أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد خليفة هداوي - من يكرم الموظف النزيه














المزيد.....

من يكرم الموظف النزيه


وليد خليفة هداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 13:19
المحور: حقوق الانسان
    


وليد خليفة هداوي

من سورة النمل
بسم الله الرحمن الرحيم
"فلما جاء سليمان قال اتمدوني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل انتم بهديتكم تفرحون " صدق الله العظيم

ومن الحديث الشريف
استعمل رسول الله (ص) رجلا من الازد يقال له ابن اللتبية على الصدقة , فلما قدم قال : هذا مالكم وهذا هدية أهديت ألي , فقام رسول الله (ص) خطيبا على المنبر , فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :أما بعد فاني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولا ني الله ,فيأتي ويقول :هذا مالكم , وهذا هدية أهديت إلي , أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تاتيه هديته إن كان صادقا , والله لا يأخذ أحدكم شيئا بغير حقه , إلا لقي الله يحمله يوم القيامة , فلا اعرفن احد منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار , أو شاة تبعر , ثم رفع يديه حتى رؤى بياض أبطيه يقول "اللهم هل بلغت "ثلاثا


تكثف الدوائر الرقابية بحثها عن الفاسدين والمرتشين ، وتشكل المحاكم، وتشكل لجان التحقيق، فتضبط من تضبطه، ويحكم على البعض ويفلت آخرون بغنائمهم من المال العام عند ضعف الأدلة التي يحرص الفاسدون على إحكامها . ولكن الموظف النزيه , الذي يحافظ على المال العام , ويقف كالجبل شامخا أمام مغريات المال والسلطة ،وهو يعاني الكثير من الحاجة والحرمان . لا احد يهتم به ولا يوجد من يذكره بخير سواء أثناء خدمته أو بعد انتهائها.
فالموظف النزيه لا يكلف الدولة كل هذه المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد, تحت عنوان "مؤسسات النزاهة "(هيئة النزاهة ، المفتشون العموميون ،دوائر الرقابة المالية ...الخ ) ، وهي في واقعها مؤسسات مكافحة الفساد . وبالتأكيد لها موازنتها الخاصة من المال العام ، ولولا وجود الفساد ما شكلت هذه المؤسسات ولا صرفت تلك الأموال .

وما نريده هو أن تلتفت مؤسسات النزاهة إلى الموظف النزيه ، الذي لا يكلف الدولة إلا راتبه .تلتفت إليه لتقييم عمله , وتخليد سيرته , وجعله مثلا يقتدى به . والتفكير بوسائل متطورة للتعبير عن هذه الفكرة كمنحه شهادة نزاهة ،أو تسجيل أسماؤهم في لوحة للشرف في الدائرة التي عمل فيها . ولو إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يجزي الإنسان خيرا عن أمانته ونزاهته.
والموظف المخلص والنزيه والمؤتمن على المال العام ، تقدم له المغريات ، ويمكنه أن يستحوذ على جزء من ذلك المال بحكم موقعه الوظيفي ، و يمكن أن يقبل الهدايا والرشا مقابل قيامه بالتوقيع على معاملات غير قانونيه أو إعطاء موافقات لتنفيذ مشاريع فيها فساد مالي ، ولا حاجة لذكر أسماء من هربوا بمليارات من المال العام. أو حكم عليهم بسبب الفساد المالي .
وعندما يكون الموظف النزيه ، تحت ثقل الحاجة لسد متطلبات الحياة كالحاجة إلى دار سكن أو سيارة أو رصيد مالي يعينه على تقلبات الزمن، تنتفض فيه مخافة الله وحساب الضمير، وتبقي يده عفيفة طاهرة ويمتنع عن الاختلاس من المال العام أو قبول الرشا أو الهدايا ويدخل الوظيفة ويخرج منها وهو قد لا يملك دارا للسكن ولا سيارة ،و يرى موظفين آخرين يثرون على حساب المال العام ويملكون الدور الفارهة و العمارات الشاهقة ويقتنون أفخم السيارات .فيصح فيه قول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمولُ

أما الموظف غير النزيه، فهو الموظف المرتشي الذي: يختلس من المال العام المؤتمن عليه، أو من يقبل الهدايا أو الرشا أو الولائم أو يعطي الأمر بتنفيذ مشاريع عامة مقابل عمولات خاصة او يقبل بانجازها خلافا للمواصفات المثبتة في عقد المقاولة . أو يمتنع عن تنفيذ أمر فيه مصلحة للغير إلا مقابل وعود بالهدايا والرشا أو من يتلاعب بمرتبات العاملين ، أو من يتعامل بتقديم وصولات لشراء مواد بأموال من المال العام بأضعاف سعرها الحقيقي . وليس مجال عد صور الفساد المالي في هذا الموضوع .
وفي الختام فان الأمل يحدونا بأن يتم الالتفات إلى هذه الشريحة النزيهة المضحية التي صبرت على قسوة الحياة وشظف العيش وهي تأمر بصرف المليارات ، وتحافظ على المال العام ، دون ان تمتد يدها الى دينار واحد منه ، وإشاعة عرف وظيفي واجتماعي للسيرة الحسنة والخلق الرفيع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .



#وليد_خليفة_هداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصفيق لمعالي وزير الكهرباء المهندس كريم عفتان الجميلي


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد خليفة هداوي - من يكرم الموظف النزيه