أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ناصر تليلي - الياذة رأس المال














المزيد.....

الياذة رأس المال


ناصر تليلي

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 14:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يبدو أن رأس المال المالي بقيادة اباطرة المال قد احكم قبضته على عنق العالم فالمشهد بات واضحا فتسمية الراسمالية المتوحشة هو اقل ما يمكن لتطور قانون البشاعة التعسفي في إستغلال الانسان لاخيه الانسان و للطبيعة ذاك التطور الذي اعطاها شكلا حربائيا متلون ذو قدرة هائلة في فن التمويه استنادا على كل ما أنتجته السماء من أديان و ما انتجته الانسانية من إيديولوجيات و رومنسيات
نعم لقد استطاعت تلك الرأسمالية من أن تلقي بشباكها العنكبوتية على ادق التفاصيل و اقصى الزوايا في هذا العالم انها الاممية الاولى باقتدار و دون منازع على حساب المشهد التمويهي من دعم تفتيت العالم الى امم و قوميات و اثنيات و اديان و ثقافات و ذلك طبقا للحاجة الربحية على مبداء الازدواجية بالمعايير و ادارة الصراعات لخدمة مصالحها
ان التركيبة الفسيفسائية للعالم ليست بالضرورة حالة صراعية اذا كان وعي البشرية نابعا من القيم الانسانية او الالهية التي تدعو لاقامة العدل و المساواة و لا شك بان الفنون و الثقافة والعلوم هي اعتى اسلحتها
لكن اباطرة المال للراسمالية المتوحشة حولتها الى سلعة تشحن بها الفقراء لخوض الحروب المقدسة او الثورية فهم يتاجرون بالالهة و الدين و الاثنيات العرقية و فرق كرة القدم و الداء و الدواء بخطة إلهاء جهنمية تجعل جموع المطالبين بالحرية و العدالة يقاتلون بعضهم البعض
هؤلاء الاباطرة للراسمال المتوحش لا يشكلون الا اقلية ضئيلة جدا يقودون منظومة راسمالية شرسة احتضنت كل ما يدب على وجه الكرة الارضية لخدمة اهدافها على حساب مجمل مكونات البشرية من دول و جيوش و احزاب و ثوار و اشباه الثوار
بالطبع ان الكثيرين من من يقراء تلك السطور سوف ينعت و جهة النظر تلك بالسوداوية و العدمية بحيث انها تغفل و تتجنى على المناضلين و الثوار الذين يضحون بحياتهم من اجل عالم افضل و من اجل الدفاع عن المفقرين و الجياع و حماية الطبيعة في هذا العالم و انه لمن المجحف نكران تلك التضحيات و سمو اهدافها
نقول لهم بالطبع لن يموت الحلم من اجل عالم افضل تسوده الحرية و العدالة و المساوة و لكن علينا ان نعترف و بدون مكابرة و بعقلانية بعيدا عن العاطفة السامية بان الكثير منا ينغمس بشكل عاطفي بزج و دفع مفقري العالم و مهمشيه في اتون الصراعات التي هي حاجة و مطلب لتلك الطبقة الرأسمالية التي تدير حرب ابادة منهجية للتخلص من الاعداد الزائدة من البشر الذين لا لزوم لهم و طبعا الى جانب نشرها للأمراض و احتكار الدواء و تخريب الطبيعة و الاخلال بالتوازنات البيئية و من خلال كل ذلك تسوق الى منتجاتها من الاسلحة و لوازمها لنشر الدمار و التي و بشكل عجيب تتحول تلك الطبقة ا لى شركات المقاولة المختصة بإعادة البناء و الاعمار فنرى في المشهد السيمفونية الرائعة ما بين شركات النقل و موردي الاسلحة و شركات التامين و منتجي الادوية و محتكري الاغذية و عصابات التهريب و الجمعيات الخيرية و المتطوعين السذج الخ الخ الى الاحزاب الموالية و المعارضة و بنسب و نوايا مختلفة
يدير اباطرة المال حول العالم من ابراجهم تمويلاتهم و حساب ارباحهم بتناغم في مختلف مراكز القرار العالمي و يتوزعون الادوار لكي تستمر تلك الماكينة الجهنمية للإبادة في نشر الحروب و الامراض و الفقر و الجوع و تدمير الطبيعة بشكل منظم معتمدين على المال و الاعلام للتضليل و نشر الجهل و التمويه
الصراعات ما زالت محتدمة و الفقراء هم و حدهم من يدفع الثمن ان الاغلبية المطلقة ممن يموت جوعا ومرضا على ابواب المستشفيات لقلة الحيلة و ظلما في المعتقلات و ذبحا من المتطرفين او غرقا للبحث عن فرص العيش او في ساحات الوغى او خلال الكوارث الطبيعية هم من الفقراء و ان احصينا عدد ضئيل لا يتجاوز المئات للاثرياء فهم من المغامرين او انتحارا
لنرجع للتاريخ قليلا و بعجالة لقد حرر سبارتكوس العبيد و المحصلة ان القياصرة حكموا روما حتى الرمق الاخير حرر الشيوعيين عمال و مضطهدي دول الاتحاد السوفيتي و لكن طبقة البيروقراطيين اجهضت حلمهم و سلموها لأرباب المال من يحكم الصين الان من حكم الحضارات الانسانية اليسوا اصحاب الكروش و سليل الحسب
انهم اصحاب المال انهم من يحكم العالم الان انهم النسخة الرديئة جدا منهم انهم و حوش البورصة في وول ستريت و هونك كونج و غيرها من البورصات حول العالم انهم الاخوة الكبار
اباطرة الراسمال المال المتوحش يتحكمون في العالم الان انهم يجعلون كل شئ يلعب ضمن قوانينهم و ضمن مجالهم الحيوي انهم يحددون المسارات في الصراعات المحق منها و غير المحق الثوري منها او الديني و كل ذلك لترسيخ عدم المطالبة بالتوزيع العادل للثروة
و ما تلك التنفيسات هنا او هناك الا عمليات تجميل و الهاء و ترقيع لواقع اسود تداس فيه ابسط القيم الانسانية و الانسان نفسه باكثر الاساليب قذارة في فن التضليل و التشويش الاعلامي و الثقافي و بقسوة لا ترى بالعين المجردة باستغلال تجاري و تسليع الايديولوجي الديني و الدنيوي و انتقاء النصوص المقدسة و عير المقدسة و مختارات الايديولوجيا الثورية و تحوليه الى منتجات يقوم بترويجها النخب السياسية و الثقافية التي تتماهى مع اسيادها في منطق الربح و الخسارة المادية و خدمة اهداف ذاتية فردانية و بالطبع اسيادهم من اباطرة المال اصحاب الكروش النهمة على حساب الاغلبية المستغلة و المضطهدة المهمشة و المفقرة
الاسئلة الان و الملحة هو كيفية الخروج من دوامة الرعب تلك كيف نضع حدا لتغول الراسمال المتوحش كيف نخرج من دائرة سطوتهم كيف نخلق مكامن القوة الذاتية الدافعة دون الرضوخ لقوانين اللعبة التي وضعوها كثيرة هي الاسئلة و للحديث بقية اكثر ايلاما و صراحة
ناصر التليلي



#ناصر_تليلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوار خارج القفص الثوري


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ناصر تليلي - الياذة رأس المال