وسام الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 18:48
المحور:
الادب والفن
بينما كنت هائما تائها في حواريها القديمة
سائحا منتشيا في تيهي العظيم
في مدينة بدت خالية
كما لو أن أهلها قد هجروها
بدأت أولى قطرات الشتاء تتساقط
تتساقط بتسارع بطيء
قطرات أطهر من الطهر، أصفا من الصفا
قطرات آثرت السقوط على العلا
آثرت الأرض على السما
تتسابق فيما بينها، تتنافس في بحث حثيث
تبحث عمن قطعت هذه المسافات من أجله
تبحث عمن سقطت لأجله
أمعنت النظر من حولي ..
فأدركت حينها أنه موسم الوضوء
وضوء ياسمين الشام
* * *
وبينما الياسمين يتوضأ، ويسبح تسابيح لا أفقهها
رأيتها تخرج من شرفتها
تطل على حارتها
تتفقد ياسمينها
تغازله، تداعبه، تلامس نداه
اقلقني وجودها في الخارج ...
ناديتها، رجوتها، بالله عليك أن ادخلي
ليس الوقت وقت خروج للشرفات
نظرت إلي وقالت: هون عليك أيها الغريب، لا تقلق
أنا وشامي بخير ..
قلت لها: ليس هذا ما خشيت،
إنما خشيت أن يلتبس الأمر على القطرات،
على أيّ الياسمين تسقط ! ..
#وسام_الربيعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟