شعر : عباس الحسيني
شاعر ومترجم عراقي – أميركا
حين تشتـشكل مفازات اللغة ، على ان تكون على القاريء وعلى المنتج الأول ، المبدع المؤســس ، اديبا ومفكرا معـرفيا ، فإن ثمة افق آخر ، يقوم مقام احالة القصدية الإنسانية الى نصر كبير ، ذو ملامح جدلية ، وبتفاقم روح الجدل المعرقي ، تبرز رقة الحروف مع ثوريتها ، وكما يلـــوح الى ذلك مضمار النص ، وإتجاهاته الخلاقة ، في دفق الكتابة النسوية ، هناك سكونية ما ، هناك رومانتيكية دافقة ، تطلق عليها فرانســـوا ساغان في مذكراتها ، هوية المرأة الحالمة ، وكأنها تقصد الإنطباع الحقيقي للمرأة بصفتها منتجا معرفيا ، بالإضافة الى كونهــا ، قرينة ربـّـة الجمال ، واهم مواطن احساس الجمال ، وبما هي عليه من الشرود الملغز ، والتفكير المتعالي ، الذي جعل مبدع تيار الرومانسية المعاصرة الشاعر الفرنسي – بودلير - يفطن الى ذلك محاطبا المرأة بخروجه الشعري : " أيها الضعف ، أســميكَ إمـْــرأة " .
قي فتنة الأنامل ، هناك ، ما يتشكل على انه احوار الأكثر بعدا ، حوار شعب بلسان ، إمرأة تحمل هوية الشعر والحياة ، فـعبـر العصور ، ذهب الطغاة الى الإنتصار على كل شيء ، إلا حقائف الحيا ة ، ولنقل إلا جوهر الحياة المتجدد ، انه الخطاب الأشد خطورة ، خطاب وعي تنسجه المعرفة الواعية ، كما اسلفنا ، الذات الشعرية المتجددة ، انها الحياة ، في قوة متأججة ومطــلقة الإتجاهات ، وإذا كانت الشاعرة المبدعـة ، دنيا ميخائيل ، بوعيها الأدبي الذي تلاقح مغ دراستها الأكاديمية - للأدب الإنكليزي – حيث الموشور المركب في تلقي وإصدار المبعث الشعري ، تمثل حالة من حالات الإبداع الشامل لجملة شاعرات مجددات ، في الوعي الشعري المحدث ، وان كن قد ظهرن في فترات متقاربة ، على غرار – الشاعرة امل الجبوري والشاعرة لهيب عبد الخالق ، والشاعرة ريم قيس كبــه ، والشاعرة رسمية محيبس زاير ، فإنهن يقف على مسافات متباينة ، من حيث النشاط المعرفي الشعري الحقيقي ، ومن حيث الإطلالة للمرأة الشاعر والمصدرة ، للمخزون المعرفي وكما تنظر لنا خرائب الأشياء شاعرة الحرف الوديع الشاعرة ، دنيا ميخائيل ذلك :
تخرج أشياء كثيرة ،
من تحت الأنقاض ،
أشياء جامدة ، براقة ،
واخرى باهتة ،
مــا زالت تنبض ،
تأتــي بالمزيد من الأسئلة ،
الى اذهان الأطفال ،
تسلي الآلهة بإطلاق صواريــخ .
في واحدة من تحليلات المصور الإيطالي ، البرتو فيريري ، وهو الفوتوغرافي المبدع ، الذي إلتقط اكثر من 2000 صورة ، لأحداث 11 أيلول ، من انه كان يظن ان الإلـــه ، كان ينتظر الضحايا في الطابق ذي الرقم 0 ، وهو يشر بألم الى انه كان يتنــى لو انه يعرف رقم الهاتف النقال للإلـــه ، ليتلفن لــه ، متسائلاً ، عن اسعاف ضحايا هذه الحرب ، وعند هذا التقديم ، فثمة صورة قاتمة ، للحرب ، وصورة براقة الطالع للطفولة ، قرينة الحياة القادمة ، ان دنيا ميخائيل ، دليل نفس ، جرحته الحرب ، بذاكرتها الصدأة ، ثمة ذكريات تنبش ، حتــى في خرائب العدم .
وليت شعري كيف ، تتسلى الألوهة ، بكل هذا المراق من الدماء البشرية ؟؟
وهل من مزيد من الطغاة ، وصناع الحروب ، ومرضــى العروش ؟؟
وكيف تصاغ الحياة معرفيا إثر هذا اليباب ، واثر هذا الأفول الحتمي ، ولنقرأ :
الحرب تواصل عملها صباح مساء ،
تلهم طغاة ، لإلقاء خطب طويلة ،
تمنح الجنرالات اوسمه ،
والشعراء موضوعا للكتابة ،
تساهم في صناعة الأطراف الإصطناعية ،
توفر طعاما للذباب
تضيف صفحات الى كتاب التأريخ .
ان من يفطن الى ملابسات الضم المعرفي هنا ، سيرى الحروب كلها ، حرب واحدة ، أخلاق واحدة ، وأدبيات من السياسات المتاخمة ، للا ضمير ، كان عاندي ـ يشدد على ان هناك مليون حل واختيار ، لتفادي الحرب ، وان هناك تصرف واحد يمكن به بدءها ، وهو الذهاب اليها مباشرة ، فالحرب ، وقد اطعمت الذباب ، واودعت الناس فس مسشفيات الأطراف الصناعية ، هي حربهم ، ضغائنهم التي توبخ كتاب التأريخ ، وهنا لابد من الإشارة الى صناع الحروب كل الحروب ، وهم يحدقون في المستقبل ، فإنهم لا يرون غير صنم النصر ، وتلك الشتيمة الشهيرة التي سددها ستالين الى تمثال القائد الشيشاني ، حين بصق على الأرض التي تحمل ذلك التمثال ، رمز حرب قتلت ، رفاق الصبا ، وستقتل الكثير ، قبل الوصول الى حلم هؤلاء المفعمون بعرائز الإبادة ، ولعل الشهادة الشعرية ، من الأعشى الى ما بقي الدهر ، تشير الى ان صراع ادلجة الشعري ، أو لنقل احالة المعرفي الى مبنــى شعري ، يزخر بكل مقومات البقاء الجمالي ، من حيث ان الشعر ، وثيقة اللغة المتبناة شعريا ، ولأن الجمال كائن زئبقي ، مخادع ، ومحتال ، فلا بد من ان يصار الى تأطير المعرفي ، بوافر كل الأدبي ، وهي قرائن ، لطالما ، ظلمها النقاد ، ومتذوقي الفن النتعالي ، واصحاب مذهب الفن للفن ، ولكن الحقيقة ، هي غيرها على افواه الجماهير المنسحقة والمنسية في جب صراع الحياة الأباطرة والطعاة ، وكل اصحاب نهج - ضد الحياة من اجلنا –
- وبـبـزته الحمراء كالحـرب ،
وقف بـابـا نوئيل ، مـبسمــاً
وسألني ان اطلب شيئا
أنت فتاة طيبة ، قال :
لذلك تستحقين لعبة ،
ثم أعطاني شيئا ، يـشبه الشعر ،
ولأنني تردّدت ......
طمأنني : لا تخافي يا صغـيرتي ،
انا بـابـا نـوئيل .
أوزع الجمـالات للأطفال
ألم تريـني من قبل ؟؟
قلت : ولكن بـابـا نوئيل ، الذي أعرف ،
يرتدي بدلة عســكـرية ،
ويوزع علينا كل عام سيوفـاً حمراً
ودمـى للأيتام ،
واطرافاً اصطناعية ،
وصوراً للغائبين ،
نعلقها على الجدران .
- وإذا قيل : " إن من الشعر لبيان ، وان من البيان لعلم ، فإن من الشعر ما لا تعليق عليه ، ولا نقد على اذياله ، ولا حنين إلا إليه .
اذا