أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الصراف - خمسون يوما من السواد















المزيد.....

خمسون يوما من السواد


علي الصراف

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 22:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع بدأ السنة الهجرية الجديد و المتمثله في الأول من محرم تبدأ الاحتفالات و التبريكات و التهاني في بداية السنه الهجرية الجديده , تمثل السنه الهجرية للمسلمين هي بداية هجرة الرسول من مكة الى المدينه و التي هي تمثل بداية الدعوة الاسلاميه ( في ذلك الوقت ) .
اما اليوم فتمثل السنة الهجرية الجديده ( خمسون يوما من السواد ) اذ تكتظ شوارع العاصمة بغداد و اغلب المحافظات العراقيه بالرايات السوداء و الشعارات و الاقوال و الهتافات من الأول من محرم حتى أواخر شهر صفر ( حسب التقويم الهجري ) و التي تمثل احياء مراسم عاشوراء و هي ذكرى استشهاد ( الحسين بن علي ابن ابي طالب ) , و منا هنا نبدأ .
اذ ان الامام الذي استشهد سنة ( 61 هجريه ) أي قبل 1374 سنه من اليوم , بسبب ثورته على الظلم و الطغيان في ذلك الوقت , و العجيب ان الظلم و الطغيان استمر حتى يومنا هذا و لم يضهر أي شخص يحمل نفس مبادئ الحسين و لا شخص يحمل اخلاقه و قاتل ضد الظلم و الطغيان , بل ان احياء هذه المراسيم تتمثل في إقامة المراسم على مدار خمسون يوما تبدأ من الأول من محرم حتى أواخر صفر و كل هذا يعود بتبعاته على الشعب العراقي فضلا عن قطع الطرق و قطع الارزاق كما انها تكون بتمويل من الحكومة العراقيه اذ ان الحكومة العراقيه تقوم بصرف مبالغ ماليه للمواكب و التي تنتشر على كل الطرق المؤديه الى كربلاء و من هنا تبدأ المأساة التي تتكرر كل عام بتضييق الخناق على جميع المواطنين اكثر فاكثر حتى اعتبر العراقيون هذه الأيام ( عطله غير رسميه ) بسبب صعوبة الوصول الى الأماكن المنشوده و أماكن عملهم , فضلا عن تشويه الطرق العامه و معالم المدينه إضافة الى المخلفات التي تخلفها هذه الحشود .
و ان كانت هذه الشعائر الدينيه هي واجبه على المسلمين لماذا ضهرت على العلن من عشر سنوات تقريبا و اين كانت أيام نظام صدام حسين و كيف لم يقتدوا بالامام الحسين حين ثار على ( يزيد بن معاويه ) ضد ظلمه و جوره في حين ان صدام حسين قد ظلم و عاث بالأرض فسادا على مدار خمس و ثلاثون سنه و لم يستطيع الحسينيون اسقاطه حتى في الثورة الشعبانيه و التي انتهت باسابيع قليلة الم يحتاج الحسينيون الى الشيطان الأكبر ( أمريكا ) لتخليصهم من صدام حسين , كما بدأ العراقييون اليوم بتصوير شعائرهم و نقلها ببث مباشر الى كل انحاء العالم على عكس أيام نظام صدام حسين اذ كانت تتم بسرية تامه و بشكل قليل جدا بينما كانت منتشره في ايران من اعلان الدولة الاسلاميه الايرانيه و سقوط الشاه الى ان ايران لم تنشر أي تصوير رسمي للشعائر الحسينيه على مر هذه السنين ان العراقيون اليوم فبدل القناة الفضائيه الواحده عدة فضائيات حتى الحكومية منها .
و ان كان مصاب الامام الحسين و انتصار الدم على السيف بسبب رفضه الطغيان فكم يحتاج الحسينيون من الوقت حتى يعون سبب الثوره و سبب الاستشهاد و سبب التضحيه و الاقتتال و هل من المعقول ان ينتفض الحسينيون على الظلم أيضا ؟
الم يعاني الحسينيون انفسهم من ( الإرهاب ) يبدأ من الجماعات المسلحه التكفيريه , حتى الفساد الحكومي و انعدام الخدمات و سوء المعامله و قلت التموين .
الم يعاني الحسينيون من التفجيرات التي قتلت شيخهم و طفلهم و امرأتهم و اخيهم و صديقهم ؟
الم يعاني الحسينيون انفسهم من حرارة الصيف و هم من كانو يتذمرون من كثرة انقطاع الكهرباء ؟
اما زال الحسينيون يعانون الى اليوم من عدم توفر المياه الصالحة للشرب و حتى توفر خدمات تصريف المياه ؟
الم تغرق اغلب منازل الحسينيون قبل أيام مثلما غرقت العام الماضي ؟
الم يتذمر الحسينيون انفسهم من كثرة المحسبويه و الرشاوي و الواسطه و التعقيد في معاملاتهم اليوميه ؟
و غيرها من الاسألة الكثيره و المحيره
استطيع تقسيم كل المشاركين الى 3 أصناف ,
الصنف الأول و يتمثل ( بتجار الدين ) و الذين ينتفعون من العائدات الماديه التي تعود اليهم جراء الحشود الغفيره التي تقبل كل عام لاحياء المراسم الحسينينه حتى يقومون بالمجالس العزاء و التي أيضا تعود عليهم بعائدات ماديه .
اما الصنف الثاني و هم من يقومون بكل ذلك بناء على دراسات قد اطلعوا عليها و و استطيع ان أقول ان اغلبهم لم يطلع بل ( استمع اليها ) من تاجر دين او شخص مقرب و لا احب الغوص في هذه الأمور .
اما الصنف الثالث هم الأشخاص الذين يسمون بـ ( ذوي العقل المكتسب ) أي انهم لم يفقهوا شيئا بهذه الأمور الا انهم قد اكتسبو هذه التقاليد و التعاليم من ابائهم و ازواجهم حتى استمروا عليها و احياء مشاعرها دون العلم بما يفعلون .
و بالطبع تغلب المصلحة الخاصه على المصلحة العامه هنا في العراق فقط , اذ ان سكوت الحكومه و دعمهم لن يأتي بدافع ديني او عقائدي بل يأتي ذلك بسبب الأموال التي تدر عليهم من الوافدين من خارج العراق و فضلا عن دعم تجار الدين لهم بالاخص في هذه الفتره المحرجه اذ ان العراق مقبل على انتخابات نيابيه في عام 2014 .
اما تجارة الأديان بهذه الصورة البشعه و تحميل البشر بما لا طاقة لهم فضلا عن التلاعب بمشاعر البشر فلا استطيع ان أقول الا انهه ( ارخص و احقر ) نوع تجارة قد شهدتها البشريه على مر العصور .
لا اجد في كل ما يدور في العراق في هذه الأيام الا هو سرقة واضحه لاموال الشعب البسيط و التلاعب بالعقول جراء حكومة فاشلة و تجار دين يتميزون بالخسه اكثر من فقههم بامور الدين و شعب بسيط مغيب يجد في زيارة الحسين بن علي الخلاص و دخول الجنة بغض النظر عن المتطلبات الأخرى لاكتساب هذه المنزله مثل البر بالولدين و الصلاة و الصوم و و و و و و و و الخ .
يقول الامام الحسين ( هيهات منا الذله ) في حين ان ( كل ) العراقيين اليوم عاشو و يعيشون الذل منذ 45 سنة منذ حكم صدام حسين حتى احتلال العراق و مجلس الحكم الى الحكومة المالكيه .
ليس من الغريب ان الامام الحسين قد قتل على ارض العراق و ليس من الجديد ان قام اهل العراق بنقض عهدهم مع الامام الحسين و لكن مع الغريب جدا ان يكون اشد الناس ولاء للحسين هم من لا يقتدون به ابدا .
من الممكن ان يكون خمسين يوما من السواد ولكن خوفي ان تمتد حتى تصبح 365 من السواد , و اما المراسيم التي تكون بأكثر من مناسبة ما هي الا مراسيم ( شكليه ) الغرض منها الانتفاع المادي او الشهره و القليل جدا ممن يهدفون الى الشفاعه يوم الحساب .


علي الصراف



#علي_الصراف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنتماء ...... لمن ؟؟
- شذوذ , من نوع أخر
- تقاتلوا , لم اعد اهتم
- منابركم , عمائكم ... تقتلنا
- خطباء التحريض
- المرأة بين الظلم و الظالم
- الطائفيه السياسيه
- تجار الدين


المزيد.....




- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...
- الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم ...
- المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- طريقة تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الصراف - خمسون يوما من السواد