أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد العالي كركوب - دعوة إلى التسامح














المزيد.....

دعوة إلى التسامح


عبد العالي كركوب

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 21:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


دعوة إلى التسامح
دعوة إلى التسامح، هذا ما يمكننا قوله كتعبير عن رأينا في رفض العنف و الصراع و الحروب… شكل هذا العنوان فكر فلاسفة كبار، أمثال: جون لوك و إيمانويل كانط… لكنه لا يرتبط بعصر محدد، لذا فهو صالح في كل زمان و مكان.
إن دعوتنا هذه لها معاني كثيرة، و يتم تحقيقها إذا ما تحلينا بقيم إنسانية سامية؛ كرفض كل أشكال التمييز العنصري، الإيمان بالاختلاف، و قبول الغير وفق مبدأ الاحترام المتبادل.
ففكرة التسامح ليست علاجا لمرض العنف، بل هي وقاية منه… أي أن وجودها هو نفي لكل صراع أو حرب…
لماذا الدعوة إلى التسامح؟
إن المتتبع للشأن الدولي و العربي خصوصا، يلمس مدى التطاحن الحاصل في عدة دول يدعي شعبها أنه واع بحراكه الثوري، لكنه حقيقة لا يدرك مدى الخراب الذي يسببه، لأنه لا يحمل أي مشروع فكري نظري يؤطر به عمله السياسي فيما بعد. و هذا ما يجعل الواقع المعاش هو نفسه رغم "نجاح الانتفاضات"… فالتغيير الذي وقع و سيقع فيما بعد هو تغيير لأشخاص و ليس لمنظومة سياسية، اقتصادية، و اجتماعية…
إن الربيع العربي هو أكبر خطيئة ارتكبتها الشعوب العربية "الثائرة"، لأنها أعطت الفرصة لعدة أطياف و فرق للتباري على السلطة وفق منطق الانتخابات النزيهة، منها من تمجد الدين كل حسب التيار الذي يناسبه: سني، شيعي… و منها من تمجد الليبرالية أو الرأسمالية… لكنها للأسف لا تكبد نفسها عناء البحث عن حلول لمشاكل التي يتخبط فيها المواطنون… فمنطق التطور يبدأ من الوحدة، و الوحدة تتحقق بمبدأ التسامح، فلماذا لا يبحثون عما هو مشترك بينهم و هو موجود؟ أليست الرغبة في العيش الكريم، و ضمان الكرامة و العدالة الاجتماعية و المساواة… و المحافظة على الأمن و السلم هي هاجس كل المطالبين بالتغيير؟ فما دخل المرجعيات في ذلك؟ هل هناك عيب في أن يمارس كل فرد حريته الدينية و الاعتقادية وفق إرادته؟ هل يؤذي بذلك شخصا آخر؟
لماذا سيكره السني الشيعي، أو المسلم المسيحي أو اليهودي أو العكس. يمكن أن يكرهوا بعضهم في حالة واحدة، و هي ارتباط الدين بالسياسة، فبما أننا نبحث عن الوحدة و هدفنا تحقيق فكرة التسامح، فلا ضرورة إلى إدراج الدين في العمل السياسي، فكما قال المفكر المغربي محمد عابد الجابري: "أنا مقتنع تماما بأن الإسلام الذي هو دين و دولة في آن واحد، لم يحدد لا بنص قرآني أو حديث نبوي الشكل الذي يجب أن تكون عليه الدولة فيه، و إنما ترك المسألة لاجتهاد المسلمين، فهي من جنس الأمور التي يصدق عليها قول الرسول عليه السلام أنتم أدرى بشؤون دنياكم . يدل ذلك على اختلاف الصحابة في سقيفة بني ساعدة إذ تناقشوا طويلا لينتهوا أخيرا إلى اختيار أبي بكر."
و هذا القول لا يصدق فقط على الإسلام، بل حتى على الأديان الأخرى، فلماذا نقحم الدين الذي يتميز بالقداسة في العمل السياسي الذي يسوده المكر و الخداع أحيانا كثيرة.
ليس الدين وحده من يؤدي إلى الصراع و الحروب، بل أيضا التطرف في تبني مرجعية فكرية سياسية معينة، كأن تدافع فئة عن اللبرالية، و الأخرى عن الاشتراكية… فبوقوفنا على فلسفة المفكر الأمريكي جون راولز يتضح لنا أنه استطاع الجمع بين المرجعيتين مؤسسا بذلك مرجعية جديدة و هي: الليبرالية اليسارية. فيا شعوب العالم تحلوا بالتسامح، و أجعلوا كل ما يسبب التطرف و الصراع حرية فردية و شخصية لا تلزموا بها الآخرين.
عبد العالي كركوب



#عبد_العالي_كركوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد عابد الجابري و مشروع نقد العقل العربي ، الجزء الأول: مك ...
- الوضع العربي الراهن و نقد مفهوم الثورة
- المشهد السياسي المعاصر: زمن بنكيران


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد العالي كركوب - دعوة إلى التسامح