كركوك .. نماذج من العراقة في التراث والحضارة

حسن العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 10:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تشتهر مدينة كركوك بالكثير من الأبنية التراثية والأثرية التي تعكس الثراء التأريخي والحضاري لوادي الرافدين ، ومنها :
الحمامات :
وهي أبنية قديمة تشتهر بها المدينة ويعود ماضيها الى (210) سنة منها حمامات(حجي باقي) و(الحاج حسن) الذي يعود تأريخ بنائه الى ما قبل 160 عاماً إضافة الى حمام( ده ده حمدي) الذي يتكون من جناحين جناح للرجال وآخر للنساء وحمام (العائلي ). وقد إستعمل في البناء الحجر الأبيض والجص ، أما الحمام العائلي فمادة بنائه كانت من الطابوق وكان من الحمامات الفريدة في هندسته المعمارية والتي يعود تأريخها الى العام 1880 م ، وكان يتكون من إيوان خارجي للمنزع ، وممر يؤدي الى الإيوان الداخلي ، وفيه حوض لتسخين الماء قرب الايوان الداخلي بالإضافة الى أماكن داخلية جانبية على شكل دكاكين خصصت للتدليك ( الإحماء) قبل الإستحمام ، وفيه أيضاً بناء مقوس يقع قرب حوض تسخين الماء وغالباً ما أستخدم من قبل البدناء لتخفيض أوزانهم نتيجة التعرض الى درجات الحرارة العالية وبخار الماء .
لقد استمرعدد من الحمامات في العمل مثل حمامات (ده ده حمدي ) و(حجي باقي ) و(حجي حسن) في السوق الكبير بالمدينة ، و (بريادي) و(الشفاء) الذي هـُدم قبل عشرين سنة وحمام (علي بيك) الذي هدم قبل فترةٍ وجيزة دون إعتراض أية جهة لحماية هذه المعالم المهمة !
والسؤال المطروح : ألاّ يجب أن تتولى ا لهيئة العامة للآثار والتراث مســؤولية صيانة وديمومة مثل هذه الأبنية التراثيــــة في مدن العراق ومنها كركوك ؟
في حديث لي مع السيد غائب فاضل وهوخبير في آثار المحافظة قال : ان لمديرية الآثارالحق في وضع اليد على مثل هذه المعالم وقدبادرت فعلاً بوضع يدها على الكثيرمن الأبنية التراثية ومنها الخانات والحمامات ، و تم التنسيق مع مديرية التخطيط في المحافظة لتنزيل كافة المواقع التراثية ومنها الحمامات ضمن تصميم مدينة كركوك ، وواجب على من يريد تطويرأي موقع تراثي يملكه إستحصال موافقة دائرة الاثار.
سوق قيصرية كركوك التراثي :
يقع السوق في الصوب الكبيرلمدينة كركوك ويعود تاريخ بنائه الى اكثر من (180) عاماً وكان ولا يزال من المراكز التجارية الرئيسة للمدينة حيث يضم الحرفيين من البزازين والعطارين والنساجين الذين يتوزعون على اكثر من 200 دكان تراثي في الطابق الأول ‘ إضافة الى عدد من الشقق في الطابق العلوي والتي تستخدم كمخازن للسلع ، ومساحته نحو (180 م2) ويعتبر من الاسواق الفريدة من نوعها وقد قامت دائرة الاثار بصيانته في العام 1978 بعد استملاك جميع الدكاكين والعقارات ، وكانت في حال يرثى لها .
تتكون العناصر المعمارية والتراثية للسوق من القباب والأقواس والعقود التراثية وتتزين أطر الأبواب والشبابيك بقطع مرمرية وهناك قسم من الجدران والأبواب السبعة الخارجية في الشقق مزخرفة بزخارف تراثية وهندسية ومطرزة بقطع مرمرية . وتتميز بفلسفة فلكيـــــــــة في بنائه وفي طرازه المعماري ، ففيه (360 ) دكاناً وعقاراً أي مايعادل عدد أيام السنة و (12 شقة ) أي مايعادل عدد الأشهرفي السنة ، و (7 ) أبواب أي مايساوي عدد أيام الأسبوع و (24) فرعاً أي ما يعادل عدد ساعات اليوم .
قشلة كركوك :
شيدت القشلة في العام 1863 لتكون مقراً للجيش التركي في مدينة كركوك على مساحة تقدربأكثر من ستة دونمات وبشكل مستطيل واستخدم في بنائها مادّتا الحجر الأبيض والجص والمرمر في تأطير الأبواب والشبابيك ولم يبق َ من البناء الأصلي في الوقت الحاضر سوى الجنـــــاح الجنوبي ونصف الجناح الغربي وهما مسندان من الخارج بدعامات مستطيلة الشكل يتوسط كل جناح منها مدخل والبناية متكونة من طابقين يتكونان من غرفة وقاعات كبيرة تفتح على رواق بديع الطراز يتكون من أعمدة اسطوانية الشكل وأقواس متعامدة وقد تهدم جناحها الشمالي في العام 1967م
وأنجزت دائرة الاثار والتراث صيانة الاجنحة الباقية للقشلة وإعادة بناء ما تقدم على نفس الاسس القائمة في الأجنحة المتهدمة ، فيما قامت في العام 2001بإعادة صيـــــــانة الواجهةالأمامية للمبنى بنفس المميزات التراثية للبوابه والجدران الخارجية وحسب التوثيق العلمي الموجود لديها وبعد اكمال الجناح الجنوبي الداخلي تقوم الهيئة باعادة بناء كافة الاجنحة المستخدمة لتكون اروقتها وقاعاتها مركزآللاشعاع الثقافي والفني في مدينة كركوك.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات