أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود البصري - الخامس من حزيران ... هزيمة الدجل القومي !















المزيد.....

الخامس من حزيران ... هزيمة الدجل القومي !


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 1221 - 2005 / 6 / 7 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمانية وثلاثون عاما قد مضت من عمر أوسع وأعمق هزيمة عسكرية وحضارية عربية ، تلك هي هزيمة الخامس من حزيران/ يونيو 1967 ، والتي ( دلعها ) كتاب الهزيمة القومية وأسموها ( نكسة )!! وهي التي ظل العالم العربي بأسره أسيرا لتداعياتها ونتائجها حتى اليوم الذي نعيش ! ، فما الذي تحقق على ساحة العمل القومي خلال كل تلك العقود الزمنية الطويلة التي تلاشت ؟ وما الذي أضافته تلك الهزيمة الشنيعة لذاكرة الأمة ولأجيالها التي لم تعايش تلك الهزيمة أو تعش أجوائها وترتهن لشعاراتها ؟ ولكنها رغم ذلك لم تزل تعاني من آثارها حتى اليوم ؟ حتى ليخيل للمرء إن الزمن العربي قد توقفت محطاته عند حافات الهزائم ، لا يفارقه ولا يغادره ! حتى أضحت تلك الهزيمة الشنيعة بكل نتائجها لمجرد فاصلة على السطر، ونقطة البداية لهزائم قومية شاملة أشنع وأشد وأثقل وطأة و أشد هوانا وتراجعا ومصيبة ؟.

في صيف 1967 تهاوت الدعايات الفارغة لأنظمة الإنقلابات العسكرية التي تدثرت بعباءة الفكر القومي لتسحق الأمة من الداخل ، ولتمارس ساديتها الأمنية والإستخبارية على شعوبنا العربية ، فمع أول نذر المواجهة السياسية الممهدة للمواجهة العسكرية تلاشت تلك الأنظمة في لعبة السياسة التي أدارتها بعقلية ( الفتوة والفهلوة والبلطجة )! ، وليست وفق إدارة ستراتيجية وعقلية تدير الصراع السياسي وفقا للإمكانيات المتاحة وبما يخدم تحقق الأهداف الممكنة دون المغامرة بمصالح الشعوب ومستقبل الأجيال وإمكانيات البلد ، ففي قضية إغلاق ( مضايق تيران ) في مايو 1967 أمام السفن الإسرائيلية وكان قرار الحكومة المصرية حينذاك كان واضحا للجميع من أن الحرب واقعة لا محالة ؟ وإن ذلك الطعم الذي إبتلعه نظام عبد الناصر كان المقدمة الموضوعية لتحديد ساعة الصفر القادمة ، كما أن لجوء مصر لسحب قوات الطواريء الدولية من صحراء سيناء والمتواجدة هناك منذ عام 1957 كان يعني بأن خيار الحرب قد أصبح واقعا لا فكاك منه وليس مجرد تهويش إعلامي ! ، ومع ذلك دخل النظام الناصري المصري المعركة حتف أنفه ! وبسلاح وحيد وهو لغة الشعارات الحماسية من ( صوت العرب ) وأخواتها في الصحافة المكتوبة والتي كسبت معركة تدمير وتخريب الأوضاع الداخلية في العديد من البلدان العربية ومنها العراق والسعودية وسوريه ولكنها لم تكسب نقطة واحدة في الصراع ضد إسرائيل!! فشعارات من أمثال :

{ في العقبة قطع رقبة }!، و { يا أهلا بالمعارك .. يا بخت من يشارك .. ونرجع منصورين }؟!،

و { رمي اليهود في البحر }!!! وغيرها من سفسطائيات وأحلام الحقبة الناصرية والتي كانت مجرد بيع كلام للضحك على الذقون ! ، لأن الواقع العربي الداخلي كان مهلهلا في صراعات بنيوية حادة إستهلك الزخم العسكري والسياسي العربي ؟ فجزء رئيس وفاعل من القوات المصرية كانت تمارس أعمالها القتالية في اليمن وجنوب الجزيرة العربية لتقاتل القوات السعودية!

أما أجهزة المخابرات العربية فكانت في حالة إنشغال تامة في تدبير المؤامرات وإدارة ملفات القلاقل بين الدول العربية ، أما القيادات العسكرية العربية فكانت مهلهلة ، وبلا فكر ستراتيجي ، وتدار بعقلية وأسلوب ( الفتوات ) وعمد البلد ! وحيث تحولت القيادة العسكرية المصرية مثلا لتمارس مهامها ( القتالية ) في التهريب وفي إدارة ( كرة القدم )! ومصادرة أراضي الناس من أجل تحقيق ( الإشتراكية العربية الرشيدة )!! وفرض الحراسات ؟ والإنشغال بتعذيب المعارضين في السجون الحربية ؟ ، فيما فضل البعض الآخر اللجوء لعالم الفن والسينما وتنظيم الأفراح والليالي الملاح ! وإستيراد وتوزيع سيارات ( نصر )!! وهي التسمية العربية للسيارة الإيطالية ( فيات)!! ومن خلال الفنانات!! أليس هذا ماكان يحصل وقتها ؟ وهنالك طرفة تروى :{ ففي ليلة الهجوم الإسرائيلي كانت هنالك حفلة ساهرة تقام في إحدى القواعد الجوية المصرية المتقدمة في سيناء وأضطرت إحدى الراقصات لتغيير ملابسها في غرفة القيادة والسيطرة وحيث شاهدت نماذجا للطائرات الحربية وهي مصطفة ومتلاصقة ! فصرخت غريزيا قائلة : الله .. إيه ده . ده موقف تاكسي وإلا إيه ؟ } ... بهذه الهرجلة كانت تدار معارك الأمة التاريخية حسب لغة البيانات.

أما الجيش السوري فكان مشغولا بحملات التطهير العقائدي اليساري الطفولي بعد أن هيمن بعثيو اللجنة العسكرية على السلطة المطلقة منذ آذار/ مارس 1963 ومارسوا سلسلة طويلة من التصفيات الداخلية توجت في شباط / فبراير 1966 والتي أفرغ بموجبها الجيش السوري من قياداته المحترفة القليلة أصلا ، ليسيطر عليها مجموعة من الضباط شبه الأميين قادوا البلد نحو هزيمة كارثية مروعة ومرعبة أفقدتهم هضبة الجولان المحتلة حتى اليوم والتي ضمتها إسرائيل نهائيا لأراضيها عام 1981!! ، ولكن أولئك الضباط إدعوا وقتها بإنهم ونظامهم البعثي الطفولي قد إنتصروا لأن نظامهم لم يسقط ؟؟ رغم إن إسرائيل كانت ولازالت قادرة على إحتلال دمشق في الساعة التي تشاء ؟.. ولكن الوضع الدولي والحليف السوفياتي المنقرض هو من أنقذ الموقف لتسقط الجولان صريعة الإحتلال دون قتال ! وليهرب ( أحمد المير ) قائد الجبهة السورية على صهوة حصانه العربي الأصيل؟؟ وليسلمها وزير الدفاع وقائد الطيران وقتها الراحل حافظ الأسد على طبق بارد للإسرائيليين!!! قبل أن يبتدع بعثيو سوريه فيما بعد نكتة ( التوازن الإستراتيجي ) مع العدو الصهيوني!... ففي حزيران 1967 سقطت آخر أوراق أهل الإنقلابات العسكرية الذين سلموا الراية لإنقلابيين من نمط أتعس وأشد بؤسا ، مارسوا ساديتهم بشعارات لحمتها وسداها ( الرد على هزيمة حزيران )!! ولكن ممارساتهم أثبتت من أنهم جاءوا لتكريس وتعميق نتائج تلك الهزيمة الشنيعة بأغلفة وشعارات الثورية والنضال والكفاح والرد وتصفية آثار العدوان... إلخ ،

وكانت التغييرات الإنقلابية في العراق عام 1968 وفي السودان وليبيا 1969 وبالا على الأمة عبر تسلل أنظمة فاشية وقمعية مارست التخريب القيمي والسلوكي والحضاري الممنهج ليدخل العراق في نفق طويل من المجازر والمؤامرات والمصائب والحروب والمقابر الجماعية إنتهت قبل عامين بالإحتلال الأميركي ومحاولة بناء العراق الجديد على أنقاض الفاشية والخراب ، وليتلاشى نميري السوداني منذ عام 1985 ويترك البلد خرابا مازال الشعب السوداني يدفع ثمنه حتى اليوم ، أما عقيد ليبيا العظمى فقد نزع الغطاء الناصري عن جلد نظامه وتوشح بالملاية الإفريقية الفضفاضة داعيا الأمة العربية للحاق بركاب قبائل ( الهوتو والتوتسي والزولو ) من أجل تطبيق الشعار الجماهيري الخالد : { السود يسود }!!، مدمرا ومستنزفا كل خيرات الشعب الليبي في مغامراته الإستعراضية التي لم تستفد منها سوى دكاكين الإرتزاق الحزبية ومجموعة المهابيل المصفقين لإبداعات العقيد الفكرية الرهيبة!!.

لقد كانت هزيمة حزيران بكل أبعادها وتجلياتها وتداعياتها الفصل الأول لهزائم قومية شاملة قادها البعثيون في العراق والشام،ليتشكل اليوم واقع إقليمي جديد .. إنه التاريخ والمستقبل يتشكل من جديد ... ولكن يظل للخامس من حزيران صداه الأسطوري في الذاكرة الجماعية للأمة العربية .



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة ... و إبتزاز الجماعات الطائفية المتوحشة ؟
- المؤتمر الشعبي اللبناني ... وحكومة العراق العميلة ؟
- تصفية المليشيات .. أم تصفية قانون إجتثاث البعث ؟
- سوريا ... تفكيك دولة المخابرات ؟
- فضيحة إنسانية كبرى! النظام السوري ... حكاية أقدم سجين في الع ...
- الفاشية الدينية في العراق ... سلاح دمار شامل !
- القمة عندي .. وأنا بوهندي ؟ ... أحاديث على هامش القمة الموعو ...
- الدوحة .. لاجئون أم مطاريد ..؟
- قمة (المشمش) العربية ... جامعة في مهب الريح !
- بطانية الصحاف ؟
- حينما يكون الإعلامي .. مناضلا ومبشرا ونذيرا ؟ !
- نعال أبو تحسين ... سنة أولى حرية !
- ربيع الحرية الكردي ... إرهاصات التحرير !
- فرسان العروبة ... يخربون العراق ؟
- عواء (الجزيرة ) .. وأسطورة ذبح الشيعة للسنة في العراق ؟
- حقول الموت العراقية ... وحكاية آخر من يعلم ؟
- الإسلام القذافي ... والكوتشينة الأميركية ! الطيور على أشكاله ...
- مصر والعراق .. من عانى من من ؟
- العراقيون والكويتيون ... ضحايا الجريمة .. ووحدة المأساة ؟
- ياقطر ... لماذا كل هذا الإنبطاح ؟


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود البصري - الخامس من حزيران ... هزيمة الدجل القومي !