/ TAGE ERLANDER 1946 -1969 STOCKHOLM DIDEN
48 - JONNENGÅRD, G / 1995 / Med Gunnar Hedland i politken,Stockholm : L T
49 - ROKKAN, STEIN / 1987 / STAT NASJON, KLASSE , UNIVERS TETFORLAG , OSLO
65- MATTI KLINGE / Bick på Finland historia //1993 / och 1994 oversat til svenske av MYRIKA EKBON / forlagsaktiebolaget Ostav boktryckeri
50 - EMBLEM . SYVERTSEN. STENERRSEN / Norge 2 /norgis historie etter 1850/ cappelens historieverk for den vidregående skole /J.W Cappelens Forlag A.S/1992 stats trykk : centraltrykkeriet Grafisk Service AS,BÆRUM 1992 – Side 63-65

283
51- NARVE BJØRGO , ØYSTEIN RIAN Og ALF KAARVDT / Norsk utenrikspolitikks historie / bind 1 / selvstendighet og union fra middleralderen til 1905 / universitetforlag /1995 /Trykk : Tngen Grafiske Senter A/S, Drammen 1995
52-WYLLER, THOMAS CHR , / 1992 / skal folket bestme ? Folkeavs -temning som politisk proses, OSLO Universitetsforlag
53 - FUGLUM , PER , Brenneinforbrudet i Norge , Trondheim , 1995 / Tapir – SIDE 609 /
54- TOR BJØRKLUND / Hundre år med folkeavstemninger / Norge og Norden 1905/ NORGE OG NORDEN FRA 1905 – 2005 /UNIVERSITETFORLAG –
55- BJØRLUND, TOR (1996 ) The three nordic 1994 Refeerende Concert -ning membeship in the EU , Cooperation and Conflict
56 - ER -ARNE BJER og JAN OVE EKEBERG /Stats Ministeren / makten og mennesket /1996 / Copyright /tiden Norsk Forlag //Trykk og innbinding – norbok a.s, OSLO/Gjøvik
284
57-ANNE ENGER LAHANSTEIN / GRØNN DAME, RØD KULT /Erindringer/Aschehoug/2001/ Aschehoug&co. (w,nygaard),OSLO
/TRYKK/AIT OTTA
58-ANDERS BJARTNES / Dette bør du vite om EF , 1989 /tiden forlag A/S OSLO / ØSTFOLD TRYKKERI A.S ASKIM 1990 –
59-KJELL WERNER ANB / 5/ /5 /2009 / NETAVISEN / Island Et skritt nærmere EU
60 - RAGNER ARNALDS OG HEMING OLAUSSEN / 15/ 4 / 2008 / NATIONEN
61- Bjørn S. Stefansson , forsker ved Demokratisentret ved Reykjavik Akademi og medlem av Det norske vitenskapsakademi/Fredag 7/8/2009
/ Ny rolle for Island i Europa/Nationene
62-SIEGINDE GSTØHL / Relucatant Europeans / Norway/Sweden and Switzerland / In the peocess of
285
Integration / 2002 /published in UNITETD STAT OF AMRRICA IN 2002 BY Lynne Rienner
63 -ODDBJØRN NESJE / JANUAR2007 / EUROPA BEVEGLSE NORDEN ROLLE I DET NYE EUROPA / Rapporten er økoomisk støtte av UD Layaut : Dagfinne sagn
64-SIEGINDE GSTØHL / Relucatant Europeans / Norway/Sweden and Switzerland / In the peocess of Integration / 2002 /published in UNITETD STAT OF AMRRICA IN 2002 BY Lynne Rienner
65-KÅRE PETTER HAGEN og HANS JARLE KIND og OTTAR MÆSTAD / Implikasjon for norsk næringspolitik av sentralutvikling trekk i EU /prosjekt er finasert av nærings – og handelsdepartement / Bergen 2005 /
66-Den europiske union delegasjon til Norge / Schangen avtale /fra / sinsund til Schangen/1997
67-VER NEUMANN (RED) / Hva skjedde med Norden /fra selvstendighet-2 til rådvillet / cappelen forlag – europaprogram 1972/ Trykk – Trykkeri – Gjøvik
286
68-KARI LEMBERG / demokrati i Danmark – i Norge – I Europa med en vision /1997 / Trykk Reproset , Københagen-
69-JANE CORBIN / Den Norske Kanalen / De hemmelige midtøsten forhandlingene /1994 / copyright by Bloomsbury Publishing Limited, London 1994
70 - ODD KARSTEN TVET /Krig diplomat / OSLO – JEERUSLEM 1978-1996 /H.Ascgeaug &CO.(W,NYGAARD) OALO 2005 / PRINT I FINLAND
71- NILS A. BUTENSCHØN / Oslo avtalen - fred på Israels premisser / Gyldendal Norsk forlag – Oslo typografisk a.s Oslo / Trykkeri ; Trondheim Trykkeri
71-BERGER , HELENE FORSLAND / 2005 / Verdebasert og ralpolitisk- 1
72-OLE BERTHELSEN /En Frelser En prest Og En satan /USA NORGE OG IRAK KRIG /
287
Gyldendal Norsk Forlag AS 2005 / august / trykk ; AiT dit AS 2005
73- Svenske utlandiskedepertement /UD /20/3/2003 /وزارة الخارجية السويدية
74- DN .se sånd svenske soldater til Irak
الصحف والمواقع الاجنبية
1-Adressavisen/ nr.95 / uke 17 / Tirsdag 27/4/2010 side 4 - 5
2- Adressavisen / nr.96 /uke17 / Ønsdag 27 / 4/ 2010 / side 20 -21
3- وكالة انباء نوفوستي الرسمية الروسية /26/4/2010 / الاقتصاد استولنبرغ
4 - برامج الاحزاب - من منشورات الاحزاب االسياسية في النرويج
WIESLANDER, H /1994 / polika partes program, 4th.ed,-lund prims

288
75-Wikpedia / Rådgivende folkeavstemning om Norges tilslutning til EU 1994 /en rådgivende folkeavstemning om Norge tilslutning til den europeiske union
76- FINROQ / فينروك / موقع يهتم بالشأن العربي الفنلندي / 2008/10/20 / العلاقات الفنلندية العراقية
78- WEKPIDIA DENE FRI ENCYKLOPEDI / Finland og krigen i IRAK
8- Island støtter amerikanere i Irak til sim herres / منتديات سلزي 2007/2/79- آيسلندا رفضت مساعدة الفلسطينين
80- UTROP. NO NORGE ER IKE NØYTRAL I KRIGEN MOT IRAKK / 2003/4/4
10 - NRK – NYHETER INNRIKS - - HÅVARD GRENNE / NORGE ER GA USA MILITÆRHJELP / 26/20/2004
81- VG – VG DEBATT / VGD . NO / 2008 - حوار واستطلاع في جريدة VG حول تاثير الحرب في العراق على الوضع النرويجي .
289
82- - نداء المفوضية السامية لصالح اللاجئـين العراقيين 11/1/2007 SWISSINFO.CH -
83- Om fattende forskning på frivillig retur / Norwegen Directorate of immigration / 15/11/2010
84- 1- VG avissen / 1/8/2004 –نرويجية واسعة الأنتشار في النرويج صحيفة
85- aftenposten /verden/ 6/12/2010
صحيفة أفتن بوستن من الصحف الكبيرة في النرويج
16 - NORGES KRINGS KASTNINGEN / SERVEISE 8/1/2009
(قناة تلفزيون النرويج الرسمية )
89 - NORGES KRINGS KASTNINGEN / SERVEISE 11/3/2010
( تلفزيون النرويج الرسمية )

290

90- RADIO NEDERLAND WERELDOMROREP
91 - Businiss development throuhg training , trade , quality and micro credt program
- 92-UDI UTLANDIGDIREKTORAT 19//3/2010 OPPLÆRINGSTILBUD TIL IRAKERE SOM HAR RETURNERT











المؤلف
شهاب وهاب رستم

مواليد 1954 -خانقين – أكمل الدراسة الأبتدائية والمتوسطة والثانوية (العلمي) في خانقين، عمل موظفا ً أداريا تحت امرة وزارة الصحة ، التحق بالثورة الكردية عام 1975
حكم عليه بالسجن لمدة عشرة اعوام لاسباب سياسية في عام 1977 مع مجموعة الصقور الحمر في بغداد.






وفي عام 1982 التحق بالثورة الكوردية الجديدة في كوردستان العراق و أشترك في العديد من الملاحم البطولية في كوردستان أصيب بجروح بليغة في السابع والعشرسن من شباط 1988 . في عمليات الانفال . حصل على اللجوء السياسي في النرويج . درس في النرويج فلســـفة التاريخ في جامعة ترومســــو و جامعة تروندهايم و درس القانون والسياسة في الجامعة الحرة في هولندا ، حصل على البكلوريوس في العلوم السياسية ومن ثم الماجستير علوم سياسية / العلاقات الدولية . مستمر في الدراسة للحصول على الدكتوراه في العلوم السياسية .

.





أصدارت للمؤلف
ئه ڵوه ن – قاموس نرويجي – كوردي
الشخير – مجموعة قصص قصيرة
مراحل انضمام دول الشمال
عشرات المقالات السياسية والأجتماعية
شر البلية مجموعة نكات سياسية عراقية














#شهاب_وهاب_رستم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد والسياسة البريطانية
- كرتي الجميلة
- الانتخابات النرويجية
- الحرب العالمية الأولى ومصير الشعب الكوردي


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شهاب وهاب رستم - مراحل انضمام دول الشمال الى الأتحاد الأوربي