ناجي رحيم
الحوار المتمدن-العدد: 1220 - 2005 / 6 / 6 - 08:17
المحور:
الادب والفن
ناجي رحيم
إلى رجاء
1
العالم ُ ينبض ُ
يسامر ُ جلساتي الأليفـة َ
يشرب ُ معي الشاي ويعطـّر ُغرفتي بدم ِ السجائر
الرأسُ يدور
أصابعي لا تقوى على ضم ّ بعضِها
الأبعاد ُ تـتكلّس
في رأسي تنبض ُ الأرضْ
2
الساعاتُ تـئن ّ ُوالقاطرة ُ لا زالت تـنعبْ
صامت ٌوفي زفراتي تومِضُُ المعاني
محطات ٌُ تـتراكض ُ
وأصحاب ُ طيـّبون َ لا زالوا يلوّحون
3
العالم ُ يأتي
لا جدوى أن تغلق َ النافذة
لا جدوى أن تفتح َ الباب
لا جدوى أن تغرز َ أصابعك َ في أذنيك
لا جدوى أن تـتـثاءب َ أو أن تصرخ ْ
إلى غرفتِك َ يأتي العالم ْ
4
ألمس ُ الصفير َ بيدي
وعمق َ تـرقّبّي أن أكون َ حيث ُ أنت ِ
ليس مهما ً أن يكون َ الساحل ُ مُـقفرا ً
والمتوحّد ُ نسى أقدامَه على الرمال
النجمة ُ التي تعرفين لمعتْ عدّة َ مرات ٍ قبل أن تنام
فيضٌ من الهواجس ِ تخطرينْ
إليك ِ عبّأت ُ الجهات ِ
هل أصل ؟
5
أمسك ُ برأسي َ وأرميه خلف المسافة
أمسكُ بالتحديق ِ وهو يتلوّى
أمسك ُ بالوقت ِ
أمسك ُ بألوان ِ الغيم ْ
لكنك ِ تهربين َ يا حاضرة ..
6
وقلت ُ
مباحٌُ نهب ُ الأكفان ِ حينَ الأحياءُ يـتـنابذونَ العيشَ
لكن
كيفَ بنهبِ الأموات ِ وهم يهوونَ لعناق ِ الأبد ْ
قالَ الراحل ُ
وقد ماتَ زاهدا بمفاهيم ِ العيش ِ إذ تـقيّـأ ...
7
في الخََفـْق ِ الذي أسمع ُ
أصيّرُ المطبّات ِ رغيفا لبهجة ِ هذا المكوث ْ
أصـدّع ُ الذهولَ
وألعب ُعلى الذكريات ِ راميا ما يتساقط ُ للعصافير
بنثيث ِ لـُعاب ٍ يلوّثون َ رئتي
يمسكون َ بالهواء ِ الهارب ِ
الشُطـّار ُ في لحْس ِ الكتف ِ والضَحك ِاللزج ِ وأشياء ٍ أخرى
يعلكون َ أفخاذ َ الكلمات ِ ويعطسونَ في حضرة ِ اليوم
الذي أمسك َ برأسِه غضبا ونزعَه على الطاولة
يردّدُ :
كلّ شئ ٍ لُعاب ْ
الوصايا وسلطنة ُ التاريخ ِ الأجوف
قصائد ُ نواح ٍ وأغاني بدو ٍ سمجة
تهاليلُ الجوق ِ والمدافعون َعن حقوق الدولار
كلّ شئ ٍ لُعاب ْ
غير أني أشفق ُ
...
الجدارُ يرتفع ُ
فلأنسحب َ بهدوء ٍ عن المشهد
هولندا 2005
#ناجي_رحيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟