أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مجالدي - نهاية حضارة الغرب














المزيد.....

نهاية حضارة الغرب


علي مجالدي

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 16:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نهاية حضارة الغرب
نلحظ في كل موسم حج تجمع ملايين المسلمين في مكة المكرمة و الدعاء طيلة شهر كامل من أجل تغيير حال المسلمين، و في شهر رمضان من كل عام و عبر مختلف بقاع العالم الإسلامي نرى المساجد مملوءة بملايين المصلين العابدين، و خلال كل جمعة يتعالى صوت الدعاء بعد نهاية الخطبة في مساجد الجزائر المملوءة بالمصلين من الجنسين، داعين الله تغيير أحوالنا و تيسير حوائجنا، أو بلغة علمية دقيقة التحول من التخلف إلى التقدم.
يتضح مما سبق أن المشكل اليوم في الفرد المسلم لا يكمن في عقيدته فالفرد الجزائري اليوم ليس أقل إيمانا و لم يتخلى عن تأدية عباداته الفردية ،و لكن هذه العقيدة فقدت فاعليتها الإجتماعية، ليس بسبب عوامل خارجية (كالقائلين أن الاستعمار سبب تخلفنا، فدولة مثل اليمن لم تتعرض تقريبا للإستعمار الحديث إلا انها من أكثر الدول الإسلامية تخلفا، ورغم مرور 50 سنة على إستقلال الجزائر مازلنا نعتبر دولة متخلفة من العالم الثالث ، بل زادت مشاكلنا تعقيدا رغم الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الجزائر،مادية وبشرية، وطبيعية) ، و بالتالي فهذه العقيدة فقدت فاعليتها نتيجة لعوامل نفسية داخل المجتمع الإسلامي، و التي دخلت إلى هذه النفس إبتداءا من القرن 14 مع سقوط الأندلس و بداية الخلافة العثمانية، و هي عبارة عن أمراض إجتماعية نتوارثها عبر الأجيال في مختلف بقاع العالم الإسلامي و لو بدرجات متفاوتة، و خلال هذه المرحلة كانت الحضارة الإسلامية في أوجها خاصة من ناحية وسائل الحضارة )تراجع دور الفكرة الدينية )، فخلال حكم السلطان العثماني سليمان القانوني كانت الحضارة الإسلامية في قمة عطائها الحضاري من ناحية الوسائل المادية للحضارة (قوة الجيش،و فن العمارة ) أما من ناحية الأفكار فكانت تعاني من إنهيار أخلاقي و بداية سيطرت الغرائز على الحضارة و لتسهيل مهمة الفهم على القارئ فليتمعن جيدا في المسلسل التركي (حريم السلطان)، و نوعية الأفكار السائدة في ذلك العصر ،و هذه المرحلة من دورة الحضارة تسمى بمرحلة الغريزة حسب مالك إبن نبي، حيث قسم هذا الأخير الحضارة إلى ثلاث مراحل: مرحلة الروح و العقل و الغرائز، و بالتالي فالإنفلات التدريجي للغرائز لا يؤثر على الجانب المادي في الحضارة بل يؤثر على الجوانب القيمية والأخلاقية والروحية، فتتخلى الحضارة على المبادئ الروحية و الدينية التي بنيت عليها ، و لمزيد من التوضيح في هذا الشأن يمكن أن نستدل بالحضارة الغربية، و نطرح السؤال التالي ما موقع حضارة الغرب من دورة الحضارة؟ سأجيب من دون تردد إنها في مرحلة الأفول، و هناك أمثلة كثيرة يمكن أن نستدل بها على ذلك، فالمسيحية اليوم مازالت موجودة كدين في نفس الإنسان الغربي (رغم عدم مقارنتها بالإسلام فالفرق شاسع)، فقد بلغ عدد المسحيين الغير المتدينيين في فرنسا 53% مقابل 47 % متدينين، و لكن ما يهمنا في هذا الموضع هو معرفة تأثير الفكرة المسيحية الدينية في الحضارة الغربية اليوم فهي غير موجودة تقريبا ليس في نفوس الأشخاص و لكن في النفس الإجتماعية للحضارة الغربية، و من أمثلة سيطرت الغريزة على الحضارة الغربية في أيامنا هذه تشريع زواج المثاليين في الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا ، و هذه التشريعات اللاأخلاقية و الشاذة و المنافية لجميع الديانات السموية بما فيها المسيحية لا يمكن ان نفسرها بأنها إرادة سياسية لنخبة معينة، بل هي تعبير عن إرادة مجتمع، تسيطر عليه الغرائز. و بالتالي فالحضارة في مرحلة الأفول تبدأ بتراجع دور الفكرة الدينية، و تحول في نوعية الأفكار من أفكار دافعة للنمو إلى أفكار محبطة لكل جهد نهضوي، رغم عدم تجليها بصورة واضحة في الوقت الراهن في الحضارة الغربية للإنسان البسيط لأن إنهيار حضارة ما لا يتم في سنة و قد يستمر عقود، فالحضارة الإسلامية لم تسقط سقوطا حرا بل تم ذلك على مدار خمسة قرون من القرن 15 إلى القرن 19 و كان ذلك مع تفكك الدولة العثمانية .


علي مجالدي. ماستر علوم سياسية و علاقات دولية( تخصص دراسات أمنية)



#علي_مجالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيناريوهات المستقبلية للصراع بين الولايات المتحدة الأمريكي ...
- أهمية مضيق هرمز بالنسبة لإيران
- القوى الإقليمية الفاعلة في الصراع الأمريكي الإيراني في بحر ق ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مجالدي - نهاية حضارة الغرب