أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - يسير بلهيبة - الراهن الروسي ... و الحنين إلى السوفيات















المزيد.....



الراهن الروسي ... و الحنين إلى السوفيات


يسير بلهيبة

الحوار المتمدن-العدد: 1215 - 2005 / 6 / 1 - 07:23
المحور: ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
    


Jean – Marie chauvierترجمة: يسير بلهيبة
Jean – Marie chauvier Le monde diplomatique n° 600
صحفي من بروكسيل
الراهن الروسي ... و الحنين إلى السوفيات

احتمال فوز الرئيس فلادمير بوتين بالانتخابات (في استحقاقات 14 مارس 2004) يحمل معه انعطافا سياسيا مهما لروسيا، حيث سيشكل القوة الرافعة للرأسمالية...
مما يطرح على عاتق الرئيس مهاما صعبة بدءا (بالأوليغارك باعتبارها أقلية مؤيدة للحكومة) : تحسين مطلب الحماية الاجتماعية و إعادة توزيع البترول بشكل عادل، ناهيك عن استعادة روسيا لموقعها القوي في الخريطة الدولية... إنها متطلبات يوازيها تحدي الإرث السوفيتي بعيدا عن الاختزالية التي تشوهها الكاريكاتير الليبرالية مقزمة إياها في حدود كونها مجرد " حنين " إلى الماضي.


من فينا لم ير يوما في الشاشة التمثالين الموقعين في طرف " خيرا موخينا " حيث يمثل عامل و فلاح كولحوزي يتطلع بتألق إلى المستقبل و في يدهما المطرقة و المنجل (1). بساحة العروض بموسكو حيث يتعرض التمثال الآن للتهميش و الإهمال خوفا من عودتهما إلى الحياة مرة أخرى.
أعلام حمراء مرفوعة تعيد إلى الأذهان أمجاد 9 ماي من الاحتفالات الرسمية حيث الاحتفاء بالانتصار على النارية، أو تذكرنا باستعراضات 7 نونبر و فاتح ماي للشيوعية (2). احتفالات URSS من جديد تطفو على السطح (3) مراهقون و شباب يتباهون مرددين " حزبي هو URSS " مجموعات الروك تغني URSS، إذاعة FM بموسكو تصدح بالأغاني الروسية، المقاهي تتفرع و اللوحات الإشهارية التجارية مزينة برموز سوفياتية... كل هذه المظاهر توحي بحنين يبحث عن موقعة من جديد.

الملامح الأولى لهدا الحنين يعود إلى بدايات 1990 مع شروع المحطات التلفزيونية تعرض الأفلام السوفيتية تحت "طلب من الجمهور" كما تصرح بذلك القنوات. يقول أحد كتاب الافتتاحيات بقلق :
هناك حنين يطبع مزاج " الشعب السوفيتي "، إنه حاضر هنا دائما...(4). تؤكد ذلك الإحصائيات التي نظمتها أحد المعاهد المعروفة بجديتها (%57 من الروس يريدون عودة الاتحاد السوفيتي برسم سنة2001، و %45 تعتبر أن المنظمة السوفيتية هي أحسن بكثير من الوضع الحالي.. في حين تدعو %43 إلى ثورة بلشفية جديدة 2003. و تجد وجهات النظر هاته صوابها من خلال الواقع المعيشي الراهن. فلقد فقدت الثورة الديموقراطية " لغشت 1991 جاذبيتها، كما يعارض أزيد من (%80) خوصصة المنشآت العمومية، بل و يعتبرونها عمليات "إجرامية".
بالمقابل الديموقراطيين يتخوفون محتجين : "لا شك أنهم قد فقدوا الذاكرة، هل نسوا بسهولة سنوات القحط و الوحشية، حيث الحقد على الأغنياء فقط لكونهم أغنياء، إنها سطحية الخاسرين و العجزة " البيولوجية وحدها ستعالج المشاكل"، و قد هدأ من روع هؤلاء عودة بوتين و الأحداث السياسية المتتالية التي خففت بعضا من معاناتهم :
- الخوف من المتابعات القضائية ضد الأولغارشيا و ومناصريها.
- التحقيقات التي ينظمها آنذاك الكريملين ضد الوكالات.
- الخوف من إعادة رد الاعتبار لـ NKDV و CGB (7)، والرغبة المتزايدة في
إصلاح روسيا ضمن الفضاء السوفياتي السابق
- الخوف من الانتقادات الموجهة ضد الولايات المتحدة لاختراقها المجال و حربها ضد العراق بالرغم من تحالفها الاستراتيجي المبرم في واشنطن مع بوتين مباشرة بعد 11 شتنبر 2001.
القوى المعادية والمتخوفة لم تتوانى منذ 1991 عن اجتثاث الشيوعية، مكتسحة كل المجالات الإعلامية و بكافة الوسائل لرصد "جرائم البلشفية". مقالات، كتب، أرشيفات، برامج تلفزيونية للتحذير من :الخطر الأحمر تحت قيادة لينين و تر وتسكي، "الخطر الأكبر" مع ستالين، ومجاعة 1932 و 1933. الكولاك، نفي الشعب، "العقاب"، "التحقيقات" المشتركة مع ألمانيا النازية، المنع الذي عرفته حقبة "بري جنيف".
لقد وظفت معركة الذاكرة باندفاعية المتحمسين مدعومة من طرف أكبر الوكالات و الصحفيين و المؤرخين - بشبكات عريضة من الغرب و بالأخص أمريكا ومؤسساتها-جامعات، معاهد فورد سوروس، هوخ، هر يناج، كازيص... USAID USIS تتحدث عن الأقلية- بالأوليغارك- الإنسانية في روسيا (9).
لقد نظمت المفاوضات المتناقضة في عهد جوربا تشوف (10) في ظل القطبية الثنائية التي تصدت بقوة "لإمبراطورية الشر" في مختلف تمظهراتها مع تزايد ارتفاع حمى المناهضين للاشتراكية لارتباط مصالحهم بالغرب حيث لا يترددون بالتحريض مخافة "عودة الحمر" أو نشوب"الحرب الأهلية" و ترتفع وثير تهم مع كل أزمة تهدد النظام الجديد.
البلشفية المدانة تستعد لرد اعتبارها من خلال معارضتها الأساسية (الحركة البيضاء، الأنشقاقيون، مشاركة بعض النازيين المعربين عن تعاطف ضمني)وتشرح الإخبارية الأدبية زفي ستا ماكسيم سوك ولوف بأن "الأزمنة كانت مركبة"... فريخت III كان الوحيد الذي حمى أوربا من بربرية البلاشفة، و لو كان الريختساغ SS حيا لأحتفي به كمقاتل حر ضد التوتاليتارية ). إنها مراجعة كاريكاتورية تلغي و تغض الطرف عن السياق الواقعي : العهود،الأنظمة، المجتمعات، الثقافات المتعددة للتاريخ الروسي و الموثقة من طرف العديد من المؤرخين، العديد منهم يعملون على تقديم أحكام القمة فقط. هناك إجابات عريضة أخرى ترصدها Best-seller (أروج الكتب) لفكتور سوفوروف آخرها صدر في نهاية (12) 2002يعالج هذه الملفات معتبرا أن: "كل المدراء السوفيت كانوا فاسقين واخسة بدون استثناء "في حين يرفض أحد المجندين المناهضين للاشتراكية رسميا وهو الكسندر تسيبك هذا النوع من الإنتاجية و يقول بتحقير :إن ردود الفعل هذه محبطة تتلاقى مع الإصلاحية المصادرة" و معترفا بأسف شديد منذ 1995 " إننا الآن نعد الملعب لإعادة الاعتبار للاتحاد السوفيتي (13) و قد استوحى دلك من " المنظومة" التي كانت تركز على قيم المساواة الجماعية التي تجمع بين الروس التقليدين و السوفيات، و تستهدف المواطن في "عقر داره". كما استوحاها من شروط العمال في ظل حياتهم اليومية التي يشوبها عقدة النظام السابق : "مساعدات"، "كسل"، "عدم الجدوى"للارتقاء إلى الموقع الصناعي (14).
للأسف الشديد فمثل هذه الأحكام الثلجية على روسيا المحكومة بأحادية التصور عن URSS تنسلخ مرة أخرى عن الفكر الوحيد لأن هذه البلد تتعدد فيه التجارب الكبيرة و يحفل بإرث ثقافي ضخم لذاكرة ممزقة تسمح بهذا النوع من الانتظامية. حيث تنهل ضروريات الحياة من نفس الوريد، لتنظم مسارها الزمني الداخلي عبر الوجهات بالحركة، و تتشكل المعتقدات الشفافة بشكل غير متوقع و تتبخر الأفراح اليقينية عبر سقوط مفاجئ في ظل جحيم الرعب الأعمى.

الذاكرة المرممة
فار لام شالاموق (15) شاهد من عالم المعتقلات، يستحضر شبابه المتوهج بلينين و منظومات الثورة ويقول : "ما أبهى هاته العوالم و العظمة التي كانت تشع من أعين كل إنسان أصيل"، في ذلك الزمن السوفيتي المملوء بالالتباسات في سنوات 1920 (16) حيث نداء المصير يفسر أسباب الالتحاق الشعبي للاشتراكيين اليوم- حيث الاستماع بمروياينودميلا. فتاة المزاع التي يستغلها Dekoulatisation، غير آبه بالحدود العالمية معبدا إياها لتتحول إلى مدن و طرق عبر التعاقد الاجتماعي (17). هذا العمل هو بالتأكيد من فعل البدوي الذي كابد الحرب الأهلية و ظل مرابدا بالمناطق القريبة المقاطعات المؤممة، أحداث الحياة اليومية يتم تجميعها و تحيينها اليوم في الوقت المناسب (18) بداية التسعينات، حيث تحلل و تفكك الوعود التي قدمتها القوى المناهضة للاشتراكية و المطالبة بالإصلاح.
أحد المشاكل التي تتخبط فيها إعادة بناء الذاكرة في ثوبها الجديد، هو عملية تعبئة الضحايا الشهداء الأوفياء لخدمة الإيديولوجية المناهضة للتوتاليتارية و المعادية للتخلف، بمن فيهم الشيوعيين و المعارضة اليسارية التروتيسكية، هؤلاء الذين ظلوا دون كلل أوفياء لمعتقداتهم و قناعتهم إلى آخر لحظة، ولم يتوانوا في تقديم الخدمات "الاشتراكية"، حيث قدموا تضحيات تلو الأخرى في سبيل الاعتراف بالحاضر، إزاء هؤلاء هل يستطيع أحدهم التحدث اليوم باسمهم و باسم الأموات ؟
إن أغلبية الأحزاب المتبقية من الاتجاه السوفيتي السابق، تجهل الأزمة الداخلية لسنوات السوفيت، فتجربتهم انطلقت فقط من الأربعينات مباشرة بعد الحرب و بعد موت ستالين، و مع ذلك تجد أحدهم يسترجع الأجواء المسيطرة على سنوات 1960 قائلا : "قد يكون ما أقوله مثاليا... لكن الأجواء التي عمت تلك المرحلة تنم عن حماس تفاؤلي يملأ البلد، لا أقصد هنا الجانب السياسي بل ذلك الوسط النفسي الجماعي للمواطن، حيث الحماسة، تشعل لهيبها Beatles، و الحب العنيف الذي يصاحب Zénith مع الحركة الهيبيزمية. لقد كان حقا عصر الأنوار الذي علمني كيف أنظر للمستقبل بروح تفاؤلية" :
إنه صراع – صراع يحمل في طياته العديد من الإحالات : الإحالة الأولى ترتبط بالإيديولوجية الرسمية : المستقبل و التفاؤل، و الإحالة الثانية تتحدث عن ثقافة غير متجانسة يعكسها الحديث عن "Beatles" و مرد ذلك أن هذا البلد مفعم بالأمل و الثقة و الحيوية، لا يأبه بالغد، مؤهل للتعايش مع كل المتفائلين رغم اغراءات الثقافات المتعددة، البعض الآخر و هم ممن كانوا يرفضون نظام بري جنيف. قد أصابهم الندم فقد أحالهم العالم الجديد إلى المطبخ (المستقبل لن يكون له مكان و سيكون)، و كم منهم مباشرة بعد أحداث 1991 و أحلامه تحولوا إلى أموات غارقين في اليأس و الإحباط، و هم يتتبعون ما أحدثته القطيعة مع الماضي، فالمد راء الجدد يزدرون Chestidisiatniki، و مواطنو 1960 يتحدثون عن فأسيلي جورافيليوف بلسانه نظرا لأنهم يحسبون بأنه أقرب إليهم من الأوليغاريشيا أو رجال الأعمال الآخرين الذي بمجرد وصولهم إلى السلطة ربضوا فوق أكتافهم.
شباب أيضا ينتمي إلى الحقب السابقة ليسو بمعارضة و لا هم بمناضلين أو بمثقفين أو كوادر حزبية، إنهم ببساطة من أولئك الطامعين في حياة هنية، قد كانوا آلفو فيها "الرفاهية"، حيث "الأوراش الكبرى" على بركة سيبيريا، المركبات الصناعية لتوكولياني. و فوق الكامالتاني سيبيريا الجديدة BAM. إنهم يعيشون بالموازاة مع ما سبق الإحساس بالفتور و التردي، في حين يعيش البعض الآخر شبابا متذبذبين بفعل المغامرات الشنيعة التي ترتكب في الحرب على أفغانستان باعتبارها الحديث اليومي للشارع العام، أو تشوهات الأربعين سنة و جدل الشباب حول العودة إلى الشيشان "التي تحمل بدور الانتفاض و الكراهية...
الكثير منهم لم ينخرط في العمليات الكبرى لكنهم عايشوها ، فلا أنهم استحموا بنوع من الحياة تكرس العلاقات الاجتماعية النبيلة التي ثم افتقادها مما اصبح يعل لديهم لهيب الألم الدائم.
في سنة 1961 . الكاتب الأوكراني أندره كورك وف تحدث بطريقته :" ليست تلك الحاجة نادرة، لقد كان ذلك المجتمع يرتكز على الصداقة، فيمكنك أن تطرق باب أحد جيرانك لتقترض منه المبلغ الذي يلزمك دون أن يصد الباب في وجهك... إلا أنه مع الانهيار تلاشت هاته الأشكال من التضامن و تهدمت بالتالي مختلف أواصر العلاقات الاجتماعية...معظم الأشخاص الذين رأوا النور قبل عشرين سنة من السقوط استطاعوا الاندماج بسرعة، أما جيلي فقد راعه الإحساس بالوحدة و العزلة، و أصيب بالأمراض. لقد فقدت الكثير من الأصدقاء منهم من انتحر و منهم من فضل الاغتراب" (20). إنها ذكريات تملأها ثقافة اجتماعية حية تشكل الدرع الواقي و المقاوم الليبرالية.
ليود ميلا بولافتا و هي سوسيولوجية ثقافية يعتبر العمال كشهود عيان للحركة الاحتجاجية، في حين يصطدم المناضلون بمحاسبة و نقد ذاتي قاسي لأوهامهم التي عانقت سنتي 1989 – 1991 و مساندتهم الطيعة للديموقراطيين، يملأهم إحساس مقيت بالندم و بالخسارة الكبرى جراء انهيار URSS. إنهم اليوم لا يستطيعون إيجاد باطرونا تستشيرهم في وضع القوانين .لا يزالون يعتقدون "أن الدولة هي نحن" مرتبطين بوريد ثقافة الإجماع و الأبوية الجماعية (22).
لن يستطيع الغرب فهم معنى الخسارة طالما أنه يفتقد لمنظومة معرفية متسلسلة، فما بالك أن يشعر بها، ففضاء هذه الثقافة و غني حياتها الاجتماعية ترفض الانجراف و التخندق في درج مكتب صغير. ليس فقط لكونها نخبوية بل أيضا لكونها ثقافة شعبية تشكلت من الأغلبية : (الكوميديا الموسيقية لا لكسندرف و الجاز لأوت يسوف، مزاجية يلف و بيندوف. مغامرات العسكري فيهي يتوركين، الشخصيات (بين اثنين) لينما فأسيلي و ست وكشين، فن الهواة لنادي المصانع، الحركة العريضة لأغنية الكاتب المعارض لأكبر كتلة مهمة طيلة سنوات 1960 – 1980...
أين هي مواقف الشاعر الغنائي المتجاوب مع كل الأعمار، والذي تخصص في أغنيات القرن "الموشح الغنائي" "كرنا" لميخائيل ستيفيلوف (شاعر الكوموسول طيلة سنوات 1920). هل يمكن أن تصل رسائلنا إلى مستوى هذه الأطلنطية التي وجدت حقيقة ؟ إن هذه الثقافة قد عايشت أجيالا بكاملها أين هي اليوم من أرض الواقع.
قامت مؤسسة ألمانيا تسمى فر يدريك إيبرت، تنظم امتحانات في شكل تحقيقات، و قد أشرف عليها ميخائيل جور بتشوف (23) و يظهر فيها استطلاع للرأي ما تفعل به إعادة الاعتبار ل URSS من إقبال مصطدمة بالجدران. كما توضح قدرة تأثير السلط و الوكالات طيلة السبعون سنة السوفيتية و التي تم تقديمها "ككابوس" موظفة نتائج الامتحان الذي حمل عدة أحكام متعددة وفق مراحل و أعمار مختلفة، و هاته هي الأسئلة التي تم تقديمها على الشكل التالي و نسب الإجابات المقدمة :
- هل يمكن تبرير الجرائم الستالينية ؟ الإجابة بـ "لا"، عبرت عنها %75.6(24-16 سنة) و %73.5. (35-25) و %74 في سن (45-36) و %66.8في سن (55-46 سنة) و %53.1 (65.56 سنة).
- هل كانت الأفكار الماركسية على صواب ؟ بالإيجاب تراوحت بين %27.4 و %50.3 و خصوصا في الشباب الأكثر نضجا.
- هل تتلاءم الديموقراطية الغربية القائمة على القيم الفردانية في روسيا ؟ عبر عن
رفضها %62.9 في فئة (56-65 سنة) و فقط %24.4 من (16-24 سنة).
- هل تستحق التجربة السابقة المفخرة بها ؟ حوالي %80تشمل كل الأعمار تبارك
انتصارات 1945، أكثر من 35 سنة التي عايشت الشطر الثاني ما بعد إعادة البناء لما بعد الحرب، ما بين (35-16 سنة) تمثل اكبر الشعراء الروس الكتاب الموزعين".
ومن بين كل المجموعات العمرية تمثل %60تعتبر الإنجازات معجزات كونية باعتبارها URSS كأول دولة عمالية في التاريخ الروسي تأمن العدالة الاجتماعية للإنسان البسيط (تبنى هذا الطرح أغلبية الأعمار التي يفوق 35 سنة في حين انحصرت فئة 25 – 35 سنة في نسبة %42.3 و من بين 24-16 سنة في %31.3.
المنخرطين في هذه المباراة يجسدون أهم ملامح تلك المرحلة :
- المرحلة الستالينية : تمثل الالتزام و التنظيم المحكم، الخوف، الإيديولوجية، حب
الحزب، التطور الاقتصادي السريع.
- المرحلة البريجينيفية : الأمن الاجتماعي، الحياة الهنيئة، النجاحات العلمية و التقنية و الخدماتية، تكريس الثقة بين الناس.
- روسيا المعاصرة : قمة الإجرامية، عدم الطمأنينة و الخوف الدائم من المستقبل،
نزاعات شتى بين القوميات، إمكانية الانتماء، الأزمة و اللاعدالة الاجتماعية.
و قد لخص هذا التشخيص رجال ينتمون إلى المنبر الحر فـ %25 تؤيد مرحلة بريجنيف (%45.9 هي من الشيوعيين) و تعتبرها %21 سلبية في عهد ايلتسين (رأي الشيوعيين فيها %59). أما الحديث في المستقبل فهناك شبه إجماع ينادي بتأسيس نوع من الإدارة الدولاتية للقطاعات الاقتصادية الكبرى كقطاع الخدمات و الصحة، كما يرفضون التسيير المزدوج (الشراكة مع القطاع الخاص) باستثناء قطاع الطاقة و السكن و الوكالات.. و تختار % 54كأغلبية مجتمع "التعادلية الاجتماعية" و تعتبرها الملمح الأساسي للديموقراطية الحقيقية "تساوي المواطنين أمام القانون".
و عمليا فإن كل المخططات الماضية تجد نفسها اليوم تتعرض للتصفية من خلال تجربة "تأهيل السوق" حيث النتائج المفجعة منذ الآن كأحد العناوين العريضة للمرحلة.
و تؤكد السوسيولوجيا تاتينان السلافيكية بأن أولى عمليات الإصلاح هي "العمال فهم لا يزالون مرتبطون بالملكية، يطالبون بالظفر بالحقوق كما لو كانوا يعيشون المرحلة السوفياتية (...) الإنتاجية لا تعني الكؤوس و لكنها أيضا تقبل وجهات النظر البنائية و التكنولوجية (...) القطاعات التي كان السوفيات ينهض بها و بأوضاع الشعب يتم العمل على تقديمها اليوم شيئا فشيئا، و الديموقراطي الذي طبع مرحلة البيسترويكا والغلاسنوست سنوات هي اليوم مهددة (...) و محاولة استقطاب المجتمع، تنطوي على هرولة ضخمة (...) فـ %20 إلى %30 من الشعب أصبحوا يعيشون الحرمان الحقيقي. و منهم من يسكن الخرابات و لا يجدون ما يسد رمقهم جوعى، مرضى، أموات يلاقون حتفهم قبل الأوان...
يتحدث الاقتصادي الليبرالي كريكوري إيفاليسكي و هو يدير حزب الإصلاحيين IABLOKO عن "إعادة التحديث" يتحدث الإيكولوجي أوليغ ينتيسكي عن "مجتمع كل المخاطر" قائلا "إننا نعيش خلف ستار من حديد "في حين يضيف مؤرخ التاريخ القروي و التجميعي فكتور دانيلوف قائلا : "لتتجاهل الوقائع الخارجية ... كنا نعتقد أننا نعيش الفقر المدقع المتزايد (...) وإلا أننا الآن و قد تحطمت الستارة الحديدية (...) اكتشفنا أن الفقر المدقع الحقيقي هو ما نعيشه اليوم.إننا نعلم منذ اليوم فصاعدا أننا في العهد السوفيتي لم نحي الفقر بل كنا نعايش مرحلة "الإشباع" المتزايد، فالمنظومة الصحية و الخدماتية كانت سهلة المنال للجميع، و بالرغم من تلك الامتيازات التي حظي بها "خدمة الشعب" فإن الخيوط أوجدت ليستطيع كل شخص التزود بحاجياته الأساسية بالعكس مما تعانيه الغالبية العظمى اليوم".

نقطة نظام بغير عودة
"الوطنية" المزعومة اليوم تتغذى من الإحساس المتولد من الفقر و الجوع و من الصورة الجديدة للعدو "الإرهاب" العربي الإسلامي، حيث تشكل مع الغرب عوامل التقاء و تكامل للمواجهة دون تحديد تعريف واضح للإرهاب. لقد فقدت الأجواء مصداقيتها فعوض التركيز على "مناهضة الإمبريالية" يتم استبدالها بالتركيز على كره الأجانب "الأبيض الصغير" من الشعوب المهيمنة. إن الجنوب مهدد،وتظهر هذه المفارقة الغريبة: من جهة المثيرة للأسف و التي كانت في ما مضى تشكل أواصر الصداقة ضمن التجمعات المتعددة للجنسية داخل الاتحاد السوفيتي يجد العمال و التلاميذ أنفسهم يرثون لحال الحدود المنصوبة من جديد، و التي حددت خرائط القوميات و حسدت العقبات المادية و السياسية، و منعت حرية السفر و شتت الأسر و المجموعات المتكتلة داخل الأصدقاء. و من جهة أخرى القبول بالهجوم على الشيشان، و كأننا نستلذ بالفرجة على فيلم ثقافي يعود إلى سنوات 1930، إنها خشبة مسرح تذكرنا بالممثل اليهودي سلومون ميخويل الذي قتله ستالين في أحد القرى و هو للتذكير (مناهض للصهيونية) و (مناهض للسامية) نهاية 1940، كان يغني تهويدة عبرية (أغنية تسهل نوم الأطفال) لطفل أسود مقلوع من جذوره بمخلب العنصرية الأمريكية.
الحنين إلى السوفيت URSS و محاولة إعادة إحيائه من طرف الجماهير لا يتوافق مع هذه التنوعية السياسية، الواقع يكذب إمكانية عودة زمن السوفيت حيث : معونات النظام الاجتماعي السوفيتي، الخصخصة ودور الأموال و ضغط العالم الخارجي (الشمولية-العولمة) لكنها فقط تجعل دلك العهد يذهب إلى غير رجعة و إذا كانت التقاليد البيروقراطية البوليسية يتم إعادة إحياءها لسد حاجيات السلطة الداخلية والتحكم في الفوائد البترولية فإن ذلك يندرج في سياق عالمي كنموذج للعسكرة الثقافية الأمنية الذي تأطره ( المنظومة) الأمريكية والتي ثم تبنيها من طرف النظام الجديد الروسي .
في طل إعادة الاعتبار ،الرئيس فلاديمير بوتين لم ينسى بيير الأكبر والإصلاحي الليبرالي الاستبدادي بيوتر ستوليبين .نيكولاس لثاني الدي بنيت معه الكنيسة الارثودوكسية الفاعلة،الكريملين الدي ظل يرمز إلى النسر الكاسر ذو القرنين المزدوجين :عجل من ذهب يعادل الدولار .
في حين يربض الثنائي المعدني لفيرا موخينا في مكانهما يلوحان بالأداة الشيوعية التي ترمز إلى إعادة الحياة التي ترعب الليبراليين :لا شك أن عودتهما يوما تضع علي عاتقهما تصحيح الحياة من جديد لتكسب خطواتهما اتجاه المستقبل الصلابة والفخر كما على العامل والفلاح الكولخوزي أن يضع نصب عينيهما بناء اكبر قاعدة جديدة للعهد الجديد في ظل الاقتصاد الممركز.


JEAN-MARIE CHAUVIER


الهـامـش

1 – صور الثنائي الاشتراكيين تظهر واجهة الجنريك لأفلام ستوديوموس – فيلم.
2- عيد ميلاد الثورة الاشتراكية الكبرى لأكتوبر 1917.
3- حول موسيقى بوريس الكسندروف – النشيد الذي انتحر في 1945 الأممية، و الذي تم التخلي عنه مع URSS في 1991، و الذي تم إعادة تبنيه من طرف الدوما في 18 دجنبر 2000، بعبارات جديدة "وطنية" ألفها سيرجوي ميخالوف الذي سبق و أن كتب النشيد السوفيتي.
4- أندري كولينسينكوف – انرفيستينا، موسكو 5 يونيو و 4 غشت 2001.
5 - %48 من الروس لا يرون في الأمين المحافظ ، و قبضة الدولة الروسية لبوريس ايلتسن مجرد : حادث عرضي للنضال من أجل السلطة، %31 "أحداث تراجيدية"، %10 مجرد "انتصار للديمقراطية". ذكراها الثانية لـ 2001 لم ليكن قد احتفل بها.
6 – الأقطاب القديمة : فلادمير كوستانسن (الوكالة) لاجئ بإسبانيا، بوريس بيرزوفسكي (سيارات، بترول، وكالة، أموال الكريلمن) "لاجئ سياسي" في بريطانيا، ميخائيل جورباتشيف (بترول IOUKOS) تم سجنه.
7 – المؤسسة الأمنية للشعب الخاصة بالأعمال الداخلية (NKVD) كانت بمثابة البوليس السياسي تحت إمرة ستالين، و تم استبدالها في 1954 جهاز استخبار الدولة (KGB)، ثم فيما بعد في نهاية URSS بجهاز الخدمات الفيدرالية للأمن (FSB).
8 – هذه التنمية تصنف رجال القوات العسكرية، بوليس الاستعلامات.
9 – الحزب الليبرالي الموحد للقوى، الحقوقية و مؤسسة سوروس أصدر مجموعة من "الكتاب الأسود" للشيوعيين بفرنسا ستيفان كورتوا.
10 – اقرأ URSS، مجتمع حركي 1988 L’AUBE, la tour d’aiguës
11 – رفيستا 26 مارس 2002، تتحدث عن إعادة الاعتبار في أوكرانيا للتقسيم SS كاليشينا
12 – Ten Pobedy موسكو 2002
13 – نيزافيسيميا كزنيا موسكو 9 نونبر 1995
14 – اقرأ كارين كليمان، العمال الروس في دورات السوق سليبس – باريس 2000.
15 – اقرأ بيير كوباب "La goule selon chalamov" في جريدة "لوموند ديبلومتك" دجنبر 2003.
16- سنوات العشرينات في منشورات فيردي (باريس 1997) التي تزامن نشرها تماما مع قصائد كاليما 2003).
17- ليودميلا : روسيا العصر، الجدل، باريس 1998.
18 – كولوساكريت، سيلبسكا روسيا XX فيكا فكريست ميموراخ، ASPEKT PRESS موسكو 1996
19 – اقرأ بيربروي، الشيوعيون ضد الستالينية، اغتيال جيل فايارد باريس 2003.
20 – ليناراتورينا كارينتا، موسكو: 6 – 12 مارس 2002.
21 – مقابلة بخصوص إصداره لكتاب : البطريق (ليانا ليفي، باريس 2000)، "أرقام الملائكة" WWW.LELIBRAIRE.COM


من لينين إلى غاية ايلتسين
6 نونبر 1917 : قاد فلاديمير ايلتش اوليانوف الملقب بلينين البلاشفة حتى انتزعوا السلطة
30 دجنبر 1992 : تم تأسيس اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية
21 يناير 1994 : وفاة لينين ليحل مكانه جوزيف دجوكاشفيلي المسمى ستالين، الذي أعلن عن الإصلاح الزراعي و الصناعي في مسيرة إجبارية.
1 دجنبر 1934 : اغتيال القيادي الشيوعي سيرجوي كيروف مدشنة مرحلة من القمع الدموي محاكمات موسكو صاحبتها توقيف المئات من الآلاف.
21 يونيو 1941 : 8 ماي 1945 : هجومات هتلر و دفاع مستميت لتسالينغراد حتى الانتصار (فبراير 1943)، الحرب السياسية الكبرى ستدفع الحرس الأحمر حتى برلين، رافقها 20 مليون قتيل.
5 مارس 1953 : موت ستالين، بعده جورجي مكونكوف، نكيتا خروشتشيف سيصلون إلى رأس هرم الحزب الشيوعي.
فبراير 1956 : المؤتمر XX للحزب الشيوعي : نيكيتا خروشتشيف، يعلن عن جرائم ستالين، هذا "الانفراج" تم استثماره من خلال محاولات الفوضويين و الإصلاحيين.
أكتوبر 1956 : - الجيش الروسي يقمع تمردات بودبست.
15 غشت 1968 : - وساطة الجيش لميثاق فارسوفي، في تشيكوسلافيكية لوضع حد نهاية خريف براغ.
مارس 1985 : السكراترية العامة في المرحلة الانتقالية، لوري انربوف و كوستانطين تشيرنيكوف، و ميخائيل جورباتشيف يتواجدون على رأس PCUS و يعلنون عن البيسترويتا (إعادة البناء) في الكلاسنوست (الثقافية).
21 غشت 1991 : الأمين المحافظ العام يجهض سرعة تفعيل مشروع بوريس ايلتسن للحصول على الرئاسة في يونيو بروسيا.
8 دجنبر 1991 : رئيس روسيا و أوكرانيا و بيولوروسيا من خلال اجتماع بمانسك بأن الاتحاد السوفيتي لم يعد يوجد.


Mars 2004 ANNEE : 51



#يسير_بلهيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية التنمية ومصداقية المنظمات الغير الحكومية
- مهامنا وادوات نضالنا في خدمة جماهيرية النضال الحقوقي


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ... / محمد الحنفي
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ... / محمد علي مقلد
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب / محمد الحنفي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - يسير بلهيبة - الراهن الروسي ... و الحنين إلى السوفيات