الباحثه فاطمه حامد الحصى
الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 14:32
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
يعد التعليم هدف لوصول الاوطان الى غاياتها العلميه وتحقيق التطور العلمى والتكنولوجى فبدون العلم لا تستقم المجتمعات ،وبدون المساعدات العلميه المجانيه قد لايرقى المجتمع اخلاقيا او اجتماعيا أو ثقافيا او اقتصاديا الخ ،،،
ومجانيه التعليم وسيله للاوطان الققيره لنقل ابناءها من حال الجهل الى حال العلم والثقافه والاخلاق .
الا أن هناك من يتهم مجانيه التعليم بإنها السبب وراء ما نلاقيه من فساد أخلاقى ،وذممى ،وتفشى للجريمه والادمان بين الشباب من الطبقات الفقيره !
فهل جنت مجانيه التعليم حقا على الموهوبين من المصريين ؟
وهل فرخت مجانيه التعليم أجيالا من أنصاف المتعلمين والمحسوبين على العلم ؟
سؤال مؤلم وحزين !!!
اذ كيف لمن يطمح الى تعليم أبناءه إن يكون اخر طموحه هو تفريخ تلك النوعيات من البشر التى نواجهها
بين الحين والآخر فى شوارعنا ومجتمعاتنا ؟
فالهدف الاسمى والارقى من تطبيق المجانيه هو نقل المجتمع من حال الجهل وتفشى الظلاميه فى التفكير الى
عصر من التنوير ،والتثقيف ،و الانفتاح على الثقافات الأخرى بأريحيه وصدر رحب !!
فكيف للهدف أن يلتوى ويسير فى الاتجاه المناقض تماما له ؟ وهل السبب هنا يعود الى سياسه المجانيه
وهدفها؟
نظره تاريخيه :
-----------
كان التعليم قبل الثوره قاصرا على القادرين بأستثناء الازهر والكتاتيب التى كانت تعمل على تحفيظ القرآن وتعليم اللغه العربيه ونحز جميعا نذكر رأى طه حسين فى أن التعليم كالماء و الهواء وتم تطبيق مجانية التعليم ما قبل الجامعي قبل قيام ثورة يوليو بعامين ، وفكان موقف طه حسين بعد قيام الثورة،معززاا للمجانيه التى إمتدت لتشمل التعليم الجامعي أيضاً.
مع تولى عبد الناصر قياده الدوله وضع مشروعا قوميا لمصر فقد آمن الرجل بأن بناء دوله قويه يعنى ركيزه تعليميه قويه .
لذا نجده أوكل وزاره المعارف العموميه الى كمال الدين حسين الذى تحولت الوزاره معه الى مسمى آخر هو وزاره التربيه والتعليم.،ودعم عبدالناصر المخصصات الماليه للتعليم وذلك ببناء عددكبير من المدارس الابتدائيه والاعداديه والثانويه لمواكبه الزياده السكانيه .
بل وجعل الزعيم التعليم الجامعى تحت اشرافه وذلك لايمانه بآن طلاب الجامعات هم الوقود المحرك لبناء الدوله ،كما اهتم بالمرحله الثانويه وحرص على تنظيم الكشافه ،،والجواله ،،ومنظمه الشباب لكى يشاركوا بها .،،
وادخل التربيه العسكريه فى المدارس الثانويه بعد هزيمه 67.
بالاضافه الى التوسع فى انشاء مدارس جديده فى القرى الكبرى والمناطق ذات الكثافه العاليه ،،،،كما توسع فى انشاء المدارس الفنيه والصناعيه والتجاريه لتخريج شباب صغير السن يعين فى الجهاز الادارى للدوله او فى مصانع القطاع العام بمجرد تخرجه.
وأكاد أجزم أن فتره عبد الناصر هى فتره نهضه تاريخيه فقد جعل التعليم محورا لسياسات الدوله وتعامل معه كونه قوميا تنمويا .
كرس عبدالناصر مجانيه التعليم بأعتبارأن التعليم أحد عوامل العداله الاجتماعيه ،،،،وحرص على تعليم النساء وقضى على فكره التمييز بين الرجل والمرأه ،،وخير مثال على ذلك أن احدى بناته اللاتى دخلتا الجامعه فى حياته هى الاكثر بحثا وتنقيبا فى تاريخ والدها بل إن الدكتوره هدى عبد الناصر قد أصدرت حول والدها العديد من الكتب أى أنه الآن يجنى ثمار حرصه على تعليم المرأه بلا تمييز .
وقد تم الربط فى السياسه التعليميه بالمرحله الناصريه بين التعليم والتطوير وسجلت أعلى نسبه إلتحاق بكليات الهندسه فى عهده .
لقد مكن عبد الناصر الطبقات الفقيره من دخول التعليم ،،،،ونظم بعثات خارجيه للأطباء والمهندسين وهذا مانلمحه فى الجيل الذى خرج الينا من علماء ومثقفيين جهابذه !و ما يشد الانتباه أن كل من نجده يعمل بهمه ونشاط واتقان وحب لهذ البلد تجده من الجيل الذى تربى على السياسه التعليميه للفتره الناصريه
تلفت حولك وستجد ما أقوله حقيقه وليس خيال !!ا !!
.
هذا هو ماهدفت اليه المجانيه ،حيث تعد هى المكتشف لامكانيات كل فرد والموجه ،فالجميع بلا استثناء له الحق فى التعليم ،وعلى الدوله منح الجميع هذا الحق ،وما على الفرد او الاسره التى ترعاه سوى الاهتمام بصقل ماتعلمه ودفعه فى الاتجاه الذى يحلم به .
وهكذا فأننى أرى فى المجانيه ضروره للفقراء والمحتاجين ،فهى المصباح او الكاشف للجواهر التى باعماق النفس البشريه ،وهى المؤشر على استعدادهم الابداعى والعلمى .وقد حققت هدفها الحقيقى باتاحه الفرص للفقراء وابناءهم بالتعليم بل وحققت الهدف الخفى من كشف مواهب علميه وادبيه وفنيه الى اخره .
فلماذا نلصق بها الآن كل الاتهامات من كونها السبب وراء انتاج جيل من أنصاف المتعلمين الى آخر قائمه الاتهامات ،ان السبب الحقيقى يكمن فى أن المجتمع المصرى يعانى مشكله تفريغ أى مشروع قومى من محتواه ومضمونه!
فماذا تنتظرون من مشروع مشوه الا ان ينتج متعلم مشوه !
،اننا فى الحقيقه متخصصون فى تفريغ كل قيمه بناءه من مضمونها مع الابقاء على الهيكل العام لها ولست أدرى سببا لذلك اللهم الا أن تكون عمليه ممنهجه لاسقاط الدوله وايقاع المجتمع فى غياهب ظلمات الجهل والفقر والتأخر التكنولوجى الخ الخ....لذا فالمجانيه بريئه مما تلصقونه بها !..
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟