أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الشويلي - نحو محاولة لفهم الأسلام السياسي














المزيد.....

نحو محاولة لفهم الأسلام السياسي


حسين الشويلي

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 10:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يردد البعض مصطلح , الأسلام السياسي , فما المقصود من هذا المصطلح , وهنا نحن بصدد البحث عن مفهوميين منفصليين هما - الأسلام كديانة - وعلم السياسة .
ومن خلال المزج بين الدين وهذا العلم نتج عنه - الأسلام السياسي .
ونبدأ بطرح بعض الأسئلة ونحاول الأجابة عليها لعمل مقاربة لفهم هذا المصطلح الذي تتفاوت مشاعر الناس حوله . وتختلف المفاهيم حول كنهته .
هل الأسلام كديانة جاءت لتفرض أيديولوجيتها على السياسيين ليكون السياسي مؤدلج أسلامياً ؟ أم أنّ السياسي أستغل الأسلام للوصول الى السياسة فيكون سياسي متدين .
هل هو تدين السياسة أم تسيس الدين ليوائم طموحات السياسي للوصول لغاياته من خلال أسلمة خطاباته السياسية لوجوده في مجتمع,, مسلم فيجد نفسه مضطراً الى أستعارة مصطلحات وهيئات أسلامية معينة توحي الى التدين ؟

أيهما المتطفل على الآخر الدين متطفل على السياسة أم السياسة من أختطفت الدين وتطفلت عليه وأرادت أن تهبط بالدين الى مستوياتها دون رفع مستوياتها الى مفاهيم الدين ؟
جاء الدين بصيغتيين - الأمر والنهي - ومن خلال فهم البعض لتلك الأوامر والزواجر يعدّها قيوداً وأغلال تكبل الفرد وتقلل من حرياته , فلماذا يختار السياسي هذا النموذج كمنهج لسياسته ؟ اليس هذا أنتحار سياسي وفشل لأستقطاب الأتباع ؟

وأخيراً هل جاءت نظرية الأسلام مستوفاة لكل مقومات النجاح والأستمرار , بيد أنها الطريق الأوصل للسياسي لبلوغ مآربه ؟ وحين تبناها السياسي ضيّق من رحابة أفقها السمح فجعل دين الناس عبأً عليهم ؟
للأجابة على تلك الأسئلة , يمكن أن نلخصها بعبارة . أنّ الدين جاء ليصنع الأنسان , والأنسان مَن يصنع الحياة بما فيها السياسة . لكن طبيعة السياسي كأنسان أستغل الدين فأنتج مفهوماً مغلوطاً عند الناس حول دمج الدين بالسياسة . فترك النقّاد والناس السياسي وأنتقدوا نظرية الدين في السياسة . وكان الأجدر بهم التفريق بين الدين والسياسي كأنسان . وليس الدين و السياسة كعلم .
وبشئ من التفصيل . جاء الأسلام بالكليات ومهمته هي صنع الأنسان من الداخل , ليجعله عنصر يتحلى بالعلم والفضيلة على حد,, سواء . وليس هنالك من مدرسة أجتماعية تدّعي لنفسها هذه الثنائية , الأخلاق والعلم .


فالعلم دون فضيلة يعد وبالاً على الشعوب لأنه لايملك منظومة من الممنوعات والظوابط , التي بدورها تحدد مهمة العلم في خدمة الأنسان ولسعادته , ومن الصعب تخيّل فضيلة خارج مفهوم الدين لأن تأريخ البشرية حتى أمسنا القريب سيكذبنا . وأما الدين من غير علم هو تكلس لعقل البشرية وجمود وخمول وعدم الأستفادة من ثروات الحياة , ومن جمالها ومتعها المشروعة .
وخطٌأ شائع هو أتهام الدين أو الدول المتدينة ( بالتخلف ) بمفهومه الحضاري العلمي .
فليس من مهام الدين أن يصنع لنا ألةً أو يعبد طريقاً بل هو يصنع الأنسان متكامل أخلاقياً والأنسان من يصنع الألة ويعبد الطريق ويبني الحياة . أن الدين مفاهيم أخلاقية تربوية , والعلم تطبيقات عملية لفهم الأنسان للحياة .

وبما أنّ السياسة علمٌ قائمٌ بذاته , فهو بحاجة الى من يوجه هذا العلم صوب خدمة الأنسان وعدم أستغلاله ونهب ممتلكاته وخيراته وأن لاتجعل السياسة حياة الشعوب تنوء بمشاكلها وحروبها . فتحتاج الى من يقوم على ترشيدها وتهذيبها وكبح جماحها وأن لايترك التحايل وأتخاذ الطرق الملتوية أو أبادة الشعوب خياراً سياسياً ممكناً .
ومن هنا تأتي الحاجة الى الدين كي يكون ذالك المرشد والكابح لهذا العلم . الذي طالما وصف بأوصاف لاتمت للفضيلة بصلة بل الى تفكير الثعالب ! وقفز القرود , وحيلٌ لأصطياد الشعوب المستضعفة !

لكن أي دين ذالك الذي يمنح البشرية سعادتها ويوفر الأمن و الأستقلال دون الوصايا , والرفاه الأقتصادي دون التخلي عن الكرامة , والسعادة دون التضحية بالمبادئ . هو الدين الذي يتوافق مع الفطرة الأنسانية المجردة ومع ضروريات العقل السليم .

وليس ذالك الدين الذي يقتل الناس بالشوارع بأسم الدين ! لأنهم لم يطلقوا لحاهم ولم يرتدوا الزي الشرعي أو أي من اللأت التي ضيّقت على الناس دينهم الأسلامي السمح . وهنا مكمن الخطأ الذي وقع فيه الكثير عن قصد أو عن سوء نية . وهو عدم جعل تمايز بين الأسلام والمسلمين . بين النظرية والتطبيق . وبين المسلمين , والمدّعيين بالأسلام كالوهابية والأخوان والسلفيية .
لمعرفة الأسلام الحقيقي دون عناء دراسة كتبه - هو كل شيء يوافق الفطرة الأنسانية ويتفق مع العقل السليم .
هاذان الشرطان هما المعيار الواقعي لمعرفة الأسلام كما جاء مبشرا بالفضيلة والعلم .
فالأسلام السياسي هو الأسلام الأقتصادي والأسلام الأجتماعي والأسلام الثقافي , أي بمعنى هو الفضيلة المتحكمة بالسياسة لتنتج خليطاً متجانس من العلم والأخلاق .
من المفيد أن نعرف أنّه ليس ثمّة حكومة في العالم لاتحمل ديناً . وحتى تلك الحكومات اللبرالية واليسارية هي أيديولوجيات يمكن أن نصطلح عليها أديان وثنية غير سماوية .



#حسين_الشويلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن له الحق بنقد زيارة المالكي لواشنطن .
- الصحراء
- أسوء عقوبة أعدام !
- في مسؤولية الجماهير حول القضايا المعاصرة


المزيد.....




- عشية انتخاب بابا جديد.. مسيحيون عراقيون يريدون منه عدم نسيان ...
- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...
- الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم ...
- المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الشويلي - نحو محاولة لفهم الأسلام السياسي