|
تاريخ السمفونية
مازن المنصور
الحوار المتمدن-العدد: 1214 - 2005 / 5 / 31 - 05:49
المحور:
الادب والفن
تاريخ السيمفونية (SYMPHONY )
’’ الشعر جسم الوردة والموسيقى رائحتها ‘‘
( فاجنر)
هي مقطوعة موسيقية تعزفها الأوركسترا وليست آ لة منفردة كما هو الحال في الكونشرتو ، كما ويراعي في تأليفها قالب ( الصوناتة) الذي يخضع بدوره إ لى أ صول وقواعد ، كي تساعد المجموعة الأوركسترالية على تصوير الفكرة الموسيقية في أ شكال عديدة ، والافصاح عنها بشتى المشاعر والعواطف . ويمكننا أ ن نشبه السيمفونية ببناء عظيم ، أ و كاتدرال شامخ ، مشيد على فن المعمار الحديث ، ومزين بأ فخم النقوش البديعة والأحجار الثمينة . فالأ لحان في السيمفونية تتشكل وتتقلب بين آلات الأوركسترا ، وكأ نها مناظرة موسيقية فنية تجمع بين الحسن والجمال .
كانت السيمفونيات الأ ولى قبل هايدن تؤلف على اساس حركات الثلاث، ولكن الفكرة تطورت عام 1740 فوضع موسيقار نمساوي يدعى ( مون) سيمفونية من أ ربع حركات . وليس من الصواب الاعتقاد بأ ن هايدن وموتسارت المؤسسان الأولان للسيمفونية ، فالواقع أ ن هايدن تأ ثر كثيرا بالمؤلفات الأولى لأ مانويل باخ ، كذلك نهج موتسارت خطوات يوهان كريستيان باخ من ناحية الأسلوب الانشائي . ولا ننسى أ وركسترا مدينة ( منهايم ) التي كان لها النفوذ العظيم على تأسيس السيمفونية الكلاسيكية والاعتناء بها .
ومن مآ ثر الفرقة أ يضا إ دخال عناصر جديدة في الأ داء الموسيقي منها العزف باللين ، والعزف بالشدة ، والارتفاع باللحن تدريجيا ، والعكس . وكذلك بعض النظريات الأخرى التي كان لها أ صل ثابت في تثبيت السيمفونية .
وفي عصر بيتهوفن أ خذت السيمفونية تخطو خطوات واسعة نحو الكمال. ويرجع ذلك الى تأ ثر الطبقة الأ جتماعية بالحروب الفرنسية ، فبدأ ت القواعد الموسيقية والنغمات الزخرفية تتلاشى رويدا رويدا ، وتحل محلها أ لحان تعبر عن مشاعر الشعب ا لأ لماني ، وثوراته النفسية . وبذلك أ نتاب السيمفونية تطور جديد ، نتيجة للأ فكار الحديثة . فكانت الحركة الثالثة تأ خذ سابقا شكل المينويت ، تلك الرقصة التي بلغت أ وجها في عهد لويس الرابع عشر ، فبعد أ ن ادرجها هايدن وموتسارت في أ عمالها ، أ دخل بيتهوفن مكانها حركة خفيفة مرحة تسمى ( اسكرزو ) أ ي ( مداعبة ) . وبعد وفاة بيتهوفن أ صبحت السيمفونية غير مقيدة بشكل معين من ناحية التصميم ، والقواعد الموسيقية ، فتحولت من دورها الكلاسيكي إ لى مرحلة رومانتيكية جديدة ، تصاغ في قالب يعبر عن الأ فكار الخاصة ، والمشاعر الإ نسانية . ومن فطاحل الفن الذ ي بزغ نجمهم في هذا المضمار ( فيبير ، شومان ، شوبان ، وبرليوز ) . ويعتبر بيتهوفن رومانتيكيا في موسيقاه ، مع أ نه عاش في العصر الكلاسيكي . ويعزى ذلك إلى أ ن الحانة كانت خير أ داة افصاح عما كان يجيش في خاطر الشعب الأ لماني وقتئذ من الأ فكار السياسية والآ جتماعية .
وفي القرن التاسع عشر وجد الرومانتيكيون أ ن التقيد بالقواعد التي تشكل عليها السمفونية الكلاسيكية قد تعطل من أ فكارهم الموسيقية ، وبذلك بدأ ت بوادر اضمحلال هذا البناء الشامخ ، حتى أن ’’ فاجنر‘‘ كان يعتبر السيمفونية بمثابة قبعة قديمة . ولاكن براهمز وبروكنر وتشيكوفسكي كانوا من ا لأ بطال الأ فذاذ ، الذين دافعوا عن السيمفونية دفاعآ مجيدآ ، ووضعوا منها مؤ لفات خا لدة تشهد لهم بالعظمة والقوة .
وفي القرن العشرين أ درج سيزار فرانك تعديلات هامة في السيمفونية ، وأ همها الوحدة بين الأ لحان الأ ساسية . وكانت موسيقاه كثيرة التحول بطريقة الانتقال الكروماتيكي . ومن المشاهير ذوى التطور في هذا النوع ( جوستاف ماهلر ، وجان سبيليوس ) ومن المزايا التي تتصف بها السمفونية الحالية طريقة التنمية بصورة أ وسع ، والزيادة في آ لات الأ وركسترا ، وا دخال آ لات ايقاعية جديدة ، والاكثار من حركات السمفونية ، وادراج الناحية الغنائية في بعض الأ حيان ، والحرية المطلقة في أ ختيار الأ لحان ، والتفنن في الايقاع ، وكذا إبتداع العناصر الهارمونية المتنافرة التي تتفق مع الأسلوب الموسيقى الحديث . القصيدة السيمفونية(Symphonic Poem )
مقطوعة تصف شيئا معينا إ ما قصة واقعية ،أ و منظرا طبيعيا . وقد بدأ ازدهار هذا النوع في القرن التاسع عشر على يد بريلوز ، إ ذ وصف حبه الفاشل في سمفونيته الملقبه ( بالفنتاستيك ) . ثم أ عقبه ( ليست ) فوضع قصائد رائعة منها ( المقدمات ، ودانتى ، وفاوست ) مع التحرر من التزامات الصيغ المحدودة.
ثم جاء ريشارد اشتراوس فاقتبس الكثير من طابع ليست وبرليوز وزاد عليه عناصر جديدة منها استعمال الأوركسترا لتصوير الأشخاص ، وادراج نواح هامة في الموسيقى الإ يقاعية . ولا ننسى سبيليوس في قصائده السيمفونية التي تصور مياه البحيرات ، والغابات الفسيحة ، وعواصف الشمال.
الفنان مازن المنصور [email protected] Oslo .Norway
#مازن_المنصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نوادر الموسيقى
-
تاريخ موسيقى الأوبريت
-
تاريخ موسيقى الفلامنكو
-
تاريخ ألة الكيتار
-
تاريخ موسيقى الآوبرا
-
تاريخ موسيقى البالية
-
تاريخ الموسيقى الكلاسيكية
المزيد.....
-
طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب
...
-
المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها
...
-
أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ
...
-
الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
-
كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
-
6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
-
فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
-
قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
-
أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال
...
-
بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون
...
المزيد.....
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
المزيد.....
|