أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد فواز - العدالة العرجاء في دولة -القاضي عدلي-!














المزيد.....

العدالة العرجاء في دولة -القاضي عدلي-!


عماد فواز

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 09:15
المحور: حقوق الانسان
    


يتوهم الطغاة دائما أنهم باقون بقوتهم، وربما يزيد وهمهم ويدعمه في نفوسهم تأييد حفنه من الكتاب والإعلاميين من أصحاب الصوت العالي، فيتمادى الطاغية في طغيانه متجاهلا كل النصائح التي يوجهها إليه المخلصون، وكذلك يؤدي به طرب نفاق المنافقون إلى العمى التام عن مؤشرات انهيار نظامه، كما حدث مع مرسي ومن قبله مبارك.. فانتهوا نهاية مأسوية.

وفي رأيي فإن أهم مؤشرات انهيار النظام الحالي في مصر هو تسييس القضاء، وانحياز العدالة لطرف سياسي على حساب خصومه أو معارضيه.

والمؤسف حقا أن النظام الحالي يجلس على قمته "قاضي" وللمصادفة الغريبة أن اسمه "عدلي".. فبدلا من أن ينحاز للعدل لكونه من رجاله، تجاهل عبث بعض القضاة وتسييسهم، وتركهم يستخدمون منصات القضاء "للتنكيل" بالمعارضين وعلى رأسهم جماعة الإخوان، لصالح النظام الحاكم.

ما اكتبه هذا ليس مجرد تكهنات أو حكم شخصي على النظام الحاكم، وإنما هو رصد لواقع تبرزه أحداث محددة، سوف اسردها في السطور القادمة، بصفتي صحفي متخصص في تغطية الشأن الامنى والقضائي في مصر منذ سنوات ليست بقليلة.

ففي يوم 13 نوفمبر الجاري قرر قاضي التحقيق بالإسكندرية إيداع 4 فتيات بسجن النساء بالقناطر لاتهامهن بالتظاهر ضد نظام الدولة وإحداث شغب بالطريق العام وتكدير السلم العام وزعزعة الاستقرار وتعريض الممتلكات العامة والخاصة للخطر، وسجن القناطر خاص بالسجناء الجنائيين رغم عدم إدانتهم حتى الآن، ورغم أنهم مازلن رهن الحبس الاحتياطي، ولكن الواضح ان القاضي قرر معاقبتهن على انتمائهن لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.

وفي يوم 14 نوفمبر الجاري أصدرت محكمة جنح الجمالية حكم بحبس 12 طالب بجامعة الأزهر 17 عاما لإدانتهم بتخريب الممتلكات العامة – جامعة الأزهر- وتكدير السلم العام، فى واقعة ارتكبت أول الشهر الجاري، اى ان القضية برمتها استغرق التحقيق فيها والإحالة للمحكمة والنظر والحكم 14 يوما فقط.. في سابقة لم تحدث من قبل في مصر، وأيضا هؤلاء الطلاب ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر.

وفي يوم 17 نوفمبر قررت محكمة جنايات المحلة تأجيل محاكمة البرلماني السابق المهندس حمدي الفخراني، وعدد من شباب الثورة إلى جلسة 20 يناير لسنة 2014؛ لحين استكمال باقي أطراف المتهمين، وإخطارهم فى القضية 6279 لسنة 2012، بتهمة ارتكاب وقائع شغب وعنف وحرق مقرات الإخوان، في شهر نوفمبر 2012، اى منذ عام كامل، ولم يتم الانتهاء من نظر القضية حتى الآن، بالرغم من أن الاتهام يشبه اتهام الطلاب الذين حكمت عليهم محكمة الجنح قبل أيام بالحبس 17 عاما، لكن هؤلاء الطلاب منتمين للإخوان، أما الفخراني ومن معه تابعين للنظام الحالي!.

هذه الوقائع الثلاثة تبرز توجه القضاء فى مصر بعد ثورة 30 يونيو، وتؤكد على انحياز القضاء للنظام الحاكم، الذي – للأسف الشديد- يجلس على رأسه "قاضي"، فنجد الحكم الأول بإحالة الفتيات "الاخوانيات" - رغم عدم إدانتهن- إلى سجن النساء بالقناطر بتهمة التظاهر ضد النظام الحاكم، وفى الحكم الثاني تم الحكم على 12 شاب "إخواني" بالسجن 17 عاما خلال 14 يوما لاتهامهم بالتظاهر ضد النظام الحاكم وارتكاب أعمال تخريب، أما القضية الثالثة فقد تم تأجيلها للمرة الثالثة خلال عام ولم يتم حبس المتهمين فيها "التابعين للنظام" ولا حتى استدعاءهم ومازالت القضية منظورة رغم أن المتهمين يواجهون نفس الاتهام وهو التظاهر ضد النظام الحاكم – نظام مرسي- وارتكاب أعمال عنف وتخريب، تماما مثل اتهام الفتيات والشباب الذين تم الزج بهم فى السجون!.

من خلال السرد الموجز الذي أسلفته، أؤكد أن العدالة فى مصر عرجاء، والقانون ليس قانون دولة، ولكنه قانون حاكم يطبقه على خصومة فقط، أما مؤيديه فلهم قانون اخر، وربما لا قانون يسلط عليهم، وهذا مؤشرا واضحا على قرب زوال هذا النظام الظالم المميز لفئة والباطش لفئة حتى ولو كانت معارضة له.

وأؤكد أيضا أن مبارك قد بطش مستغلا عصا الأمن فكسرتها ثورة يناير، وللصدفة كان وزير الداخلية آنذاك لقبه "العادلي" أيضا، ومرسي قد بطش مستغلا عصى "نائب عام خاص" وقضاة مسيسون بالإضافة إلى جماعته وأنصاره فكسرتها ثورة 30 يونيو، وها هو نظام عدلي منصور الرئيس المؤقت "القاضي"،ومن يدير الحكم معه من خلف الستار يبطش مستغلا عصى القضاء المنحاز،وغياب العدالة، فيبدو وكأنه جمع مابين مساوئ نظامي مبارك ومرسي معا، وحتما سوف تنكسر هذه عصى بطشه أمام ثورة قادمة لا محالة.

فالنظام الذي لا يساوي بين مؤيديه ومعارضيه هو نظام يجلس على فوهة بركان، هكذا كان مبارك وهكذا كان مرسي، وهكذا أصبح عدلي منصور ومعاونوه، لكن مصيبة النظام الحالي أنه استغل رسل العدالة أسوأ استغلال، وأدخلهم مستنقع الانحياز بشكل فج فاق سابقيه، فسيس منصات العدالة وجعلها منصات إطلاق أحكام سياسية ضد المعارضين للنظام الذي يعتليه "قاضي"، فهل هناك مأساة اشد من هذه؟!.

اذكر المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت والسادة المستشارين الأجلاء أن دولة الظلم ساعة ودولة العدل كل ساعة، واذكرهم أيضا بالقسم الذي أقسموه للحفاظ على الحق والعدل، واحذرهم من عواقب الظلم وعقاب الشعب حين يثور.. وأنى لأشم ريح الثورة قادمة ضدهم لا محالة.



#عماد_فواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحمة قبل العدل يا قضاة الاسكندرية
- الحكومة المصرية تكشف للسودانية حقيقة مخطط صهيوني لزرع الفتنه ...
- سلطات الأمن المصرية تفرج عن البلطجية لحسم الإنتخابات البرلما ...
- زيادة الإعتصامات والمظاهرات يدفع جنود الشرطة إلى الهرب من ال ...
- 288 ألف معتقل في السجون المصرية.. موقوفين لأجل غير مسمى
- أحمد عز تمرد عليه وصفوت الشريف منعه من حضور مؤتمر السياسات و ...
- تحقيقات -وهمية- مع قيادات الأمن بالقاهرة المتورطين في الإعتد ...
- الشرطة في الدقهلية تحمي البلطجية لأن الضحية فقير..!!
- الإتجار في المخدرات داخل السجون ظاهرة لن تنتهي..!
- أنا بريئ..!
- الأمن يضرب التنظيم السري داخل جماعة الإخوان المسلمين ويعرض ص ...
- التطبيع المصري الإسرائيلي .... تاريخ طويل من المؤامرات والتج ...
- السفير الإسرائيلي الجديد جاء إلى القاهرة لكسر حاجز التطبيع ا ...
- طبيب بن لادن يستمع إلى التسجيل الصوتي الأخير ويؤكد أنه بصحة ...
- تصريحات الفقى رسالة للمعارضة : الرهان على أمريكا لصالحنا
- بعثات ضباط الشرطة المصريين لأمريكا للتدريب على التنصت مستمره ...
- إجراءات مصرية صارمة لمنع تحرش سائقي التاكسي من التحرش بالسائ ...
- الفتيات المصريات يباعون في سوق الدعارة الأردني والأحكام القض ...
- أسعدتموني ولم ترهبوني!
- أسعار تذاكر الهروب من مصر ( أولى وثانية وترسو) حسب حجم السري ...


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد فواز - العدالة العرجاء في دولة -القاضي عدلي-!