أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميسون نعيم الرومي - متى نبدأ ب (متى) ؟ -














المزيد.....

متى نبدأ ب (متى) ؟ -


ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 16:09
المحور: المجتمع المدني
    


متى نـبـدأ بـ (متى) ؟ -
ميسون نعيم الرّومي

يسالني الأحبة والأصدقاء عن سبب الحزن الذي يؤطر ويكلل كتاباتي ، وعن تعلقي وحبي للعراق ، بعد غيبتي عنه كل هذه السنين
حبّـي لمن غادرتـه يفوق حبي لكل مقـّدس ، إن لم أقـل هو المقـدّس
هـو عراقنـا ... أحبك ياعراق ، احبك يابلدي .. وكيف لا.. وقد اختلطت دماء من نـحب في تربتك ، لتكسيها ولتكسبها لون حناء العـرسـان.

فيك ضياء عيون أبي ، التي اطفـأ بريقها الطغاة في دهاليز سجونهم ... ومن اجل حبك ياعراق ، فـقـدَت اختي جنينها ، الذي قتله الجلادون ومزقوه في أحشـاء رحـمـها ، ولازال فم الطلقة النارية في فخذها ، يصرخ شاهدا على جبروت ودموية الأنظمة اللعينة ، التي توالت على حـكـمك ظلماً يابلدي .

أحبك عراقي .. وفيك اختي التي ماتت وحيدة ، تأن وجعا فلا يسمعها الا مرضا لعينا ، أكل جسدها المعذب ، ترافقها حسرة مكبوتة على عريسها الذي خطفه الطغاة ، ولم تزل كفها مخضبة بالحناء فامتـزجت فيها دمائه .
وحيدة ماتت ولها سبعة اخوات موزعات في ارجاء العالم ، ليس لهن الا الصبر دون أمـل ، والعويل دون بـكاء ، الما عليها.

أحبك وفيك من ومن يابلدي ، من اجل انين اختي وابنة عمي واولاد عمتي واعمامي ، وخالي ، من أذكر ومن انسى يابلدي .. صراخهم هز ارجائك ياوطن رددته الريح ، فانحنت وأنــَّـت له النخيل وجعا على وجعهم.

يابلدي..يابلد الأحزان والآهات والآلام ، وطنٌ توالى على حكمه جبابرة عتاة يستـذوقون الدماء .. ليسكرون بشربـه ، يطربهم العويل ، ويفرحهم الأنين .

احبك ياوطن ؟ من أجل من نجا من قطار الموت ، ولم تزل دموعه غزيرة لم تنضب ، تحكي معاناته ولوعته على سـكـة دربـه ، أم على من مات بين يديه ... ياعـراق ...

أحبك يا عراق العذابات والآلام ، من اجل عزيز دفن حيـاً في مكان مجهول ، فتـَعـَطـَرَ ترابك بانفاسه التي دفعها قـربانـاً في حبك ياوطن ، ام من اجل عزيز خرج من داره ولم يعد ، فأصبح رقما في سجل المفقودين .

آه ... وألـف ياعراق.. كم فيك وكم .. لن انس عينيك أمـّـاه .. ودموعك تدور حائرة ، خائـفَه ، وقد خلت الدار من احبابها فلم يبق الا الصدى يناجيك وتناجيـه ، وأنتِ .. يـاعمتي .. ولم تيأسِِ بـعـد ... فبقيت تدورين من سجن نتـن ، الى زنزانة صـدأت من سفك دماء الأبريـاء .. تتوسلينها بـاكيـة عـلـّـهـا تدلك على فلذة ضاعت اثاره .. لتقتفيهـا حـاسرة الرأس .. حافية القدميـن .. تسدّي رمق عطشـك بشرب عـرق جبينك في صيف تـمـوز.

وانت حبيبتي .. خالتي .. أتذكر يوم شلـَّت اطرافك ، وانت تستلمين نعش وليدك ذي العشرين ربيعا بصمت .. فتحجرت في عينيك الدموع ولم تذرف دمعـة واحدة منها .. حتى ساعـة أجـلك ..

احبك ياعراق من اجل أوجاعنا وحسراتنا وآهـاتنا ... عليك..... يابلدي ، يوم ودعناك وضعنا في غربتنا .. فضـاقـت بنا الدنيا .. كيف لي ان انساك ياعراق وقد ارضعتني أمي حبـاَ لك ! وهـيامـاَ فيك .

كيف لا أبكيك ياوطني.. وانا أراك تموت كل يوم ، فيعتصري صراخك .. أسمعـه نـداءَ يستنهض ابنائك المعذبين ، تبعـث أمـلاً لن ينتهِ فينـا ، وإرادة لن تلين ... فـقد طال فيك ليل العذاب والألم يابلدي..
هـاهو البدر قـد يستفيق ! والشمس فينا قـد تشرق رغم الموت الذي يصنـعه عتاة الظلم والظلام !
متى يستيقـظ الضمير.. ليصنـع المستـحيل ؟؟؟ فيثور جيل ليصنع جيل
بكيتك ولم أزل .. حتى نـبـدأ بـ (متى) ..!
فلله درك ياقلم .... فهل تـرغب بالكتـابة قبـل (مـتـى) ؟؟-

2013/ نوفمبر
ســـــــتوكهولم



#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم .. اسْليَمانْ
- يازارع الطيب زرعك بالصبخ وله
- آخْ الگمَرْ لا يالگمَرْ
- قانونْ الأنْتِخاباتْ
- بعْيونَكْ الحلوَه ابحَرتْ
- أم .. دَگّاتْ
- تفْجيرْ اب بَغدادْ
- اعْيونَه الحِلو ذباحاتْ
- أَحا.. ولَكْ يالأسْمَرْ
- حايِط انْصَيِّصْ
- ياحوتَه يامَنْحوتَه
- لزْگَة جونْسِنْ
- وَنّة مِستَحَه
- بُگايَه الرّوح
- الظُلُمْ لو دامْ دَمّرْ
- امْنيَنْ الحِلوْ
- ابْهيدَه
- خيط الشَمِس
- ظَلّتْ الساحَه ... للمَدّاحَه
- ونْ وآنَه اونْ


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميسون نعيم الرومي - متى نبدأ ب (متى) ؟ -