أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - الدين والجنون – 10 التجنين – 2














المزيد.....

الدين والجنون – 10 التجنين – 2


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 08:01
المحور: الادب والفن
    



-"فهمتُ الآنَ معنى اليأس من الوصول الى المدينة؟"

-"محظوظ ٌمَنْ يفقد الذاكرة َالقصيرةَ والماضي الطويلَ فإنَّ في الحظ زَيْفَ سعادة ِالأسماكِ وذعرَها المستديمْ

بها الخوفُ جنونٌ يُنضي الجفونَ حملقة ًفيُلغيها فلا تغفو ولا تَغمُضُ العينانِ بل لا تطرِفُ من بؤسِ ما في القلب من رعبٍ قديمٍ قديمْ

لها حَرقة ٌفي الوجودِ وفي الذاكرات آونة ٌ قليلاتٌ وتأريخٌ ضئيلٌ تعُـُبُّ فيهِ الماءَ لاهثةً ًأو سعيدة ً تبدو ولكنْ لا تـُطفئُ الأنهارُ ولا البحارُ فيها جُذوة ًمن غليل

فما يميّز النسيانَ ذاكرة ٌ، وما يميّزُنا عن الأحياءِ بحثٌ في التفاصيل عن دليلٍ للوصول سيَهدينا بمنعطـَفاتِ الطـِّرادِ الى سَواء السبيل!

فبئسَ ما تذكّرْنا أو نسِينا من تواريخ الطرائدِ التي تظلُّ تعدو في دواخلنا وبئسَ العدوُّ وبئسَ الطريدُ وبئسَ الدخيل!

وبئسَ ما في الجنون مما يرتدي من مُسوحِ أو حرير العقلِ المشوّهِ حينَ يدّعي وجودَ ما ليس موجوداً، كذا الدعيُّ والوكيلُ والمُدّعى والأصيل!

فالعيونُ تبحث في العيون فجراً وضحىً أو أصيلاً ثم ليلاً بهيماً عن الصدق في الخَبال أو الحكمةِ المزيّفةِ التي تـَشبَّثُ ظلاً لكل حقيقةٍ صغيرةٍ مؤقتةٍ وُلِدَتْ من بطونِ المستحيل

فمن يدافعُ حدَّ ارتكاب الجرمِ عما يُدرِكُ أو لا يُدرِكُ من وجودِ ما يَرى أو لا يَرى، فلا يُحِسّ ُبالإعصار القريب من رأسه والنهرِ من كفـّهِ أو أنفِهِ كمن نام بحفرةٍ بجُزَيْرةٍ كيف يرى المحيطَـَ البعيدَ أو يعي تلاطمَهُ على ضفاف الأرخبيل؟

فحينَ يصيرُ القتلُ فارساً وحارساً للجنون بكل مكانٍ والموتُ خادمَهُ الأمينَ يكون الخوفُ عدوَّ الحكمة الأولَ الذي ما زال جزءاً من جنوننا المعقول

جنونِ طفولتنا السرِّيِّ والعلنيِّ الذي صار مقدَّساً لأنـّا وُلِدْنا به ثابتاً من سِرِّيَّةِ الحربِ التي تعلنها العيونُ ضد العيونِ كما العقولُ ضد العقول

حربٍ ضد أنفسنا لنَخضعَ للجنون فنـُقنـِعُ أنفسَنا بأنْ ننسى عصيانَنا ضدَّ حروبِ الملوك على الملوك فلن يكونَ في الساحات سوى الحقِّ وعقـْلِنا من قتيل

فينسى العبيدُ والفقراءُ خبزَهم وثورتَهم وننسى اللصوصَ المقامرين الحاكمينَ بأمر الله وأنهم في كل حالٍ قلة ٌمهزومة ٌوفلول

لذا يطولُ النزاعُ على الأرض التي لا يعود أيُّ شبرٍ بها على كرِّ الزمان مُلـْكاً لمعتوهٍ خطيرٍ يَحُدّ لنسلِهِ فيها الحدودَ ببولهِ والعمرَ بسيفهِ والعصرَ من دماءِ الأبرياءِ جيلاً بعد جيل

حينَ نرضى بقسمةِ اللهِ الزمانَ على كل رأسٍ جميلٍ أو عليلٍ، فتموزٌ ونَوْروزٌ للفَراشِ والحُباحِبِ، لكنْ للجنادبِ آبٌ وأيلول

وكلَّ الشهور ِالتي بعدَها أو قبلها للبعوض وللصراصر والذبابِ وهكذا تظل كلُّ أزماننا الأخرى بسنينها وقرونها وعصورها حصة ًللرجل اللئيم أو الدنيء أو الذليلْ

فإنـّا نحاكي قرودَ قارَّتِنا في طعامِنا المسروقِ من الأحياء والفقراءِ والقتلى، كذلك في النموِّ أو الموتِ ووجهةِ الهجراتِ بقاءاً نحو موتٍ في مكانٍ ثابتٍ أو رحيلْ

لذا بقِينا في أماكننا لأنَّ الحدودَ في الهجراتِ مرسومَـــٌة على شجر السفوح أو صخور المنحَدَراتِ وفي سيول التلول

فالحدودُ حيث نحتمي لمّاعة ٌ ببرد المدى العالي من بياض الذرى البعيدة عنا وفي الرمضاءِ أو أعاصير الغبار التي تُحوِّمُ حولنا في الجانب الشرقيِّ أو الغربيِّ من وطنٍ أبداً ظليل

حدودٌ قد لا تنتهي فينا وقد لا تنتهي حتى عند نهاية الأرض لكِنـّا ثبَتنا طويلاً هناك أشجاراً حيث بدأنا من الضفةِ في ذاك المكان الصغير المستطيل عليها كحافتها فالعبورُ أو المُضيُّ ظماً وذبول

فقلنا هنا بعد المسير سننتهي وما جئنا من مكانٍ بعيدٍ لأنا نشأنا من الماءِ ذاكَ فانتهينا هنا وإنْ صار مريراً فلن ننتهي إنـّما مغيبٌ مؤقتٌ واُفول

لن ننتهي إلاّ بالتوقف فينا فـُرادىً لأنّ الموتَ يطارد الضعفاءَ منا كالضواري الجائعاتِ فيُبْقِينا معاً، وإنه لمغفـَّلٌ أو نبيل!

فالمسير سيبقى وقد كان إلى الأمام ِمذ كنا معاً حُفاة ًحتى يكون المرورُ على ألفِ ألفٍ من طوابق الحديد التي تغطي في الختام شوارعَ العرباتِ وآثارَ سيرٍ ثقيل

نحققُ الأحلامَ بزرع كل البَوادي وحتى الصحارى من الشرق الى الغرب ظلالاً وواحاتٍ طوالاً ومرايا وصفوفَ نخيل

نشْتـُلـُها بالطول وبالعرض شموعاً صغاراً مصفـّفة ًعلى سكّرِ كعكةٍ هشةٍ فتغطي تلالَ الرماد التي فوقها خضرةً داكنة ًونورَ أصيل

وكلُّ قناةٍ سوف تنسابُ من الروافد كلِها مدفوعة ًبالحُب تسحبُها إرادة ٌتنمو في قلوب الفسيل

فما الأشياءُ التي نُصِرّ على فهمها حتى قـُبَيلَ الموت إن لم تكن أحلامَنا العذِباتِ أو معنى الحماسة حتى النفس الأخير في تـَحَدٍّ قريبٍ حميم؟

لذا الإصرارُ على حريةٍ حقةٍ كبرى بالدماء تعمّدَتْ، تجلدتْ، تصلدت في الصميم

(لا يعودُ احترامٌ كاذبٌ كاتماً فيها صريحَ احتقارٍ) نـُحرِّقُ الاُرَّمَ فيها لفعل الحق وقول الصدقِ حتى عند أبواب الجحيم!



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والجنون 9 – التجنين 1
- الدين والجنون – 8 – ولادة الأمير الجديد
- الوصايا – مختارات أخرى
- القرية – 81
- صفعة الزعيم عبدالكريم قاسم القاضية – قصة طارق حياوي المباركي ...
- الدين والجنون -7
- كريم - القرية – 80
- السيد حميد مجيد موسى – عائلة كريم خلف ترفض تقاعدكم وترفض ما ...
- كم من ضَحَاكٍ بكى بنوروز – 2
- في اللغة - 5
- الدين والجنون – 6 - المدينة – 4
- الدين والجنون – 5 – المدينة - 3
- حوارات من سِفْر التحدّي البدائي - 2
- ثلاث
- القرية - 79
- في اللغة – 4 – -المادة- و -المال- وأهون الشرين سياسياً
- في اللغة -3- ملاحظات للكتّاب العرب
- مندائيو المهجر – 2 – المفارقات ال-روحانية-
- مندائيو المهجر -1 - هل هم بحاجة الى مجلس -روحاني-؟
- عصر الرصاص 19-22


المزيد.....




- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - الدين والجنون – 10 التجنين – 2