منظمة شباب هتلر - هل ستعود بعقيدة جديدة ؟

هادي بن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 23:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

شباب هتلر (Hitler Youth) .. منظمة شبه عسكريه تابعة للحزب النازي أنشئت في 13 من ماي سنة 1922 كانت تضم الفتيان الذين تجاوزوا سن العاشرة وتهتم بتلقينهم الأفكار النازية لتحويلهم مستقبلا إلى الات قتل عديمة الرحمة تنفذ أوامر الفوهرر دون تردد اما الفتيات فيجهزن لدورهن المستقبلي في الأمة الألمانية .

كان المشرفون على المنظمة يقومون بالتجوال بين الاحياء لاقناع الشبان بالانضمام .. وكل من يرفض سيطرد من المدرسة ويطرد والده من العمل ... سنة 1933 وصل عدد اعضاء المنظمة إلى 2.3 مليون بقيادة "بالدور فون شيراخ " وهو احد القادة النازيين الذين استسلموا سنة 1945 .. اتهمته "محكمة نورينبرغ" بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب ترحيله ليهود من ڤ-;-يينا إلى معسكرات الابادة الجماعية وقد قضى فترة سجنه في "سباندو" ، و اطلق سراحه فى 30 سبتمبر سنة 1966 و عاش فى عزله فى جنوب المانيا ليكتب مذكراته " أمنت بهتلر " ! .

شاركت كتيبة "شبان هتلر" الى جانب "الجيستابو" في أحداث "ليلة الكريستال" حيث قتل فيها 91 يهوديا ودمرت منازل ومحلات اليهود واعتقل منهم قرابة الثلاثين ألفا رحلوا إلى معسكرات اعتقال ومن ثم إلى معسكرات إبادة .

رغم صغر سنهم إلا ان افراد المنظمة من الاطفال شاركوا في اكثر الاعمال العنصرية تطرفا في ألمانيا وقام هتلر لاحقا بتوجيهم إلى الغرب للتصدي لزحف القوات الأمريكية التي قبضت عليهم ولم تصدق ما رأته !! لم يخشى هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا إلى غسيل دماغ في سن مبكرة من الطائرات والمدافع والبنادق الموجهة إلى صدورهم ولم يقوموا بأي ردة فعل كان سيقوم بها أي طفل في سنهم كالخوف والبكاء ...

هذا الامر ليس بالغريب إذا علمنا ان شعار المنظمة الذي تعلموه منذ الصغر هو "الدم والشرف" وان هتلر هو بمثابة الأب الروحي تهون حياتهم دفاعا عنه, حتى أن صلوات الشكر التي يتلوها شبان المنظمة قبل تناول الطعام كانت :

"قائدي، قائدي الذي منحني إياه الرب. احم و احفظ حياتي مطولاً. لقد خلصت ألمانيا في وقت الشدة. أشكرك على خبزي اليومي. كن معي لوقت طويل، لا تتخل عني. قائدي.. يا قائدي، إيماني، نوري، فليحيا قائدي !"


يمكن فهم عقيدة هذا التنظيم في قول "بالدور فون شيراخ" :

“نحن لا نحتاج قادة فكر يبتكرون أفكار جديدة، لأن أدولف هتلر هو القائد المستعلي فوق كل رغبات الشباب ”

وقول "هتلر" نفسه :

"هؤلاء الفتيان و الفتيات يلتحقون بتنظيماتنا في سن العاشرة، و بعد أربع سنين يذهبون إلى منظمة شباب هتلر حيث نحظى بهم لأربع سنين أخرى.. و حتى لو لم يكونوا اشتراكيين قوميين تماما بعد، فسيصقلون لستة أشهر بعدها مع خدمات العمال. أي وعي باقٍ بعدها بالطبقة أو المنزلة الاجتماعية فستتكفل به القوات المسلحة الألمانية."

باختصار, كانت منظمة "شباب هتلر" إحدى جرائم النازية ضد الإنسانية والطفولة والتاريخ لا ينقل لنا ما عاناه هؤلاء الأطفال المساكين الذين قبض عليهم من أهوال وأزمات نفسية حادة قد تودي بهم إلى الإنتحار بعد سقوط النظام النازي ورحيل القائد والأب الروحي !

اليوم في تونس مابعد الثورة أنشئت مدارس قرانية لا تخضع لاي رقابة من طرف الدولة يحفظ فيها الأطفال القران (وهو أمر جميل سيحتاجون إليه مستقبلا لمقاومة الرواية) والاحاديث وقصص الأنبياء .. لكن كثيرة جدا هي هاته المدارس التي تقع بين أزقة الأحياء الفقيرة يقوم فيها بعض المنتمين إلى التيار السلفي بتعليم الأطفال عقيدة الولاء والبراء وتعظيم بن لادن والزرقاوي والظواهري واعتبارهم انهم من رموز الأمة ! حتى ان بعض الاطفال اصبحوا يتجنبون مصافحة قريباتهم والحديث إليهم بأوامر من هؤلاء المعلمين . يعلمونهم أيضا أن يبغضوا الشيعة والشيوعيين والعلمانيين وغيرهم وأن فرقة أهل السنة والجماعة فقط من تمثل الإسلام وأن حب الوطن ورايته من الوثنية وأن أحداث 11 سبتمبر عمل بطولي!! وأصبحنا نرى أطفالا صغارا يلقنون أساليب القتل و يتهمون هذا وذاك بالكفر وفتيات صغيرات يلبسن النقاب وغير ذلك من الأمور القاتلة للطفولة . إن متطرفا واحدا عرف الإسلام منذ سنتين لا نستطيع إثنائه عن أفكاره فماذا سنفعل مستقبلا مع الاف من هؤلاء الاطفال الذين سيعيشون بيننا والذين سيكونون أشد قسوة وبغضا وحقدا و ولاءا لأفكارهم من سلفهم .. هل سنشهد عودة منظمة شباب هتلر بعقيدة جديدة !!!






---------------------
المصادر:

http://www.saqya.com

http://en.wikipedia.org

http://www.spartacus.schoolnet.co.uk/GERwhiterose.htm

#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات