أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الخرافة فى التاريخ الاسلامى















المزيد.....



الخرافة فى التاريخ الاسلامى


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 07:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كان العرب يختزنون في ذاكرتهم شيئاً من قصص وأخبار الأمم الماضية والأنبياء، مثل الأخبار الواردة عن لقمان الحكيم، وقصة عاد وثمود، وقصة النبي إبراهيم وإسماعيل ، وإن كانت هذه القصص والأخبار ناقصة أو محرفة في بعض المواضع.....وظاهرة وجود القصص الخرافية والأسطورية كانت منتشرة بين العرب قبل الإسلام على نطاق واسع....مما لاشك فيه أن الخرافة والأسطورة هما في الحقيقة تعبير من الإنسان عن ضعفه وعجزه إزاء مظاهر القوة والغموض المحيطة به، فيحاول أن ينسج الخرافات والأساطير حول تلك المظاهر نتيجة لعدم قدرته على كشف غموضها وأسرارها إن كانت مظاهر مجهولة، أو نتيجة لإحساسه بالضعف والعجز حيالها فتبيح له مخيلته أن يخترع حولها الأوهام والمبالغات في محاولة لاستعطافها واسترضائها...ونتيجة لإحساس الإنسان العربي بالضعف والعجز وهو يعيش في صحرائه الفسيحة الملغومة بعوامل الموت والفناء والانقراض حيث الشمس بضيائها المحرق اللاهب، والرمال بزحفها المستمر نحوه، وحيث شحة الماء، والتنازع من أجل البقاء، والصراعات والتناحرات المستمرة المتصلة التي كانت تبدو لا نهاية لها....كل تلك العوامل التي كانت تشدد وتعمق إحساس العربي بالضعف والعجز إزاء طبيعته القاسية، كانت في الحقيقة الأرضية المناسبة لظهور الخرافات والأساطير، ولذلك فلا عجب أن نرى شيوع هذا اللون من القصص بين العرب قبل الإسلام وبعده....وقد كان قسم من هذه الأساطير ما هو عربي خالص لا أثر فيه من الثقافات الأخرى للأُمم المجاورة كالخرافات والأساطير التي يشكل (الجن) و(الغيلان) و(الشياطين) موضوعاتها الرئيسية، ومن هذه الخرافات والأساطير ما هو مزيج من رشحات المخيلة العربية ومخيلة الشعوب الأخرى، ومنها أيضاً ما هو أجنبي خالص استعماره العرب من الأمم الأخرى وتداولوه فيما بينهم كقصص (رستم واسفنديار) التي يشير القرآن الكريم إلى أنّ المشركين كانوا يستخدمونها لصرف الناس عن الاستماع إلى القرآن.....نستنتج من كل ما سبق أنّ (القصة الخرافية ) كانت متداولة بين العرب قبل الإسلام وبعده....

ومن خلال القراءة الممعنة للتأريخ وجد الخلفاء والفقهاء وكل تجار الدين أن وهم القدسية وسلطة الخرافة هما السلاح الفعال لإبقاء الهيمنة على الناس ، لذا لابد من خرافة عصرية تواكب العلوم وتتطور معها ومن هنا نشأت الخرافات الدينية العلمية والأدبية وخرافات الفن ..... وعن الخرافة العلمية، وهي الأخطر، التي تعبث بعقول الناس وتزيدهم ضياعا، والتي، وللأسف، تجد صداها قويا ومؤثرا حتى قي نفوس أكثر الناس ثقافة ووعي ، واقصد بها الدراسات التي تتحدث عن التخاطر، والقدرات الروحية والنفسية كقدرة التأثير عن بعد لدى البشر ، ما يعرف منها بعلم الباراسايكولوجي ، ظلما ، لما يمكن ، لو توفرت النوايا الحسنة ، أن يكون علما .....فالتخاطر ، مثلا ، ليس سوى خدعة إذ أن العمليات الفكرية وعمليات الدماغ تجري بواسطة تحولات كيماوية في الأعصاب وتنقل بتيارات ضعيفة جدا لا يمكن للمجالات الكهرومغناطيسية المحيطة بها أن تتجاوز جمجمة الرأس ، كما أن الدماغ ، لم يكن حتى الآن ، أقول حتى الآن ، لأنني أؤمن أن باستطاعة الإنسان أن يجري تحويرات عليه في المستقبل ، لم يكن الدماغ بمستقبل للإشارات اللاسلكية وليست فيه منظومة لذلك ، والأعصاب الناقلة لتيارات فعاليات الدماغ ليست أسلاكا معدنية ، أي أنها لايمكن أن تُحث بالمجالات الكهرومغناطيسة ، ناهيك عن كون الأجواء مشبعة بإشارات لاسلكية قوية تقوم بالتشويش على أية إشارة ضعيفة ، إن افترضنا جدلا بوجود إشارات للتخاطر ، وان كان لابد من طرح الموضوع فذلك يستوجب نقاشا مستفيضا ...... ولكن وكأية خرافة تكتسب بقائها ووجودها من قدسيتها فان خرافة العلم مقدسة لدى من يعتقد بها ، وازدراءها يعني له كفرا ، لذا تجد من يتبناها ، ويذود عنها بعنف وبسالة من ذادوا عن الآلهة وقدموا أولادهم قربانا لها .....

لقد أصبحت العلوم المنحرفة مدمرة بكل الاتجاهات فهي تستنزف ذهنية الباحث بأوهام لا تغني ولا تشبع وتقيد الجماهير بإبهار زائف فتزيدهم ضياعا وعجزا وضعفا ومن ثم تبعية.....وفي الأدب وردت خرافات قيل عنها قصائد بتشجيع من مؤسسات اقتصادية وحاكمة مهيمنة نجحت بفصل القصيدة عن المتلقي ، عن عامة الناس ، لترتد هلاوس مبهمة يتلذذ بها ناظمها فلا هي تحرك ساكنا فتوجج مشاعر وأحاسيس فياضة ولا هي تصنع ثورة. فالشاعر انما محرض يلملم شذرات أحاسيسه الجياشة ورؤاه الإنسانية ويقدم عصارتها سهلة مستساغة تنفذ إلى وجدان الآخرين ويخلق منها صورا محرضة على الظلم واستعباد البشر مثلما ينسج منها ألوانا باهرة تحرك عين الإحساس لتستكشف ألوان الحياة وبهائها وحسنها ، فتولد عشقا وهياما يجعل حتى من تبدلت مشاعره عاشقا نبيلا ، فالشاعر المحرض يعير أحاسيسه الجياشة إلى الآخرين ويغذيهم برؤاه ....لقد أصبح الكثير من القصائد ، وليست كلها ، محض موسيقى لعازف يخلط الإيقاعات ولا يسمع سوى صدى هلوسات شيطانية لخرافة مهيمنة ..... وبذلك فقد نجحت هذه المؤسسات السلطوية من إقصاء الشاعر الذي كان إلى يوم قريب يتوسط الجماهير ويضيء أرواحهم بفيض مما يختزن من ضياء ....وفي الأدب قرأت نقدا قال عنه صديق لي إنها البنيوية ، وعسى أن لا تكون هي كذلك ، أعترفُ أن الناقد ذكي ، راح يسفسط العلاقات بين الكلمات والصور كما يفعل الساحر في السيرك ، بشكل يبهرك ، ولكن ما يجري أمامك ليس منطقيا ، فمن يصدقه ساذج ومن يكذبه حائر ....وفي الفن ومنه السينما ، حيث البطولات الخارقة ومصاصوا الدماء وأصحاب القدرات الغيبية أسرت العقول وهيمنت عليها لتكون أرضا خصبة لتصديق ما لا يعقل ، لقد أُدخلت الخرافة إلى كل بيت . والغاية واحدة ، ألا وهي تهيئة عقول الناس لتقبّل ما ينافي العقل وإبقائهم في دوامة اللاأدرية ، مما يجعلهم مطيعين ، مقدِّسين ، لمفهوم السلطة وليس لقانون العقل والمنطق الرصين .....

لذلك يقال أن التاريخ مرآة الماضي لتفسير الحاضر وفهمه واستشراف المستقبل، فما من امة استطاعت أن تنهض دون الرجوع إلى تاريخها والاستفادة منه في حاضرها ومستقبلها ، فما بالك بأمة لا تزال تعاني من علل في فهم تاريخها ؟! ولاتزال تعيش في وهم تاريخ مشوه كلٌ يفسره حسب هواه ومصالحه.....إن المسلمين اليوم يتكالبون لدراسة التاريخ لكي يثبتوا أن فلاناً كان أشجع أو أعلم أو أفضل من فلان ، لا يزيدون على ذلك شيئا، بينما هم واقعون على وضع سيئ، فلا يحاولون أن يعتبروا بما في التاريخ من عظات بالغة ودروس عميقة ، بل على العكس تماما لا زلنا نخوض جدالات عقيمة لا تتجاوز دائرة "الشخوص " مبتعدين كل البعد عن الجدالات الفكرية التي تثري العقول وتحيي بها المجتمعات الراكدة ، بدلا من انهاك الناس بسخافات اكل عليها الزمان وشرب ، فغدت كل فئة تتصيد للأخرى و تستخدم التاريخ كوسيلة لإثبات ان الحق معها وحدها و ما سوى ذلك فهو باطل.....انهم حين يستعرضون سير رجال التاريخ يصورون البعض كالملائكة المعصمون عن أي خطا، ومن هم في الطرف الآخر شياطين سبب كل بلاء و دمار حل بالأمة،وأقرب مثال على ذلك القائد العظيم صلاح الدين الايوبي الذي يُعد من أكثرالشخصيات التاريخية ذكرا في تراثنا الإسلامي، و لأنه صلاح الدين محرر القدس و كاسر شوكة الصليبيين، أحيطت سيرته بالكثير من الأساطير والمبالغات، وهي ترد من لدن مؤرخين يدافعون عنها و ليست مجرد قصص عابرة ،ألم يخطئ هذا القائد العظيم طوال مسيرته ؟! لما لا ننظر الى جميع الجوانب من حياته بشيء من الانصاف لنتعلم منها لنشعر على الاقل بأنه بشر يخطئ ويصيب، بل على العكس إن هذه النظره المتكاملة عنه هي من تضفي ميزة الى شخصه و تشعرني انا كقارئ بأنها أقرب إلى الواقع و الحقيقة.....

لقد امتلأ الجو بالخطب التاريخية الرنانة التي تدغدغ العواطف وتثير الأحقاد، البعيدة في كثيرٍ من الأحيان عن كلام العقل وحدود المنطق حتى بات الجيل الجديد لا ينظر إلى التاريخ إلا بشيء من الشك ليس الشك الذي يقود إلى اليقين بل الشك الذي يقود إلى اعتبار التاريخ مجرد اكاذيب وترهات، إن التجديد في الطرح التاريخي للأحداث بات أمر ضرورياً وملحاً وإلا فمن الأولى أن نرمي به عرض الحائط ونقرأ مكانه كتاب ألف ليلة و ليلة الذي يعزو كل حادثة عجيبة إلى الجن القادرون على فعل ما لا يتخيله عقل بشر، وبهذا يمسي التاريخ في أيدينا كالعجين نضعه في القالب الذي نريد...ومن ثم ليس من المبالغة بشئ إن قلت بأن تاريخ الوطن العربي المعاصر لم يكتب بعد، و تاريخنا ككل بحاجة إلى غربلة وإعادة النظر في الكثير من أحداثه لاسيما الآن في وقت يمر به الوطن العربي بنقطة تحول كبرى، وحركة غليان تنبعث منها أفكار هي نتاج لتصور تاريخي معين أو بمعنى أصح حركات تعتنق أيديولوجيات مختلفة تناقلت من جيل إلى جيل نرى تأثيرها واضحاً اليوم كجزء رئيس من حركة التدافع الاجتماعي....

على الرغم من استفادتي من كتب علماء الميثولوجيا في طرحهم النقدي لفلسفة الاسطورة إلا أنني لا اتفق مع طرحهم جملة؛ من حيث عدم تفريقهم لما هو وحي مقدس مصدره عالم الغيب والشهادة سبحانه، وبين غيره من المصادر البشرية التي يعتريها ما يعتري الجهد البشري.... وبالتالي فإن المقال لا يتجه نحو الوحي المقدس القرآن الكريم ، وإنما صوب الفكر الإسلامي بالبحث والتنقيب في ثناياه عن الاسطورة وأثرها في تشكيل المخيال العام عند المسلمين ....ربما لا يبدو الاهتمام بنقض فكرة الاسطورة لأسباب تاريخية وأيدلوجية معروفة حيث كانت الاسطورة وسيلة فعالة لإدارة الصراع السياسي والمذهبي لدرجة صيرورة الاسطورة إلى عقيدة راسخة وبالتالي أصبح نقدالاسطورة نقضا للعقيدة جملة.... ولكن مكمن الخطر وموطن الداء أن يتوهم البعض في زماننا بأن الاسطورة وسيلة فعالة ينبغي توظيفها للحصول على ذات النتائج الطائفية لكسب معارك تاريخية قد فارقها الزمان والمكان والانسان،على الرغم من أن منطق العقل يقرر بأن كسب المعارك ليس كسبا للحرب !!....بنظرة سريعة في الفكر الإنساني الحديث نجد أن علماء الميثولوجيا اهتموا بفلسفة الاسطورة وقسموها حسب موضوعاتها إلى خمسة أقسام: الاسطورة الرمزية، وأسطورة التكوين، وأسطورة البطل الإله، وأسطورة الطقوس.... وأضافوا إليها حزمة من المفاهيم المفتاحية لفهمها، كمفهوم الخرافة، واللامنطق،واللامعقول، واللازمكان في بعض الاحيان....كذلك عرفوا الاسطورة بتعريفات متقاربة المعاني، فمنهم من عرفها بأنها:قصة متداولة أو خرافية، تتعلق بكائن خارق أو حادثة غير عادية. فهي قصة مخترعة أو ملفقة.... ومنهم من ذهب إلى أنها: حكاية مجهولة المؤلف تتحدث عن الاصل والعلة والقدر، ويفسر بها المجتمع ظواهر الكون والانسان تفسيرا،لا يخلو من نزعة تربوية تعليمية..... وذهب غيره إلى أن الاسطورة: ليست سجلا تاريخيا مضبوطا للاحداث الجارية عبر ماضي الجماعات، بل هي تمثل تاريخا قبليا، تتوارثه الأجيال المتعاقبة عن طريق التلقين .....إذا الاسطورة قصة مخترعة بالكامل، أو نصف أختراع، أو ملفقة جملة حول إنسان أو حدث أو صفة، تقنع الأتباع بعظمة ذلك الانسان، أو قدسية تلك الصفة، أو تميز ذاك الحدث بحرمة أو ببركة زائدة.... وبهذه الحيثيات يتم إقناع الأتباع بضرورة الانقياد لهذه الشخصية أو تقديس ذلك الحدث في الزمكان، ومن ثم تتظافر جهود الأتباع على توريث الاسطورة إلى الأجيال المتعاقبة بطريقة المشافهة وعبر سلسلة رجال قريب عهد بزمان ظهور الشخصية المؤسطرة، ومن ثم تنتقل الاسطورة من طور المشافهة إلى مرحلة التدوين حيث يتم تدوينها عبر مدونات ومراجع تلك الطائفة صاحبة براءة اختراع الاسطورة !!....

فإذا كان ذلك كذلك فإن للاسطورة وظائف سياسدينة ، ومن تلك الوظائف نقل التصورات الدينية الفردية إلى تصورات جمعية مؤسسة، تدفع عن الفرد وطأة مجابهة منطق العقل والبرهان.... وتحمل صانعي الاسطورة أو المستفيدين منها من إقامة شعائر ومراسيم وطقوس عبادية تميز هذه الطائفة عن غيرها من الطوائف.... وبحيث تصبح هذه الشعائر والطقوس بمثابة الأمتداد الطبعي لخطاب الوحي المقدس، ويتم تقديمها في صور قواعد، وحكم، وأمثال، وأحاديث يسهل تداولها وتناقلها بين الأجيال في إطار العاطفة والانفعالية والتمجيدية التي تمكنهم من إضفاء ثوب القداسة على مؤسسي الطائفة ورموزها من حيث الذوات والألقاب والمناقب والسير..... ولعل في أبواب المناقب والكرامات والمعجزات في كتب المسلمين ما يشير إلى سطوة الاسطورة وامتدادها عبر التاريخ والجغرافية والانسان، حيث تنطلق كتب المناقب في تقديمها للأشخاص المؤسسين للمذهب أو الطائفة في اطار الانفعالية وليس على أسس عقلية تتطلب بطبيعتها المنطق والبرهان والمحاكمة والاختبار..... وبالتالي يتأكد أن ثمة علاقة وثيقة بين كتب المناقب وتوطين الاسطورة ...خاصة وأن كتب المناقب تعد سليلة الاسطورة وابنها الشرعي....ولعل العناية الفائقة بتدوين كتب مناقب الرموز الدينية في المذهبية الإسلامية هو العامل الإساس الذي دفع بالعقل المسلم إلى تجاهل دور سنن الكون، وحركة التاريخ، وتحليل وقائعه تحليلا منطقيا، ومن ثم الاعتماد على المعجزات والخوارق وما هو خارج عن سنن الكون وحركة التاريخ بمنطق ما ترك السلف للخلف شيئا، أي الماضي صار حاضرا، والبشري أصبح مقدسا، وبالتالي كل اجتهاد وأبداع لا يكون له علاقة بأقوال وأفعال تلك الرموز المؤسطرة فهو رد، لأن الميثولوجية المذهبية لا تنظر إلى التابع باعتباره خلاقا لأفكاره، مبدعا لاجتهاداته، مشكلا لحاضره، مستشرفا لمستقبله، بل بكونه أعمى مقلدا لتلك الرموز ومن حق الأعمى والمقلد اتباع البصير وتقليده وعدم الخروج على قيمه وافكاره.... لذلك نرى جل كتب المناقب لا تحفل إلا بمناقب الرموز التي لها ارتباط بالسماء أو بالرسول(أي مناقب مقدسة؛كجبريل يقرئ فلانا السلام، وإن لم يبعث فيكم محمد رسولا لبعث فيكم فلانا.... وجبريل أوصى بإمامة فلانا...وهلم جرا)... ولا يخفى أن هذا الأسلوب المتبع في تقديم رموز المذهب في إطار المقدس ما هو إلا محاولة للارتقاء ببشرية الرمز إلى أسطرتها، وذلك بالارتفاع به من طور الإنسان العادي إلى أطوار الغريب والعجيب والخيالي.... كذلك تدفع بحقيقة مفاداها أن كتب المناقب والسير في المذهبية الإسلامية قد خرجت بامتياز من رحم الاسطورة ....

ومن هنا فإن البحث العلمي لفهم مرحلة تشكل الفكر المذهبي سواء السني أوالشيعي يقتضي منا توفير كل مستلزمات البحث والحوار الموضوعي مع التاريخ، وأحسب أن طرح البعد الاسطوري والخيالي والتقديسي( الميثولوجيا ) وفهم أبعاده يعد اللبنة الأساسية في فهم مرحلة تشكل الفكر المذهبي والطائفي، وتفسيرالواقع الاجتماعي، ومعرفة آليات تطور عملية تشكل الفكر في سياقه البنيوي الثقافي ومساقه الاجتماعي والسياسي.... باعتبار أن فلسفة الاسطورة في ذاك الزمكان تعد بمثابة المحضن الحقيقي الذي احتضن مرحلة تشكل المذهبيةوالطائفية الدينية في تاريخ الطائفتين السنية والشيعية...واللافت للنظر أن عدم مراعاة وفهم حيثيات فلسفة الاسطورة والخيال في الفكر الديني جعل لتقديس البشر سبيلا إلى عقول الناس والسيطرة عليهم من قبل المستنفعين من رجال الدين والسياسة(السيف والقلم)خاصة في مرحلةالتدوين وإطارها التدافعي بين المذاهب والطوائف والفرق كما يقول الفيتورى.... ويتجلى ذلك في ممارسة إضفاء الاسطورة والغريب على رموز المذهب والطائفة، وربط ذلك ببعد عقدي.... وتكمن خطورة توظيف فلسفة الاسطورة( الميثولوجيا ) في بعدها الديني حين تقدمها السلطة الحاكمة للاتباع( الرعية )على أساس ديني يقوم بدوراستقرار الاجتماع السياسي، ويصبح التقرب من السلطة الحاكمة من قبل رجل الدين بإضفاء القداسة على رموز الصراع المذهبي والطائفي، وذلك بصناعة المنتجات الاسطورية والخيالية المسندة إلى الدين بطريقة المشافهة والأسانيد... وربما كانت سياسة توظيف الاسطورة من طرف( السيف،والقلم )في بعدها الاجتماعي السياسي من أجل إحداث الصدمة والاندهاش لدى الأتباع(الرعية )،مما يولد لديهم خضوع تام،ومقدرة عالية لخوض حروب شرسة مع مخالفي( السيف،والقلم ).... ويبدو أن توظيف الاسطورة في بعدها المنهجي من(السيف،والقلم )كان بمثابة إيذان بمرحلة جديدة لمزاحمة الوحي بمصادر بشرية متنوعة، يصعب معها ممارسة عملية النقد والمراجعة والتجديد، وبها يتم الانتقال بعقل التابع( الرعية )من مرحلة فهم مقاصد الوحي إلى حفظ نصوصه واستذكارها، ومن طور إعمال العقل إلى إقالته جملة وتفصيلا ....

والغريب أن بعض هذه الرموز التي ألبست ثوب القداسة والاسطورة والخرافة من طرف (السيف، والقلم )تعد من أبرز مؤسسي فكر التجديد والنقد والمراجعة والتمرد على عقلية الخرافة والاسطورة وتقديس الذوات والأشياء.... ولعل ما فعله الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع وفد الزط( السودان،الهند)عندما أراد هذا الوفد تقديس الإمام علي ورفعه بالمنطق الاسطوري إلى مرتبة الخالق، حيث نكل بهم أشد تنكيلا بطريقة لا يقرها الوحى المنزل، فقد ذكر ذلك الكليني في كافيه بعدما سرد قصته مع وفد الزط(... فقال لهم: لئن لم تنتهوا وترجعوا عما قلتم في وتتوبوا إلى الله عز وجل لا قتلنكم فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا فأمر أن تحفر لهم آبار... )....كذلك زهد الإمام علي في إستلام زمام الخلافة والسلطة بعد مقتل الإمام عمرمقابل حرية رأيه واجتهاده وعدم رضاه بالتقليد وإقالة عقله، فقد جاء ذكر تلك الحادثة عند الطبري وغيره، أن الإمام علي بعد مناقشة طويلة مع عبدالرحمن بن عوف؛ المكلف بالاشراف على سير عملية انتخاب الخليفة، وقد كان علي وعثمان هما المرشحين للخلافة، فقال عبد الرحمن لهما:( إني قد نظرت وشاورت فلا تجعلن أيها الرهط على أنفسكم سبيلا.... ودعا عليا فقال:عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده قال: أرجو أن أفعل وأعمل بمبلغ علمي وطاقتي... ودعا عثمان فقال له مثل ما قال لعلي قال نعم، فبايعه ).... وفي رواية أخرى نهض الثلاثة( عبدالرحمن،وعلي،وعثمان ) إلى المسجد فصعدعبد الرحمن المنبر، ونادى عليا ثم أخذ بيده وقال:( هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ فقال علي: اللهم لا، ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي، فأرسل يده ثم نادى: قم إلي يا عثمان، فأخذ بيده وهوفي موقف علي الذي كان فيه فقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ فقال عثمان: اللهم نعم، فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان ثم قال: اللهم اسمع واشهد، اللهم إني قد جعلت ما في رقبتي من ذاك في رقبة عثمان، وازدحم الناس يبايعون عثمان )....

وعلى كل ماسبق وفي ظل أجواء هزلية إلي هذا الحد كان كل شئ وارد..... إلا شئ واحد فقط ؛ أن ينجو العقل المسلم من الإنزالاق في وحل الخرافة.... وبالفعل ظهر “الـقُـصّـاص” و “الـمـعـمـرون”...وهنا ذهب العقل المسلم ولم يرجع بعد !...فالقُصّاص كانوا مجموعة من أشباه الفقهاء..... عرفوا طريقهم للمساجد،واستغلوا حب العامة لنبيهم وشغفهم لمعرفة كل شئ عن حياته و سلوكه وعاداته .. فبدءوا في سرد الحكايات الكاذبة عنه .... ولم يتوقف الأمر عند سرد القصص عن النبي بل ذهبوا إلي اختراع القصص عن أنبياء العهدالقديم من بني إسرائيل. ومن المساجد تسربت هذه القصص إلي كل كتب التراث الإسلامي، فأمست تلك الكتب حجة ضد الإسلام نفسه !!...من خلال اجابتهم مخافة أن يقولوا لا ندري فتتأثر سمعتهم.... وكان أحد هؤلاء أسمه “أبا كعب ... كان يقص في المسجد ويقول : “إن الذئب الذي أكل يوسف اسمه كذا “!! فنبهه أحد الحضور أن الذئب لم يأكل يوسف أصلاً.... فاستدرك وقال: “نعم صدقت فهذا إسم الذئب الذي لم يأكله أما الذئب الذي أكله فاسمه كذا“!... وهناك أيضا ” كلثوم بن عمرالعتابي ” الذى ذاع صيته في عهد هارون الرشيد والأمين والمأمون عندما وقف أمام المسجد وقال : “قال رسول الله من بلغ لسانه أرنبة أنفه لن يدخل النار ” فإذا بكل الحضور في المسجد قد أخرجوا ألسنتهم محاولين لمس أنوفهم !! ويا أسفي علي العقل المسلم الذى يحاول أن يلمس أنفه بلسانه طمعاً في الجنة !!...كما بدءوا أيضاً في وضع الأحاديث التي تناسب عقلية العامة ولم يجدوا أي حرج في إسناد أحاديثهم إلي مشاهير الصحابة وأعلامهم.... إذ كان يكفيك في هذا الزمان أن تحفظ سند واحد، ثم تنسب إليه أي حديث تريد،فيتلقاه العامة بالقبول.... ويحكى أن “أحمد بن حنبل” ذات مرة ذهب إلي المسجد هو وتلميذ له إسمه ” يحي بن معين” فسمع الإمام يقول : “سمعت يحي بن معين يقول عن أحمد بن حنبل : “قال رسول الله (ص) من قال لا إله إلا الله , خلق الله له يوم القيامة من كل كلمة طائراً منقاره من ذهب وجناحيه من ياقوت ” !! فاندهش “بن حنبل” وأشار لتلميذه أن يذهب للإمام ويسأله عن أصل هذا الحديث ...فذهب وسأله ... فأجابه الإمام : لقد سمعته من يحي تلميذ بن حنبل ... فقال له أنا يحي وهذا أحمد بن حنبل جالس هناك ! فضحك الإمام وقال له أتحسبان أنكما وحدكما أحمد بن حنبل ويحي بن معين .. لقد قابلت في حياتي سبعة عشررجلاً قبلكما قالوا أنا يحي بن معين وهذا أحمد بن حنبل !!!....

وكان ظهور “الـمـعـمـرون” بمثابة إعلان نهائي لانغماس العقل المسلم في وحل الخرافة حتى أخمص قدميه..... لنبقي إلي الأبد أمة بلا عقل...أمة ميتة.... وهل ثمة احتياج لعقل إذا حضر النقل ؟ أعني هل ثمة احتياج لعقل إذا حضر الموت !!..ففي القرن الثالث والرابع الهجري ظهر أناس يزعمون أنهم من صحابة رسول الله..... وأنهم سمعوا منه الأحاديث شخصياً... ولا حاجة لهم لإسناد . والغريب أن الناس تقبلوا تلك الفكرة البلهاء... تقبلوا فكرة أن رجل عاشر النبي وعاش معه قبل 400 سنه !! ففي أواخر القرن الثالث .... أي بعد قرابة 300 سنة من وفاة النبي .... خرج علي الناس رجل يدعي ” أبو الدنيا ” زعم أنه من أصدقاء علي بن أبي طالب ....وكان يروي عنه الأحاديث ....و سنة 350 هجرية ظهر رجل أخر اسمه ” جعفر الرومي ” زعم أنه صحب النبي في غزوة “تبوك” ..... ولما سقط من النبي سوطه قام جعفر هذا بالنزول من علي ناقته وناول النبي السوط …. فدعا له النبي بطول العمر .... وكانت هذه الدعوة سبباً في طول عمره ... وكان يحدث ويروي عن النبي ويقص علي العامة الحكايات ! مع هؤلاء الصنف من المعمرين لم يعد الناس بحاجة إلي حفظ سند كامل ثم إلصاق أي حديث موضوع به .. فالمعمرين بلغوا من العمر قرابة الـ 400 سنة ..... وكانوا قد عاصروا النبي (ص) وسمعوا منه الأحاديث بأنفسهم ولا حاجة لهم إلي أي إسناد !!... فهناك من المعمرين من بلغ عمره 800 سنة حيث يبدو أن 400 سنة لم تعد كافيه للبعض ..! فظاهرة المعمرين كانت قد انتقلت من بلاد العرب إلي البلاد المفتوحة ، ولاقت في الهند رواجاً عظيماً ، حتي صار كثير من الفقهاء و ”العلماء ” يرتحلون من بلادهم ويذهبون إلي الهند ليسمعوا الأحاديث ويتلقوا ” العلم” علي أيدي هؤلاء المعمرون ! ...وكان أشهرهم رجل اسمه ” رتـن ” توفي عام 630 هجرية، وزعم هذا الرجل أنه وهو في السادسة عشر من عمره جاءه في المنام أن النبي قد ولد في مكة ،فذهب إلي مكة من فورة … المهم ,أنه حين ذهب إلي النبي وحمله في المهد صبيا، كان جزائه من الله أن منحه طول العمر !! وكان ” رتـن ” هذا قد حدث عن النبي بقرابة 300 حديث !!إلا أن ” رتــن ” صاحب الـ 700 عام لم يكن أكبر المعمرين سناً .... فقد ظهر رجل أخر يدعي ” سـربـتـك” .... وقد زعم أنه كان أميراً ....وكان النبي قد أرسل له رسولاً يدعوه إلي الإسلام فتوجه بنفسه إلي النبي وقابله مرتين .... مرة بمكة و أخري بالمدينة .... وكان يحدث عن النبي ويروي للعامة الأحاديث والقصص .. وقد توفي سنة 333 هجرية وقت أن كان عمره 894سنة !!....

على صعيد اخر تستخدم الحكومات الاستعمارية الخرافات و الأديان فى السيطرة على الشعوب المحتلة !!! حيث استغلت أوروبا المسيحية الخرافات و الأديان فى السيطرة على الهنود الحمر بعد ان اكتشفها (كريستوفر كولومبوس )...لتقتل المقاومة فى سكان أمريكا الأصليين الى ان اندثر الهنود الحمر و لم يتبقى منهم الا بضعة ألاف يضعهم الامريكان الان فى محميات بغرض السياحة مثل الحيوانات فى المتنزهات الوطنية و يحصدون المال من خلفهم !!...على صعيد اخر عندما احتلت أمريكا العراق بحثت عن أسطورة يقدسها العراقيين فوجدت ضالتها المنشودة فى الصراع الشيعي السني و استخدمت كهنة الإسلام من الطرفين السني و الشيعي لإشعال هذا الصراع و نجحت بالفعل فى لفت الأنظار بعيدا عنها و أصبحت الحرب فى العراق بين السنة و الشيعة و المحتل يشاهد ويستمتع و يضخ النفط الى بلاده بكل حرية و كل هذا بفضل كهنة الإسلام الخونة الذين يتهمون كل من يخالفهم بالخيانة و هم اصل الخيانة فى كل مكان يحلوا عليه....وفى الحرب الأمريكية الفيتنامية أرسلت أمريكا ضابطا كبيرا للبحث عن خرافة يؤمن بها الفيتناميين !!!...فبحث هذا الضابط على خرافة فى تراث هذا الشعب فوجد شيء غير متوقع !!... حيث وجد ان الشعب الفيتنامي يؤمن بوجود مصاص الدماء.... فاخذ هذه الأسطورة واشترى كهنة أيضا للترويج لهذه الخرافة .....ومن اجل ترسيخ الخرافة فى نفوسهم فعل الجيش الأمريكي شيء بشع جدا... حيث اختطفوا جندي فيتنامي و قتلوه ثم علقوه على شجرة من قدميه حتى يصفى كل دمه ثم صنعوا ثقبين فى رقبته و ألقوه بالقرب من قرية كانت تشتهر بمقاومتها الشرسة للجيش الأمريكي ....و كانت المفاجئة الكبرى ان من فى القرية من جنود و سكان هجروها و تركوها للأمريكان...

ومن الخرافات فى كتاب سفر الرؤيا الذى تم تأليفه في الشرق، ويتحرك باستمرار نحوالغرب.... فقد انتقل من الأندلس إلى أمريكا، حيث نشطت ومازالت تنشط حركة تأويله حتى الآن....وقد ابتدأت عمليات التأويل الأمريكية لسفر الرؤيا جماعات التطهريين،الذين أقاموا مستعمراتهم في الشرق الأمريكي، وأرادوا إنشاء حكومة دينية أقرب ما تكون إلى تلك التي شكلت مجد إسرائيل التاريخية القديمة، وأنكرهؤلاء التطهريون حق المواطنة على من عداهم من المهاجرين، وأقاموا محاكم دينية لإرسال المنشقين الدينيين إلى المشانق...ولكن تكاثر المهاجرين من أوروبا، سرعان ما غمر التطهريين في الأفواج الكثيفة التي حلت بالشرق الأمريكي....ومع أن الآباء التأسيسيين للدولة الأمريكية كانوا يؤمنون بالله دون كتبه ورسله، وصاغوا الدستور الأمريكي ومواثيق المواطنة في أمريكا على هذا النحو، إلا أن ذلك لم يقض على حركة التأويل الديني وأحياناً العلماني لسفر الرؤيا، الذي ظل جاذباً حتى لأكثر المواطنين علمانية....وتواترت تأويلات ونبوءات أمريكية على مدى عقود طويلة بقرب الموعد الذي تقام فيه دولة إسرائيل، وأعلن عام 1800م موعداً نهائياً لقيام تلك الدولة، وانبثاق عهد السلام....وتعهد بعض الكهنة في منطقة نيوهيفين ببناء ميناء ينطلق منه الراغبون في الهجرة من أمريكا إلى إسرائيل..وعندما أعلن ثيودور هرتزل، منشئ الصهيونية، استعداده لقبول يوغندا مكاناً تقام فيه دولة إسرائيل، عدوه مهرطقاً ومعادياً لفكرة رد أرض إسرائيل إلى بني إسرائيل....وفي الخامس من مارس 1891م، أي قبل إصدار هرتزل لبيانه عن تأسيس الدولة اليهودية، كان بعض النصارى الأمريكيين المتصهينين، يضغطون على صناع قرارات السياسة الخارجية الأمريكية ليجعلوا من فكرة عودة اليهود إلى صهيون بنداً في السياسة الخارجية الأمريكية...وهكذا كانت التأويلات الشاطحة لسفر الرؤيا إحدى أهم وسائل تأسيس الدولة الإسرائيلية التي مازالت أداة لتهديد السلام منذ إنشائها، ويصعب أن تكون لها حال غير ذلك....

وفي أوائل القرن العشرين انطلقت تأويلات تقول بأن إرهاصات الألفية الجديدة قد بدأت فعلاً، وقد تنبأ البعض، ومنهم القس تشارلز راسل، بأن عام 1914م سيكون يوم القيامة.....«لذا فحين أطلقت الطلقات الافتتاحية للحرب العالمية الأولى، اتخذت نبوءته معنى مفاجئاً وعاجلاً، لا لدى أتباعه وحدهم، بل لدى كثرة من المؤمنين الآخرين، وقرروا أنها معركة هرمجدون، وزعموا أن روسيا هي مملكة يأجوج،التي ورد ذكرها في التوراة....وقبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939م جعل البعض يسرف في تأويل شخصيات سفر الرؤيا، لتنطبق على أسماء زعماء من أمثال لينين وستالين وهتلر وموسيليني.... وزعموا أن هذا الأخير أقرب إلى أن تنطبق عليه شخصية المسيح الدجال من هتلر لأنه انبعث من روما الوثنية التي كانت تضطهد النصارى في قديم الأزمان.... وزعم العالم اللاهوتي راينهولد نيبور أن معركة هرمجدون قد اقتربت، وأن تاريخ الإنسان قد أخذ يعد الخطى نحو ذروة يتجلى فيها الشر عرياناً متوقحاً....وعندما نجحت تجربة تفجير أول قنبلة ذرية في السادس عشر من يوليو 1945م،في صحراء نيو ميكسيكو، أسفر متأولو سفرالرؤيا عن ابتهاجهم العميق لتطابق الحدث المذهل مع مقطع في النص الرؤيوي يقول: «ومن العرش يخرج بروق ورعود وأصوات وأمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة أرواح الله وقدام العرش بحر زجاج شبه البلور»!...وكان قيام دولة إسرائيل بعد ذلك بسنوات قلائل، مما عزز جانب أصحاب النبوءات، فألقوا في رُوع الناس، أن الساعة الإلهية التي توقفت لمدة ألفي عام، قد بدأت تدق من جديد، وكانت تلك أكبر آية زادت نفوذ أصحاب النبوءات وسط الأمريكيين....وفي بعض أحايين قليلة انكشفت بعض خبايا البروتستانت المتصهينين، حيث ذكروا ما يعتقدونه من تأويل لسفري الرؤيا وأشعيا، لا يسر الإسرائليين، ومن ذلك قولهم إن المسيح الدجال سيساعد اليهود على إعادة بناء الهيكل، ويقنع الكثيرين منهم بأنه المخلِّص الحقيقي، وأنهم سيعبدونه ويرفعون صورته فوق الهيكل، ثم يكفر به بعضهم ويؤمنون بالميسح، وهؤلاء سينجون،بينما تهلك بقية بني إسرائيل....

وهكذا كما تقول البروفيسور كارين آرمسترونغ، في كتابها «معارك في سبيل الإله: الأصولية في اليهودية والمسيحية والإسلام»:« ففي الوقت نفسه الذي احتفى فيه الأصوليون البروتستانت بمولد إسرائل الجديدة، كانوا يطورون «فانتازيا» الإبادة الجماعية لهم في نهاية التاريخ، فقد وجدت دولة إسرائيل فقط من أجل التحقق الأبعد للمسيحية»!... ومع اقتراب ميعاد الألفية الثالثة، تزايد الهوس الديني في الولايات المتحدة، ولم ينحصر مداه على نطاق الأوساط الشعبية البسيطة، ولكن تعالى
ليبلغ قمة الهرم الاجتماعي والديني والسياسي في تلك البلاد....وتكاثرت النبوءات التي تقول بأن نهاية الزمن أصبحت قاب قوسين أو أدنى،وساعدت البرامج الإذاعية والتلفزيونية في نشر المواعظ والنبوءات....وتولى كبر هذه الدعاوى الخطيرة قسس من أصحاب النفوذ الهائل منهم القس هال لينسي وبيلي جراهام وجيم بيكر وجيمي سواجارت وجيري فولويل وتيموثي لاهي وبات روبرتسون، وغيرهم من دهاقنة القسس والقادة الدينيين الذين كانوا على صلات كبيرة بالأوساط السياسية والإعلامية والأكاديمية وأوساط رأس المال..وكمثال لما ظلوا يقولون، فقد نشر الدكتور والواعظ اللاهوتي الشهير هال ليندسي، في أوائل سبعينيات القرن الماضي، كتابه «كوكب الأرض العظيم الراحل» الذي وزعت منه ملايين النسخ، وزاد عدد المطبوع من كتابه أكثر مما طبع من الإنجيل نفسه....وقد ادعى في كتابه التأويلي هذا أن مشيئة الرب لنهاية العالم قد أصبحت عاجلة التنفيذ، وأنه في مرحلة قريبة ستكون هناك فترة سبع سنوات تبلغ ذروتها بعودة المسيح المشهودة لأهل هذا الكوكب الذي هو على وشك أن يرحل من الوجود....وأن المسيح سيأخذ معه كل من آمنوا به، ويدمر أعداءه الذين أحيوا الامبراطورية الرومانية، ويحطم يأجوج ومأجوج «يقصدالاتحاد السوفيتي السابق»، ويهشم مملكة الشرق«يقصد جمهورية الصين الشعبية» في معركة هرمجدون المهلكة....وقد ذكر القس بيلي جراهام في عام 1977م محرضاً الأمريكيين للاستعداد للحروب الأصيلة التي تنتهي بتدمير الأرض: «إن يوم «مجدو» على المشارف،وإن العالم يتحرك بسرعة نحو معركة «مجدو»، وإن الجيل الحالي سيكون آخر جيل في التاريخ، وإن هذه المعركة ستقع في الشرق الأوسط»! ...


وعلى صعيد أخر هناك وهم الإعجاز العلمي في القران – أكذوبة الأكاذيب وخرافة الخرافات حيث ينفق الناس الميزانيات الباهظة وآلاف ساعات العمل المضنية في التمحيص والتدقيق والبحث والتنقيب، ويقضون أياما وليالي طويلة في ترقب الظواهر وملاحظتها بالمجهر والمنظار أو وبوسائل التصوير الدقيقة والمتطورة، من امتداد الفضاء ملايير السنوات الضوئية، إلى أعماق البحار وأدغال الغابات،ثم في عمق الذرة والخلايا الدقيقة حيث عالم مذهل يفوق كل توقعات الحسّ المشترك وقواعد العقل الطبيعية، ثم يقومون بإجراء تجاربهم وتكرارها، وتقديم نتائج علمهم في معادلات رياضية دقيقة وأشكال هندسية مطابقة، وقد يمتد ذلك لسنوات طويلة، ويأخذ من أعمارهم جزءا غير يسير،وعندما ينال أحدهم جائزة البحث العلمي والاكتشاف لا يشعر بالغرور ولايتعالم أو يسمّي نفسه “علامة” أو “بحرا في العلم”، بل يتواضع ويقول للناس: هذه الجائزة تحفيز لي على الاستمرار في البحث والاكتشاف لأن معارف الإنسانية بحقائق الكون والطبيعة ما زالت ضئيلة.... حيث تسود ذهنية الغرور والتعالي، فقد وجد المنخرطون في تيارات الإسلام السياسي حلا للتعويض عن سيكولوجيا التخلف وشعور المسلمين بالمهانة أمام تقدم الدول القوية التي تقود العالم، أن يحكّوا لحاهم بعض الوقت ويحملقوا في نتائج العلوم المذهلة، وعوض أن ينحنوا احتراما لقوم بذلوا كل وقتهم من أجل العلم وراحة البشرية، وعوض أن يبحثوا عن إمكانية توفير شروط البحث العلمي الرصين في بلدانهم بقواعده المتعارف عليها في العالم كله، لكي يساهموا في مسار تطور العلوم الطويل،يصيحون بجهالة تقرب من حالة الأمية المطلقة : هذا موجود في القرآن ! سبحان الله ما أعظم الخالق ! ثم يسارعون إلى نشر اكتشافهم العجيب في وسط يعاني من كل أنواع التخلف المؤطرة باستبداد سياسي مزمن....لذلك ينتظر المسلمون نتائج أبحاث العلماء الحقيقيين ليتصيّدوها ويبحثوا لمعتقدهم الديني عن شرعية من خلالها، عَبْر ليِّ عنق النصوص والتعسف في تأويلها بشكل يبعث على الضحك والاستغراب، وكأنما العقائد الدينية كانت في يوم من الأيام بحاجة إلى تبرير علمي لإقناع الناس بها، وكأن التصديق الإيماني بالرسائل الدينية لا يكون إلا بتطابق مضامين الكتب الدينية مع النظريات العلمية في الفيزياء والفضاء....

والحقيقة أن هذا السلوك يشكل خطرا على العلم وخطرا على الدين في نفس الوقت، فهو يشكل خطرا على العلم لأنه منظور يخلط بشكل متهوّر بين مجالين لا يمكن الخلط بينهما لا منهجا ولا موضوعا، مما يؤدي إلى عرقلة انتشار الفكر العلمي والعقلانية العلمية،ويشكل خطرا على الدين لأن نتائج العلوم نسبية وعُرضة للتطور والتغير، مما يضع الدين بعد ذلك موضع شك، كما أن من نتائج استغلال العلم لأغراض دينية أن قام عدد من المختصّين بنشر كتب لتفنيد تلك الإدعاءات عبر إبراز ما سموه “الأخطاء العلمية في القرآن”، و”الأخطاء الحسابية في القرآن”و”الأخطاء التاريخية في القرآن”، فأصبح الدين مجالا للتبخيس والنقض،والمسؤول عن ذلك أولائك الذين حشروه في كل شيء، في السياسة، في العلم،وحتى في الرياضة والفنون، ولو أنفقوا من الوقت والمال ما ينفقونه في ترويج الآراء الهذيانية باسم “الإعجاز العلمي”، لنجحوا في وضع أسس البحث العلمي والنهضة العلمية بقواعدها الكونية في بلدانهم....مما لاشك فيه إن الإيمان الديني لا يخضع لمنطق علمي تجريبي أو رياضي قطعي، ولا لحساب وقياس مادي، ولو كان الأمر كذلك لآمن أهل الأرض جميعا، لأن هذا النوع من الأدلة لا وجود له على الإطلاق في مجال الغيبيات والميتافيزيقا، لهذا يختلف الناس في العقائد وفي الإيمان أو عدمه، بل إن في أعماق كثير من المؤمنين يوجد قدر من الشك يقابله بالتجاهل، لأن القناعات الميتافيزيقية لا تنتظر دليلا ماديا قاطعا، وإنما الإيمان تصديق عاطفي مصدره الميول الوجدانية والثقافة السائدة في المجتمع، ولهذا يختلف فيه الناس من شخص إلى آخر، فالأدلة التي يقدمها شخص مؤمن على وجود الله ، لا تعدّ أدلة مقنعة لغير المؤمن، إلا إذا شعُر وجدانيا بفراغ روحي وبالحاجة إلى الإيمان، والعكس صحيح كذلك، إذ لا يمكن لشخص يفتقد العواطف الدينية ولا يشعر بالحاجة إليها، أن يُقنع غيره برأيه مهما قدّم من أدلة عقلية أوعلمية....

إن الهدف من إشاعة التأويلات المحرّفة حول “الإعجاز العلمي في القرآن” في أوساط طلبة العلم و حتّى عامة الناس هو خدمة التديّن الإسلامي على النمط “الإخواني” ونشره، وليس خدمة العلوم، لأن العلوم ليست بحاجة إلى تبرير ديني، بل إن سلطتها في تماسكها البرهاني المنطقي والتجريبي، ومن تمّ فهذا النوع من الإشاعات إنما يعكس ضعف المسلمين وتخلفهم، كما يعكس وعيا شقيا بضرورة الانتقام لأمجاد غابرة ....إنّ العلماء الحقيقيين يحتفظون بقناعاتهم الروحية لأنفسهم، ويعملون على نشر المعارف العلمية بأسسها المنهجية والعقلانية والتجريبية، بينما يفعل المسلمون العكس، يحجُرون على العلم والعقل، ويعملون على إشاعة قناعاتهم الدينية....لقد عرف المسلمون ازدهارا نسبيا في العلوم الطبيعية والرياضيات والطب والهندسة خلال القرون الأربعة الأولى من تاريخ الحضارة الإسلامية، لكنهم خلال تلك الفترة كانوا يقومون بأبحاث علمية حقيقية، وكانوا يساهمون في تجديد المعارف العلمية وتطويرها، كما كانوا يقومون ببعض التجارب، و لم يكونوا يفعلون ذلك انطلاقا من القرآن، بل انطلاقا من النظريات العلمية التي خلفها علماء وأطباء أمثال فيتاغورس وجالينوس وأبقراط وديمقريطس وبطليموس وغيرهم، وهذا ما أثبتوه في كتبهم وأبحاثهم، ولم يسبق لأحد منهم أن قال إنه اكتشف نظرية علمية ما من الدين، أو انطلق من قناعات أو نصوص دينية لكي يبحث في العلوم، وهذا ما يفسر معاكسة الفقهاء لهؤلاء وتأليب الناس عليهم، واتهامهم بـ”الزندقة” وبالاشتغال بـ”علوم الأوائل”، أي قدماء اليونان والسريان، وهذا ما كان سبب محنة جابر بن حيان والخوارزمي وعباس بن فرناس والرازي الذين اتهموا جميعا تهما دينية، بل حتى ابن رشد الذي حاول الدفاع عن العقل من داخل النصوص الدينية باستعمال الآيات الداعية إلى إعمال العقل قوبل بردود فعل انتقامية فصِل على إثرها من منصبه وأحرقت كتبه.... ومن النصوص المعبرة ما كتبه أبو بكر الرازي في نقد معاصريه من فقهاء المذاهب قائلا:” “إن سُئل أهل هذه الدعوى عن الدليل على صحة دعواهم ، استطاروا غضبا، وهدروا دم من يطالبهم بذلك، ونهوا عن النظر،وحرضوا على قتل مخالفيهم، فمن أجل ذلك اندفن الحقّ أشد اندفان ، وانكتم أشد انكتام”.....


من ناحية اخرى هناك تشابه بين كل الديانات الابراهيمية (اسلام, يهودية, مسيحية) و الميثولوجيا الاغريقية....ولن ادخل في تفاصيل دقيقة, بل سأذكر بعض اوجه التشابه بين كل من قصص الاسلام و الخرافات اليونانية القديمة:
1- قصة نوح و الطوفانhttp://en.wikipedia.org/wiki/Deucalion : هناك قصة يونانية مشابهة لقصة الطوفان و سفينة نوح.... لن ادخل في تفاصيلها لانها قصة طويلة.... باختصار, الاله الاغريقي زيوس غضب على ملك اركاديا لايكيون, فقام بارسال الطوفان و اغرق العالم..... و لكن ديوكاليون, ابن التايتن بروميثيوس, قام ببناء "صندوق" خشبي لينجوا هو و زوجته من الطوفان....
2- البراقPegasus.gif centaur_sketch-780724.jpg :هناك الحصان المجنّح بيجاسوس, الذي كان يركبه البطل الاسطوري اليوناني بيلاروفون... و كذلك هناك المخلوق الاسطوري المسمى Centaur او القنطور, و هو نصف حصان و نصف انسان....
3. خلق الانسان من تراب و وهبه الارض http://en.wikipedia....wiki/Prometheus :حسب الاساطير الاغريقية فان بروميثيوس (الذي ذكرته في قصة الطوفان), قام بخلق الانسان من تراب..... و ايضا فان ملك الالهة زيوس قام بوهب بروميثيوس الارض ليعيش عليها....
4- مريم العذراء : هناك عشرات القصص في الاساطير الاغريقية عن عذراوات يصبحن حوامل على يد الالهة بدون ممارسة الجنس.... هناك اسطورة تقول ان ام الفيلسوف افلاطون كانت عذراء و ان والده كان الاله ابولو....
5- قصة حوّاء و التفاحةhttp://en.wikipedia.org/wiki/Pandora :في الاساطير اليونانية فان باندورا كانت اول امرأء تخلق. القصة تقول ان كل اله قام باعطائها هدية, و من ثم تم وضع كل الهدايا في صندوق و مُنعت باندورا من فتحه. لكن من شدّة فضولها قامت باندورا بفتح الصندوق ممّا ادّى الى غضب الالة و انتشار الجوع و المرض في العالم....

لايختلف اثنان أن المعلومة الخاطئة والخرافية ظاهرة تكاد تكون منتشرة في جميع الأسر والمجتمعات والطوائف والشعوب والأمم، وقد شاع ذلك منذ زمن بعيد وفي مجالات عديدة....لكن هالني ما سمعته من موقف خرافي في عصرٍ يتسم بالعولمة والسرعة والانفتاح، فقادتني الدهشة من هذا التلوث الفكري المجتمع إلى جمع بعض المعتقدات الخرافية السائدة، لتكشف لي عن أسرار وخبايا تلك التصورات الخيالية وربطها بالواقع، والدوافع الكامنة وراء تعزيزها رغم أنها لا تمت إلى الحقيقة بصلة، لكنها وللأسف مازالت تطبق وتمارس عند كثير من الأسر في مجتمعاتنا الإسلامية المنوعة....ويدرجونها تحت بند التفاؤل أو الشتاؤم إما عن إيمان متوارث بها يورثونها لأبنائهم، أو على اعتبارها اسلوبًا من أساليب التخويف والترهيب والاخضاع والردع، أو اتخاذها ضربًا من ضروب الفكاهة لإنماء ذاكرة الطفل بحسب زعمهم.... أو التذرع بها هروبًا من واقعهم....وإن استمرت المعلومات الخرافية في أخذ مجال أوسع وصولًا إلى سن الرشد دون تصحيح أو تنبيه إلى عدم مصداقيتها، فإنها قد تأخذ بسلوك الراشد إلى منحى أسوء، حيث تؤدي به إلى الانعزال الاجتماعي التام، وربما إلى الجنوح والشذوذ، وممارسة نشاطات غير إنسانية كالسرقة والاحتيال والخيانة ونثر الأكاذيب وبث الإشاعات و... الخ...وقد يتخذ أحيانًا الوجه الآخر، فينحو نحو الدين ويتشبث به في كل صغيرة وكبيرة، إلى أن يصل إلى حد التصوف اللامعقول والتعصب له، والزهد في الحياة، كل ذلك مرده إلى التناقضات التي يعايشها بشكل مباشر وغير مباشر، وتنمو استجابة للإحباطات والمعاناة في الطفولة...وتلك السلوكات تتم بدافع الانتقام من ذلك العالم الذي حرمه العيش بأحضان الحياة بصدق وشفافية وعلاقات مباشرة مع ذاته ومحيطه ومدارك حواسه بشكل طبيعي.



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس هى الحل السحرى لمشكلات إسرائيل
- سنوات الكور الضائعة
- إعلاء قيمة الحياة لا يكون بمصالحة الاخوان أعداء الحياة
- الحب يحتاج الى الحب
- المؤامرة الكبرى
- الإخوان صدقوا ما عاهدوا اليهود عليه
- لقد فوضناك من أجل لا للاخوان ولا للمصالحة معهم
- الدين جاء لكى نعبد الله وليس البشر
- الثورات العربية فجرت الحلم الكوردى من جديد
- عنان مرشح أمريكا للرئاسة و النسخة العسكرية للبرادعي ولعبة ام ...
- فى امارة همجستان الاخوانية عودة تشافيز الى الحكم هى الحلم
- هو وهى والزمان
- تحليل جيوبوليتيكي استراتيجي للأزمة السورية
- ارحلى ..
- كشف المستور عن مؤامرة الربيع العربى
- يا توكل كرمان او ( تبول خرمان ) قبل ما تنصحى غيرك انصحى نفسك
- الواقع فشخ الخيال فى علاقة اوباما بالاخوان
- نظرية الدومينو السياسية تعكس عمق مخاوف اوردوغان من العسكر ال ...
- يا اوردوغان : خليك فى حالك!!
- امريكا هى الدولة الراعية للاخوان


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الخرافة فى التاريخ الاسلامى